الفضائح الجنسية في “الفاتيكان” تلاحق كل المسؤولين


توالت فضائح الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها كهنة وقساوسة تابعون للكنيسة الكاثوليكية “الفاتيكان”؛ لتطال البابا بيندكت السادس عشر نفسه. وتتهمه بالتستر على جرائم كان يعرفها في وقت سابق، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين فيها، برغم أن منصبه في الكنيسة وقتها كان يوجب عليه ذلك.

ملف الفضائح الجنسية لكهنة الكنيسة الكاثوليكية الذي فتحته مؤخرا صحيفة “نيويورك تايمز”، كشف عن عديد من التجاوزات، وحوادث الانتهاكات الجنسية التي تمت بحق أطفال على يد الكهنة، انطلاقا من قضية الأب مورفي الذي اتُّهم بالتعدي جنسيا على 200 طفل من الصم، أثناء تدريسه لهم في فترة سابقة.

والجديد الذي يتكشف في هذا الملف، هو علاقة البابا بندكت السادس عشر بتلك الانتهاكات، وتغاضيه عن اتخاذ الإجراءات الواجبة لمعاقبة الكهنة- عندما كان يُعرف باسم “الكاردينال يوزف راتسينغر”- سواء بالتحقيق معهم، أو على أقل تقدير منعهم من التعامل مع الأطفال. وكان يشغل آنذاك منصبا مرموقا في الفاتيكان، إضافة إلى منصبه السابق كرئيس لأساقفة برلين.

في ذلك الوقت كان قد اطّلع على الانتهاكات الجنسية التي قام بها أحد الكهنة في إحدى المدن الألمانية، وهو الكاهن بيتر هولرمان، من خلال مذكرة أرسلت إلى الكاردينال تضمنت الاتهامات الموجهة إلى الكاهن بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

وكان من المفترض أن يتم إخضاع الكاهن للعلاج. إلا أن هذا لم يحدث واستأنف الكاهن نشاطه الرعوي في مدينة ميونخ. أي أنه تم الاكتفاء بنقله فقط، وأدين مرة أخرى بالاعتداء على أطفال آخرين في المكان الذي نُقل إليه!

ملف الفضائح الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية، يمتد لسنوات طويلة ماضية. وتعود أسباب تلك الظاهرة، إلى نظام الرهبنة القاسي الذي تتبعه الكنيسة، والذي يحرم من يدخل في سلك الكهنوت من الزواج. ما يجعل الانحرافات الجنسية للكهنة تتزايد.

وهو ما أصبح أقرب إلى المشاع، وتناولته كثير من الأدبيات الغربية، وكذلك السينما في أكثر من عمل. من بينها الرواية الأشهر للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو “اسم الوردة” التي تحولت فيلما بنفس العنوان، قام ببطولته شين كونري، وتعرضت لفكرة شذوذ الرهبان، وإن بشكل عرَضي، إلا أنها تؤكد على شيوع تلك الظاهرة.

الملاحظ أن الانتهاكات الجنسية في الكنيسة، غالبا ما تتم في إطار الشذوذ. وهو ما تؤكده الحوادث التي تم الكشف عنها مؤخرا، والتي تعتبر جرائم مزدوجة لكونها انتهاكات جنسية ضد الأطفال من جانب، ولكون الأطفال الذين تعرضوا لهذه الانتهاكات معظمهم من الصم “أي المعاقين”، بحسب ما نشر حول تورط البابا بيندكت السادس عشر، حين كان كاردينالا، في التستر على جرائم كاهن أمريكي اتهم باستغلال 200 طفل من الصم، جنسيا.. وهو الأب لورنس مورفي. وأن البابا الحالي كان على علم بتلك الجرائم قبل توليه البابوية، إلا أنه تغاضى عنها، ولم يُخضِع الكاهن المتهم للتحقيق، أو لأي إجراء عقابي.

المفاجأة الجديدة التي تطرحها حملة فتح ملفات الانتهاكات الجنسية في الكنيسة، تكمن في الإشارة إلى تورط بابا الفاتيكان نفسه في التستر على بعض هذه الجرائم رغم علمه بها، ما يجعل مصير البابا وكرسيه مهددا، نتيجة كشف تلك الانحرافات.

وتظهر خطورة المسألة من التصريحات المتتالية لمسؤولي الفاتيكان في محاولة منهم لتبرئة ساحة البابا. فأي اتهامات يمكن استيعابها، ولكن عندما تمس الاتهامات، خصوصا الجنسية منها، البابا نفسه؛ فالأمر يصبح مشينا للكنيسة برمتها، ويخرج عن كونه مجرد أخطاء أو جرائم فردية يقوم بها الكهنة والرهبان، ليتحول إلى تواطؤ من السلطات العليا في الفاتيكان مع تلك الجرائم.

الأمر الذي يهدد مكانة الكنيسة الكاثوليكية التي ترعى ما يزيد على مليار شخص حول العالم، وترتبط بعلاقات موسعة مع حوالي 200 دولة، خصوصا أن الكنيسة الكاثوليكية هي الوحيدة التي تمثل دولة مستقلة بذاتها “دولة الفاتيكان”.

فداحة الجرائم التي تم الكشف عنها، جعلت رعايا الفاتيكان يشعرون بالحرج، ويحاولون في كافة الدول تبرئة ساحة البابا والكنيسة، من تلك الجرائم لحصرها في حيز أشخاص مرتكبيها. بحيث لا تنسحب على عموم النظام الكنسي أو الإكليروس.

وهو ما اتضح في الرسالة التي وجهها قساوسة فرنسا إلى الفاتيكان معلنين عن “شعورهم بالعار والأسف من الأعمال الشائنة المتمثلة في الانتهاكات الجنسية للأطفال”. وفي الوقت نفسه أعلنوا تضامنهم مع البابا في تلك الأزمة، وعن حزنهم من فتح هذا الملف لما يتضمنه من إهانة شديدة للكنيسة الكاثوليكية، يعطيها الإعلام أكثر من حجمها، لتتحول إلى صفات يمكن أن تمس جميع الكهنة وأعضاء الإكليروس.

وهو ما يجعل تلك الجرائم تهدد بالفعل العرش البابوي، وتضع سلطته موضع اتهام وشك. خصوصا بعد اعتراف بعض الكهنة بأنهم تغاضوا عن تلك الجرائم لأسباب ومبررات واهية، لا تتفق وحجم الجريمة.

محمد الكفراوي

صحيفة المصري اليوم


القضاء يلغى قرار منع «بديع» من السفر

كتب شيماء القرنشاوى وطارق صلاح ومنير أديب ٣١/ ٣/ ٢٠١٠

ألغت محكمة القضاء الإدارى قرار وزارة الداخلية بمنع الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، من السفر. صدر الحكم برئاسة المستشار عادل فرغلى، رئيس محكمة القضاء الإدارى، وبإمانة سر سامى عبدالله.

كانت وزارة الداخلية منعت سفر «بديع» لأداء العمرة فى عام ٢٠٠٨. وقال جمال تاج الدين، محامى المرشد العام للجماعة، إن الحكم يعبر عن حق للجماعة، معربا عن أمله فى أن تلتزم الحكومة بتنفيذ أحكام القضاء احتراماً لاستقلاله، الذى لا يجوز لأحد أن يتغول عليه. من جهة أخرى حكمت محكمة القضاء الإدارى بأحقية المحالين للقضاء العسكرى بالخروج بعد قضاء ثلاثة أرباع المدة.

وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى الجماعة، فى تصريح لـ«المصرى اليوم»: «الإجراءات الأمنية التى ترفضها وزارة الداخلية تحول دون تنفيذ أحكام القضاء، ونأمل فى تنفيذها والإفراج عن جميع المحكوم عليهم عسكرياً».

ووصف الحكم بـ«التاريخى وانتصار للجماعة ومبادئها، وتأكيد لحق الإخوان المحبوسين عسكريا فى الخروج من سجنهم».

منع هيفاء وهبي من حضور زفاف ابنتها 0 فهد مهدي


الفنانة المثيرة هيفاء وهبي تعيش هذه الايام اسوأ حالاتها النفسية بعد أن علمت بزواج ابنتها زينب من خلال عدد من الأصدقاء، حيث رفضت الابنة توجيه الدعوة لأمها لحضور الحفل بسبب غضبها الدائم ومنذ صغرها من الصور المثيرة التي تظهر عليها فى كليباتها الساخنة، مما اعتبرته زينب يسيء إليها والي والدها طليق هيفاء بصورة تخدش حياءها، وقد ردت زينب على اتهام أمها دائما بأنها لم تقم بتربيتها طوال عمرها .

وقد هددت هيفاء باللجوء إلى القضاء لضم ابنتها إليها، لكنها تراجعت عن الدخول في مواجهات قضائية خوفا من الفشل في الحصول على حكم

أبطال التحرش الجنسي في دبي أطباء أسنان وتجميل!


أبطال التحرش الجنسي في دبي أطباء أسنان وتجميل!

أسماء الشطلاوي

3/30/2010 4:00:00 AM GMT

لا شك أن حوادث التحرش الجنسي التي وقعت العام الماضي، ومع بداية العام الجديد، انحصر عدد منها على صفحات الجرائد بين المدرسين والأطباء، خاصة أطباء الأسنان، وتوقّع بعض من الجماهير المصرية أن الأمر قاصر على مصر، إلا أنه تم الكشف عن دراسة بدبي أكدت معاناتها هي الأخرى من الأطباء، وخاصة أطباء الأسنان، والمدرسين، فهما بحكم المهنة يتمكنان بشكل أو بآخر من اختراق خصوصية الأفراد.

فطبيعة عمل طبيب الأسنان تتيح له، بحكم الكرسي الذي يجلس عليه المريض، أن يثار من خلال ملامسته لأجزاء حساسة، ولا شك أن البعض لديه رغبة في القول بأن معايير الطبيب وأخلاقياته تلعب دوراً بارزاً في هذا الأمر، لأنه لو لم تكن بداخله رغبة حقيقية لملامسة مناطق حساسة فلن يلامس، ولو بالخطأ.. والخوف أن تتسبب هذه الجرائم بكثرتها العودة للماضي بأفكاره البالية، وهي أن الزوج يمانع وبشدة ذهاب زوجته لطبيب رجل، ويصبح المجتمع بحاجة لطبيبات في كافة التخصصات والمجالات.

وبالنسبة لكوارث الأطباء فقد نشرت صفحات الجرائد المصرية، منذ فترة، الحكم الصادر من المحكمة ضد طبيب الوراق، الذي تحرّش بمريضاته، ومارس الجنس معهن، وعاقبته المحكمة بالسجن ثلاث سنوات بتهمة التعدي الجنسي على مريضاته، داخل عيادته، وقبل أن يهدأ الرأي العام طفت على السطح جريمة طبيب أسنان بالمطرية يدعى “عبد الرحمن.ع.ع” الذي مارس الجنس مع مريضاته، وصوّرهن في أوضاع مخلة، وعاقبته محكمة جنح المطرية بالسجن ثلاث سنوات.. أما بعض المدرسين فقد استغلوا ثقة تلميذاتهم فيهم، وقاموا بالاعتداء عليهن جنسياً، بعد أن ضربوا بأخلاقيات المهنة عرض الحائط، مثل مدرس إمبابة رضا عيد، البالغ من العمر 35 عاماً، والذي تمكّن من الاعتداء على تلميذاته جنسياً، وقام بتصوير اعتداءاته على سيديهات، ووزعها على شباب المنطقة، وتم التوصل إليه، وعاقبته المحكمة بالسجن ثلاث سنوات وغرامة عشرة آلاف جنيه، وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أنها تشددت في العقوبة لأن ما ارتكبه المتهم من جرم هو اعتداء على قيم وأخلاق وعادات وحرمات، ولا يوجد دين من الأديان السماوية يسمح بذلك.

لم يعد المواطن ينزعج من حوادث الاعتداءات الجنسية المتكررة، التي يقع المدرس فيها متهماً، وتلميذاته ضحايا، من كثرة الحوادث بين أساتذة المدارس الخاصة والأزهر والتعليم العام، والبعض أكد أن لا أمان في مجتمع غابت فيه رقابة الأسرة على أبنائها، محذرين من ذهاب التلاميذ للمدرس دون رقابة، وهو ما يمثل كارثة تحل بالمجتمع، أو ذهاب المدرس إلى التلميذات في منازلهن، كما هو حال مدرس إمبابة المغتصب لتلميذاته.

من الواضح للرأي العام أن الأمر تعاني منه عدد من الدول العربية، التي لهث أفرادها وراء الربح المادي، ونسوا الربح الأخلاقي الذي هو في حقيقته ثروة سواء للزوجة أو للأبناء، ولم يدرك الكثيرون أهمية وضرورة البنيان الاجتماعي، الذي يحمل اسم أسرة، وفي دراسة أجريت مؤخراً، عن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بدبي، تبين تورط أطباء ومدرسين في جرائم مخلة بالآداب، من بينها تحرش الأطباء جنسياً بالمريضات والطلبة، وبصفة خاصة الطالبات، وذُكر بمصادر صحفية بدبي أن نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، المقدم جمال الجلاف، قال إن أطباء التجميل يستغلون وقوع مريضاتهن تحت تأثير المخدر، ويقومون بملامسة أجزاء حساسة من أجسادهن، وقد لاحظت إحدى المريضات ما يقوم به الطبيب، بعد أن تخيّل أنها وقعت تحت تأثير المخدر، وبعد أن لاحظته يتعمد تحسس مناطق معينة من جسدها، أثناء قيامه بالكشف عليها، واحتكاكه بها بشكل مثير للغرائز، اتصلت برجال الشرطة، وبالانتقال لمكان البلاغ تبين أن عدداً من مريضاته يعانين من هذه الممارسات، إلا أنهن لا يمتلكن نفس شجاعة المبلغة، وعلى الفور تم توقيفه وأحيل إلى النيابة العامة.

ذُكر أن الإدارة العامة سجلت جرائم تحرش تورط فيها أطباء وممرضون يعملون في عيادات خاصة، ويعملون تحديداً في مجالي التجميل والأسنان، وكشفت الدراسة التي أجرتها الإدارة عن طبيعة الجرائم التي ترتبط بمهن معينة، ومن أهمها أن التحرش أصبح أمراً يعاني منه المرضى والتلميذات بالمدارس، خاصة بعد تكرار البلاغات ضد مدرسين يستغلون انفرادهم بالطلبة الأحداث وبالفتيات القاصرات، ويعمدون إلى التحرش بهم جنسياً، سواء كان باغتصابهن، أو بتحسس أجزاء حساسة من أجسادهن، وهناك مدرسون ضبطوا أثناء تلك الممارسات المخلة، وأحيلوا للتحقيق.

ورصدت الدراسة أن العام الماضي في دبي شهد ضبط 26 طبيباً متهماً بالتحرش بالمرضى، وبالإهمال، وتم ضبط 21 مدرساً في جرائم مخلة، وبالنسبة لفئة المهندسين الذين تم ضبطهم في جرائم متنوعة فقد بلغ عددهم 17 مهندساً و26 مضيفاً جوياً و18 إعلامياً وأربعة عاملين بالبنوك، و13 وسيطاً جمركياً، و26 في مهن مختلفة تورطوا في جرائم مختلفة.. وأوضحت الدراسة أن جرائم المهندسين بعيدة كل البعد عن التحرش الجنسي والاغتصاب، إلا أن الأطباء والمدرسين مثلوا النسبة الأكبر، أو تصدروا قمة الهرم في هذه الجرائم، وقيل إن العناصر الأمنية حمَّلت الأسر مسؤولية تعرض أبنائهم، وخصوصاً القاصرات، لممارسة مخلة، بعد رصد عدد من القاصرات في مرحلة المراهقة يتوجهن إلى عيادات التجميل لإجراء جراحات لا تناسب أعمارهن.. وحذَّرت الدراسة من خطورة انفراد الأطباء وغيرهم بالقاصرات، والرقابة هي الحل للقضاء على جرائم التحرش التي لا نبالغ بتأكيدنا أنها تحدث بشكل يومي، ومتكرر، ومع ذلك لا تأخذ بعض الأسر أي عظة، أو حيطة وحذر من الجرائم السابقة، والحل يكمن في الرقابة، وعودة دور الرقيب.
صحيفة السياسي الا كترونيه

التغيير ليس مجرد أشخاص


لا ينكر عاقل مدى السوء الذى وصلت إليه الأحوال فى كثير من مناحى الحياة فى مصر لأسباب متعددة، وبدأت فى الأفق تلوح علامات حراك سياسى يدعو لتغيير تلك الأوضاع، وجاء الدكتور محمد البرادعى كإحدى مفردات هذا الحراك، وبدأ فى شغل الجميع بين مؤيد ومعارض. وتوالت الوقفات الاحتجاجية والمطالبات بالتغيير وأنشئت الجمعية الوطنية للتغيير وبدأت فى جمع توكيلات للبرادعى لتغيير الدستور.

ولكن نظرة هادئة للأمور تحيلنا لأبعد من ذلك، فإذا كان الدكتور محمد البرادعى بثقله الدولى وخبرته الواعية قد أعلن أنه لا يطمع فى الرئاسة كطموح شخصى فإن على راغبى التغيير عدم شخصنة القضية فى وصوله للحكم، وإنما على الجميع فى اللحظة الفارقة الحالية أن يدفعوا البرادعى وغيره من أفراد النخبة السياسية المتوافقين معه فكرياً لتقديم برنامج واقعى للنهوض بمصر من عناصر محددة قابلة للتنفيذ، وبخطط زمنية مقترحة تتوافق مع واقعنا المعاش حالياً، بدءاً من التعديلات الدستورية المقترحة وليس انتهاء بتطوير العشوائيات، برنامج يعكف واضعوه على تحديده بواقعية وشرحه باستفاضة لجميع المصريين ليتوحدوا خلف المطالبة بتحقيقه والضغط لتصحيح الأوضاع الخاطئة فى كل مجال بحيث يتم التوافق على هذا البرنامج الشامل من الجميع فلا يصير الأمر مجرد تغيير الأشخاص بل تغيير الأطر العامة للعمل السياسى والاجتماعى والمشاركة المجتمعية الفعالة..

عند ذلك فقط يصبح التغيير فعالاً، فحتى لو لم يتحقق تغيير الأشخاص سنكسب شعباً مدافعاً عن حقه ومؤدياً لواجباته وعندها سيستحق الشعب مكاسب الديمقراطية الحقيقية التى تتضمن الحقوق والواجبات بعيداً عن مسميات الأشخاص.

أبوبكر على طلب

أخصائى شؤون تعليم – جامعة أسيوط
صحيفة المصري اليوم

المسكوت عنه في تغطية الإعلام لـ “أزمة الحشيش”.


لمسكوت عنه في تغطية الإعلام لـ “أزمة الحشيش”..

محمد فتحي يونس

3/31/2010 3:43:00 AM GMT

“أزمة الحشيش”، هكذا اقترحت محررة على رئيسها تنفيذ تحقيق مطوّل، أبدى الرجل موافقة مبدئية مشددا على أن سبب الأزمة لو كانت جهود الأمن؛ فيجب إبراز ذلك حتى لو كانت الصحيفة معارضة، يجب تحية القائمين على الأمر لأنهم أنقذوا المجتمع.. لكن المفاجأة أن المحررة كانت تريد مناقشة اختفاء الحشيش كأزمة تسبب توتر المجتمع، وتبعده عن الاتزان، وكأنها تريد محاكمة المسؤولين عن الأزمة مثلهم مثل المتسببين في اختفاء رغيف الخبز، أو أنابيب البوتاجاز.

رؤية المحررة غير الهزلية.. وكذلك تغطية عشرات الصحف، لارتفاع ثمن الحشيش في مصر خلال الأسابيع الماضية، تعبران عن ملمح دفين ومسكوت عنه. هو أن من كتبوا وتتبعوا الأمر، كانوا مهتمين به بدرجة كبيرة. فالحشيش يتمتع بتقدير كبير لدى قطاع عريض من المصريين، ومن بينهم قادة رأي وصحافيون ومبدعون. كما يحظى بتقدير شعبي لا يؤثر فيه كونه من المخدرات المحرمة شرعا وقانونا.

تقول الإحصاءات إن المصريين ينفقون على الحشيش ما يقرب من 8 مليارات جنيه سنويا، كما تم إحباط تهريب 10 آلاف و758 كيلو جراماً منه خلال العام الماضي.. إذن يشكل الحشيش رقما في حياة المصريين يصعب تخطيه.

والأسباب الاجتماعية لإقبال المصريين عليه عديدة، من بينها ارتباطه التاريخي ببعض الجماعات الصوفية. وقد انخرط قديما قطاع عريض في مثل تلك الجماعات. كما أن الحشيش لم يرِد فيه نص صريح مثلما ورد في الخمر، وتحريمه جاء وفق قاعدة القياس، باعتباره يُذهِب العقل جزئيا. بل حتى سخر الوجدان الشعبي من تحريم البعض له بقولهم “لو حرام أدينا بنحرقه. ولو حلال أدينا بنشربه”.

دخل الحشيش أحيانا في مناقشات فقهية، حول تحليله وتحريمه. بل كان ضيفا على مائدة السياسيين والمفكرين؛ فقال البعض إن الهجوم عليه كان نتاج أوامر الإمبريالية العالمية من مروّجي التبغ.. في حين ظل في مكانه كهدية غالية للوافدين للتهنئة في مجالس العرس والاحتفالات الشعبية لأولاد البلد.

وقْع الحشيش الطبي على النفس، كان له دور في رواجه. فهو يختلف عن الخمر، فهو مهدئ في الغالب يصيب من يتعاطاه باللامبالاة والبعد عن العصبية، فيما يساعد الخمر على الإثارة والعصبية، إضافة إلى أوجه الاحتقار الاجتماعي لمتعاطي الخمور، والتسامح الخفي تجاه الحشّاشين، باعتبارهم أصحاب مزاج ومسالمين.

هذا الولع الشعبي بالحشيش، كانت التغطية الإعلامية ملمحا من ملامحه.. فقد توصلت التغطيات إلى تفاصيل دقيقة لا يعرفها إلى من جرب أو صادق مجرّبًا. فقال البعض مثلا إن “القرش” ارتفع سعره من 120 جنيهاً إلى 470 جنيهاً، والطربة من 1100 جنيه إلى 5600 جنيه. بل وُضِعت خرائط لتجارته ومناطق توزيعه في مصر. فقيل إنه ينتشر في منطقة المثلث في القليوبية التي تضم هي: كوم السخن والجعافرة وأبو الغيط. وفي الشرقية: بلبيس والإبراهيمية. وفي الإسكندرية بالكيلو 21 و26 على طريق مارينا. وفي الجيزة منطقة الطالبية وكفر الجبل. وفي القاهرة يتم ترويجه بكثرة في مناطق السيدة زينب والمعادي وفايدة كامل والبساتين ودار السلام والزاوية الحمرا، وفي قنا في قرى أبو حزام والحجيرات والسمطا. وفي الفيوم بمنطقتي كوم أوشيم والساحل.

بل حذرت تغطيات إعلامية أخرى من الشراء في الوقت الحالي، لأن الأصناف الموجودة في السوق مغشوشة، ومضرة بالصحة، وكأن الحشيش الأصلي ليس مضرا بالصحة والعقل معا!

منذ عامين كنت شاهدا على إصرار صحافيّ على مهاجمة عمرو خالد؛ لأنه دشن حملة ناجحة لصالح برنامج حماية لمكافحة المخدرات.. وكان إصراره يخلو من الهزل.. كان الرجل يرى في الحشيش سلواه. ولا مانع عنده من شرب الحشيش، والصلاة في المسجد جماعة.. فهو بخور الصالحين من وجهة نظره، ويراه مشروبا سحريا يهدئ النفس، ويثير صفات المسالَمة فيها، ويشجع على الإبداع.

وذات مرة ضُبِط شاعر شهير- كبير السن والمقام- في كمين. وعندما أراد الضابط أن يُنزل زجاج السيارة كي يرى الدخان وأصحابه، أشهر الشاعر سيجارته الملفوفة، قائلا: آه.. أنا فلان الفلاني.. وبَشْرَب حشيش.. هنا انفجر الضابط في الضحك، وترك الرجل المسن يمضي إلى حال سبيله.

ما بين كثافة التغطية وفكرة المحررة التي عرضت على رئيسها فكرة التحقيق.. والصحافي المهاجم للهجوم على الحشيش، والشاعر الثوري المعترِف بـ “كيفه”؛ تأخذ أزمة الحشيش في الوسطين الصحافي والثقافي بعدا آخر.. يرى في اختفائه مصيبة قومية تبحث عن حل.

فتح باب القبول لـ 1436 وظيفة شاغرة بحرس الحدود


مباشر العربية – الرياض :
أعلنت المديرية العامة لحرس الحدود عن فتح باب القبول لعدد (1436) وظيفة ضابط صف وجندي شاغرة عبر موقع المديرية العامة لحرس الحدود من خلال بوابة القبول الالكتروني على الرابط ( http://www.fg.gov.sa ) اعتباراً من يوم الأحد الموافق 19/4/1431هـ وحتى اكتمال العدد لحملة الشهادة الجامعية والكليات المتوسطة والدبلومات والثانوية العامة أو مايعادلها والأفضلية لمن يحمل مؤهلات أخرى إضافية في نفس التخصص .

وطالبت بان يكون المتقدم سعودي الأصل والمنشأ ولا يقل عمره عن (17عـاما) ولا يزيد عن (30) عاماً ولايقل طوله عن 168سم وان لايكون متزوج من غير سعودية وان يجتاز جميع مراحل القبول وعلى الراغبين الالتحاق بحرس الحدود سرعة المبادرة لإدخال بياناتهم عبر الموقع الالكتروني مع تحري الدقة والصدق بالبيانات المدخلة .

كما على المتقدم عند المراجعة اصطحاب المستندات التالية :

1- أصل الشهادة الدراسية مع حسن السيرة والسلوك وكافة المؤهلات العلمية الأخرى مع صورة للمطابقة .

2- أصل الهوية الوطنية مع صورة للمطابقة .

3- أصل دفتر العائلة مع صورة للمطابقة .

4- صورتين شخصية ملونه حديثة مقاس 3/4

5- للاستفسار على هاتف المديرية العامة لحرس الحدود بالرياض 4020222- تحويلة 8034

باتــون الفائــز سعيـد… والخـاسر هاميلتــون غاضــب


هامبورج- د ب أ: وجد جنسون باتون وزميله في فريق مكلارين لويس هاميلتون نفسيهما على طرفي نقيض من حيث شعورهما عقب انتهاء سباق جائزة أستراليا الكبرى ، ثاني سباقات الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا‑1 ، ولكنها اتفقا على أن هذا السباق أعاد الثقة إلى فورمولا‑1 . وأحرز باتون حامل لقب بطولة العالم العام الماضي ، لقب سباق أستراليا للمرة الثانية على التوالي نتيجة التغيير المبكر للإطارات ، فيما أعرب هاميلتون الفائز بلقب البطولة عام 2008 عن غضبه من مسئولي الفريق بسبب توقفه في مركز الصيانة للمرة الثانية مما أسفر عن احتلاله المركز السادس بدلا من انتزاع وصافة السباق. وشهد سباق يوم الأحد أيضا جميع أحداث الإثارة في فورمولا‑1 والتي غابت عن السباق الأول في الموسم الحالي في البحرين.
وذكرت صحيفة “دايلي تليجراف” البريطانية أمس الأول الاثنين “ملل؟ من قال أي شيء حول الملل”فورمولا‑1 أعادت اكتشاف هيبتها يوم الأحد بعد أن أحرز السائق المشاكس جنسون باتون فوزه الأول مع مكلارين وسط حادث تسببت فيه الأمطار في سباق جائزة أستراليا الكبرى”.
وحالف الحظ باتون في الخروج سالما من اللفة الأولى عندما تلامست سيارته مع سيارة فرناندو ألونسو سائق فيراري قبل أن يندفع صوب سيارة مايكل شوماخر سائق مرسيدس جي بي ، ليفسد أي فرصة متاحة أمام الأسطورة الألماني الفائز بلقب بطولة العالم سبع مرات. ودخل جميع السائقين السباق ، في أعقاب الأمطار الغزيرة التي شهدتها فترة الاستعداد للسباق ، ولكن باتون ذهب إلى تغيير الإطارات في اللفة السادسة ، قبل لفتين من جميع المتسابقين الأخرين ، وسط أمطار غزيرة في مضمار ألبرت بارك. ويبدو أن باتون حقق الفوز ، بسبب انسحاب سيباستيان فيتيل سائق ريد بول وصاحب مركز الانطلاق الأول لسباق أستراليا ، بسبب مشكلة في الإطارات ، ولكن هذا الأمر لا ينتقص من المجهود الذي بذله حامل اللقب. وساد شعور عام بالدهشة بعد أن قرر باتون الانضمام إلى هاميلتون في فريق مكلارين ، بعد نجاحه المدوي في 2009 ، وتسائل الكثيرون حول مدى نجاح التجربة بين العملاقين البريطانيين. وأشارت صحيفة ديلي تليجراف “هذا هو الفوز الثامن لباتون خلال مسيرته ، ولكن يبدو أنه الأكثر أهمية”. وكان محور الفوز بالنسبة لباتون هو تغيير إطار سيارته ، وهو القرار الذي اتخذه السائق البريطاني بمفرده. وقال باتون “التوقف في مركز الصيانة جاء بناء على طلبي ، من الأسهل بالنسبة للسائق أن يستشعر الأجواء أكثر من الرجال داخل مركز الصيانة ، لقد كان القرار الصائب ، وسعيد لتحقيق الفوز ، سأستفيد كثيرا من ذلك ، أشعر بأنني أكتسب الثقة وأتمنى أن نحقق شيئا مماثل في السباق المقبل”.
وأوضح “إنه فوز استثنائي لأنني قضيت مع هذا الفريق فترة قصيرة ، تحتاج إلى بعض الوقت للسيطرة على السيارة الجديدة والتأقلم على عجلة القيادة ، ولكن الفريق مذهل”. وانتاب هاميلتون شعورا بالأسف بعد استجابته لقرار الفريق عبر الإذاعة بتغيير الإطارات للمرة الثانية في منتصف السباق. ولكن احتلال هاميلتون المركز السادس أفضل من المصير الذي وقع لفيتيل الذي انسحب من السباق ، بعد أن فقد الصدارة واحتل المركز الرابع في سباق البحرين.

بقلم انيسه مهدي


أصوات من وراء الحجاب” فيلم يمتلئ بقصص برّاقة ذات صوت مرتفع تنوّر جمهوراً يحتاج لصورة أصيلة صادقة عن الإسلام بشكل عام وعن حياة المرأة المسلمة بالذات. تظهر بريجيد ماهر، المخرجة والمصورة السينمائية والمحررة الذي تدرّس في قسم الأفلام والفنون الإعلامية بالجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة حساسية ومهارة في إبراز هذه القصص الحاسمة رغم بساطتها إلى الأضواء.
بسيطة؟ نعم. إنها قصص عن المرأة التي تسكن في البيت المجاور: جارة هي أم وزوجة صاحبة مهنة تدرّس وتسافر، إنسانة تواجه تحديات وخيبات أمل، لا تستسلم بخنوع وإنما تتغلب وتُلهم.
تعرض ماهر صور ثلاث نساء: هدى الحاسباش من سوريا وسعاد صالح من مصر وغينا حمّود من لبنان. نقابلهم للمرة الأولى كمهنيات ثم كزوجات أو مطلّقات، ثم كأمهات يقمن بإعداد الطعام، يبذلن الجهود لموازنة الواجبات العديدة التي تُثقل كاهل المرأة في كافة أنحاء العالم. نقابل أزواجهن وأمهاتهن وأطفالهن.
تدافع الأم والتربوية السورية هدى الحاسباش عن لبس الحجاب وتستمر في إثبات أنه ليس بالضروة أن يكون هناك خلاف بين لبس الحجاب والحياة بطريقة عصرية. وهي تدّرس عشرات النساء ليس فقط على قراءة القرآن الكريم وإنما كذلك على معرفة حقوقهن. وتقوم السيدة الحاسباش بإعداد وجبة شهية لأسرتها وهي تصف وجهات نظرها للكاميرا.
الدكتورة سعاد صالح شخصية معروفة جداً، فهي تدرّس بجامعة الأزهر وتظهر على برامج تلفزيونية. “لقد اختزلنا الإسلام لمجرد حجاب ولحية”، تقول بحسرة، “رغم أنه ينطوي على أمور كثيرة أكثر أهمية”.
تلتزم السيدة غينا حمّود بشجاعة بعملها رغم خيانة زوجها لها. تحتفظ بحبها واحترامها لبناتها اللواتي يُقِمن مع والدهن بعد طلاق الزوجين.
تشكّل العلاقات بين النساء والرجال أمثلة جيدة على الصور النمطية المستمرة. هناك منظور سائد، سببه إلى درجة ما إعلام التيار الرئيس والثقافة الشعبية والجهل العام في الغرب، مفاده أن المرأة المسلمة مظلومة. نقرأ عن “جرائم الشرف” ومنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة ومنع النساء من الطلاق في ظروف غير مقبولة. لا تسمح الشريعة الإسلامية بأي من هذه الأمور، رغم أن الثقافة السائدة في بعض الدول ذات الغالبية المسلمة تنظر إلى الناحية الأخرى. يُظهر الشريط الوثائقي أن المرأة المسلمة لا تشكل صورة واحدة، من خلال إظهار تنوع تجارب النساء المسلمات.
نشعر بالتعاطف مع السيدة حمّود التي عانت من سنوات من زوج أساء معاملتها. بالمقابل، يشكّل سمير الخالدي، زوج هدى الحاسباش صورة الشريك المثالي، فهو يقدّر ويدعم آراءها ويساعد في الأعمال المنزلية وإعداد المائدة ومتابعة واجبات الأبناء المدرسية معهم. وتشير الدكتورة سعاد صالح إلى أنه رغم كفاءتها للقيام بذلك، إلا أن الواقع هو أنها لم تتمكن من الحصول على الأصوات الكافية للعمل في مجلس البحوث الإسلامية، وهو أبرز هيئات الأزهر.
سوف يتذكر المشاهدون الأميركيون لشريط “أصوات من وراء الحجاب” أن سوزان بي أنتوني، الأميركية التي نادت بإعطاء المرأة حق الاقتراع، كافحت لتحقيق ذلك.
تدفع ماهر، دون هراوة أو ضغط، فكرة أن للمرأة المسلمة حقوقاً تعبر بها عن نفسها، مثلها مثل أخواتها في كافة أنحاء العالم، وأن عليها أن تتغلب على المعوقات في حياتها لتحقيق أهدافها، حتى لو عنى ذلك إعادة تعريف أهدافها على الطريق نحو ذلك.
سوف تصيب بعض لقطات هذا الشريط الوثائقي، ومدته ساعة واحدة المشاهدين بالدهشة. تظهر الكاميرا “غرفة” مليئة بالنساء يدرسن القانون الإسلامي والقيادة، ويشرن بشكل منتظم لأمثلة مبكرة عن القيادة النسائية في المجتمع الإسلامي، بما فيها أمثلة عائشة أصغر زوجات النبي محمد (ص)، التي كانت على علم ومعرفة وتدرّس في سن 17 سنة، وهو أمر معروف عنها.
لا يفرض صانع الفيلم ضوابط قوية على الأوضاع، حيث يسمح للأمور الطبيعية في الحياة أن تأخذ مجراها على الشريط. لا يتم إسكات طفل يتململ بشكل مزعج وراء الكاميرا، بينما تستمر المقابلة. وعندما يطرح سؤال شخصي بشكل خاص، وتبكي المعنية بالموضوع، يبكي معها فريق الإخراج. يشار إلى ذلك بوضوح، ونتعرض نحن المشاهدين لما يحصل وراء الكاميرا.
تنخرط النساء المسلمات وغير المسلمات من ماليزيا إلى أميركا بنشاط في تثقيف أنفسهن وغيرهن، مستخدمات الدين كأداة رئيسية في نداء لا يلين من أجل المساواة والفرص المتكافئة. تشكّل النساء في “أصوات من وراء الحجاب” جزءاً من حركة ضرورية وطبيعية لتضخيم فهم الإسلام في القرن الحادي والعشرين.
مصدر المقال:
خدمة common grownd الأخبارية

بقلم جعفر عبد الكريم الخابوري


الحجة التي يثيرها المتشيعون للاعلام التفاعلي والتواصل الاجتماعي كبديل للإعلام التقليدي هي ان العالم يتغير وان من يقاومون إعلام الانترنت هم من العناصر الجامدة غير القادرة على التغير والتكيف. وتلك حجة مردود عليها، فإذا كان التغيير من سنن تقدم البشرية فإنه لا يعني بالضرورة ما يتم الدفع باتجاهه في مجال الإعلام تحديدا. واذا كانت الإذاعة لم تلغ الصحافة المطبوعة، ولا التلفزيون الغى الإذاعة فإن الحديث عن ان الانترنت يمكن ان تلغي ما قبلها هو من قبيل الشطط.
صحيح انه لا يمكن انكار تأثير الانترنت كوسيط معلوماتي على بقية وسائط الإعلام التقليدية من صحافة مطبوعة واذاعة وتلفزيون، لكن من المغالطة القول بأنها تنفي تلك الوسائط وتجعلها على وشك الفناء. ففي النهاية الانترنت هي “منصة” لعرض الصحف المطبوعة بلا من طباعتها على الورق وتوزيعها ـ وان لم ينف ذلك على مدى العقدين الماضيين ان هناك من لا يزال يشتري الصحيفة، والارجح انه سبقى من يفعل ذلك حتى لو قل العدد لصالح زيادة نسبة متصفحي الصحف على الحاسوب.
كذلك الحال بالنسبة للاذاعة والتلفزيون ، فقد كان للتطوير المستمر في الوسيط الاليكتروني لنقل الصوت والصورة بسهولة اكثر، والان في التو واللحظة ومباشرة دون فارق وقت كبير، اثره في زيادة اعداد متابعي تلك المنافذ الإعلامية التقليدية عبر “منصة” واحدة هي الانترنت وجهاز الحاسوب الموصول بها دون حاجة لمحطات بث وابراج موجات واقمار صناعية. ففي النهاية ما الانترنت الا وسيلة تكنولوجية متطورة تعمل كوسيط إعلامي. مع اهمية الاشارة الى ان شبكة الاتصالات الدولية وفرت كثيرا من الجهد والوقت بان سهلت على الإعلامي الحصول على كثير من المعلومات “الخام” من المواقع الرسمية للحكومات والهيئات والمؤسسات. لكنها لا تعدو في ذلك، مرة اخرى، عن كونها اداة ووسيلة تسهل عمل الإعلام ولا تقوم به بدلا منه.
اما التوجه المحموم حاليا لاعتبار الانترنت وسيلة الإعلام الرئيسية، وان على الجميع القبول بذلك والتعامل معه كحقيقة واقعة والا اصبحوا “متخلفين عن العصر”، فهو ليس قابلا للنقاش فحسب بل يتعين مواجهته حفاظا على المهنة التي نجلها وافنينا فيها ما يزيد عن نصف العمر. واعني هنا ما نشهده الان في منافذ الإعلام التقليدية من طغيان للمادة الإعلامية المعتمدة على الانترنت، بدلا من تطوير محتوى معلوماتي اصيل تنقله الانترنت كوسيط. وان كان بعض من هذا لا يختلف عن ابواب بريد القراء في الصحف المطبوعة وندوة المستمعين في الإذاعة واراء المشاهدين في التلفزيون، فإن التوسع الحالي في إنتاج المحتوى الإعلامي ـ خاصة في الاخبار ـ استنادا الى تلك المدخلات انما يعني فقدان الإعلام لعناصر مهنية اساسية.
فاولا، كما سبق واسلفنا في مقال سابق، لا يصل عدد من يمكنهم الاتصال بالانترنت الى ربع البشرية، ومن ثم فانت تستبعد ثلاثة ارباع البشر (باخبارهم ومشاكلهم وتطلعاتهم وارائهم) تماما من المحتوى الإعلامي الذي تنتجه استنادا الى ما تتلقاه من مستخدمي الانترنت. ثم ان ليس كل مستخدمي الانترنت (23 في المئة من البشرية على الاكثر) ممن يبثون معلومات، بل في الاغلب هم ممن يتلقون المعلومات او يبحثون عنها. اضف الى ذلك ان مدمني التواصل عبر الشبكة الاليكترونية الدولية هم فئة قليلة من الشباب لا يعبرون باي حال حتى عن قطاع صغار السن في العالم، ولا حتى على نسبة كبيرة من مستخدمي الانترنت من صغار السن.
وبالتالي فإن انتاج المنفذ الإعلامي لمحتواه، الذي يبثه باي وسيلة (ومنها الانترنت)، استنادا الى معلومات هؤلاء وارائهم يفقد ذلك المنفذ المصداقية ولا يجعله مصدرا للمعلومة بقدر ما هو “مدور” لها. وبكثرة “التدوير” في دائرة ما يسمى بالتفاعل ـ اي في الإعلام التفاعلي ـ تهتريء القيمة حتى تتلاشى ويصبح المحتوى بلا قيمة نهائيا. اذ لو انتهى الامر بمنفذ إعلامي ما ان يكون محتواه الذي ينتجه من قبيل: “وذكر موقع كذا على الانترنت، واضاف احد المشاركين في تويتر، او نقلا عن مدونة فلان او الصفحة الخاصة بعلان على الانترنت …. الخ”، فلا اظن ان احدا بحاجة لهذا المنفذ في النهاية كمصدر للمعلومات.
بالطبع هناك حجة جاهزة للرد على من يتصدى بعقلانية لهذا التيار الطاغي، وهي ان الانترنت تتيح حرية إعلامية يخشى منها انصار الشمولية والسلطوية والإعلام التلقيني الذي يميز القوى الراغبة في السيطرة والطغيان. وذلك قول حق يراد به باطل، فاي وسيلة تتيح للناس التعبير عن ارائهم وتبادل المعلومات بحرية يتعين تشجيعها وتطويرها والدفاع عن بقائها ونموها. ولنتذكر ان من يستخدم تكنولوجيا الاتصال الاليكتروني عبر الشبكة العالمية بغرض الحصول على معلومات اصيلة ويعتد بها فسيذهب الى مواقع منافذ إعلامية ومعلوماتية موجودة بالفعل طباعة او بثا بالصوت او الصورة. وتلك المنافذ لا توفر على الانترنت الا ما تبثه في الاثير مجانا، اما المحتوى عالي القيمة فعليك ان تدفع اليكترونيا للحصول عليه.. لكن هناك فارق بين التواصل والاتصال، وحتى الترويج بالحملات الدعائية، وبين الإعلام ونقل الحقائق. وليس الامر بحاجة لعبقرية تحليلية ولا عمق اكاديمي ليخلص بسرعة الى ان تلك الحرية المعلوماتية المزعومة على الانترنت مجرد هراء ـ ولهذا مجال اخر لتوضيحه.

Previous Older Entries