السلطات اليمنية تؤكد أسر الحوثيين 228 جندياً في موقع الزعلاء


السلطات اليمنية تؤكد أسر الحوثيين 228 جندياً في موقع الزعلاء
تاريخ النشر : 2010-07-31القراءة : 410
غزة – دنيا الوطن
اتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، السبت 31-7-2010، المتمردين الحوثيين بتنفيذ “أجندة خارجية، والتنصل عن السلام، وارتكاب خروفات مستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار”. ووصف صالح الحوثيين بـ”تجار الحروب”. وكرر دعوته لهم التزام النقاط الست الخاصة بوقف الحرب السادسة في شباط (فبراير) الماضي.

من جهتها، اتهمت اللجنة الأمنية اليمنية العليا جماعة الحوثي، باحتجاز مئتين وثمانية وعشرين من الجنود والمسلحين القبليين من موقع الزعلاء في منطقة العمشية شمال حرف سفيان، خلال المواجهات الأخيرة.

وقال مصدر مسؤول في اللجنة إن المتمردين الحوثيين ارتكبوا عدة خروقات منذ صدور القرار بإيقاف العمليات العسكرية مقابل تنفيذ النقاط الست، وأسفرت تلك الخروقات عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والمخطوفين، بالإضافة إلى قطع الطرقات وتفجير منازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم.

وأوضح المصدر أن آخر هذه الاعتداءات كان حصار موقع الزعلاء في مديرية حرف سفيان لمدة شهرين، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح وخطف 55 شخصاً آخرين من الوحدات المرابطة، ومن أصحاب الشيخ صغير عزيز، عضو مجلس النواب.

وتابع المصدر قائلاً “إن اللجنة الأمنية العليا تحمّل عناصر التمرد ومن يقف وراءها، النتائج المترتبة على تلك الخروقات، والجرائم الخطيرة والتي ترتكبها يومياً”.

نجاد يعلن برنامجا لزيادة السكان في إيران يتضمن حوافز مالية لكل مولود


نجاد يعلن برنامجا لزيادة السكان في إيران يتضمن حوافز مالية لكل مولود
تاريخ النشر : 2010-07-29القراءة : 2450 غزة – دنيا الوطن
أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تغييرا جذريا في سياسة السكان في إيران بتشجيع النمو السكاني بدلا من السياسة السابقة التي استمرت عقودا لتنظيم النسل. قائلا إن تحديد النسل فكرة غربية مستوردة.
وقال أحمدي نجاد إن الحكومة ستشجع الأسر على الإنجاب لزيادة عدد السكان عن طريق مبادرة جديدة بدفع مخصصات لكل عائلة عن كل طفل جديد، ووضع حساب توضع فيه أموال لكل مولود يستطيع أن يحصل عليها عندما يبغ سن الـ18 عاما.

وقال نجاد في احتفال مساء أول من أمس وفقا لوكالة الأنباء الألمانية إن هؤلاء الذين يؤيدون تخطيط الأسرة يعيشون في أفكار العالم العلماني. وتأتي السياسة الجديدة لأحمدي نجاد في إطار خططه لزيادة عدد السكان، وكان قد أعلن سابقا أن إيران تتحمل أن يكون عدد سكانها 150 مليون نسمة. وهي الآن 75 مليون نسمة.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن البرنامج الجديد سيكون جذابا للقطاعات الأقل دخلا في المجتمع، وهي الفئات التي كانت القاعدة الشعبية المؤيدة للرئيس الإيراني في انتخابات 2005 و2009. وينتهج أحمدي نجاد سياسات شعوبية في بلد يقدر أن عدد الذين يعيشون فيه تحت خط الفقر يبلغون 10 ملايين نسمة. ولم يكن واضحا من أين ستأتي الحكومة الإيرانية بالأموال اللازمة للبرنامج الجديد، بينما تعاني من مشكلات في تمويل مشروعات البنية الأساسية.

وكانت إيران بدأت في السبعينات برامج ناجحة لتحديد الأسرة بشعار «طفلان يكفيان». وألغي الشعار بعد قيام الثورة في عام 1979، ثم أعيدت سياسات تخطيط الأسرة بعد 10 سنوات عندما ازداد عدد السكان وتدهور الاقتصاد. وأدت هذه السياسات إلى خفض معدل النمو السكاني من 3.9% في 1986 إلى 1.6% في 2006. وبعد انتخابه في 2005 أعلن أحمدي نجاد أن طفلين لا يكفيان للأسرة الواحدة، وشجع الناس على المزيد من الإنجاب. وبموجب الخطة الجديدة التي ستنفذ من 21 مارس (آذار) المقبل سيتم وضع وديعة تعادل 950 دولارا في حساب بنكي لكل مولود جديد، ثم يحصل على 95 دولارا سنويا حتى يبلغ سن الـ18. ويتوقع أن يسهم الآباء بمبالغ مماثلة في هذا الحساب. وبعد أن يتم صاحب الحساب سن الـ20 يستطيع أن يسحب الأموال للإنفاق على التعليم أو الزواج أو السكن. وتبلغ أرقام البطالة الرسمية في إيران 10% بينما يوجد 26 مليون إيراني وإيرانية في سن ما بين 15 و30 عاما.

وفي نفس المناسبة الخاصة بتدشين مشروعي بتروكيماويات في مدينة عسلوية، قال أحمدي نجاد إن زمن التسلط قد ولى وحان الوقت كي تستعيد الشعوب ثرواتها من المستكبرين، مؤكدا أن الشعب الإيراني يرتقي ويسمو من بين الصعوبات ليتحول إلى شجرة خالدة في التاريخ.

وحسب وكالة أنباء «فارس» قال أحمدي نجاد أيضا إن الشعب الإيراني عازم على السير النوراني نحو تحقيق العدالة والبناء والوئام، ويدعو بذلك الجميع للسير معه في هذا الطريق . وفي جانب آخر من حديثه قال الرئيس أحمدي نجاد: «سألني أحد الصحافيين قبل مدة ماذا يعني إذا ما قام الغرب بفرض عقوبات على إيران، فأجبته أن الأمر لن يكون مفيدا، ولن يحقق شيئا للغرب، بل إنهم سوف يواجهون أضرارا على في هذا الجانب». وأضاف الرئيس أحمدي نجاد بخصوص الإيرانيين الذين يسافرون إلى أوروبا من أجل السياحة أو شراء البضائع، أن تحديد هذا السفر أو قطعه يتسبب في الضرر للأوروبيين، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى بيع هذه السلع.

وأضاف أن السياسيين «يخضعون لتسلط الصهاينة، وبسبب تراجع النمو يعتقدون أنهم يملكون العالم والتهديد بفرض العقوبات على الآخرين بشكل وقح، لكن العالم قد تغير الآن وانتهى عصر التطاول على ثروات الشعوب، كما انتهى عصر العبودية، وصار لزاما عليهم إعادة الحقوق التي سرقت من تلك الشعوب، وإن شاء الله نشهد قريبا عصر تحقق العدالة الإلهية».

حدث في ليلة غير مقمرة


حدث في ليلة غير مقمرة
بقلم: ديه سيجي تكبير الخط

ولد الروائي والمنتج السينمائي ديه سيجي في الصين في عام .1954 من مؤلفاته الرواية الأكثر مبيعا عالميا “بلزاك والخياطة الصينية الصغيرة” التي طبعت في 38 دولة وكانت ضمن القائمة النهائية المرشحة لجائزة الإندبندنت للأدب الأجنبي وتم تحويلها إلى فيلم، ورواية “كحّة السيد مو المتنقلة” الفائزة بجائزة المرأة. ويسرنا أن نقدم المقطع التالي من روايته الأخيرة “حدث في ليلة غير مقمرة” الصادرة عام .2009
الجزء الأول: الصين (1978 – 1979)
دعنا نطلق عليها بقايا مشوّهة، هذه القصاصة من نص مقدّس، مكتوب بلغة ميتة منذ أمد طويل على لفافة من الحرير التي سقطت ضحية لمزاج عنيف من الغضب ومزّقت إلى قسمين، ليس بيدين اثنتين أو سكين أو مقص لكن بصراحة مُطلقة، بأسنان إمبراطور ثائر.
كان لقائي قد تم مصادفة مع البروفيسور تانج لي في منتصف يوليو 1978 في غرفة إجتماعات بفندق بكين وما كشفه لي حول تلك الثروة لايزال يضيء حتى اليوم كمربع صغير من الضوء في المتاهة الغائمة والمشوشة التي أصبحت عليها ذكرياتي عن الصين.
أول مرة في حياتي كنت أحصل فيها على أجر بصفتي مترجما في اجتماع تم ترتيبه من قبل شركة إنتاج سينمائي من هوليوود لمناقشة سيناريو فيلم “الإمبراطور الأخير” الذي صار فيما بعد فيلما رئيسيا يعرفه كل فرد، مكللا بتسع أو عشر جوائز أوسكار وحصد إيرادات شبّاك خيالية. فبترخيص من جامعة بكين حيث كنت مسجلا في دائرة الأدب الصيني كطالب أجنبي، ومسلحا بدفتر ملاحظات اشتريته في اليوم السابق خصيصا لهذه المناسبة، أخذت طريقي إلى فندق بكين في منتصف عصر يوم صيفي حار جدا لدرجة انه بخّر كل شيء محولا المدينة الكبيرة إلى مرجل يغلي بثبات بسكانها. وغرقت عجلات دراجتي الهوائية التي كانت تصرصر معلنة نهايتها في الأسفلت الكثيف، ذائبة بالحرارة وباعثة دوائر صغيرة من الدخان الأزرق. وكان بهو الفندق المكوّن من ثمانية طوابق (ناطحة السحاب الوحيدة في بكين في ذلك الوقت) مزدحما بنشاط مثير وكان الباب الزجاجي الدوّار محاصرا بسلسلة بشرية من خمسين أو مائة أو مائتي شخص مزعج، استطعت أن أخمّن من لهجاتهم إنهم جاءوا من كل منطقة في الصين. أولياء الأمور المحملون بالمؤونة والأطفال الحاملون لشنط الكمان على ظهورهم بالرغم من الحرارة، يرتدون سترات ذات طراز غربي وقمصانا بيضاء بها أزرار حتى الرقبة وربطات عنق، مع ان بعضهم لا يتجاوز السادسة أو السابعة من العمر. وما ان يظهر كل طفل في البهو، حتى تنفجر تظاهرة، فيندفع الآخرون ويحتشدون محدقين بتشوّق وممطرين القادم الجديد بأسئلة غير صبور. بدا ذلك كأنه بالضبط حشد من اللاجئين القلقين المتصارعين على أبواب سفارة. بعد قليل عرفت أن كل واحد منهم ينتظر مقابلة خاصة مع يهودي منيحم الذي يزور الصين مرة واحدة في السنة في مهمة خيرية وفنية ويكون خلالها عنصرا مهما من الدعاية الشخصية: إيجاد طفل أو طفلين عبقريين، موزارت صيني جديد. هذه فرصة ذهبية لهؤلاء العازفين الصغار على الكمان، وأمل لاحتمال أن يحالفهم الحظ للسفر إلى الولايات المتحدة وحضور مدرسة موسيقية يديرها الأستاذ نفسه.
كنت مدعوا للانضمام إلى مجموعة مؤلفة من ممثل عن المخرج الأمريكي الإيطالي الأصل ومساعد إنتاج ومترجم آخر واثني عشر باحثا تاريخيا بارزا. جلسنا حول طاولة مستطيلة مغطاة بقماش أبيض عليه علب معدنية من الكوكاكولا وأكواب من الشاي، ومنفضات سجائر ومزهريات من الورد البلاستيكي والورقي، وفي الوسط، في مكان الصدارة، قبع جهاز تسجيل احترافي فخم. على الجدار علّقت صورة كبيرة بالأسود والأبيض تمثّل بويي، الإمبراطور الأخير، التُقطت في المدينة المحظورة في يوم شتوي بارد جدا في عام .1920 كان يرتدي معطفا غربي الطراز ونظارة ذات عدسات دائرية بدون اطار، ملامحه متوترة وتعابيره داكنة.

اخبار الخليج

غموض يكتنف انفجار ناقلة نفط يابانية عملاقة في مضيق هرمز


غموض يكتنف انفجار ناقلة نفط يابانية عملاقة في مضيق هرمز
تاريخ النشر : 2010-07-29القراءة : 2507 غزة – دنيا الوطن
يكتنف الغموض حادث الانفجار الذي تعرضت له أمس ناقلة نفط خام يابانية أثناء إبحارها في مضيق هرمز، الذي يمر منه 40 في المائة من النفط العالمي، وهو ما تسبب عن إصابتها بأضرار إضافة إلى إصابة أحد الأشخاص بجروح طفيفة.
وكان على متن الناقلة خلال مرورها عبر المياه العمانية في مضيق هرمز حيث المجرى المائي الاستراتيجي في الخليج العربي طاقم من 16 فلبينيا و15 هنديا وكانت تنقل حمولة من النفط الخام قدرها 160 ألف طن.

ولف الغموض الأسباب التي نجم عنها الانفجار الذي أصاب الناقلة العملاقة، ففيما أعلن الأسطول الخامس الأميركي أن أسباب الانفجار ما زالت «مجهولة». رجحت الشركة المالكة للناقلة «ميتسوي أو إس كيه لاينز» المحدودة في بيان تعرض السفينة (إم ستار) لهجوم خارجي، استنادا إلى مشاهدة أحد أفراد الطاقم لوميض في الأفق قبل الانفجار الذي وقع في نحو الساعة 12.30 صباحا بالتوقيت المحلي، في الوقت الذي أكد مسؤول في ميناء الفجيرة الإماراتي، الذي أبحرت إليه السفينة فيما بعد، أن زلزالا تسبب في موجة عنيفة أدت إلى ذلك الحادث، لكن مسؤولا في المركز الوطني للزلازل بالإمارات استبعد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون سبب الحادث حدوث الزلزال.

وقالت ناطقة باسم أسطول البحرية الأميركية الخامس المتمركز في البحرين إن الأسطول عرض مساعدة السفينة بالتنسيق مع «منظمة التجارة البحرية التابعة للمملكة المتحدة» ولكن السفينة امتنعت عن قبول هذا العرض.

وفيما يخص التقارير عن «زلزال» أثر على السفينة، قالت ناطقة باسم أسطول البحرية الأميركية الخامس لـ«الشرق الأوسط»: «لقد رأينا هذه التقارير ولكن لا يوجد لدينا أي معلومات تشير إلى أن ذلك كان له تأثير على السفينة». وأضافت أنه لا يوجد لديها علم بمثل هذا «الزلزال». وحول احتمال أن يكون التفجير نتيجة لعمل تخريبي أو هجوم، قالت: «نعلم أن السفينة إم ستار تعرضت لحادث ما ولكن ليس لدينا معلومات أكثر من ذلك»، مضيفة أن أسطول البحرية الأميركية ينوي مراقبة السفينة ومتابعة تفاصيل الحادث. وشددت الناطقة على أن مضيق هرمز «مفتوح وآمن»، مضيفة أنه غير متأثر بهذا الحادث.

وأوضحت الشركة في بيانها أن الحادث لم يسفر عن وقوع تسرب نفطي وأن الناقلة واصلت الإبحار إلى ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة للفحص.

وذكرت وزارة النقل والسياحة في اليابان أن الناقلة كانت في طريقها من ميناء «جزيرة داس» في أبوظبي إلى ميناء «شيبا» بالقرب من طوكيو في اليابان لتسليم حمولة لشركة «كوزمو أويل» لتكرير النفط.

ومن المستبعد أن ينعكس انفجار ناقلة النفط الخام العملاقة على حركة الشحن في المنطقة، وفقا لكوسالا ويجيسنغه، مدير الأعمال في شركة «وكالة الخليج» للشحن الواقع مقرها في عمان، بحسب «وول ستريت جورنال».

وفي طوكيو، أعلنت وزارة النقل اليابانية في بادئ الأمر أن الطاقم نسب الانفجار إلى هجوم، لكن السفينة قادرة على مواصلة طريقها ولم يتسبب ذلك في أي تلوث. ووقع الحادث الثلاثاء في الساعة 20.30 ت غ، أي ليل الثلاثاء الأربعاء، في المضيق بين إيران وسلطنة عمان على ناقلة نفط لشركة النقل البحري اليابانية «ميتسوي أو إس كاي» وأن أحد البحارة أصيب بجروح وأن السفينة تضررت جزئيا.

وأعلن الأسطول الخامس أن «سبب الانفجار وحجم الأضرار لم يحددا بعد» وأن «التقييم الأولي من صاحب سفينة (ميتسوي أو إس كاي لاينز) يفيد بانتزاع أحد قوارب النجاة من السفينة وتضرر جانبها الأيمن». وأوضح الأسطول الخامس أن طاقم الناقلة أعلن أنه لا يحتاج إلى مساعدة وأن السفينة متوجهة إلى ميناء الفجيرة شمال الإمارات «بوسائله الذاتية للقيام بإصلاحات».

وفي الإمارات، توقع مدير ميناء الفجيرة الكابتن موسى مراد أن «تصل ناقلة النفط اليابانية إلى ميناء الفجيرة بحدود الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم (أمس)». ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن المدير قوله إن «الناقلة كانت تتجه من ميناء الرويس إلى اليابان وعند مرورها بمضيق هرمز تعرضت لموجة عالية نتيجة هزة زلزالية اضطرت بسببها إلى العودة إلى ميناء الفجيرة للتزود بالوقود والتأكد من صلاحيتها قبل إكمال رحلتها إلى اليابان».

لكن وكالة فارس الإيرانية نقلت عن علي أكبر صفائي مسؤول المراقبة البحرية في محافظة هرمزقان الإيرانية المطلة على مضيق هرمز أن «الحريق نجم عن انفجار على السفينة التي تخضع حاليا لمراقبة القوات المتواجدة في المنطقة والطاقم». وقال مسؤول إيراني إن الحادث وقع خارج المياه الإقليمية الإيرانية.

أما وزارة النقل اليابانية فأفادت أن «أحد عناصر الطاقم شاهد بريقا في الأفق في اللحظة التي سبقت الانفجار وأن الشركة تشتبه كثيرا في تعرض السفينة إلى هجوم».

واستبعد خبير في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في الإمارات أن تكون موجة زلزالية هي السبب وراء تعطل ناقلة النفط اليابانية، مشيرا إلى أن آخر هزة أرضية سجلها المركز كانت على الأراضي الإيرانية يوم أمس (أول من أمس) الساعة 10.43 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي قوتها 3.4 ريختر وهي ما تعتبر هزة خفيفة.

وقال خميس الشامسي مهندس الزلازل الأول في المركز لـ«الشرق الأوسط» من المستبعد أن تكون الهزة الخفيفة التي سجلها المركز والبالغة 3.4 ريختر قادرة على توليد موجة تسونامي عاتية تؤثر على ناقلة بهذا الحجم.

وأضاف الشامسي «يوم أمس (أول من أمس) رصدنا هزة مركزها اليابسة الإيرانية بالقرب من مضيق هرمز تبعد بحدود 300 كيلومتر شمال مدينة رأس الخيمة الساعة 10.43 مساء بالتوقيت المحلي قوتها 3.4 حسب مقياس ريختر وهذه الشدة للهزة تعتبر قوة خفيفة» مؤكدا أنه لم يتم رصد أي هزة أخرى بعد هذه الهزة في تلك المنطقة.

ويوضح الشامسي أن استبعاد فرضية أن تكون الهزة قد ولدت موجة تسونامي تأتي من 3 عوامل: الأول هو أن بؤرة الزلزال قد تكون على عمق 10 كيلومترات تقريبا في البحر ومن المستبعد بهذه الشدة الخفيفة أن يولد موجة تسونامي وهي هزة غير محسوسة وأقل هزة يمكن أن تولد هزة تسونامي تحتاج إلى هزة متوسطة.

العامل الثاني يكمن في أن المسافة بعيدة والعامل الثالث هو قوة الهزة وعمق بؤرة الهزة.

ومضيق هرمز الذي تطل عليه دول غنية بالنفط مثل السعودية والكويت والبحرين وقطر يربط الخليج ببحر عمان، ويشكل ممرا استراتيجيا لنقل النفط.

مصر.. ‏التفاصيل الكاملة لقتل الضابط القطري وشقيقتيه


مصر.. ‏التفاصيل الكاملة لقتل الضابط القطري وشقيقتيه
تاريخ النشر : 2010-07-31القراءة : 2059
جواهر التى نجت من المذبحة بإعجوبة
غزة – دنيا الوطن
أثارت المذبحة البشعة التى شهدتها منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة المصرية فى 29 يوليو 2010 والتى قتل فيها ضابط قطرى من أصل سعودى داخل المستشفى بعد إطلاقه الرصاص على شقيقتيه من زوجة ابيه المصرية داخل شقتهما مما أدى إلى مصرع إحداهما على الفور وإصابة الأخرى، ردود فعل واسعة عن سبب الجريمة وشخصية القاتل خاصة أن خيوط الجريمة متشابكة ما بين السعودية ومصر وقطر‏ ‏.

وخلال علاجها داخل المستشفى بعد نجاتها من الموت فى تلك المذبحة بإعجوبة، روت الشقيقة الصغرى جواهر جابر “20 سنة” والتى كانت فى حالة بكاء دائم وتنتابها لحظات انهيار عصبي حزنا علي مقتل شقيقتها الكبري عفراء “24‏ سنة‏”‏ أمام عينيها، التفاصيل المثيرة وكشفت عن مفاجآت جديدة في قصة الصراع مع شقيقهما من الأب علي تركة تقدر بـ‏20‏ مليون ريال سعودي عبارة عن أموال وممتلكات وأراض والذي استمر نحو ‏18‏ عاما دون التصرف في هذه التركة الا بتوقيع واتفاق جميع الأبناء وفقا لوصية الأب السعودي والذي سجل هذه الوصية رسميا قبل وفاته عام 1992 .‏

وقالت جواهر وهي تتحامل علي آلامها وجروحها إن والدتهما المصرية واسمها دار النعيم حسين عبدالهادي كانت قد تزوجت من والدهما السعودي واسمه جابر الفهيد والذي اقام مع أمها بالسعودية طوال‏ “25‏ سنة”‏ وان خالتها أيضا متزوجة ومقيمة هناك‏,‏ حيث انجب عفراء الكبري “24‏ سنة” وجواهر الصغري وكان متزوجا من سيدة أخري سعودية انجب منها ثمانية أبناء ولكن الأب توفي عام 1992 بعد صراع مع مرض السرطان وترك زوجته المصرية وابنتيه منها في حماية اولاده الذكور من الأم السعودية .

وأضافت جواهر لكن الشقيق الأكبر واسمه محمد جابر‏ “41‏ سنة”‏ مرتكب هذه الجريكة حاول التصرف في وصية الأب ولكن وفقا للقانون لايستطيع ذلك الا بموافقة شقيقتيه من زوجة ابيه المصرية والحصول علي توقيعهما ولكنه كان ينوي لهما غدرا ويري انهما ليست لهما حقوق في تركة والده الذي تزوج من مصرية دون موافقتهم وراح يهدد شقيقتيه بالقتل والايذاء إذا لم توافقا علي التنازل عن التركة لكي يتصرف هو فيها بدعوي انه الأخ الأكبر حتي وصل الأمر إلي تهديد شقيقتيه بالقتل ودفنهما في الصحراء دون ان يعرف أحد ذلك‏.‏

وبحسب صحيفة “الأهرام” قالت جواهر عندما استشعرت الأم دارالنعيم بالخطر يحدق بابنتيها خططت للهرب والعودة إلي مصر حفاظا علي حياتهن وعندما عادت بخفي حنين دون الحصول علي أي حقوق لها ولابنتيها اقامت مع ابنتيها داخل شقة بمنطقة أرض اللواء قرب افراد عائلتها واشقائها، ولان الأخ الأكبر القاتل قد فشل في التصرف في تركة والده والتي ظلت مجمدة طوال السنوات غادر الأراضي السعودية ورحل للإقامة في دولة قطر حتي حصل علي الجنسية القطرية والتحق بالشرطة القطرية وعمل ضابطا في الحرس الوطني القطري‏، ولكنه ظل يبحث عن شقيقتيه من زوجة ابيه المصرية طوال هذه السنوات وأخيرا عن طريق بعض معارفه تمكن من التوصل إلي مكان اقامتهم بمنطقة أرض اللواء .‏

وتابعت جواهر حضر اليهما لأول مرة العام الماضي بزعم انه مسئول عنهما بعد والده ويرغب في عودة المودة والحب معهما كأشقاء وبالفعل احضر لهما بعض الهدايا واعطاهما مبلغا ماليا مؤكدا لهما انه لن يتركهما تعيشان بعيدا عنه ولم يفصح عن نواياه الحقيقية في زيارته الأولي وعاد إلي قطر علي أمل العودة مرة أخري وبالفعل حضر الأسبوع الماضي قبل الجريمة بثلاثة أيام واقام داخل شقة بعمارات البترول في منطقة المهندسين وقام بزيارتهما صباح الثلاثاء الماضي وبعد تبادل كلمات المجاملة بعد طول جفاء أفصح عن رغبته الحقيقية وقال انه حضر لبحث التصرف في تركة والدهم بالسعودية والتي تقدر بـ‏20‏ مليون ريال وقال لهما انه ينوي اصطحابهما معه إلي السعودية ولن يتركهما يقيمان بمفردهما في مصر ويخشي عليهما وعلي سمعتهما ولكنهما رفضا تماما وقالتا له انهما تقيمان مع أمهما واقاربهما وليستا وحدهما ولكنه اصر علي ذلك وامهلهما مدة ‏24‏ ساعة لكي يحزما حقائبيهما ولكنهما رفضتا بعد مشاورات مع أمهما وافراد عائلتهما لاعتقادهما بان الموت في انتظارهما إذا عادتا معه‏ .‏

وتواصل جواهر سرد التفاصيل قائلة عاد الضابط القطري إلي مكان إقامته بالمهندسين وهو يفكر في الخلاص من شقيقتيه عفراء وجواهر وتمكن من شراء مسدس وعدد ثلاث خزائن للذخيرة وكمية كبيرة من طلقات الرصاص وتوجه إلي شقة شقيقتيه بعد الاتصال بهما ظهر الخميس وعلي الفور استدعت الاختان خالهما المقيم بجوارهما لاستشعارهما بأن شقيقهما الضابط يضمر لهما شرا وبعد جلسة قصيرة وفي لهجة حادة طلب الضابط القطري من اختيه إما العودة معه إلي السعودية أو تحرير توكيلات له بالتنازل والتصرف في تركة الأب ولكنهما قالتا له وكذلك أمهما انهن عدن إلي مصر دون أموال أو ممتلكات وتركن كل شيء له ولاشقائه من الأم السعودية وعليه تركهن في حالهن .

ولكن حديث الرصاص كان هو رد الأخ الأكبر عندما اخرج المسدس وصوبه اولا تجاه الأخت الكبري عفراء فقتلها علي الفور وطارد الأخت الصغري جواهر واصابها باصابات خطيرة بينما الأم والخال فشلا في منعه وراحا يستغيثان بالجيران والاقارب حيث هرع عدد منهم إلي مصدر الرصاص ومسرح الجريمة حيث أمسك به الجيران وتمكنوا من نزع المسدس من يده وانهالوا عليه ضربا مبرحا فاصابوه ببعض الاصابات ولولا ذلك لتمكن من قتل الفتاتين وأمهما وخالهما كما تم الاتصال بالشرطة التي حضرت والقت القبض عليه وضبط المسدس المستخدم في الجريمة ‏. ‏

وانخرطت جواهر في نوبة بكاء مريرة وهي تقول لن اعيش بدون أختي اريد أن أموت عفراء ماتت ولن اراها بعد اليوم‏.‏ ومن بين دموعها التي انهمرت بغزارة قالت لقد كان القدر رحيما بي حتي لا اموت كمدا عندما قام ابن خالتي محمد شعبان بالانتقام من شقيقي القاتل في الحال،‏ وانا لا اصدق انا بني ادم يقتل اخوته من اجل المال رغم اننا تركنا له كل الاموال وهربنا خوفا من هذه النهاية،‏ ولكن نهاية القتل والدم حضرت الينا في مصر ووسط اهلنا وناسنا‏ .

من جانبه قال محمد شعبان عبدالمعبود “قاتل الضابط القطرى داخل المستشفى” أثناء عملي باحدي الشقق بمنطقة العجوزة حيث اقوم بتركيب تكييف اتصل بي شقيقي واخبرني بان القطري شقيق بنتي خالتي قتلهما وحاول قتل خالتي وخالي، عند ذلك قررت الانتقام منه بعد علمي بأن الشرطة نقلته الي المستشفي عقب اعتداء الاهالي عليه بالضرب المبرح‏.‏ وعلمت بوجوده في مستشفي الموظفين بامبابة وقبل سؤالي عن المجني عليهما قررت الثأر منه ذهبت الي المنزل واحضرت سكينا وركبت تاكسي وامام مستشفي الموظفين‏,‏ كان هناك عدد كبير من رجال الشرطة‏,‏ وبعد اكثر من نصف ساعة امام المستشفي فوجئت بسيدة في العقد الرابع من عمرها ومعها نجلها “‏16‏سنة” كانا في طريقهما لزيارة قريب لهما بالمستشفي وطلبت منها مساعدتي في الدخول بعد اصابة نفسي بجروح في الصدر والبطن واليدين وقلت ان احد الاشخاص طعنني وهرب‏ .‏

وقام نجل السيدة بالدخول معي علي انه احد اقاربي واثناء ذلك كان القطري بغرفة الطوارئ بالمستشفي وأحد الاطباء يتولي اسعافه ودخلت بالمستشفي نفس الغرفة لاسعافي ايضا وبينما انا في انتظار قيام الطبيب باسعافي من الاصابة ويبدو ان القدر كان يريد لي تنفيذ الانتقام في الحال وعند قيام الطبيب باسعاف القطري قمت بالاعتداء بالضرب علي الطبيب والذي جري من الغرفة بعدها اخرجت السكين وسددت ست طعنات للمتهم في الصدر والبطن حتي لقي مصرعه في الحال حاولت الهرب من المستشفي ولكن عند استغاثة الطبيب‏,‏ قام رجال المباحث بالقبض علي قبل خروجي من باب المستشفي ولكني اشعر بالارتياح بعد الانتقام من القاتل‏ .

فتيات بأحلام ضائعة في غزة


فتيات بأحلام ضائعة في غزة
تاريخ النشر : 2010-07-31القراءة : 1829
غزة – دنيا الوطن-ابتسام مهدي
كيف لمخلوق مملوءٍ بالمشاعر والأحاسيس الرقيقة أن يحمل عبئاً ثقيلاً ثمناً لمجتمع ضائع؟ هذا هو حال الفتاة الفلسطينية في قطاع غزة، طالبة كانت أم متفرغة أم زوجة فهي محكوم عليها بأن تكون صفحة بيضاء يملأ الأخرون فيها ما يريدون.

ومن بين الكثير مما يفرض عليها, أنها مجبرة على القبول بالزواج من أي شخص يتقدم إليها حتى وإن لم يكن يتصف بأي صفة من صفات الرجولة التي قد تحلم أي فتاة أن تتوفر في فارس أحلامها ورفيق عمرها أو من سينسيها ما مضى من عمرها.

تنهار الفتاه أمام ضياع هذه المعتقدات التي ما فتئت أن ربت نفسها عليها حين تكتشف أن ذلك الفارس الذي يركب الحصان الأبيض والذي سيحملها بين ذراعيه لينقلها إلي عالم أخر من الاستقرار والحب والحنان لا وجود له إلا في مخيلتها الرقيقة وحين تعلم بأنها ليست إلا سلعة.

وهنا تكون النهاية بالنسبة لها واحدة، تتساقط أحلامها كأوراق الخريف وتصطدام بواقع كئيب، فهي ليست الأولى وليست الثانية!! وإذا بها دخيلة على دستةٍ من الأطفال وزوج يكبرها بسنوات طوال أو أن تشاركها أخري به .

قابلت العديد من الفتيات التي انهارت أحلامهن بسبب الظروف القاسية وشاركناهن ألامهن وتعرفنا علي قصصهن وواقعهن المفروض عليهن لننقلها لكم.

الوضع لاقتصادي السبب
أمل فتاه لم تتجاوز الثالثة والعشرين، متعلمة وعلي قدر من الجمال، حدثتنا عن تجربتها “تقدم لخطبتي شخص عمره 45 سنة مطلق ولدية 5 أطفال أكبرهم قد تجاوز الخامسة عشر عاما وأصغرهم لم يكمل ستة سنوات ”
وتكمل وضعة المادي جيد ووضع أهلي في غاية السوء، قبل أهلي فيه وأقنعوني وخاصة انه لم يأتي لخطبتي أحدٌ قبله، وخاف أهلي أن لا يأتيني غيره، وجميع من حولي شجعني لكي أوافق .

تقول أمل “صحيح أني وافقت عليه بكامل رضاي إلا أنني أشعر بالنقص و باني لن افرح مثل باقي الفتيات في عمري فكل أحلامي تلاشت أمامي.
كنت احلم أن أتزوج شخص بمثل عمري وأن أكون أول فتاه في حياته وان يفرح بطفلي وخاصة الأول لا أن تنقطع فرحتي لأنه متعود على الأطفال وهو لا يريد أن أنجب فور زواجنا إلا بعد مرور عدة سنوات حتى يعتاد أبنائه علي.
كنت احلم أن أتحمل مسئولية شخص واحد في أول حياتي ومن ثم شخصين وهكذا حتى يصبح لدي عائلة كبيرة لا أن أصبح في يوم وليلة مسئولة عن ستة أشخاص، الحياة صعبة ولا يوجد حل غير أن أرضى بما قسم الله لي.

العمر يجري
رندا التي احتفلت قبل يومين بعيد ميلادها الثامن والعشرون احتفلت كذلك بخطوبتها من رجل يبلغ من العمر خمسين عاماً، أرمل ولديه فتاه وشاب بعمر رندا التي حدثتنا والألم يعتصر قلبها الرقيق
” أنا متعلمة حاصلة على شهادة المحاسبة إلا أنني لم أجد عمل يناسبني بحثت كثيرا وكنت أشعر أنني عالة علي أهلي فوضعهم المادي صعب ومن تقدم لخطبتي أرادني موظفة أو اصغر سناً منه فلم أجد أمامي بعد أن فاتني القطار كما يقولون إلا أن أوافق علي خطبتي من رجل بعمر والدي”

تكمل بمرارة وألم ” سأكون له ممرضة وللتسلية فقط، اشعر بحسرة لم أكن أتوقع أن أتزوج شخص بهذا العمر كل أحلامي انهارت أمامي وأحاول بكل الطرق أن أنساها أو اجعلها ذكريات لأنها ما سيعطيني القوة لأكمل حياتي بعد ما أصابني”.

اهرب من أخوتي

“مي” بقي على زواجها أقل من أسبوع، طالبة في السنة الثالثة بالجامعة وتقول “إخوتي يضايقونني جدا فهم كثيري الشك ويتابعوا خطواتي باستمرار وأنا بالنسبة لهم خادمة في البيت لا يحترمني احد “.
فالشاب هو رقم واحد وهو أيضا رقم عشرة والفتاه ليس لها مكان في عائلتي بل تعتبر عار، لذلك أول ما تقدم لخطبتي شخص وافقت عليه واصلا كان يجب أن أوافق علية حتى يكون برضاي لانهم في النهاية أي أهلي كانوا سيغصبونني عليه”
قررت أن أوافق حتى لا أكون مغصوبة أريد أن أتحرر ويصبح لي كلمة في بيتي، صحيح أن الذي خطبني لم يكن ذلك الشخص الذي حلمت بأن أكون زوجته في يوم من الأيام “.
فعمره أربعين عاماً أرمل ولدية ثلاثة أطفال أصغرهم عمرة خمسة عشر عاماً، حيث أنني سأعيش في شقة وهما في شقة أخري لأن أعمارهم كبيرة ويستطيعون أن يدبروا أمرهم”.
لكنهم ليسوا بعيدين عني فنحن نعيش في عمارة واحدة وعلي تحضير الطعام لهم وغسل ملابسهم، لكنني متأكدة أني سأعيش باستقرار أكثر من بيت أهلي “.

الفتاة تتنازل دائما

“الفتاه تضطر إلي تقديم الكثير من التنازلات بعكس الشباب ” هذا أول ما تحدثت به يسرى وهي تتألم على نفسها تسرد تفاصيل تجربتها “لقد خطبت لشاب وأنا عمري تسعة عشر عاماً ولكن الله لم يشأ أن تتم هذه الخطبة واضطررت إلي فسخها”.
والان عمري تسعة وعشرين عاماً وكل من يتقدم لي عندما يعرف أنني كنت مخطوبة لا يعود لديه رغبة في خطوبتي، كأنني ارتكبت جريمة، وسمعت العديد من الكلمات الجارحة لذنب لم ارتكبه ما هو ذنبي أني لم يكن لي نصيب أن أتزوج من ذاك الشاب.
وقالت “الشباب يخطب أكثر من مرة بل يتزوج ويطلق ويتزوج أحسن بنت أما الفتاه فتحاسب علي ذنب لم ترتكبه، لقد اضطررت أن أوافق علي شخص متزوج لم تستطع زوجته الإنجاب “.

بل وأيضا فرض علي أن أعيش معها في البيت نفسه، فلقد قال لي زوجي بأنه يحب زوجته كثيرا ويجب علينا أن نحترم مشاعرها، ولم يحترم مشاعري فلقد فرض علي في أول يوم زواج أن يبات عندها وليس عندي”
وتكمل ” دنيا وبتمشي، فلقد حملت وأنا في الشهر الرابع وكل ما أتمناه أن ألد طفلي وأربيه وسأكمل حياتي مع ضرتي، الفتاه تضطر إلي أن تعيش بأي شيء فقط كل ما تبحث عنة هو السترة ”

هذه عينة بسيطة من كثير من العينات التي تنتشر في قطاع غزة والتي قبلت أن تنشر قصتها وهناك العديد منهن من رفضن أن يتحدثن عن قصصهن لأسباب كثيرة من تلك التي تخنق أنفاس الفتاة مثل العادات والتقاليد وظروف فرضت عليها والي ….والي …

كم نتمنى أن تتحرر الفتاه من كل القيود التي تفرض عليها للموافقة علي شريك العمر بعيدا عن اقل اقل أحلامها بعكس الشاب الذي يحصل علي كل احلامه لمجرد انه شاب.

بقلم عقيل سوار


هواجس
عقيل سوار

31 يوليو 2010

زينات‮ ‬يمه ارْكصتْ،‮ ‬طكت صبع زينــات
صوتٍ‮ ‬قبيحٍ‮ ‬نَعَتْ،‮ ‬بومه بوسـط زينــــات
يا شين زينات لي‮ ‬رقصت وسط زينات‮!‬
كوسٍ‮ ‬علينا هل ونسمات الربيع إنـــطرن
وحْسان ليّام على باب الربيع إنطـــــــرن
حسفي‮ ‬على ناس‮ ‬يطربها الردي‮ ‬والطرن
من قلة إرجـال‮..‬أشـــــــباه النسه زينات‮!‬
‮(‬ع.س‮ ‬1997‮)‬
؟؟؟؟؟
رأيت فيما‮ ‬يرى النائم‮ (‬كاتبة زينة‮ *) ‬وصلت ضمن من وصلوا لسدة صحافتنا بشتم الطوائف وتملق الأمزجة السياسية الطائفية‮ (..)‬،‮ ‬تذكرني‮ ‬بمقال السبت الماضي‮ ‬وتقول‮: ‬ما أصعب مهمة القارئ أبو فيصل الذي‮ ‬حاول منازلتك في‮ ‬أرض ليست أرضه؛ لكني‮ ‬بخلافه أنا صحافية مثلك‮ (‬لم تكتب تحقيقاً‮ ‬واحداً‮ ‬ولم تنشر خبراً‮ ‬واحداً‮!!)‬،‮ ‬وتضيف‮: ‬صحيح‮ ‬أنني‮ ‬لا علاقة لي‮ ‬بالكتابة في‮ ‬حقول الفنون والآداب لكني‮ ‬أعرف ما تتحدث عنه في‮ ‬شأن خصوصية الكاتب وحقه بالتفرد بأسلوب تعبير خاص به في‮ ‬الفنون،‮ ‬أما في‮ ‬الصحافة فهناك حرب تدور على كسب الرأي‮ ‬العام عبر مخاطبته بلغة‮ ‬يفهمها،‮ ‬ولا أخالك تجهل هذا فقد قرأت لك مرات كثيرة عن الإعلام التعبوي‮ ‬في‮ ‬معرض إدانتك لما‮ (‬تدعيه‮) ‬من خفة خطاب المعارضة،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل مآخذ القارئ فيصل وجيهة حتى لو لم‮ ‬يجد التعبير عنها بالصورة الصحيحة،‮ ‬يشاركه في‮ ‬هذا من القراء وكثير من أعلام فصائل المعارضة،‮ ‬وكثير من أجهزة الإعلام الرسمية ما‮ ‬يجعلك وحيداً‮ ‬فريداً‮ ‬في‮ ‬عزلتك وليس في‮ ‬تميزك‮!!‬
وكنت ما أشد حزني‮ ‬وأنا استمع لنفس الدعوة التي‮ ‬أرفضها كل‮ ‬يوم من الشتامين والتخوينيين ومتسلقي‮ ‬أكتاف الناس عبر المشاعر الدينية والطائفية من معممين مزيفين ولوفرية إنترنت متنكرين لا نعرف أيهم مراسل قناة العالم وأيهم مراسل قناة الجزيرة،‮ ‬وأيهم‮ ‬يساري‮ ‬نصف كم وأيهم‮ (…)‬،‮ ‬وهي‮ ‬توجه لي‮ -‬أي‮ ‬الدعوة‮- ‬من كاتبة صمتت عشرات السنين‮ ‬يوم كنت وقلة مثلي‮ ‬نسبح ضد إعلام الـ‮ (‬سي‮ ‬إن إن وفوكس نيوز‮) ‬مدافعين عن العراق ومأساة أهله،‮ ‬لتصحو فجأة للتباكي‮ ‬بعد فوات الفوت على العراق وتنصب نفسها مثل كثر‮ ‬غيرها مدافعة عن‮ (‬صدام حسين‮) ‬الذي‮ ‬أصبح بطلاً‮ ‬يجاهر بحبه أو‮ ‬يزدريه البعض من بوابة النكاية الطائفية‮.. ‬لا‮ ‬غير‮!.‬
ولأنه‮ ‬يمدح السوق من‮ ‬يربح فيه؛ فقد وجدت دعوتها لا تختلف عن‮ ‬غيرها ممن توقف نمو معارفهم عند آخر كرسي‮ ‬من كراسي‮ ‬بعثة الدراسة الحزبية،‮ ‬وأول كرسي‮ ‬من كراسي‮ ‬الحياة،‮ ‬مثلما توقف نمو بعض معارضتنا الذين تتملقهم عند آخر كرسي‮ ‬من كراسي‮ ‬العمل السري‮ ‬وأول كرسي‮ ‬من كراسي‮ ‬المعارضة العلنية الرشيدة،‮ ‬مخلفين‮ (‬اثنينهم‮) ‬مدرسة الحياة لصالح مدرسة‮ (‬النازي‮ ‬غوبلز‮) ‬صاحب نظرية اكذب اكذب حتى تصدق نفسك‮!.‬
في‮ ‬مدرسة الحياة التي‮ ‬ما أصعب تحصيل دروسها هناك مكان لكل مدارس الصحافة والإعلام وعلى رأسها مدرسة الإعلام التعبوي‮ ‬بمعناه النازي‮ (‬غوبلز‮)‬،‮ ‬فلا ريب أنه في‮ ‬أوقات الحرب وما شابهها من أوقات الهيمنة على السلطة كالانتخابات النيابية؛ فإن الإعلام التعبوي‮ ‬ينشط ويصح أيضاً‮ ‬على قاعدة أن العبرة في‮ ‬هذه الحالات بالنتائج السريعة مع بعض التحفظ الأخلاقي‮!.‬
لكن السؤال هو؛ كم من الشرف الوطني‮ ‬والمهني‮ ‬يكمن في‮ ‬مساعي‮ ‬تحقيق مثل هذه النتائج السريعة في‮ ‬حالتنا البحرينية بخصوصيتها وخصوبتها الطائفية حين‮ ‬يكون أيسر سبل الهيمنة على السلطة استلاب وعي‮ ‬الناس عبر البوابات والدهاليز الطائفية؟ وهل صحيح أن‮ ‬غالبية المعارضة وغالبية السلطة وغالبية جمهور القراء‮ ‬يطلبون ذلك‮.. ‬أم أن هناك بعض معارضة تلوي‮ ‬أذرع بعض معارضة أخرى،‮ ‬كما تنبئنا فضيحة تغيير البيان السداسي‮ ‬في‮ ‬شأن العنف‮!.‬
وهل خلت البحرين حقا من الرشداء والعقلاء وغير الطائفيين؟ وهل خلت من‮ ‬غالبية صامتة هي‮ ‬زاد هذا البلد الذي‮ ‬حفظه في‮ ‬التسعينيات وسيحفظه في‮ ‬عام الفيل من زينات الألفية الثالثة كما حفظه من زينات التسعينيات؟‮!‬
؟ ملاحظة‮: ‬زينات ليست فلانة ولا علانة‮..‬،‮ ‬إنها ظاهرة فلا‮ ‬يتحسس أحد بطحته إلا تحسس المريب المأخوذ بعزة الإثم

الشئون البيطرية تكثف إجراءات الفحص توقعات باستهلاك 110 آلاف رأس غنم في رمضان


الشئون البيطرية تكثف إجراءات الفحص توقعات باستهلاك 110 آلاف رأس غنم في رمضان
كتبت: زهرة الحمدان تكبير الخط

أكد الوكيل المساعد للشئون الزراعية الدكتور سلمان عبدالنبي أن الحالات التي تم رصدها المصابة بمرض الحمى القلاعية العام الماضي محدودة جدا وان الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها إدارة الثروة الحيوانية ضمن برنامجها التحصيني الدوري للماشية يسير وفق خطط مشددة لمنع ظهور حالات أخرى العام الجاري مع تشديد إجراءات واشتراطات دخول الماشية المحصنة ضد المرض من قبل المستوردين، وكذلك اجراء الفحص المنتظم للحيوانات الواردة الى البلاد عبر المحاجر، مطمئنا جمهور المستهلكي من أن الفرق الفنية والبيطرية قد استعدت قبل شهر ونصف من دخول شهر رمضان وبشكل مكثف لفحص الاغنام والأبقار قبل وبعد الذبح، وذلك بالتنسيق مع الحظائر والمسلخ المركزي ومسلخ المحرق.
وذكر أن المواشي التي يتم فحصها يوميا تصل الى اكثر 3500 رأس من الأغنام و100 رأس من الأبقار وهي كميات كبيرة وتتطلب إعدادا فنيا كبيرا وعلى جميع المستويات، وخاصة ان عمليات الذبح في المقصب تكون على فترتين صباحية ومسائية.
وأضاف أن التحصين ضد مرض الحمى القلاعية بدأ منذ شهرين وان البرنامج يسير وفق الخطط الموضوعة للقضاء على الفيروس الذي يتسبب في تقشر اللسان والوجه ويصيب حلمات ضروع الأبقار ويتسبب في عدم قدرة صغار الحيوانات على ان تتغذى بالحليب ويؤدي ذلك الى الجوع والعطش الشديدين ويكون سببا للوفاة، كما ان ارتفاع درجات الحرارة لدى امهات الماشية تصيبها بالانهاك والخمول ويؤدي الى قلة الانتاج والتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، لافتا الى ان الامر المطئن هو ان انتقال ونشاط الفيروس يكون في الشتاء في ظل انخفاض شديد في درجات الحرارة، وعلى الرغم من ذلك فإن البرنامج التحصيني يعني بالحيوانات في هذه المفترة من السنة لمنع الاصابات وتحصين الحيوانات كإجراء احترازي ووقائي.
وأشار الى ان البحرين خطت خطوات واسعة في القضاء على هذا المرض المستوطن في المنطقة واستطاعت ان تحد من انتشاره بشكل كبير ولافت. مؤكدا أن الحالات التي قد تظهر هي حالات نادرة ويتم السيطرة عليها مع تشديد الرقابة في المحاجر البيطرية والتأكد من حصول الحيوانات على الجرعات المناسبة ضد المرض. وان برامج تنسيقية تنفذ بين الإدارة والجهاز البيطري وبين شركة البحرين للمواشي للتواجد في المسلخ واجراء الفحوصات وعملية انسياب اللحوم من دون تأخير نظرا الى الكميات الكبيرة المراد فحصها يوميا مع التشديد في عملية الرقابة والفحص، لافتا الى ان البحرين استهلكت من اللحوم الحمراء في شهر رمضان الماضي ما يقارب 95 ألف رأس من الاغنام والأبقار، وان المتوقع ان يرتفع الاستهلاك العام الجاري الى اكثر من 110 آلاف رأس من الاغنام المذبوحة والمبردة وهو ما استعد له الفريق الفني والبيطري بشكل كامل حيث من المتوقع يوميا ذبح اكثرمن 3000 رأس غنم و100 رأس بقر يتم فحصها قبل وبعد الذبح للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي طبقا لدساتير فحص اللحوم التي أقرتها المنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) ومنظمة الصحة العالمية ( WHO).
كما ان الفحوصات البيطرية للعدد الكبير من الحيوانات الواردة الى المملكة تتواكب مع الفحوصات المختبرية بالتعاون مع المختبر البيطري في البديع لفحص عينات الدم والتأكد من ان الحيوانات لا تحمل أية أمراض قد تنتقل الى الإنسان حيث يعمل المختبر بكل كوادره البشرية لمواجهة الزيادة الكبيرة في العينات المرسلة إليه من المحجر البيطري ليتمكن من تحليل العينات وإرسال النتائج الى المحجر حتى يتم الإفراج عن الشحنات إذا كانت خالية من الأمراض.

اخبار الخليج

الاقامة في الترانزيت!


الاقامة في الترانزيت!
خيري منصور

7/31/2010

كنا عائدين من الرباط بعد ندوة عن نجيب محفوظ بمناسبة فوزه بجائزة نوبل، الصديق الراحل جبرا ابراهيم جبرا وأنا، ولسبب ما مكثنا خمس ساعات في ترانزيت مطار اورلي، والتقينا بالمصادفة الدكتور محمد عابد الجابري الذي كان عائدا الى الدار البيضاء، وكان حوار طريف ذلك الذي دار في الترانزيت حول الثقافة العربية ونقد العقل العربي ونقد النقد ايضا، وقد فوجىء المفكر الراحل الجابري بسؤال كان يطفو على سطح ذاكرتي، هو كيف يمكن لابن سينا ان يكون افضل من نفسه او بمعنى آخر افضل من ابن سينا ؟ وابتسم الجابري رغم صعوبة اتضاح الابتسامة على وجهه الوقور وعينيه المترعتين بالشجن، ثم ذكّرته بما كتبه عن ابن سينا واخوان الصفا، لأنه قال ما معناه ان ابن سينا كان سيكون على غير ما كان عليه، وللمفارقة فقد كانت معالجة الجابري هذه قدر تعلقها بابن سينا واخوان الصفا تحت عنوان الاسقاط، او التفكير الرغائبي، وبحصافة عقل رياضي تحدّث الجابري عن الممكن مقابل المتحقق في اي مشروع فكري، وهنا تدخّل جبرا ليقول ان هذه الثنائية بين الممكن والمتحقق ارّقته، وضرب مثالا الشهيد غسان كنفاني الذي لو لم يكن مشحونا حتى النخاع بالهمّ الفلسطيني لكتب نصوصا اخرى، ولم يستثن جبرا نفسه ايضا من هذه الثنائية، لقد كان حوارا طويلا تخللته طرائف، لكنه انتهى الى اتفاقنا على ان الثقافة العربية منذ عقود تعيش في الترانزيت، تماما كما هو حوارنا في مطار اورلي، فهي ليست هنا وليست هناك، انها في المساحة الحرجة سواء نسب هذا المصطلح الى الفيزياء او التاريخ، ومنذ تلك الظهيرة بدأت افكر جديا بما يعنيه الترانزيت مجازيا ومدى قابلياته للتأويل ليشمل ما هو أبعد من المسافرين الاشخاص. وثقافتنا منذ أشرعت الابواب والآفاق لما يهب من رياح التحديث في العالم عبر الترجمة ومختلف اشكال الاتصال والتواصل بدأت تتلقح بأسئلة كانت شبه محرمة لقرون كما ان الهواجس الوجودية والشك المنهجي لم تكن في صميم هذه الثقافة، باستثناء ما بدأه ابن خلدون عندما اجترح افقا جديدا في مقاربة روايات التاريخ والترجيح من خلال القرائن، ثم جاءت محاولة طه حسين في كتابه عن الشعر الجاهلي لتثير ما أثارت من الاستنكار لكن هذه الثقافة النازعة الى اليقين لا تزال تشهد كتابات تبدأ منذ السطر الاول بعبارات من طراز مما لا يختلف حوله اثنان، او مما لا شك فيه، لأن كفّة اليقين كانت ولا تزال أرجح بأضعاف من الكفة الاخرى حيث الاسئلة والشكوك وشهوة الكشف، وقد كانت موجات الحداثة التي تعاقبت على تخوم العالم العربي قد قوبلت بالصدّ وأقرب مثال على ذلك المناخ الارهابي الذي نشأ فيه شعرنا الحديث، عندما وصف الشعراء الرواد بالعقوق للتراث، والخروج عن شرعية الشعر كما عرفه ديوان العرب في تاريخه الطويل . في الترانزيت يجلس المسافر بين مكانين وكأنه محتجز في المسافة، وعلاقته الوحيدة بالمكان الذي ينتظر فيه موعد اقلاع الطائرة هي التماس ولو شئنا استخدام مصطلح اصبح متداولا في الأعوام الاخيرة فهو عالق بالمكان، لكن الثقافة عالقة بالزمان ايضا خصوصا عندما تكون محاصرة بحراس لا يفرقون بين الزائر واللص، وبين نافذة مفتوحة ومشرعة على الريح وأخرى مرسومة على الجدار. ومنذ بواكير الحداثة بكل ما تعرضت له من نكوصٍ وتواصل تبدو ثقافتنا الان كما لو ان نصفها في الماضي ونصفها الاخر في المستقبل اما الراهن فهو مجرد ترانزيت، لكن المكوث فيه قد يطول عقودا وليس بضع ساعات كما يحدث عادة للمسافرين .
ولا أدري كيف فات معظمنا ان الحداثة سياقات ورؤى، وليست مساحيق تجميل او طلاء يخفي القصدير والصدأ تحت الرخام، لهذا نتعجب احيانا كيف عاشت الحداثة أدبيا في مناخات الباترياركية السياسية، فالاتباعيون الذين حولوا الماضي الى وثن اصمّ أقاموا في المتحف، رغم انهم محرومون من استخدام ادواته التي لم تعد صالحة للاستعمال كجرار الفخار والأطباق، تماما كما ان من أقاموا في الترانزيت حرموا من المدينة التي يعيشون في ضاحيتها او في المطار ومن المدينة التي يودون الوصول اليها، هكذا تحول المتحف الى قدر لمن ظنوا ان الماضي قادم من المستقبل، مثلما تحول الترانزيت الى قدر هؤلاء الذين لم يعودوا هنا ولم يعودوا هناك، ولأن الترانزيت أضيق من ان يكون مساحة صالحة للحياة فإن من يمكثون فيه طويلا يحولونه الى ما يشبه الحلقة المفرغة، وهي مسرحية لسارتر عن اناس يعيشون في مكان محاصر وخانق ويضطرون بمرور الوقت إلى افتضاح كل اسرارهم بحيث يتحولون الى خصوم لا يطيق احدهما الآخر ! ان ثقافة الترانزيت هي المنبت الذي لا حداثة قطع ولا كلاسيكية أبقى، وهي اشبه بما سماه دانتي في كوميدياه الالهية منطقة الليمبو، لكن الفارق هو ان الاتباعية والحداثوية هما ما تفصل بينهما منطقة الليمبو هذه وليست الجنة والجحيم !

** * * * * * *
على الرغم من الالحاح الدراماتيكي الذي مارسه المبشرون بالحداثة حول الذائقة والحساسية، الا ان التناغم كان غائبا بين الاعداد الذهني وما يوازيه من اعداد جمالي، وقد ساهم النقد الترانزيتي ايضا في تكريس هذا الافتراق، لأنه لم يعبّد طرقا وعرة بقدر ما سلك طرقا مطروقة وممهورة بالحوافر، ولا نزال حتى الان بعد مرور اكثر من ستة عقود على الريادة الشعرية للحداثة نقدا مرصعا بالمصطلحات، ومتأنقا نظريا لكنه ما ان يترجل الى النصوص لفحصها حتى يتعثر، وتغلب عليه عاداته القديمة بحيث يسقط في المفاضلة البلاغية، ويبقى افقيا شارحا وأحيانا متغذيا على النصوص التي ينقدها، فالقراءة هي الغالبة على الاستقراء، لهذا يبقى الكثير من الممكنات القابلة للتأويل هاجعا في باطن النصّ .
ان شبه الحداثة هو النقيض الفعلي للحداثة وليس الكلاسيكية، تماما كما ان النّظم هو نقيض الشعر لا النثر، لأن الصورة تذكرنا بغياب الأصل بل تستدعيه على الفور ليدافع عن نفسه أمام محاولات التقمص والمحاكاة . واذا كان بعض الشعراء التلقيديين توهموا في حمىّ التبشير بالحداثة ان القصيدة الحديثة هي بعثرة للعمود واعادة توزيعه على السّطور، فإن بالمقابل هناك شعراء وبمعنى أدق اشباه شعراء توهموا ان مضادات الكلاسيكية هي الحداثة بمعزل عن الرؤى والنّسق والسيّاق، وهم يذكروننا ببطل موليير الكوميدي الذي اكتشف بأنه ناثر لأنه لا يتكلم شعرا .
لقد كان ذلك الحوار في ترانزيت مطار اورلي نموذجا مصغرا او عيّنة من ثقافة الترانزيت ليس فقط لأنه حدث في الترانزيت بالفعل بل لأن الموضوعات والهواجس التي كانت توجه سهم البوصلة فيه ترانزيتية بامتياز .

حراك عربي لتدجين المقاومة


حراك عربي لتدجين المقاومة

عبد الباري عطوان

تشهد المنطقة العربية هذه الايام تحركات محمومة انطلقت فجأة بمجرد بدء العام الميلادي الجديد، فالامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي شدّ الرحال الى القاهرة، ومنها الى دمشق التي لم يزرها منذ سنوات. وجاءت هذه الجولة بعد زيارة للسيد خالد مشعل الى الرياض لم يلتق خلالها العاهل السعودي، وسمع محاضرات مطولة من وزير الخارجية السعودي في العروبة والوطنية. وقبل جولة الامير السعودي هذه التقى الرئيس المصري حسني مبارك بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ، ليعقد بعدها، اي الرئيس مبارك، لقاء مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ليطير الاخير الى الرياض للقاء العاهل السعودي.
السؤال هو حول ما تطبخه ‘دول الاعتدال’ على صُعد عديدة، ابتداء من إعادة إحياء عملية المفاوضات، ومرورا بالملف اليمني بشقيه الحوثي والقاعدي، وانتهاءً بالملف النووي الايراني. فهذه ‘الصحوة’ العربية التي تنطلق من العاصمــــة السعودية وتجـــد صدى لها في القاهرة لا بد ان وراءها ‘امرا ما’ يحتم هذا الحراك، يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا تحسبا للعواقب.
الامير سعود الفيصل، رأس الحربة في هذا الحراك، اثار العديد من علامات الاستفهام تحتاج الى اجابات ملحة، ابرزها مواجهته للسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة ‘حماس’ عندما سأله سؤالا مباشرا عن هوية حركة ‘حماس’ واجنداتها، من حيث كونها ‘عربية’، او غير عربية، في اشارة واضحة الى ايران.
السيد خالد مشعل اكد دون مواربة على ‘عروبة’ الحركة، ونفى تقديم العامل الايراني على العمق العربي، ولكنه لم يسأل مضيفه في المقابل عما اذا كانت اجندات دول الاعتدال بزعامة السعودية ومصر ‘عربية’ ام ‘اجندات امريكية’.
ولكن يبدو انه التزم بآداب الضيافة، او ان السؤال السعودي فاجأه فتصرف وكأنه متهم يريد الدفاع عن نفسه وحركته امام محقق ذكي استعد للقاء بشكل جيد.
‘ ‘ ‘
لو كنت مكان السيد مشعل لقلت للامير السعودي ان دول محور الاعتدال هي التي دفعت حركة ‘حماس’ وفصائل مقاومة اخرى للذهاب الى طهران طلبا للعون والمساعدة، لانها تبنت الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، واسقطت خيار المقاومة لمصلحة مبادرة سلام عربية ظلت مطروحة على الطاولة لاكثر من سبع سنوات دون ان تحظى من الطرفين الامريكي والاسرائيلي سوى الاحتقار.
السلطة الفلسطينية، الطرف الثاني في المعادلة الفلسطينية، وضعت كل بيضها في سلة دول محور الاعتدال، وتبنت مبادرة السلام التي اطلقتها هذه الدول، فماذا جنت غير المزيد من المستوطنات والاهانات والحواجز الامنية والتوغلات العسكرية الاسرائيلية واعتداءات المستوطنين؟
ومثلما تسمح دول الاعتدال لنفسها، والمملكة العربية السعودية بالذات، ان تطالب الآخرين بالتمسك بالهوية العربية، فإنه من حقنا ايضا ان نطالبها بأن تحدد لنا مفهومها وفهمها لهذه الهوية وحدودها وواجباتها، نريد تعريفا دقيقا حتى نقتدي به، ونلزم الآخرين به، ونحاسبهم وفقه.
من حقنا ان نسأل: هل الهوية العربية هي بناء الاسوار الفولاذية لخنق مليون ونصف مليون انسان عربي وتجويعهم بعد ان تنكر عرب الاعتدال والممانعة لهم، ورضخوا للاملاءات الامريكية ـ الاسرائيلية بتشديد الحصار عليهم، ووقف اي مساعدات مالية او انسانية تصل اليهم؟ ونسأل مرة اخرى هل الهوية العربية التي تُطالَبُ حماس وغيرها بالتمسك بها، تعني العودة الى بيت الطاعة الامريكي، والمفاوضات العبثية؟
الهوية العربية التي نعرفها، وتربينا على هديها، هي هوية مقاومة، هوية تحمل معاني العزة والكرامة ونصرة الشقيق، والتصدي للمحتل، واستعادة الحقوق المغتصبة، فهل هذه هي الهوية التي اراد الامير سعود الفيصل من السيد خالد مشعل والفلسطينيين من انصار المقاومة تبنيها او العودة اليها؟ فإذا كان الحال كذلك فنحن معه، ونؤيده ونشدّ على يده، ولكن اذا كانت هوية اخرى مرتبطة بالاستسلام والتطبيع، والعودة الى مفاوضات عقيمة، وتشديد الحصار على اسود قطاع غزة، فإننا لا نتردد بالقول انها هوية مزوّرة وغير عربية.
‘ ‘ ‘
الامير سعود الفيصل اكد ان مباحثاته مع السيد مشعل تركزت على ازالة الشكوك، والمقصود هنا هي شكوك المملكة في مواقف ‘حماس’ وحركات مقاومة اخرى، وهذا امر مشروع، ولكن ايضا نريد نحن الذين نقف في الخندق المقابل لخندق محور الاعتدال ان تزيل هذه الدول شكوكنا، وتجيب عن الكثير من علامات الاستفهام التي تدور في اذهاننا حول نوايا محور دول الاعتدال تجاه العديد من الملفات المطروحة، مثل العملية السلمية، والحصار، والتغوّل الاستيطاني الاسرائيلي والفحش الامريكي العسكري والامني في العداء للأمتين العربية والاسلامية، والدعم المطلق للعدوان الاسرائيلي.
نتطلع الى مرحلة من المراجعة، تجريها دول محور الاعتدال، لجميع مواقفها السابقة، والكوارث التي ترتبت عليها، وخاصة في كل من العراق وافغانستان، حيث قدمت مساعدات مجانية لامريكا لم تعد علينا بغير الهوان، وحولت الامة العربية الى بقرة ذبيحة يتكاثر عليها الجزارون، وناهشو لحمها.
دول الاعتدال هي التي تآمرت على العراق، واوصلته الى اوضاعه الراهنة عندما تحالفت مع امريكا وسهلت عدوانها واحتلالها، والآن تتباكى عليه، وعلى الهيمنة الايرانية على مقدراته. الا يتطلب الامر اعتذارا للشعب العراقي والامة العربية، واعترافا صريحا واضحا بالخطأ، اليس الاعتراف بالخطأ هو من سمات الفروسية والشجاعة؟
‘ ‘ ‘
نعم نريد المصالحة الفلسطينية، ونصلي من اجلها، واي جهد سعودي او مصري في هذا الاطار هو موضع تقدير، ولكن على اي ارضية تتم هذه المصالحة؟ على ارضية المفاوضات العقيمة، او مبادرة سلام عربية محتقرة، ام الاسوار الفولاذية؟ قولوا لنا ما هي رؤيتكم لهذه المصالحة والطرق العملية لتطبيقها، بعيدا عن النصائح والعبارات الانشائية المملة التي سئمناها.
نخشى ان تكون هذه العودة المفاجئة للعروبة رد فعل متعجلا على خطف دول اخرى مثل تركيا وايران للافتة الاسلامية، فعندما كانت العروبة هي عقيدة الغالبية الساحقة من العرب، كانوا يرفعون راية ‘الاسلامية’. الآن بعد ان خطفت دول اخرى هذه الراية باستحقاق وقدرة وخطط تنمية وبرامج اقتصادية وعسكرية، عادوا الى راية ‘العروبة’.
الامير سعود الفيصل قال انها لحظة التشاور والعمل العربي الجدي، بعد اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الاسد، نأمل ان يكون ما يبشر به هو عنوان مرحلة جديدة، عنوانها هوية عربية مقاتلة، وتشاور من اجل المراجعة والاعتراف بالاخطاء، والانطلاق لمرحلة جديدة يكون عنوانها الابرز مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والتصدي للتغول الامريكي في دعمه.
qfi

Previous Older Entries