بحار الانوار الجزء 1


بحار الانوار الجزء 1

بسمه تعالى
بحار الانوار مجلد: 1 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 24
[ 1 ]

بروحه ، واختارهم على جميع بريته ، لهم سمكت المسموكات ، ودحيت المدحوات ،
وبهم رست الراسيات واستقر العرش على السماوات ، وبأسرار علمهم أينعت ( 1 )
ثمار العرفان في قلوب المؤمنين ، وبأمطار فضلهم جرت أنهار الحكمة في صدور
الموقنين ، فصلوات الله عليهم ما دامت الصلوات عليهم وسيلة إلى تحصيل المثوبات ، و
الثناء عليهم ذريعة لرفع الدرجات . ولعنة الله على أعدائهم ما كانت دركات الجحيم
معدة لشدائد العقوبات . واللعن على أعداء الدين معدودة من أفضل العبادات .
أما بعد : فيقول الفقير إلى رحمة ربه الغافر ابن المنتقل إلى رياض القدس
محمد تقي طيب الله رمسه محمد باقر عفى الله عن جرائمهما وحشرهما مع أئمتهما ( 2 ) :
إعلموا يا معاشر الطالبين للحق واليقين المتمسكين بعروة اتباع أهل بيت سيد
المرسلين – صلوات الله عليهم أجمعين – أني كنت في عنفوان شبابي حريصا على طلب
العلوم بأنواعها ، مولعا باجتناء فنون المعالي من أفنانها ( 3 ) فبفضل الله سبحانه وردت
حياضها وأتيت رياضها ، وعثرت على صحاحها ومراضها ، حتى ملات كمي من
ألوان ثمارها ، واحتوى جيبي على أصناف خيارها ، وشربت من كل منهل ( 4 ) جرعة
روية وأخذت من كل بيدر حفنة ( 5 ) مغنية ، فنظرت إلى ثمرات تلك العلوم
وغاياتها ، وتفكرت في أغراض المحصلين وما يحثهم على البلوغ إلى نهاياتها ، و
تأملت فيما ينفع منها في المعاد ، وتبصرت فيما يوصل منها إلى الرشاد ، فأيقنت بفضله
وإلهامه تعالى أن زلال العلم لا ينقع ( 6 ) إلا إذا أخذ من عين صافية نبعت عن ينابيع
الوحى والالهام ، وأن الحكمة لا تنجع ( 7 ) إذا لم تؤخذ من نواميس الدين ومعاقل
الانام .
* ( هامش ) * ( 1 ) ينع الثمر : نضج ، وأينع مثله .
( 2 ) تقدم الكلام في ترجمته وترجمة والده أعلى الله مقامهما في المقدمة الاولى .
( 3 ) شجرة ذات أفنان : ذات أغصان .
( 4 ) المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الابل في المراعى .
( 5 ) البيدر : الموضع الذي يداس فيه الطعام . والحفنة : ملء الكفين من طعام .
( 6 ) نقع الماء العطش : سكنه .
( 7 ) نجع الطعام : هنا أكله . وقد نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثر . ( * )
[ 3 ]
فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه ، وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه ،
وعلمت أن علم القرآن لا يفي أحلام العباد باستنباطه على اليقين ، ولا يحيط به إلا من
انتجبه الله لذلك من أئمة الدين ، الذين نزل في بيتهم الروح الامين . فتركت ما
ضيعت زمانا من عمري فيه ، مع كونه هو الرائج في دهرنا ، وأقبلت على ما علمت
أنه سينفعني في معادي ، مع كونه كاسدا في عصرنا . فاخترت الفحص عن أخبار
الائمة الطاهرين الابرار سلام الله عليهم ، وأخذت في البحث عنها ، وأعطيت النظر
فيها حقه ، وأوفيت التدرب فيها حظه .
ولعمري لقد وجدتها سفينة نجاة ، مشحونة بذخائر السعادات ، وألفيتها ( 1 )
فلكا مزينا بالنيرات المنجية عن ظلم الجهالات ، ورأيت سبلها لائحة ، وطرقها
واضحة ، وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة ، وأصوات الداعين إلى
الفوز والنجاح في مناهجها مسموعة ، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة ،
وحدائق خضرة ، مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة ، وأبصرت في طي
منازلها طرقا مسلوكة معمورة ، موصلة إلى كل شرف ومنزلة . فلم أعثر على حكمة
إلا وفيها صفوها ، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها .
ثم بعد الاحاطة بالكتب المتداولة المشهورة تتبعت الاصول المعتبرة المهجورة
التي تركت في الاعصار المتطاولة والازمان المتمادية إما : لاستيلاء سلاطين المخالفين
وأئمة الضلال . أو : لرواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل والكمال .
أو : لقلة اعتناء جماعة من المتأخرين بها ، اكتفاءا بما اشتهر منها . لكونها أجمع و
أكفى وأكمل وأشفى من كل واحد منها .
فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد وغربها حينا ، وألح في الطلب لدى كل من
أظن عنده شيئا من ذلك وإن كان به ضنينا ( 2 ) . ولقد ساعدني على ذلك جماعة من
* ( هامش ) * ( 1 ) ألفيت الشئ : وجدته .
( 2 ) الضنين : البخيل ، أي وإن كان في إعطائه كل أحد بخيلا إما : لنفاسة نسخه أو لندرتها . ( * )
[ 4 ]
الاخوان ، ضربوا في البلاد لتحصيلها ، وطلبوها في الاصقاع والاقطار طلبا حثيثا
حتى اجتمع عندي بفضل ربي كثير من الاصول المعتبرة التي كان عليها معول العلماء
في الاعصار الماضية ، وإليها رجوع الافاضل في القرون الخالية ، فألفيتها مشتملة
على فوائد جمة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة ، واطلعت فيها على مدارك
كثير من الاحكام اعترف الاكثرون بخلو كل منها عما يصلح أن يكون مأخذا له
فبذلت غاية جهدي في ترويجها وتصحيحها وتنسيقها وتنقيحها .
ولما رأيت الزمان في غاية الفساد ووجدت أكثر أهلها حائدين ( 1 ) عما يؤدي
إلى الرشاد خشيت أن ترجع عما قليل إلى ما كانت عليه من النسيان والهجران ،
وخفت أن يتطرق إليها التشتت ، لعدم مساعدة الدهر الخوان ، ومع ذلك كانت
الاخبار المتعلقة بكل مقصد منها متفرقا في الابواب ، متبددا في الفصول ، قلما
يتيسر لاحد العثور على جميع الاخبار المتعلقة بمقصد من المقاصد منها ، ولعل هذا
أيضا كان أحد أسباب تركها ، وقلة رغبة الناس في ضبطها .
فعزمت بعد الاستخارة من ربي والاستعانة بحوله وقوته ، والاستمداد من تأييده
ورحمته ، على تأليفها ونظمها وترتيبها وجمعها ، في كتاب متسقة ( 2 ) الفصول
والابواب ، مضبوطة المقاصد والمطالب ، على نظام غريب وتأليف عجيب لم يعهد مثله
في مؤلفات القوم ومصنفاتهم ، فجاء بحمد الله كما أردت على أحسن الوفاء ، وأتاني
بفضل ربي فوق ما مهدت وقصدت على أفضل الرجاء . فصدرت كل باب بالآيات
المتعلقة بالعنوان ثم أوردت بعدها شيئا مما ذكره بعض المفسرين فيها إن احتاجت
إلى التفسير والبيان . ثم إنه قد حاز كل باب منه إما : تمام الخبر المتعلق بعنوانه ،
أو : الجزء الذي يتعلق به مع إيراد تمامه في موضع آخر أليق به ، أو : الاشارة إلى
المقام المذكور فيه لكونه أنسب بذلك المقام ، رعاية لحصول الفائدة المقصودة مع
الايجاز التام . وأوضحت ما يحتاج من الاخبار إلى الكشف ببيان شاف على غاية الايجاز
* ( هامش ) * ( 1 ) حاد عن الشئ : مال عنه وعدل .
( 2 ) اتسق الامر : انتظم . ( * )
[ 5 ]
لئلا تطول الابواب ويكثر حجم الكتاب ، فيعسر تحصيله على الطلاب . وفي بالي –
إن أمهلني الاجل وساعدني فضله عزوجل – أن أكتب عليه شرحا كاملا يحتوي
على كثير من المقاصد التي لم توجد في مصنفات الاصحاب ، واشبع فيها الكلام لاولي
الالباب .
ومن الفوائد الطريفة لكتابنا اشتماله على كتب وأبواب كثيرة الفوائد ، جمة
العوائد ، أهملها مؤلفوا أصحابنا رضوان الله عليهم ، فلم يفردوا لها كتابا ولا بابا :
ككتاب العدل والمعاد ، وضبط تواريخ الانبياء والائمة عليهم السلام ، وكتاب السماء والعالم
المشتمل على أحوال العناصر والمواليد وغيرها مما لا يخفى على الناظر فيه .
فيا معشر إخوان الدين المدعين لولاء أئمة المؤمنين ، أقبلوا نحو مأدبتي ( 1 )
هذه مسرعين ، وخذوها بأيدي الاذعان واليقين ، فتمسكوا بها واثقين ، إن كنتم فيما
تدعون صادقين . ولا تكونوا من الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، ويترشح
من فحاوي كلامهم مطاوي جنوبهم ، ولا من الذين اشربوا في قلوبهم حب البدع و
الاهواء بجهلهم وضلالهم ، وزيفوا ( 2 ) ما روجته الملل الحقة بما زخرفته منكروا
الشرايع بمموهات ( 3 ) أقوالهم .
فيا بشرى لكم ثم بشرى لكم إخواني ! بكتاب جامعة المقاصد ، طريفة الفرائد ،
لم تأت الدهور بمثله حسنا وبهاءا ! وانجم طالع من أفق الغيوب لم ير الناظرون ما
يدانيه نورا وضياءا ! وصديق شفيق لم يعهد في الازمان السالفة شبهه صدقا ووفاءا !
كفاك عماك يا منكر علو أفنانه ( 4 ) ! ، وسمو أغصانه حسدا وعنادا وعمها ( 5 )
وحسبك ريبك ، يا من لم يعترف برفعة شأنه ! وحلاوة بيانه جهلا وضلالا وبلها ،
ولاشتماله على أنواع العلوم والحكم والاسرار وإغنائه عن جميع كتب الاخبار
سميته بكتاب :
* ( هامش ) * ( 1 ) الادبة والمادبة : طعام يصنع لدعوة أو عرس .
( 2 ) زافت الدراهم : صارت مردودة . وزيف الدراهم : زافها
( 3 ) قول مموه : مزخرف أو ممزوج من الحق والباطل .
( 4 ) وفي نسخة : فضل احسانه .
( 5 ) العمه : التحير والتردد . ( * )
[ 6 ]
* ( بحار الانوار ) *
الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار
فأرجو من فضله سبحانه على عبده الراجي رحمته وامتنانه أن يكون كتابي
هذا إلى قيام قائم آل محمد – عليهم الصلوة والسلام والتحية والاكرام – مرجعا
للافاضل الكرام ، ومصدرا لكل من طلب علوم الائمة الاعلام ، ومرغما للملاحدة
اللئام ، وأن يجعله لي في ظلمات القيامة ضياءا ونورا ، ومن مخاوف يوم الفزع الاكبر
أمنا وسرورا ، وفي مخازي يوم الحساب كرامة وحبورا ( 1 ) وفي الدنيا مدى الاعصار
ذكرا موفورا ، فإنه المرجو لكل فضل ورحمة ، وولي كل نعمة ، وصاحب كل
حسنة ، والحمد لله أولا وآخرا ، وصلى الله على محمد وأهل بيته الغر الميامين النجباء
المكرمين . ولنقدم قبل الشروع في الابواب مقدمة لتمهيد ما اصطلحنا عليه في كتابنا
هذا ، وبيان ما لابد من معرفته في الاطلاع على فوائده . وهي تشتمل على فصول :
* ( الفصل الاول ) *
في بيان الاصول والكتب المأخوذ منها وهي : ( 2 )
كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام وكتاب علل الشرائع والاحكام ، وكتاب إكمال
الدين وإتمام النعمة في الغيبة ، وكتاب التوحيد ، وكتاب الخصال ، وكتاب
الامالي والمجالس ، وكتاب ثواب الاعمال وعقاب الاعمال ، وكتاب معاني الاخبار ،
وكتاب الهداية ، ورسالة العقائد ، وكتاب صفات الشيعة ، وكتاب فضائل الشيعة ،
وكتاب مصادقة الاخوان ، وكتاب فضائل الاشهر الثلاثة ، وكتاب النصوص ،
* ( هامش ) * ( 1 ) الحبور كفلوس : السرور والنعمة .
( 2 ) قد اسفلنا الكلام حول تلك الكتب وترجمة مؤلفيها في المقدمة الثانية .
[ 7 ]
وكتاب المقنع ، كلها للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي رضوان الله عليه .
وكتاب الامامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الاجل أبي الحسن علي بن الحسين
ابن موسى بن بابويه والد الصدوق طيب الله تربتهما ، وأصل آخر منه أو من غيره من
القدماء المعاصرين له . ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الشيخ الثقة الجليل هارون
ابن موسى التلعكبري رحمه الله .
وكتاب قرب الاسناد للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر محمد بن عبدالله بن جعفر
ابن الحسين بن جامع بن مالك الحميري القمي . وظني أن الكتاب لوالده وهو
راو له ، كما صرح به النجاشي ، وإن كان الكتاب له كما صرح به ابن إدريس رحمه الله
فالوالد متوسط بينه وبين ما أوردناه من أسانيد كتابه .
وكتاب بصائر الدرجات للشيخ الثقة العظيم الشأن محمد بن الحسن الصفار .
وكتاب المجالس الشهير بالامالي ، وكتاب الغيبة ، وكتاب المصباح الكبير ، و
كتاب المصباح الصغير ، وكتاب الخلاف ، وكتاب المبسوط ، وكتاب النهاية ، وكتاب
الفهرست ، وكتاب الرجال ، وكتاب تفسير التبيان ، وكتاب تلخيص الشافي ، وكتاب
العدة في اصول الفقه ، وكتاب الاقتصاد ، وكتاب الايجاز في الفرائض ، وكتاب
الجمل وأجوبة المسائل الحائرية وغيرها من الرسائل ، كلها لشيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي قدس الله روحه .
وكتاب الارشاد ، وكتاب المجالس ، وكتاب النصوص ، وكتاب الاختصاص
والرسالة الكافية في إبطال توبة الخاطئة ، ورسالة مسار الشيعة في مختصر التواريخ
الشرعية ، وكتاب المقنعة ، وكتاب العيون والمحاسن المشتهر بالفصول ، وكتاب
المقالات ، وكتاب المزار ، وكتاب إيمان أبي طالب ورسائل ذبائح أهل الكتاب
والمتعة ، وسهو النبي ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلاة ، وتزويج أمير المؤمنين عليه السلام بنته
من عمر ، ووجوب المسح ، وأجوبة المسائل السروية والعكبرية والاحدى
والخمسين وغيرها ، وشرح عقائد الصدوق ، كلها للشيخ الجليل المفيد محمد بن
[ 8 ]
محمد بن النعمان قدس الله لطيفه ( 1 ) .
وكتاب المجالس الشهير بالامالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ
الطائفة قدس الله روحهما .
وكتاب كامل الزيارة للشيخ النبيل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن
موسى بن قولويه .
وكتاب المحاسن والآداب للشيخ الكامل الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي .
وكتاب التفسير للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، وكتاب
العلل لولده الجليل محمد .
وكتاب التفسير لمحمد بن مسعود السلمي المعروف بالعياشي الشيخ
الثقة الراوية للاخبار .
وكتاب التفسير المنسوب إلى الامام الهمام الصمصام الحسن بن علي العسكري
صلوات الله عليه وعلى آبائه وولده الخلف الحجة .
وكتاب روضة الواعظين وتبصرة المتعظين للشيخ محمد بن علي بن أحمد الفارسي ،
وأخطأ جماعة ونسبوه إلى الشيخ المفيد ، وقد صرح بما ذكرناه ابن شهر آشوب
في المناقب والشيخ منتجب الدين في الفهرست والعلامة رحمه الله في رسالة الاجازة
وغيرهم . وذكر العلامة سنده إلى هذا الكتاب كما سنذكره في المجلد الآخر من
الكتاب إن شاء الله تعالى .
ثم اعلم أن العلامة رحمه الله ذكر اسم المؤلف كما ذكرنا . وسيظهر من كلام
ابن شهر آشوب أن المؤلف محمد بن الحسن بن علي الفتال الفارسي ، وأن
صاحب التفسير وصاحب الروضة واحد ، وكذا ذكره في كتاب معالم العلماء . ويظهر
من كلام الشيخ منتجب الدين في فهرسته أنهما اثنان : حيث قال : محمد بن علي
الفتال النيسابوري صاحب التفسير ثقة وأي ثقة ! وقال – بعد فاصلة كثيرة – :
الشيخ الشهيد محمد بن أحمد الفارسي مصنف كتاب روضة الواعظين .
* ( هامش ) * ( 1 ) أي روحه . ( * )
[ 9 ]
وقال ابن داود – في كتاب الرجال – : محمد بن أحمد بن علي الفتال النيسابوري
المعروف بابن الفارسي ( لم ، خج ( 1 ) ) متكلم ، جليل القدر ، فقيه ، عالم ، زاهد ، ورع
قتله أبوالمحاسن عبدالرزاق رئيس نيسابور ، الملقب بشهاب الاسلام – لعنه الله – إنتهى .
ويظهر من كلامه أن اسم أبيه أحمد . وأما نسبته إلى رجال الشيخ فلا يخفى سهوه
فيه ! إذ ليس في رجال الشيخ منه أثر مع أن هذا الرجل زمانه متأخر عن زمان الشيخ
بكثير كما يظهر من فهرست الشيخ منتجب الدين ، ومن إجازة العلامة ، ومن
كلام ابن شهر آشوب . وعلى أي حال يظهر مما نقلنا جلالة المؤلف ، وأن كتابه
كان من الكتب المشهورة عند الشيعة .
وكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى ، ورسالة الآداب الدينية ، وتفسير مجمع
البيان وتفسير جامع الجوامع ، كلها للشيخ أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن
ابن الفضل الطبرسي المجمع على جلالته وفضله وثقته .
وكتاب مكارم الاخلاق وينسب إلى الشيخ المذكور أبي علي وهو غير
صواب ، بل هو تأليف أبي نصر الحسن بن الفضل ابنه ، كما صرح به ولده الخلف
في كتاب مشكاة الانوار ، والكفعمي فيما ألحق بالدروع الواقية ، وفي البلد الامين .
وكتاب مشكاة الانوار لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي ، ألفه تتميما لمكارم
الاخلاق تأليف والده الجليل .
وكتاب الاحتجاج ، وينسب هذا أيضا إلى أبي علي وهو خطاء ، بل هو تأليف
أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، كما صرح به السيد ابن طاوس
في كتاب كشف المحجة وابن شهر آشوب في معالم العلماء ، وسيظهر لك مما سننقل
من كتاب المناقب لابن شهر آشوب أيضا .
وكتاب المناقب ، وكتاب معالم العلماء ، وكتاب بيان التنزيل ، ورسالة متشابه
لقران ، كلها للشيخ الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني .
* ( هامش ) * ( 1 ) ” لم ” : رمز لمن لم يرو عن النبي والائمة صلوات الله عليهم اجمعين . ” خج ” :
رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسي رحمه الله . ( * )

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 9 سطر 25 الى ص 18 سطر 20

[ 10 ]
وكتاب كشف الغمة للشيخ الثقة الزكي علي بن عيسى الاربلي .
وكتاب تحف العقول عن آل الرسول ، تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي
ابن شعبة .
وكتاب العمدة ، وكتاب المستدرك ، وكتاب المناقب ، كلها في أخبار المخالفين
في الامامة ، للشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن
البطريق الاسدي .
وكتاب كفاية الاثر في النصوص على الائمة الاثنى عشر للشيخ السعيد
علي بن محمد بن علي الخزاز القمي .
وكتاب تنبيه الخاطر ونزهة الناظر للشيخ الزاهد ورام بن عيسى بن أبي
النجم بن ورام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الاشتر . والسند إلى هذا
الكتاب مذكور في الاجازات ، وذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرس ، وقال :
إنه عالم ، فقيه ، صالح ، شاهدته بحلة ، ووافق الخبر الخبر . وأثنى عليه السيد ابن
طاوس .
وكتاب مشارق الانوار ، وكتاب الالفين للحافظ رجب البرسي . ولا أعتمد
على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع . وإنما
أخرجنا منهما ما يوافق الاخبار المأخوذة من الاصول المعتبرة .
وكتاب الذكرى ، وكتاب الدروس ، وكتاب القواعد ، وكتاب البيان ،
وكتاب الالفية ، وكتاب النفلية ، وكتاب نكت الارشاد ، وكتاب المزار ، ورسالة
الاجازات ، وكتاب اللوامع ، وكتاب الاربعين ، ورسالة في تفسير الباقيات
الصالحات ، كلها للشيخ العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي قدس الله لطيفه ،
وكتاب الاستدارك ، وكتاب الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة له قدس سره
أيضا كما أظن . والاخير عندي منقولا عن خطه رحمه الله ، وسائر رسائله ،
وأجوبة مسائله .
وكتاب الدرر والغرر ، وكتاب تنزيه الانبياء ، وكتاب الشافي ، وكتاب
[ 11 ]
شرح قصيدة السيد الحميري ، وكتاب جمل العلم والعمل ، وكتاب الانتصار ،
وكتاب الذريعة ، وكتاب المقنع في الغيبة ، ورسالة تفضيل الانبياء على الملائكة
عليهم السلام ، ورسالة المحكم والمتشابه . وكتاب منقذ البشر من أسرار القضاء والقدر ،
وأجوبة المسائل المختلفة ، كلها للسيد المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن
الحسين الموسوي نور الله ضريحه .
وكتاب عيون المعجزات ينسب إليه . ولم يثبت عندي إلا أنه كتاب لطيف
عندنا منه نسخة قديمة ، ولعله من مؤلفات بعض قدماء المحدثين ( 1 ) ، ويروي عن أبي
علي محمد بن هشام ، وعن محمد بن علي بن إبراهيم .
وكتاب نهج البلاغة ، وكتاب خصائص الائمة ، وكتاب المجازات النبوية
وتفسير القرآن ، للسيد الرضي محمد بن الحسين الموسوي قدس سره .
وكتاب طب الائمة عليهم السلام لابي عتاب عبدالله بن بسطام بن سابور الزيات ،
وأخيه الحسين بن بسطام ذكرهما النجاشي من غير توثيق ، وذكر أن لهما كتابا جمعاه
في الطب .
وكتاب صحيفة الرضا المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي رحمه الله ، بإسناده
إلى الرضا عليه السلام .
وكتاب طب الرضا عليه السلام كتبه للمأمون ، وهو معروف بالرسالة الذهبية .
وكتاب فقه الرضا عليه السلام أخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير
حسين طاب ثراه بعد ما ورد إصفهان . قال : قد اتفق في بعض سني مجاورتي بيت الله
الحرام أن أتاني جماعة من أهل قم حاجين ، وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر
الرضا صلوات الله عليه وسمعت الوالد رحمه الله أنه قال : سمعت السيد يقول : كان
عليه خطه صلوات الله عليه ، وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء ، وقال السيد :
حصل لي العلم بتلك القرائن أنه تأليف الامام عليه السلام فأخذت الكتاب وكتبته
وصححته فأخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد واستنسخه وصححه .
* ( هامش ) * ( 1 ) تقدم : انه للحسين بن عبدالوهاب من علماء القرن الخامس . ( * )
[ 12 ]
وأكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبوجعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره –
الفقيه من غير سند ، وما يذكره والده في رسالته إليه وكثير من الاحكام التي ذكرها
أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكورة فيه كما ستعرف في أبواب العبادات .
وكتاب المسائل المشتمل على جل ما سأله السيد الشريف الجليل النبيل
علي بن الامام الصادق جعفر بن محمد أخاه الكاظم صلوات الله عليهم أجمعين .
وكتاب الحزائج والجرائح للشيخ الامام قطب الدين أبي الحسن سعيد بن
هبة الله بن الحسن الراوندي .
وكتاب قصص الانبياء له أيضا ، على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر
أيضا ، ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيدالله الحسني الراوندي
كما يظهر من بعض أسانيد السيد ابن طاوس . وقد صرح بكونه منه ( 1 ) في
رسالة النجوم ، وكتاب فلاح السائل . والامر فيه هين لكونه مقصورا على القصص ،
وأخباره جلها مأخوذة من كتب الصدوق رحمه الله .
وكتاب فقه القرآن للاول أيضا .
وكتاب ضوء الشهاب شرح شهاب الاخبار للثاني فضل الله رحمه الله ، وكتاب
الدعوات ، وكتاب اللباب ، وكتاب شرح نهج البلاغة ، وكتاب أسباب النزول ،
له أيضا .
وكتاب ربيع الشيعة ، وكتاب أمان الاخطار ، وكتاب سعد السعود ، وكتاب
كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكتاب الطرائف ، وكتاب الدروع
الواقية وكتاب فتح الابواب في الاستخارة ، وكتاب فرج المهموم بمعرفة منهج
الحلال والحرام من علم النجوم ، وكتاب جمال الاسبوع ، وكتاب إقبال الاعمال ،
وكتاب فلاح السائل ، وكتاب مهج الدعوات ، وكتاب مصباح الزائر ، وكتاب
كشف المحجة لثمرة المهجة ، وكتاب الملهوف على أهل الطفوف ، وكتاب غياث
* ( هامش ) * ( 1 ) أي من أبي الحسن بن هبة الله – قال في كتاب فرج المهموم ص 37 – ورواه سعيد بن
هبة الله الراوندي رحمه الله في كتاب قصص الانبياء . ( * )
[ 13 ]
سلطان الورى ، وكتاب المجتنى ، وكتاب الطرف ، وكتاب التحصين في أسرار ما زاد على
كتاب اليقين ، وكتاب الاجازات ، ورسالة محاسبة النفس ، كلها للسيد النقيب الثقة
الزاهد جمال العارفين ، أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحسني .
وكتاب زوائد الفوائد لولده الشريف ( 1 ) المنيف الجليل المسمى باسم والده
المكنى بكنيته .
وكتاب فرحة الغري للسيد المعظم غياث الدين الفقيه النسابة ، عبدالكريم
ابن أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاوس الحسني .
وكتاب الرجال ، وكتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية ،
وكتاب عين العبرة في غبن العترة ، وكتاب زهرة الرياض ونزهة المرتاض ، كلها
للسيد النقيب الاجل الافضل أحمد بن موسى بن طاوس صاحب كتاب البشرى
بشره الله بالحسنى .
وكتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة للسيد الفاضل
العلامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي المتوطن في الغري ،
مؤلف كتاب الغروية في شرح الجعفرية ، تلميذ الشيخ الاجل نور الدين علي بن
عبدالعالي الكركي ، وأكثره مأخوذ من تفسير الشيخ الجليل محمد بن العباس بن
علي بن مروان بن الماهيار . وذكر النجاشي – بعد توثيقه – أن له كتاب ما نزل من القرآن
في أهل البيت وكان معاصرا للكليني .
وكتاب كنز جامع الفوائد ، وهو مختصر من كتاب تأويل الآيات له أو
لبعض من تأخر عنه . ورأيت في بعض نسخه ما يدل على أن مؤلفه الشيخ علي ( 2 ) بن
سيف بن منصور .
وكتاب غوالي اللئالي ، وكتاب نثر اللئالي كلاهما تأليف الشيخ الفاضل محمد
ابن جمهور الاحساوي . وله تأليفات أخرى قد نرجع إليها ونورد منها .
وكتاب جامع الاخبار ، وأخطأ من نسبه إلى الصدوق ، بل يروي عن الصدوق بخمس
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : ولا اعرف اسمه واكثره مأخوذ من الاقبال .
( 2 ) في نسخة : علم ( بفتح العين واللام ) . ( * )
[ 14 ]
وسائط ( 1 ) . وقد يظن كونه تأليف مؤلف مكارم الاخلاق ، ويحتمل كونه لعلي بن
سعد الخياط ، لانه قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته : الفقيه الصالح أبوالحسن
علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط عالم ، ورع ، واعظ ، له كتاب الجامع في الاخبار .
ويظهر من بعض مواضع الكتاب أن اسم مؤلفه محمد بن محمد الشعيري ( 2 ) ، ومن بعضها
أنه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة ( 3 ) .
وكتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمد بن إبراهيم النعماني
تلميذ الكليني .
وكتاب الروضة في المعجزات والفضائل لبعض علمائنا . وأخطأ من نسبه
إلى الصدوق لانه يظهر منه أنه الف في سنة نيف وخمسين وستمائة ( 4 ) .
وكتابا التوحيد والاهليلجة عن الصادق عليه السلام برواية المفضل بن عمر .
قال السيد علي بن طاوس – في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة – فيما أوصى إلى ابنه :
انظر كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق عليه السلام فيما خلق الله جل جلاله
من الآثار ، وانظر كتاب الاهليلجة وما فيه من الاعتبار .
وكتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة المنسوب إلى مولانا الصادق عليه السلام :
* ( هامش ) * ( 1 ) حيث قال : في ص 10 : حدثنا الحاكم الرئيس الامام مجد الحكام أبومنصور علي بن
عبدالله الزيادي أدام الله جماله املاءا في داره يوم الاحد ، الثاني من شهر الله الاعظم رمضان سنة
ثمان وخمس مائة . قال : حدثني الشيخ الامام أبوعبدالله جعفر بن محمد الدوريستي املاءا أورد
القصة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة . قال : حدثني أبو محمد بن أحمد
قال : حدثني الشيخ أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه الخ . وفي ص 15 روى باسناد
صحيح عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثني أبوعبدالله جعفر النجار
الدوريستي ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ أبوجعفر محمد بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه القمي . الخ .
( 2 ) قال في ص 123 : قال محمد بن محمد مولف هذا الكتاب .
( 3 ) كما تقدم هنا .
( 4 ) قال في أوله : وبعد فاني جمعت في كتابي هذا الذي سميته بالروضة وهو يشتمل
على فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ما نقلته عن الثقات – إلى أن قال – : سنة إحدى وخمسين و
ستمائة . وتاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس على اعواده . ( * )
[ 15 ]
وقال السيد علي بن طاوس رضي الله عنه في كتاب أمان الاخطار : ويصحب المسافر
معه كتاب الاهليلجة وهو كتاب مناظرة الصادق عليه السلام الهندي في معرفة الله جل
جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية ، حتى أقر الهندي بالالهية والوحدانية
ويصحب معه كتاب المفضل بن عمر ، الذي رواه عن الصادق عليه السلام في معرفة وجوه
الحكمة في إنشاء العالم السفلي وإظهار أسراره ، فإنه عجيب في معناه ويصحب
معه كتاب مصباح الشريعة ، ومفتاح الحقيقة ، عن الصادق عليه السلام ، فإنه كتاب شريف
لطيف في التعريف بالتسليك إلى الله جل جلاله والاقبال عليه والظفر بالاسرار التي
اشتملت عليه انتهى .
وكتاب التفسير الذي رواه الصادق ، عن أمير المؤمنين عليهما السلام ، المشتمل على
أنواع آيات القرآن وشرح ألفاظه برواية محمد بن إبراهيم النعماني ، وسيأتي بتمامه
في كتاب القرآن .
وكتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه للشيخ الثقة الجليل
القدر سعد بن عبدالله الاشعري ، رواه عنه جعفر بن محمد بن قولويه ، وستأتي الاشارة
إليه أيضا في كتاب القرآن .
وكتاب المقالات والفرق وأسمائها وصنوفها تأليف الشيخ الاجل المتقدم
سعد بن عبدالله رحمه الله .
وكتاب سليم بن قيس الهلالي .
وكتاب قبس المصباح ، من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان
ابن الحسن الصهرشتي ، من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة ، في الدعاء وهو يروي عن
جماعة منهم : أبويعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري ، وشيخ الطائفة ، وأبوالحسين
أحمد بن علي الكوفي النجاشي ، وأبوالفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني ،
عن الشيخ المفيد رضي الله عنهم أجمعين .
وكتاب إصباح الشيعة بمصباح الشريعة له أيضا .
وكتاب الصراط المستقيم ، ورسالة الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح
[ 16 ]
كلاهما ، للشيخ الجليل ، زين الدين ، علي بن محمد بن يونس البياضي .
وكتاب منتخب البصائر للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمه الله
انتخبه من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف ، وذكر فيه من الكتب الاخرى
مع تصريحه بأساميها ، لئلا يشتبه ما يأخذه عن كتاب سعد بغيره ، وكتاب المحتضر ،
وكتاب الرجعة له أيضا .
وكتاب السرائر للشيخ الفاضل الثقة العلامة محمد بن إدريس الحلي ، وقد
أورد في آخر ذلك الكتاب بابا مشتملا على الاخبار وذكر أني استطرفته من كتب
المشيخة المصنفين ، والرواة المحصلين ، ويذكر اسم صاحب الكتاب ويورد بعده الاخبار
المنتزعة من كتابه ، وفيه أخبار غريبة وفوائد جليلة .
وكتاب إرشاد القلوب وكتاب أعلام الدين في صفات المؤمنين وكتاب غرر
الاخبار ودرر الآثار ، كلها للشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي .
والكتاب العتيق الذي وجدناه في الغري صلوات الله على مشرفه تأليف بعض
قدماء المحدثين في الدعوات ، وسميناه بالكتاب الغروي .
وكتابا معرفة الرجال والفهرست للشيخين الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن
عبدالعزيز الكشي ، وأحمد بن علي بن أحمد النجاشي .
وكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم
علي الطبري .
وأصل من اصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الاهوازي .
وكتاب الزهد ، وكتاب المؤمن له أيضا ، ويظهر من بعض مواضع الكتاب الاول
أنه كتاب النوادر لاحمد بن محمد بن عيسى القمي ، وعلى التقديرين في غاية الاعتبار .
وكتاب العيون والمحاسن للشيخ علي بن محمد الواسطي .
وكتاب غرر الحكم ودرر الكلم ، للشيخ عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد
الآمدي .
وكتاب جنة الامان الواقية المشتهر بالمصباح للشيخ العالم الفاضل الكامل
[ 17 ]
إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد الكفعمي رضي الله عنه . وكتاب البلد الامين ،
وكتاب صفوة الصفات في شرح دعاء السمات له أيضا .
وكتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر السوري .
وكتاب أنوار المضيئة ، وكتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان ، وكتاب
الدر النضيد في مغازي الامام الشهيد ، وكتاب سرور أهل الايمان ، كلها للسيد
النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني النجفي
أستاد الشيخ ابن فهد الحلي قدس الله روحهما .
وكتاب التمحيص لبعض قدمائنا ، ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات
الشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام ، وعندنا منتخب من كتاب الانوار له
قدس سره .
وكتاب عدة الداعي ، وكتاب المهذب ، وكتاب التحصين ، وسائر الرسائل
وأجوبة المسائل للشيخ الزاهد العارف أحمد بن فهد الحلي .
وكتاب الجنة الواقية لبعض المتأخرين ، وربما ينسب إلى الكفعمي .
وكتاب منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة ، وكتاب كشف الحق
ونهج الصدق ، وكتاب كشف اليقين في الامامة ، وقد نعبر عنه بكتاب اليقين ،
وكتاب منتهى المطلب ، وكتاب تذكرة الفقهاء ، وكتاب المختلف ، وكتاب منهاج
الكرامة ، وكتاب شرح التجريد ، وكتاب شرح الياقوت ، وكتاب إيضاح الاشتباه ،
وكتاب نهاية الاصول ، وكتاب نهاية الكلام ، وكتاب نهاية الفقه ، وكتاب
التحرير ، وكتاب القواعد ، وكتاب الالفين ، وكتاب تلخيص المرام ، وكتاب إيضاح
مخالفة أهل السنة للكتاب والسنة ، والرسالة السعدية ، وكتاب خلاصة الرجال ،
وسائر المسائل والرسائل والاجازات كلها للشيخ العلامة جمال الدين حسن بن
يوسف بن المطهر الحلي قدس الله روحه .
وكتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين
علي بن يوسف بن المطهر الحلي .
[ 18 ]
وكتاب مثير الاحزان تأليف الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن نما ، وكتاب
شرح الثار المشتمل على أحوال المختار تأليف الشيخ المزبور .
وكتاب إيمان أبي طالب عليه السلام تأليف السيد الفاضل السعيد شمس الدين
فخار بن معد الموسوي قدس الله روحه .
وكتاب غرر الدرر تأليف السيد حيدر بن محمد الحسيني قدس الله روحه .
وكتاب كبير في الزيارات تأليف محمد بن المشهدي كما يظهر من تأليفات
السيد ابن طاوس واعتمد عليه ومدحه ، وسميناه بالمزار الكبير .
وكتاب النصوص ، وكتاب معدن الجواهر ، وكتاب كنز الفوائد ، ورسالة
في تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام ورسالة إلى ولده ، وكتاب التعجب في الامامة من
أغلاط العامة ، وكتاب الاستنصار في النص على الائمة الاطهار كلها للشيخ
المدقق النبيل أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي .
وكتاب الفهرست ، وكتاب الاربعين عن الاربعين عن الاربعين للشيخ منتجب
الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه رضي الله عنهم .
وكتاب تحفة الابرار في مناقب الائمة الاطهار للسيد الشريف حسين بن
مساعد الحسيني الحائري استاد الكفعمي وأثنى عليه كثيرا في كتبه .
وكتاب المناقب للشيخ الجليل أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن
ابن شاذان القمي استاد أبي الفتح الكراجكي ، ويثني عليه كثيرا في كنزه ، وذكره
ابن شهر آشوب في المعالم .
وكتاب الوصية وكتاب مروج الذهب كلاهما للشيخ علي بن الحسين
ابن علي المسعودي .

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 18 سطر 21 الى ص 27 سطر 25

وكتاب النوادر وكتاب أدعية السر للسيد الجليل فضل الله بن علي بن
عبيد الله الحسيني الراوندي .
وكتاب الفضائل ، وكتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة للشيخ الجليل أبي
الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة
[ 19 ]
رسول الله صلى الله عليه وآله كذا ذكره أصحاب الاجازات .
وكتاب الصفين للشيخ الرزين نصر بن مزاحم .
وكتاب الغارات لابي إسحق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي .
وكتاب مقتضب الاثر في الائمة الاثنى عشر عليهم السلام لاحمد بن محمد بن عياش .
وكتاب مسالك الافهام ، وكتاب الروضة البهية ، وكتاب شرح الالفية ، وكتاب
شرح النفلية وكتاب غاية المراد ، وكتاب منية المريد ، وكتاب أسرار الصلاة ، ورسالة وجوب
صلاة الجمعة ، ورسالة أعمال يوم الجمعة ، وكتاب مسكن الفؤاد ، ورسالة الغيبة
وكتاب تمهيد القواعد ، وكتاب الدراية وشرحها ، وسائر الرسائل المتفرقة للشهيد
الثاني رفع الله درجته .
وكتاب المعتبر ، وكتاب الشرائع ، وكتاب النافع ، وكتاب نكت النهاية ، وكتاب
الاصول وغيرها للمحقق السعيد نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن
يحيى بن سعيد طهر الله رمسه .
وكتاب شرح نهج البلاغة ، وكتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المدقق
العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ( 1 ) .
وكتاب التفسير للشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي .
وكتاب الاخبار المسلسلة ، وكتاب الاعمال المانعة من الجنة ، وكتاب
العروس ، وكتاب الغايات كلها تأليف الشيخ النبيل أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي
القمي نزيل الري رحمة الله عليه .
وكتاب نزهة الناظر في الجمع بين الاشباه والنظائر ، وكتاب جامع الشرائع
كلاهما للشيخ الافضل نجيب الدين يحيى بن سعيد .
وكتاب الوسيلة للشيخ الفاضل محمد بن علي بن حمزة .
وكتاب منتقى الجمان ، وكتاب معالم الدين ، ورسالة الاجازات وغيرها للشيخ
المحقق حسن بن الشهيد الثاني روح الله روحهما .
* ( هامش ) * ( 1 ) قد عرفت في المقدمة الثانية عدم صحة انتساب كتاب الاستغاثة إليه ، وان مؤلفه أبوالقاسم
علي بن أحمد بن موسى بن الامام الجواد عليه السلام . ( * )
[ 20 ]
وكتاب مدارك الاحكام ، وكتاب شرح النافع وغيرهما لسيد المدققين محمد بن
أبي الحسن العاملي .
وكتاب الحبل المتين ، وكتاب مشرق الشمسين ، وكتاب الاربعين ، وكتاب مفتاح
الفلاح ، وكتاب الكشكول وغيرها من مؤلفات شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة
والدين محمد بن الحسين العاملي قدس الله روحه .
وكتاب الفوائد المكية ، وكتاب الفوائد المدنية لرئيس المحدثين مولانا محمد
أمين الاسترابادي .
وكتاب الاختيار للسيد علي بن الحسين بن باقي رحمه الله .
وكتاب تقريب المعارف في الكلام ، وكتاب الكافي في الفقه وغيرهما للشيخ
الاجل أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي .
وكتاب المهذب ، وكتاب الكامل ، وكتاب جواهر الفقه للشيخ الحسن المنهاج
عبدالعزيز بن البراج .
وكتاب المراسم العلية وغيره للشيخ العالم الزكي سلار بن عبدالعزيز الديلمي .
وكتاب دعائم الاسلام تأليف القاضي النعمان بن محمد ، وقد ينسب إلى الصدوق
وهو خطأ ، وكتاب المناقب والمثالب للقاضي المذكور .
وكتاب الهداية في تاريخ الائمة ومعجزاتهم عليهم السلام للشيخ الحسين بن حمدان
الحضيني .
وكتاب تاريخ الائمة للشيخ عبدالله بن أحمد الخشاب .
وكتاب البرهان في النص على أمير المؤمنين عليه السلام تأليف الشيخ أبي الحسن
علي بن محمد الشمشاطي .
ورسالة أبي غالب أحمد بن محمد الزراري رضي الله عنه إلى ولد ولده محمد بن
عبدالله بن أحمد .
وكتاب دلائل الامامة للشيخ الجليل محمد بن جرير الطبري الامامي . ويسمى
بالمسترشد .
[ 21 ]
وكتاب مصباح الانوار في مناقب إمام الابرار للشيخ هاشم بن محمد ، وقد ينسب
إلى شيخ الطائفة وهو خطأ . وكثيرا ما يروي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي
وهو متأخر عن الشيخ بمراتب .
وكتاب الدر النظيم في مناقب الائمة اللهاميم ، وكتاب الاربعين عن الاربعين
كلاهما للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي .
وكتاب مقتل الحسين صلوات الله عليه المسمى بتسلية المجالس وزينة المجالس
للسيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب الحسيني الحائري .
وكتاب صفوة الاخبار لبعض العلماء الاخيار .
وكتاب رياض الجنان للشيخ فضل الله بن محمود الفارسي .
وكتاب غنية النزوع في علم الاصول والفروع للسيد العالم الكامل أبي
المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني .
وكتاب التجريد ، وكتاب الفصول ، وكتاب قواعد العقائد ، وكتاب نقد المحصل
وغيرها من مؤلفات أفضل الحكماء المتألهين نصير الملة والحق والدين رحمة الله عليه .
وكتاب كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد ، وكتاب تبصرة الطالبين في
شرح نهج المسترشدين ، وغيرهما للسيد الجليل عميد الدين عبدالمطلب .
وكتاب كنز العرفان ، وكتاب الادعية الثلاثين وغيرهما من مؤلفات الشيخ
المحقق أبي عبدالله المقداد بن عبدالله السيوري مع إجازاته .
وكتاب الايضاح في شرح القواعد ، وغيره من الرسائل والمسائل للشيخ فخر
المحققين ابن العلامة الحلي قدس الله لطيفهما .
وكتاب أضواء الدرر الغوالي لايضاح غصب فدك والعوالي لبعض الاعلام .
وكتاب شرح القواعد ، ورسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج ، وكتاب أسرار
اللاهوت في وجوب لعن الجبت والطاعوت وسائر الرسائل والمسائل والاجازات
لافضل المحققين مروج مذهب الائمة الطاهرين نور الدين علي بن عبد العالي
الكركي أجزل الله تشريفه .
[ 22 ]
وكتاب إحقاق الحق ، وكتاب مصائب النواصب ، وكتاب الصوارم المهرقة في دفع
الصواعق المحرقة ، وغيرها من مؤلفات السيد الاجل الشهيد القاضي نور الله التستري
رفع الله درجته .
وكتاب الرجال وغيره من مؤلفات الشيخ الفقيه تقي الدين الحسن بن علي بن
داود الحلي رحمه الله .
وكتاب الرجال للشيخ أبي عبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري كذا ذكره
الشهيد الثاني رحمه الله . ويظهر من رجال السيد ابن طاوس قدس سره على ما نقل
عنه شيخنا الاجل مولانا عبدالله التستري أن صاحب الرجال هو أحمد بن الحسين
ابن عبيد الله ولعله أقوى .
وكتاب الملحمة المنسوب إلى الصادق صلوات الله عليه .
وكتاب الملحمة المنسوب إلى دانيال عليه السلام .
وكتاب الانوار في مولد النبي صلى الله عليه وآله وكتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام وكتاب
وفاة فاطمة عليها السلام الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري استاد الشهيد الثاني
رحمة الله عليهما .
وكتاب بلاغات النساء لابي الفضل أحمد بن أبي طاهر .
وكتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المشتهر بالكبير والوسيط والصغير
وكتاب تفسير آيات الاحكام كلها للسيد الاجل الافضل ميرزا محمد بن علي بن
إبراهيم الاسترابادي .
وكتاب الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام .
وكتاب شهاب الاخبار من كلمات النبي وحكمه صلى الله عليه وآله وسنشير إلى
مؤلفهما .
وكتاب شرح شهاب الاخبار ، وكتاب التفسير الكبير كلاهما للمحقق النحرير
الشيخ أبي الفتوح الرازي .
وكتاب الانوار البدرية في رد شبه القدرية للفاضل المهلبي .
[ 23 ]
وكتاب تاريخ بلدة قم للشيخ الجليل حسن بن محمد بن الحسن القمي رحمه الله .
وأجوبة مسائل عبدالله بن سلام وكتاب طب النبي صلى الله عليه وآله للشيخ أبي العباس
المستغفري .
وكتاب شرح الارشاد ، وكتاب تفسير آيات الاحكام ، وحاشية شرح إلهيات
التجريد ، وغيرها لافضل العلماء المتورعين مولانا أحمد بن محمد الاردبيلي قدس الله
لطيفه .
وكتاب العين للشيخ النبيل الخليل بن أحمد النحوي .
وكتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد .
وكتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم عبدالله بن عبدالله الحسكاني ذكره
ابن شهر آشوب في المعالم ونسب إليه هذا الكتاب ووصفه بالحسن .
وكتاب مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ الحسين بن
محمد بن الحسن ، وزمانه قريب من عصر الصدوق ، ويروي كثيرا من الاخبار عن إبراهيم
ابن علي بن إبراهيم بن هاشم .
وكتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب .
وكتاب زيد النرسي وكتاب زيد الزراد .
وكتاب أبي سعيد عباد العصفري .
وكتاب عاصم بن حميد الحناط .
وكتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي .
وكتاب محمد بن المثنى بن القاسم .
وكتاب عبدالملك بن حكيم .
وكتاب مثنى بن الوليد الحناط .
وكتاب خلاد السدي .
وكتاب حسين بن عثمان .
وكتاب عبيد الله بن يحيى الكاهلي .
[ 24 ]
وكتاب سلام بن أبي عمرة .
وكتاب النوادر لعلي بن أسباط .
وكتاب النبذة للشيخ ابن الحداد .
وكتاب الشيخ الاجل جعفر بن محمد الدوريستي .
وكتاب الكر والفر للشيخ أبي سهل البغدادي .
وكتاب الاربعين عن الاربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام تأليف الشيخ
الجليل الحافظ أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري جد الشيخ أبوالفتوح
المفسر .
وكتاب تحقيق الفرقة الناجية ، ورسالة الرضاع وغيرهما للشيخ الجليل إبراهيم
القطيفي .
فهذه الكتب هي التي عليها مدار النقل وإن كان من بعضها نادرا . وإن أخرجنا
من غيرها فنصرح في الكتاب عند إيراد الخبر .
وأما كتب المخالفين فقد نرجع إليها لتصحيح ألفاظ الخبر وتعيين معانيه :
مثل كتب اللغة : كصحاح الجوهري ، وقاموس الفيروزآبادي ، ونهاية الجزري ،
والمغرب والمعرب للمطرزي ، ومفردات الراغب الاصبهاني ومحاضراته ، والمصباح
المنير لاحمد بن محمد المقري ، ومجمع البحار لبعض علماء الهند ، ومجمل اللغة ،
والمقاييس لابن فارس ، والجمهرة لابن دريد ، وأساس البلاغة للزمخشري ،
والفائق ، ومستقصى الامثال ، وربيع الابرار له أيضا والغريبين ، وغريب القرآن ،
ومجمع الامثال للميداني ، وتهذيب اللغة للازهري وكتاب شمس العلوم . و
شروح أخبارهم : كشرح الطيبي على المشكاة ، وفتح الباري شرح البخاري
لابن حجر ، وشرح القسطلاني ، وشرح الكرماني ، وشرح الزركشي ، وشرح المقاصد
عليه ، والمنهاج ، وشرحي النووي والآبى على صحيح مسلم ، وناظر عين الغريبين ،
والمفاتيح شرح المصابيح ، وشرح الشفا ، وشرح السنة ، للحسين بن مسعود الفراء .
وقد نورد من كتب أخبارهم للرد عليهم ، أو لبيان مورد التقية ، أو لتأييد
[ 25 ]
ما روي من طريقنا : مثل ما نقلناه عن صحاحهم الستة ، وجامع الاصول لابن الاثير ،
وكتاب الشفا للقاضي عياض ، وكتاب المنتقى في مولود المصطفى للكازروني
وكامل التواريخ لابن الاثير ، وكتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي .
– وكتاب العرائس له ، وهو لتشيعه أو لقلة تعصبه كثيرا ما ينقل من أخبارنا فلذا
رجعنا إلى كتابيه أكثر من سائر الكتب ، وكتاب مقاتل الطالبين لابي الفرج
الاصبهاني وهو مشتمل على كثير من أحوال الائمة وعشائرهم عليهم السلام من طرقنا و
طرق المخالفين ، وكتاب الاغاني له أيضا ، وكتاب الاستيعاب لابن عبدالبر ، وكتاب
فردوس الاخبار لابن شيرويه الديلمي ، وكتاب ذخائر العقبى في مناقب اولي القربى
للسيوطي ، وتاريخ الفتوح للاعثم الكوفي ، وتاريخ الطبري ، وتاريخ ابن خلكان
وكتابا شرح المواقف وشرح المقاصد للفاضلين المشهورين ، وتاريخ ابن قتيبة ، وكتاب
المقتل للشيخ أبي مخنف ، وكتاب أخلاق النبي وشمائله صلى الله عليه وآله وكتاب الفرج بعد الشدة
للقاضي التنوخي ، وتفسير معالم التنزيل للبغوي ، وكتاب حياة الحيوان للدميري ، وكتاب
زهر الرياض وزلال الحياض تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني
المدني ، والظاهر أنه كان من الامامية ، وهو تاريخ حسن مشتمل على أخبار كثيرة ،
وكتاب جواهر المطالب في فضائل مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام وهو كتاب جامع
مشتمل على فضائله وغزواته وخطبه وشرائف كلماته صلوات الله عليه ، وكتاب المنتظم
لابن الجوزي ، وشرح نهج البلاغة لعبد الحميد بن أبي الحديد ، والفصول المهمة في معرفة
الائمة ، ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، وصواعق المحرقة لابن حجر ،
والتقريب له أيضا ، ومناقب الخوارزمي ، ومناقب المغازلي ، والمشكاة ، والمصابيح
ومسند أحمد بن حنبل ، والتفسير الكبير للفخر الرازي ، ونهاية العقول والاربعين والمباحث
المشرقية له ، وسائر مؤلفاته . والتفسير البسيط والوسيط ، وأسباب النزول كلها
للواحدي ، والكشاف للزمخشري ، وتفسير النيسابوري . وتفسير البيضاوي . والدر المنثور
للسيوطي ، وغير ذلك من كتبهم التي نذكرها عند إخراج شئ منها . وسنفصل الكتب
ومؤلفيها وأحوالهم في آخر مجلدات الكتاب إن شاء الله الكريم الوهاب .
[ 26 ]
* ( الفصل الثاني ) *
في بيان الوثوق على الكتب المذكورة واختلافها في ذلك
اعلم أن أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب
إلى مؤلفيها : ككتب الصدوق رحمه الله فإنها سوى الهداية ، وصفات الشيعة ، وفضائل
الشيعة ، ومصادقة الاخوان ، وفضائل الاشهر ، لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الاربعة
التي عليها المدار في هذه الاعصار ، وهي داخلة في إجازاتنا ، ونقل منها من تأخر
عن الصدوق من الافاضل الاخيار . وكتاب الهداية أيضا مشهور لكن ليس بهذه
المثابة ( 1 ) . ولقد يسر الله لنا منها كتبا عتيقة مصححة : ككتاب الامالي فإنا
وجدنا منه نسخة مصححة معربة مكتوبة في قريب من عصر المؤلف ، وكان مقروا
على كثير من المشائخ وكان عليه إجازاتهم . وكذا كتاب الخصال عرضناه على نسختين
قديمتين كان على إحديهما إجازة الشيخ مقداد . وكذا كتاب إكمال الدين استنسخناه
من كتاب عتيق كان تاريخ كتابتها قريبا من زمان التأليف ، وكذا كتاب عيون
أخبار الرضا عليه السلام فإنا صححنا الجزء الاول منه من كتاب مصحح كان يقال :
إنه بخط مصنفه رحمه الله وظني أنه لم يكن بخطه ولكن كان عليه خطه و
تصحيحه .
وكتاب الامامة مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء ، وعلماؤنا يعدون فتاواه
من جملة الاخبار ، ووصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة . والاصل الآخر مشتمل
على أخبار شريفة متينة معتبرة الاسانيد ، ويظهر منه جلالة مؤلفه .
وكتاب قرب الاسناد من الاصول المعتبرة المشهورة وكتبناه من نسخة قديمة
مأخوذة من خط الشيخ محمد بن إدريس وكان عليها صورة خطه هكذا : الاصل
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : وكتاب دعائم الاسلام الذي عندنا يحتمل عندي أن يكون تاليف غيره من
العلماء الاعلام . ” تقدم انه للقاضي النعمان بن محمد ” . ( * )
[ 27 ]
الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب فصورته على ماوجدته خوفا من
التغيير والتبديل فالناظر فيه يمهد العذر فقد بينت عذري فيه .
وكتاب بصائر الدرجات من الاصول المعتبرة التي روى عنها الكليني وغيره .
وكتب الشيخ أيضا من الكتب المشهورة إلا كتاب الامالي فإنه ليس في
الاشتهار كسائر كتبه ، لكن وجدنا منه نسخا قديمة عليها إجازات الافاضل ، ووجدنا
ما نقل عنه المحدثون والعلماء بعده موافقا لما فيه .
وأمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه ، وأكثر الناس يزعمون أنه أمالي
الشيخ وليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجلية ، ولكن أمالي ولده لا يقصر عن
أماليه في الاعتبار والاشتهار ، وإن كان أمالي الشيخ عندي أصح وأوثق .
وكتاب الارشاد أشهر من مؤلفه رحمه الله . وكتاب المجالس وجدنا منه نسخا
عتيقة والقرائن تدل على صحته ( 1 ) .
وأما كتاب الاختصاص فهو كتاب لطيف مشتمل على أحوال أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام وفيه أخبار غريبة ، ونقلته من نسخة عتيقة ، وكان مكتوبا على
عنوانه : كتاب مستخرج من كتاب الاختصاص تصنيف أبي علي أحمد بن الحسين بن
أحمد بن عمران رحمه الله . لكن كان بعد الخطبة هكذا : قال محمد بن محمد بن النعمان :
حدثني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري وجعفر بن محمد بن قولويه إلى آخر السند ،
وكذا إلى آخر الكتاب يبتدئ من مشائخ الشيخ المفيد ، فالظاهر أنه من مؤلفات
المفيد رحمه الله ، وسائر كتبه للاشتهار غنية عن البيان .
وكتاب كامل الزيارة من الاصول المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب
وغيره من المحدثين .
وكتاب المحاسن للبرقي من الاصول المعتبرة ، وقد نقل عنه الكليني وكل
من تأخر عنه من المؤلفين .
وكتاب تفسير علي بن إبراهيم من الكتب المعروفة ، وروى عنه الطبرسي وغيره .
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : وكتاب النصوص ايضا مظنون الانتساب اليه وان امكن ان يكون لمن كان
في عصره من الافاضل وقد ينسب إلى محمد بن علي القمي . ( * )

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 27 سطر 26 الى ص 36 سطر 18

[ 28 ]
وكتاب العلل وإن لم يكن مؤلفه مذكورا في كتب الرجال لكن أخباره
مضبوطة موافقة لما رواه والده والصدوق وغيرهما ، ومؤلفه مذكور في أسانيد
بعض الروايات . وروى الكليني في باب من رأى القائم عليه السلام عن محمد والحسن إبنى
علي بن إبراهيم بتوسط علي بن محمد ، وكذا في موضع آخر من الباب المذكور عنه
فقط بتوسطه ، وهذا مما يؤيد الاعتماد وإن كان لا يخلو من غرابة لروايته عن
علي بن إبراهيم كثيرا بلا واسطة ، بل الاظهر كما سنح لي أخيرا أنه محمد بن علي بن
إبراهيم بن محمد الهمداني وكان وكيل الناحية كما أوضحته في تعليقاتي على الكافي .
وكتاب تفسير العياشي روى عنه الطبرسي وغيره ، ورأينا منه نسختين قديمتين ،
وعد في كتب الرجال من كتبه ، لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار
وذكر في أوله عذرا هو أشنع من جرمه .
وكتاب تفسير الامام عليه السلام من الكتب المعروفة ، واعتمد الصدوق عليه وأخذ
منه ، وإن طعن فيه بعض المحدثين ولكن الصدوق رحمه الله أعرف وأقرب عهدا ممن
طعن فيه ، وقد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه .
وكتاب روضة الواعظين ذكرنا أنه داخل في إجازات العلماء الاعلام ، ونقل
عنه الافاضل الكرام ، وقد عرفت حاله وحال مؤلفه مما نقلنا عن سلفنا الفخام . وكذا
كتاب إعلام الورى ، ومؤلفه أشهر من أن يحتاج إلى البيان . وهو عندي بخط
مؤلفه رحمه الله .
ورسالة الآداب أيضا معروفة أخذ عنها ولده في المكارم . وأما تفسيراه الكبير
والصغير فلا يحتاجان إلى التشهير .
وكتاب المكارم في الاشتهار كالشمس في رابعة النهار ، ومؤلفه قد أثنى عليه
جماعة من الاخيار .
وكتاب مشكاة الانوار كتاب ظريف مشتمل على أخبار غريبة .
وكتاب الاحتجاج وإن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنها من الكتب المعروفة
المتداولة ، وقد أثنى السيد ابن طاوس على الكتاب وعلى مؤلفه وقد أخذ عنه
أكثر المتأخرين .
[ 29 ]
وكتابا المناقب والمعالم من الكتب المعتبرة قد ذكرهما أصحاب الاجازات ،
ومؤلفهما أشهر في الفضل والثقة والجلالة من أن يخفى حاله على أحد .
وبيان التنزيل كتاب صغير الحجم كثير الفوائد ، أخذنا منه يسيرا لكون أكثره
مذكورا في غيره .
وكتاب كشف الغمة من أشهر الكتب ، ومؤلفه من العلماء الامامية المذكورين
في سند الاجازات .
وكتاب تحف العقول عثرنا منه على كتاب عتيق ، ونظمه يدل على رفعة شأن
مؤلفه ، وأكثره في المواعظ والاصول المعلومة التي لا نحتاج فيها إلى سند .
وكتاب العمدة ومؤلفه مشهوران مذكوران في أسانيد الاجازات وكذا المناقب .
وأما المستدرك فعندنا منه نسخة قديمة نظن أنها بخط مؤلفها .
وكتاب الكفاية كتاب شريف لم يؤلف مثله في الامامة ، وهذا الكتاب
ومؤلفه مذكوران في إجازة العلامة وغيرها ، وتأليفه أدل دليل على فضله وثقته
وديانته ، ووثقه العلامة في الخلاصة قال : كان ثقة من أصحابنا فقيها وجها . وقال
ابن شهر آشوب في المعالم : علي بن محمد بن علي الخزاز الرازي ، ويقال له : القمي ،
وله كتب في الكلام ، وفي الفقه ، من كتبه : الكفاية في النصوص . وكذا كتاب تنبيه
الخاطر ومؤلفه مذكوران في الاجازات مشهوران ، لكنه رحمه الله لما كان كتابه
مقصورا على المواعظ والحكم لم يميز الغث من السمين وخلط أخبار الامامية
بآثار المخالفين ، ولذا لم نذكر جميع ما في ذلك الكتاب بل اقتصرنا على نقل ما هو
أوثق لعدم افتقارنا ببركات الائمة الطاهرين عليهم السلام إلى أخبار المخالفين .
وكتابا مشارق الانوار والالفين قد عرفت حالهما .
ومؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الاستدراك فإني
لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي
الجبعي ، وذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته ، والدرة الباهرة فإنه لم
[ 30 ]
يشتهر اشتهار سائر كتبه ، وهو مقصور على إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله
وكل من الائمة صلوات الله عليهم أجمعين .
وكتب السيدين الجليلين كمؤلفيها لا تحتاج إلى البيان .
وكتاب طب الائمة من الكتب المشهورة لكنه ليس في درجة سائر الكتب
لجهالة مؤلفه ولا يضر ذلك إذ قليل منه يتعلق بالاحكام الفرعية . وفي الادوية
والادعية لا نحتاج إلى الاسانيد القوية .
وكتاب صحيفة الرضا عليه السلام من الكتب المشهورة بين الخاصة والعامة ، وروى
السيد الجليل علي بن طاوس منها بسنده إلى الشيخ الطبرسي رحمه الله ، ووجدت
أسانيد في النسخ القديمة منه إلى الشيخ المذكور ومنه إلى الامام عليه السلام ، وقال
الزمخشري في كتاب ربيع الابرار : كان يقول يحيى بن الحسين الحسيني
في أسناد صحيفة الرضا : لو قرء هذا الاسناد على اذن مجنون لافاق . وأشار
النجاشي في ترجمة عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي وترجمة والده راوي هذه الرسالة
إليها ومدحها وذكر سنده إليها . وبالجملة هي من الاصول المشهورة ويصح
التعويل عليها .
وكذا كتاب طب الرضا من الكتب المعروفة . وذكر الشيخ منتجب الدين
في الفهرست : أن السيد فضل الله بن علي الراوندي كتب عليه شرحا سماه ترجمة
العلوي للطب الرضوي ، وقال ابن شهر آشوب – في المعالم في ترجمة محمد بن الحسن بن
جمهور القمي – : له الملاحم والفتن الواحدة والرسالة الذهبية عن الرضا صلوات
الله عليه في الطب . إنتهى . وذكر الشيخ في الفهرست نحو ذلك وذكر سنده إليه ،
وسنورده بتمامه في كتاب السماء والعالم في أبواب الطب .
وكتاب فقه الرضا عليه السلام قد عرفت حاله .
وكتاب المسائل أحاديثه موافقة لما في الكتب المتداولة وراويه أشهر من أن
يخفى حاله وجلالته على أحد .
وكتابا الخرائج وفقه القرآن معلوما الانتساب إلى مؤلفهما الذي هو من
[ 31 ]
أفاضل الاصحاب وثقاتهم ، والكتابان مذكوران في فهارست العلماء ، ونقل
الاصحاب عنهما .
وكتاب الدعاء وجدنا منه نسخة عتيقة ، وفيه دعوات موجزة شريفة مأخوذة من
الاصول المعتبرة مع أن الامر في سند الدعاء هين .
وكتاب القصص قد عرفت حاله وعرضناه على نسخة كان عليها خط الشهيد
الثاني – رحمه الله – وتصحيحه .
وكتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل على فوائد جمة ، خلت عنها كتب
الخاصة والعامة .
وكتاب اللباب مشتمل على بعض الفوائد .
وشرح النهج مشهور معروف رجع إليه أكثر الشراح .
وكتاب أسباب النزول فيه فوائد .
وكتب السادة الاعلام أبناء طاوس كلها معروفة ، وتركنا منها كتاب ربيع
الشيعة لموافقته لكتاب إعلام الورى في جميع الابواب والترتيب ، وهذا مما يقضى
منه العجب ! .
وكتاب تأويل الآيات ، وكتاب كنز جامع الفوائد رأيت جمعا من المتأخرين
رووا عنهما ، ومؤلفهما في غاية الفضل والديانة .
وكتاب غوالي اللئالي وإن كان مشهورا ومؤلفه في الفضل معروفا ، لكنه
لم يميز القشر من اللباب وأدخل أخبار متعصبي المخالفين بين روايات الاصحاب .
فلذا اقتصرنا منه على نقل بعضها ، ومثله كتاب نثر اللئالي وكتاب جامع الاخبار .
وكتاب النعماني من أجل الكتب ، وقال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده – بعد
أن ذكر النصوص على إمامة الحجة عليه وعلى آبائه الصلوة والسلام – : والروايات
في ذلك كثيرة قد دونها أصحاب الحديث من هذه العصابة في كتبها ، فممن أثبتها على
الشرح والتفصيل محمد بن إبراهيم المكنى أبا عبدالله النعماني في كتابه الذي صنفه
في الغيبة .
[ 32 ]
وكتاب الروضة ليس في محل رفيع من الوثوق .
وكتابا التوحيد والاهليلجة قد عرفت حالهما ، وسياقهما يدل على صحتهما .
وقال ابن شهر آشوب في المعالم : المفضل بن عمر له وصية .
وكتاب الاهليلجة من إملاء الصادق عليه السلام في التوحيد ، ونسب بعض علماء
المخالفين أيضا هذا الكتاب إليه عليه السلام وقال النجاشي في ترجمة المفضل :
وله كتاب فكر كتاب في بدء الخلق والحث على الاعتبار ، ولعله إشارة إلى
التوحيد ، وعد من كتب الحمدان بن المعافا كتاب الاهليلجة ، ولعل المعنى أنه من
مروياته .
وكتاب مصباح الشريعة فيه بعض ما يريب اللبيب الماهر ، وأسلوبه لا يشبه
سائر كلمات الائمة وآثارهم ، وروى الشيخ في مجالسه بعض أخباره هكذا : أخبرنا
جماعةء عن أبي المفضل الشيباني بإسناده عن شقيق البلخي ، عمن أخبره من أهل
العلم . هذا يدل على أنه كان عند الشيخ رحمه الله وفي عصره وكان يأخذ منه و
لكنه لا يثق به كل الوثوق ولم يثبت عنده كونه مرويا عن الصادق عليه السلام وان
سنده ينتهي إلى الصوفية ولذا اشتمل على كثير من إصطلاحاتهم وعلى الرواية عن
مشائخهم ومن يعتمدون عليه في رواياتهم . والله يعلم .
وكتابا التفسير راوياهما معتبران مشهوران ، ومضامينهما متوافقتان موافقتان
لسائر الاخبار ، وأخذ منهما علي بن إبراهيم وغيره من العلماء الاخيار ، وعد النجاشي
من كتب سعد بن عبدالله كتاب ناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، وذكر
أسانيد صحيحة إلى كتبه .
وكتاب المقالات عده الشيخ والنجاشي من جملة كتب سعد وأوردا أسانيدهما
الصحيحة إليه ، ومؤلفه في الثقة والفضل والجلالة فوق الوصف والبيان ، ونقل الشيخ
في كتاب الغيبة والكشي في كتاب الرجال من هذا الكتاب .
وكتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار وقد طعن فيه جماعة ، والحق أنه
من الاصول المعتبرة ، وسنتكلم فيه وفي أمثاله في المجلد الآخر من كتابنا وسنورد أسناده
في الفصل الخامس .
[ 33 ]
وكتاب قبس المصباح قد عرفت جلالة مؤلفه مع أنه مقصور على الدعاء .
وكتب البياضي وابن سليمان كلها صالحة للاعتماد ، ومؤلفاها من العلماء
الانجاد وتظهر منها غاية المتانة والسداد .
وكتاب السرائر لا يخفى الوثوق عليه وعلى مؤلفه على أصحاب البصائر .
وكتاب إرشاد القلوب كتاب لطيف مشتمل على أخبار متينة غريبة .
وكتابا أعلام الدين وغرر الاخبار نقلنا منهما قليلا من الاخبار لكون أكثر
أخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما ، وإن كان يظهر من الجميع ونقل
الاكابر عنهما جلالة مؤلفهما .
والكتاب العتيق كله في الادعية ، وهو مشتمل على أدعية كاملة بليغة غريبة
يشرق من كل منها نور الاعجاز والافهام ، وكل فقرة من فقراتها شاهد عدل على
صدورها عن أئمة الانام وامراء الكلام ، وقد نقل منه السيد ابن طاوس رحمه الله
في المهج وغيره كثيرا ، وكان تاريخ كتابة النسخة التي أخرجنا منها سنة ست وسبعين
وخمس مائة ، ويظهر من الكفعمي أنه مجموع الدعوات للشيخ الجليل أبي الحسين
محمد بن هارون التلعكبري وهو من أكابر المحدثين .
وكتابا الرجال عليهما مدار العلماء الاخيار في الاعصار والامصار ، وإنما
نقتصر منهما على إيراد ما يتضمن غير تحقيق أحوال الرجال مما يتعلق بسائر الابواب .
وكتاب بشارة المصطفى من الكتب المشهورة ، وقد روى عنه كثير من علمائنا ،
ومؤلفه من أفاخم المحدثين ، وهو داخل في أكثر أسانيدنا إلى شيخ الطائفة وهو يروى
عن أبي علي بن شيخ الطائفة جميع كتبه ورواياته . وقال الشيخ منتجب الدين في
الفهرست : الشيخ الامام عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري فقيه ، ثقة ، قرأ على
الشيخ أبي علي الطوسي ، وله تصانيف قرأ عليه قطب الدين الراوندي .
وجلالة الحسين بن سعيد وأحمد بن محمد بن عيسى تغني عن التعرض لحال تأليفهما ،
وانتساب كتاب الزهد إلى الحسين معلوم .
وأما الاصل الآخر فكان في أوله هكذا : أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين
[ 34 ]
ابن سعيد . ثم يبتدء في سائر الابواب بمشائخ الحسين ، وهذا مما يورث الظن بكونه
منه . ويحتمل كونه من أحمد لبعض القرائن كما أشرنا إليه ، وللابتداء به في أول
الكتاب .
وكتاب العيون والمحاسن لما كان مقصورا على الحكم والمواعظ لا يضرنا
جهالة مؤلفه وعندنا منه نسخة مصححة قديمة ، وهو مشتمل على غرر الكلم ،
وزاد عليه كثيرا من درر الحكم التي لم يعثر عليها الآمدي ، ويظهر مما سننقل عن
ابن شهر آشوب أن الآمدي كان من علمائنا وأجاز له رواية هذا الكتاب ، وقال
في معالم العلماء : عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم
ودرر الكلم يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه السلام وحكمه .
وكتب الكفعمي أغنانا اشتهارها وفضل مؤلفها عن التعرض لحالها وحاله .
وكتاب قضاء الحقوق كتاب جيد مشتمل على أخبار طريفة .
وكتب السيد بهاء الدين بن عبدالحميد والكتابان الاولان مشتملان على
أخبار غريبة في الرجعة وأحوال القائم عليه السلام ، والكتاب الثالث متضمن لذكر فضائل
الائمة وكيفية شهادة سيد الشهداء وأصحابه السعداء عليه وعليهم السلام وذكر خروج
المختار لطلب الثار وجمل أحواله ، والرابع مشتمل على نوادر الاخبار . والسيد
المذكور من أفاضل النقباء والنجباء .
وكتاب التمحيص متانته تدل على فضل مؤلفه . وإن كان مؤلفه أبا علي كما
هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران .
وكتب الفاضلين الجليلين : العلامة وابن فهد قدس الله روحهما في الاشتهار
والاعتبار كمؤلفيها .
وكتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيام الشهور وسعدها ونحسها ، وقد اتفق
لنا منه نصفه ، ومؤلفه بالفضل معروف وفي الاجازات مذكور ، وهو أخو العلامة
الحلي قدس الله لطيفهما .
والشيخ ابن نما ، والسيد فخار هما من أجلة رواتنا ومشائخنا ، وسيأتي ذكرهما
في إجازات أصحابنا .
[ 35 ]
. وكتاب الغرر مشتمل على أخبار جليلة مع شرحها ومؤلفه من السادة الافاضل
يروي عن ابن شهر آشوب ، وعلي بن سعيد بن هبة الله الراوندي ، وعبدالله بن جعفر
الدوريستي وغيرهم من الافاضل الاعلام .
والمزار الكبير يعلم من كيفية أسناده أنه كتاب معتبر ، وقد أخذ منه السيدان
ابنا طاوس كثيرا من الاخبار والزيارات ، وقال الشيخ منتجب الدين في الفهرست :
السيد أبوالبركات محمد بن إسماعيل المشهدي فقيه ، محدث ، ثقة ، قرأ على الامام
محيي الدين الحسين بن المظفر الحمداني ، وقال في ترجمة الحمداني : أخبرنا بكتبه
السيد أبوالبركات المشهدي .
وأما الكراجكي فهو من أجلة العلماء والفقهاء والمتكلمين ، وأسند إليه جميع
أرباب الاجازات ، وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جل من
أتى بعده ، وسائر كتبه في غاية المتانة ، وقال الشيخ منتجب الدين في فهرسته :
الشيخ العالم الثقة أبوالفتح محمد بن علي الكراجكي فقيه الاصحاب قرأ على السيد
المرتضى علم الهدى ، والشيخ الموفق أبي جعفر رحمهما الله وله تصانيف منها : كتاب
التعجب ، وكتاب النوادر ، أخبرنا الوالد عن والده عنه إنتهى . ويظهر من الاجازات
أنه كان استاد ابن البراج .
والشيخ منتجب الدين من مشاهير الثقات والمحدثين ، وفهرسته في غاية
الشهرة ، وهو من اولاد الحسين بن علي بن بابويه ، والصدوق عمه الاعلى . وقال
الشهيد الثاني في كتاب الاجازة : وأجزت له أن يروي عني جميع ما رواه علي
ابن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه ،
وجميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته لاسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر
الطوسي ، وكان هذا الرجل حسن الضبط ، كثير الرواية عن مشائخ عديدة إنتهى . و
أربعينه مشتمل على أخبار غريبة لطيفة .
وكتاب التحفة كتاب كثير الفوائد لكن لم ننقل منه إلا نادرا لكون أخباره
مأخوذة من كتب أشهر منه .
[ 36 ]
وابن شاذان قد عرفت حاله .
والمسعودي عده النجاشي في فهرسته من رواة الشيعة وقال : له كتب منها :
كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وكتاب مروج الذهب . مات سنة
ثلاث وثلاثين وثلاثمائة .
وأما كتاب النوادر فمؤلفه من الافاضل الكرام . قال الشيخ منتجب الدين
في الفهرست : علامة زمانه ، جمع مع علو النسب كمال الفضل والحسب ، وكان استاد
أئمة عصره ، وله تصانيف شاهدته وقرأت بعضها عليه ، إنتهى . وأكثر أحاديث هذا
الكتاب مأخوذ من كتب موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام الذي رواه سهل
ابن أحمد الديباجي ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عنه ، فأما سهل فمدحه النجاشي ،
وقال ابن الغضائري بعد ذمه : لا بأس بما روى من الاشعثيات وما يجري مجريها
مما رواه غيره . وابن الاشعث وثقه النجاشي وقال : يروي نسخة عن موسى بن
إسماعيل . وروى الصدوق في المجالس من كتابه بسند آخر هكذا : حدثنا الحسن
ابن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى الخزاز
عن موسى بن إسماعيل . فبتلك القرائن يقوي العمل بأحاديثه . وأما أدعية السر
فسنوردها بتمامها في محله .
وكتاب الفضائل ، وكتاب إزاحة العلة مؤلفهما من أجلة الثقات الافاضل ، وقد
مدحه أصحاب الاجازات كثيرا ، وقال الشهيد قدس سره في الذكرى : ذكر الشيخ
أبوالفضل الشاذان بن جبرئيل القمي وهو من أجلاء فقهائنا في كتاب إزاحة العلة

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 36 سطر 19 الى ص 45 سطر 8

في معرفة القبلة ، ثم ذكر شطرا منه .
وأما كتاب الصفين فهو كتاب معتبر أخرج منه الكليني وسائر المحدثين .
وقال النجاشي : نصر بن مزاحم المنقري العطار أبوالمفضل كوفي ، مستقيم الطريقة
صالح الامر ، غير أنه يروي عن الضعفاء ، كتبه حسان منها : كتاب الجمل وكتاب
الصفين . وذكر أسانيده إلى الكتابين ، وسائر كتبه . وذكر الشيخ أيضا في الفهرست
سنده إلى كتبه .
[ 37 ]
وكتاب الغارات مؤلفه من مشاهير المحدثين ، وذكره النجاشي والشيخ ،
وعدا من كتبه كتاب الغارات ومدحاه وقالا : إنه كان زيديا ثم صار إماميا ، و
روى السيد ابن طاوس أحاديث كثيرة من كتبه ، وأخبرنا بعض أفاضل المحدثين أنه وجد
منه نسخة صحيحة معربة قديمة كتبت قريبا من زمان المصنف ، وعليها خط جماعة من
الفضلاء ، وأنه استكتبه منها فأخذنا منه نسخة ، وهو موافق لما أخرج منه ابن أبي الحديد
وغيره .
وكتاب المقتضب ذكره الشيخ والنجاشي في فهرستهما وعدا هذا الكتاب
من كتبه ومدحاه بكثرة الرواية ، لكن نسبا إليه أنه خلط في آخر عمره ، وذكره ابن
شهر آشوب وعد مؤلفاته ولم يقدح فيه بشئ . وبالجملة كتابه من الاصول المعتبرة عند
الشيعة ، كما يظهر من التتبع .
واشتهار الشهيد الثاني والمحقق أغنانا عن التعرض لحال كتبهما . نور الله
ضريحهما .
والمحقق البحراني من أجلة العلماء ومشاهيرهم ، وكتاباه في نهاية الاشتهار .
وتفسير فرات وإن لم يتعرض الاصحاب لمولفه بمدح ولا قدح ، لكن كون
أخباره موافقة لما وصل إلينا من الاحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما
يعطى الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به ، وقد روى الصدوق رحمه الله عنه أخبارا
بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي . وروى عنه الحاكم أبوالقاسم الحسكاني
في شواهد التنزيل وغيره .
والكتب الاربعة لجعفر بن أحمد بعضها في المناقب وبعضها في الاخلاق والآداب ،
والاحكام فيها نادرة ، ومؤلفها غير مذكور في كتب الرجال لكنه من القدماء قريبا
من عصر المفيد أو في عصره ، يروي عن الصفواني راوي الكليني بواسطة ، ويروي عن
الصدوق أيضا كما سيأتي في اسناد تفسير الامام عليه السلام وفيها أخبار طريفة غريبة ، و
عندنا منه نسخ مصححة قديمة . والسيد ابن طاوس يروي عن كتبه في كتاب الاقبال و
غيره ، وهذا مما يؤيد الوثوق عليها ، وروى عن بعض كتبه الشهيد الثاني رحمه الله في
[ 38 ]
شرح الارشاد في فضل صلاة الجماعة ، وغيره من الافاضل أيضا .
وكتاب نزهة الناظر ، والجامع مؤلفهما من مشاهير العلماء المدققين ، وأقواله
متداولة بين المتأخرين ، وهو ابن عم المحقق مؤلف الشرائع والمعتبر .
وكتاب الوسيلة ومؤلفه مشهوران ، وأقواله متداولة بين المتأخرين ، وقال
الشيخ منتجب الدين : الشيخ الامام عماد الدين أبوجعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي
المشهدي فقيه ، عالم ، واعظ ، له تصانيف منها : الوسيلة .
وكتب المشائخ الكرام ، والاجلة الفخام : الشيخ حسن ، والسيد محمد ، والشيخ
البهائي نور الله مراقدهم جلالتها ونبالة مؤلفيها معلومتان ، وكذا كتابا مولانا محمد
أمين قدس سره .
والسيد ابن باقي في نهاية الفضل والكمال لكن أكثر كتابه مأخوذ عن مصباح
الشيخ رحمه الله .
وكتاب تقريب المعارف كتاب جيد في الكلام وفيه أخبار طريفة أوردنا بعضها
في كتاب الفتن ، وشأن مؤلفه أعظم من أن يفتقر إلى البيان .
وكذا كتب الشيخين الجليلين : ابن البراج وسلار ، كمؤلفيها في نهاية الاعتبار .
وكتاب دعائم الاسلام قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهمون أنه تأليف الصدوق
رحمه الله ، وقد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور قاضي مصر في
أيام الدولة والاسماعيلية ، وكان مالكيا أولا ثم اهتدى وصار إماميا ، وأخبار هذا
الكتاب أكثرها موافقة لما في كتبنا المشهورة لكن لم يرو عن الائمة بعد الصادق خوفا
من الخلفاء الاسماعيلية ، وتحت سر التقية أظهر الحق لمن نظر فيه متعمقا ، وأخباره
تصلح للتأييد والتأكيد . قال ابن خلكان : هو أحد الفضلاء المشار إليهم ذكره الامير
المختار المسيحي في تاريخه فقال : كان من العلم والفقه والدين والنبل على ما لا
مزيد عليه ، وله عدة تصانيف منها : كتاب اختلاف اصول المذاهب وغيره إنتهى
وكان مالكي المذهب ، ثم انتقل إلى مذهب الامامية . وقال ابن زولاق في ترجمة
ولده علي بن النعمان كان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل ، من أهل
[ 39 ]
القرآن والعلم بمعانيه ، وعالما بوجوه الفقه ، وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر
والمعرفة بأيام الناس مع عقل وانصاف ، وألف لاهل البيت من الكتب آلاف
أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع ، وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا ، وله
ردود على المخالفين : له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلي بن
شريح ، وكتاب اختلاف ينتصر فيه لاهل البيت عليهم السلام . أقول : ثم ذكر كثيرا من فضائله
وأحواله ، ونحوه ذكر اليافعي وغيره ، وقال ابن شهر آشوب في كتاب معالم العلماء :
القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي وكتبه حسان ، منها شرح الاخبار في فضائل
الائمة الاطهار ، ذكر المناقب إلى الصادق عليه السلام ، الاتفاق والافتراق ، المناقب والمثالب
الامامة اصول المذاهب ، الدولة الايضاح ، إنتهى .
وكتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة .
وكتاب الحسين بن حمدان مشتمل على أخبار كثيرة في الفضائل ، لكن غمز عليه
بعض أصحاب الرجال .
وابن الخشاب تاريخه مشهور أخرج منه صاحب كشف الغمة وأخباره معتبرة
وهو كتاب صغير مقصور على ولادتهم ووفاتهم ومدد أعمارهم عليهم السلام .
وكتاب البرهان كتاب متين فيه أخبار غريبة ، ومؤلفه من مشاهير الفضلاء ،
قال النجاشي : علي بن محمد العدوي الشمشاتي كان شيخا بالجزيرة وفاضل أهل زمانه
وأديبهم ، ثم ذكر له تصانيف كثيرة وعد منها هذا الكتاب .
ورسالة أبي غالب مشتملة على أحوال زرارة بن أعين وإخوانه ، وأولادهم ، و
أحفادهم وأسانيدهم وكتبهم ورواياتهم ، وفيه فوائد جمة . وهذا الرجل أعني أحمد بن
محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الملقب بأبي غالب الزراري
كان من أفاضل الثقات والمحدثين وكان استاد الافاضل الاعلام : كالشيخ المفيد وابن
الغضائري وابن عبدون قدس الله أسرارهم . وعد النجاشي وغيره هذه الرسالة من
كتبه ، وسنذكر الرسالة بتمامها في آخر مجلدات هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
وكتاب دلائل الامامة من الكتب المعتبرة المشهورة ، أخذ منه جل من تأخر
[ 40 ]
عنه : كالسيد ابن طاوس وغيره ، ووجدنا منه نسخة قديمة مصححة في خزانة كتب
مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، ومؤلفه من ثقات رواتنا الامامية ، وليس هو ابن جرير
التاريخي المخالف قال النجاشي رحمه الله : محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي
أبوجعفر جليل من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث ، له كتاب المسترشد
في دلائل الامامة ، أخبرنا أحمد بن علي بن نوح ، عن الحسن بن حمزة الطبري قال :
حدثنا محمد بن جرير بن رستم ، بهذا الكتاب وبسائر كتبه . وقال الشيخ في الفهرست :
محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير ، يكنى أبا جعفر ، دين ، فاضل ، وليس هو
صاحب التاريخ فإنه عامي المذهب ، وله كتب جمة منها : كتاب المسترشد .
وكتاب مصباح الانوار مشتمل على غرر الاخبار ، ويظهر من الكتاب أن مؤلفه
من الافاضل الكبار ، ويروي من الاصول المعتبرة من الخاصة والعامة .
وكتاب الدر النظيم كتاب شريف كريم مشتمل على أخبار كثيرة من طرقنا و
طرق المخالفين في المناقب ، وقد ينقل من كتاب مدينة العلم وغيره من الكتب المعتبرة
وكان معاصرا للسيد علي بن طاوس رحمه الله ، وقلما رجعنا إليه لبعض الجهات .
وكتاب الاربعين ، أخذ منه أكثر علماؤنا واعتمدوا عليه .
وكتاب تسلية المجالس مؤلفه من سادة الافاضل المتأخرين وهو كتاب كبير
مشتمل على أخبار كثيرة أوردنا بعضها في المجلد العاشر .
وكتاب صفوة الاخبار ، ورياض الجنان مشتملان على أخبار غريبة في المناقب
وأخرجنا منهما ما وافق أخبار الكتب المعتبرة .
وكتاب الغنية ، مؤلفه غني عن الاطراء ، وهو من الفقهاء الاجلاء ، وكتبه معتبرة
مشهورة لاسيما هذا الكتاب .
وكتب المحقق الطوسي روح الله روحه القدوسي ومؤلفها أشهر من الشمس
في رابعة النهار .
والسيد عميد الدين من مشاهير العلماء ، وأثنى عليه أرباب الاجازات ، وكتبه
معروفة متداولة لكن لم نرجع إليها إلا قليلا .
[ 41 ]
وكذا الشيخ الاجل المقداد بن عبدالله من أجلة الفقهاء وتصانيفه في نهاية
الاعتبار والاشتهار .
وكذا فخر المحققين أدق الفقهاء المتأخرين وكتبه متداولة معروفة .
وكتاب الاضواء محتو على فوائد كثيرة لكن لم نرجع إليه كثيرا .
والشيخ مروج المذهب نور الدين حشره الله مع الائمة الطاهرين حقوقه على
الايمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقله ، وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة .
والسيد الرشيد الشهيد التستري حشره الله مع الشهداء الاولين بذل الجهد
في نصرة الدين المبين ، ودفع شبه المخالفين ، وكتبه معروفة لكن أخذنا أخبارها
من مأخذها .
والشيخ ابن داود في غاية الشهرة بين المتأخرين ، وبالغوا في مدحه في الاجازات
وقل رجوعنا إلى كتبه .
وكذا رجال ابن الغضائري ، وهو إن كان الحسين فهو من أجلة الثقات ، وإن
كان أحمد كما هو الظاهر فلا أعتمد عليه كثيرا ، وعلى أي حال فالاعتماد على هذا
الكتاب يوجب رد أكثر أخبار الكتب المشهورة .
وكتابا الملحمة مشهوران ، لكن لا أعتمد عليهما كثيرا .
وكتاب الانوار قد أثنى بعض أصحاب الشهيد الثاني على مؤلفه وعده من
مشائخه . ومضامين أخباره موافقة للاخبار المعتبرة المنقولة بالاسانيد الصحيحة ،
وكان مشهورا بين علمائنا يتلونه في شهر ربيع الاول في المجالس والمجامع إلى يوم
المولد الشريف . وكذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض أخبارهما في
الكتاب .
وكتاب أحمد بن أبي طاهر مشتمل على خطبة فاطمة صلوات الله عليها وخطب
نساء أهل البيت عليهم السلام في كربلاء ومؤلفه معتبر بين الفريقين .
والسيد الامجد ميرزا محمد قدس الله روحه من النجباء الافاضل والاتقياء
الاماثل ، وجاور بيت الله الحرام إلى أن مضى إلى رحمة الله وكتبه في غاية المتانة والسداد .
[ 42 ]
وكتاب الديوان انتسابه إليه صلوات الله عليه مشهور ، وكثير من الاشعار
المذكورة فيها مروية في سائر الكتب ، ويشكل الحكم بصحة جميعها ، ويستفاد
من معالم ابن شهر آشوب أنه تأليف علي بن أحمد الاديب النيسابوري من علمائنا ،
والنجاشي عد من كتب عبدالعزيز بن يحيى الجلودي كتاب شعر علي عليه السلام .
وكتاب الشهاب وإن كان من مؤلفات المخالفين لكن أكثر فقراتها مذكورة
في الكتب والاخبار المروية من طرقنا ، ولذا اعتمد عليه علماؤنا ، وتصدوا لشرحه
وقال الشيخ منتجب الدين : السيد فخر الدين شميلة بن محمد بن أبي هاشم الحسيني
عالم ، صالح ، روى لنا كتاب الشهاب للقاضي أبي عبدالله محمد بن سلامة بن جعفر
القضاعي عنه .
والشيخ أبوالفتوح في الفضل مشهور وكتبه معروفة مألوفة .
وكتاب الانوار البدرية مشتمل على بعض الفوائد الجلية .
وتاريخ بلدة قم كتاب معتبر لكن لم يتيسر لنا أصل الكتاب وإنما وصل
إلينا ترجمته ، وقد أخرجنا بعض أخباره في كتاب السماء والعالم .
وأجوبة سؤالات ابن سلام أوردناها في محالها .
وكتاب طب النبي صلى الله عليه وآله وإن كان أكثر أخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور
متداول بين علمائنا . قال نصير الملة والدين الطوسي في كتاب آداب المتعلمين : ولابد
من أن يتعلم شيئا من الطب ويتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الامام
أبوالعباس المستغفري في كتابه المسمى بطب النبي صلى الله عيله وآله .
والمحقق الاردبيلي في الورع والتقوى والزهد والفضل بلغ الغاية القصوى
ولم أسمع بمثله في المتقدمين والمتأخرين ، جمع الله بينه وبين الائمة الطاهرين
وكتبه في غاية التدقيق والتحقيق .
والخليل والصاحب كانا من الامامية وهما علمان في اللغة والعروض والعربية ،
والصاحب هو الذي صدر الصدوق عيون أخبار الرضا عليه السلام باسمه وأهداه إليه .
والشواهد كتاب جيد مشتمل على بيان نزول الآيات في أهل البيت عليهم السلام
[ 43 ]
وكثيرا ما يذكر عنه الطبرسي وغيره من الاعلام .
والمقصد مشتمل على أخبار غريبة وأحكام نادرة نذكر منها تأييدا وتأكيدا .
والعمدة أشهر الكتب وأوثقها في النسب .
والنرسي من أصحاب الاصول ، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ، وذكر
النجاشي سنده إلى ابن أبي عمير عنه ، والشيخ في التهذيب وغيره يروي من كتابه ،
وروى الكليني أيضا من كتابه في مواضع : منها في باب التقبيل ، عن علي بن إبراهيم
عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عنه ، ومنها في كتاب الصوم بسند آخر ، عن ابن أبي
عمير ، عنه .
وكذا كتاب زيد الزراد أخذ عنه اولوا العلم والرشاد ، وذكر النجاشي أيضا
سنده إلى ابن أبي عمير عنه ، وقال الشيخ في الفهرست والرجال : لهما أصلان لم يروهما
ابن بابويه وابن الوليد ، وكان ابن الوليد يقول : هما موضوعان . وقال ابن الغضائري :
غلط أبوجعفر في هذا القول فإني رأيت كتبهما مسموعة من محمد بن أبي عمير انتهى .
وأقول : وإن لم يوثقهما أرباب الرجال لكن أخذ أكابر المحدثين من كتابهما
واعتمادهم عليهما حتى الصدوق في معاني الاخبار وغيره ، ورواية ابن أبي عمير عنهما ،
وعد الشيخ كتابهما من الاصول لعلها تكفي لجواز الاعتماد عليهما ، مع أنا أخذناهما
من نسخة قديمة مصححة بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، وهو نقله من
خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي ، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة ، وذكر أنه أخذهما وسائر الاصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ
الاجل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله ، وذكر في أول كتاب النرسي سنده
هكذا : حدثنا الشيخ أبومحمد هارون بن موسى التلعكبري أيده الله ، قال : حدثنا
أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا جعفر بن عبدالله العلوي
أبوعبدالله المحمدي ، قال : حدثنا محمد بن أبي عمير عن زيد النرسي . وذكر في أول
كتاب الزراد سنده هكذا : حدثنا أبومحمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي علي
محمد بن همام ، عن حميد بن زياد بن حماد ، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد بن
[ 44 ]
نهيك ، عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد الزراد ، وهذان السندان غير ما ذكره النجاشي .
وكتاب العصفري أيضا أخذناه من النسخة المتقدمة ، وذكر السند في اوله
هكذا : أخبرنا التلعكبري عن محمد بن همام ، عن محمد بن أحمد بن خاقان النهدي ،
عن أبي سمينة ، عن أبي سعيد العصفري عباد . وذكر الشيخ والنجاشي رحمهما الله
كتابه ، وذكرا سندهما إليه لكنهما لم يوثقاه ، ولعل أخباره تصلح للتأييد .
وكتاب عاصم مؤلفه في الثقة والجلالة معروف .
وذكر الشيخ والنجاشي أسانيد إلى كتابه ، وفي النسخة المتقدمة سنده
هكذا : حدثني أبوالحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي ايده الله
قال : حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي علي محمد بن همام بن
سهيل الكاتب ، عن حميد بن زياد بن هوارا – في سنة تسع وثلاث مائة – عن عبدالله
بن أحمد بن نهيك ، عن مساور وسلمة ، عن عاصم بن حميد الحناط ، قال : قال التلعكبري :
وحدثني أيضا بهذا الكتاب أبوالقاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم العلوي الموسوي
بمصر عن ابن نهيك .
وكتاب ابن الحضرمي ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إليه ، وفي النسخة
المتقدمة ذكر سنده هكذا : أخبرنا الشيخ أبومحمد هارون بن موسى التلعكبري ايده
الله عن محمد بن همام ، عن حميد بن زياد الدهقان ، عن أبي جعفر أحمد بن زيد بن
جعفر الاسدي البزاز ، عن محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ، عن جعفر بن محمد بن
شريح الحضرمي . والشيخ أيضا روى عن جماعة عن التلعكبري إلى آخر السند المتقدم ،
إلا أن فيه : عن محمد بن امية بن القاسم ، والظاهر أن ما هنا أصوب ، وأكثر أخباره
تنتهي إلى جابر الجعفي .
وكتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ، وثق النجاشي مؤلفه ، وذكر
طريقه إليه وفي النسخة القديمة المتقدمة ، أورد سنده هكذا : حدثنا الشيخ هارون
ابن موسى التلعكبري ، عن محمد بن همام . عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد بن جعفر
الازدي البزاز ، عن محمد بن المثنى .
[ 45 ]
وكتاب عبدالملك بن حكيم وثق النجاشي المؤلف ، وذكر هو والشيخ
طريقهما إليه ، وفي النسخة القديمة طريقه هكذا : أخبرنا التلعكبري ، عن ابن عقدة
عن علي بن الحسن بن فضال ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن عمه عبدالملك .
وكتاب المثنى ذكر الشيخ والنجاشي طريقهما إليه ، وروى الكشي عن علي
ابن الحسن مدحه ، وفي النسخة المتقدمة سنده هكذا : التلعكبري ، عن ابن عقدة ،
عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن مثنى بن الوليد الحناط .
وكتاب خلاد ، ذكر النجاشي والشيخ سندهما إليه . وفي النسخة القديمة
هكذا : التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان ، عن محمد بن أبي

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 45 سطر 9 الى ص 53 سطر 6

عمير ، عن خلاد السندي ، – وفي بعض النسخ ” السدي ” بغير نون – البزاز الكوفي
وكتاب الحسين بن عثمان النجاشي ذكر إليه سندا ووثقه الكشي وغيره .
والسند فيما عندنا من النسخة القديمة : عن التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن
عبدالله المحمدي ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان بن شريك .
وكتاب الكاهلي مؤلفه ممدوح ، والشيخ والنجاشي أسندا عنه ، والسند في
القديمة : عن التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن بن الحكم القطواني ،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبدالله بن يحيى .
وكتاب سلام بن عمرة الخراساني وثقه النجاشي وأسند إلى الكتاب ، وفيما
عندنا التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسن ( 1 ) بن حازم ، عن
عبدالله بن جميلة ، عن سلام .
وكتاب النوادر مؤلفه ثقة فطحي ، والنجاشي والشيخ أسندا عنه . والسند
فيما عندنا : عن التلعكبري ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن ابن
أسباط .
وكتاب النبذة مؤلفه لا نعلم حاله .
والدوريستي من تلامذة المفيد والمرتضى ، ووثقه ابن داود والعلامة والشيخ
منتجب الدين وغيرهم .
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : الحسين ( * ) .
[ 46 ]
وكتاب الكر والفر مشهور ومشتمل على أجوبة شريفة .
وكتاب الاربعين من الكتب المعروفة ، والشيخ إبراهيم القطيفي رحمه الله كان
في غاية الفضل ، وكان معاصرا للشيخ نور الدين المروج ، وكانت بينهما مناظرات و
مباحثات كثيرة .
ثم اعلم أنا سنذكر بعض أخبار الكتب المتقدمة التي لم نأخذ منها كثيرا
لبعض الجهات مع ما سيتجدد من الكتب في كتاب مفرد ، سميناه : بمستدرك البحار
إن شاء الله الكريم الغفار ، إذ الالحاق في هذا الكتاب يصير سببا لتغيير كثير من النسخ
المتفرقة في البلاد : والله الموفق للخير والرشد والسداد .
* ( الفصل الثالث ) *
في بيان الرموز التي وضعناها للكتب المذكورة ونوردها في صدر كل خبر
ليعلم أنه مأخوذ من أي أصل ، وهل هو في أصل واحد أو متكرر في الاصول ، ولو
كان في السند اختلاف نذكر الخبر من أحد الكتابين ونشير إلى الكتاب الآخر بعده
ونسوقه إلى محل الوفاق . ولو كان في المتن اختلاف مغير للمعنى نبينه . ومع اتحاد
المضمون واختلاف الالفاظ ومناسبة الخبر لبابين نورد بأحد اللفظين في أحد البابين
وباللفظ الآخر . في الباب الآخر .
* ( ولنذكر الرموز ) *
ن : لعيون اخبار الرضا عليه السلام . ع : لعلل الشرائع . ك : لاكمال الدين .
يد : للتوحيد . ل : للخصال . لى : لامالي الصدوق . ثو : لثواب الاعمال . مع :
لمعاني الاخبار . هد : للهداية . عد : للعقائد . وأما سائر كتب الصدوق وكتابا
والده فلم نحتج . فيها إلى الرمز لقلة أخبارها . ب : لقرب الاسناد . ير : لبصائر –
الدرجات . ما : لامالي الشيخ . غط : لغيبة الشيخ . مصبا : للمصباحين . شا :
للارشاد . جا : لمجالس المفيد . ختص : لكتاب الاختصاص . وسائر كتب المفيد و
[ 47 ]
الشيخ لم نعين لها رمزا ، وكذا أمالي ولد الشيخ شركناه مع أمالي والده في الرمز
لان جميع أخباره إنما يرويها عن والده رضي الله عنهما .
مل : لكامل الزيارة . سن : للمحاسن . فس : لتفسير علي بن إبراهيم . شى :
لتفسير العياشي . م : لتفسير الامام عليه السلام . ضه : لروضة الواعظين . عم : لاعلام
الورى . مكا : لمكارم الاخلاق . ج : للاحتجاج . قب : لمناقب ابن شهر آشوب .
كشف : لكشف الغمة . ف : لتحف العقول . مد : للعمدة . نص : للكفاية . نبه :
لتنبيه الخاطر . نهج : لنهج البلاغة . طب : لطب الائمة . صح : لصحيفة الرضا عليه السلام
ضا : لفقه الرضا عليه السلام . يج : للخرائج . ص : لقصص الانبياء . ضوء : لضوء الشهاب
طا : لامان الاخطار . شف : لكشف اليقين .
يف : للطرائف . قيه : للدروع . فتح : لفتح الابواب . نجم : لكتاب النجوم .
جم : لجمال الاسبوع . قل : لاقبال الاعمال . تم : لفلاح السائل لكونه من تتمات
المصباح . مهج : لمهج الدعوات . صبا : لمصباح الزائر . حه : لفرحة الغري . كنز :
لكنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا لكون أحدهما مأخوذا من الآخر كما
عرفت . غو : لغوالي اللئالي ، والنثر لا يحتاج إلى الرمز . جع : لجامع الاخبار .
نى : لغيبة النعماني . فض : لكتاب الروضة لكونه في الفضائل . مص : لمصباح
الشريعة . قبس : لقبس المصباح . ط : للصراط المستقيم . خص : لمنتخب البصائر .
سر : للسرائر . ق : للكتاب العتيق الغروي . كش : لرجال الكشي . جش :
لفهرست النجاشي . بشا : لبشارة المصطفى . ين : لكتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه
والنوادر . عين : للعيون والمحاسن . غر : للغرر والدرر . كف : لمصباح الكفعمي .
لد : للبلد الامين . قضا : لقضاء الحقوق . محص : للتمحيص . عده : للعدة .
جنة : للجنة . منها : للمنهاج . د : لعدد . يل : للفضائل . فر : لتفسير فرات
ابن إبراهيم . عا : لدعائم الاسلام .
وسائر الكتب لا رمز لها وإنما نذكر أسمائها بتمامها ، ومنها ما أوردناه بتمامه
في المحال المناسبة له : كطب الرضا عليه السلام ، وتوحيد المفضل ، والاهليلجة ، و
[ 48 ]
كتاب المسائل لعلي بن جعفر ، وفهرست الشيخ منتجب الدين . وإنما لم نرمز لها
إما : لذكرها بتمامها في محالها كما عرفت ، أو : لقلة رجوعنا إليها لكون أكثر
أخبارها عامية ، أو : لكون حجم الكتاب قليلا وأخباره يسيرة ، أو : لعدم الاعتماد
التام عليه ، أو : لغير ذلك من الجهات والاغراض .
ثم اعلم أنا إنما تركنا إيراد أخبار بعض الكتب المتواترة في كتابنا هذا كالكتب
الاربعة لكونها متواترة مضبوطة لعله لا يجوز السعي في نسخها وتركها . وإن احتجنا
في بعض المواضع إلى إيراد خبر منها فهذه رموزها : كا : للكافي . يب : للتهذيب . صا :
للاستبصار . يه : لمن لا يحضره الفقيه . وعند وصولنا إلى الفروع نترك الرموز ونورد
الاسماء مصرحة إن شاء الله تعالى لفوائد تختص بها لا تخفى على اولى النهى ، و
كذا نترك هناك الاختصارات التي اصطلحناها في الاسانيد في الفصل الآتي لكثرة
الاحتياج إلى السند فيها .
* ( الفصل الرابع ) *
في بيان ما اصطلحنا عليه للاختصار في الاسناد مع التحرز عن الارسال المفضي
إلى قلة الاعتماد فإن أكثر المؤلفين دأبهم التطويل في ذكر رجال الخبر لتزيين الكتاب
وتكثير الابواب ، وبعضهم يسقطون الاسانيد فتنحط الاخبار بذلك عن درجة المسانيد
فيفوت التميز بين الاخبار في القوة والضعف ، والكمال والنقص ، إذ بالمخبر يعرف
شأن الخبر ، وبالوثوق على الرواة يستدل على علو الرواية والاثر ، فاخترنا ذكر السند
بأجمعه مع رعاية غاية الاختصار : بالاكتفاء عن المشاهير بذكر والدهم ، أو لقبهم ، أو
محض اسمهم ، خاليا عن النسبة إلى الجد والاب وذكر الوصف والكنية واللقب . و
بالاشارة إلى جميع السند إن كان مما يتكرر كثيرا في الابواب برمز وعلامة واصطلاح
ممهد في صدر الكتاب لئلا يترك في كتابنا شئ من فوائد الاصول فيسقط بذلك عن
درجة كمال القبول .
[ 49 ]
فأما ما اختصرناه من أسناد قرب الاسناد فكل ما كان فيه أبوالبختري : فقد
رواه عن السندي بن محمد البزاز ، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي .
وكل ما كان فيه عنهما عن حنان : فهما عبدالصمد بن محمد ، ومحمد بن عبدالحميد
معا عن حنان بن سدير .
وكل ما كان فيه علي عن أخيه فهو : عن عبدالله بن الحسن العلوي ، عن جده
علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام .
وكل ما كان فيه ابن رئاب فهو بهذا الاسناد : أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، عن
الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب .
وكل ما كان فيه عن حماد بن عيسى فهو بهذا الاسناد : محمد بن عيسى ، والحسن
ابن ظريف ، وعلي بن إسماعيل ، كلهم عن حماد بن عيسى البصري الجهني .
وكل ما كان فيه ابن سعد ، عن الازدي فهو : أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن
محمد الازدي .
وكل ما كان فيه ابن ظريف ، عن ابن علوان فهما : الحسن بن ظريف ، والحسين
ابن علوان .
وأما ما اختصرناه من أسانيد كتب الصدوق فكلما كان في خبر الاعمش فهو بهذا
السند المذكور في كتاب الخصال : قال حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي وأحمد بن
الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام
المكتب ، وعبدالله بن محمد الصائغ ، وعلي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم ، قالوا :
حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن
بهلول ، عن أبي معاوية ، عن الاعمش ، عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه .
وكل ما كان في خبر ابن سلام فهو بهذا السند الذي أورده الصدوق في كتبه قال :
حدثنا الحسن بن يحيى بن ضريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبوجعفر عمارة
السكري السرياني ، قال : حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين قال : حدثنا عبدالله بن
[ 50 ]
هارون الكرخي ، قال : حدثنا أبوجعفر أحمد بن عبدالله بن يزيد بن سلام بن عبيد الله مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : حدثني أبي عبدالله بن يزيد ، قال : حدثني يزيد بن سلام ، عن
النبي صلى الله عليه وآله .
وكل ما كان فيه في علل الفضل بن شاذان فهو : ما رواه الصدوق ، عن عبدالواحد
ابن عبدوك النيسابوري ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليه السلام
وكل ما كان فيه في خبر مناهي النبي صلى الله عليه وآله فهو ما ذكره الصدوق بهذا الاسناد :
حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهم السلام قال : حدثني أبوعبدالله عبدالعزيز بن محمد بن عيسى الابهري ، قال : حدثنا
أبوعبدالله محمد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري ، قال : حدثنا شعيب بن واقد ،
عن الحسين بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام
عن النبي صلى الله عليه وآله .
وكل ما كان فيه بالاسناد إلى وهب فهو كما ذكره الصدوق رحمه الله : أخبرنا
أبوعبدالله محمد بن شاذان بن أحمد البروازي ، عن أبي علي محمد بن محمد بن الحرث بن سفيان
الحافظ السمرقندي ، عن صالح بن سعيد الترمذي ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن
أبيه ، عن وهب بن منبه اليماني .
وكل ما كان فيه باسناد العلوي فهو ما رواه الصدوق رحمه الله ، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى العلوي الحسيني ، عن محمد بن إبراهيم بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان
عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن عيسى بن جعفر العلوي العمري ، عن آبائه ،
عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه .
وكل ما كان فيه باسناد التميمي فهو ما ذكره الصدوق رحمه الله قال : حدثنا محمد
ابن عمر بن أسلم بن البر الجعابي ، قال : حدثني أبومحمد الحسن بن عبدالله بن محمد بن
العباس الرازي التميمي ، عن أبيه ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ، قال :
حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن
علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني
[ 51 ]
أخي الحسن ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله .
وكل ما كان فيه بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام فهو ما أورده الصدوق في كتاب
عيون أخبار الرضا عليه السلام هكذا : حدثنا أبوالحسن محمد بن علي بن الشاه المرورودي
بمروالرود في داره ، قال : حدثنا أبوبكر بن عبدالله النيسابوري ، قال حدثنا أبو القاسم
عبدالله بن أحمد بن عامر بن سلمويه الطائي بالبصرة ، قال حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين ، قال :
حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة . وحدثنا أبومنصور أحمد بن
إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور ، قال : حدثني أبوإسحاق بن إبراهيم بن مروان بن محمد
الخوزي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله
الهروي الشيباني ، عن الرضا عليه السلام . وحدثنا أبوعبدالله الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل
ببلخ ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفراء ، عن
علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر
ابن محمد ، قال حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال حدثني
ابي الحسين بن علي ، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله .
وكل ما كان فيه فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون فهو ما رواه الصدوق قال : حدثنا
عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري – بنيسابور في شعبان سنة إثنتين وخمسين
وثلاث مائة – قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ،
عن الرضا عليه السلام .
وكل ما كان فيه في خبر الشامي فهو ما رواه الصدوق قال : حدثنا محمد بن إبراهيم
ابن إسحاق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا الحسن بن القاسم قراءة
قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن المعلى ، قال : حدثنا أبوعبدالله محمد بن خالد ، قال :
حدثنا عبدالله بن بكر المراري ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن
الحسين ، عن أبيه عليهم السلام . ورواه الشيخ ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن الصدوق
بهذا الاسناد .
وكل ما كان فيه في أسؤلة الشامي عن أمير المؤمنين عليه السلام فهو بهذا الاسناد : قال
[ 52 ]
الصدوق : حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري بإيلاق قال : حدثنا
أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ ، قال : حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن
أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن آبائه
عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين .
وكل ما كان فيه الاربعمائة فهو : ما رواه الصدوق في الخصال عن أبيه ، عن سعد
ابن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد
عن أبي بصير ، ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : حدثني أبي عن جده عن
آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة
باب مما يصلح للمؤمن في دينه ودنياه . وسيأتي بتمامه في المجلد الرابع .
وكل ما كان فيه بالاسناد إلى دارم فهو : ما رواه الصدوق ، عن محمد بن أحمد بن الحسين
ابن يوسف البغدادي الوراق ، عن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد ،
عن دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع الصنعاني .
وكل ما كان فيه المفسر باسناده إلى أبي محمد عليه السلام فهو : ما رواه الصدوق ، عن محمد
ابن القاسم الجرجاني المفسر ، عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبي الحسن علي بن
محمد بن سيار – وكانا من الشيعة الامامية – عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام .
وكل ما كان فيه ابن المغيرة باسناده فالسند هكذا : جعفر بن علي بن الحسن
الكوفي ، قال : حدثني جدي الحسن بن علي بن عبدالله ، عن جده عبدالله بن المغيرة .
وقد نعبر عن هذا السند هكذا : ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده .
وكل ما كان فيه ابن البرقي عن أبيه ، عن جده فهو : علي بن أحمد بن عبدالله بن
أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد .
وكل ما كان فيه فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فهو : ما رواه الصدوق ،
عن محمد بن علي بن الشاه ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن خالد الخالدي ، عن
محمد بن أحمد بن صالح التميمي ، عن أنس بن محمد بن أبي مالك ، عن أبيه ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام . ورواه في كتاب مكارم الاخلاق
[ 53 ]
وكتاب تحف العقول مرسلا ، عن الصادق عليه السلام .
وأما ما اختصرناه من أسانيد كتب شيخ الطائفة فكلما كان فيه باسناد أبي
قتادة فهو : ما رواه أبوعلي ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري
عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني
عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة القمي .
وكل ما كان فيه باسناد أخي دعبل فهو : ما رواه الشيخ ، عن هلال بن محمد بن جعفر الحفار

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 53 سطر 7 الى ص 62 سطر 14

قال : أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي ، قال : حدثني أبي أبوالحسن
علي بن علي بن دعبل بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبدالله بن بديل بن ورقاء
أخو دعبل بن علي الخزاعي – ببغداد سنة اثنين وسبعين ومأتين – قال . حدثنا سيدي
أبوالحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام – بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة – وفيها رحلنا
إليه على طريق البصرة ، وصادفنا عبدالرحمن بن مهدي عليلا ، فأقمنا عليه أياما و
مات عبدالرحمن بن مهدي ، وحضرنا جنازته ، وصلى عليه إسماعيل بن جعفر ، فرحلنا
إلى سيدي أنا وأخي دعبل ، فأقمنا عنده إلى آخر سنة مأتين ، وخرجنا إلى قم بعد
أن خلع سيدي أبوالحسن الرضا عليه السلام على أخي دعبل قميصا خزا اخضر ، وخاتم
فضة عقيقا ، ودفع إليه دراهم رضوية ، وقال له : يا دعبل ! صر إلى قم فإنك تفيد
بها ، وقال له : احتفظ بهذا القميص ، فقد صليت فيه ألف ركعة ( 1 ) ، وختمت فيه القرآن
ألف ختمة ، فحدثنا إملاءا – في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة – قال : حدثني أبي
موسى بن جعفر ، عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين .
وكل ما كان فيه باسناد المجاشعي فهو ما رواه الشيخ قال : أخبرنا جماعة ، عن
أبي المفضل الشيباني ، قال : حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبومحمد الشعراني البيهقي
بجرجان قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبوموسى المجاشعي ،
قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي أبوعبدالله عليه السلام . قال المجاشعي :
وحدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن
آبائه ، عن علي عليهم السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي الامالي : فقد صليت فيه ألف ليلة في كل ليلة ألف ركعة . ( * )
[ 54 ]
وكل ما نذكر عند ذكر أخبار مستطرفات السرائر في كتاب المسائل فهو إشارة
إلى ما ذكره ابن إدريس رحمه الله حيث قال : ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب مسائل
الرجال ومكاتباتهم مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلام والاجوبة عن ذلك ، رواية
أبي عبدالله أحمد بن محمد بن عبدالله بن الحسن بن عياش الجوهري ، ورواية عبدالله بن
جعفر الحميري رضي الله عنهما .
وكل ما كان فيه نوادر الراوندي باسناده فهذا سنده – نقلته كما وجدته – : أخبرنا
السيد الامام ، ضياء الدين سيد الائمة ، شمس الاسلام ، تاج الطالبية ، ذو الفخرين ،
جمال آل رسول الله صلى الله عليه وآله أبوالرضا ، فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي حرس
الله جماله ، وأدام فضله قال : أخبرنا الامام الشهيد أبوالمحاسن عبدالواحد بن إسماعيل
ابن أحمد الروياني إجازة وسماعا قال : أخبرنا الشيخ أبوعبدالله محمد بن الحسن التميمي
البكري إجازة أو سماعا . قال : حدثنا أبومحمد سهل بن أحمد الديباجي ، قال حدثنا أبوعلي
محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام . قال : حدثني أبي إسماعيل
ابن موسى ، عن أبيه موسى ، عن جده جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده علي بن
الحسين ، عن أبيه ( 1 ) علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله .
أقول : ويظهر من كتب الرجال طرق آخر إلى هذا الكتاب نوردها في آخر مجلدات كتابنا
هذا إن شاء الله تعالى .
وكل ما كان في كتاب قصص الانبياء بالاسناد إلى الصدوق فهو ما ذكر في مواضع
قال : أخبرني الشيخ علي بن عبدالصمد النيسابوري ، عن أبيه ، عن السيد أبي البركات
علي بن الحسين الخوزي ، عن الصدوق رحمه الله . وفي موضع آخر قال : أخبرنا السيد
أبوالحرب المجتبى بن الداعي الحسيني ، عن الدوريستي ، عن أبيه ، عنه . وقال في
موضع آخر : أخبرنا السيد أبوالصمصام ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسيني ، عن الشيخ
أبي جعفر الطوسي ، عن المفيد ، عن الصدوق . وفي موضع آخر أخبرنا السيد أبوالبركات
محمد بن إسماعيل ، عن علي بن عبدالصمد ، عن السيد أبي البركات الخوزي . وفي موضع
* ( هامش ) * ( 1 ) كذا في النسخ التي عندنا . ( * )
[ 55 ]
آخر أخبرنا السيد ( 1 ) أبوالقاسم بن كمح ، عن الدوريستي ، عن المفيد ، عن الصدوق .
وفي موضع آخر أخبرنا الاستاد أبوجعفر محمد بن المرزبان ، عن الدوريستي ، عن أبيه ،
عنه . وفي موضع آخر أخبرنا الاديب أبوعبدالله الحسين المؤدب القمي ، عن الدوريستي
عن أبيه ، عنه . وفي مقام آخر أخبرنا أبوسعد الحسن بن علي ، والشيخ أبوالقاسم الحسن
ابن محمد الحديقي ، عن جعفر بن محمد بن العباس ، عن أبيه ، عن الصدوق . وفي مقام آخر
أبوعلي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، عن جعفر الدوريستي ، عن المفيد ، عن
الصدوق . وفي موضع آخر اخبرنا الشيخ أبوالحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد ، عن جعفر بن
أحمد ، عن الصدوق . وفي محل آخر أخبرنا هبة الله بن دعويدار ، عن أبي عبدالله الدوريستي ،
عن جعفر بن أحمد المريسي ، عنه . وفي محل آخر أخبرنا السيد علي بن أبي طالب
السيلقي ( 2 ) عن جعفر بن محمد بن العباس ، عن أبيه ، عنه . وفي آخر أخبرنا أبوالسعادات
هبة الله بن علي الشجري ، عن جعفر بن محمد بن العباس ، عن أبيه . وفي آخر أخبرنا
الشيخ أبوالمحاسن مسعود بن علي بن محمد ، عن علي بن عبدالصمد عن علي بن الحسين ،
عنه . وفي خبر آخر : أخبرنا جماعة منهم الاخوان : محمد وعلي ابنا علي بن عبدالصمد ،
عن أبيهما ، عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني ، عنه .
وكل ما كان من كتاب صفين فقد وجدت في أول الكتاب ووسطه في مواضع سنده
هكذا : أخبرنا الشيخ الحافظ ، شيخ الاسلام ، أبوالبركات عبدالوهاب بن المبارك بن
أحمد بن الحسن الانماطي ، قال : أخبرنا الشيخ أبوالحسين المبارك بن عبدالجبار بن
أحمد الصيرفي – بقراءتي عليه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وثمانين وأربعمائة –
قال : أخبرنا أبويعلى أحمد بن عبدالواحد بن محمد بن جعفر بن الوكيل – قراءة عليه و
أنا أسمع في رجب من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة – ، قال : أخبرنا أبوالحسن محمد بن
ثابت بن عبدالله بن محمد بن ثابت الصيرفي – قراءة عليه وأنا أسمع – قال : أخبرنا علي بن
محمد بن عقبة بن الوليد بن همام بن عبدالله – قراءة عليه في سنة أربعين وثلاث مائة – قال :
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : الاستاذ .
( 2 ) وفي نسخة : السليقي . ( * )
[ 56 ]
أخبرنا أبوالحسن محمد بن سليمان بن الربيع بن هشام الهندي الخزاز ، قال أخبرنا
أبوالفضل نصر بن مزاحم التميمي . ولعل هذا من سند العامة لانهم أيضا أسندوا
إليه . وروى عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أحاديث كثيرة وقال : هو
في نفسه ثبت ، صحيح النقل ، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال ، وهو من رجال أصحاب
الحديث إنتهى . وأخرجنا في كتاب الفتن أكثر أخباره من الشرح المذكور لتكون
حجة على المخالفين .
وأما أسانيد أصحابنا إليه فهي مذكورة في كتب الرجال . ووجدت في ظهر
كتاب المقتضب ما هذه صورته : أخبرني به الشيخ الامام العالم نجم الدين أبومحمد عبدالله
ابن جعفر بن محمد بن موسى ، عن جده محمد بن موسى بن جعفر ، عن جده جعفر بن محمد بن
أحمد بن العياش الدوريستي ، عن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن اشناس البزاز ، عن
مصنفه أبي عبدالله أحمد بن محمد بن عياش .
وكان في مفتتح كتاب ابن الخشاب : أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي الدين
أبو جعفر محمد بن معد الموسوي – في العشر الاخير من صفر سنة ست عشرة وستمائة – قال
أخبرنا الاجل العالم زين الدين أبوالعز أحمد بن أبي المظفر محمد بن عبدالله بن محمد بن جعفر
قراءة عليه فأقر به – وذلك في آخر نهار يوم الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة
السلام بدرب الدواب – قال : أخبرنا الشيخ الامام العالم الاوحد حجة الاسلام أبومحمد
عبدالله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب ، قال : قرأت على الشيخ أبي منصور محمد بن
عبدالملك بن الحسن المقري – يوم السبت الخامس والعشرين من محرم سنة إحدى
وثلاثين وخمسمائة – ، من أصله بخط عمه أبي الفضل أحمد بن الحسن ، وسماعه منه
فيه بخط عمه ، في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع وثمانين وأربعمائة
أخبركم أبوالفضل أحمد بن الحسن ، فاقر به ، قال : أخبرنا أبوعلي الحسن بن الحسين
ابن العباس بن الفضل – قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة –
قال : أخبرنا أحمد بن نصر بن عبدالله بن الفتح زارع النهروان بها – قراءة عليه وأنا أسمع
في سنة خمس وستين وثلاثمائة – قال : حدثنا حرب بن أحمد المؤدب ، قال حدثنا
[ 57 ]
الحسن بن محمد العمي البصري ، عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ،
عن ابن مسكان عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام ثم يعيد السند عن حرب بن محمد .
* ( ولندكر المفردات المشتركة ) *
أبان : هو ابن عثمان . أحمد الهمداني : هو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني
الكوفي الحافظ ، وقد نعبر عنه بابن عقدة ، وتارة بأحمد الكوفي . أحمد بن الوليد : هو
ابن محمد بن الحسن بن الوليد . اسحاق : هو ابن عمار . أيوب : هو ابن نوح ، وقد نعبر
عنه بابن نوح . تميم القرشي : هو تميم بن عبدالله بن تميم القرشي استاد الصدوق .
ثعلبة : هو ابن ميمون . جعفر الكوفي : هو ابن محمد . جميل : هو ابن الدراج . الحسين ،
عن أخيه ، عن أبيه : هم الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف .
حفص : هو ابن غياث القاضي . حمدان : هو ابن سليمان النيسابوري يروي عنه ابن
قتيبة . حمزة العلوي : هو حمزة بن محمد بن أحمد العلوي . حمويه : هو أبوعبدالله حمويه بن علي بن
حمويه النضري . قال الشيخ رحمه الله : أخبرنا قراءة عليه ببغداد في دار الغضائري يوم
السبت النصف من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة . حنان : هو ابن سدير .
درست : هو ابن أبي منصور الواسطي . الريان : هو ابن الصلت . سعد : هو ابن عبدالله .
سماعة : هو ابن مهران . سهل : هو ابن زياد . صفوان : هو ابن يحيى . عبدالاعلى : هو
مولى آل سام . العلاء ، عن محمد : هما ابن رزين ، وابن مسلم . علان : هو علي بن محمد
المعروف بعلان . علي ، عن أبيه : علي بن إبراهيم بن هاشم . فرات : هو فرات بن إبراهيم
ابن فرات الكوفي ، وغالبا يكون بعد ابن سعيد الهاشمي . الفضل : هو ابن شاذان .
القاسم ، عن جده : هو القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد . محمد الحميري :
هو ابن عبدالله بن جعفر . محمد بن عامر : هو محمد بن الحسين بن محمد بن عامر . محمد العطار : هو
ابن يحيى . المظفر العلوي : هو أبوطالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي .
معمر : هو ابن يحيى . هارون : هو ابن مسلم . يونس : هو ابن عبدالرحمن . الادمي :
هو سهل بن زياد . الازدي : هو محمد بن زياد ، وقد يطلق على بكر بن محمد . الاسدي : هو
أبوالحسين محمد بن جعفر الاسدي ، وقد نعبر عنه بمحمد الاسدي . والاسدي في أول
[ 58 ]
سند الصدوق : هو محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي . الاشعري : هو محمد بن أحمد
ابن يحيى بن عمران الاشعري . الاشناني : هو أبوعبدالله الحسين بن محمد الاشناني الرازي
العدل ، قال الصدوق : أخبرنا ببلخ . الاصفهاني : هو القاسم بن محمد . الاصم : هو عبدالله
ابن عبدالرحمن . الانصاري : هو أحمد بن علي الانصاري . الاهوازي . هو الحسين بن
سعيد . البجلي : هو موسى بن القاسم . البرقي : هو أحمد بن محمد بن خالد . البرمكي : هو
محمد بن إسماعيل . البيهقي : هو أبوعلي الحسين بن أحمد . البزنطي : هو أحمد بن محمد بن
أبي نصر . البطائني : هو علي بن أبي حمزة . التفليسي : هو شريف بن سابق . التمار : هو
أبوالطيب الحسين بن علي استاد المفيد . الثقفي : هو إبراهيم بن محمد . الثمالي : هو أبو
حمزة ثابت بن دينار . الجاموراني : هو أبوعبدالله محمد بن أحمد الرازي . الجعابي : هو أبو
بكر محمد بن عمر . الجعفري : هو سليمان بن جعفر . الجلودي : هو عبدالعزيز بن يحيى
البصري . الجوهري : هو محمد بن زكريا . الحافظ : هو محمد بن عمر الحافظ البغدادي استاد
الصدوق . الحجال : هو عبدالله بن محمد . الحذاء : هو أبوعبيدة زياد بن عيسى . الحفار :
هو أبوالفتح هلال بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام . الحميري : هو عبدالله بن جعفر بن جامع . الخزاز : هو أبوأيوب إبراهيم بن
عيسى . الخشاب : هو الحسن بن موسى . الدقاق : هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق استاد الصدوق . الدهقان : هو عبيد الله بن عبدالله . الرزاز : هو أبوجعفر
محمد بن عمرو البختري . الرقي : هو داود بن كثير . الروياني : هو عبيد الله بن موسى
الزعفراني : هو أبوجعفر محمد بن علي بن عبدالكريم . الساباطي : هو عمار بن موسى .
السابري : هو أبوعبدالله علي بن محمد . السعد آبادي : هو علي بن الحسين . السكري :
هو الحسن بن علي . السمندي : هو الفضل بن أبي قرة . السندي : هو ابن محمد .
السكوني : هو إسماعيل بن أبي زياد . السناني : هو محمد بن أحمد . الصائغ : هو عبدالله
ابن محمد . الصفار : هو محمد بن الحسن . الصوفي : هو محمد بن هارون يروي عنه الصدوق
بواسطة . الصولي : هو محمد بن يحيى . الصيقل : هو منصور بن الوليد . الضبي : هو
العباس بن بكار . الطاطري : هو علي بن الحسن . الطالقاني : هو محمد بن إبراهيم بن
[ 59 ]
إسحاق استاد الصدوق . الطيار : هو حمزة بن محمد . الطيالسي : هو محمد بن خالد .
العجلي : هو أحمد بن محمد بن هيثم ، وقد نعبر عنه بابن الهيثم . العسكري : هو الحسن
ابن عبدالله بن سعيد استاد الصدوق . العطار : هو أحمد بن محمد بن يحيى . العلوي :
هو حمزة بن القاسم يروي عنه الصدوق بواسطة . العياشي : هو محمد بن مسعود . الغضائري
هو الحسين بن عبيد الله استاد الشيخ : الفارسي : هو الحسن بن أبي الحسين : الفامي : هو
أحمد بن هارون استاد الصدوق . الفحام : هو أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام
السرمرائي استاد الشيخ ، واذا قيل بعده عن عمه فهو عمر بن يحيى . الفراء : هو داود بن
سليمان . الفزاري : هو جعفر بن محمد بن مالك . القاساني : هو علي بن محمد . القداح : هو
عبدالله ابن ميمون القطان : هو أحمد بن الحسن . القندي : هو زياد بن مروان . الكاتب :
هو علي بن محمد استاد المفيد . الكميداني : هو علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر .
الكناني : هو أبوالصباح إبراهيم بن نعيم . الكوفي : هو محمد بن علي الصيرفي أبوسمينة
وقد نعبر عنه بأبي سمينة . اللؤلوئي : هو الحسن بن الحسين . المؤدب : هو عبدالله بن
الحسن : ماجيلويه : هو محمد بن علي ، وبعده عن عمه : هو محمد بن أبي القاسم . المحاملي :
هو أبوشعيب صالح بن خالد . المراعي : هو علي بن خالد استاد المفيد . المرزباني : هو
محمد بن عمران استاد المفيد . المسمعي : هو محمد بن عبدالله . المغازي : هو محمد بن أحمد بن
إبراهيم . المفسر : هو محمد بن القاسم . المكتب : هو الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام .
المنصوري : هو أبوالحسن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري السرمرائي ، وإذا قيل بعده عن
عم أبيه فهو أبوموسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور . المنقري : هو سليمان بن داود .
الميثمي : هو أحمد بن الحسن . النخعي : هو موسى بن عمران . النقاش : هو محمد بن بكران .
النوفلي : هو الحسين بن يزيد . النهاوندي : هو إبراهيم بن إسحاق : النهدي : هو الهيثم
ابن أبي مسروق . الوراق : هو علي بن عبدالله . الوشاء : هو الحسن بن علي بن بنت إلياس .
الهروي : هو عبدالسلام بن صالح أبوالصلت . الهمداني : هو أحمد بن زياد بن جعفر استاد
الصدوق . اليقطيني : هو محمد بن عيسى بن عبيد . أبوجميلة : هو المفضل بن صالح .
أبوالجوزاء : هو منبه بن عبدالله . أبوالحسين : هو محمد بن محمد بن بكر الهذلي يكون
[ 60 ]
بعد حمويه . أبوالحسين بعد ابن مخلد : هو عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني
القاضي . أبوخليفة : هو الفضل بن حباب الجمحي يكون بعد أبي الحسين . أبوذكوان :
هو القاسم بن إسماعيل . أبوعمرو – في سند أمالي الشيخ – هو : عبدالواحد بن محمد بن
عبدالله بن مهدي ، قال : أخبرني سنة ست عشرة وأربعمائة في منزله ببغداد في درب
الزعفراني رحبة بن المهدي . أبوالمفضل : هو محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني . أبوالقاسم
الدعبلي : هو إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي يروي عن الحفار . ابن أبان : هو
الحسين بن الحسن بن أبان . ابن أبي حمزة : هو علي . ابن أبي الخطاب : هو محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب . أبن أبي عثمان : هو الحسن بن علي بن أبي عثمان . ابن أبي
العلاء : هو الحسين ابن أبي عمير : هو محمد . ابن أبي المقدام : هو عمرو . ابن أبي نجران : هو عبد
الرحمن . ابن إدريس : هو الحسين بن أحمد بن إدريس . ابن أسباط : هو علي ، وبعده عن
عن عمه هو يعقوب بن سالم الاحمر . ابن أشيم : هو علي بن أحمد بن أشيم . ابن اورمة :
هو محمد . ابن بزيع : هو محمد بن إسماعيل . ابن بسران : هو أبوالحسن علي بن محمد بن
عبدالله بن بسران المعدل . قال الشيخ : أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة إثنا عشرة و
أربعمائة . ابن بشار : هو جعفر بن محمد بن بشار . ابن بشير : هو جعفر . ابن بندار : هو محمد بن
جعفر بن بندار الفرغاني . ابن البطائني : هو الحسن بن علي بن أبي حمزة . ابن بهلول : هو تميم
يروي عنه ابن حبيب . ابن تغلب : هو أبان . ابن جبلة : هو عبدالله . ابن جبير : هو سعيد .
ابن حازم : هو منصور . ابن حبيب : هو بكر بن عبدالله بن حبيب . ابن الحجاج : هو
عبدالرحمن . ابن حشيش : هو محمد بن علي بن حشيش استاد الشيخ . ابن حكيم : هو
معاوية . ابن الحمامي : هو أبوالحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري . ابن حميد :
هو عاصم . ابن خالد : هو سليمان ، والذي يروي عن الرضا عليه السلام هو الحسين الصيرفي .
ابن زكريا القطان : هو أحمد بن يحيى بن زكريا . ابن زياد : هو مسعدة . ابن سعيد
الهاشمي : هو الحسن بن محمد بن سعيد استاد الصدوق . ابن السماك : هو أبوعمر وعثمان
ابن عبدالله ( 1 ) بن يزيد الدقاق . ابن سيابة : هو عبدالرحمن . ابن شاذويه المؤدب :
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : أحمد بن عبدالله ( * )
[ 61 ]
هو علي بن شاذويه . ابن شمون : هو محمد بن حسن بن شمون . ابن صدقة : هو مسعدة .
ابن الصلت : هو أحمد بن هارون بن الصلت الاهوازي . ابن صهيب : هو عبدالله . ابن
طريف ، هو سعد . ابن ظبيان : هو يونس . ابن عامر : هو الحسين بن محمد بن عامر ، و
بعده عن عمه هو : عبدالله بن عامر . ابن عبدالحميد : هو إبراهيم . ابن عبدوس : هو
عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار . ابن عصام : هو محمد بن محمد بن عصام
الكليني . ابن عطية : هو مالك . ابن عقدة : هو أحمد بن محمد بن سعيد . وقد مر . ابن
عمارة : هو جعفر بن محمد بن عمارة . ابن عميرة : هو سيف . ابن العياشي : هو جعفر بن
محمد بن مسعود . ابن عيسى : هو أحمد بن عيسى . ابن عيينة : هو سفيان . ابن غزوان :
هو محمد بن سعيد بن غزوان . ابن فرقد : هو يزيد . ابن فضال : هو الحسن بن علي بن
فضال . ابن الفضل الهاشمي : هو إسماعيل . ابن قتيبة : هو علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري
ابن قولويه : هو جعفر بن محمد بن قولويه . ابن قيس : هو محمد . ابن كلوب : هو غياث .
ابن المتوكل : هو محمد بن موسى بن المتوكل . ابن متيل : هو الحسن بن متيل الدقاق .
ابن محبوب : هو الحسن . ابن مخلد : هو أبوالحسن محمد بن محمد بن مخلد . قال الشيخ :
أخبرنا قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة . ابن مراد : هو إسماعيل .
ابن مسرور : هو جعفر بن محمد بن مسرور . ابن مسكان : هو عبدالله . ابن معبد : هو علي .
ابن معروف : هو العباس . ابن مقبرة : هو علي بن محمد بن الحسن استاد الصدوق .
ابن المغيرة : هو عبدالله . ابن موسى : هو علي بن أحمد بن موسى استاد الصدوق .
ابن المهتدي : هو الحسن بن الحسين بن عبدالعزيز بن المهتدي . ابن مهران : هو إسماعيل .
ابن مهرويه : هو علي بن مهرويه القزويني . ابن مهزيار : هو علي . ابن ميمون : هو
عبدالله المعبر عنه تارة بالقداح . ابن ناتانة : هو الحسين بن إبراهيم بن ناتانة . ابن نباتة :
هو الاصبغ . ابن نوح : هو أيوب . ابن الوليد : هو محمد بن الحسن بن الوليد . ابن هاشم :
هو ابراهيم والد علي . إبن همام : هو إسماعيل ، ويكنى أبا همام . ابن يزيد : هو
يعقوب .
[ 62 ]
* ( الفصل الخامس ) *
في ذكر بعض ما لابد من ذكره مما ذكره أصحاب الكتب المأخوذ
منها في مفتتحها
قال ابن شهر آشوب في المناقب : كان جمع ذلك الكتاب بعدما أذن لي جماعة
من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والاجازة ، فصح لي
الرواية عنهم بأن أقول : حدثني ، وأخبرني ، وانبأني ، وسمعت .
فأما طرق العامة فقد صح لنا اسناد البخاري : عن أبي عبدالله محمد بن الفضل
الصاعدي الفراوي ، وعن أبي عثمان سعيد بن عبدالله العيار الصعلوكي ، وعن الجنازي
كلهم عن أبي الميثم الكشمهيني ، عن أبي عبدالله ، محمد الفربري ، عن محمد بن إسماعيل
ابن المغيرة البخاري ، وعن أبي الوقت عبد الاول بن عيسى السنجري ، عن الداودي
عن السرخسي ، عن الفربري ، عن البخاري .
اسناد مسلم : عن الفراوي ، عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري
عن أبي أحمد محمد بن عمرويه الجلودي ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي
الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري .

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 62 سطر 15 الى ص 71 سطر 14

اسناد الترمذي : عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الاصفهاني ، عن أبي القاسم
الخزاعي ، عن أبي سعيد بن كليب الشاشي ، عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي
اسناد الدارقطني : عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني ، عن المنصوري
عن أبي الحسن المهرابي ، عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني .
اسناد معرفة اصول الحديث : عن عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الاصفهاني
عن أبي علي الحداد ، عن الحاكم أبي عبدالله محمد بن عبدالله النيسابوري ابن الربيع ( 1 ) .
اسناد الموطأ : عن القعنبي وعن معى ، عن يحيى بن يحيى من طريق محمد بن
الحسن ، عن مالك بن أنس الاصبحي .
* ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : ابن البيع ( * )
[ 63 ]
اسناد مسند أبي حنيفة : عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي ، عن أحمد بن طوق
عن نصر بن المرخى ، عن أبي القاسم الشاهد العدل .
اسناد مسند الشافعي : عن الجياني ، عن أبي القاسم الصوفي ، عن محمد بن علي
الساوي ، عن أبي العباس الاصم ، عن الربيع ، عن محمد بن إدريس الشافعي .
اسناد مسند أحمد والفضائل : عن أبي سعد بن عبدالله الدجاجي ، عن الحسن بن
علي المذهب ، عن أبي بكر بن مالك القطيفي ، عن عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل ،
عن أبيه .
اسناد مسند أبي يعلى : عن أبي القاسم الشحامي ، عن أبي سعيد الكنجرودي ،
عن أبي عمرو الجبري ، عن أبي يعلى أحمد المثنى الموصلي .
اسناد تاريخ الخطيب : عن عبدالرحمن بن بهريق القزاز البغدادي ، عن الخطيب
أبي بكر الثابت البغدادي .
اسناد تاريخ النسوي . عن أبي عبدالله المالكي ، عن محمد بن الحسين بن الفضل
القطان عن درستويه النخعي ، عن يعقوب بن سفيان النسوي .
اسناد الطبري : عن القطيفي ، عن أبي عبدالرحمن السلمي ، عن عمرو بن محمد
بإسناده عن محمد بن جرير بن بريد الطبري ، وهذا أسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى
بن جابر البلاذري .
اسناد تاريخ علي بن مجاهد : عن القطيفي ، عن السلمي ، عن أبي الحسن علي بن
محمد دلويه القنطري ، عن المأمون بن أحمد ، عن عبدالرحمن بن محمد الدجاج ، عن ابن
جريح ، عن ابن مجاهد .
اسناد تاريخي أبي علي الحسن البيهقي السلامي ، وأبي علي مسكويه : عن أبي
منصور محمد بن حفدة العطاري الطوسي ، عن الخطيب أبي زكريا التبريزي بإسناده
إليهما .
اسناد كتابي المبتداء عن وهب بن منبه اليماني وأبي حذيفة . حدثنا القطيفي ،
عن الثعلبي ، عن محمد بن الحسن الازهري ، عن الحسن بن محمد العبدي ، عن عبد المنعم بن
إدريس ، عنهما .
[ 64 ]
اسناد الاغاني : عن الفصيحي ، عن عبد القاهر الجرجاني ، عن عبدالله بن حامد ،
عن محمد بن محمد ، عن علي بن عبدالعزيز اليماني ، عن أبي الفرج علي بن الحسين الاصفهاني .
وهذا اسناد فتوح الاعثم الكوفي .
اسناد سنن السجستاني : عن أبي الحسن الانبوسي ، عن أبي العباس أبي علي
التستري ، عن الهاشمي ، عن اللؤلوئي ، عن أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني .
اسناد سنن اللالكائي : عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثي ، عن أبي القاسم هبة الله
ابن الحسين الطبري اللالكائي .
اسناد سنن ابن ماجه : عن ابن الناظر البغدادي ، عن المقري القزويني ، عن ابن
طلحة بن المنذر ، عن أبي الحسن القطان ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن أبي القاسم بن
أحمد الخزاعي ، عن الهيثم بن كليب الشاشي ، عن أبي عيسى الترمذي . وهذا أسناد
شرف المصطفى عن أبي سعيد الخركوشي .
اسناد حلية الاولياء : عن عبد اللطيف الاصفهاني ، عن أبي علي الحداد ، عن
أبي نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهاني .
اسناد إحياء علوم الدين : عن أحمد الغزالي ، عن أخيه أبي حامد محمد بن محمد
الغزالي الطوسي .
اسناد العقد : عن محمد بن منصور السرخسي ، عمن رواه ، عن أبي عبد ربه
الاندلسي .
اسناد فضائل السمعاني : عن شهر آشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي
جدي ، عن أبي المظفر عبدالملك السمعاني .
اسناد فضائل ابن شاهين : عن أبي عمرو الصوفي ، عن القاضي أبي محمد المزيدي ،
عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي .
اسناد فضائل الزعفراني : عن يوسف بن آدم المراغي مسندا إلى محمد بن الصباح
الزعفراني .
اسناد فضائل العكبري : عن أبي منصور ماشادة الاصفهاني ، عن مشيخته ، عن
عبدالملك بن عيسى العكبري .
[ 65 ]
اسناد مناقب ابن شاهين : عن المنتهى ابن أبي زيد بن كبابكي الجبني الجرجاني ،
عن الاجل المرتضى الموسوي ، عن المصنف .
اسناد مناقب ابن مردويه : عن الاديب أبي العلاء ، عن أبيه أبي الفضل الحسن
ابن زيد ، عن أبي بكر بن مردويه الاصفهاني .
اسناد أمالي الحاكم : عن المهدي بن أبي حرب الحسني الجرجاني ، عن الحاكم
النيسابوري .
اسناد مجموع ابن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد ، ومعجم أبي القاسم سليمان
ابن أحمد الطبراني ، بحق روايتي عن أبي العلاء العطار الهمداني ، بإسناده عنهما .
اسناد الوسيط وكتاب الاسباب والنزول : عن أبي الفضائل محمد اليهيني ، عن
أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي .
اسناد معرفة الصحابة : عن عبد اللطيف البغدادي ، عن والده أبي سعيد ، عن
أبي يحيى بن منده ، عن والده .
اسناد دلائل النبوة والجامع : عن الحسين بن عبدالله المروزي ، عن أبي النصر
العاصمي ، عن أبي العباس البغوي ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي .
اسناد أحاديث علي بن أحمد الجوهري وأحاديث شعبة بن الحجاج : عن محمد
البغوي ، عن الجراحي ، عن المحبوي ، عن أبي عيسى ، عمن رواها ، عنهما .
اسناد المغازي : عن الكرماني ، عن أبي الحسن القدوسي ، عن الحسين بن صديق
الزورعنجي ، عن محمد بن إسحاق الواقدي .
اسناد البيان والتبيين والغرة والفتيا : عن الكرماني ، عن أبي سهل الانماطي ،
عن أحمد بن محمد ، عن أبي عبدالله بن محمد الخازن ، عن علي بن موسى القمي ، عن عمرو بن
بحر الجاحظ .
اسناد غريب القرآن : عن القطيفي ، عن أبيه ، عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي
السجستاني .
اسناد شوف العروس : عن القاضي ، عن أبي عبدالله الدامغاني .
[ 66 ]
اسناد عيون المجالس : عن القطيفي ، عن أبي عبدالله طاهر بن محمد بن أحمد الخريلوي .
اسناد المعارف وعيون الاخبار وغريب الحديث وغريب القرآن : عن الكرماني
عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن يعقوب ، عن أبي بكر المالكي ، عن عبدالله بن مسلم بن
قتيبة .
اسناد غريب الحديث : عن القطيفي ، عن السلمي ، عن أبي محمد دعلج ، عن أبي
عبيد القاسم بن سلام . وهذا اسناد كامل أبي العباس المبرد .
اسناد نزهة القلوب : عن القطيفي وشهر آشوب جدي كليهما ، عن أبي إسحاق
الثعلبي .
اسناد أعلام النبوة : عن عمر بن حمزة العلوي الكوفي ، عمن رواه ، عن القاضي
أبي الحسن الماوردي .
اسناد الابانة وكتاب اللوامع : عن مهدي بن أبي حرب الحسني ، عن أبي سعيد
أحمد بن عبدالملك الخركوشي .
اسناد دلائل النبوة وكتاب جوامع الحلم : عن عبدالعزيز ، عن أحمد الحلواني
عن أبي الحسن بن محمد الفارسي ، عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي .
اسناد نزهة الابصار : عن شهر آشوب ، عن القاضي أبي المحاسن الروياني ، عن
أبي الحسن علي بن مهدي المامطيري .
اسناد المحاضرات من باب المفردات : عن الهيثم الشاشي عن القاضي ، عن بزي
عن أبي بكر بن علي الخزاعي عن أبي القاسم الراغب الاصفهاني .
اسناد الابانة : عن الفزاري ، عن أبي عبدالله الجوهري ، عن القطيفي ، عن عبد الله
ابن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله محمد بن بطة العكبري .
اسناد قوت القلوب : عن القطيفي ، عن أبيه ، عن أبي القاسم الحسن بن محمد ، عن
أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري .
اسناد الترغيب والترهيب : عن أبي العباس أحمد الاصفهاني ، عن أبي القاسم
الاصفهاني .
[ 67 ]
اسناد كتاب أبي الحسن المدائني : عن القطيفي ، عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان
عن إبراهيم بن محمد بن سعيد النحوي .
اسناد الدارمي واعتقاد أهل السنة : عن أبي حامد محمد بن محمد ، عن زيد بن حمدان
المنوجهري ، عن علي بن عبدالعزيز الاشنهي . وحدثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب
الكشاف ، والفائق ، وربيع الابرار . وأخبرني الكباشين ونمير شهردار الديلمي
بالفردوس . وأنبأني أبوالعلاء العطار الهمداني بزاد المسافر . وكاتبني الموفق بن أحمد
المكي خطيب خوارزم بالاربعين . وروى لي القاضي أبوالسعادات الفضائل . وناولني
أبوعبدالله محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية . وأجاز لي أبوبكر محمد بن مؤمن
الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام وكثيرا ما اسند إلى أبي الغرين
كلاش العكبري ، وأبي الحسن العاصمي الخوارزمي ، ويحيى بن سعدون القرطي ، و
أشباههم .
وأما أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الاسباب والنزول ، وهي تفسير
البصري ، والطبري والقشيري ، والزمخشري ، والجبائي ، والطائي ، والسدي ، والواقدي ،
والواحدي ، والماوردي ، والكلبي ، والثعلبي ، والوالبي ، وقتادة ، والقرطي ، ومجاهد ،
والخركوشي ، وعطاء بن رياح ، وعطاء الخراساني ، ووكيع ، وابن جريح ، وعكرمة ،
والنقاشي ، وأبي العالية ، والضحاك ، وابن عيينة ، وأبي صالح ، ومقاتل ، والقطان ،
والسمان ، ويعقوب بن سفيان ، والاصم ، والزجاج ، والفراء ، وأبي عبيد ، وأبي العباس
والنجاشي ، والدمياطي ، والعوفي ، والنهدي ، والثمالي ، وابن فورك ، وابن حبيب .
فأما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، حدثنا بذلك
أبوالفضل الداعي ( 1 ) بن علي الحسيني السروي ، وأبوالرضا فضل الله ( 2 ) بن علي الحسيني
القاساني ، وعبدالجليل ( 3 ) بن عيسى بن عبدالوهاب الرازي ، وأبوالفتوح أحمد بن ( 4 )
* ( هامش ) * ( 1 ) عنونه الشيخ الحر في امل الامل وقال : كان عالما فاضلا من مشائخ ابن شهر آشوب .
( 2 ) هو السيد الامام ضياء الدين الراوندي أوعزنا إلى ترجمته سابقا .
( 3 ) في امل الامل : عبدالجليل بن عيسى بن عبدالوهاب الرازي متكلم ، فقيه ، متبحر ، استاد
الائمة في عصره .
( 4 ) الصحيح : حسين بن علي بن محمد بن أحمد الرازي ، وقد اسلفنا ترجمته في المقدمة الثانية . ( * )
[ 68 ]
حسين بن علي الرازي ، ومحمد وعلي ( 1 ) ابنا علي بن عبدالصمد النيسابوري ، ومحمد بن ( 2 ) الحسن الشوهاني ، وأبوعلي الفضل ( 3 ) بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، وأبوجعفر محمد ( 4 )
ابن علي بن الحسن الحلبي ، ومسعود ( 5 ) بن علي الصوابي ، والحسين ( 6 ) بن أحمد بن
علي بن طحال المقدادي ، وعلي ( 7 ) بن شهر آشوب السروي والدي ، كلهم عن الشيخين
المفيدين أبي علي الحسن ( 8 ) بن محمد بن الحسن الطوسي ، وأبي الوفاء عبدالجبار ( 9 ) بن
علي المقري الرازي ، عنه .
وحدثنا أيضا المنتهى ( 10 ) بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني ، ومحمد ( 11 )
ابن الحسن الفتال النيسابوري ، وجدي شهر آشوب ، عنه أيضا سماعا ، وقراءة ، و
مناولة ، وإجازة بأكثر كتبه ورواياته .
وأما أسانيد كتب الشريفين المرتضى والرضي ورواياتهما ، فعن السيد أبي الصمصام
* ( هامش ) * ( 1 ) قال الشيخ منتجب الدين في ترجمة والده : علي بن عبدالصمد التميمي السبزواري فقيه ،
دين ، ثقة ، قرأ على الشيخ ابي جعفر رحمهم الله . ابنه الشيخ ركن الدين علي بن علي فقيه ، قرأ على
والده وعلى الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر رحمهم الله .
( 2 ) في امل الامل : كان عالما ورعا من مشائخ ابن شهر آشوب .
( 3 ) هو امين الاسلام صاحب كتاب مجمع البيان المتقدم ذكره في المقدمة الثانية .
( 4 ) في امل الامل : كان عالما فاضلا ماهرا من مشائخ ابن شهر آشوب .
( 5 ) في امل الامل : فاضل جليل من مشائخ ابن شهر آشوب .
( 6 ) تأتي ترجمته عن قريب .
( 7 ) تقدم ترجمته وترجمة أبيه في المقدمة الثانية في ترجمة ابنه .
( 8 ) اسلفنا الكلام في ترجمته في المقدمة الثانية .
( 9 ) اورد ترجمته الشيخ منتجب الدين في فهرسته وقال : الشيخ المفيد عبدالجبار بن عبدالله
ابن علي المقري الرازي فقيه الاصحاب بالري ، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة
والعلماء ، وهو قد قرأ على الشيخ أبوجعفر الطوسي جميع تصانيفه ، وقرأ على الشيخين : سالار ،
وابن البراج ، وله تصانيف بالعربية والفارسية في الفقه ، أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبوالفتوح
الخزاعي رحمهم الله .
( 10 ) في امل الامل : المنتهى بن ابي زيد بن كبابكي الحسيني الكجي الجرجاني عالم ، فقيه يروي
عن ابيه عن السيد المرتضى والرضي ويروي عن الشيخ الطوسي .
( 11 ) تقدم ترجمته في المقدمة الثانية . ( * )
[ 69 ]
ذي الفقار ( 1 ) بن معبد الحسني المروزي ، عن أبي عبدالله محمد بن علي الحلواني ( 2 ) ،
عنهما ، وبحق روايتي عن السيد المنتهى ، عن أبيه أبي زيد وعن محمد بن علي الفتال الفارسي ،
عن أبيه الحسن ، كليهما عن المرتضى . وقد سمع المنتهى والفتال بقراءة أبويهما عليه
أيضا ، وما سمعنا من القاضي الحسن الاسترابادي ، عن ابن المعافي بن قدامة ، عنه أيضا
وما صح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر ، عنه . وروى السيد المنتهى ، عن أبيه ، عن الشريف
الرضي .
وأما أسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر وأبي القاسم ابني كميح ، عن أبيهما
عن ابن البراج ، عن الشيخ . ومن طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه .
وأما أسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه : عن محمد وعلي ابني علي بن عبدالصمد ،
عن أبيهما ، عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الخوزي ، عنه . وكذلك من
روايات أبي جعفر الطوسي .
وأما أسانيد كتب ابن شاذان ، وابن فضال ، وابن الوليد ، وابن الحاسر ، و
علي بن إبراهيم ، والحسن بن حمزة ، والكليني ، والصفواني ، والعبدكي ، والفلكي ، و
غيرهم فهو على ما نص عليها أبوجعفر الطوسي في الفهرست .
وحدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير ، وبكتاب روضة الواعظين ، وبصيرة
المتعظين . وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن ، وبكتاب إعلام الورى بأعلام
الهدى . وأجاز لي أبوالفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن . وناولني
أبوالحسن البيهقي حلية الاشراف ، وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم . ووجدت
بخط أبي طالب الطبرسي كتابه الاحتجاج . وذلك مما يكثر تعداده ، ولا يحتاج إلى
* ( هامش ) * ( 1 ) قال الشيخ منتجب الدين : السيد عماد الدين أبوالصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني
المروزي عالم ، دين ، يروي عن السيد الاجل المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي
والشيخ الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن قدس الله روحهما ، وقد صادفته وكان ابن مائة وخمسة
عشر سنة .
( 2 ) في أمل الآمل : كان عالما ، عابدا من تلامذة السيد المرتضى والسيد الرضي . ( * )
[ 70 ]
ذكره لاجتماعهم عليه وما هذا إلا جزء من كل ، ولا أنا – علم الله تعالى – إلا معترف
بالعجز والتقصير كما قال أبوالجوائز .
رويت وما رويت من الرواية * وكيف وما انتهيت إلى نهاية
وللاعمال غايات تناهى * وإن طالت وما للعلم غاية
وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الاخبار ، وعدلت عن
الاطالة والاكثار والاحتجاج من الظواهر ، والاستدلال على فحواها ، وحذفت أسانيدها
لشهرتها ، ولاشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد
المراسيل ، وتلحق بباب المسندات .
وربما تتداخل الاخبار بعضها في بعض ، ويختصر منها موضع الحاجة ، أو نختار
ما هو أقل لفظا ، أو جاءت غريبة من مظان بعيدة ، أو وردت منفرة محتاجة إلى التأويل
فمنها : ما وافقه القرآن ، ومنها : ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم
العمل به ، ومنها : ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا ، ومنها : ما نطقت به الشعراء والشعرورة ،
لتبذلها ، فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام بإجماع موافقيهم وإجماعهم حجة على ما ذكر
في غير موضع ، واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ، ولا يقدرون على
الانكار ، على ما أنطق الله به رواتهم ، وأجراها على أفواه ثقاتهم ، مع تواتر الشيعة بها
وذلك خرق العادة ، وعظة لمن تذكر ، فصارت الشيعة موفقة لما نقلته ميسرة ، والناصبة
مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها ، وحمل تلك ما هو
حجة لخصمها دونها ، وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد وإن هذا لهو البلاء المبين
وتذكرة للمتذكرين ، ولطف من الله تعالى للعالمين .
هذا آخر ما نقلناه عن المناقب . ولنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الامام
العسكري صلوات الله عليه . قال الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي
أدام الله تأييده : حدثنا السيد محمد بن شراهتك ( 1 ) الحسني الجرجاني ، عن السيد أبي جعفر
* ( هامش ) * ( 1 ) في التفسير : سراهنك الحسني الجرجاني . ثم ان الظاهر أن ” مهتدي ” مصحف ” مهدي ”
وهو كما يأتي عن الاحتجاج مهدي بن العابد أبي الحرب الحسيني المرعشي ، وعده المحقق الوحيد رحمه الله
في التعليقه من أجلاء الطائفة ومن مشائخ الاجازة . ( * )
[ 71 ]
مهتدي بن حارث الحسيني المرعشي ، عن الشيخ الصدوق أبي عبدالله جعفر بن محمد الدوريستي
عن أبيه ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رحمه الله تعالى قال : أخبرنا
أبوالحسن محمد بن القاسم الاسترابادي الخطيب رحمه الله تعالى ، قال : حدثني أبويعقوب
يوسف بن محمد بن زياد ، وأبوالحسن علي بن محمد بن سيار ( 1 ) – وكانا من الشيعة الامامية –
قالا : كان أبوانا إماميين ، وكانت الزيدية هم الغالبين بأستراباد ، وكانا في إمارة الحسن بن
زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية ( 2 ) وكان كثير الاصغاء إليهم يقتل الناس
بسعاياتهم فخشيناهم على أنفسنا ، فخرجنا بأهلينا إلى حضرة الامام الحسن بن علي بن محمد
أبي القائم عليهم السلام فأنزلنا عيالاتنا في بعض الخانات ( 3 ) ثم استأذنا على الامام الحسن بن علي عليهما السلام
فلما رآنا قال : مرحبا بالآوين إلينا الملتجئين إلى كنفنا ( 4 ) قد تقبل الله سعيكما ، وآمن
روعتكما ( 5 ) وكفاكما أعداءكما فانصرفا آمنين على أنفسكما وأموالكما ، فعجبنا من قوله ذلك
لنا مع أنا لم نشك في صدقه في مقاله فقلنا : بماذا تأمرنا أيها الامام أن نصنع إلى أن ننتهي إلى
هناك ؟ وكيف ندخل ذلك البلد ومنه هربنا ؟ وطلب سلطان البلد لنا حثيث ( 6 ) ووعيده إيانا
شديد ! فقال : خلفا علي ولديكما هذين لافيدهما العلم الذي يشرفهما الله تعالى به ،
ثم لا تحفلا بالسعاة ولا بوعيد المسعي إليه ، فإن الله تعالى يقصم السعاة ( 7 ) ويلجئهم إلى

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 71 سطر 15 الى ص 80 سطر 11

شفاعتكم فيهم عند من قد هربتم منه .
قال أبويعقوب وأبوالحسن : فاتمرا بما أمر وخرجا وخلفانا هناك فكنا نختلف
* ( هامش ) * ( 1 ) تقدم ترجمته في المقدمة الثانية .
( 2 ) عنونه ابن النديم في فهرسه هكذا : الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي عليهما السلام الملقب بالداعي إلى الحق ، ظهر بطبرستان في سنة 250 ومات بها
مملكا عليه سنة 270 .
( 3 ) الخان : محل نزول المسافرين ويسمى الفندق . والجمع : خانات .
( 4 ) الكنف : الجانب . وكنف الطائر جناحاه .
( 5 ) الروعة : الفزعة .
( 6 ) الحثيث : السريع .
( 7 ) قصم الرجل : أهلكه . والسعاية : النميمة والوشاية . ( * )
[ 72 ]
إليه فيلقانا ببر الآباء وذوي الارحام الماسة ، فقال لنا ذات يوم : إذا أتاكما خبر كفاية
الله عزوجل أبويكما وإخزاؤه أعداءهما وصدق وعدي إياهما ، جعلت من شكر الله عز
وجل أن أفيدكما تفسير القرآن مشتملا على بعض أخبار آل محمد عليهم السلام فيعظم بذلك شأنكما .
قال : ففرحنا ، وقلنا يا بن رسول الله فإذا نأتي على جميع علوم القرآن ومعانيه قال : كلا
إن الصادق عليه السلام علم ما اريد أن اعلمكما بعض أصحابه ، ففرح بذلك فقال يا بن رسول
الله قد جمعت علم القرآن كله فقال : قد جمعت خيرا كثيرا ، واوتيت فضلا واسعا ، ولكنه
مع ذلك أقل قليل أجزاء علم القرآن إن الله عزوجل يقول : قل لو كان البحر مدادا لكلمات
ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ( 1 ) .
ويقول : ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر
ما نفدت كلمات الله ( 2 ) . وهذا علم القرآن ومعانيه وما اودع من عجائبه ، فكم قد ترى
مقدار ما أخذته من جميع هذا ؟ ولكن القدر الذي أخذته قد فضلك الله به على كل
من لا يعلم كعلمك ، ولا يفهم كفهمك .
قالا : فلم نبرح من عنده حتى جاءنا فيج ( 3 ) قاصد من عند أبوينا بكتاب يذكر
فيه أن الحسن بن زيد العلوي قتل رجلا بسعاية اولئك الزيدية واستصفى ماله ، ثم أتت
الكتب من النواحي والاقطار المشتملة على خطوط الزيدية بالعذل الشديد ، والتوبيخ
العظيم ، يذكر فيها أن ذلك المقتول كان أفضل زيدي على ظهر الارض ، وأن السعاة قصدوه
لفضله وثروته فشكر لهم وأمر بقطع آنافهم وآذانهم ، وأن بعضهم قد مثل به كذلك و
آخرين قد هربوا ، وأن العلوي ندم واستغفر وتصدق بالاموال الجليلة ، بعد رد أموال
ذلك المقتول على ورثته ، وبذل لهم أضعاف دية وليهم المقتول واستحلهم ، فقالوا : أما
الدية فقد أحللناك منها : وأما الدم فليس إلينا ، إنما هو إلى المقتول ، والله الحاكم .
وأن العلوي نذر لله عزوجل أن لا يعرض للناس في مذاهبهم . وفي كتاب أبويهما : أن الداعي
* ( هامش ) * ( 1 ) الكهف : 109
( 2 ) لقمان : 26
( 3 ) في المصباح الفيج : الجماعة ، وقد يطلق على الواحد فيجمع على فيوج وأفياج . وفي الصراح :
الفيج معرب بيك . ( * )
[ 73 ]
الحسن بن زيد قد أرسل إلينا بعض ثقاته بكتابه وخاتمه بأمانه ، وضمن لنا رد أموالنا
وجبر النقص الذي لحقنا فيها ، وإنا صائران إلى البلد ، متنجزان ما وعدنا ( 1 ) ، فقال الامام
عليه السلام : إن وعد الله حق فلما كان اليوم العاشر جاءنا كتاب أبوينا بأن الداعي قد وفى لنا بجميع
عداته ( 2 ) وأمرنا بملازمة الامام العظيم البركة ، الصادق الوعد ، فلما سمع الامام عليه السلام
قال : هذا حين إنجازي ما وعدتكما من تفسير القرآن ، ثم قال : قد وظفت لكما كل يوم
شيئا منه تكتبانه ، فألزماني وواظبا علي يوفر الله عزوجل من السعادة حظوظكما .
أقول : وفي بعض النسخ في أول السند هكذا : قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن
الدقاق : حدثني الشيخان الفقيهان أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان
وأبومحمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمهما الله ، قالا : حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله إلى آخر ما مر .
وقال الصدوق في كتاب إكمال الدين : قال الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته : إن الذي
دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا
صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور فأقمت بها فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد
حيرتهم الغيبة ، ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة ، وعدلوا عن طريق التسليم
إلى الآراء والمقاييس ، فجعلت أبذل مجهودي ( 3 ) في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى
الصواب بالاخبار الواردة في ذلك عن النبي والائمة صلوات الله عليهم حتى ورد إلينا من
بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ( 4 ) ببلد قم ، طال ما تمنيت لقاءه وأشتقت
إلى مشاهدته ، لدينه ، وسديد رأيه ، واستقامة طريقته ، وهو الشيخ الدين أبوسعيد محمد
ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي أدام الله توفيقه .
* ( هامش ) * ( 1 ) أي طالبين تعجيل قضاء ما وعدنا .
( 2 ) جمع العدة بمعنى الوعد .
( 3 ) أي وسعى وطاقتي .
( 4 ) النباهة بفتح النون : الشرف ، الفطنة ، ضد الخمول . ( * )
[ 74 ]
وكان أبي رضي الله عنه يروي عن جده محمد بن أحمد بن علي بن الصلت قدس الله
روحه ويصف علمه وفضله وزهده وعبادته ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى في فضله وجلالته
يروي عن أبي طالب عبدالله بن الصلت القمي ( 1 ) رضي الله عنه ، وبقي حتى لقيه محمد بن
الحسن الصفار وروى عنه فلما أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ الذي هو من أهل هذا
البيت الرفيع شكرت الله تعالى ذكره على ما يسر لي من لقاءه ، وأكرمني به من إخاءه ،
وحباني ( 2 ) به من وده وصفاءه ، فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه
ببخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين كلاما في القائم عليه السلام قد حيره وشككه في أمره
بطول غيبته ، وانقطاع أخباره فذكرت له فصولا في إثبات كونه ، ورويت له أخبارا في
غيبته ، عن النبي والائمة صلوات الله عليهم سكنت إليها نفسه وزال بها عن قلبه ما كان
دخل عليه من الشك والارتياب والشبهة ، وتلقى ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع والطاعة
والقبول والتسليم ، وسألني أن اصنف في هذا المعنى كتابا فأجبته إلى ملتمسه ووعدته جمع
ما ابتغى إذا سهل الله العود إلى مستقري ووطني بالري .
فبينا أنا ذات ليلة افكر فيما خلفت ورائي من أهل وولد وإخوان ونعمة إذ غلبني
النوم فرأيت كاني بمكة أطوف حول البيت الحرام ، وأنا في الشوط السابع عند الحجر
الاسود أستلمه واقبله ، وأقول : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ،
فأرى مولانا القائم صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفا بباب الكعبة فأدنو منه على
شغل قلب وتقسم فكر ، فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرسه في وجهي فسلمت عليه فرد
علي السلام ، ثم قال لي : لم لا تصنف كتابا في الغيبة تكفي ما قد همتك ؟ فقلت له يا بن رسول
الله قد صنفت في الغيبة أشياءا فقال صلوات الله عليه : ليس على ذلك السبيل آمرك أن
تصنف ولكن صنف الآن كتابا في الغيبة ، واذكر فيه غيبات الانبياء عليهم السلام .
* ( هامش ) * ( 1 ) ذكره النجاشي والشيخ والعلامة وغيرهم في كتب رجالهم وصرحوا بوثاقته . قال النجاشي
في ص 150 عبدالله بن الصلت أبوطالب القمي مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ثقة مسكون إلى روايته
روى عن الرضا عليه السلام ، يعرف له كتاب التفسير ، أخبرني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى
قال : حدثنا عبدالله بن جعفر ، قال : حدثنا علي بن عبدالله بن الصلت ، عن أبيه .
( 2 ) حبا كذا أو بكذا : أعطاه إياه بلا جزاء ( * )
[ 75 ]
ثم مضى صلوات الله عليه فانتبهت فزعا إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى إلى وقت
طلوع الفجر ، فلما أصبحت ابتدأت بتأليف هذا الكتاب ممتثلا لامر ولي الله وحجته ، و
مستعينا بالله ومتوكلا عليه ، ومستغفرا من التقصير . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و
إليه انيب .
وقال أحمد بن علي الطبرسي في الاحتجاج : لا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار
باسناده إما : لوجود الاجماع عليه ، أو : موافقته لما دلت العقول إليه ، أو : لاشتهاره في
السير والكتب بين المخالف والمؤالف إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه ، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه
فلاجل ذلك ذكرت اسناده في أول خبر من ذلك دون غيره لان جميع ما رويت عنه عليه السلام
إنما رويته باسناد واحد من جملة الاخبار التي ذكرها عليه السلام في تفسيره .
ثم قال : حدثني به السيد العالم العابد العادل أبوجعفر مهدي بن العابد أبي الحرب
الحسيني المرعشي رضي الله عنه ، قال : حدثني الشيخ الصدوق أبوعبدالله جعفر بن محمد بن
أحمد الدوريستي رحمه الله ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ السعيد
أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : حدثني أبوالحسن محمد بن القاسم
الاسترآبادي المفسر ، قال : حدثني أبويعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبوالحسن
علي بن محمد بن سيار – وكانا من الشيعة الامامية – عن أبويهما ، قالا : حدثنا أبومحمد
الحسن بن علي العسكري عليهما السلام .
وقال الشيخ ابن قولويه رحمه الله في مفتتح كتاب كامل الزيارة : وجمعته عن الائمة
صلوات الله عليهم ، ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم ، إذ كان في ما روينا عنهم من
حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم ، وقد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي
عنهم في هذا المعنى ولا في غيره ، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا – رحمهم الله – ترجمته
ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال يأثر ذلك عنهم ( 1 ) غير المعروفين بالرواية
المشهورين بالحديث والعلم .
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : يؤثر ذلك عن المذكورين . ( * )
[ 76 ]
ووجدت في بعض النسخ القديمة في مفتتح كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام : حدثني
الشيخ المؤتمن الوالد أبوالحسين علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي المجاور ،
قال : حدثني السيد الاوحد الفقيه العالم عز الدين شرف السادة أبومحمد شرف شاه بن
أبي الفتوح ، محمد بن الحسين بن زياد العلوي الحسيني الافطسي النيسابوري أدام الله رفعته ، في
شهور سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله
عليه عند مجاورته به ، قال : حدثني الشيخ الفقيه العالم أبوالحسن علي بن عبدالصمد التميمي
رضي الله عنه في داره بنيسابور في شهور سنة إحدى وأربعين وخمس مائة ، قال : حدثني
السيد الامام الزاهد أبوالبركات الخوزي رضي الله عنه ، قال : حدثني الشيخ الامام
العالم الاوحد أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف
هذا الكتاب رضي الله عنه .
ولنذكر ما وجدناه في مفتتح كتاب سليم بن قيس ( 1 ) وهو هذا : أخبرني الرئيس
العفيف أبوالتقي ( 2 ) هبة الله بن نما بن علي بن حمدون رضي الله عنه قراءة عليه بداره بحلة
الجامعين في جمادي الاولى سنة خمس وستين وخمس مائة ، قال : حدثني الشيخ الامين العالم
أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين
صلوات الله عليه سنة عشرين وخمس مائة قال : حدثنا الشيخ المفيد أبوعلي الحسن بن محمد
الطوسي رضي الله عنه ، في رجب سنة تسعين وأربعمائة . وأخبرني الشيخ الفقيه أبوعبدالله
الحسن بن هبة الله بن رطبة ، عن الشيخ المفيد أبي علي ، عن والده فيما سمعته يقرأ عليه
بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي صلوات الله عليه في المحرم من سنة
ستين وخمس مائة .
* ( هامش ) * ( 1 ) هو أقدم كتاب صنف في الاسلام في عصر التابعين بعد كتاب علي بن أبي رافع ، وبذلك
حازت الشيعه التقدم في التصنيف في عصر التابعين كما أن لهم ذلك التقدم في عهد الصحابة . فحين
يرى بعض الصحابة تأليف الاحاديث وتدوينها غير مشروع جمع علي بن أبيطالب عليه السلام القرآن
وألف كتاب الديات ، وله عليه السلام قبل ذلك في عصر النبي صلى الله عليه وآله تأليف كتابه في
الحديث باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله ، وألف سلمان كتابه في حديث الجاثليق ، وأبوذر كتابه في ما
جرى بعد الرسول .
( 2 ) وفي نسخة : أبوالبقاء ( * )
[ 77 ]
وأخبرني الشيخ المقري ، أبوعبدالله محمد بن الكال ( 1 ) عن الشريف الجليل نظام
الشرف أبي الحسن العريضي ، عن ابن شهريار الخازن ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي .
وأخبرني الشيخ الفقيه أبوعبدالله محمد بن علي بن شهر آشوب قراءة عليه بحلة
الجامعين في شهور سنة سبع وستين وخمس مائة عن جده شهر آشوب ، عن الشيخ السعيد
أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه قال : حدثنا ابن أبي جيد ، عن محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد بن أبي القاسم الملقب بماجيلويه ، عن محمد بن علي الصيرفي ،
عن حماد بن عيسى ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي .
قال الشيخ أبوجعفر : وأخبرنا أبوعبدالله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال :
أخبرنا أبومحمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري رحمه الله ، قال : أخبرنا علي بن همام
ابن سهيل ، قال : أخبرنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان
ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي .
قال عمر بن اذينة : دعاني ابن أبي عياش ، فقال لي : رأيت البارحة رويا إني لخليق
أن أموت سريعا ، إني رأيتك الغداة ففرحت بك ، إني رأيت الليلة سليم بن قيس الهلالي ،
فقال لي : يا أبان إنك ميت في أيامك هذه ، فاتق الله في وديعتي ولا تضيعها وف لي
بما ضمنت من كتمانك ، ولا تضعها إلا عند رجل من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله
عليه له دين وحسب ، فلما بصرت بك الغداة فرحت برؤيتك ، وذكرت رؤياي سليم
ابن قيس .
لما قدم الحجاج العراق سأل عن سليم بن قيس فهرب منه ، فوقع إلينا بالنوبندجان ( 2 )
متواريا ، فنزل معنا في الدار ، فلم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه ، ولا أشد إجتهادا
ولا أطول بغضا للشهوة منه ، وأنا يومئذ ابن أربع عشرة سنة قد قرأت القرآن : وكنت
أسأله فيحدثني عن أهل بدر فسمعت منه أحاديث كثيرة ، عن عمر بن أبي سلمة بن
* ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : المكال .
( 2 ) قال الفيروزآبادي : النوبندجان بفتح النون والباء والدال المهملة قصبة كورة سابور . وقال
أيضا : سابور كورة بفارس مدينتها نوبندجان . ( * )
[ 78 ]
أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله ، وعن معاذ بن جبل ، وعن سلمان الفارسي ، وعن علي ، وأبي ذر ،
والمقداد ، وعمار ، والبراء بن عازب ، ثم أسلمنيها ولم يأخذ علي يمينا ، فلم ألبث أن
حضرته الوفاة فدعاني فخلا بي وقال : يا أبان ! قد جاورتك فلم أر منك إلا ما أحب ، وإن
عندي كتبا سمعتها عن الثقات ، وكتبتها بيدي فيها أحاديث لا احب أن تظهر للناس لان
الناس ينكرونها ويعظمونها ، وهي حق أخذتها من أهل الحق والفقه والصدق والبر
عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد
ابن الاسود ، وليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا
عليه جميعا ، وأشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق : وإني هممت حين مرضت
أن احرقها فتأثمت من ذلك وقطعت به ، فإن جعلت لي عهد الله وميثاقه أن لا تخبر بها
أحدا ما دمت حيا ولا تحدث بشئ منها بعد موتي إلا من تثق به كثقتك بنفسك ، وإن
حدث بك حدث أن تدفعها إلي من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
ممن له دين وحسب ، فضمنت ذلك له فدفعها إلي ، وقرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن
هلك رحمه الله ، فنظرت فيها بعده وقطعت بها وأعظمتها واستصعبتها لان فيها هلاك
جميع امة محمد صلى الله عليه وآله من المهاجرين والانصار والتابعين غير علي بن أبي طالب وأهل بيته
صلوات الله عليهم وشيعته . فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن
البصري ، وهو يومئذ متوار من الحجاج ، والحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه من مفرطيهم نادم متلهف على ما فاته من نصرة علي عليه السلام والقتال معه
يوم الجمل فخلوت به في شرقي دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب ، فعرضتها عليه
فبكى ثم قال : ما في حديثه شئ إلا حق قد سمعته من الثقات من شيعة علي صلوات الله
عليه وغيرهم .
قال أبان : فحججت من عامي ذلك فدخلت على علي بن الحسين عليهما السلام وعنده
أبوالطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان من خيار أصحاب علي عليه السلام ،
ولقيت عنده عمر بن أبي سلمة بن ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله فعرضته عليه ، وعرضت
على علي بن الحسين صلوات الله عليه ذلك أجمع ثلاثة أيام ، كل يوم إلى الليل ، ويغدو
[ 79 ]
عليه عمر وعامر فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي : صدق سليم رحمه الله هذا حديثنا كله نعرفه
وقال أبوالطفيل وعمر بن أبي سلمة ، ما فيه حديث إلا وقد سمعته من علي صلوات الله
عليه ، ومن سلمان ، ومن أبي ذر ، والمقداد .
قال عمر بن اذينة : ثم دفع إلي أبان كتب سليم بن قيس الهلالي ، ولم يلبث أبان
بعد ذلك إلا شهرا حتى مات .
فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري دفعه إلي أبان بن أبي عياش ، وقرأه علي ،
وذكر أبان أنه قرأه على علي بن الحسين عليه السلام فقال عليه السلام : صدق سليم هذا حديثنا
نعرفه ، انتهى .
وأقول : سيأتي تمام ذلك في كتاب الفتن . وسنورد سائر مفتتحات الكتب وأسانيدها
في المجلد الخامس والعشرين إن شاء الله تعالى . وحيث فرغنا مما أردنا إيراده في مقدمة
الكتاب فلنذكر فهرست ما اشتمل عليه كتابنا من الكتب وترتيبها ، ثم لنشرع في إيراد
المقاصد في الابواب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وعليه التوكل وإليه المآب .
* ( فهرست الكتب ) *
1 – كتاب العقل والعلم والجهل .
2 – كتاب التوحيد .
3 – كتاب العدل والمعاد .
4 – كتاب الاحتجاجات والمناظرات وجوامع العلوم .
5 – كتاب قصص الانبياء عليهم السلام .
6 – كتاب تاريخ نبينا وأحواله صلى الله عليه وآله .
7 – كتاب الامامة ، وفيه جوامع أحوالهم عليهم السلام .
8 – كتاب الفتن وفيه ما جرى بعد النبي صلى الله عليه وآله من غصب الخلافة ، وغزوات
أمير المؤمنين عليه السلام .
9 – كتاب تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفضائله وأحواله .
[ 80 ]
10 – كتاب تاريخ فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وفضائلهم ومعجزاتهم .
11 – كتاب تاريخ علي بن الحسين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق
وموسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهم ، وفضائلهم ومعجزاتهم .
12 – كتاب تاريخ علي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي
والحسن بن علي العسكري وأحوالهم ومعجزاتهم صلوات الله عليهم .
13 – كتاب الغيبة وأحوال الحجة القائم صلوات الله عليه .
14 – كتاب السماء والعالم وهو يشتمل على أحوال العرش والكرسي والافلاك و
العناصر والمواليد والملائكة ، والجن ، والانس ، والوحوش ، والطيور ، وسائر الحيوانات
وفيه أبواب الصيد والذباحة ، وأبواب الطب .
15 – كتاب الايمان والكفر ومكارم الاخلاق .
16 – كتاب الآداب والسنن ، والاوامر والنواهي ، والكبائر والمعاصي ، وفيه

………………………………………………………………….
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 80 سطر 12 الى ص 89 سطر 22

أبواب الحدود .
17 – كتاب الروضة ، وفيه المواعظ والحكم والخطب .
18 – كتاب الطهارة والصلوة .
19 – كتاب القرآن والدعاء .
20 – كتاب الزكوة والصوم ، وفيه أعمال السنة .
21 – كتاب الحج .
22 – كتاب المزار .
23 – كتاب العقود والايقاعات .
24 – كتاب الاحكام .
25 – كتاب الاجازات ، وهو آخر الكتب ، ويشتمل على أسانيدنا وطرقنا إلى
جميع الكتب ، وإجازات العلماء الاعلام رضوان الله عليهم أجمعين .
[ 81 ]
* ( كتاب العقل والعلم والجهل ) *
* ( أبواب العقل والجهل ) *
باب 1 فضل العقل وذم الجهل .
الآيات ، البقرة : لآيات لقوم يعقلون 164 ” وقال تعالى ” : كذلك يبين الله
لكم آياته لعلكم تعقلون 242 ” وقال تعالى ” : وما يذكر إلا اولوا الالباب 269
آل عمران : وما يذكر إلا اولوا الالباب 7 ” وقال تعالى ” : قد بينا لكم
الآيات إن كنتم تعقلون 118 ” وقال ” : إن في خلق السموات والارض واختلاف
الليل والنهار لآيات لاولي الالباب 190
المائدة : ذلك بأنهم قوم لا يعقلون 85 ” وقال تعالى ” : فاتقوا الله يا اولي
الالباب 100 ” وقال ” : وأكثرهم لا يعقلون 103
الانعام : ولكن أكثرهم يجهلون 111 ” وقال ” : وللدار الآخرة خير للذين
يتقون أفلا تعقلون 32
الانفال : إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 22
يونس : أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون 42 ” وقال تعالى ” : ويجعل
الرجس على الذين لا يعقلون 100
هود : ولكني أريكم قوما تجهلون 29
يوسف : إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون 2
الرعد : إنما يتذكر اولو الالباب 19
ابراهيم : وليذكر اولوا الالباب 52
طه : إن في ذلك لآيات لاولي النهى 54
النور : كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون 61
الزمر : إن في ذلك لذكرى لاولي الالباب 21
[ 82 ]

16 تعليق (+add yours?)

  1. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:43:05

    المؤمن : هدى وذكرى لاولي الالباب 54 ” وقال تعالى ” : ولعلكم تعقلون 67 الجاثية : آيات لقوم يعقلون 5 الحجرات : أكثرهم لا يعقلون 4 الحديد : قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون 17 الحشر : ذلك بأنهم قوم لا يعقلون 14 1 – مع ، لى : الحافظ ، عن أحمد بن عبد الله الثقفي ، عن عيسى بن محمد الكاتب ، عن المدائني ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : عقول النساء في جمالهن ، وجمال الرجال في عقولهم ( 1 ) بيان : الجمال : الحسن في الخلق والخلق . وقوله عليه السلام : عقول النساء في جمالهن لعل المراد أنه لا ينبغي أن ينظر إلى عقلهن لندرته بل ينبغي أن يكتفى بجمالهن ، أو المراد أن عقلهن غالبا لازم لجمالهن ، والاول أظهر . 2 – لى : العطار ، عن أبيه ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، عن البزنطي ، عن جميل عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أصل الانسان لبه ، وعقله دينه ، ومروته حيث يجعل نفسه ، والايام دول ، والناس إلى آدم شرع سواء . بيان : اللب بضم اللام : خالص كل شئ ، والعقل . والمراد هنا الثاني أي تفاضل أفراد الانسان في شرافة أصلهم إنما هو بعقولهم لا بأنسابهم وأحسابهم . ثم بين عليه السلام أن العقل الذي هو منشا الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الاديان ، وبتكميل دينه بمكملات الايمان ، والمروءة مهموزا بضم الميم والراء الانسانية ( 2 ) مشتق من ” المرء ” وقد يخفف بالقلب والادغام ، والظاهر أن المراد أن إنسانية المرء وكماله و نقصه فيها إنما يعرف بما يجعل نفسه فيه ويرضاه لنفسه من الاشغال والاعمال و * ( هامش ) * ( 1 ) يحتمل أن يكون مراده عليه السلام حث الرجال وترغيبهم فيما يكمل به عقولهم وتحريصهم على ترك تزيين جمالهم وما يتعلق بظاهرهم . مثل ما تقول : أنت لرجل كم ترغب في تحسين ظاهرك و نظافة وجهك وجعادة شعرك ؟ ! دع ذلك للنساء ، إنما جمال الرجل في تكميل عقله وتزكية نفسه وعلى ذلك فالمراد بالجمال هو حسن الظاهر والخلق . ( 2 ) وقد أخطأ رحمه الله فان هذه الاشتقاقات كالانسانية والمروة والفتوة ونحوها لافادة ظهور آثار مبدأ الاشتقاق فمعنى المروة ظهور آثار المرء مقابل المرئة في الانسان وهو علو النظر و الصفح عن المناقشة في صغائر العيوب والوفاء ونحوها . ( * ) [ 83 ] الدرجات الرفيعة ، والمنازل الخسيسة ، فكم بين من لا يرضى لنفسه إلا كمال درجة العلم والطاعة والقرب والوصال ، وبين من يرتضي أن يكون مضحكة للئام لاكلة ولقمة ولا يرى لنفسه شرفا ومنزلة سوى ذلك . ويحتمل أن يكون المراد التزوج بالاكفاء ، كما قال الصادق عليه السلام لداود الكرخي حين أراد التزويج : انظر أين تضع نفسك . والتعميم أظهر . والدول مثلثة الدال : جمع دولة بالضم والفتح وهما بمعنى انقلاب الزمان ، وانتقال المال أو العزة من شخص إلى آخر ، وبالضم : الغلبة في الحروب ، والمعنى أن ملك الدنيا وملكها وعزها تكون يوما لقوم ويوما لآخرين . والناس إلى آدم شرع بسكون الراء وقد يحرك أي سواء في النسب ، وكلهم ولد آدم ، فهذه الامور المنتقلة الفانية لا تصير مناطا للشرف بل الشرف بالامور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين ، والاخيرتان مؤكدتان للاوليين . 3 – لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس ، عن ابن سنان ( 1 ) عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع ، قيل : وما هن ؟ يا بن رسول الله ! قال : الدين ، والعقل ، والحياء ، وحسن الخلق ، وحسن الادب وخمس من لم يكن فيه لم يتهنأ العيش : الصحة ، والامن ، والغنى ، والقناعة ، والانيس الموافق . 4 – ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن إسماعيل بن قتيبة البصري ، عن أبي خالد العجمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع : الدين ، والعقل ، والادب ، والحرية ، وحسن الخلق . سن : ابن يزيد مثله . وفيه والجود مكان الحرية . بيان : حسن الادب إجراء الامور على قانون الشرع والعقل في خدمة الحق ومعاملة الخلق . والغنى : عدم الحاجة إلى الخلق ، وهو غنى النفس فإنه الكمال لا * ( هامش ) * ( 1 ) بكسر السين المهملة وفتح النون ، الظاهر انه عبدالله بن سنان وهو كما في رجال النجاشي ابن طريف مولى بني هاشم ويقال مولى بني أبي طالب ، كان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد كوفي ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لا يطعن عليه في شئ ، روى عن أبيعبد الله عليه السلام ، وقيل : روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ولم يثبت لان محمد بن سنان لم يرو عن أبيعبد الله عليه السلام . ( * ) [ 84 ] الغنى بالمال . والحرية تحتمل المعنى الظاهر فإنها كمال في الدنيا ، وضدها غالبا يكون مانعا عن تحصيل الكمالات الاخروية ، ويحتمل أن يكون المراد بها الانعتاق عن عبودية الشهوات النفسانية ، والانطلاق عن اسر الوساوس الشيطانية ، والله يعلم . 5 – لى : لا جمال أزين من العقل . رواه في خطبة طويلة عن أمير المؤمنين عليه السلام سيجيئ تمامها في باب خطبه عليه السلام . 6 – لى : ابن موسى ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال : قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام : فلان من عبادته ودينه وفضله كذا وكذا قال : فقال كيف عقله ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : إن الثواب على قدر العقل ، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله عزوجل في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء ، وإن ملكا من الملائكة مر به ، فقال : يا رب أرني ثواب عبدك هذا ، فأراه الله عزوجل ذلك ، فاستقله الملك ، فأوحى الله عزوجل إليه أن اصحبه فأتاه الملك في صورة انسي فقال له من أنت ؟ قال أنا رجل عابد بلغنا مكانك وعبادتك بهذا المكان فجئت لاعبد معك فكان معه يومه ذلك ، فلما أصبح قال له الملك : إن مكانك لنزهة ، قال : ليت لربنا بهيمة ، فلو كان لربنا حمار لرعيناه في هذا الموضع فإن هذا الحشيش يضيع ، فقال له الملك : وما لربك حمار ؟ فقال : لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش ! فأوحى الله عزوجل إلى الملك إنما اثيبه على قدر عقله ( 1 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) يمكن أن يقال : أن المراد من الثواب ما اعد للمستضعفين والبله ، أو يقال : إن الثواب يترتب على روح الطاعة ، وكون العبد منقادا ومطيعا لامر مولاه ، كما أن العقاب يترتب على العصيان ، وكونه في مقام التجري والعناد ، فحيث إن العابد كان مؤمنا ومنقادا لله تعالى فيترتب الثواب على إيمانه وانقياده وان كان في إدراك بعض صفاته تعالى قاصرا ولذا ترى أنه لحبه وانقياده للمولى يتمنى أن ترجع المنفعة إليه سبحانه كما يشعر بذلك قوله : ليت لربنا بهيمة . وقوله : فلو كان لربنا حمار لرعيناه . هذا كله على فرض دلالة الحديث على اعتقاده بالتجسم ، ويمكن أن يقال : ان حسن انتخاب الانسان يكشف عن كمال عقله ، وعدمه على عدمه ، فانتخاب الممتنع مع امكان انتخاب الممكن أو تفضيل الاخس وهو رعي حماره على الاشرف وهو مناجاته وعبادته تعالى يكشف عن قصور عقله ، فالعابد لم يكن ممن يقول بجسميته سبحانه كما يشعر بذلك كلمة ” لو وليت ” ولكن لما كان عقله ناقصا فالثواب التام لا يليق به . ( * ) [ 85 ] 7 – وقال الصادق عليه السلام : ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا معاشر الانبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم . بيان : الظاهر أن قوله : وقال الصادق عليه السلام إلى آخر الخبر خبر مرسل كما يظهر من الكافي . قوله : من عبادته بيان لقوله : كذا وكذا . وكذا خبر لقوله : فلان . ويحتمل أن يكون متعلقا بمقدر أي فذكرت من عبادته ، وأن يكون متعلقا بما عبر عنه ( بكذا وكذا ) كقوله ( فاضل كامل ) فكلمة ” من ” بمعنى ” في ” أو للسببية . والنضارة : الحسن . والطهارة هنا بمعناه اللغوي أي الصفاء واللطافة . وفي بعض نسخ الكافي بالظاء المعجمة أي كان جاريا على وجه الارض . والنزاهة : البعد عما يوجب القبح والفساد ، والاظهر لنزه كما في الكافي ، ولعله بتأويل البقعة والعرصة ومثلهما . وفي الخبر إشكال : من حيث إن ظاهره كون العابد قائلا بالجسم ، وهو ينافي استحقاقه للثواب مطلقا ، وظاهر الخبر كونه مع هذه العقيدة الفاسدة مستحقا للثواب لقلة عقله وبلاهته ، ويمكن أن يكون اللام في قوله : لربنا بهيمة للملك لا للانتفاع ، ويكون مراده تمني أن يكون في هذا المكان بهيمة من بهائم الرب لئلا يضيع الحشيش فيكون نقصان عقله باعتبار عدم معرفته بفوائد مصنوعات الله تعالى بأنها غير مقصورة على أكل البهيمة ، لكن يأبى عنه جواب الملك إلا أن يكون لدفع ما يوهم كلامه ، أو يكون إستفهاما إنكاريا أي خلق الله تعالى بهائم كثيرا ينتفعون بحشيش الارض ، وهذه إحدى منافع خلق الحشيش ، وقد ترتبت بقدر المصلحة ، ولا يلزم أن يكون في هذا المكان حمار ، بل يكفي وجودك وانتفاعك . ويحتمل أن يكون اللام للاختصاص لا على محض المالكية بأن يكون لهذه البهيمة اختصاص بالرب تعالى كاختصاص بيته به تعالى مع عدم حاجته إليه ، ويكون جواب الملك أنه لا فائدة في مثل هذا الخلق حتى يخلق الله تعالى حمارا ، وينسبه إلى مقدس جنابه تعالى كما في البيت فإن فيه حكما كثيرة . وعلى التقادير لابد إما من ارتكاب تكلف تام في الكلام ، أو التزام فساد بعض [ 86 ] الاصول المقررة في الكلام . والله يعلم . 8 – ل ، لى : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ( 1 ) عن ابن طريف ( 2 ) عن ابن نباتة ( 3 ) عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال : يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث ، فاختر واحدة ودع إثنتين فقال له آدم : وما الثلاث يا جبرئيل ؟ فقال : العقل ، والحياء ، والدين ( 4 ) قال آدم فإني قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه فقالا له : يا جبرئيل إنا امرنا ( 5 ) أن نكون مع العقل حيثما كان ، قال : فشأنكما ، وعرج . سن : عمرو بن عثمان ، مثله . بيان : الشأن بالهمز : الامر والحال أي ألزما شأنكما ، أو شأنكما معكما ، ولعل الغرض كان تنبيه آدم عليه السلام وأولاده بعظمة نعمة العقل . وقيل : الكلام مبني على الاستعارة التمثيلية . ويمكن أن يكون جبرئيل عليه السلام أتى بثلاث صور ، مكان كل من الخصال صورة تناسبها ، فان لكل من الاعراض والمعقولات صورة تناسبه من الاجسام والمحسوسات وبها تتمثل في المنام بل في الآخرة . والله يعلم . 9 – ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن * ( هامش ) * ( 1 ) هو المفضل بن صالح الاسدي النخاس بالنون المضمومة والخاء المعجمة المشددة رمى بالغلو والضعف والكذب ووضع الحديث . ( 2 ) بالطاء والراء المهملتين وزان أمير هو سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف مولى بني تميم الكوفي ، عده الشيخ من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام قال : روى عن الاصبغ بن نباتة وهو صحيح الحديث ( 3 ) بضم النون ، هو : الاصبغ ” بفح الهمزة ” ابن نباتة التميمي الحنظلي المجاشعي الكوفي . قال النجاشي : كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام وعمر بعده ، روى عنه عهد الاشتر ووصيته إلى محمد إبنه ( 4 ) المراد بالعقل هنا لطيفة ربانية يدرك بها الانسان حقيقة الاشياء ، ويميز بها بين الخير والشر ، والحق والباطل ، وبها يعرف ما يتعلق بالمبدأ والمعاد . وله مراتب بحسب الشدة والضعف . والحياء : غريزة مانعة من ارتكاب القبائح ومن التقصير في حقوق الحق والخلق . والدين : ما به صلاح الناس ورقيهم في المعاش والمعاد من غرائز خلقية وقوانين وضعية . ( 5 ) لعل المراد بالامر هو التكويني ، دون التشريعي . وهو استلزام العقل للحياء والدين ، وتبعيتهما له . ( * ) [ 87 ] ابن مسكان ( 1 ) عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لم يقسم بين العباد أقل من خمس : اليقين ، والقنوع ، والصبر ، والشكر ، والذي يكمل به هذا كله العقل . سن : عثمان بن عيسى مثله . بيان : أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال ، ومن كان له عقل يكون فيه جميعها على الكمال ، فيدل على ندرة العقل أيضا . 10 – ل : في الاربعمائة ، من كمل عقله حسن عمله . 11 – ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي ، عن حمدان الديواني قال : قال الرضا عليه السلام : صديق كل إمرئ عقله ، وعدوه جهله ( 2 ) . * ( هامش ) * ( 1 ) بضم الميم وسكون السين المهملة ، اسم والد عبدالله ، قال النجاشي : ص 148 عبدالله بن مسكان ، أبومحمد مولى عنزه ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وقيل أنه روى عن أبي عبدالله عليه السلام وليس بثبت ، له كتب منها كتاب في الامامة ، وكتاب في الحلال والحرام ، وأكثره عن محمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي وذكر طرقه إليه فقال بعده : مات في أيام أبي الحسن قبل الحادثة ، عده الكشي في ص 239 ممن اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم لما يقولون ، وأقروا لهم بالفقه ، من أصحاب أبي عبدالله عليه السلام . وقال في ص 243 : لم يسمع من أبي عبدالله عليه السلام إلا حديث ” من أدرك المشعر فقد أدرك الحج ” إلى أن قال : وزعم أبوالنضر محمد بن مسعود أن ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبدالله عليه السلام شفقة أن لا يوفيه حق إجلاله فكان يسمع من أصحابه ويأبى أن يدخل عليه إجلالا له وإعظاما له عليه السلام إنتهى . أقول : يوجد له روايات كثيرة في أبواب الفقه وغيرها عن أبي عبدالله عليه السلام حتى نقل عن المجلسي الاول رحمه الله أنها تبلغ قريبا من ثلاثين حديثا من الكتب الاربعة وغيرها . فلازم صحة كلام النجاشي والكشي إرسال تلك الاحاديث ، وهو بعيد جدا ويمكن حمل كلامهما على عدم روايته عنه عليه السلام بالمشافهة فلا مانع من سؤاله عنه عليه السلام بالمكاتبة كما يومى بذلك الكشي في رجاله : قال : وزعم يونس أن ابن مسكان سرح مسائل إلى أبي عبدالله عليه السلام يسأله فيها وأجابه عليها . من ذلك : ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصى دلس نفسه على إمرأة ، قال يفرق بينهما ويوجع ظهره . ( 2 ) لان شأن كل أحد إيصال صديقه إلى ما فيه سعادته ومنفعته ودفع المضار والشرور عنه ، و شأن العدو بالعكس وهذه الصفات في العقل والجهل أقوى وأشد إذ بالعقل يصل الانسان إلى الخيرات ، ويعرف ما فيه السعادة والشقاوة ، ويسلك سبيل الهداية والرشاد ، ويميز بين الحق و الباطل ، وبه يعبد الرحمن ، ويكتسب الجنان . وبالجهل يسلك سبيل الغي والجهالة ، ويقع في ورطة الشر والضلالة ، وبه يعبد الشيطان ، ويكتسب غضب الرحمن ، فاطلاق الصديق على العقل أجدر كما أن إطلاق العدو على الجهل أولى . [ 88 ] ورواه أيضا عن أبيه ، وابن الوليد ، عن سعد ، والحميري ، عن ابن هاشم ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه السلام . ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عنه عليه السلام مثله . سن : ابن فضال ، مثله . كنز الكراجكي : عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله . 12 – ما : المفيد رحمه الله ، عن أبي حفص عمر بن محمد ، عن ابن مهرويه ، عن داود بن سليمان ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما استودع الله عبدا عقلا إلا استنقذه به يوما . نهج : مثله . 13 – ما : المفيد ، عن الحسين بن محمد التمار ، عن محمد بن قاسم الانباري ، عن أحمد ابن عبيد : عن عبدالرحيم بن قيس الهلالي ، عن العمري ، عن أبي حمزة السعدي ، عن أبيه ، قال : أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الحسن بن علي عليه السلام فقال فيما أوصى به إليه : يا بني لا فقر أشد من الجهل ، ولا عدم أشد من عدم العقل ، ولا وحدة ولا وحشة أوحش من العجب ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف عن محارم الله ، ولا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزوجل يا بني العقل خليل المرء ، والحلم وزيره ، والرفق والده ، والصبر من خير جنوده . يا بني إنه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه ، وليعرف أهل زمانه . يا بني إن من البلاء الفاقة ، وأشد من ذلك مرض البدن ، وأشد من ذلك مرض القلب ، وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من ذلك صحة البدن ، وأفضل من ذلك تقوى القلوب . يا بني للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويحمد ، وليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصا في ثلاث : مرمة لمعاش ( 1 ) : أو خطوة لمعاد أو لذة في غير محرم . بيان : العدم بالضم الفقر وفقدان شئ ، والعجب إعجاب المرء بنفسه بفضائله و * ( هامش ) * ( 1 ) رم الامر : أصلحه . ( * ) [ 89 ] أعماله ، وهو موجب للترفع على الناس والتطاول عليهم فيصير سببا لوحشة الناس عنه ومستلزما لترك إصلاح معائبه ، وتدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله ولطفه وهدايته ، فينفرد عن ربه وعن الخلق ، فلا وحشة أوحش منه . وقوله عليه السلام : ولا ورع هو بالاضافة إلى ورع من يتورع عن المكروهات ، ولا يتورع عن المحرمات . و الشخوص : الذهاب من بلد إلى بلد ، والسير في الارض ، ويمكن أن يكون المراد هنا ما يشمل الخروج من البيت . والخطوة بالضم والكسر : المكانة والقرب والمنزلة . أي يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة والمنزلة في الآخرة . 14 – ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن الباقر عليه السلام في خبر سلمان وعمر إنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشر قريش ! إن حسب المرء دينه ، ومروته خلقه ، وأصله عقله . 15 – ما : المفيد ، عن إسماعيل بن محمد الكاتب ، عن عبدالصمد بن علي ، عن محمد بن هارون بن عيسى ، عن أبي طلحة الخزاعي ، عن عمر بن عباد ، عن أبي فرات ، قال : قرأت في كتاب لوهب بن منبه ، وإذا مكتوب في صدر الكتاب : هذا ما وضعت الحكماء في كتبها : الاجتهاد في عبادة الله أربح تجارة ، ولا مال أعود من العقل ، ولا فقر أشد من الجهل ، وأدب تستفيده خير من ميراث ، وحسن الخلق خير رفيق ، والتوفيق خير قائد ، ولا ظهر أوثق من المشاورة ، ولا وحشة أوحش من العجب ، ولا يطمعن صاحب الكبر في حسن الثناء عليه . بيان : العائدة : المنفعة ، ويقال : هذا أعود أي أنفع . ولا ظهر أي لا معين ولا مقوي فإن قوة الانسان بقوة ظهره . 16 – ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما خلق الله عزوجل شيئا أبغض إليه من الاحمق ، لانه سلبه أحب الاشياء إليه وهو عقله . …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 1 من ص 89 سطر 23 الى ص 98 سطر 20 بيان : بغضه تعالى عبارة عن علمه بدناءة رتبته ، وعدم قابليته للكمال ، وما يترتب عليه عن عدم توفيقه على ما يقتضي رفعة شأنه لعدم قابليته لذلك ، فلا ينافي [ 90 ] عدم اختياره في ذلك ، أو يكون بغضه تعالى لما يختاره بسوء اختياره من قبائح أعماله مع كونه مختارا في تركه ، والله يعلم ( 1 ) . 17 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعامة الانسان العقل ، ومن العقل الفطنة ، والفهم ، والحفظ والعلم ، فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما ، وبالعقل يكمل ، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره . بيان : الدعامة بالكسر : عماد البيت . والفطنة : سرعة إدراك الامور على الاستقامة . والنور لما كان سببا لظهور المحسوسات يطلق على كل ما يصير سببا لظهور الاشياء على الحس أو العقل ، فيطلق على العلم وعلى أرواح الائمة عليهم السلام وعلى رحمة الله سبحانه وعلى ما يلقيه في قلوب العارفين من صفاء وجلاء به يظهر عليهم حقائق الحكم ودقائق الامور ، وعلى الرب تبارك وتعالى لانه نور الانوار ومنه يظهر جميع الاشياء في الوجود العيني والانكشاف العلمي ، وهنا يحتمل الجميع . وقوله : زكيا ، فيما رأينا من النسخ بالزاء فهو بمعنى الطهارة عن الجهل والرذائل ، وفي الكافي مكانه : ذاكرا . 18 – ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يبغض الشيخ الجاهل ، والغني الظلوم ، والفقير المختال . بيان : تخصيص الجاهل بالشيخ لكون الجهل منه أقبح لمضي زمان طويل يمكنه فيه تحصيل العلم ، وتخصيص الظلوم بالغني لكون الظلم منه أفحش لعدم الحاجة ، وتخصيص المختال أي المتكبر بالفقير لانه منه أشنع إذ الغني إذا تكبر فله عذر في ذلك لما يلزم الغنى من الفخر والعجب والطغيان . * ( هامش ) * ( 1 ) مراده رحمه الله رفع المنافاة التي تترائى بين البغض وبين كون حماقة الاحمق غير مستندة إلى إختياره ولا يخفى أن المنافاة لا ترتفع بما ذكره رحمه الله من الوجهين فإن العلم بدنائة الرتبة لا تسمى بغضا ، وكذا عدم توفيقه لعدم قابليته ، وما يختاره من القبيح لحماقته ينتهيان بالاخرة إلى مالا بالاختيار فالاشكال بحاله . والحق أن بغضه كما يظهر من تعليله عليه السلام بمعنى منعه مما من شأن الانسان أن يتلبس به وهو العقل الذي هو أحب الاشياء إلى الله لنقص في خلقته فهو بغض تكويني بمعنى التبعيد من مزايا الخلقة لا بغض تشريعي بمعنى تبعيده من المغفرة والجنة والذي ينافي عدم الاختيار هو البغض بالمعنى الثاني لا الاول . ط . ( * ) [ 91 ] 19 – ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن أبي محمد الرازي ، عن الحسين بن يزيد ، عن إبراهيم بن بكر بن أبي سماك ، عن الفضل ( 1 ) بن عثمان ، قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من كان عاقلا ختم له بالجنة إن شاء الله . 20 – ثو : بهذ الاسناد ، عن أبي محمد ، عن إبن عميرة ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة . 21 – سن : أبي ، عن محمد بن سنان ، عن رجل من همدان ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان يرى موسى بن عمران عليه السلام رجلا من بني إسرائيل يطول سجوده ويطول سكوته . فلا يكاد يذهب إلى موضع إلا وهو معه فبينا هو من الايام في بعض حوائجه إذ مر على أرض معشبة يزهو ويهتز قال : فتأوه الرجل فقال له موسى : على ماذا تأوهت ؟ قال : تمنيت أن يكون لربي حمار أرعاه ههنا ! قال : وأكب موسى عليه السلام طويلا ببصره على الارض اغتماما بما سمع منه ، قال : فانحط عليه الوحي ، فقال له : ما الذي أكبرت من مقالة عبدي ؟ أنا اؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من العقل . بيان : في القاموس الزهو : المنظر الحسن ، والنبات الناضر ، ونور النبت ، وزهره واشراقه . والاهتزاز : التحرك والنشاط والارتياح ، والظاهر أنهما بالتاء ، صفتان للارض أو حالان منها لبيان نضارة أعشابها وطراوتها ونموها ، وإذا كانا باليائين كما في أكثر النسخ فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل مر ” العابد ” إلى موسى عليه السلام . والزهو : جاء بمعنى الفخر أي كان يفتخر وينشط إظهارا لشكره تعالى فيما هيأ له من ذلك . 12 – سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى * ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : الفضيل . قال النجاشي في رجاله ص 217 الفضل بن عثمان المرادي الصائغ الانباري أبومحمد الاعور مولى ثقة ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، وهو ابن أخت علي ابن ميمون المعروف بأبي الاكراد . وقد وثقه المفيد وغيره . ( * ) [ 92 ] يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته ، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من إجتهاد المجتهدين ، وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، إن العقلاء هم اولوا الالباب الذين قال الله عزوجل : إنما يتذكر اولوا الالباب . ايضاح : من شخوص الجاهل أي خروجه من بلده ومسافرته إلى البلاد طلبا لمرضاته تعالى كالجهاد ، والحج ، وغيرهما . وما يضمر النبي في نفسه أي من النيات الصحيحة ، والتفكرات الكاملة ، والعقائد اليقينية ، وما أدي العاقل فرائض الله حتى عقل منه أي لا يعمل فريضة حتى يعقل من الله ويعلم أن الله أراد تلك منه ، ويعلم آداب إيقاعها ، ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك ، أي يعقل ويعرف ما يلزمه معرفته ، فمن إبتدائية على التقديرين ، ويحتمل على بعد أن يكون تبعيضية : أي عقل من صفاته وعظمته و جلاله ما يليق بفهمه ، ويناسب قابليته واستعداده . وفي أكثر النسخ وما أدى العقل و يرجع إلى ما ذكرنا ، إذ العاقل يؤدي بالعقل . وفي الكافي وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه . أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغي إلا بأن يعقل ويعلم من جهة مأخوذة عن الله بالوحي ، أو بأن يلهمه الله معرفته ، أو بأن يعطيه الله عقلا موهبيا ، به يسلك سبيل النجاة . 13 – سن : بعض أصحابنا رفعه ، قال : ما يعبا من أهل هذا الدين بمن لا عقل له . قال : قلت جعلت فداك إنا نأتي قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا لامر ليست لهم تلك العقول ، فقال : ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله : يا اولي الالباب . إن الله خلق العقل ، فقال له : أقبل فأقبل : ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك ، وأحب إلي منك ، بك آخذ وبك اعطي . بيان : ما يعبا أي لا يبالي ولا يعتني بشأن من لا عقل له من أهل هذا الدين ، فقال السائل : عندنا قوم داخلون في هذا الدين ، غير كاملين في العقل فكيف حالهم ؟ فأجاب عليه السلام بأنهم وإن حرموا عن فضائل أهل العقل لكن تكاليفهم أيضا أسهل وأخف ، وأكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لاولي الالباب . [ 93 ] 24 – سن : النوفلي ، وجهم بن حكيم المدائني ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آباءه عليهم السلام – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله . أقول : في الكافي : حسن حال . 25 – مص : قال الصادق عليه السلام : الجهل صورة ركبت في بني آدم ، إقبالها ظلمة ، وإدبارها نور ، والعبد متقلب معها ( 1 ) كتقلب الظل مع الشمس ألا ترى إلى الانسان ؟ تارة تجده جاهلا بخصال نفسه ، حامدا لها ، عارفا بعيبها ، في غيره ساخطا ، وتارة تجده عالما بطباعه ، ساخطا لها ، حامدا لها في غيره ، فهو متقلب بين العصمة والخذلان ، فإن قابلته العصمة أصاب ، وإن قابله الخذلان أخطأ ، ومفتاح الجهل الرضاء والاعتقاد به ، ومفتاح العلم الاستبدال مع إصابة موافقة التوفيق ، وأدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا إستحقاق ، وأوسطه جهله بالجهل ، وأقصاه جحوده العلم ، وليس شئ إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل والدنيا والحرص ، فالكل منهم كواحد ، والواحد منهم كالكل . بيان : كتقلب الظل مع الشمس أي كما أن شعاع الشمس قد يغلب على الظل و يضيئ مكانه وقد يكون بالعكس فكذلك العلم والعقل قد يستوليان على النفس فيظهر له عيوب نفسه ، ويأول بعقله عيوب غيره ما أمكنه ، وقد يستولي الجهل فيرى محاسن غيره مساوي ، ومساوي نفسه محاسن ، ومفتاح الجهل الرضاء بالجهل والاعتقاد به وبأنه كمال لا ينبغي مفارقته ، ومفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل ، والكمال بدلا عن النقص ، وينبغي أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لا ينفع فيتوسل بجنابه تعالى ليوفقه . قوله عليه السلام : إثباته أي عرفانه قال الفيروزآبادي : أثبته : عرفه حق المعرفة ، وظاهر أن معرفة تلك الامور كما هي مستلزمة لتركها ونفيها ، أو المعنى أن كل من أقر بثبوت تلك الاشياء لا محالة ينفيها عن نفسه ، فالمراد بالدنيا حبها . و * ( هامش ) * ( 1 ) وفى نسخة : معهما . وقوله عليه السلام : الجهل صورة ركبت الخ لان طبيعة الانسان في أصل فطرتها خالية عن الكمالات الفعلية والعلوم الثابتة ، فكأن الجهل عجنت في طينتها وركبت مع طبيعتها ، ولكن في أصل فطرته له قوة كسب الكمالات بالعلوم والتنور والمعارف . [ 94 ] قوله عليه السلام : فالكل كواحد لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة لتشابه مباديها ، وانبعاث بعضها عن بعض ، وتقوي بعضها ببعض ، كما لا يخفى . 26 – م : عن أبي محمد عليه السلام ، قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : من لم يكن عقله أكمل ما فيه ، كان هلاكه من أيسر ما فيه . 17 – ضه : قال أمير المؤمنين عليه السلام صدر العاقل صندوق سره ، ولا غنى كالعقل ، و لا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالادب ، ولا مال أعود من العقل ، ولا عقل كالتدبير . 18 – ضه : روي عن ابن عباس ، انه قال : أساس الدين بني على العقل ، وفرضت الفرائض على العقل ، وربنا يعرف بالعقل ، ويتوسل إليه بالعقل ، والعاقل أقرب إلى ربه من جميع المجتهدين بغير عقل ، ولمثقال ذرة من بر العاقل أفضل من جهاد الجاهل ألف عام . 19 – ضه : قال النبي صلى الله عليه وآله . قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له . 20 – ختص : قال الصادق عليه السلام : إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغير منه عقله . 21 – وقال عليه السلام : يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر ، كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة في البحر . 22 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الناس أعداء لما جهلوا . 23 – وقال عليه السلام : أربع خصال يسود بها المرء : العفة ، والادب ، والجود ، والعقل . 24 – وقال عليه السلام : لا مال أعود من العقل ، ولا مصيبة أعظم من الجهل ، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ، ولا ورع كالكف عن المحارم ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا قائد خير من التوفيق ، ولا قرين خير من حسن الخلق ، ولا ميراث خير من الادب . 25 – ما : جماعة ، عن أبي المفضل : عن حنظلة بن زكريا القاضي ، عن محمد بن علي بن حمزة العلوي . عن أبيه ، عن الرضا ، عن آباءه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسب المؤمن ماله ، ومروته عقله ، وحلمه شرفه ، وكرمه تقواه . 26 – الدرة الباهرة قال أبوالحسن الثالث عليه السلام : الجهل والبخل أذم الاخلاق . [ 95 ] 27 – وقال أبومحمد العسكري عليه السلام : حسن الصورة جمال ظاهر ، وحسن العقل جمال باطن . 28 – وقال عليه السلام : لو عقل أهل الدنيا خربت . 29 – نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الرؤية مع الابصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، ولا يغش العقل من انتصحه . بيان : أي الرؤية الحقيقية رؤية العقل ، لان الحواس قد تعرض لها الغلط . 30 – نهج : قال عليه السلام : لا غنى كالعقل ، ولا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالادب ، ولا ظهير كالمشاورة . 31 – وقال عليه السلام : أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق . 32 – وقال عليه السلام : لا مال أعود من العقل ، ولا عقل كالتدبير . 33 – وقال عليه السلام الحلم غطاء ساتر ، والعقل حسام باتر ( 1 ) ، فاستر خلل خلقك بحلمك ، وقاتل هواك بعقلك . 34 – كنز الكراجكي قال النبي صلى الله عليه وآله : لكل شيئ آلة وعدة وآلة المؤمن و عدته العقل ، ولكل شيئ مطية ومطية المرء العقل ، ولكل شيئ غاية وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة ، وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاط يلجئون إليه و فسطاط المسلمين العقل . 35 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا عدة أنفع من العقل ولا عدو أضر من الجهل . 36 – وقال : زينة الرجل عقله . 37 – وقال عليه السلام : قطيعة العاقل تعدل صلة الجاهل . 38 – وقال عليه السلام : من لم يكن أكثر ما فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله . * ( هامش ) * ( 1 ) الباتر : القاطع . شبه الحلم بالغطاء الساتر لان الحلم يمنع عن ظهور ما يستلزمه الغضب من مساوي الاخلاق . وشبه العقل بالحسام الباتر لان بالعقل يقتل الانسان أعدى عدوه وهو هواه ، وبه يغلب على نفسه : ويصدها عن الاستيلاء على مملكة البدن ، ويمنعها عن إعمال ما يضر بحالها . ( * ) [ 96 ] 39 – وقال عليه السلام : الجمال في اللسان ، والكمال في العقل ، ولا يزال العقل والحمق تيغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه . 40 – وقال عليه السلام : العقول أئمة الافكار ، والافكار أئمة القلوب ، والقلوب أئمة الحواس ، والحواس أئمة الاعضاء . 41 – وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : استرشدوا العقل ترشدوا ، ولا تعصوه فتندموا . 42 – وقال صلى الله عليه وآله : سيد الاعمال في الدارين العقل ، ولكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته لربه . 43 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام : العقول ذخائر ، والاعمال كنوز . * ( باب 2 حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه ) * 1 – لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن العلاء عن محمد ، عن الباقر عليه السلام قال : لما خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال له : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ، ولا اكملك إلا فيمن احب أما إني إياك آمر ، وإياك أنهى ، وإياك اثيب . سن ابن محبوب مثله . 2 – ع : في سئوالات الشامي عن أمير المؤمنين أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى فقال : النور . أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب علامات العقل . 3 – سن : محمد بن علي ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله خلق العقل ، فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال له : وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحب إلي منك لك الثواب وعليك العقاب . 4 – سن : السندي بن محمد ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر ، وأبي عبدالله عليهما السلام قالا : لما خلق الله العقل قال له أدبر فأدبر ، ثم قال له أقبل فأقبل ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ، إياك آمر ، وإياك أنهى ، وإياك اثيب وإياك اعاقب . [ 97 ] 5 – سن : علي بن الحكم ، عن هشام ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ، بك آخذ ، وبك اعطي ، وعليك اثيب . 6 – سن : أبي ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله العقل فقال له أدبر فأدبر ، ثم قال له أقبل فأقبل ، ثم قال : ما خلقت خلقا أحب إلي منك ، فأعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله تسعة وتسعين جزءا ، ثم قسم بين العباد جزءا واحدا . 7 – غو : قال النبي صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري . 8 – وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وآله قال : أول ما خلق الله العقل . 9 – وروي بطريق آخر أن الله عزوجل لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، فقال تعالى : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أكرم علي منك ، بك اثيب وبك اعاقب ، وبك آخذ وبك اعطي . 10 – ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم عن ابن معبد ( 1 ) ، عن الحسين بن خالد ، عن إسحاق ، قال قلت لابي عبدالله عليه السلام : الرجل آتيه اكلمه ببعض كلامي فيعرف كله ومنهم من آتيه فاكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته ، و منهم من آتيه فاكلمه فيقول : أعد علي . فقال : يا إسحاق أو ما تدري لم هذا ؟ قلت لا . قال الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرف كله فذاك من عجنت نطفته بعقله ، وأما الذي تكلمه فيستوفي كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذي ركب عقله في بطن امه وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول أعد علي فذاك الذي ركب عقله فيه بعدما كبر ، فهو يقول أعد علي . بيان : قوله : ثم يرده علي أي أصل الكلام كما سمعه ، أو يجيب على وفق ما كلمته والثاني أظهر . ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا على وجه المجاز ، لبيان اختلاف الانفس في الاستعدادات الذاتية ، أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا ، وأن يكون المراد * ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : عن ابن سعيد . ( * ) [ 98 ] أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل واستعداد فهم الاشياء وإدراك الخير والشر عند كونها نطفة ، وبعضها عند كونها في البطن ، وبعضها بعد كبر الشخص واستعمال الحواس وحصول البديهيات وتجربة الامور ، وأن يكون المراد الاشارة إلى أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل . والله يعلم . 11 – ختص : قال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعز علي منك اؤيد من أحببته بك . 12 – وقال عليه السلام : خلق الله العقل من أربعة أشياء من العلم ، والقدرة ، والنور ( 1 ) والمشية بالامر ، فجعله قائما بالعلم ، دائما في الملكوت . 13 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن أبي جميلة عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الغلظة في الكبد ، والحياء في الريح ، والعقل مسكنه القلب . بيان : إن الغلظة في الكبد أي تنشا من بعض الاخلاط المتولدة من الكبد : كالدم والمرة الصفراء مثلا . والريح كثر استعماله في الاخبار على ما سيأتي في كتاب أحوال الانسان . ويظهر من بعضها أنها المرة السوداء ، ومن بعضها أنها الروح الحيواني ، ومن بعضها أنها أحد أجزاء البدن سوى الاخلاط الاربعة والاجزاء المعروفة . والقلب يطلق على النفس الانساني لتعلقها أولا بالروح الحيواني المنبعث عن القلب الصنوبري ، ولذلك * ( هامش ) * ( 1 ) لعل المراد بالنور ظهور الكمالات والاخلاق السنية والاعمال الرضية ، وبالمشية بالامر اختيار محاسن الامور ، فخلق العقل من هذه الاشياء لعله كناية عن استلزامه لها فكأنها مادته ويحتمل أن يكون ” من ” تعليلية . أي خلقه لتحصيل تلك الامور ، أو المعنى أنه تعالى لم يخلقه من مادة ، بل …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 1 من ص 98 سطر 21 الى ص 107 سطر 14 خلقه من علمه وقدرته ونوريته ومشيته فظهر فيه تلك الآثار من أنوار جلاله ، والمراد أن العقل يطلق على الحالة المركبة من تلك الخلال ، وأما قيامه بالعلم فظاهر ، إذ بترك العلم يسلب العقل . وكونه دائما في الملكوت إذ هو دائما متوجه إلى الترقي إلى الدرجة العليا ، ومعرض عن شواغل الدنيا ، متصل بأرواح المقربين في الملاء الاعلى ويتهيأ للعروج إلى جنة المأوى . ” منه طاب ثراه ” ( * ) [ 99 ] تعلقها بالقلب أكثر من سائر الاعضاء ، أو لتقلب أحواله . وتفصيل الكلام في هذا الخبر سيأتي في كتاب السماء والعالم . 14 – ع : باسناده العلوي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله عزوجل العقل ، قال : خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة ، ولكل رأس وجه ، ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل ، و اسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ، ويبلغ حد الرجال ، أو حد النساء فإذا بلغ كشف ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الانسان نور ، فيفهم الفريضة والسنة ، والجيد والردي ، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت . * ( بسط كلام لتوضيح مرام ) * اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف على بيان ماهية العقل ، واختلاف الآراء والمصطلحات فيه . فنقول : إن العقل هو تعقل الاشياء وفهمها في أصل اللغة ، واصطلح إطلاقه على امور : الاول : هو قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما ، والتمكن من معرفة أسباب الامور وذوات الاسباب ، وما يؤدي إليها وما يمنع منها ، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب . الثاني : ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخير والنفع ، واجتناب الشرور والمضار ، وبها تقوي النفس على زجر الدواعي الشهوانية والغضبية ، والوساوس الشيطانية وهل هذا هو الكامل من الاول أم هو صفة اخرى وحالة مغايرة للاولى ؟ يحتملهما ، وما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الامور مع عدم إتيانهم بها ، و بشرية بعض الامور مع كونهم مولعين بها يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير والشر . [100] والذي ( 1 ) ظهر لنا من تتبع الاخبار المنتمية إلى الائمة الابرار سلام الله عليهم هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة واستعداد إدراك الامور من المضار والمنافع وغيرها ، على اختلاف كثير بينهم فيها ، وأقل درجاتها مناط التكليف ، وبها يتميز عن المجانين ، وباختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف ، فكلما كانت هذه القوة أكمل كانت التكاليف أشق وأكثر ، وتكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم والعمل ، فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة وعمل بها تقوي تلك القوة . ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص والكمال ، وكلما ازدادت قوة تكثر آثارها وتحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها فأكثر الناس علمهم بالمبدأ والمعاد وسائر أركان الايمان علم تصوري يسمونه تصديقا ، وفي بعضهم تصديق ظني ، وفي بعضهم تصديق اضطراري ، فلذا لا يعملون بما يدعون ، فإذا كمل العلم وبلغ درجة اليقين يظهر آثاره على صاحبه كل حين . وسيأتي تمام تحقيق ذلك في كتاب الايمان والكفر إن شاء الله تعالى . الثالث : القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم ، فإن وافقت قانون الشرع واستعملت فيما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش ، وهو ممدوح في الاخبار ومغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار ، وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع ، ومنهم من أثبت لذلك قوة اخرى وهو غير معلوم . * ( هامش ) * ( 1 ) الذي يذكره رحمه الله من معاني العقل بدعوى كونها مصطلحات معاني العقل لا ينطبق لا على ما اصطلح عليه أهل البحث ، ولا ما يراه عامة الناس من غيرهم على ما لا يخفى على الخبير الوارد في هذه الابحاث ، والذي أوقعه فيما وقع فيه أمران : أحدهما سوء الظن بالباحثين في المعارف العقلية من طريق العقل والبرهان . وثانيهما : الطريق الذي سلكه في فهم معاني الاخبار حيث أخذ الجميع في مرتبة واحدة من البيان وهي التي ينالها عامة الافهام وهي المنزلة التي نزل فيها معظم الاخبار المجيبة لاسؤلة أكثر السائلين عنهم عليهم السلام ، مع أن في الاخبار غررا تشير إلى حقائق لا ينالها إلا الافهام العالية والعقول الخالصة ، فأوجب ذلك اختلاط المعارف الفائضة عنهم عليهم السلام وفساد البيانات العالية بنزولها منزلة ليست هي منزلتها ، وفساد البيانات الساذجة أيضا لفقدها تميزها وتعينها ، فما كل سائل من الرواة في سطح واحد من الفهم ، وما كل حقيقة في سطح واحد من الدقة واللطافة : والكتاب والسنة مشحونان بان معارف الدين ذوات مراتب مختلفة ، وان لكل مرتبة أهلا ، وان في إلغاء المراتب هلاك المعارف الحقيقية . ط ( * ) [101] الرابع : مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك ، و أثبتوا لها مراتب أربعة : سموها بالعقل الهيولاني ، والعقل بالملكة ، والعقل بالفعل ، و العقل المستفاد ، وقد تطلق هذه الاسامي على النفس في تلك المراتب ، وتفصيلها مذكور في محالها ، ويرجع إلى ما ذكرنا أولا فإن الظاهر أنها قوة واحدة تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها وما تستعمل فيه . الخامس : النفس الناطقة الانسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم . السادس : ما ذهب إليه الفلاسفة ، وأثبتوه بزعمهم : من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا ، والقول به كما ذكروه مستلزم لانكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم وغيره مما لا يسع المقام ذكره ، وبعض المنتحلين منهم للاسلام أثبتوا عقولا حادثة ، وهي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لانكار كثير من الاصول المقررة الاسلامية ، مع أنه لا يظهر من الاخبار وجود مجرد سوى الله تعالى . وقال بعض محققيهم : إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلي النفس كنسبة النفس إلى البدن فكما أن النفس صورة للبدن ، والبدن مادتها ، فكذلك العقل صورة للنفس ، والنفس مادته ، وهو مشرق عليها ، وعلومها مقتبسة منه ، ويكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه ، وتتصل به ، وليس لهم على هذه الامور دليل إلا مموهات شبهات ، أو خيالات غريبة زينوها بلطائف عبارات . فإذا عرفت ما مهدنا فاعلم أن الاخبار الواردة في هذه الابواب أكثرها ظاهرة في المعنيين الاولين ، الذين مآلهما إلى واحد ، وفي الثاني منهما أكثر وأظهر . وبعض الاخبار يحتمل بعض المعاني الاخرى ، وفي بعض الاخبار يطلق العقل على نفس العلم النافع المورث للنجاة المستلزم لحصول السعادات . فأما أخبار استنطاق العقل وإقباله وإدباره فيمكن حملها على أحد المعاني الاربعة المذكورة أولا ، أو ما يشملها جميعا ، وحينئذ يحتمل أن يكون الخلق بمعنى التقدير ، كما ورد في اللغة ، أو يكون المراد بالخلق الخلق في النفس واتصاف النفس بها ، و يكون سائر ما ذكر فيها من الاستنطاق والاقبال والادبار وغيرها استعارة تمثيلية ، لبيان [102] أن مدار التكاليف والكمالات والترقيات على العقل ، ويحتمل أن يكون المراد بالاستنطاق ج

    رد

  2. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:46:23

    وإن أعطيته كفرك ” بالتخفيف ” أي لم يشكرك . والفظ : الغليظ الجانب السيئ الخلق وقوله عليه السلام : لم يتحرج أي لا يتضيق عن إثم وقبح ومعصية ( 2 ) . وإن ضحك فهق أي فتح فاه وامتلا من الضحك قال الجزري فيه : إن أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون : هم الذين يتوسعون في الكلام ، ويفتحون به أفواههم مأخوذ من ” الفهق ” وهو الامتلاء والاتساع ، يقال : أفهقت الاناء فهق يفهق فهقا انتهى . وإن بكى خار أي جزع وصاح * ( هامش ) * ( 1 ) أو قبول نصيحة الناصح . ( 2 ) وفي نسخة : وفضيحة . ( * ) [128] كالبهائم قال الجزري : الخوار : صوت البقر ، ومنه حديث مقتل أبي بن خلف فخر يخور كما يخور الثور انتهى . والحاصل أن فرحه وجزعه خارجان عن الاعتدال . قوله : يقع في الابرار ، أي يعيبهم ويذمهم . قوله صلى الله عليه وآله : ووقع فيك ، لعله بالتشديد ، أي أثبت من التوقيع وهو ما يثبت في الكتب والفرامين ، أو بالتخفيف بتقدير الباء ، أي عابك بما ليس فيك . قوله صلى الله عليه وآله : ويصدق وعد الله ووعيده أي يؤمن بهما ويعمل بمقتضاهما . ويوفي بالعهد أي عهوده مع الله ومع الخلق . قوله صلى الله عليه وآله : فطهر سعيه ، أي من الرياء والعجب وسائر ما يفسد العمل . قوله صلى الله عليه وآله : يسلم قلبه ، أي من الرياء وأنواع الشرك والاخلاق الذميمة . وجوارحه من المعاصي وما يظهر منه عدم الاخلاص . قوله صلى الله عليه وآله : ليس له محمية ، مصدر من الحماية أي الحماية لاهل الباطل وهو قريب من معنى الحمية الغيرة والانفة . قوله صلى الله عليه وآله : ولا يعظم . أي حسن خلقه وصبره يسهل عليه شدائد الدنيا . قوله صلى الله عليه وآله : ينازع من فوقه : كباريه تعالى ونبيه ، وإمامه ، و معلمه ، ووالديه ، وكل من يلزمه إطاعته . ويتعاطى ، أي يرتكب ويتوجه إلى تحصيل أمر لا يمكنه الوصول إليه . قوله صلى الله عليه وآله ويحسن سمته ( 1 ) السمت : هيئة أهل الخير ، أي يزين ظاهره ويتشبه بأهل الصلاح غاية جهده وسعيه . قوله صلى الله عليه وآله : فاجر دخله ، أي خفايا اموره وبواطن أحواله فاسدة فاجرة ، قال الفيروزآبادي : دخل الرجل بالفتح والكسر بيته ومذهبه وجميع أمره وجلده وبطانته انتهى . قوله صلى الله عليه وآله : وأما علامة الحاسد الظاهر أنه سقط أحد الاربعة من النساخ كما وقع مثله فيما سبق ( 2 ) أو كان مكان أربعة ثلاثة ، كما في وصايا لقمان حيث قال : للحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب : ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة . قوله صلى الله عليه وآله : يتواني أي يفتر ويقصر ولا يهتم به . قوله صلى الله عليه وآله : لاخلاق لهم الخلاق بالفتح : الحظ والنصيب : قوله صلى الله عليه وآله : وإنه ليسري لعل المراد أن دخوله الجنة يسري إلي فأدخل أيضا بسببه ، فيكون فعلا ، و يحتمل أن يكون مصدرا ، أي أن ذلك موجب ليسري وتيسر اموري في الآخرة ، * ( هامش ) * ( 1 ) بفتح السين المهملة وسكون الميم . ( 2 ) في علامة التقى . ( * ) [129] ويمكن أن يكون يسري فعلا من قولهم : سرى عنه الهم ، أي انكشف ، أي هذا التفكر يصير سببا لان ينكشف عنك الهم ( 1 ) . ثم اعلم أنه كان في المنقول عنه بعد قوله : طال ما عصيت ، فقرات ناقصات بينها بياض كثير أسقطناها . وما في آخر الخبر لعله تمثيل لبيان أن كل شئ غيره تعالى مغلوب مقهور بما فوقه والله الغالب على كل شئ . وسيأتي الكلام فيه في كتاب السماء والعالم . وإنما أوجزنا الكلام في شرح هذا الخبر ، إذ استيفاء الكلام فيه لا يتأتى إلا في كتاب مفرد موضوع لذلك ، وعهدنا المقدم يمسك عن الاطناب عنان القلم . 12 – ف : قال النبي صلى الله عليه وآله : صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه ( 2 ) ويتجاوز عمن ظلمه ، ويتواضع لمن هو دونه ، ويسابق من فوقه في طلب البر ، وإذا أراد أن يتكلم تدبر فإن كان خيرا تكلم فغنم وإن كان شرا سكت فسلم ، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة انتهز بها ، لا يفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل . وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه ، ويتعدى على من هو دونه ويتطاول على من هو فوقه ، كلامه بغير تدبر إن تكلم أثم و إن سكت سها ، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها ، لا يخاف ذنوبه القديمة ، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب ، يتوانى عن البر ( 3 ) ويبطئ عنه ، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه ، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل . بيان : قال الجزري : النهزة الفرصة وانتهزتها اغتنمتها . أي إذا رأى فضيلة اغتنم الفرصة بهذه الفضيلة ولم يؤخرها . قوله عليه السلام : وإن سكت سها . أي ليس سكوته لرعاية مصلحة بل لانه سها عن الكلام . والردى : الهلاك فأردته أي أهلكته . ويقال : ما أكترث له أي ما ابالي به . * ( هامش ) * ( 1 ) ويمكن أن يكون تصحيف يسرني . ( 2 ) جهل عليه أي تسافه . ( 3 ) وفي نسخة : يتوانى عن الخير . ( * ) [130] 13 – سن : العوسي ، عن أبي جعفر الجوهري ( 1 ) عن إبراهيم بن محمد الكوفي ، رفعه قال : سئل الحسن بن علي عليه السلام عن العقل قال : التجرع للغصة ومداهنة الاعداء . ضه : عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله ، وزاد فيه : ومداراة الاصدقاء ( 2 ) . بيان : المداهنة : إظهار خلاف ما تضمر وهو قريب من معنى المداراة . 14 – سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال عليه السلام : العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسأل من يخاف منعه ولا يقدم على ما يخاف العذر منه ، ولا يرجو من لا يوثق برجاءه . 15 – سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته . وبرسوله على فهمه وفطنته . 16 – مص : قال الصادق عليه السلام : العاقل من كان ذلولا عند إجابة الحق ، منصفا بقوله ، جموحا عند الباطل ، خصما بقوله : يترك دنياه ، ولا يترك دينه ، ودليل العاقل شيئان : صدق القول ، وصواب الفعل ، والعاقل لا يتحدث بما ينكره العقل ، ولا يتعرض للتهمة ، ولا يدع مداراة من ابتلى به ، ويكون العلم دليله في أعماله ، والحلم رفيقه في أحواله ، والمعرفة تعينه في مذاهبه . والهوى عدو العقل ، ومخالف الحق ، وقرين الباطل ، وقوة الهوى من الشهوة ، وأصل علامات الشهوة أكل الحرام ، والغفلة عن الفرائض ، والاستهانة بالسنن والخوض في الملاهي . …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 1 من ص 130 سطر 15 الى ص 138 سطر 18 توضيح : قال الفيروزآبادي : جمح الفرس كمنع جمحا وجموحا وجماحا ، وهو جموح : اغتر فارسه وغلبه . وقال : رجل خصم كفرح : مجادل . قوله من ابتلى به أي بمعاشرته وخلطته . واستهان بالشئ ، أي أهانه وخفضه . والخوض في الملاهي : الدخول فيها واقتحامها من غير روية ، والتمادي فيها . * ( هامش ) * ( 1 ) وفي نسخة : أبي حفص الجوهري . ( 2 ) أورده الصدوق في أماليه ص 398 باسناده عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن جعفر الجوهري : عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي ، عن أبي سعيد عقيصا ، قال : سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام . وفي ص 270 باسناده عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام وزاد في آخره ” ومداراة الاصدقاء ” . ( * ) [131] 17 – ضه ، غو : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس وقال صلى الله عليه وآله : أعقل الناس محسن خائف وأجهلهم مسيئ آمن . 18 – ضه : عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : رأس العقل بعد الايمان بالله التحبب إلى الناس . 19 – ضه : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث مرمة لمعاش أو حظوة في معاد ، أو لذة في غير محرم . 20 – ضه : روي أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له : ما العقل ؟ قال : العمل بطاعة الله ، و إن العمال بطاعة الله هم العقلاء . 21 – وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله مر بمجنون ، فقال : ما له ؟ فقيل : إنه مجنون فقال : بل هو مصاب ، إنما المجنون من آثر الدنيا على الآخرة ( 1 ) . 23 – ضه : روي عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا أن يكون له أربع ساعات من النهار : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يأتي أهل العلم الذين ينصرونه في أمر دينه وينصحونه ، و ساعة يخلي بين نفسه ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل ويحمد . 24 – ختص : قال الصادق عليه السلام : أفضل طبائع العقل العبادة ، وأوثق الحديث له العلم ، وأجزل حظوظه الحكمة ، وأفضل ذخائره الحسنات . 25 – وقال عليه السلام : كمال العقل في ثلاث : التواضع لله ، وحسن اليقين ، والصمت إلا من خير . 26 – وقال : الجهل في ثلاث : الكبر ، وشدة المراء ، والجهل بالله فاولئك هم الخاسرون . 27 – وقال عليه السلام : يزيد عقل الرجل بعد الاربعين إلى خمسين وستين ، ثم ينقص عقله بعد ذلك . 28 – وقال : إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون ، فإن أنكره فهو عاقل ، وإن صدقه فهو أحمق . * ( هامش ) * ( 1 ) أي اختار الدنيا وفضله على الآخرة . ( * ) [132] 29 – وقال عليه السلام : لا يلسع العاقل من جحر مرتين . 30 – ف : وصية موسى بن جعفر عليهما السلام لهشام بن الحكم وصفته للعقل . قال عليه السلام : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم اولوا الالباب ( 1 ) . بيان : المراد بالقول إما القرآن ، أو مطلق المواعظ . فيتبعون أحسنه أي إذا رددوا بين أمرين منها لا يمكن الجمع بينهما يختارون أحسنهما ، وعلى الاول يحتمل أن يكون المراد بالاحسن المحكمات ، ويمكن أن يحمل القول على مطلق الكلام ، إذ ما من قول حق إلا وله ضد باطل فإذا سمعها اختار الحق منهما ، وعلى تقدير أن يكون المراد بالقول القرآن أو مطلق المواعظ يمكن إرجاع الضمير إلى المصدر المذكور ضمنا أي يتبعونه أحسن اتباع . يا هشام بن الحكم إن الله عزوجل أكمل للناس الحجج بالعقول ، وأفضى إليهم بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالادلة فقال : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون ( 2 ) . بيان : المراد بالحجج البراهين أو الانبياء والاوصياء عليهم السلام ، والاحتجاج وقطع العذر ، أي أكمل حجته على الناس بما آتاهم من العقول . وأفضى إليه أي وصل والباء للتعدية أي بعدما أكمل عقلهم ألقى إليهم بيان ما يلزمهم علمه ومعرفته . وفي الكافي : ونصر النبيين بالبيان . والادلة ما بين في كتابه من دلائل الربوبية والوحدانية أو ما أظهر من آثار صنعته وقدرته في الآفاق وفي أنفسهم . والاول أنسب بالتفريع . واختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما على هذا النظام المشاهد بأن يذهب أحدهما ويجيئ الآخر * ( هامش ) * ( 1 ) الزمر : 18 ( 2 ) البقرة : 164 ( * ) [133] خلفه ، وبه فسر قوله تعالى : هو الذي جعل الليل والنهار خلفة ( 1 ) ، أو تفاوتهما في النور والظلمة ، أو في الزيادة والنقصان ، ودخول أحدهما في الآخر ، أو في الطول والقصر بحسب العروض ، أو اختلاف كل ساعة من ساعاتهما بالنظر إلى الامكنة المختلفة فأية ساعة فرضت فهي صبح لموضع وظهر لآخر وهكذا ، والفلك يجيئ مفردا وجمعا وهو السفينة . وما في قوله تعالى : بما ينفع الناس إما مصدرية أي بنفعهم أو موصولة أي بالذي ينفعهم من المحمولات والمجلوبات . وما أنزل الله من السماء من ماء . من الاولى للابتداء والثانية للبيان . والسماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة العلو . وإحياء الارض بالنباتات والازهار والثمرات . وبث فيها عطف على أنزل أو على إحياء فإن الدواب ينمون بالخصب ويعيشون بالمطر . والبث : النشر والتفريق ، والمراد بتصريف الرياح : إما تصريفها في مهابها قبولا ودبورا وجنوبا وشمالا ، أو في أحوالها حارة وباردة وعاصفة ولينة وعقيمة ولواقح أو جعلها تارة للرحمة وتارة للعذاب . والسحاب المسخر أي لا ينزل ولا يتقشع مع أن الطبع يقتضي أحدهما حتى يأتي أمر الله ، وقيل : مسخر للرياح تقلبه في الجو بمشية الله تعالى . وفي الآية دلالة على لزوم النظر في خواص مصنوعاته تعالى ، والاستدلال بها على وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته ، وعلى جواز ركوب البحر والتجارات والمسافرات لجلب الاقوات والامتعة . يا هشام قد جعل الله عزوجل دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا فقال : وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ( 2 ) وقال : حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( 3 ) وقال ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ( 4 ) . بيان : في الكافي قد جعل الله ذلك دليلا ، أي كلا من الآيات المذكورة سابقا أو لاحقا . وقوله تعالى : وسخر لكم أي هيأها لمنافعكم ومسخرات بالنصب حال عن الجميع أي نفعكم بها حال كونها مسخرات لله خلقها ودبرها كيف شاء ، وقرأ * ( هامش ) * ( 1 ) الفرقان : 62 ( 2 ) النحل : 12 ( 3 ) الزخرف : 1 ، 2 ( 4 ) الروم : 24 ( * ) [134] حفص والنجوم مسخرات على الابتداء والخبر فيكون تعميما للحكم بعد تخصيصه ، ورفع ابن عامر الشمس والقمر أيضا . وقوله تعالى : يريكم . الفعل مصدر بتقدير أن أو صفة لمحذوف أي آية يريكم بها البرق خوفا من الصاعقة أو تخريب المنازل والزروع أو من المسافرة وطمعا أي في الغيث والنبات وسقى الزروع أو للمقيم ، ونصبهما على العلة لفعل لازم للفعل المذكور إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم ، أو للفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف وطمع ، أو بتأويل الخوف والطمع بالاخافة والاطماع ، أو على الحال نحو كلمته شفاها . يا هشام ثم وعظ أهل العقل ، ورغبهم في الآخرة ، فقال : وما الحيوة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ( 1 ) وقال : وما اوتيتم من شئ فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون ( 2 ) بيان : وما الحيوة الدنيا أي أعمالها إلا لعب ولهو يلهي الناس ويشغلهم عما يعقب منفعة دائمة . والمتاع ما يتمتع به . يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عذابه فقال : ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ( 3 ) . بيان : قوله عليه السلام : عذابه إما مفعول لقوله : خوف أو يعقلون أولهما على التنازع . والتدمير : الاهلاك ، أي بعدما نجينا لوطا وأهله أهلكنا قومه ، وإنكم يا أهل مكة لتمرون على منازلهم في متاجركم إلى الشام ، فإن سدوم ( 4 ) في طريقه . مصبحين أي داخلين في الصباح ، وبالليل أي ومساءا ، أو نهارا وليلا أفليس فيكم عقل تعتبرون به ؟ . يا هشام ثم بين أن العقل مع العلم فقال : وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( 5 ) يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال : وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ( 6 ) وقال تعالى : * ( هامش ) * ( 1 ) الانعام : 32 ( 2 ) القصص : 60 ( 3 ) الصافات : 136 ، 137 ، 138 ( 4 ) بفتح السين المهملة : قرية قوم لوط ( 5 ) العنكبوت : 42 ( 6 ) البقرة : 170 ( * ) [135] إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ( 1 ) وقال : ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ( 2 ) ثم ذم الكثرة فقال : وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ( 3 ) وقال : أكثر الناس لا يعقلون وأكثرهم لا يشعرون . بيان : ألفينا أي وجدنا . قوله تعالى : أولو كان ، الواو للحال أو العطف ، والهمزة للرد والتعجب ، وجواب لو محذوف أي لو كان آباؤهم جهلة لا يتفكرون في أمر الدين ولا يهتدون لاتبعوهم . إن شر الدواب ، أي شر ما يدب على الارض أو شر البهائم الصم عن سماع الحق وقبوله ، البكم عن التكلم به ، وقوله : بل أكثرهم لا يعقلون ليس في قرآننا ، وهذه الآية في سورة لقمان ، وفيها : بل أكثرهم لا يعلمون . ولعله كان في قرآنهم كذلك ( 4 ) ، وكذا ليس في هذا القرآن وأكثرهم لا يشعرون . فإما أن يكون هذا كلامه عليه السلام أو أنه أورد مضمون بعض الآيات . والضمير راجع إلى كفار قريش وهم كانوا قائلين بأن خالق السماوات والارض هو الله تعالى ، لكنهم كانوا يشركون الاصنام معه تعالى في العبادة . يا هشام ثم مدح القلة فقال : وقليل من عبادي الشكور ( 5 ) وقال : وقليل ما هم ( 6 ) وما آمن معه إلا قليل ( 7 ) يا هشام ثم ذكر اولي الالباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا اولوا الالباب ( 8 ) . يا هشام إن الله يقول : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ( 9 ) يعني العقل ، * ( هامش ) * ( 1 ) الانفال : 22 ( 2 ) اللقمان : 25 ( 3 ) الانعام : 116 ( 4 ) هذا الاحتمال منه رحمه الله مبني على القول بوقوع التحريف في القرآن وقد بينا فساده في محله . بل الحق أن ذلك من خطأ النساخ أو الراوي في ضبطه ، وكيف يمكن أن يستدل عليه السلام بآية لا سبيل للمخاطب على الحصول عليها ولو فرض وقوع التحريف . ط ( 5 ) سبأ : 13 ( 6 ) ص : 24 ( 7 ) هود : 40 ( 8 ) البقرة : 269 ( 9 ) ق : 36 ( * ) [136] وقال : ولقد آتينا لقمان الحكمة ( 1 ) قال : الفهم والعقل . يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وجسرها الايمان ، و شراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر . بيان : للحق أي لله بالايمان به وطاعته ، أو لكل حق إذا ظهر لك بقبوله . عالم بفتح اللام أو كسرها . وفي الكافي : وحشوها الايمان أي ما يحشى فيها وتملا منها . والشراع ككتاب : الملاءة الواسعة فوق خشبة يصفقها الريح فتمضي بالسفينة . والقيم مدبر أمر السفينة . والدليل : المعلم . وقال في المغرب : السكان ذنب السفينة لانها به تقوم وتسكن . يا هشام لكل شئ دليل ، ودليل العاقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت . ولكل شئ مطية ، ومطية العاقل التواضع . وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه . بيان : في الكافي في العقل في الموضعين مكان العاقل . ودليل العقل أو العاقل التفكر فإنه يصل إلى مطلوبه بالفكر . وعلى نسخة الكافي يحتمل أن يكون المراد أن التفكر يدل على أن المرء عاقل ، وكذا ما بعده يحتملهما . ومطية العاقل التواضع أي مع التواضع يقوي على ما يدل عليه عقله ، ويؤيد من الله بإعماله ، ومع التكبر . وعدم طاعة الله يضعف عقله ، ولا يقدر على إعماله في الامور كالراجل العاجز عن الوصول إلى المطلوب ، وعلى نسخة العقل أظهر كما لا يخفى . يا هشام لو كان في يدك جوزة وقال الناس : لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة ، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس : أنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة . بيان : حاصله عدم الاغترار بمدح الناس والافتخار بثناءهم . يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة * ( هامش ) * ( 1 ) لقمان : 11 ( * ) [137] أحسنهم معرفة لله ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة . بيان : ضمير الجمع في قوله عليه السلام : ليعقلوا راجع إلى العباد أي ما بعثهم إلا ليعقل العباد عن الله ما لا يعقلون إلا بتفهيم الانبياء والرسل عليهم السلام . يا هشام ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع إلا رفعه الله ، ولا يتعاظم إلا وضعه الله . يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة عليهم السلام ، وأما الباطنة فالعقول . يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره . يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله : من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه على هدم عقله ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه . بيان : نور مرفوع ( 1 ) إذ لم تر أظلم متعديا ، وإضافته إلى الفكر إما بيانية أو لامية ، والسبب في ذلك أن بطول الامل يقبل إلى الدنيا ولذاتها ، فيشغل عن التفكر . والطريف : الامر الجديد المستغرب الذي فيه نفاسة ، ومحو الطرائف بالفضول إما لانه إذا اشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلم بالفضول ، أو لانه لما سمع الناس منه الفضول لم يعبأوا بحكمته ، أو لانه إذا اشتغل به محا الله عن قلبه الحكمة . يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك . بيان : الزكاة تكون بمعنى النمو ، وبمعنى الطهارة ، وهنا يحتملهما ، والامر مقابل النهي ، أو بمعنى مطلق الشأن أي الامور المتعلقة به تعالى . يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى * ( هامش ) * ( 1 ) بل منصوب كما يقال : أظلم الله الليل أي جعله مظلما ، ونفيه تعدى أظلم في غير محله . ( * ) [138] اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ( 1 ) ورغب فيما عند ربه ، وكان انسه في الوحشة ، و صاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزه في غير عشيرة . بيان : عقل عن الله ، أي حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرائعه ، أو أعطاه الله العقل ، أو علم الامور بعلم ينتهى إلى الله بأن أخذه عن أنبياءه وحججه ، إما بلا واسطة ، أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر . وغناه أي مغنيه ، أو كما أن أهل الدنيا غناهم بالمال هو غناه بالله وقربه ومناجاته . والعيلة : الفقر . وفي الكافي : من غير عشيرة . وهي القبيلة والرهط ( 2 ) الادنون . يا هشام نصب الخلق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العالم بالعقل . بيان : في الكافي : نصب الحق . ونصب إما مصدر ، أو فعل مجهول أي إنما نصب الله الخلق أو الحق والدين ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليطاع في أوامره ونواهيه . والتعلم بالعقل يعتقد أي يشتد ويستحكم ، أو من الاعتقاد بمعنى التصديق والاذعان . و معرفة العالم وفي الكافي : ومعرفة العلم . أي علم العالم ، وما هنا أظهر ، والغرض أن احتياج العلم إلى العقل من جهتين : لفهم ما يلقيه العالم ، ولمعرفة العالم الذي ينبغي أخذ العلم عنه . يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود . بيان : في الكافي من العالم . …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 1 من ص 138 سطر 19 الى ص 147 سطر 17 يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم . * ( هامش ) * ( 1 ) العزلة عن أهل الدنيا والراغبين فيها والمنهمكين في لذاتها ومن يصد المرء عن بلوغ رشده ونهاء سعادته ممدوحة ، وأما العزلة عن أهل الدين وجماعة المسلمين وعمن يحصل بمصاحبته بصيرة في أمر الدين ورغبة فيما عند الله من النعيم ، فمذمومة شرعا وعقلا . ( 2 ) الرهط بفتح الراء : قوم الرجل وقبيلته . عدد يجمع من الثلاثة إلى العشرة ، وليس فهيم امرأة ( * ) [139] بيان : بالدون من الدنيا أي القليل واليسير منها مع الحكمة الكثيرة ، ولم يرض بالقليل من الحكمة مع الدنيا الكثيرة . يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شئ من الدنيا يغنيك . يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض . يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ، ورغبوا في الآخرة ، لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته . بيان : في الكافي : إن الدنيا طالبة مطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة ، والدنيا طالبة للمرء لان يوصل إليه ما عندها من الرزق المقدر ، ومطلوبة يطلبها الحريص طلبا للزيادة ، والآخرة طالبة تطلبه لتوصل إليه أجله المقدر ، ومطلوبة يطلبها الطالب للسعادات الاخروية بالاعمال الصالحة . يا هشام من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله في مسألته ، بأن يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا . يا هشام إن الله عزوجل حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ( 1 ) . حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها . إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ولم يجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانيته موافقا لان الله لا يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه . بيان : الزيغ : الميل والعدول عن الحق ، ورداها : أي هلاكها وضلالها . * ( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 8 ( * ) [140] قوله عليه السلام : من كان قوله لفعله مصدقا على صيغة إسم الفاعل أي ينبغي أن يأتي أولا بما يأمره ، ثم يأمر غيره ليكون قوله مصدقا لما يفعله ويمكن أن يقرأ على صيغة المفعول . قوله عليه السلام : لان الله الخ أي العقل أمر مخفي في الانسان لا يعرف وجوده في شخص إلا بما يظهر على الجوارح من آثاره والافعال الحسنة الناشئة عنه ، ويمكن أن يكون المراد بالعقل المعرفة . يا هشام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ما من شئ عبدالله به أفضل من العقل وما تم عقل امرؤ حتى يكون فيه خصال شتى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، ونصيبه من الدنيا القوت ، ولا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره ( 1 ) والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى الناس كلهم خيرا منه ، وأنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الامر . بيان : دهره أي في تمام دهره وعمره . الذل أحب إليه المراد الذل والعز الدنيويان أو ذل النفس وعزها وترفعها . وهو تمام الامر أي كل أمر من امور الدين يتم به ، أو كأنه جميع امور الدين مبالغة ( 2 ) والمراد بالكفر جميع أنواعه على ما سيأتي تفسيره في موضعه إن شاء الله تعالى . يا هشام من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه ، ومن حسن بره بإخوانه وأهله مد في عمره . بيان : نيته أي عزمه على المبرات والخيرات ، أو المراد الاخلاص في أعماله الحسنة . يا هشام لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم . * ( هامش ) * ( 1 ) لعل المراد أن العاقل إذا يرى أن المماشاة مع الناس وذهابه مذهبهم توجب رفعة قدره و عظم شأنه بينهم وبعده عن الحق وأن الاخذ بالديانة وسلوكه سبيل الحق يوجب المذلة بينهم يختار المذلة عند الناس مع كونه عند الله عزيزا على عزته بينهم وبعده عنه تعالى ، أو أن ذل نفسه بأخذه زمامها وبردعها عن مشتهياتها أحب إليه من عز نفسه بارساله عنانها وبانجاح حوائجها وآمالها . ( 2 ) والظاهر أن المراد به تمام ذلة النفس وفقرها وهو آخر درجات الايمان وتمام عقل المرء وبه يتم أمره كما جاء منصوصا عليه في بعض الاحاديث . ( * ) [141] يا هشام كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا . بيان : المنحة : العطاء . يا هشام لا دين لمن لا مروة له ، ولا مروة لمن لا عقل له : وإن أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا ، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها . بيان : المروة ، الانسانية وكمال الرجولية ، وهي الصفة الجامعة لمكارم الاخلاق ومحاسن الآداب . والخطر : الحظ والنصيب ، والقدر والمنزلة ، والسبق الذي يتراهن عليه ، والكل محتمل . يا هشام إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ، لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه ثلاث خصال ، يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق . وقال الحسن بن علي عليه السلام إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا بن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم ، فقال : إنما يتذكر اولوا الالباب . قال : هم اولوا العقول . وقال علي بن الحسين عليه السلام ، مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وأدب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العقل تمام العز ، واستتمام المال تمام المروة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الاذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا . بيان : أدب العلماء زيادة في العقل أي مجالستهم وتعلم آدابهم ، والنظر إلى أفعالهم وأخلاقهم موجبة لزيادة العقل . واستتمام المال وفي الكافي : استثمار المال ، أي استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الانسانية وموجب له أيضا . قوله : قضاء لحق النعمة ، أي شكر لحق أخيه عليه ، حيث جعله موضع مشورته ، أو شكر لنعمة العقل وهي من أعظم النعم ، ولعل الاخير أظهر . يا هشام إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجاءه ، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه . وكان أمير المؤمنين عليه السلام يوصي أصحابه يقول : اوصيكم بالخشية من الله في السر و العلانية ، والعدل في الرضاء والغضب ، والاكتساب في الفقر والغنى ، وأن تصلوا من [142] قطعكم ، وتعفوا عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم ، وليكن نظركم عبرا ، وصمتكم فكرا ، وقولكم ذكرا ، وإياكم والبخل ، وعليكم بالسخاء ، فإنه لا يدخل الجنة بخيل ، ولا يدخل النار سخي . بيان : التعنيف : اللوم والتعيير بعنف ، وترك الرفق والغلظة ، وكلاهما محتمل . والسر والعلانية بالنظر إلى الخلق . والرضاء والغضب أي سواء كان راضيا عمن يعدل فيه أو ساخطا عليه ، والحاصل أن لا يصير رضاه عن أحد أو سخطه عليه سببا للخروج عن الحق ، والاكتساب يحتمل اكتساب الدنيا والآخرة . يا هشام رحم الله من استحيا من الله حق الحياء : فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى وعلم أن الجنة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات . بيان : وما حوى أي ما حواه الرأس ، من العين والاذن واللسان وسائر المشاعر بأن يحفظها عما يحرم عليه . والبطن وما وعى ، أي ما جمعه من الطعام والشراب بأن لا يكونا من حرام ، والبلى بالكسر ، الاندراس والاضمحلال في القبر قال في النهاية ، فيه الاستحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر والبلى . والجوف وما وعى أي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من حلهما انتهى . وقال بعضهم : الجوف : البطن و الفرج وهما الاجوفان ، وبعضهم روى الخبر هكذا ، فليحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى فقال : أي ما وعاه الرأس من العين والاذن واللسان أي يحفظه عن أن يستعمل فيما لا يرضى الله ، وعن أن يسجد لغير الله . ويحفظ البطن وما حوى أي جمعه ، فيتصل به من الفرج والرجلين واليدين والقلب عن استعمالها في المعاصي انتهى . أقول : فيحتمل على ما في هذا الخبر أن يكون المراد حفظ البطن عن الحرام ، وحفظ ما وعاه البطن من القلب عن الاعتقادات الفاسدة والاخلاق الذميمة ، ويحتمل أن يكون المراد بما وعاه ما جمعه واحيط به من الفرجين ، وسائر الاعضاء : كاليدين والرجلين ، أو يكون المراد بالبطن ما عدا الرأس مجازا بقرينة المقابلة . قوله عليه السلام : والجنة محفوفة بالمكاره . أي لا تحصل إلا بمقاساة المكاره في الدنيا . [143] يا هشام من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله عثرته يوم القيامة ، ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة . بيان : العثرة : الزلة ، والمراد المعاصي ، والاقالة في الاصل فسخ البيع بطلب المشتري : والاستقالة طلب ذلك ، والمراد هنا تجاوز الله وترك العقاب الذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنه اشترى العقوبة وندم فاستقال . يا هشام إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه . يا هشام وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله أن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه ، وقتل غير قاتله ، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله . ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا . بيان : لعل المراد بذؤابة السيف – بالهمز – ما يعلق عليه لحفظ الضروريات كالملح وغيره ، قال الجوهري والفيروزآبادي : الذؤابة : الجلدة المعلقة على آخرة الرحل . وأعتى من العتو وهو البغي والتجاوز عن الحق والتكبر . غير قاتله ، أي مريد قتله ، أو قاتل مورثه . ومن تولى غير مواليه . أي المعتق الذي انتسب إلى غير معتقه ، أو ذو النسب الذي تبرأ عن نسبه ، أو الموالي في الدين من الائمة المؤمنين ، بأن يجعل غيرهم وليا له ويتخذه إماما ، وعلى الاخير تدل الاخبار المعتبرة . والحدث : البدعة أو القتل كما ورد في الخبر ، أو كل أمر منكر . قال في النهاية : وفي حديث المدينة : من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ، الحدث : الامر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنة . والمحدث يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه ، وحال بينه وبين أن يقتص منه ، والفتح هو الامر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الايواء فيه الرضاء به والصبر عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكرها عليه فقد آواه . وقال الفيروزآبادي : الصرف في الحديث التوبة والعدل الفدية . أو النافلة والعدل الفريضة . أو بالعكس ، أو هو الوزن والعدل الكيل . أو هو الاكتساب والعدل الفدية أو الحيلة . [144] أقول : فسر في بعض أخبارنا الصرف بالتوبة ، والعدل بالفداء كما سيأتي . يا هشام أفضل ما تقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة ، وبر الوالدين ، وترك الحسد والعجب والفخر . بيان : يمكن إدخال جميع العقائد الضرورية في المعرفة ، لاسيما مع عدم الظرف كما ورد في الاخبار الكثيرة بدونه . يا هشام أصلح أيامك الذي هو أمامك ، فانظر أي يوم هو ؟ وأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله فإن الدهر طويلة قصيرة فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لتكون أطمع في ذلك ، واعقل عن الله ، وانظر في تصرف الدهر وأحواله فان ما هو آت من الدنيا كما ولى منها فاعتبر بها ، وقال علي بن الحسين عليه السلام : إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الارض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند ولي من أولياء الله وأهل المعرفة بحق الله كفئ الظلال ثم قال : أو لا حر يدع هذه اللماظة لاهلها ؟ يعني الدنيا ، فليس لانفسكم ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها ، فإنه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس . بيان : طول الدهر في نفسها لا ينافي قصرها بالنسبة إلى كل شخص ، أي خذ موعظتك من الدهور الماضية ، والازمان الخالية ، ويحتمل أن يكون عمر كل شخص باعتبارين . وقال الفيروزآبادي : الظل بالكسر : نقيض الضح أو هو الفئ ، أو هو بالغداة ، والفئ بالعشي ، الجمع ظلال وظلول ( 1 ) وأظلال والظل من كل شئ شخصه أو كنه ( 2 ) ومن السحاب ما وارى الشمس منه ، والظلة ما أظلك من شجر ، والظلة بالضم ما يستظل به ، والجمع ظلل وظلال . وقال : الفئ : ما كان شمسا فينسخه الظل . وقال الطيبي : الظل ما تنسخه الشمس ، والفئ ما ينسخ الشمس . أقول : فيحتمل أن يكون المراد فئ الاشياء ذوات الاظلال ، كالشجر والجدار ونحوهما ، أو المراد التشبيه بالفئ الذي هو نوع من الظلال ، فان الفئ لحدوثه أشبه بالدنيا من سائر الظلال ، أو لما فيه * ( هامش ) * ( 1 ) ظلال بكسر الظاء . ظلول بضم الظاء . ( 2 ) بكسر الكاف وتشديد النون : ستر الشئ ووقاؤه . ( * ) [145] من الاشعار بالتفيؤ والتحول والانتقال أي الظلال المتفيأة المتحولة . وقال الجوهري : اللماظة بالضم : ما يبقى في الفم من الطعام ، ومنه قول الشاعر يصف الدنيا : لماظة أيام كأحلام نائم . أقول : لا يخفى حسن هذا التشبيه إذ كل ما يتيسر لك من الدنيا فهو لماظة من قد أكلها قبلك ، وانتفع بها غيرك أكثر من انتفاعك ، وترك فاسدها لك . يا هشام إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها ، وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها . بيان : لما كان من معظم الانتفاع بالنجوم معرفة الاوقات ، وجهة الطريق في الاسفار وأمثالها ولا تتم معرفة تلك الامور إلا بكثرة تعاهد النجوم لتعرف مجاريها و منازلها ومطالعها ومغاربها ومقدار سيرها كذلك الحكمة لا ينتفع بها إلا بكثرة تعاهدها واستعمالها لتعرف فوائدها وآثارها . ودرس كنصر وضرب : قرأ . يا هشام إن المسيح عليه السلام قال للحواريين : يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة وتذكرون شوكها ( 1 ) ومؤونة مراقيها ، وتنسون طيب ثمرها ومرافقتها كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده ، وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها ، يا عبيد السوء نقوا القمح وطيبوه . وادقوا طحنه تجدوا طعمه ، ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الايمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبه . بحق أقول لكم : لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ، ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم : لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون ، فلا تنظروا بالتوبة غدا ، فان دون غد يوما وليلة ، وقضاء الله فيهما يغدو ويروح بحق أقول لكم : إن من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل هما ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء ، وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح وأقل هما ممن عمل الخطيئة وإن أخلص التوبة وأناب ، وإن صغار الذنوب ومحقراتها من مكائد إبليس يحقرها لكم ، ويصغرها * ( هامش ) * ( 1 ) بفتح الشين وسكون الواو : ما يخرج من النبات شبيها بالابر . ( * ) [146] في أعينكم ، فتجتمع وتكثر فتحيط بكم . بحق أقول لكم : إن الناس في الحكمة رجلان فرجل أتقنها بقوله ، وصدقها بفعله ، ورجل أتقنها بقوله ، وضيعها بسوء فعله ، فشتان بينهما ، فطوبى ( 1 ) للعلماء بالفعل ، وويل ( 2 ) للعلماء بالقول . يا عبيد السوء اتخذوا مساجد ربكم سجونا لاجسادكم وجباهكم ، واجعلوا قلوبكم بيوتا للتقوى ، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات إن أجزعكم عند البلاء لاشدكم حبا للدنيا ، وإن أصبركم على البلاء لازهدكم في الدنيا . يا عبيد السوء لا تكونوا شبيها بالحداء الخاطفة ولا بالثعالب الخادعة ، ولا بالذئاب الغادرة ، ولا بالاسد العاتية ، كما تفعل بالفراس كذلك تفعلون بالناس : فريقا تخطفون ، وفريقا تخدعون ، وفريقا تقدرون بهم . بحق أقول لكم : لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا ، وباطنه فاسدا كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم ، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة ، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب ، ويمسك النخالة كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل ( 3 ) في صدوركم . يا عبيد الدنيا إنما مثلكم مثل السراج يضيئ للناس ويحرق نفسه . يا بني إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الارض الميتة بوابل المطر . بيان : عبيد السوء بالفتح وقد يضم السين ، ومنهم من منع الضم وهو من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة كقولهم : حاتم الجود . ومؤونة مراقيها أي شدة الارتقاء عليها . ومرافقتها من الرفق بمعنى اللطف والنفع ، ولعله كان مرافقها على صيغة الجمع والضمير راجع إلى الثمر أو النخله . قوله : ما تفضون إليه من قولهم : أفضى إليه أي وصل . ونورها بضم النون وفتحها . والقمح بالفتح : لبر . ويهنؤكم مهموزا بفتح * ( هامش ) * ( 1 ) الطوبى : الغبطة والسعادة ، الخير والخيرة ، هي فعلى من الطيب قلبوا الياء واوا للضمة قبلها ، يقال : طوبى لك وطوباك بالاضافة . ( 2 ) الويل : حلول الشر ، الهلاك . ويدعى به لمن وقع في هلكة يستحقها . ( 3 ) الغل بكسر الغين : الحقد والغش . ( * ) [147] النون وكسرها أي لا يعقب أكله مضرة . وغب كل شئ بالكسر عاقبته . والقطران بفتح القاف وكسرها وسكون الطاء ، وبفتح القاف وكسر الطاء دهن منتن يستجلب من شجر الابهل فيهناء ( 1 ) به الابل الجربي ( 2 ) ، ويسرع فيه أشعال النار . وسوء رغبته فيها أي ترك عمله بتلك الحكمة ، والانظار : التأخير ولعل تعديته بالباء بتضمين أو بتقدير ، ويحتمل الزيادة . وقوله : يغدو أي ينزل أول النهار . ويروح أي ينزل آخر النهار . وقوله : أروح ، أي أكثر راحة . قوله : ومحقرتها بفتح الميم والقاف والراء وسكون الحاء مصدر بمعنى الحقارة والذلة ، أو على وزن اسم المفعول من باب التفعيل ، كما ورد إياكم ومحقرات الذنوب . ويحقرها من باب التفعيل أو كيضرب . والحداء بكسر الحاء ممدودا جمع الحدأة كعنبة : نوع من الغراب ( 3 ) يخطف الاشياء ، والاسد بضم الهمزة وسكون السين جمع أسد . والعاتية أي الظالمة الطاغية المتكبرة . كما تفعل أي الاسد أو جميع ما تقدم ، فالفراس على التغليب وقوله : فريقا تخطفون ، إلى آخر ما ذكر ، على سبيل اللف والنشر ، ولما ذكر الافتراس أولا لم يذكر آخرا . لا يغني عن الجسد ، أي لا ينفعه ولا يدفع عنه سوأ . والمنخل بضم الميم والخاء وقد تفتح خاؤه : ما ينخل به . ويقال : زاحمهم ، أي ضايقهم ودخل في زحامهم . قال الفيروزآبادي : جثى كدعا ورمى جثوا وجثيا بضمهما ، : جلس على ركبتيه ، وجاثيت ركبتي إلى ركبته . وقال : الوابل : المطر الشديد الضخم القطر . يا هشام مكتوب في الانجيل : طوبى للمتراحمين اولئك هم المرحومون يوم …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 1 من ص 147 سطر 18 الى ص 156 سطر 23 القيامة ، طوبى للمصلحين بين الناس اولئك هم المقربون يوم القيامة ، طوبى للمطهرة قلوبهم اولئك هم المتقون يوم القيامة ، طوبى للمتواضعين في الدنيا اولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة . بيان : تخصيص كونهم من المتقين بيوم القيامة ، لان في ذلك اليوم يتبين المتقون * ( هامش ) * ( 1 ) هنأ الابل : طلاها بالهناء وهو القطران . ( 2 ) الجرب : داء يحدث في الجلد بثورا صغارا لها حكة شديدة . ( 3 ) فيه خطا ؟ بل هو من الجوارح من نوع البازي دون الغراب . ( * ) [148] واقعا ، ويمتازون عن المجرمين ، ويحشرون إلى الرحمن وفدا ، وأما في الدنيا فكثيرا ما يشبه غيرهم بهم . يا هشام قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة ، وقلة وزر وخفة من الذنوب ، فحصنوا باب الحلم فإن بابه الصبر ، وإن الله عز وجل يبغض الضحاك من غير عجب . والمشاء إلى غير إرب . ويجب على الوالي أن يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته ولا يتكبر عليهم ، فاستحيوا من الله في سرائركم ، كما تستحيون من الناس في علانيتكم ، واعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن ، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم . بيان : الحكم بالضم : الحكمة . والدعة بفتح الدال : السكون والراحة . والارب بالكسر وبالتحريك : الحاجة . وقال في النهاية : وفي الحديث : الكلمة الحكمة ضالة المؤمن وفي رواية : ضالة كل حكيم أي لا يزال يطلبها كما يتطلب الرجل ضالته . إنتهى . وقيل : المراد أن المؤمن يأخذ الحكمة من كل من وجدها عنده ، وإن كان كافرا أو فاسقا كما أن صاحب الضالة يأخذها حيث وجدها ، ويؤيده ما مر ، وقيل : المراد أن من كان عنده حكمة لا يفهمها ولا يستحقها يجب أن يطلب من يأخذها بحقها كما يجب تعريف الضالة ، وإذا وجد من يستحقها وجب أن لا يبخل في البذل كالضالة . وقال في النهاية : في الحديث فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم قد تكررت هذه اللفظة في الحديث ، والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار ، والاستناد إليهم ، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا ، ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبيه ، ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم ، ثم كثر حتى استعمل في الاقامة بين القوم مطلقا . يا هشام تعلم من العلم ما جهلت ، وعلم الجاهل مما علمت ، وعظم العالم لعلمه ، ودع منازعته ، وصغر الجاهل لجهله ولا تطرده ولكن قربه وعلمه . بيان : الطرد : الابعاد . يا هشام إن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها . وقال أمير [149] المؤمنين صلوات الله عليه : إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشبته ، وأسكتتهم عن النطق وإنهم لفصحاء عقلاء ، يستبقون إلى الله بالاعمال الزكية ، لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له من أنفسهم بالقليل ، يرون في أنفسهم أنهم أشرار ، وإنهم لاكياس ( 1 ) وأبرار . بيان : لعل المراد بالعجز الترك ، وتعجيز النفس والكسل لا عدم القدرة أي إن الله

    رد

  3. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:49:09

    بحار الانوار الجزء 2 بسم الله الرحمن الرحيم ( باب 8 ) * ( ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس ) * الايات ، هود : ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون 18 ، 19 . ابراهيم : الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا اولئك في ضلال بعيد 3 ” وقال تعالى ” : وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوافإن مصيركم إلى النار 30 النحل : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألاساء مايزرون 25 ” وقال تعالى ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة 125 الانبياء : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا 73 القصص : ولايصدنك عن آيات الله بعد إذا نزلت إليك وادع إلى ربك 87 العنكبوت : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وماهم بحاملين من خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون 12 ، 13 التنزيل : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 24 الاحزاب : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد ايصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم [ 2 ] السجدة : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون ” إلى قوله تعالى ” وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين 26 ، 27 ، 29 ” وقال تعالى ” : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله و عمل صالحا وقال إنني من المسلمين 32 الذاريات : وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 55 الاعلى : فذكر إن نفعت الذكرى 9 الغاشية : فذكر إنما أنت مذكر 22 العصر : وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر 1 – م ، ج : بإسناده إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولايقدر على الوصول إليه ، ولايدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى . بيان : قال الجزري : في حديث الدعاء : ألحقني بالرفيق الاعلى . الرفيق : جماعة الانبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع ، ومنه قوله تعالى : وحسن اولئك رفيقا ( 1 ) . 2 – م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لاهل جميع العرصات ، وعليه حلة لايقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد يا عبادالله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة . [ 3 ] بيان : لايقوم بتشديد الواو من التقويم أو بالتخفيف أى لايقاومها ولا يعادلها وقوله عليه السلام : بحذافيرها أى بأجمعها . 3 – م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليهافي أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك ، فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك ياابنة رسول الله ، قالت فاطمة : هاتي وسلي عما بدالك ، أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه ؟ فقالت : لا . فقالت : اكثريت أنالكل مسألة بأكثر من ملء مابين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل على ، سمعت أبي صلى الله عليه وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عبادالله حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور ثم ينادي منادي ربنا عزوجل : أيها الكافلون لايتام آل محمد – صلى الله عليه وآله – ، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والايتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من اولئك الايتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتى أن فيهم يعني في الايتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلاء الايتام على من تعلم منهم ، ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للايتام حتى تتموا لهم خلعهم ، وتضعفوها لهم فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ، ويضاعف لهم ، وكذلك من يليهم ممن خلع على من يليهم . وقالت فاطمة عليها السلام : ياأمة الله إن سلكة من تلك الخلع لافضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ومافضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر . بيان : نعشه أى رفعه . ويقال : ينغص الله عليه العيش تنغيصا أى كدره . 4 – م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال الحسن بن علي عليهما السلام : فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل يخرجه من جهله ، و يوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السهى . ( 1 ) * ( هامش ص 3 ) ( 1 ) كوكب خفى في بنات النعش وهو عند الثانية من البنات * [ 4 ] بيان : قال الجوهري : نشب الشئ في الشئ بالكسر نشوبا أى علق فيه . 5 – م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال الحسين بن علي عليهما السلام من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : ياأيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك ، اجعلوا له ياملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم . بيان : قطعته عنا محبتنا باستتارنا أى كان سبب قطعه عنا أنا أحببنا الاستتار عنه لحكمة ، وفي بعض النسخ ” محنتنا ” بالنون وهو أظهر . 6 – م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : قال علي بن الحسين عليه الصلاة والسلام : أوحى الله تعالى إلى موسى : حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلى ، قال : يارب كيف أفعل ؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلان ترد آبقا عن بابي ، أو ضالا عن فنائي ( 1 ) أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها ، وقيام ليلها . قال موسى : ومن هذا العبد الآبق منك ؟ قال : العاصي المتمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك ؟ قال : الجاهل بإمام زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ماعرفه ، الجاهل بشريعة دينه ، تعرفه شريعته وما يعبد به ربه ويتوصل به إلى مرضاته . قال على بن الحسين عليهما السلام : فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الاعظم والجزاء الاوفر . 7 – م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال محمد بن علي الباقر عليهما السلام : العالم كمن معه شمعة تضيئ للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير ، كذلك العالم مع شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة . فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار ، والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ماهو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غيرالوجه الذي أمرالله عزوجل به ، بل تلك الصدقة وبال ( 2 ) على صاحبها لكن يعطيه الله ماهو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدى الكعبة . * ( هامش ص 4 ) ( 1 ) بكسرالفاء : الساحة أمام البيت . ( 2 ) مصدر بمعنى الشدة ، والوخامة ، وسوء العاقبة . * [ 5 ] بيان : قال الفيروز آبادي : القنطار بالكسر : وزن أربعين أوقية من ذهب أو ألف ومائتا دينار ، أو ألف ومائتا أوقية ، أو سبعون ألف دينار ، أو ثمانون ألف درهم ، أومائة رطل من ذهب أو فضة ، أو ألف دينار ، أو ملء مسك ثورذهبا ، أو فضة . أقول : لعله عليه السلام فضل تعليم العلم أولا على الصدقة بهذا المقدار الكثير في غير مصرفه لدفع مايتوهمه عامة الناس من فضل الظلمة الذين يعطون بالاموال المحرمة العطايا الجزيلة على العلماء الباذلين للعلوم الحقة من يستحقه . ثم استدرك عليه السلام بأن تلك الصدقة وبال على صاحبها لكونها من الحرام فلا فضل لها حتى يفضل عليهاشئ ، ثم ذكر عليه السلام فضله في عمل له فضل جزيل ليظهر مقدار فضله ورفعة قدره . 8 – م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام . قال : قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن أديان محبينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم . بيان : المرابطة : ملازمة ثغر العدو . والثغر مايلي دار الحرب وموضع المخافة من فروج البلدان . والعفريت : الخبيث المنكر . والنافذ في الامر : المبالغ فيه مع دهاء . والخزر بالتحريك : اسم جبل خزر العيون أى ضيقها . 9 – ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال موسى بن جعفر عليهما السلام : ففيه واحد ينقذ يتيمامن أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ماهو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد لان العابد همه ذات نفسه فقط ، وهذا همه مع ذات نفسه ذات عبادالله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته ، فذلك هو أفضل عندالله من ألف ألف عابد ، وألف ألف عابدة . 10 – ج ، م : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام : يقال للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنة ، ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره ، وأنقذهم من أعدائهم ، [ 6 ] ووفر عليهم نعم جنان الله وحصل لهم رضوان الله تعالى . ويقال للفقيه : يا أيها الكافل لايتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لمن أخذ عنك ( 1 ) ، أو تعلم منك فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا ، وهم الذين أخذواعنه علومه ، وأخذوا عمن أخذ عنه ، وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كم فرق بين المنزلتين ؟ ! . بيان : الفئام بالهمزو كسر الفاء : الجماعة من الناس ، وفسرفي خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير بمائة ألف . 11 – ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام : من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم ، الاسراء في أيدي شياطينهم ، وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم ، وأخرجهم من حيرتهم ، وقهر الشياطين برد وساوسهم ، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عندالله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الارض و العرش والكرسي والحجب على السماء ، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء . 12 – ج ، م : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن محمد عليهما السلام : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه ، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عبادالله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لمابقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ، كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عندالله عزوجل . بيان : الذب : الدفع . والشباك بالكسر : جمع الشبكة التي يصادبها . والمردة : المتمردون العاصون . والفخ : المصيدة . وسكان السفينة : ذنبها . 13 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال : تأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والانوار تسطع من تيجانهم على رأس كل * ( هامش ص 6 ) ( 1 ) وفي نسخة لكل من اخذ عنك . * [ 7 ] واحد منهم تاج بهاء ، قد انبثت ( 1 ) تلك الانوار في عرصات القيامة ، ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة ، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ، ومن ظلمة الجهل أنقذوه ، ومن حيرة التيه أخرجوه ، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار استاديهم ومعلميهم ، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم ، ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه ، وصمت اذنه ، وأخرس لسانه وتحول عليه ( 2 ) أشد من لهب النيران ، فيتحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية ( 3 ) فتدعوهم إلى سواء الجحيم . وقال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام : إن من محبي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم مساكين مواساتهم أفضل من مساواة مساكين الفقراء وهم الذين سكنت جوارحهم ، وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ، ويسفهون أحلامهم ، ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الاعداء الظاهرين النواصب ، …………………………………………………………………. -بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 7 سطر 13 إلى صفحه 14 سطر 7 وعلى الاعداء الباطنين إبليس ومردته ، حتى يهزموهم عن دين الله ، ويذودوهم عن أولياء آل رسول الله صلى الله عليه وآله ، حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم ، قضى الله تعالى بذلك قضاء حق على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله . بيان : التيه بالكسر : الضلال . والتحول : التنقل ، وضمن معنى التسلط أى انتقل إليه متسلطا عليه ، أو معنى الاقتدار . فيحملهم أى ذلك الشعاع أو شعبته . فتدعوهم أى الزبانية أو الشعاع إلى سواء الجحيم أى وسطه . ويسفهون أحلامهم أى ينسبون عقولهم إلى السفه . قوله عليه السلام : إلى شياطينهم أى شياطين هؤلاء العلماء الهادين . 14 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من قوى مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه لعنه الله ( 4 ) يوم يدلى في * ( هامش ص 7 ) ( 1 ) أى انتشرت . ( 2 ) وفى نسخة : وتحول اليه . ( 3 ) الزبانية عند العرب الشرط ، وسموا بها بعض الملائكة لدفعهم أهل النار اليها . ( 4 ) اى فهمه اياه مشافهة . * [ 8 ] قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي وعدتي ، والمؤمنون إخواني . فيقول الله : أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات الجنة فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة . ايضاح : الافحام : الاسكات في الخصومة . والادلاء : الارسال . والبهجة بالفتح : الحسن والسرور . 15 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام . قال قالت فاطمة عليها السلام – وقد اختصم إليها إمرأتان فتنازعتا في شئ من أمرالدين ، إحديهما معاندة ، والاخرى مؤمنة ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاشديدا – فقالت فاطمة عليها السلام : إن فرح الملائكة باستظهارك عليهاأشد من فرحك ، وإن حزن الشيطان ومردته بحزنها أشد من حزنها ، وإن الله تعالى قال لملائكته : أوجبوا لفاطمة بمافتحت على هذه المسكينة الاسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مماكنت أعددت لها ، واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ماكان معدا له من الجنان . 16 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام – وقد حمل إليه رجل هدية – فقال له : أيما أحب إليك ؟ أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلان الناصبي في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الامرين ، وإن أسأت الاختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت ، فقال : ياابن رسول الله فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لاولئك الضعفاء من يده قذره عشرون ألف درهم ؟ قال بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة ! فقال : ياابن رسول الله فكيف أختار الادون بل أختار الافضل : الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده ( 1 ) عن أولياء الله . فقال الحسن بن على عليه السلام : قدأحسنت الاختيار وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به ، فقال له إذ حضره : ياعبدالله ماربح أحد مثل ربحك ، ولااكتسب أحدمن الاوداء مااكتسبت ، * ( هامش ص 8 ) ( 1 ) اى ادفعه واطرده . * [ 9 ] اكتسبت مودة الله أولا ، ومودة محمدصلى الله عليه واله وعلي ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ، ومودة ملائكة الله رابعا ، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا ، فاكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئالك هنيئا . 17 م : قال أبومحمد عليه السلام : قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما لرجل : أيهماأحب إليك ؟ رجل يروم قتل مسكين قدضعف أتنقذه من يده ، أوناصب يريد إضلال مسكين من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه مايمتنع به ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى ؟ قال : بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب إن الله تعالى يقول : من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . أى ومن أحياها وأرشدها من كفرإلى إيمان فكأنما أحيا الناس جميعامن قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد . بيان : إن الاحياء في الاول المرادبه الهداية من الضلال ، والاحياء ثانيا الانجاء من القتل ، وقوله : من قبل بكسر القاف وفتح الباء أى من جهة قتلهم بالسيوف ، ويحتمل فتح القاف وسكون الباء . 18 م : قال أبومحمد عليه السلام : قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل : أيهماأحب إليك صديق كلمارآك أعطاك بدرة دنانير ، أوصديق كلمارآك نصرك لمصيدة من مصائد الشيطان ، وعرفك ماتبطل به كيدهم ، وتخرق شبكتهم ، وتقطع حبائلهم ؟ قال : بل صديق كلمارآني علمني كيف اخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عني بلاءه . قال : فأيهما أحب إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الناصبين ؟ قال : ياابن رسول الله سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب . قال : اللهم وفقه قال : بل استنفاذي المسكين الاسيرمن يدى الناصب ، فإنه توفير الجنة عليه وإنقاذه من النار ، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوض هذا المظلوم بأضعاف مالحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم بماهو عادل بحكمه . قال : وفقت لله أبوك ! أخذته من جوف صدري لم تخرم مماقاله رسول الله صلى الله عليه واله حرفا واحدا . وسئل الباقر محمد بن علي عليهما السلام : إنقاذ الاسير المؤمن من محبينا ( 1 ) * ( هامش ص 9 ) ( 1 ) كذا في النسخ والظاهر : محبيكم . * [ 10 ] من يد الغاصب يريد أن يضله بفضل لسانه وبيانه أفضل ، أم إنقاذ الاسير من أيدي أهل الروم ؟ قال الباقر عليه السلام : أخبرني أنت عمن رأى رجلا من خيار المؤمنين يغرق ، وعصفورة تغرق لايقدر على تخليصهما بأيهما اشتغل فاته الآخر ، أيهما أفضل أن يخلصه ؟ قال : الرجل من خيار المؤمنين ، قال عليه السلام : فبعد ماسألت في الفضل أكثر من بعد ما بين هذين ، إن ذاك يوفر عليه دينه وجنان ربه ، وينقذه من نيرانه ، وهذا المظلوم إلى الجنان يصير . بيان : بماهو عادل بحكمه أى بانتقام هو تعالى عادل بسبب الحكم به ، أى لايجور في الانتقام . وقال في النهاية : وفي الحديث : لله أبوك إذا اضيف الشئ إلى عظيم شريف اكتسى عظما وشرفا كماقيل : بيت الله ، وناقة الله . فإذا وجد من الولد مايحسن موقعه ويحمد قيل : لله أبوك . في معرض المدح والتعجب ، أى أبوك لله خالصا حيث أنجب بك وأتى بمثلك . وقال : وفيه : ماخرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه واله شيئا أى ما تركت ، ومنه الحديث : لم اخرم منه حرفا أى لم أدع . 19 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال جعفر بن محمد عليهما السلام : من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ، ويكشف عن مخازيهم ، ويبين عوراتهم ويفخم أمرمحمد وآله صلوات الله عليهم جعل الله همه أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد تفضل عن ؟ ؟ السماوات والارض ، فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لايعرف قدرها إلا رب العالمين ؟ . 20 – م : قال أبومحمد عليه السلام : قال موسى بن جعفر عليهما السلام : من أعان محبا لنا على عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورته ، ويخرج الباطل الذي يروم به أعداؤنا ودفع حقنا في أقبح صورة ، حتى ينبه الغافلين ، ويستبصر المتعلمون ، ويزداد في بصائرهم العالمون ، بعثه الله تعالى يوم القيامة في أعلى منازل الجنان ، ويقول : يا عبدي الكاسر لاعدائي ، الناصر لاوليائي ، المصرح بتفضيل محمد خير أنبيائي ، وبتشريف علي أفضل أوليائي ، ويناوي من ناواهما ، ويسمى بأسمائهما [ 11 ] وأسماء خلفائهما ويلقب بألقابهم ، فيقول ذلك ويبلغ الله جميع أهل العرصات فلا يبقى كافر ولا جبار ولاشيطان إلا صلى على هذا الكاسر لاعداء محمد عليه السلام ، ولعن الذين كانوا يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمد وعلي صلوات الله عليهما . 21 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن موسى الرضاعليه السلام : أفضل مايقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدولله ولرسوله ، يقوم من قبره و الملائكة صفوف من شفير قبره ( 1 ) إلى موضع محله من جنان الله فيحملونه على أجنحتهم ، ويقولون : طوباك طوباك يادافع الكلاب عن الابرار ، وياأيها المتعصب للائمة الاخيار . 22 – م : قال أبومحمد عليه السلام : قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام : إن حجج الله على دينه أعظم سلطانا يسلط الله بهاعلى عباده ، فمن وفر منها حظه فلا يرين ( 2 ) إن من منعه ذاك فقد فضله عليه ولو جعله في الذروة ( 3 ) العليا من الشرف والمال والجمال فإنه إن رأى ذلك فقد حقر عظيم نعم الله لديه وإن عدوا من أعدائنا النواصب يدفعه بما تعلمه من علومنا أهل البيت لافضل له من كل مال لمن فضل عليه ولوتصدق بألف ضعفه . 23 – م ، ج : وبالاسناد إلى أبي محمد عليه السلام أنه قال لبعض تلامذته لما اجتمع قوم من الموالي والمحبين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله بحضرته ، وقالوا : ياابن رسول الله إن لنا جارا من النصاب يؤذينا ويحتج علينا في تفضيل الاول والثاني والثالث على أميرالمؤمنين عليه السلام ، وبورد علينا حججا لاندري كيف الجواب عنها والخروج منها ؟ قال : مربهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتسمع عليهم ، فيستدعون منك الكلام فتكلم ، وأفحم صاحبهم ، واكسر غرته وفل حده ، ولاتبق له باقية ، فذهب الرجل وحضر الموضع وحضروا وكلم الرجل فأفحمه وصيره لايدري في السماء هو أوفي الارض . * ( هامش ص 11 ) ( 1 ) أى ناحية قبره . ( 2 ) أى فلا يغلب ولايقهر . ( 3 ) بضم الذال وكسرها : المكان المرتفع ، العلو ، أعلى الشئ . * [ 12 ] قالوا : فوقع علينا من الفرح والسرور مالا يعلمه إلا الله تعالى ، وعلى الرجل والمتعصبين له من الحزن والغم مثل مالحقنامن السرور ، فلما رجعنا إلى الامام قال لنا : إن الذي في السماوات من الفرح والطرب بكسرهذا العدو لله كان أكثر مماكان بحضرتكم والذي كان بحضرة إبليس وعتاة ( 1 ) مردته من الشياطين من الحزن والغم أشد مماكان بحضرتهم ، ولقد صلى على هذا الكاسرله ملائكة السماء والحجب والكرسي ، وقابلها الله بالاجابة فأكرم إيابه وعظم ثوابه ، ولقد لعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور وقابلها الله بالاجابة فشدد حسابه وأطال عذابه . بيان : التسمع : الاستماع . وأكسر غرته أى غلبته وشوكته . والفل : الكسر . والحد : طرف السيف وغيره ، ومن الرجل بأسه وشدته أى أكسرحدته وبأسه ، ولاتبق له باقية أى حجة باقية . فأكرم إيابه أى رجوعه إلى الله عزوجل . 24 – م : قال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام إن رجلا جاء إلى علي بن الحسين عليهما السلام برجل يزعم أنه قاتل أبيه ، فاعترف ، فأوجب عليه القصاص ، وسأله أن يعفو عنه ليعظم الله ثوابه فكأن نفسه لم تطب بذلك ، فقال علي بن الحسين عليه السلام للمدعي للدم الولي المستحق للقصاص : إن كنت تذكر لهذا الرجل عليك فضلا فهب له هذه الجناية واغفر له هذا الذنب . قال : ياابن رسول الله له على حق ولكن لم يبلغ أن أعفو له عن قتل والدي . قال : فتريد ماذا ؟ قال : اريد القود ( 2 ) ، فإن أراد لحقه على أن اصالحه على الدية صالحته وعفوت عنه ، فقال على بن الحسين عليهما السلام : فماذا حقه عليك ؟ قال : ياابن رسول الله لقنني توحيد الله ونبوة محمد رسول الله ، وإمامة علي والائمة عليهم السلام ، فقال علي بن الحسين عليهما السلام : فهذا لا يفي بدم أبيك ؟ بلى والله هذا يفي بدماء أهل الارض كلهم من الاولين والآخرين سوى الانبياء والائمة عليهم السلام إن قتلوا ، فإنه لايفي بدمائهم شئ أن يقنع منه بالدية . قال : بلى ، قال علي بن الحسين للقاتل : أفتجعل لي ثواب تلقينك له حتى أبذل لك الدية فتنجو بها من القتل ؟ قال : ياابن رسول الله أنا محتاج إليها ، وأنت مستغن عنها فإن * ( هامش ص 12 ) ( 1 ) العتات جمع عاة : من استكبر وجاوز الحد . ( 2 ) القود بفتح القاف والواو : القصاص وقتل القاتل بدل القتيل . * [ 13 ] ذنوبي عظيمة ، وذنبي إلى هذا المقتول أيضا بيني وبينه لابيني وبين وليه هذا ، قال علي ابن الحسين عليهما السلام : فتستسلم للقتل أحب إليك من نزولك عن هذا التلقين ؟ قال : بلى ياابن رسول الله . فقال علي بن الحسين لولي المقتول : ياعبدالله قابل بين ذنب هذا إليك وبين تطوله عليك ، قتل أباك حرمه لذة الدنيا وحرمك التمتع به فيها ، على أنك إن صبرت وسلمت فرفيقك أبوك في الجنان ، ولقنك الايمان فأوجب لك به جنة الله الدائمة وأنقذك من عذابه الدائم ، فإحسانه إليك أضعاف أضعاف جنايته عليه ، فإما أن تعفوعنه جزاءا على إحسانه إليك لاحدثكما بحديث من فضل رسول الله صلى الله عليه واله خير لك من الدنيا بمافيها ، وإما أن تأبى أن تعفوعنه حتى أبذل لك الدية لتصالحه عليها ، ثم أخبرته بالحديث دونك فلما يفوتك من ذلك الحديث خير من الدنيا بمافيها لواعتبرت به . فقال الفتى . ياابن رسول الله : قد عفوت عنه بلادية ولا شئ إلا ابتغاء وجه الله ولمسألتك في أمره ، فحدثنا ياابن رسول الله بالحديث . قال علي بن الحسين : عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله لمابعث إلى الناس كافة بالحق بشيرا ونذيرا . إلى آخر ما سيأتي في أبواب معجزاته صلى الله عليه واله . 25 – م ، ج : بالاسناد عن أبي محمد العسكري عليه السلام أنه اتصل به أن رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته ، فدخل على علي بن محمد عليهما السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد خارج الدست ، وبحضرته خلق من العلويين وبني هاشم فمازال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست ، وأقبل عليه فاشتد ذلك على اولئك الاشراف : فأما العلوية فأجلوه عن العتاب ، وأما الهاشميون فقال له شيخهم : ياابن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين ؟ فقال عليه السلام : إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى : ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون . أترضون بكتاب الله عزوجل حكما ؟ قالوا : بلى . قال : أليس الله يقول : يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ” إلى قوله ” والذين اوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن إلا أن يرفع على المؤمن [ 14 ] غيرالعالم كما لم يرض للمؤمن إلا أن يرفع على من ليس بمؤمن أخبروني عنه ؟ قال : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات . أو قال : يرفع الله الذين اوتوا شرف النسب درجات ؟ أوليس قال الله : هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟ فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله ؟ إن كسرهذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لافضل له من كل شرف في النسب . فقال العباسي : ياابن رسول الله قد شرفت علينا وقصرتنا عمن ليس له نسب كنسبنا ، ومازال منذ أول الاسلام يقدم الافضل في الشرف على من دونه فيه . فقال عليه السلام : …………………………………………………………………. -بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 14 سطر 8 إلى صفحه 19 سطر 18 سبحان الله أليس العباس بايع لابي بكر وهو تيمي والعباس هاشمي ؟ أوليس عبدالله ابن العباس كان يخدم عمربن الخطاب وهو هاشمي أبوالخلفاء وعمرعدوي ؟ وما بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشورى ولم يدخل العباس ؟ فإن كان رفعنا لمن ليس بهاشمي على هاشمي منكرا فأنكروا على العباس بيعته لابي بكر ، وعلى عبدالله بن العباس خدمته لعمر بعد بيعته ، فإن كان ذلك جائزا فهذا جائز ، فكأنما القم الهاشمي حجرا ( 1 ) . بيان : قال الفيروز آبادي : الدست من الثياب ، والورق ، وصدر البيت ، معربات . قوله عليه السلام : لما رفعه الله بالتخفيف والتشديد . 26 – لى : جعفر بن محمد بن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن عمر بن زياد ، عن مدرك بن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد ، و وضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء . لى : وأنشدنا الشيخ الفقيه أبوجعفر لبعضهم : العالم العاقل ابن نفسه * أغناه جنس علمه عن جنسه كم بين من تكرمه لغيره * وبين من تكرمه لنفسه * ( هامش ص 14 ) ( 1 ) مثل يضرب لمن تكلم فاجيب بمسكتة . * [ 15 ] 27 – لى : علي بن أحمد : عن الاسدي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن محمد الهادي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : لما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : إلهي ماجزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام ؟ قال : ياموسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد . أقول : سيجئ الخبر بتمامه . 28 – فس : حدثنا أبوالقاسم ، عن محمد بن عباس ، عن عبدالله بن موسى ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن عمر بن رشيد ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله . قال : قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون ، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم . 29 – ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيشفعهم : الانبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء . بيان : فيشفعهم على صيغة التفعيل ، أى يقبل شفاعتهم . 30 – ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس ، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه واله عليا : ياعلي ثلاث من حقائق الايمان : الانفاق من الاقتار ، وإنصاف الناس من نفسك ، وبذل العلم للمتعلم . بيان : الاقتار التضيق في المعاش . 31 – ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن ابن صهيب ، قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : لايجمع الله لمنافق ولافاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا . 32 – ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه ، عن رسول الله صلوات الله عليه و عليهم قال : من حسن فقهه فله حسنة . بيان : لعل المراد : أن حصول الحسنة مشروط بحسن الفقه ، أو أن حسن الفقه في كل مسألة يوجب حسنة كاملة . [ 16 ] 33 – ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن عثمان ابن عيسى : عن سماعة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أنزل الله عزوجل : من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها ، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله أماتها 34 – ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد . 35 – ما : بإسناد المجاشعي : عن الصادق ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء . 36 – ع : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله عزوجل العالم والعابد فإذا وقفا بين يدى الله عزوجل قيل للعابد : انطلق إلى الجنة ، وقيل للعالم : قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم . ير : اليقطيني ، عن يونس ، عمن رواه مثله . 37 – ع : أبوالحسن طاهربن محمدبن يونس الفقيه ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن أحمد بن تميم ، عن محمد بن عبيدة ، عن محمد بن حميدة الرازي ، عن محمد بن عيسى ، عن عبدالله ابن يزيد ، عن أبي الدرداء ( 1 ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن الله عزوجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم : لم أضع نوري وحكمتي في صدوركم إلا وأنا اريد بكم خير الدنيا والآخرة ، إذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم . 38 – مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس ، عن سعدان عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ” الم ” هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المقطع * ( هامش ص 16 ) ( 1 ) هو عويمر – بضم العين المهملة وفتح الواو وسكون الياء وكسرالميم – ابن عامر بن زيد أبوالدرداء الخزرجى الانصارى المدنى ، عده الشيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومات قبل قتل عثمان بسنة بدمشق ، وكانها سنة أربع وثلاثين على ماقاله البخارى ” تنقيح المقال ج 2 355 ” * [ 17 ] في القرآن ، الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه واله ، أو الامام فإذا دعابه أجيب ، ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين . قال : بيان لشيعتنا ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون . قال : مما علمنا هم يبثون ، ومماعلمنا هم من القرآن يتلون . 39 – ل : في الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : علموا صبيانكم ماينفعهم الله به لايغلب عليهم المرجئة برأيها . 40 – ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ومحمد بن الحسين ، عن عمروبن عاصم عن المفضل بن سالم ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إن معلم الخير يستغفر له دواب الارض وحيتان البحر ، وكل ذي روح في الهواء ، وجميع أهل السماء والارض ، وإن العالم والمتعلم في الاجرسواء ، يأتيان يوم القيامة كفرسى رهان يزدحمان . بيان : أى كفرسى رهان يتسابق عليهما ، يزحم كل منهما صاحبه أى يجيئ بجنبه ويضيق عليه . 41 – ير : ابن هاشم ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : معلم الخير تستغفر له دواب الارض ، وحيتان البحر وكل صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه . ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن هاشم ، عن الحسين بن سيف مثله . 42 – ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها شئ إلى يوم القيامة . بيان : الثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم . 43 – ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : من علم خيرا فله بمثل أجر من عمل به . قلت : فإن علمه غيره يجري ذلك له ؟ قال : إن علمه الناس كلهم جرى له . قلت : فإن مات ؟ قال : وإن مات . ير : أحمد ، عن محمد البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله . [ 18 ] بيان : قوله : فإن علمه غيره أى المتعلم ويحتمل المعلم أيضا . 44 – ير : عبدالله بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن حماد الحارثي عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يجيئ الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي فيقول : يارب أنى لي هذا ولم أعملها ؟ فيقول : هذا علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك . بيان : الركام بالضم : الضخم المتراكم بعضه فوق بعض . 45 – ير : ابن يزيد وابن هاشم معا ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد . 46 – ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن حماد بن عيسى ، عن القداح ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر . 47 – ير : بهذا الاسناد عنه عليه السلام قال : فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة . 48 – ير : محمد بن حسان ( 1 ) ، عن أبي طاهر أحمد بن عيسى ، عن محمد بن وبد ، عن الدواوندى ( 2 ) ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : يأتي صاحب العلم قدام العابد بربوة مسيرة خمسمائة عام . بيان : الربوة مثلثة : ماارتفع من الارض ، ولعل المراد أنه يأتي إلى مكان مرتفع هو محل استقرارهم وموضع شرفهم قبل العابد بخمسمائة عام ، أو ارتفاع الربوة * ( هامش ص 18 ) ( 1 ) بتشديد السين المهملة ، هو أبوعبدالله الزبيبى الرازى قال النجاشى في ص 239 : يعرف و ينكر ، بين بين ، يروى عنه الضعفاء كثيرا ، له كتب منها : كتاب العقاب ، كتاب ثواب انا انزلناه ، كتاب ثواب الاعمال ، كتاب الشيخ والشيخة ، كتاب ثواب القرآن . وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الهادى عليه السلام ، وتارة ممن لم يرو عنهم عليهم السلام وقال : روى عنه الصفار وغيره . ( 2 ) وفى نسخة : الداروردى . والاسناد في البصائر المطبوع هكذا : محمد بن حسان ، عن أبى طاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمربن ابى طالب ، عن محمد بن حسان وزيد ، عن الراوندى ، عن جعفربن محمد عليهما السلام . * [ 19 ] خمسمائة عام ، أو أنهما يسيران في المحشر والعالم قدام العابد مرتفعا عليه قدر خمس مائة عام . 49 – ير : عمربن موسى ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال : إن فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب ، وفضل العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب . 50 – ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : عالم أفضل من ألف عابد ومن ألف زاهد . وقال عليه السلام : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد . ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى مثله . 51 – ير : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ركعة يصليها الفقيه أفضل من سبعين ألف ركعة يصليها العابد . 52 – ثو : العطار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عمن رواه ، عن أبان ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : لايتكلم الرجل بكلمة حق يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها ، ولايتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها . 53 – سن : أبي ، عن البزنطي ، عن أبان ، عن العلاء ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من علم باب هدى كان له أجرمن عمل به ، ولاينقص اولئك من اجورهم ، ومن علم باب ضلال كان له وزر من عمل به ، ولا ينقص اولئك من اوزارهم . …………………………………………………………………. -بحار الانوار جلد: 2 من صفحه 19 سطر 19 إلى صفحه 27 سطر 11 54 – سن : أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن البطائني ( 1 ) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا . * ( هامش ص 19 ) ( 1 ) بفتح الباء اورده النجاشى في رجاله ص 175 فقال : على بن أبى حمزة ، واسم أبى حمزة سالم البطائنى ابوالحسن مولى الانصار كوفى ، وكان قائدأبى بصيريحيى بن القاسم ، وله أخ يسمى جعفربن أبى حمزة ، روى عن أبى الحسن موسى عليه السلام ، وروى عن أبى عبدالله عليه السلام ، ثم وقف ، وهوأحد عمد الواقفة ، صنف كتباعديدة منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب التفسير ، واكثره عن أبى بصير ، كتاب جامع في ابواب الفقه . * [ 20 ] بيان : لعل المراد النهى عن المجادلة والمخاصمة مع المخالفين إذالم يؤثرفيهم ولاينفع في هدايتهم ، وعلل ذلك بأنهم بسوء اختيارهم بعدواعن الحق بحيث يعسر عليهم قبول الحق كأنهم لا يستطيعونه ، أوصاروا بسوء اختيارهم غير مستطيعين ، وسيأتي الكلام فيه في كتاب العدل . 55 سن : أخي ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذالامر ؟ قال : نعم إن الله يقول في كتابه : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة . المراد بها الاصنام أوحجارة الكبريت . 56 سن : عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : من قتل نفسا بغيرنفس أوفساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . فقال : من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها ، ومن أخرجهامن هدى إلى ضلال فقدقتلها . شى : عن سماعة مثله 57 سن : علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن فضيل قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : قول الله في كتابه : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من حرق أوغرق قلت : فمن أخرجها من ضلال إلى هدى ؟ فقال : ذلك تأويلها الاعظم . 58 سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : اسألك أصلحك الله ؟ قال : نعم . قال : كنت على حال و أنااليوم على حال اخرى ، كنت أدخل الارض ، فأدعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء ، وأنااليوم لاأدعو أحدا . فقال : وما عليك أن تخلي بين الناس وبين ربهم ؟ فمن أرادالله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه . ثم قال : ولاعليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا . ( 1 ) فقلت : أخبرني عن قول الله : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من حرق أوغرق أوغدر ، ثم سكت فقال : تأويلها الاعظم أن دعاها ( هامش ص 20 ) ( 1 ) نبذ الشئ : طرحه ورمى به . * [ 21 ] فاستجابت له ( 1 ) . شى : عن حمران مثله . 59 – شى : عن سعدان بن مسلم ( 2 ) ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : الم ذلك الكتاب لاريب فيه . قال : كتاب علي لاريب فيه . هدى للمتقين . قال : المتقون شيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون ، ومما علمناهم يبثون . 60 – شى : عن محمدبن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : لم يقتلها ( 3 ) أو أنجاهامن غرق ، أو حرق ، أو أعظم من ذلك كله يخرجها من ضلالة إلى هدى . 61 – شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا . قال : من استخرجها من الكفر إلى الايمان . 62 – سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب ، عن الفضل ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : قال لي : أبلغ خيرا وقل خيرا ، ولا تكونن إمعة ” مكسورة الالف مشددة الميم المفتوحة والعين غير المعجمة ” قال : وماالامعة ؟ قال : لاتقولن : أنا مع الناس ، وأنا كواحد من الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه واله قال : أيها الناس إنما هما نجدان : نجد خير ، ونجد شر ، فما بال نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير . جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس مثله . * ( هامش ص 21 ) ( 1 ) اى دعاها من ظلمة الجهالة والضلالة إلى الرشد والهداية ، فاستجابت نفسه له . ( 2 ) قال النجاشى في ص 137 : سعدان بن مسلم واسمه عبدالرحمن بن مسلم ابوالحسن العامرى مولى أبى العلاء كرزبن حفيد العامرى ، من عامر ربيعة ، روى عن أبى عبدالله وابى الحسن عليهما السلام ، و عمر عمرا طويلا ، قد اختلف في عشيرته ، فقال استادنا عثمان بن حاتم بن المنتاب : التغلبى ، وقال محمد بن عبده : سعدان بن مسلم الزهرى من بنى زهرة بن كلاب عربى أعقب ، والله اعلم . له كتاب يرويه جماعة . وقال السيد الداماد قدس سره : سعدان بن مسلم شيخ كبير القدر ، جليل المنزلة له اصل رواه عنه جماعة من الثقات والاعيان كصفوان بن يحيى وغيره . ( 3 ) أى لم يقتص منه ولم يقتلها بدل قتيله . * [ 22 ] بيان : قال في النهاية : اغد عالما أو متعلماولا تكن إمعة ، الامعة بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لا رأى له فهو يتابع كل أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة ، ويقال فيه : إمع أيضا ، ولايقال للمرأ

    رد

  4. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:55:33

    بحار الانوار الجزء 3 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 3 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 22 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على سيد الموحدين وفخر العارفين محمد وأهل بيته الطاهرين الغر الميامين . كتاب التوحيد : وهو المجلد الثاني من كتاب بحار الانوار تأليف المذنب الخاطئ الخاسر محمد المدعو بباقر ابن مروج أخبار الائمة الطاهرين ومحيي آثار أهل بيت سيد المرسلين صلى الله عليه وآله أجمعين محمد الملقب بالتقي حشره الله تعالى مع مواليه شفعاء يوم الدين . ( باب 1 ) ( ثواب الموحدين والعارفين ، وبيان وجوب المعرفة وعلته ) ( وبيان ما هو حق معرفته تعالى ) 1 – يد ، لى : حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن الحسين بن يحيى ابن الحسين ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن عكرمة ، ( 1 ) عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا لا يعذب الله بالنار موحدا أبدا وإن أهل التوحيد ليشفعون فيشفعون . ثم قال صلى الله عليه وآله : إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار ، فيقولون : يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في ( هامش صفحه 1 ) ( 1 ) بكسر العين المهملة وسكون الكاف وكسر الراء المهملة هو مولى ابن عباس يكنى أبا عبدالله كان من علماء العامة ، سمع من ابن عباس ، مات سنة 105 او 107 على اختلاف ولم يرد من الاخبار أو علماء الرجال ما يدل على توثيقه . [ 2 ] دار الدنيا ؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت ؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب ؟ ( 1 ) أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك ؟ فيقول الله جل جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم . فيقولون : يا ربنا عفوك أعظم أم خطئيتنا ؟ فيقول تبارك وتعالى : بل عفوي ، فيقولون : رحمتك أوسع أم ذنوبنا ؟ فيقول عزوجل : بل رحمتي ، فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا ؟ فيقول تعالى . بل إقراركم بتوحيدي أعظم ، فيقولون : يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شئ ، فيقول الله جل جلاله : ملائكتى ! وعزتى وجلالي ماخلقت خلقا أحب إلي من المقرين بتوحيدي ، وأن لا إله غيري : وحق علي أن لا أصلي أهل توحيدي ، ادخلوا عبادي الجنة . بيان : قوله : وحق علي الظاهر أنه اسم أى واجب ولازم علي ، ويمكن أن يقرأ على صيغة الماضي المعلوم والمجهول قال الجوهري : قال الكسائي : يقال : حق لك أن تفعل هذا وحققت أن تفعل هذا بمعنى ، وحق له أن يفعل كذا وهو حقيق به و محقوق به أي خليق له ، وحق الشئ يحق بالكسر أي وجب . وقال : يقال : صليت الرجل نارا : إذا أدخلته النار وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته فيها إلقاءا كأنك تريد الاحراق قلت : أصليته ” بالالف ” وصليته تصلية . وقال : صلى فان النار يصلى صليا احترق 2 يد ، لى : الحسن بن عبدالله بن سعيد ، عن محمد بن أحمد بن حمدان القشيري عن أحمد بن عيسى الكلابي ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، ( 2 ) عن أبيه ( هامش صفحه 2 ) ( 1 ) عفر وجهه بالتراب أى مرغه ودسه فيه . ( 2 ) هو صاحب كتاب الجعفريات ، المترجم في ص 19 من رجال النجاشى بأنه سكن مصر وولده بها ، وله كتب يرويها عن أبيه ، عن آبائه ، منها : كتاب الطهارة ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحج ، كتاب الجنائز ، كتاب الطلاق ، كتاب النكاح ، كتاب الحدود ، كتاب الدعاء ، كتاب السنن والاداب ، كتاب الرؤيا . أخبرنا الحسين بن عبيدالله قال : حدثنا أبومحمد سهل بن أحمد بن سهل ، قال : حدثنا أبوعلى محمدبن محمد الاشعث بن محمد الكوفى بمصر قراءة عليه ، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال : حدثنا أبى بكتبه انتهى . أقول : ويسمى الجعفريات الاشعثيات أيضا لرواية محمد بن محمد الاشعث ذلك ، وللعلامة النورى حول الكتاب و صاحبه كلام في ج 3 من المستدرك ص 290 . [ 3 ] عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام في قول الله عزوجل : هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن الله عزوجل قال : ماجزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة . ما : شيخ الطائفة ، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري ، عن الصدوق بالاسناد مثله . ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن إسحاق بن عباس بن إسحاق بن موسى ابن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام مثله . 3 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن محمد بن علي ابن الحسين بن زيد ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : التوحيد ثمن الجنة . الخبر . 4 ع ، ل : في خبر أسماء النبي وأوصافه صلى الله عليه وآله : وجعل اسمي في التورية احيد فبالتوحيد حرم أجساد امتي على النار . 5 ثو ، يد : ابن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن فضال ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : ما من شئ أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله ، لان الله عزوجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الامر أحد . بيان : لعل التعليل مبني على أنه إذا لم يعدله تعالى شئ لا يعدل ما يتعلق بالوهيته وكماله ووحدانيته شئ إذا هذه الكلمة الطيبة أدل الاذكار على وجوده و وحدانيته ، واتصافه بالكمالات ، وتنزهه عن النقائص ، ويحتمل أن يكون المراد أنها لما كانت أصدق الاقوال فكانت أعظمها ثوابا . 6 يد : ابن المتوكل ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى ضمن للمؤمن ضمانا قال : قلت : وما هو ؟ قال : ضمن له إن هو أقر له بالربوبية ، ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ، ولعلي عليه السلام بالامامة ، وأدى ما افترضه عليه أن يسكنه في جواره . قال : قلت : فهذه [ 4 ] والله هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين . قال : ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : اعملوا قليلا تتنعموا كثيرا . 7 يد : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات ولا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة . يد : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله مثله . 8 يد : ابن الوليد : عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن البطائني ( 1 ) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : هو أهل التقوى و أهل المغفرة قال : قال الله تبارك وتعالى أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا ، وأنا أهل إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن ادخله الجنة . وقال عليه السلام ، أن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا . 9 يد : السناني ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن على بن سالم ، ( 2 ) عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى حرم أجساد الموحدين على النار . 12 ثو ، يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه ( هامش صفحه 4 ) ( 1 ) بالباء المفتوحة والطاء المهملة المفتوحة والالف ثم الهمزة المكسورة ، هو على بن أبى حمزة سالم المترجم في ص 175 من رجال النجاشى بقوله : على بن أبى حمزة ، واسم أبى حمزة سالم البطائنى أبوالحسن ، مولى الانصار ، كوفى . وكان قائد أبى بصير يحيى بن القاسم ، وله أخ يسمى جعفر بن أبى حمزة ، روى عن أبى الحسن موسى وروى عن أبى عبدالله عليهما السلام ، ثم وقف ، وهو أحد عمد الواقفة ، وصنف كتبا عدة ، منها : كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب التفسير وأكثره عن أبى بصير ، كتاب جامع في أبواب الفقه . ثم ذكر طرقه إلى كتبه وروى الكشى في ص 255 من كتابه روايات تدل على ذمه جدا . ( 2 ) هو البطائنى المتقدم . [ 5 ] علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن الحجاج بن أرطاة ، ( 1 ) عن أبي الزبير ، ( 2 ) عن جابر بن عبدالله ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : الموجبتان : من مات يشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا يدخل النار . 11 ثو ، لى ، يد : بالاسناد المتقدم عن سيف ، عن الحسن بن الصباح ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : كل جبار عنيد من أبى أن يقول : لا إله إلا الله . بيان : إشارة إلى قوله تعالى : وخاب كل جبار عنيد . 12 يد : أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر الخوزي ، عن إبراهيم بن محمد بن مروان الخوزي ، عن أحمد بن عبدالله الجويباري ويقال له : الهروي ، والنهرواني ، والشيباني عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما جزاء من أنعم عزوجل عليه بالتوحيد إلا الجنة . ( 3 ) 13 يد : وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أن لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزوجل ، من قالها مخلصا استوجب الجنة ، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه وكان مصيره إلى النار . بيان : قوله عليه السلام : ومن قالها كاذبا أي في الاخبار عن الاذعان لها والتصديق بها . 14 ن ، يد : محمد بن علي بن الشاه ، عن محمد بن عبدالله النيسابوري قال : حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عباس الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة ستين ومأتين قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليهما السلام سنة أربع وستين ومائة ، قال : حدثني أبي ( هامش صفحه 5 ) ( 1 ) حكى عن رجال الشيخ انه عده من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، وعن تقريب أن حجاج بن ارطاة الكوفى القاضى أحد الفقهاء ، صدوق كثير الخطاء والتدليس ، من السابعة ، مات سنة خمس وأربعين أى بعد المائة . انتهى . أقول : لم نقف في رجال الخاصة على ما يدل على توثيقه . ( 2 ) لم نقف على اسمه وعلى ما يدل على توثيقه ، نعم ربما يستفاد مما ورد في ص 27 و 29 من رجال الكشى في ترجمة جابر بن عبدالله كون الرجل إماميا حيث روى عن جابر حديث ” على خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ” ويأتى الحديث في محله . ( 3 ) تقدم مثله مع صدر تحت الرقم 2 . [ 6 ] موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يقول الله جل جلاله ، لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن من عذابي . 15 ن ، يد : محمد بن الفضل النيسابوري ، عن الحسن بن علي الخزرجي ، عن أبي الصلت الهروي ( 1 ) قال : كنت مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فإذا محمد بن رافع ، وأحمد بن حرب ، ويحيى بن يحيى ، وإسحاق بن راهويه ، وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته في المربعة فقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من العمارية وعليه مطرف خز ذو وجهين وقال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي أبوجعفر محمد بن علي باقر علم الانبياء ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين ، قال : حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : قال الله جل جلاله : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني ، ومن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص دخل [ في ] حصني ومن دخل في حصني أمن [ من ] عذابي بيان : قال الجوهري : الشهبة في الالوان : البياض الذي غلب على السواد ، و قال : المربع : موضع القوم في الربيع خاصة . أقول : يحتمل أن يكون المراد بالمربعة الموضع المتسع الذي كانوا يخرجون إليه في الربيع للتنزه ، أو الموضع الذي كانوا يجتمعون فيه للعب ، من قولهم : ربع الحجر : إذا أشاله ورفعه لاظهار القوة ، وسمعت جماعة من أفاضل نيسابور أن المربعة اسم للموضع الذي عليه الآن نيسابور ، إذ كانت البلدة في زمانه عليه السلام في مكان آخر قريب من هذا الموضع وآثارها الآن معلومة ، وكان هذا الموضع من أعمالها وقراها ، وإنما كان يسمى بالمربعة لانهم كانوا يقسمونه بالرباع ( هامش صفحه 6 ) ( 1 ) اسمه عبدالسلام بن صالح وهو ثقة عند الخاصة والعامة ، ومن عدا الشيخ والعلامة في القسم الثانى من الخلاصة صرحوا بكون الرجل إماميا ، ولكن الشيخ في رجاله والعلامة في القسم الثانى قالا : إنه عامى . [ 7 ] الاربعة فكانوا يقولون : ربع كذا وربع كذا ، وقالوا : هذا الاصطلاح الآن أيضا دائر بيننا معروف في دفاتر السلطان وغيرها . وقال الجوهري : المطرف والمطرف واحد المطارف ، وهي أردية من خز مربعة لها أعلام ، قال الفراء : وأصله الضم لانه في المعنى مأخوذ من أطرف أي جعل في طرفيه العلمان ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه . 16 – ثو ، مع ، ن ، يد : ابن المتوكل ، عن الاسدي ، عن محمد بن الحسين الصوفي ، عن يوسف بن عقيل ، عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبوالحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأردا أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك – وكان قد قعد في العمارية – فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي احمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليهم السلام – يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جل جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي . [ قال ] : فلما مرت الراحلة نادانا : بشروطها وأنا من شروطها . قال الصدوق رحمه الله من شروطها الاقرار للرضا عليه السلام بأنه إمام من قبل الله عزوجل على العباد مفترض الطاعة عليهم . 17 – يد : أبونصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي ، عن محمد بن إدريس الشامي عن إسحاق بن إسرائيل ، عن جرير ، ( 1 ) عن عبدالعزيز ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر رحمه الله قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي وحده ليس معه إنسان فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد ، قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني فقال : من هذا ؟ قلت : أبوذر جعلني الله فداك ، قال : يا أباذر تعال ، فمشيت معه ساعة فقال : إن المكثرين هم الاقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفخ فيه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا . قال : فمشيت معه ساعة ، فقال اجلس ههنا ( هامش صفحه 7 ) ( 1 ) وفي نسخة : عن حريز . [ 8 ] – وأجلسني في قاع حوله حجارة – فقال لي : اجلس حتى أرجع إليك ، قال : وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني فأطال اللبث ، ثم إني سمعته عليه السلام وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى وإن سرق ، قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة ؟ فإني ما سمعت أحدا يرد عليك شيئا ، قال ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال : بشر امتك أنه من مات لا يشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة ، قال قلت : يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق ، قال : نعم وإن شرب الخمر . قال الصدوق رحمه الله : يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة . بيان : قال الجزري : فيه : المكثرون هم المقلون إلا من نفخ فيه يمينه وشماله ، أي ضرب يديه فيه بالعطاء ، النفخ : الضرب والرمي . أقول : يظهر من الاخبار أن الاخلال بكل ما يجب الاعتقاد به وإنكاره يوجب الخروج عن الاسلام داخل في الشرك ، والتوحيد الموجب لدخول الجنة مشروط بعدمه ( 1 ) فلا يلزم من ذلك دخول المخالفين الجنة ، ( 2 ) وأما أصحاب الكبائر من الشيعة فلا استبعاد في عدم دخولهم النار وإن عذبوا في البرزخ وفي القيامة ، مع أنه ليس في الخبر أنهم لا يدخلون النار ، وقد ورد في بعض الاخبار أن ارتكاب بعض الكبائر وترك بعض الفرائض أيضا داخلان في الشرك ، فلا ينبعي الاغترار بتلك الاخبار والاجتراء بها على المعاصي ، و على ما عرفت لا حاجة إلى ما تكلفه الصدوق قدس سره . 18 – ما : محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن بلال ، عن محمد بن بشير الدهان ، عن محمد بن سماعة قال : سأل بعض أصحابنا الصادق عليه السلام فقال له : أخبرني أي الاعمال أفضل ؟ قال : توحيدك لربك ، قال : فما أعظم الذنوب ؟ قال : تشبيهك لخالقك . 19 – يد : أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الانماطي ، عن أحمد بن الحسن بن غزوان ، ( هامش صفحه 8 ) ( 1 ) وفي نسخة : والتوحيد مشروط بعدمه . ( 2 ) سيأتي في أخبار البرزخ ما يدل على دخول المخالفين الجنة إذا لم يكونوا ناصبين كرواية زيد الكناسى عن الصادق عليه السلام وغيرها . ط [ 9 ] عن إبراهيم بن أحمد ، عن داود بن عمرو ، عن عبدالله بن جعفر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : بينما رجل مستلقي على ظهره ينظر إلى السماء وإلى النجوم ويقول : والله أن لك لربا هو خالقك اللهم اغفر لي ، قال فنظر الله عز وجل إليه فغفر له . قال الصدوق رحمه الله : وقد قال الله عزوجل : أولم ينظروا في ملكوت السموات والارض وما خلق الله من شئ . يعني بذلك أو لم يتفكروا في ملكوت السماوات والارض وفي عجائب صنعها ولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عزوجل من السماوات والارض ( 1 ) مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد ، وتسكينه إياها بغير آلة فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الاجسام ولا ما يتخذه الكافرون إلها من دون الله عزوجل إذ كانت الاجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الاجسام في الهواء بغير عمد وبغير آلة فيعرفوا بذلك خالق السماوات والارض وسائر الاجسام ويعرفوا أنه لا يشبهها ولا تشبهه في قدرة الله وملكه ، وأما ملكوت السماوات والارض فهو ملك الله لها واقتداره عليها ، وأراد بذلك ألم ينظروا ويتفكروا في السماوات ( 2 ) والارض [ في ] خلق الله عزوجل إياهما على ما يشاهدونهما عليه فيعلمون أن الله عزوجل هو مالكها والمقتدر عليها لانهما مملوكة مخلوقة وهي في قدرته وسلطانه وملكه ، فجعل نظرهم في السماوات والارض وفي خلق الله لها نظرا في ملوكتها وفي ملك الله لها لان الله عزوجل لا يخلق إلا مايملكه ويقدر عليه ، وعنى بقوله : وما خلق الله من شئ يعني من أصناف خلقه فيستدلوا به على أن الله خالقها وأنه أولى بالالهية من الاجسام المحدثة المخلوقة . 20 – يد : عبدالحميد بن عبدالرحمن ، عن أبي يزيد بن محبوب المزني ، عن الحسين ابن عيسى البسطامي ، عن عبدالصمد بن عبدالوارث ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن ( هامش صفحه 9 ) ( 1 ) وفي نسخة : والارضين . …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 3 من ص 9 سطر 23 الى ص 17 سطر 4 ( 2 ) وفي نسخة : في ملكوت السماوات . [ 10 ] أبي بشير العنبري ، عن حمران ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات و هو يعلم أن الله حق دخل الجنة 21 – يد : الحسن بن علي بن محمد العطار ، عن محمد بن محمود ، عن حمران ، عن مالك بن إبراهيم ، عن حصين ، عن الاسود بن هلال ، ( 1 ) عن معاذ بن جبل قال : كنت ردف ( 2 ) النبي صلى الله عليه وآله قال : يا معاذ هل تدري ما حق الله عزوجل على العباد ؟ – يقولها ثلاثا – قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : حق الله عزوجل على العباد أن لا يشركوا به شيئا ، ثم قال صلى الله عليه وآله : هل تدري ما حق العباد على الله عزوجل إذا فعلوا ذلك ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أن لا يعذبهم . أو قال : أن لا يدخلهم النار . 22 – ن : أبونصر أحمد بن الحسين ، عن أبى القاسم محمد بن عبيدالله ، عن أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ، عن أبيه علي بن محمد النقي ، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، عن جبرئيل سيد الملائكة قال : قال الله سيد السادات عزوجل : إني أنا الله لا إله إلا أنا من أقر لي بالتوحيد دخل ، حصني ومن دخل حصني أمن عذابي . 23 – ن ، ع : في علل الفضل عن الرضا عليه السلام : فإن قال قائل : لم أمر الله الخلق بالاقرار بالله وبرسله وحججه وبما جاء من عند الله عزوجل ؟ قيل لعلل كثيرة ، منها : أن من لم يقر بالله عزوجل لم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ، ولم يراقب أحدا فيما يشتهى ويستلذ من الفساد والظلم ، فإذا فعل الناس هذه الاشياء وارتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لاحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ، ووثوب بعضهم على بعض ، فغصبوا الفروج والاموال ، وأباحوا الدماء والنساء ، وقتل بعضهم بعضا من غير حق ولا جرم ، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل . ومنها : أن الله عزوجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح ، ويزجر عن الظلم ، وينهى عن الفواحش ، ولا يكون ( هامش صفحه 10 ) ( 1 ) وفي نسخة عن الاسود بن بلال . ( 2 ) الردف بالكسر : الراكب خلف الراكب كالرديف والمرتدف . [ 11 ] حظر الفساد والامر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلا بعد الاقرار بالله عزوجل ومعرفة الآمر والناهي ، فلو ترك الناس بغير إقرار بالله ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد إذ لا آمر ولا ناهي . ومنها : أنا وجدنا الخلق قد يفسدون بامور باطنية ( 1 ) مستورة عن الخلق فلولا الاقرار بالله عزوجل وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحدا في ترك معصية وانتهاك حرمة وارتكاب كبيرة إذا كان فعله ذلك مستورا عن الخلق غير مراقب لاحد ، وكان يكون في ذلك هلاك الخلق أجمعين ، فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلا بالاقرار منهم بعليم خبير يعلم السر وأخفى ، آمر بالصلاح ، ناه عن الفساد ولا تخفى عليه خافية ، ليكون في ذلك انزجار لهم عما يخلون به من أنواع الفساد . فإن قال : فلم وجب عليهم الاقرار والمعرفة بأن الله تعالى واحد أحد ؟ قيل : لعلل ، منها : أنه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك ، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره لان كل إنسان منهم كان لا يدري لعله إنما يعبد غير الذي خلقه ويطيع غير الذي أمره فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم ، ولا يثبت عندهم أمر آمر ، ولا نهي ناه ، إذ لا يعرف الآمر بعينه ، ولا الناهي من غيره ، ومنها : أن لو جاز أن يكون إثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بأن يعبد ويطاع من الآخر ، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع الله ، وفي أن لا يطاع الله عزوجل الكفر بالله وبجميع كتبه ورسله وإثبات كل باطل وترك حق ، وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال ، والدخول في كل معصية ، والخروج من كل طاعة ، وإباحة كل فساد ، وإبطال كل حق ، ومنها : أنه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لابليس أن يدعي أنه ذلك الآخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه ، و يصرف العباد إلى نفسه فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق . فإن قيل : فلم وجب عليهم الاقرار لله بأنه ليس كمثله شئ ؟ قيل : لعلل ، منها : أن يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره ، غير مشتبه عليهم أمر ربهم و ( هامش صفحه 11 ) ( 1 ) وفي نسخة : قد يفسدون بامور باطنة . [ 12 ] صانعهم ورازقهم . ومنها : أنهم لو لم يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الاصنام التي نصبتها لهم آباؤهم ، والشمس والقمر والنيران ، إذا كان جائزا أن يكون عليهم مشتبهة ( 1 ) وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها ، وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى إليهم من أخبار هذه الارباب وأمرها ونهيها ، ومنها : أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شئ لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء ، ومن جازت عليه هذه الاشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه ، وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبية . 24 – ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابى عيسى ، وابن هاشم ، والحسن بن علي الكوفي جميعا ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن أبي حازم المديني ، عن سهل بن سعد الانصاري قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عزوجل : وما كنت بجانب الطور إذ ناديناه . قال كتب الله عزوجل كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورق آس ، ثم وضعها على العرش ، ثم نادى يا امة محمد : إن رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا أنا وأن محمدا عبدي ورسولي أدخلته الجنة برحمتي . 25 – سن : الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي الحسن السواق ، عن أبان بن تغلب عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث : من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة . قال : قلت له : إنه يأتيني كل صنف من الاصناف فأروي لهم هذا الحديث ؟ قال : نعم يا أبان إنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والآخرين فيسلب منهم لا إله إلا الله إلا من كان على هذا الامر . سن : ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبان بن تغلب مثله . 26 – سن : صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن الصباح الحذاء ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من هد أن لا إلا ( هامش صفحه 12 ) ( 1 ) في نسخة : مشبها . [ 13 ] إلا الله فليدخل الجنة ، قال : قلت : فعلى م تخاصم الناس إذا كان من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ؟ فقال : إنه إذا كان يوم القيامه نسوها . 27 – صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يقول الله عز و جل : لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي . 28 – ضا : نروي أن رجلا أتى أبا جعفر عليه السلام فسأله عن الحديث الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ، فقال أبوجعفر عليه السلام : الخبر حق ، فولى الرجل مدبرا فلما خرج أمر برده ثم قال : يا هذا إن للا إله إلا الله شروطا إلا وآني من شروطها . 29 – غو : قال النبي صلى الله عليه وآله : من قال : لا إله إلا الله دخل الجنه وإن زنى وإن سرق . ( 1 ) 3 – ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن عيسى بن محمد ، عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن معتب مولى أبي عبدالله عليه السلام ، عنه ، عن أبيه عليهما السلام ( 2 ) قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله هل للجنة من ثمن ؟ قال : نعم ، قال : ما ثمنها ؟ قال : لا إله إلا الله ، يقولها العبد مخلصا بها ، قال : وما إخلاصها ؟ قال : العمل بما بعثت به في حقه وحب أه بيتي ، قال : فداك أبي وأمي وإن حب أهل البيت لمن حقها ؟ قال إن حبهم لاعظم حقها . 31 – كنز الكراجكى : روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : إن الله رفع درجة اللسان فأنطقه بتوحيده من بين الجوارح . 32 ضا : إن أول ما افترض الله على عباده وأوجب على خلقه معرفة الوحدانية قال الله تبارك وتعالى : وما قدروا الله حق قدره . يقول : ما عرفوا الله حق معرفته . 33 ونروي عن بعض العلماء عليهم السلام أنه قال في تفسير هذه الآية : هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ، ما جزاء من أنعم الله عليه بالمعرفة إلا الجنة . ( 3 ) ( هامش صفحه 13 ) ( 1 ) تقدم الحديث مسندا عن التوحيد تحت الرقم 17 . ( 2 ) في الامال المطبوع . عن جابر بن عبدالله الانصارى . ( 3 ) تقدم الحديث مسندا عن التوحيد والامالى تحت الرقم 2 . [ 14 ] 34 وأروي أن المعرفة التصديق والتسليم والاخلاص في السر والعلانية . وأروي أن حق المعرفة أن تطيع ولا تعصي وتشكر ولا تكفر 35 مص : قال الصادق : عليه السلام : العارف شخصه مع الخلق وقلبه مع الله ، لوسها قلبه عن الله طرفة عين لمات شوقا إليه ، والعارف أمين ودائع الله وكنز أسراره ومعدن نوره ، ودليل رحمته على خلقه ، ومطيعة علومه ، وميزان فضله وعدله ، قد غني عن الخلق والمراد والدنيا فلا مونس له سوى الله ، ولا نطق ولا إشارة ولا نفس إلا بالله ولله ومن الله ومع الله ، فهو في رياض قدسه متردد ، ومن لطائف فضله إليه متزود ، والمعرفة أصل فرعه الايمان . 36 جع : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله قال : ما رأس العلم ؟ قال : معرفة الله حق معرفته . قال : وما حق معرفته ؟ قال : أن تعرفه بلا مثلا ولا شبه ، وتعرفه إلها واحدا خالقا قادرا أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، لا كفو له ولا مثل له ، فذاك معرفة الله حق معرفته . 37 جع : قال النبي صلى الله عليه واله : أفضلكم أيمانا أفضلكم معرفة . 38 أقول : روى الصدوق رحمه الله في كتاب صفات الشيعة عن أبيه ، عن أحمدبن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن أبي عمير رفعه إلى أحدهم عليهم السلام أنه قال : بعضكم أكثر صلاة من بعض ، وبعضكم أكثر حجا من بعض ، بعضكم أكثر صدقة من بعض ، و بعضكم أكثر صياما من بعض ، وأفضلكم أفضلكم معرفة . 39 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الليث بن محمد العنبري ، عن أحمد بن عبدالصمد ، عن خاله أبي الصلت الهروي قال : كنت مع الرضا عليه السلام لما دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، وقد خرج علماء نيسابور في استقباله ، فلما صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا : يا ابن رسول الله حدثنا بحق آبائك الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين ، فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز فقال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله قال : أخبرني جبرئيل الروح الامين ، عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه قال : إني [ 15 ] أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها أنه قد دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي . قالوا : يا ابن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله ؟ قال : طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته عليهم السلام . ( باب 2 ) * ( علة احتجاب الله عزوجل عن خلقه ) * 1 ع : الحسين بن أحمد ، عن أبيه ، عن محمد بن بندار ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا عليه السلام ( 1 ) قال : قال بعض الزنادقة لابي الحسن عليه السلام : لم احتجب الله ؟ فقال أبوالحسن عليه السلام : إن الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم ( 2 ) فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار ، قال : فلم لا تدركه حاسة البصر ؟ قال : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار ، ثم هوأجل من أن تدركه الابصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل ، قال : فحده لي قال : إنه لا يحد ، قال : لم ؟ قال : لان كل محدود متناه إلى حد فإذا احتمل التحديد احمل الزيادة ، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزائد ولا متجز ولا متوهم . 2 ع : علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين ، عن الحسين بن الوليد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : لاي علة حجب الله عزوجل الخلق عن نفسه ؟ قال : لان الله تبارك وتعالى بناهم بنية على الجهل فلو أنهم كانوا ينظرون إلى الله عزوجل لما كانوا بالذين يهابونه ولا يعظمونه ، نظير ذلك أحدكم إذا نظر إلى بيت الله الحرام أول مرة عظمه فإذا أتت عليه أيام و هو يراه لا يكاد أن ينظر إليه إذا مربه ولا يعظمه ذلك التعظيم . بيان : لعل المراد بالنظر الالطاف الخاصة التي تستلزم غاية العرفان والوصول ( هامش صفحه 15 ) ( 1 ) لم نجدله ذكرا في كتب الرجال . ( 2 ) لعل السؤال كان عن احتجابه تعالى عن القلوب ، أو حمل عليه السلام السؤال على ذلك ، وربما يؤيد الاول سؤاله ثانيا بقوله : فلم لا تدركه حاسة البصر ؟ . [ 16 ] أي لو كانت مبذولة لعامة الناس لكانت لعدم استحقاقهم ذلك مورثا لتهاونهم بربهم أو النظر إلى آثار عظمته التي لا تظهر إلا للانبياء والاوصياء عليهم السلام كنزول الملائكة و عروجهم ومواقفهم ومنازلهم والعرش والكرسي واللوح والقلم وغيرها على أنه يحتمل أن يكون دليل آخر مع التنزل عن استحالة إدراكه بالبصر على وفق الافهام العامية . ( باب 3 ) * ( اثبات الصانع والاستدلال بعجائب صنعه على وجوده ) * * ( وعلمه وقدرته وسائر صفاته ) * الايات ، البقرة : الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون 22 ” وقال تعالى ” : إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون 164 يونس : إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والارض لآيات لقوم يتقون 6 ” وقال ” : قل انظروا ماذا في السموات والارض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون 101 الرعد : الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * وفي الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون 2 4 ابراهيم : الله الذي خلق السموات والارض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الانهار * [ 17 ] وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * وآتيكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار 32 34 الحجر : ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين * والارض مددناها و …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 3 من ص 17 سطر 5 الى ص 25 سطر 5 ألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون * وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين * وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون 16 23 النحل : خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين * والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم لرؤوف رحيم * والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون 4 8 ” وقال تعالى ” : هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون * ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون * وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون * وما ذرأ لكم في الارض مختلفا ألوانه ان في ذلك لآية لقوم يذكرون * وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وألقى في الارض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون * وعلامات وبالنجم هم يهتدون 10 16 ” وقال تعالى ” : والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون * وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين * ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون * وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل [ 18 ] الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون * والله خلقكم ثم يتوفيكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير 65 70 ” وقال تعالى ” : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون 72 ” وقال تعالى ” : والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون * ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل للكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عيلكم لعلكم تسلمون 78 81 . الاسرى : وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا 12 ” وقال تعالى ” : ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما * وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجيكم إلى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا 66 ، 67 طه : الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لاولي النهى * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى 53 55 الانبياء : أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون * وجعلنا في الارض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون * وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون 30 33 [ 19 ] المؤمنون : وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض وإنا على ذهاب به لقادرون * فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون * وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين * وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون * و عليها وعلى الفلك تحملون 18 22 ” وقال تعالى ” : وهو الذي ذرأكم في الارض وإليه تحشرون * وهو الذي يحيى ويميت وله اختلاف الليل والنها أفلا تعقلون 79 ، 80 ” وقال تعالى ” : قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون 84 89 النور : ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون * ولله ملك السموات والارض وإلى الله المصير * ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار * يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لاولى الابصار * والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير 41 45 الفرقان : ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولوشاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * ثم قبضناه إينا قبضا يسيرا * وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا * وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا * لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا 45 49 ” وقال تعالى ” : وهو الذي مرج البحرين هذا فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا * وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا و كان ربك قديرا 53 ، 54 ” وقال تعالى ” : تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل [ 20 ] فيها سراجا وقمرا منيرا * وهو الذي جعل الليل وانهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا 61 ، 62 الشعراء : أو لم يروا إلى الارض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين 7 ، 8 القصص : قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيمة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون * قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيمة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون * ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 71 73 العنكبوت : خلق الله السموات والارض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين 44 ” وقال تعالى ” : ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيابه الارض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون 63 ” وقال تعالى ” : فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخصلين له الدين فلما نجيهم إلى البر إذا هم يشركون 65 الروم : ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون * ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين * ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون * ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الارض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون * ومن آياته أن تقوم السماء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذا أنتم تخرجون * وله من في السموات والارض كل له قانتون 20 26 ” وقال عزوجل ” : ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون 46 ” وقال تعالى ” : الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل إن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * [ 21 ] فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الارض بعد موتها إن ذلك لمحيى الموتى وهو على كل شئ قدير 48 – 50 ” وقال تعالى ” : ألله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير 54 لقمان : خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الارض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين 10 ، 11 ” وقال تعالى ” : ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير * ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور 29 – 32 التنزيل : أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الارض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون 27 فاطر : الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير * ما يفتح الله الناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم 1 ، 2 ” وقال تعالى ” : والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا 11 ” وقال تعالى ” : ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء 27 ، 28 يس : وآية لهم الارض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما [ 22 ] عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن أنفهسم ومما لا يعلمون * وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذاهم مظلمون * و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرج

    رد

  5. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:57:20

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 4 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 4 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 18 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم } أبواب تأويل الايات { } والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق { } باب 1 { } تأويل قوله تعالى : خلقت بيدى ، وجنب الله ، ووجه الله ، { ( ويوم يكشف عن ساق ، وأمثالها ) 1 – فس : محمد بن أحمد بن ثابت ، عن القاسم بن إسماعيل الهاشمي ، عن محمد بن سيار ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لوأن الله خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في آدم أنه خلقه بيده فيقول : ” ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ” أفترى الله يبعث الاشياء بيده ؟ . بيان : لعل المراد أنه لو كان الله تعالى جسما يزاول الاشياء ويعالجها بيده لم يكن ذلك مختصا بآدم عليه السلام ، بل هو تعالى منزه عن ذلك ، وهو كناية عن كمال العناية بشأنه كما سيأتي 2 – يد ، مع : ابن عصام ، عن الكليني ، عن العلان ، عن اليقطيني قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام عن قول الله عزوجل : ” والارض جميعا قبضته يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه ” فقال : ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه ، ألاترى أنه قال : ” وما قدروا الله حق قدره ” ومعناه إذ قالوا : إن الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ، كما قال عزوجل : وما قدروا الله حق قدره ” إذ قالوا : ما أنزل الله على بشر من شئ ، ثم نزه عزوجل نفسه عن القبضة واليمين فقال : ” سبحانه وتعالى عما يشركون ” . [ 2 ] بيان : هذا وجه حسن لم يتعرض له المفسرون ، وقوله تعالى : ” وما قدروا الله حق قدره ” متصل بقوله ” والارض جميعا ” فيكون على تأويله عليه السلام القول مقدرا أي ما عظموا اله حق تعظيمه وقد قالوا : إن الارض جميعا ، ويؤيده أن العامة رووا أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه واله وذكر نحوا من ذلك فضحك صلى الله عليه واله . 3 – يد : أحمد بن الهيثم العجلي ، عن ابن زكريا القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ، عن سليمان بن مهران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” والارض جميعا قبضته يوم القيمة ” فقال : يعني ملكه لا يملكها معه أحد والقبض من الله تعالى في موضع آخر : المنع ، والبسط منه : الاعطاء والتوسيع كما قال عزوجل : ” والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ” يعني يعطي ويوسع ويمنع و يضيق . والقبض منه عزوجل في وجه آخر : الاخذ في وجه القبول منه كما قال : ” ويأخذ الصدقات ” أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها . قلت : فقوله عزوجل : ” والسموات مطويات بيمينه ” قال : اليمين : اليد ، واليد : القدرة والقوة ، يقول عزوجل : والسموات مطويات بقدرته وقوته ، سبحانه وتعالى عما يشركون . بيان : قال الشيخ الطبرسي رحمه الله : القبضة في اللغة : ما قبضت عليه بجميع كفك أخبر الله سبحانه عن كمال قدرته فذكر أن الارض كلها مع عظمها في مقدوره كالشئ الذي يقبض عليه القابض بكفه فيكون في قبضته ، وهذا تفهيم لنا على عادة التخاطب فيما بيننا لانا نقول : هذا في قبضة فلان وفي يد فلان إذا هان عليه التصرف فيه وإن لم يقبض عليه ، وكذا قوله : ” والسموات مطويات بيمينه ” أي يطويها بقدرته كما يطوي أحدمنا الشئ المقدور له طيه بيمينه ، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك ، كما قال : ” أو ما ملكت أيمانكم ” أي ما كانت تحت قدرتكم إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وسائر الجسد ، وقيل : معناه انها محفوظات مصونات بقوته واليمين : القوة . ( 1 ) * ( هامش ) * ( 1 ) قال الرضى رضوان الله عليه في تلخيص البيان : وهاتان استعارتان ، ومعنى ” قبضنا ” ههنا أى ملك له خالص قد ارتفعت عنه أيدى المالكين من بريته والمتصرفين فيه من خليفته ، وقدورت تعالى عباده ما * ( * ) [ 3 ] 4 – يد ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : إن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ؟ فقال عليه السلام : يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمدا صلى الله عليه واله على جميع خلقه من النبيين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، و مبايعته مبايعته ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، فقال عز وجل : ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” وقال : ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يدالله فوق أيديهم ” وقال النبي صلى الله عليه واله : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زارالله . ودرجة النبي صلى الله عليه واله في الجنة أرفع الدرجات ، فمن زاره إلي درجته في الجنة من منزلته فقد زارالله تبارك وتعالى : قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله ؟ فقال عليه السلام : يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجه إلي الله عزوجل ، وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عزوجل : ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ” وقال عز وجل ” كل شئ هالك إلا وجهه ” فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ، وقد قال النبي صلى الله عليه واله : من أبغض أهل بيتي وعترتي * ( هامش ) * * كان ملكهم في دار الدنيا من ذلك ، فلم يبق ملك إلا انتقل ، ولا مالك إلا بطل . وقيل أيضا : معنى ذلك أن الارض قى مقدوره كالذى يقبض عليه القابض ويستولى عليه كفه ، ويحوزه ملكه ، ولا يشاركه فيه غيره . ومعنى قوله : ” والسموات مطويات بيمينه ” أى مجموعات في ملكه ومضمونات بقدرته ، و اليمين ههنا بمعنى الملك ، يقول القائل : هذا ملك يمينى ، وليس يريد اليمين التى هى الجارحة ، وقد يعبرون عن القوة أيضا باليمين ، فيجوز على هذا التأويل أن يكون معنى قوله : ” مطويات بيمينه ” أى يجمع أقطارها ويطوى انتشارها بقوته ، كما قال سبحانه : ” يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب ” وقيل : لليمين ههنا وجه آخر وهو أن يكون بمعنى القسم ، لانه تعالى لما قال في سورة الانبياء : ” يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ” كان التزامه تعالى فعل ما أوجبه على نفسه بهذا الوعد ، كأنه قسم أقسم به ليفعلن ذلك ، فأخبر سبحانه في هذا الموضع من السورة الاخرى ” إن السماوات مطويات بيمينه ” أى بذلك الوعد الذى ألزمه نفسه تعالى وجرى مجرى القسم الذى لابد أن يقع الوفاء به ، والخروج منه . والاعتماد على القولين المتقدمين أولى . ( * ) [ 4 ] لم يرني ولم أره يوم القيامة ، وقال صلى الله عليه واله : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني ، يا أبا الصلت إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولايدرك بالابصار والاوهام . قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال : نعم ، وإن رسول الله صلى الله عليه واله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء . قال : فقلت له : إن قوما يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين . فقال عليه السلام : ما اولئك منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه واله وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شئ ويخلد في نار جهنم ، قال الله عزوجل : ” هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ” وقال النبي صلى الله عليه واله : لما عرج بي إلي السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة . ( 1 ) 5 – يد ، مع : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد الله بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد ابن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت : قوله عزوجل : ” يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ” فقال : اليد في كلام العرب : القوة والنعمة ، قال الله : ” واذكر عبدنا داود ذاالايد ” وقال : والسماء بنيناها بأيد ” أي بقوة ، وقال : ” وأيدهم بروح منه ” أي قواهم ” ويقال : لفلان عندي أيادي كثيرة أي فواضل وإحسان ، وله عندي يد بيضاء أي نعمة . بيان : يظهر منه أن التأييد مشتق من اليد بمعنى القوة كما يظهر من كلام الجوهري أيضا . 6 – يد ، مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن المشرقي ، عن عبدالله بن قيس ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول : بل يداه مبسوطتان . فقلت له : يدان هكذا ؟ – وأشرت بيدي إلى يديه – فقال : لا لو كان هكذا لكان مخلوقا . * ( هامش ) * ( 1 ) أخرج الحديث مقطعا عن التوحيد والعيون والامالى والاحتجاج في باب نفى الرؤية تحت رقم 6 . ( * ) [ 5 ] بيان : غل اليد وبسطها كناية عن البخل والجود ، وثني اليد مبالغة في الرد ونفي البخل عنه ، وإثبات لغاية الجود ، فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه ، أو للاشارة إلى منح الدنيا والآخرة ، أو ما يعطى للاستدراج وما يعطى للاكرام أو للاشارة إلى لطفة وقهره . 7 – فس : ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ” قال : دين ربك . وقال علي بن الحسين عليهما السلام : نحن الوجه الذي يؤتى الله منه . 8 – يد ، مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن جليس لابي حمزة ، عن أبي حمزة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله عز و جل : ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال : فيهلك كل شئ ، ويبقي الوجه إن الله عزوجل أعظم من أن يوصف بالوجه ، ولكن معناه : كل شئ هالك إلادينه ، والوجه الذي يؤتى منه . ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور مثله . ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبي حمزة مثله . 9 – ير : أحمد ، عن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن عميرة ، عن ابن المغيرة قال : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فسأله رجل عن قول الله : ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال : ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجهه ، فقال : يهلك كل شئ إلا وجهه الذي يؤتى منه ، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه . 10 – يد ، مع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع الوراق ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ” كل شئ هالك عن علي إلا وجهه ” قال : نحن . 11 – يد : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن البزنطي ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال : من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد والائمة من بعده صلوات الله عليهم فهو الوجه الذي لا يهلك ، ثم قرأ ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” . [ 6 ] 12 – وبهذا الاسناد قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : نحن وجه الله لا يهلك . 13 – يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي سعيد المكاري ، ( 1 ) عن أبي بصير ، عن الحارث بن المغيرة النصري ( 2 ) قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال : كل شئ هالك إلا من أخذ طريق الحق . بيان : ذكر المفسرون فيه وجهين : أحدهما أن المراد به إلا ذاته كما يقال : وجه هذا الامر أي حقيقته . وثانيهما أن المعنى ما اريد به وجه الله من العمل . واختلف على الاول في الهلاك هل هو الانعدام حقيقة ، أو أنه لامكانه في معرض الفناء والعدم ، وعلى ماورد في تلك الاخبار يكون المراد بالوجه الجهة كما هو في أصل اللغة ، فيمكن أن يراد به دين الله إذبه يتوسل إلى الله ويتوجه إلى رضوانه ، أو أئمة الدين فإنهم جهة الله ، وبهم يتوجه إلى الله ورضوانه ومن أراد طاعة الله تعالى يتوجه إليهم . ( 3 ) * ( هامش ) * ( 1 ) قد وقع الخلاف في اسمه فسماه النجاشى والعلامة هاشم بن حيان ، والشيخ هشام بن حيان ، والرجل كوفى مولى بنى عقيل ، روى عن أبى عبدالله عليه السلام ، وكان هو وابنه الحسين وجهين في الواقفة ، نص على ذلك النجاشى في ترجمة ابنه . ( 2 ) النصرى – بالنون المفتوحة والصاد المهملة – من بنى نصر بن معاوية ، يكنى أبا على ، بصرى ثقة ثقة ، روي عن الباقر والصادق وموسى بن جعفر عليهم السلام وزيد بن على . وروى الكشى وغيره روايات تدل على مدحه ووثاقته . ( 3 ) قال السيد الرضى ذيل قوله تعالى ” كل شئ هالك إلا وجهه ” : وهذه استعارة والوجه ههنا عبارة عن ذات الشئ ونفسه ، وعلى هذا قوله تعالى في السورة التى فيها الرحمن سبحانه : ” ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ” أى ويبقى ذات ربك ، ومن الدليل على ذلك الرفع في قوله : ” ذو الجلال والاكرام ” لانه صفة للوجه الذى هو الذات : ولو كان الوجه ههنا بمعنى العضو المخصوص على ما ظنه الجهال لكان ” ويبقى وجه ربك ذى الجلال والاكرام ” فيكون ” ذى ” صفة للجملة لاصفة للوجه الذى هو التخاطيط المخصوص ، كما يقول القائل : رأيت وجه الاميرذى الطول والانعام ، ولا يقول : ” ذا ” لان الطول والانعام من صفات جملته ، لا من صفات وجهه ، ويوضع ذلك قوله في هذه السورة : ” تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام ” لما كان الاسم غير المسمى وصف سبحانه المضاف إليه ، ولما كان الوجه في الاية المتقدمة هو النفس والذات قال تعالى : ” ذو الجلال ” ولم يقل : ” ذى الجلال والاكرام ” ويقولون : عين الشئ ونفس الشئ على هذا النحو . وقد قيل في ذلك وجه آخر وهو أن يراد بالوجه ههنا ما قصدالله به من العمل الصالح والمتجر الرابح على طريق القربة وطلب الزلفة وعلى ذلك قول الشاعر : ” استغفر الله ذنبالست محصيه * رب العباد اليه الوجه والعمل ” أى اليه تعالى قصد الفعل الذى يستنزل به فضله ودرجات عفوه ، فأعلمنا سبحانه أن كل شئ هالك الاوجه دينه الذى يوصل إليه منه ، ويستزلف عنده به ويجعل وسيلة إلى رضوانه وسببا لغفرانه . ( * ) [ 7 ] 14 – يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه سيف بن عميرة النخعي ، عن خثيمة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال : دينه وكان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده على خلقه ، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية . قلت : وما الروية ؟ قال : الحاجة ، فإذا لم يكن الله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب . بيان : قال الجوهري : لنا قبلك روية أي حاجة . انتهى . وحاجة الله مجاز عن علم الخير والصلاح فيهم . 15 – يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد ابن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : ” يوم يكشف عن ساق ” قال : تبارك الجبار – ثم أشار إلى ساقة فكشف عنها الازار – قال : ” ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ” قال : أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم الذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون . قال الصدوق رحمه الله : قوله عليه السلام : تبارك الجبار – وأشار إلى ساقه فكشف عنها الازار – يعني به تبارك الجبار أن يوصف بالساق الذي هذه صفته . بيان : أفحمته : أسكتته في خصومة أو غيرها . 16 – يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الحسين ابن موسى ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : ” يوم يكشف عن ساق ” قال : – كشف إزاره عن ساقه ويده الاخرى على رأسه – فقال : سبحان ربي الاعلى . قال الصدوق : معنى قوله : سبحان ربي الاعلى تنزيه لله عزوجل عن أن يكون له ساق . 17 – يد ، ن : المكتب والدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن سعيد ، ( 1 ) عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز * ( هامش ) * ( 1 ) وفى نسخة : عن الحسين بن سعيد . ( * ) [ 8 ] وجل : يوم يكشف عن ساق ” قال : حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا ، أو تدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود . ج : عن الرضا عليه السلام مثله . بيان : دمج دموجا : دخل في الشئ واستحكم فيه ، والدامج : المجتمع . قوله : يكشف أي عن شئ من أنوار عظمته وآثار قدرته . واعلم أن المفسرين ذكروا في تأويل هذه الاية وجوها : الاول : أن المراد : يوم يشتد الامر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل في ذلك : وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب ، قال حاتم : إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا الثاني : أن المعنى يوم يكشف عن أصل الامر وحقيقته بحيث يصير عيانا ، مستعار من ساق الشجر وساق الانسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم . الثالث : أن المعنى أنه يكشف عن ساق جهنم ، أوساق العرش ، أوساق ملك مهيب عظيم . قال الطبرسي رحمه الله : ويدعون إلى السجود أي يقال لهم على وجه التوبيخ : اسجدوا فلا يستطيعون . وقيل : معناه أن شدة الامر وصعوبة حال ذلك اليوم تدعوهم إلى السجود وإن كانوا لاينتفعون به ليس أنهم يؤمرون به ، وهذا كما يفزع الانسان إلى السجود إذا أصابه هول من أهوال الدنيا . خاشعة أبصارهم أي ذليلة أبصارهم لا يرفعون نظرهم عن الارض ذلة ومهانة . ترهقهم ذلة أي تغشاهم ذلة الندامة والحسرة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون أي أصحاء يمكنهم السجود فلا يسجدون يعني أنهم كانوا يؤمرون بالصلاة في الدنيا فلم يفعلوا . وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنهما قالا في هذه الآية : أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزي والمذلة ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون أي يستطيعون الاخذ بما امروا به والترك لمانهوا عنه ولذلك ابتلوا . 18 – يد : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن ابن [ 9 ] سنان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة : أنا الهادي ، وأنا المهتدي ، وأنا أبواليتامى والمساكين وزوج الارامل ، وأنا ملجأ كل ضعيف ، ومأمن كل خائف ، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة ، وأنا حبل الله المتين ، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى ، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده ، وأنا جنب الله الذي يقول : ” أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ” وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة ، وأنا باب حطة ، من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لاني وصي نبيه في أرضه ، وحجته على خلقه ، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله . قال الصدوق : الجنب : الطاعة في لغة العرب ، يقال : هذا صغير في جنب الله أي في طاعة الله عزوجل ، فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام : أنا جنب الله أي أنا الذي ولايتي طاعة الله ، قال الله عزوجل : ” أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ” أي في طاعة الله عزوجل . بيان : روي عن الباقر عليه السلام أنه قال : معنى جنب الله أنه ليس شئ أقرب إلى الله من رسوله ، ولا أقرب إلى رسوله من وصية ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بين الله تعالى ذلك في كتابه بقوله : ” أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ” يعني في ولاية أوليائه . وقال الطبرسي رحمه الله : الجنب : القرب أي يا حسرتى على ما فرطت في قرب الله وجواره ، وفلان في جنب فلان أي في قربه وجواره ، ومنه قوله تعالى : ” والصاحب بالجنب ” وهو الرفيق في السفر ، وهو الذي يصحب الانسان بأن يحصل بجنبه لكونه رفيقه قريبا منه ملا صقاله . انتهى . ( 1 ) والعين أيضا من المجازات الشائعة أي لما كان شاهدا على عباده مطلعا …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 4 من ص 9 سطر 19 الى ص 17 سطر 4 * ( هامش ) * ( 1 ) قال السيد الرضى رضى الله عنه : وهذه استعارة وقد اختلف في المراد بالجنب ههنا ، فقال قوم : معناه في ذات الله ، وقال قوم : معناه في طاعة الله وفى أمر الله ، إلا أنه ذكر الجنب على مجرى العادة في قولهم : هذا الامر صغير في جنب ذلك الامر أى في جهته ، لانه اذا عبر عنه بهذه العبارة دل على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته ، وقال بعضهم : معنى ” في جنب الله ” أى في سبيل الله أو في الجانب الاقرب إلى مرضاته بالاوصل إلى طاعاته ، ولما كان الامر كله يتشعب إلى طريقين : احديهما هدى ورشاد ، والاخرى غى وضلال ، وكل واحد منهما مجانب لصاحبه ، أى هو في جانب والاخر في جانب ، وكان الجنب والجانب بمعنى واحد حسنت العبارة ههنا عن سبيل الله بجنب الله على النحو الذي ذكرناه . ( * ) [ 10 ] عليهم فكأنه عينه ، وكذا واللسان فإنه لما كان يخاطب الناس من قبل الله ويعبر عنه في بريته فكأنه لسانه . 19 – شى : عن أبي معمر السعدي ( 1 ) قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله : ولا ينظر إليهم ” : يعني لا ينظر إليهم بخير لمن لا يرحمهم ، وقد يقول العرب للرجل السيد أو للملك : لا تنظر إلينا يعني أنك لا تصيبنا بخير وذلك النظر من الله إلى خلقه . 20 – يد ، ن : ابن عصام ، عن الكليني ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن محمد بن عبيدة قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل لا بليس : ” ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ” قال : يعنى بقدرتي وقوتي . قال الصدوق رحمه الله : سمعت بعض مشايخ الشيعة بنيسابور يذكر في هذه الآية أن الائمة عليهم السلام كانوا يقفون على قوله : ” ما منعك أن تسجد لما خلقت ” ثم يبتدؤون بقوله : ” بيدي استكبرت أم كنت من العالمين ” قال : وهذا مثل قول القائل : بسيفي تقاتلني و بر محي تطاعنني ، كأنه يقول : بنعمتي عليك وإحساني إليك قويت على الاستكبار و العصيان . بيان : ما ورد في الخبر أظهر ما قيل في تفسير هذه الآية ، ويمكن أن يقال في توجيه التشبيه : إنها لبيان أن في خلقه كمال القدرة ، أو أن له روحا وبدنا أحدهما من عالم الخلق والآخر من عالم الامر ، أو لانه مصدر لافعال ملكية ، ومنشأ لافعال بهيمية ، والثانية كأنها أثر الشمال ، وكلتا يديه يمين ، وأما حمل اليد على القدرة فهو شائع في كلام العرب ، تقول : مالي لهذا الامر من يدأي قوة وطاقة ، وقال تعالى : ” أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ” . وقد ذكر في الآية وجوه اخر : أحدها أن اليد عبارة عن النعمة ، يقال : أيادي فلان في حق فلان ظاهرة ، والمراد باليدين النعم الظاهرة والباطنة أو نعم الدين والدنيا . * ( هامش ) * ( 1 ) يحتمل قويا أن يكون هو عبدالله بن سنجر الازدى الذي عده الشيخ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وحكى عن ابن حجر أنه قال : عبدالله بن سنجر – بفتح المهملة وسكون المعجمة وفتح الموحدة – الازدى ، أبومعمر الكوفي ثقة من الثانية . ( * ) [ 11 ] وثانيها : أن المراد : خلقته بنفسي من غير توسط كأب وام ، وثالثها : أنه كناية عن غاية الاهتمام بخلقه ، فإن السلطان العظيم لا يعمل شيئا بيديه إلا إذا كانت غاية عنايته مصروفة إلى ذلك العمل . أقول : سيأتي كثير من الاخبار المناسبة لهذا الباب في أبواب كتاب الامامة وباب اسؤلة الزنديق المدعي للتناقض في القرآن . } باب 2 { } تأويل قوله تعالى : ونفخت فيه من روحى ، وروح منه ، { } وقوله صلى الله عليه وآله : خلق الله آدم على صورته { 1 – يد ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد قال : قلت للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله صلى الله عليه واله قال : إن الله خلق آدم على صورته ، فقال : قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث ، إن رسول الله صلى الله عليه واله مر برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : يا عبدالله لاتقل هذا لاخيك فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته . ج : مرسلا عن الحسين مثله . 2 – مع : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” ونفخت فيه من روحي ” قال : روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه ، وفضله على جميع الارواح فأمر فنفخ منه في آدم عليه السلام يد : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه مثله . 3 – يد ، مع : غير واحد من أصحابنا ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين ابن الحسن ، عن بكر ، عن القاسم بن عروة ، عن عبدالحميد الطائي ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” ونفخت فيه من روحي ” كيف هذا النفخ ؟ [ 12 ] فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحا لانه اشتق اسمه من الريح ، و إنما أخرجه على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح ، وإنما أضافه إلى نفسه لانه اصطفاه على سائر الارواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال : بيتي وقال لرسول من الرسل : خليلي وأشباه ذلك ، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر . ج : مرسلا عن محمد ، عنه عليه السلام . 4 – ج : حمران بن أعين قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” وروح منه ” قال : هي مخلوقة خلقها الله بحكمته في آدم وفي عيسى عليهما السلام . 5 – مع : غير واحد ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن عبيس ابن هشام ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال : من قدرتي . يد : بالاسناد عن العباس ، عن ابن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله . 6 – يد : القطان ، عن السكري ، عن الحكم بن أسلم ، عن ابن عيينة ، عن الجريري ، عن أبي الورد بن ثمامة ، ( 1 ) عن علي عليه السلام قال : سمع النبي صلى الله عليه واله رجلا يقول لرجل : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال عليه السلام : مه لاتقل هذا فإن الله خلق آدم على صورته . قال الصدوق رحمه الله : تركت المشبهة من هذا الحديث أوله ، وقالوا : إن الله خلق آدم على صورته ، فضلوا في معناه وأضلوا . 8 – يد : السناني والمكتب والدقاق جميعا ، عن الاسدي : عن البرمكي ، عن علي ابن العباس عن عبيس بن هشام ، عن عبدالكريم ابن عمرو ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال : إن الله عزوجل خلق خلقا وخلق روحا ، ثم أمر ملكا فنفخ فيه وليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئا هي من قدرته . شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله . * ( هامش ) * ( 1 ) هو أبوالورد بن ثمامة بن حزن القشيرى البصرى ، قال ابن حجر في تقريب التهذيب ص 617 : مقبول من السادسة . ( * ) [ 13 ] 9 – يد : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن أبي جعفر الاصم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التي في آدم والتي في عيسى ماهما ؟ قال روحان مخلوقان اختارهما واصطفا هما روح آدم وروح عيسى صلوات الله عليهما . 10 – يد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحلبي وزرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أحد صمد ليس له جوف ، وإنما الروح خلق من خلقه ، نصر وتأييد وقوة يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين . 11 – شى : عن زرارة وحمران ، عن أبي جعفر ، وأبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : يسألونك عن الروح قالا : إن الله تبارك وتعالى ، وذكر مثله . 12 – شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن قول الله : ” ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” قال : روح خلقها الله فنفح في آدم منها . 13 – شى : عن محمد بن اورمة ، عن أبي جعفر الاحوال ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن الروح التي في آدم ، قوله : ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال : هذه روح مخلوقة لله ، والروح التي في عيسى بن مريم مخلوقة لله . 14 – شى : في رواية سماعة عنه عليه السلام خلق آدم فنفخ فيه ، وسألته عن الروح قال : هي من قدرته من الملكوت . 15 – يد : ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن بحر ( 1 ) عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون أن الله عزوجل خلق آدم على صورته ، فقال : هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه ، والروح إلى نفسه فقال : بيتي وقال : نفخت فيه من روحي . ج : عن محمد مثله . * ( هامش ) * ( 1 ) كوفى صيرفى ، أورده العلامة في القسم الثانى من الخلاصة قال : عبدالله بن بحر كوفى روى عن أبى بصير والرجال ضعيف مرتفع القول . قلت : والحديث لا يخلو عن غرابة ، وقد تقدمت روايات اخرى بطرق متعددة في معنى الحديث تحت رقم 1 و 7 تعرب عن تدليس وقع في نقل الحديث عن النبى صلى الله عليه وآله فارجعها . ( * ) [ 14 ] بيان : هذا الخبر لاينافي ما سبق ، لانه تأويل على تقدير عدم ذكر أو له ، كما يرويه من حذف منه ما حذف . تذنيب : قال السيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب تنزيه الانبياء : فإن قيل : ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : إن الله خلق آدم على صورته ؟ أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه وأن له تعالى عن ذلك صورة ؟ قلنا : قد قيل في تأويل هذا الخبر إن الهاء في ” صورته ” إذا صح هذا الخبر راجعة إلى آدم عليه السلام ، دون الله تعالى فكان المعنى أنه تعالى خلقه على الصورة التي قبض عليها فإن حاله لم يتغير في الصورة بزيادة ولانقصان كما يتغير أحوال البشر . وذكر وجه ثان وهو على أن تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى ، ويكون المعنى أنه خلقه على الصورة التي اختارها واجتباها لان الشئ قد يضاف على هذا الوجه إلى مختاره ومصطفاه . وذكر أيضا وجه ثالث وهو أن هذا الكلام خرج على سبب معروف لان الزهري روي عن الحسن أنه كان يقول : مر رسول الله صلى الله عليه واله برجل من الانصار وهو يضرب وجه غلام له ويقول : قبح الله وجهك ووجه من تشبهه ، فقال النبي صلى الله عليه واله : بئس ما قلت ، فإن الله خلق آدم عليه صورته ، يعني صورة المضروب . ويمكن في الخبر وجه رابع وهو أن يكون المراد أن الله تعالى خلق آدم وخلق صورته لينتفي بذلك الشك في أن تأليفه من فعل غيره لان التأليف من جنس مقدور البشر ، و الجواهر وما شاكلها من الاجناس المخصوصة من الاعراض هي التي يتفرد القديم تعالى بالقدرة عليها ، فيمكن قبل النظر أن يكون الجواهر من فعله وتأليفها من فعل غيره فكأنه عليه السلام أخبر بهذه الفائدة الجليلة وهو أن جوهر آدم وتأليفه من فعل الله تعالى . ويمكن وجه خامس وهو أن يكون المعنى أن الله أنشأه على هذه الصورة التي شوهد عليها على سبيل الابتداء ، وإنه لم ينتقل إليها ويتدرج كما جرت العادة في البشر . وكل هذه الوجوه جائز في معنى الخبر والله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله أعلم بالمراد . انتهى كلامه رفع الله مقامه . أقول : وفيه وجه سادس ذكره جماعة من شراح الحديث ، وهو أن المراد بالصورة [ 15 ] الصفة من كونه سميعا بصيرا متكلما ، وجعله قابلا للاتصاف بصفاته الكمالية و الجلالية على وجه لا يفضي إلى التشبيه ، والاولى الاقتصار على ما ورد في النصوص عن الصادقين عليهم السلام ، وقدروت العامة الوجه الاول المروي عن أمير المؤمنين وعن الرضا صلوات الله عليهما بطرق متعددة في كتبهم . } باب 3 { } تاويل آية النور { 1 – يد ، مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن العباس بن هلال قال : سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” الله نور السموات والارض ” فقال : هاد لاهل السماء وهاد لاهل الارض . 2 – وفي رواية البرقي : هدى من في السماوات وهدي من في الارض . 3 – ج : عن العباس بن هلال : قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل ” الله نور السموات والارض ” فقال عليه السلام : هادي من في السماوات وهادي من في الارض . ( 1 ) 4 – يد ، مع : إبراهيم بن هارون الهيستي ، ( 2 ) عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن الحسين بن أيوب ، عن محمد بن غالب ، عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن أيوب ، عن الحسين بن سليمان ، عن محمد بن مروان الذهلي ، عن الفضيل بن يسار ( 3 ) قال : قلت لابي عبدالله الصادق عليه السلام : ” الله نور السموات والارض ” قال : كذلك الله عزوجل قال : قلت : ” مثل نوره ” قال لي : محمد صلى الله عليه واله ، قلت : ” كمشكوة ” قال : صدر محمد صلى الله عليه واله ، قلت : ” فيها مصباح ” قال : فيه نور العلم يعني النبوة ، قلت : ” المصباح في زجاجة ” قال : علم رسول الله صلى الله عليه واله صدر إلى قلب علي عليه السلام ، ( 4 ) قلت : ” كأنها ” قال : لاي شئ تقرأ كأنها ؟ قلت : * ( هامش ) * ( 1 ) الظاهر اتحاده مع ما قبله . ( 2 ) لعل الصواب : الهيتى ، قال الفيروز آبادى هيت بالكسر : بلدة بالعراق . ( 3 ) في السند رجال لم نجد بيان أحوالهم في التراجم مدحا أو ذما . ( 4 ) في نسخة : صار إلى قلب على عليه السلام . ( * ) [ 16 ] وكيف جعلت فداك ؟ قال : كأنه كوكب دري ، قلت : ” يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية ” قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لايهودي ولانصراني قلت : ” يكاد زيتها يضيئ ولولم تمسسه نار ” قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به ، قلت : ” نور على نور ” قال : الامام على أثر الامام . قال الصدوق رحمه الله : إن المشبهة تفسر هذه الآية على أنه ضياء السماوات و الارض ، ولو كان كذلك لما جاز أن توجد الارض مظلمة في وقت من الاوقات ، لا بالليل ولا بالنهار ، لان الله هو نورها وضياؤها على تأويلهم ، وهو موجود غير معدوم ، فوجود الارض مظلمة بالليل ووجودنا داخلها أيضا مظلما بالنهار يدل على أن تأويل قوله : ” الله نور السموات والارض ” هو ما قاله الرضا عليه السلام دون تأويل المشبهة ، وأنه عز و جل هادي أهل السماوات والارض ، والمبين لاهل السماوات والارض امور دينهم ( 1 ) ومصالحهم ، فلما كان بالله وبهداه يهتدي أهل السماوات والارض إلى صلاحهم وامور دينهم كما يهتدون بالنور الذي خلقه الله لهم في السماوات والارض إلى إصلاح دنياهم قال : إنه نور السماوات والارض على هذا المعنى ، وأجرى على نفسه هذا الاسم توسعا ومجازا لان العقول دالة على أن الله عزوجل لا يجوز أن يكون نورا ولاضياءا ، ولامن جنس الانوار والضياء لانه خالق الانوار وخالق جميع أجناس الاشياء ، وقد دل على ذلك أيضا قوله : مثل نوره وإنما أراد به صفة نوره ، وهذا النور هو غيره لانه شبهه بالمصباح وضوئه الذي ذكره ، ووصفه في هذه الآية ولايجوز أن يشبه نفسه بالمصباح لان الله لاشبه له ولانظير فصح أن نوره الذي شبهه بالمصباح إنما هو دلالته أهل السماوات والارض على مصالح دينهم وعلى توحيد ربهم وحكمته وعدله ثم بين وضوح دلالته هذه و سماها نورا من حيث يهتدي بها عباده إلى دينهم وصلاحهم فقال : مثله مثل كوة وهي المشكاة فيها المصباح والمصباح هو السراج في زجاجة صافية شبيهة بالكوكب الذي هو الكوكب المشبه بالدر في لونه وهذا المصباح الذي في هذه الزجاجة الصافية يتوقد ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : امورهم . وكذا فيمأتى بعد ذلك . ( 2 ) في نسخة : توقد . ( * ) [ 17 ] من زيت زيتونة مباركة ، وأراد به زيتون الشام لانه يقال : إنه بورك فيه لاهله ، و عنى عزوجل بقوله : ” لا شرقية ولا غربية ” أن هذه الزيتونه ليست بشرقية فلا تسقط الشمس عليها في وقت الغروب ، ولا غربية ولا تسقط الشمس عليها في وقت الطلوع بل هي في أعلى شجرها ، والشمس تسقط عليها في طول نهارها ، فهو أجود لها وأضوء لزيتها ، …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 4 من ص 17 سطر 5 الى ص 25 سطر 5 ثم أكد وصفه لصفاء زيتها فقال : ” يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار ” لما فيها من الصفاء فبين أن دلالات الله التي بهادل عباده في السماوات والارض على مصالحهم وعلى امور دينهم في الوضوح والبيان بمنزلة هذا المصباح الذي في هذه الزجاجة الصافية ، ويتوقد بها الزيت الصافي الذي وصفه ، فيجتمع فيه ضوء النار مع ضوء الزجاجة وضوء الزيت هو معنى قوله : ” نور على نور ” وعنى بقوله عزوجل : ” يهدي الله لنوره من يشاء ” يعني من عباده وهم المكلفون ليعرفوا بذلك ويهتدوا به ويستدلوا به على توحيد ربهم وسائر امور دينهم ، وقد دل الله عزوجل بهذه الآية وبما ذكره من وضوح دلالاته وآياته التي دل بها عباده على دينهم أن أحدا منهم لم يؤت فيما صار إليه من الجهل ومن تضييع الدين لشبهة ولبس دخلا عليه في ذلك من قبل الله عزوجل إذ كان الله عزوجل قد بين لهم دلالاته وآياته على سبيل ما وصف ، وأنهم إنما اوتوا في ذلك من قبل نفوسهم ( 1 ) بتركهم النظر في دلالات الله والاستدلال بها على الله عزوجل وعلى صلاحهم في دينهم ، وبين أنه بكل شئ من مصالح عباده ومن غير ذلك عليم . وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : ” الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح ” فقال : هو مثل ضربه الله لنا فالنبي والائمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها إلى التوحيد ومصالح الدين وشرائع الاسلام والسنن والفرائض ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 5 – فس : حميد بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) وفى نسخة : من قبل أنفسهم . ( 2 ) هو طلحة بن زيد أبوالخزرج النهدى الشامى ، ويقال : الخزرجى العامى ، روي عن جعفر بن محمد عليهما السلام له كتاب ، قاله النجاشى . ووصفه الشيخ في رجاله بالتبرى ، وفى فهرسه بأنه عامى المذهب . ( * ) [ 18 ] عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام في هذه الآية ” الله نور السموات والارض ” قال : بدأ بنور نفسه تعالى ” مثل نوره ” مثل هداه في قلب المؤمن ، قوله : ” كمشكوة فيها مصباح ” المشكاة : جوف المؤمن ، والقنديل : قلبه ، والمصباح : النور الذي جعله الله فيه . ” يوقد من شجرة مباركة ” قال : الشجرة : المؤمن . ” زيتونة لا شرقية ولا غربية ” قال : على سواء الجبل لا غربية أي لا شرق لها ، ولاشرقية أي لا غرب لها ، إذا طلعت الشمس طلعت عليها وإذا غربت غربت عليها ” يكاد زيتها ” يعني يكاد النور الذي جعله الله في قلبه ” يضيئ ” وإن لم يتكلم ” نور على نور ” فريضة على فريضة ، وسنة على سنة ” يهدي الله لنوره من يشاء ” يهدي الله لفرائضه وسننه من يشاء ” ويضرب الله الامثال للناس ” وهذا مثل ضربه الله للمؤمن . ثم قال : فالمؤمن من يتقلب ( 1 ) في خمسة من النور ” مدخله نور ، ومخرجه نور ، وعلمه نور ، وكلامه نور ، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور . قلت : لجعفر عليه السلام : جعلت فداك يا سيدي إنهم يقولون : مثل نور الرب ، قال : سبحان الله ، ليس لله بمثل ما قال الله : فلا تضربوا لله الامثال ؟ . بيان : قوله عليه السلام : الشجرة : المؤمن لعل المراد أن نور الايمان الذي جعله الله في قلب المؤمن يتقد من أعمال صالحة هي ثمرة شجرة مباركة هي المؤمن المهتدى ويحتمل أن يكون المراد بالمؤمن المؤمن الكامل وهو الامام عليه السلام ولايبعد أن يكون المؤمن تصحيف الايمان ، أو القرآن ، أو نحن ، أو الامام . 6 – فس : محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن الحسن الصائغ ، ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) وفى نسخة : فالمؤمن من ينقلب . ( 2 ) ضبط العلامة في القسم الثانى من الخلاصة اسم أبيه مكبرا حيث قال : محمد بن الحسن – بغير ياء بعد السين – ابن سعيد الصائغ – بالغين المعجمة – كوفي نزل في بنى ذهل ، أبوجعفر ضعيف جدا ، قيل إنه غال لا يلتفت إليه . انتهى . لكن النجاشى عنونه مصغرا ، قال : محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ كوفى نزل في بنى ذهل ، أبوجعفر ضعيف جدا ، قيل : انه غال ، له كتاب التباشير وكتاب نوادر ” إلى أن قال ” : ومات محمد بن الحسين لاثنتى عشر بقين من رجب سنة تسع وستين ومأتين ، وصلى عليه جعفر المحدث المحمدى ودفن في جعفى . انتهى ” وتبعه الشيخ في ذلك في كتابيه الرجال والفهرس . ( * ) [ 19 ] عن الحسن ابن علي ، ( 1 ) عن صالح بن سهل الهمداني ( 2 ) قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل : ” الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة ” فاطمة عليها السلام ” فيها مصباح ” الحسن ، و ” المصباح ” الحسين ” في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ” كأن فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا ، ” يوقد من شجرة مباركة ” يوقد من إبراهيم عليه السلام ” لا شرقية ولا غربية ” لا يهودية ولا نصرانية ، ” يكاد زيتها ” يكاد العلم ينفجر منها ( 3 ) ” ولولم تمسسه نار نور على نور ” إمام بعد إمام ” يهدي الله لنوره من يشاء ” يهدي الله بالائمة عليهم السلام من يشاء . توضيح : قوله عليه السلام : والمصباح الحسين أي المصباح المذكور في الآية ثانيا ، وعلي هذا الخبر تكون المشكاة والزجاجة كنايتين عن فاطمة عليها السلام . 7 – كا : علي بن محمد ، عن علي بن العباس ، عن علي بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي ، وهو قول الله : ” الله نور السموات والارض ” يقول : أنا هادي السماوات والارض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح ، فالمشكاة قلب محمد صلى الله عليه واله ، والصباح النور الذي فيه العلم ، وقوله : ” المصباح في زجاجة ” يقول : إني اريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة ، ” كأنها كوكب دري ” فأعلمهم فضل الوصي ، يوقد من شجرة مباركة ” فأصل الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه ، وهو قول الله عزوجل ، ” رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ” وهو قول الله عزوجل : ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية * ( هامش ) * ( 1 ) هو الصيرفى . ( 2 ) حكي عن ابن الغضائرى أنه قال : صالح بن سهل الهمدانى كوفى غال كذاب ، وضاع للحديث روى عن أبى عبدالله عليه السلام ، لاخير فيه ولا في سائر ما رواه . انتهى وروى الكشى في ص 218 من رجاله عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن على الصيرفى ، عن صالح بن سهل قال : كنت أقول في أبى عبدالله عليه السلام بالربوبية فدخلت عليه ، فلما نظر إلى قال : يا صالح أنا والله عبد مخلوق ، لنا رب نعبده ، وإن لم نعبده عذبنا . انتهى أقول : رواه الكلينى في الكافى عن صالح بن سهل ، ورواه أيضا بسند صحيح عن على بن جعفر عن أخيه عليه السلام . ( 3 ) وفى نسخة : يكاد العلم يتفجر منها . [ 20 ] بعضها من بعض والله سميع عليم ” لا شرقية ولا غربية ” يقول : لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق ، وأنتم على ملة إبراهيم صلوات الله عليه ، وقد قال الله عزوجل : ” ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ” وقوله عزوجل : ” يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ” يقول : مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون ، يكاد زيتها يضيئ ، يقول : يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك . ( 1 ) أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في تأويل تلك الآية في كتاب الامامة في باب أنهم أنوار الله . تنوير : قال البيضاوي : النور في الاصل كيفية تدركها الباصرة أولا ، وبواسطتها سائر المبصرات ، كالكيفية الفائضة من النيرين على الاجرام الكثيفة المحاذية لهما ، و هو بهذا المعني لا يصح إطلاقه على الله تعالي إلا بتقدير مضاف كقولك : زيد كرم بمعنى ذو كرم ، أو على تجوز بمعنى منور السماوات والارض – وقد قرئ به – فإنه تعالى نورها بالكواكب وما يفيض عنها من الانوار ، وبالملائكة والانبياء ، أو مدبرها من قولهم للرئيس الفائق في التدبير : نور القوم لانهم يهتدون به في الامور ، أو موجدها فإن النور ظاهر بذاته مظهر لغيره ، وأصل الظهور هو الوجود ، كما أن أصل الخفاء هو العدم ، والله سبحانه موجود بذاته ، موجد لماعداه ، أو الذي به يدرك ، أو يدرك أهلها من حيث إنه يطلق على الباصرة لتعلقها به ، أو لمشاركتها له في توقف الادراك عليه ثم على البصيرة لانها أقوى إدراكا فإنها تدرك نفسها وغيرها من الكليات والجزئيات ، الموجودات و المعدومات ، ويغوص في بواطنها ويتصرف فيها بالتركيب والتحليل . ثم إن هذه الادراكات ليست بذاتها ، وإلا لما فارقتها فهي إذن من سبب يفيضها عليها ، وهو الله تعالى ابتداءا أو بتوسط من الملائكة والانبياء ، ولذلك سموا أنوارا . ويقرب منه قول * ( هامش ) * ( 1 ) الحديث ضعيف بعلى بن عباس وغيره . ( * ) [ 21 ] ابن عباس : معناه هادي من فيهما ، فهم بنوره يهتدون ، وإضافته إليهما للدلالة على سعة إشراقه ، ولاشتمالهم على الانوار الحسية والعقلية ، وقصور الادراكات البشرية عليهما وعلى المتعلق بهما والمدلول لهما ” مثل نوره ” صفة نوره العجيبة الشأن ، وإضافته إلى ضميره سبحانه دليل على أن إطلاقه عليه لم يكن على ظاهر ” كمشكوة ” كصفة مشكاة ، وهي الكوة الغير النافذة ” فيها مصباح ” سراج ضخم ثاقب . وقيل : المشكاة ” الانبوبة في وسط القنديل ، والمصباح : الفتيلة المشتعلة ” المصباح في زجاجة ” في قنديل من الزجاج ” الزجاجة كأنها كوكب دري ” مضيئ متلالئ كالزهرة في صفائه وزهرته منسوب إلى الدر ، أو فعيل كبريق من الدرء ، فإنه يدفع الظلام بضوئه ، أو بعض ضو

    رد

  6. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 21:58:40

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 5 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 5 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 16 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أمر عباده بالعدل وهو تعالى أولى به من المأمورين ، وزجرهم فبين أنه لا يظلم المزجورين ، وكلف الخلق بعد استطاعتهم ليكونوا بطاعته في جناته متنعمين ، وبمعصيته في نيرانه معذبين ، والصلاة على شافع المذنبين ، وفخر المرسلين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى وصيه رافع لواء الحمد يوم الدين ، والساقي من حوض أخيه شيعته المرحومين ، وعلى أوصيائهما الاطهرين ، وذريتهما الاكرمين ما أظلت السماوات على الارضين . أما بعد فهذا هو المجلد الثالث من كتاب بحار الانوار المشتمل على أخبار العدل والمعاد ، وعلل تكليف العباد ، مما ألفه الراجى لرحمة ربه وشفاعة نبيه يوم التناد محمد باقر بن محمد تقي رزقه الله سلوك سبيل الرشاد ، وغفر له ولوالديه يوم المعاد . [ 2 ] ( ابواب العدل ) . ( باب 1 ) * ( نفى الظلم والجور عنه تعالى ، وابطال الجبر والتفويض ، ) * * ( واثبات الامر بين الامرين ، واثبات الاختيار والاستطاعة ) * الايات ، آل عمران ” 3 ” ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 182 . النساء ” 4 ” إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما 40 ” وقال ” : ولا يظلمون فتيلا 49 ” وقال ” : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك 79 ” وقال ” : ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما 147 . الانعام ” 6 ” ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون * ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون 131 – 132 . الاعراف ” 7 ” إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون * وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء 27 – 28 . الانفال ” 8 ” ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 51 . التوبة ” 9 ” فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 70 . يونس ” 10 ” إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون 44 ” وقال تعالى ” : قل يا أيها الناس قد جائكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل 108 . النحل ” 16 ” وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * فأصابهم سيئات ما عملوا 33 – 34 . الحج ” 22 ” ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد 10 . [ 3 ] المؤمنون ” 23 ” ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون 62 . النور ” 24 ” لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم 11 . سبا ” 34 ” قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون 25 . فاطره ” 35 ” ولا تزر وازرة وزر اخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى 18 . ص ” 38 ” أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار 28 . الزمر ” 39 ” إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر اخرى 7 . المؤمن ” 40 ” وما الله يريد ظلما للعباد 31 ” وقال تعالى ” : من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها 40 ” وقال تعالى ” : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب 17 . السجدة ” 41 ” من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد 46 . الزخرف ” 43 ” وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين 76 . ق ” 50 ” لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد 28 – 29 . الطور ” 52 ” إنما تجزون ما كنتم تعملون 16 ” وقال تعالى ” : كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 19 ” وقال سبحانه ” : كل امرئ بما كسب رهين 21 . النجم ” 53 ” ولله ما في السموات وما في الارض ليجزي الذين أساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى ” إلى قوله تعالى ” : أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفي * ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للانسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزيه الجزاء الاوفى 31 – 41 . [ 4 ] الواقعة ” 56 ” جزاء بما كانوا يعملون 24 . تفسير : المبالغة في قوله تعالى : ” بظلام ” إما غير مقصودة ، أو هي لكثرة العبيد أو لبيان أن ما ينسبون إليه تعالى من جبرهم على المعاصي وتعذيبهم عليها غاية الظلم ، أو لبيان أنه لو اتصف تعالى به لكان صفة كمال فيجب كماله فيه ; والفتيل : الخيط الذي في شق النواة ; ( 1 ) وفي تفسير علي بن إبراهيم : هي القشرة التي على النواة ” ص 128 ” قوله تعالى : وإن تدع مثقلة إلى حملها أي إن تدع نفس أثقلتها الاوزار لحمل بعض أوزارها لم تجب لحمل شئ منه ولو كان المدعو ذا قرابتها . 1 – لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن صباح بن عبدالحميد ، وهشام وحفص وغير واحد قالوا : قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنا لا نقول جبرا ولا تفويضا ( 2 ) . ” ص 168 ” 2 – يد ، ن ، لى : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن الامام علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : خرج أبوحنيفة ذات يوم من عند الصادق عليه السلام فاستقبله موسى بن جعفر عليه السلام فقال له : يا غلام ممن المعصية ؟ فقال عليه السلام : لا تخلو من ثلاثة : إما أن تكون من الله عزوجل و ليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لم يكتسبه ، ( 3 ) وإما أن تكون من الله عزوجل ومن العبد فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف ، وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عاقبه الله فبذنبه وإن عفى عنه فبكرمه وجوده ( 4 ) ” ص 83 ص 79 ص 246 ” . 3 – ب : ابن حكيم ، عن البزنطي قال : سألت أبا الحسن عليه السلام قال : فقال لي : اكتب قال الله تعالى : يابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء ، وبنعمتي أديت إلي * ( هامش ) * ( 1 ) مأخوذ من الفتيل ، لكونه على هيئته ، يضرب به المثل في الشئ الحقير . ( 2 ) في المصدر : انا لا اقول جبرا ولا تفويضا . م ( 3 ) في اكثر المصادر : بما لا يكتسبه . م ( 4 ) سياتى الحديث مفصلا من الاحتجاج تحت رقم 33 . [ * ] [ 5 ] فرائضي ، وبقدرتي قويت على معصيتي ، خلقتك سميعا بصيرا ، أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك مني لاني لا اسأل عما أفعل وهم يسألون ، قد نظمت جميع ما سألت عنه . ( 1 ) ” ص 151 ” 4 – ب : أحمد بن محمد ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا ناجى ربه قال : يا رب قويت على معصيتك بنعمتك . قال : وسمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ” فقال : إن القدرية يحتجون بأولها وليس كما يقولون ألا ترى أن الله تبارك وتعالى يقول : ” وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ” وقال نوح على نبينا وآله وعليه السلام : ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم . قال : الامر إلى الله يهدي من يشاء . ” ص 158 ” بيان : اعلم أن لفط القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفويضي ، و * ( هامش ) * ( 1 ) في قرب الاسناد المطبوع : قد نظمت جميع ما تسأل عنه . أقول : أخرجه ثقة الاسلام في كتابه الكافى في باب الجبر والقدر أتم من هذا ، واللفط هكذا : محمد بن أبى عبدالله وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال : قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام : إن بعض أصحابنا يقول بالجبر ، وبعضهم يقول بالاستطاعة ، قال : فقال لى : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم قال علي بن الحسين : قال الله عزوجل : يابن آدم بمشيتى كنت أنت الذى تشاء ، وبقوتى أديت إلى فرائضى ، وبنعمتى قويت على معصيتى ، جعلتك سميعا بصيرا ، ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك ، وذلك أنى أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك منى ، وذلك لا اسئل عما أفعل وهم يسئلون ، قد نظمت لك كل شئ تريد . انتهى . وأخرجه أيضا في باب المشية والارادة بصورة أخصر من هذا ويأتى بالاسناد تحت رقم 93 ويأتى أيضا تحت رقم 88 بسند آخر مع اختلاف . قوله : بقوتى أديت إلى فرائضى اى بقوتى التى أعطيتك وبتوفيقى الذى وفقتك أديت فرائضى ، ولو وكلتك إلى نفسك وخذلتك لاسقطتك نفسك إلى هوية الضلال ; وأدخلتك مداخل السوء والفحشاء ، وذلك أنى جعلتك سميعا لاستماع ما نطقت به أنبيائى وأدلة رشادى من شرائعى ومعالم دينى ، ووفقتك للاستماع ، وجعلتك بصيرا لتبصر آثار صنعى ، وآيات توحيدى والوهيتى ، فما أصابك من حسنة فمن ناحيتى ومن عندى ، ولتوفيقى وقوتى ، وما أصابك من سيئة فمن سوء اختيارك ، وغواية نفسك ، واغتيال سوء سريرتك . [ * ] [ 6 ] المراد في هذا الخبر هو الثاني ، وقد أحال كل من الفريقين ماورد في ذلك على الآخر قال شارح المقاصد : لا خلاف في ذم القدرية ، وقد ورد في صحاح الاحاديث : لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا ، والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله ومشيته سموا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الايجاد وليس بشئ لان المناسب حينئذ القدري بضم القاف . وقالت المعتزلة : القدرية هم القائلون بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيته لان الشايع نسبة الشخص إلى ما يثبته ويقول به كالجبرية والحنفية والشافعية ، لا إلى ما ينفيه ، ورد بأنه صح عن النبي صلى الله عليه وآله قوله : ” القدرية مجوس أمتي ” وقوله : ” إذا قامت القيامة نادى مناد : أهل الجمع أين خصماء الله ؟ فتقوم القدرية ” ولا خفاء في أن المجوس هم الذين ينسبون الخير إلى الله والشر إلى الشيطان ، ويسمونهما ” يزدان وأهرمن ” وأن من لا يفوض الامور كلها إلى الله تعالى ويفرز بعضها فينسبه إلى نفسه يكون المخاصم لله تعالى ، وأيضا من يضيف القدر إلى نفسه ويدعى كونه الفاعل والمقدر أولى باسم القدري ممن يضيفه إلى ربه . انتهى . وقال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد : قال أبوالحسن البصري ومحمود الخوارزمي وجه تشبيهه عليه السلام المجبرة بالمجوس من وجوه : أحدها أن المجوس اختصوا بمقالات سخيفة ، واعتقادات واهية معلومة البطلان وكذلك المجبرة . وثانيها أن مذهب المجوس أن الله تعالى يخلق فعله ثم يتبرأ منه كما خلق إبليس ثم انتفى عنه ، وكذلك المجبرة قالوا : إنه تعالى يفعل القبايح ثم يتبرأ منه . ( 1 ) وثالثها : أن المجوس قالوا : إن نكاح الاخوات والامهات بقضاء الله وقدره و إرادته ، ووافقهم المجبرة حيث قالوا : إن نكاح المجوس لاخواتهم وأمهاتهم بقضاء الله وقدره وإرادته . ورابعها : أن المجوس قالوا : إن القادر على الخير لا يقدر على الشر وبالعكس * ( هامش ) * ( 1 ) في شرح التجريد : ثم يتبرأ منها . م [ * ] [ 7 ] والمجبرة قالوا : إن القدرة موجبة للفعل غير متقدمة عليه فالانسان القادر على الخير لا يقدر على ضده وبالعكس انتهى . اقول . سيتضح لك أن كلا منهما ضال ، صادق فيما نسب إلى الآخر ، وأن الحق غير ما ذهبا إليه ، وهو الامر بين الامرين . 5 – ب : بالاسناد المذكور قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا ناجى ربه قال : اللهم يا رب إنما قويت على معاصيك بنعمك . ( 1 ) ” ص 167 ” 6 – فس : قوله : ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا إلى قوله : ” يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا ” قال الصادق عليه السلام : إن هذا القول من الله رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ، ثم يعذبهم على ضلالتهم ” ص 30 ” بيان : الظاهر أنه عليه السلام جعل قوله تعالى : يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا من جملة قول الذين كفروا على خلاف ما ذهب إليه المفسرون من أنه من كلامه تعالى جوابا لقولهم . ( 2 ) 7 – ل : الخليل بن أحمد ، عن ابن منيع ، عن الحسن بن عرفة ، عن علي بن ثابت عن إسماعيل بن أبي إسحاق ، عن ابن أبي ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب : المرجئة ، والقدرية . 7 – كنز الكراجكى : عن محمد بن علي بن محمد بن الصخر البصري ، عن عمر بن محمد ابن سيف ، ( 3 ) عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا عن آبائه عليهم السلام مثله . ” ص 51 ” بيان : قال الكراجكي : ظنت المعتزلة أن الشيعة هم المرجئة لقولهم : إنا نرجو من الله تعالى العفو عن المؤمن إذا ارتكب معصية ومات قبل التوبة ، وهذا غلط * ( هامش ) * ( 1 ) أقول : غير خفى أنه والخبر المتقدم تحت رقم 4 قطعتان من الخبر الثالث . ( 2 ) ولعل الحديث مربوط بآخر الاية ، وهو قوله : وما يضل به إلا الفاسقين الاية . ط ( 3 ) في المصدر : يوسف . م [ * ] [ 8 ] منهم في التسمية ، لان المرجئة مشتق من الارجاء ، وهو التأخير ( 1 ) بل هم الذين أخروا الاعمال ولم يعتقدوا من فرائض الايمان . ثم قال : إن المعتزلة لها من الزلات الفظيعة ما يكثر تعداده وقد صنف ابن الراوندي كتاب فضائحهم فأورد فيه جملا من اعتقاداتهم و آراء شيوخهم مما ينافر العقول ويضاد شريعة الرسول وقد وردت الاخبار بذمهم عن أهل البيت عليهم السلام ولعنهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال : لعن الله المعتزلة أرادت أن توحدت فألحدت ورامت أن ترفع التشبيه فأثبتت . 9 – ل : محمد بن علي بن بشار القزويني ، عن المظفر بن أحمد ، وعلي بن محمد بن سليمان ، عن علي بن جعفر البغدادي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن الحسن ابن راشد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يجلس إلى غال ويستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة والقدرية . 10 – عد : اعتقادنا في الاستطاعة ما قاله موسى بن جعفر عليه السلام حين قيل له : أيكون العبد مستطيعا ؟ قال : نعم بعد أربع خصال : أن يكون مخلي السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، له سبب وارد من الله عزوجل ، فإذا تمت هذه فهو مستطيع فقيل له : مثل أي شئ ، فقال : يكون الرجل مخلى السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأة فإذا وجد المرأة فإما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف ، وإما أن يخلي بينه وبينها فيزني وهو زان ولم يطع الله بإكراه ، ولم يعص بغلبة . ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) قال في الكنز بعد ذلك ص 50 : يقال لمن أخر أمرا : أرجأت الامر يا رجل ، فأنت مرجئ قال الله : ” أرجه وأخاه ” أى أخره ، وقال تعالى : ” وآخرون مرجون لامر الله ” أى مؤخرون إلى مشيته ، وأما الرجاء فانما يقال : منه رجوت فأنا راج ، فيجب أن تكون الشيعة راجية لا المرجئة والمرجئة هم الذين أخروا الاعمال ، ولم يعتقدوا من فرائض الايمان ، وقد لعنهم النبى فيما وردت به الاخبار . انتهى . ثم ذكر الحديث المتقدم . ( 2 ) سيوافيك الحديث مسندا عن الرضا عليه السلام تحت رقم 54 . [ * ] [ 9 ] 11 – وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” قال : مستطيعون للاخذ بما امروا به ، والترك لما نهوا عنه ، وبذلك ابتلوا . ( 1 ) 12 – وقال أبوجعفر عليه السلام : في التوراة مكتوب مسطور : يا موسى إني خلقتك واصطفيتك وقويتك ، ( 2 ) وأمرتك بطاعتي ، ونهيتك عن معصيتي ، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ، ولي المنة عليك في طاعتك ، ولي الحجة عليك في معصيتك . ” ص 72 – 73 ” 13 – فس : في رواية أبي الجارود ( 3 ) قوله : ” كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ” قال : خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا ، و كذلك يعودون يوم القيامة مهتد وضال ، يقول : إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ; وهم القدرية الذين يقولون : لا قدر ، ويزعمون أنهم قادرون على الهدى والضلالة ، وذلك إليهم إن شاؤوا اهتدوا ، وإن شاؤوا ضلوا ، وهم مجوس هذه الامة ، وكذب أعداء الله المشية والقدرة لله ” كما بدأكم تعودون ” من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه ، ( 4 ) ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود إليه سعيدا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الشقي من شقى في بطن امه ، والسعيد من سعد في بطن امه . ” ص 214 ” 14 – ل : الفامي وابن مسرور ، عن ابن بطة ، عن الصفار ، ومحمد بن علي بن …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 5 من ص 9 سطر 17 الى ص 17 سطر 3 محبوب ، ( 5 ) عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الناس في القدر على ثلاثة أوجه : رجل زعم أن الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم الله عزوجل في حكمه وهو كافر ، ورجل يزعم أن الامر * ( هامش ) * ( 1 ) سيأتي الحديث مسندا عن الصادق عليه السلام تحت رقم 41 و 56 . ( 2 ) في الاصل : وهديتك وقويتك وفى آخر الحديث : في معصيتك لى . ( 3 ) في تفسير القمى بعد ذلك : عن أبي جعفر عليه السلام . م ( 4 ) وفيه ايضا : يعود اليه شقيا . م ( 5 ) في التوحيد بعد ذلك : ومحمد بن حسين بن عبدالعزيز ، عن ابن عيسى . م [ * ] [ 10 ] مفوض إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر ، ورجل يقول : إن الله عزوجل كلف العباد ما يطيقون ، ولم يكلفهم ما لا يطيقون ، فإذا أحسن حمد الله ، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ . يد : الوراق ، عن ابن بطة مثله . 15 – ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسن بن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عز وجل لما خلق الجنة خلقها من لبنتين ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وجعل حيطانها الياقوت ، وسقفها الزبرجد ، وحصبائها اللؤلؤ ، ( 1 ) وترابها الزعفران والمسك الازفر ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : لا إله إلا أنت الحي القيوم ، قد سعد من يدخلني . فقال عزوجل : بعزتي وعظمتي وجلالي وارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر ، ولا سكير ، ولا قتات ( 2 ) وهو النمام ، ولا ديوث وهو القلطبان ، ولا قلاع وهو الشرطي ، ولا زنوق وهو الخنثى ، ولا خيوف ( 3 ) وهو النباش ، ولا عشار ، ولا قاطع رحم ، ولا قدري . توضيح : السكير بالكسر وتشديد الكاف : الكثير السكر ، والفرق بينه وبين المدمن إما بكون المراد بالخمر ما يتخذ من العنب وبالسكير من يسكر من غيره ، أو بكون المراد بالمدمن أعم ممن يسكر . وشرط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده ، والنسبة إليهم شرطي كتركي ، ولم أجد اللغويين فسروا الزنوق والخيوف بما فسرا به في الخبر . 16 – ل : أبي وابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار ، عن الاشعري عن محمد بن الحسين بإسناد له يرفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يدخل الجنة مدمن * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : وحصاها اللؤلؤ . ( 2 ) من القت وهو الكذب ، وسمى النمام قتاتا لانه يزور الحديث ويحسنها ويبلغها على جهة الكذب والفساد . ( 3 ) في نسخة من الكتاب : ولا خنوف . وفى الخصال المطبوع : ولا خيوق في الموضعين . [ * ] [ 11 ] خمر ، ولا سكير ، ولا عاق ، ولا شديد السواد ، ولا ديوث ، ولا قلاع وهو الشرطي ، ولا زنوق وهو الخنثى ، ولا خيوف وهو النباش ، ولا عشار ، ولا قاطع رحم ، ولا قدري . قال الصدوق رحمه الله : يعني بشديد السواد الذي لا يبيض شئ من شعر رأسه ، ولا من شعر لحيته مع كبر السن ، ويسمى الغربيب . ( 1 ) 17 – ن : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن إبراهيم ابن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” وتركهم في ظلمات لا يبصرون ” فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف ، وخلا بينهم وبين اختيارهم . قال : وسألته عن قول الله عزوجل ” ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ” قال : الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى : ” بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ” قال : وسألته عن الله عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال : بل يخيرهم ( 2 ) ويمهلهم حتى يتوبوا ، قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال : كيف يفعل ذلك وهو يقول : ” وما ربك بظلام للعبيد ” ؟ ثم قال عليه السلام : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال : من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئا . ” ص 70 ” ج : مرسلا عن الحسني مثله . ” ص 225 ” 18 – ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن يزيد بن عمير ابن معاوية الشامي ( 3 ) قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام بمرو فقلت له : يابن * ( هامش ) * ( 1 ) وزان عفريت . ( 2 ) في الاحتجاج : لا بل يخيرهم . م ( 3 ) الموجود في العيون : ” زيدين بن عمير بن معاوية الشامي ” وحكى فيه عن نسخة اخرى ” يزيد بن عمير ، عن معاوية الشامي ” . [ * ] [ 12 ] رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه ؟ فقال : من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض فالقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك . فقلت له : يابن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟ فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما امروا به وترك ما نهوا عنه . فقلت له : فهل لله عزوجل مشية وإرادة في ذلك ؟ فقال : أما الطاعات فإرادة الله ومشيته فيها الامر بها ، والرضا لها ، والمعاونة عليها ; وإرادته ومشيته في المعاصي النهي عنها ، والسخط لها ، والخذلان عليها . قلت : فلله عزوجل فيها القضاء ؟ ( 1 ) قال : نعم ما من فعل يفعله العباد من خير وشر إلا ولله فيه قضاء قلت : فما معنى هذا القضاء ؟ قال : الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة . ” ص 78 ” ج : رواه مرسلا مثله . * 19 – ن : الدقاق ، عن محمد بن الحسن الطائي ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن جعفر الكوفي قال : سمعت سيدي علي بن محمد عليهما السلام يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه عليهم السلام . وحدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، عن إسحاق بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، عن سليمان بن محمد القرشي ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم السلام . وحدثنا أبوالحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي الغرائمي ، عن أحمد بن محمد ابن رميح النسوي ، عن عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر ، عن عبد الوهاب بن عيسى * ( هامش ) * ( 1 ) في العيون المطبوع : فهل عزوجل فيها القضاء ؟ . ( * ) أورده الامام على بن محمد العسكري عليه السلام ملخصا في رسالته إلى أهل الاهواز في معنى الجبر والتفويض ، وسيوردها المصنف قدس سره في الباب الاتى . ويأتى عن كتاب الاحتجاج أيضا في الباب الثالث تحت رقم 19 وعن الارشاد تحت رقم 75 وعن النهج تحت رقم 79 . [ * ] [ 13 ] المروزي ، عن الحسن بن علي بن محمد البلوي ، عن محمد بن عبدالله بن نجيح ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه عليهم السلام . وحدثنا أحمد بن الحسن القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن العباس بن بكار الضبي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قالوا : لما انصرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من صفين قام إليه شيخ ممن شهد الوقعة معه فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا هذا أبقضاء من الله وقدر ؟ وقال الرضا في روايته عن أبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أجل ياشيخ فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر ; فقال الشيخ عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ، ( 1 ) فقال : مهلا يا شيخ لعلك تظن قضاءا حتما وقدرا لازما ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والامر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على مسئ لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالاحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الاوثان و خصماء الرحمن ، وقدرية هذه الامة ومجوسها ، ياشيخ إن الله عزوجل كلف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلا ( 2 ) ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ، قال : فنهض الشيخ وهو يقول : * ( هامش ) * ( 1 ) الظاهر كما يستفاد من الكافى سقوط جملة من هنا إما من الصدوق أو من النساخ ومن روى الحديث عنه ، وهى في الكافى هكذا ; فقال له : مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله الاجر في مسيركم وأنتم سائرون ، وفى مقامكم وأنتم مقيمون ، وفى منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ، ولا إليه مضطرين . فقال له الشيح : وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له : وتظن أنه كان قضاءا حتما إه وأورد مثله العلامة في شرح التجريد في باب القضاء والقدر باسناده عن الاصبغ مع اختلاف نشير إليه بعد ذلك . وفيه أيضا بعد قوله ياأمير المؤمنين قوله : ما أرى لى من الاجر شيئا . وياتى نحوه أيضا في خبر 19 من الباب الثالث مع زيادة . ( 2 ) يوجد في الكافى هنا أيضا زيادة وهى : ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا . [ * ] [ 14 ] أنت الامام الذى نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا لا لا ولا قابلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا أنى يحب وقد صحت عزيمته ؟ * ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا لم يذكر محمد بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث من الشعر إلا بيتين من أوله . ( 1 ) ” ص 79 ” يد : زاد ابن عباس في حديثه : فقال الشيخ : يا أميرالمؤمنين القضاء والقدر اللذان ساقانا ؟ وما هبطنا واديا وما علونا تلعة إلا بهما ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الامر من الله والحكم ، ثم تلا هذه الآية : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” . ” ص 390 ” بيان : التلعة : ما ارتفع من الارض . قوله : عند الله أحتسب عنائي أي لما لم نكن مستحقين للاجر لكوننا مجبورين فأحتسب أجر مشقتي عندالله لعله يثيبني بلطفه ، ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الانكار ، وقال الجزري : الاحتسبا من الحسب كالاعتداد من العد ، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله : احتسبه لان له حينئذ أن يعتد عمله ، والاحتساب في الاعمال الصالحات ، وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الاجر ، وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها . انتهى . قوله عليه السلام : ولكان المذنب أولى بالاحسان أقول : لانه حمله على ما هو قبيح عقلا وشرعا ، وصيره بذلك محلا للائمة الناس ، فهو أولى بالاحسان لتدارك ذلك وأيضا لما حمل المحسن على ما هو حسن عقلا وشرعا وصار بذلك موردا لمدح الناس * ( هامش ) * ( 1 ) كالكلينى في الكافى إلا أنه قال : أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا . [ * ] [ 15 ] فإن عاقبه وأضر به تداركا لما أحسن إليه كان أولى من جمع الاضرارين على المسئ ، وقيل : إنما كان المذنب أولى بالاحسان لانه لا يرضى بالذنب كما يدل عليه جبره عليه ، والمحسن أولى بالعقوبة لانه لا يرضى بالاحسان لدلالة الجبر عليه ، ومن يرضى بالاحسان أولى بالعقوبة من الذي يرضى به . ويحتمل أن يكون هذا متفرعا على ما مر أي إذا بطل الثواب والعقاب والامر والنهي والوعد والوعيد لكان المذنب أولى الخ ; ووجهه أنه لم يبق حينئذ إلا الاحسان والعقوبة الدنيوية ، والمذنب في الدنيا متنعم بأنواع اللذات ، وليست له مشقة التكاليف الشرعية ، والمحسن في التعب والنصب بارتكاب أفعال لا يشتهيها ، وترك ما يلتذ بها مقتر عليه لاجتناب المحرمات من الاموال ، فحينئذ الاحسان الواقع للمذنب أكثر مما وقع للمحسن ، فهو أولى بالاحسان من المحسن ، والعقوبة الواقعة على المحسن أكثر مما وقع على المذنب فهو أولى بالعقوبة من المذنب . ( 1 ) والقدرية في هذا الخبر اطلقت على الجبرية وقوله : لم يعص على بناء المفعول ، وكذا قوله : ولم يطع مكرها – بكسر الراء – وفي الفتح تكلف . وفي الكافي بعد ذلك : ولم يملك مفوضا . إشارة إلى نفي التفويض التام ، بحيث لا يقدر على صرفهم عنه ، أو بحيث لا يكون لتوفيقه وهدايته مدخل فيه . 20 – يد ، ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ، عن * ( هامش ) * ( 1 ) وذكر وجهين آخرين في كتابه المرآة أيضا ، أحدهما أنه لما اقتضى ذات المذنب أن يحسن إليه في الدنيا باحداث اللذات فيه فينبغى أن يكون في الاخرة أيضا كذلك ، لعدم تغير الذوات في النشأتين ، وإذا اقتضى ذات المحسن المشقة في الدنيا وإيلامه بالتكاليف الشاقة ففى الاخرة أيضا ينبغى أن يكون كذلك . الثانى ما قيل : لعل وجه ذلك أن المذنب بصدور القبائح والسيئات منه متألم منكسر البال ، لظنه أنها وقعت منه باختياره وقد كانت بجبر جابر وقهر قاهر فيستحق الاحسان ، وأن المحسن لفرحاته بصدور الحسنات عنه وزعمه أنه قد فعلها بالاختيار أولى بالعقوبة من المذنب أقول : لعل قوله : ولكان المحسن أولى إه فيه تصحيف ، وصحيحه كما في شرح التجريد في رواية الاصبغ : ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسئ ، ولا المسئ أولى بالذم من المحسن . أو كما ياتى في حديث 19 من الباب الثالث : ولا كان المحسن أولى إه ومعناه ظاهر لا يحتاج إلى شئ من التوجيهات المذكورة ، لان العبد اذا كان مجبورا على الفعل مسلوبا عنه الاختيار كان المحسن والمسئ كلاهما متساويين في عدم صحة استناد الاحسان والاساءة إليهما فلا يكون أحدهما أولى بالمدح أو الذم من الاخر . [ * ] [ 16 ] الوشاء ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته فقلت : الله فوض الامر إلى العباد ؟ قال : الله أعز من ذلك ; قلت : فأجبرهم على المعاصي ؟ قال : الله أعدل وأحكم من ذلك ، ثم قال : قال الله عزوجل : يابن آدم أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك مني ، عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك . ” ص 371 ص 82 ” 21 – يد ، ن : الطالقاني ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول : من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ، ولا تقبلوا لهم شهادة ، ( 1 ) إن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يحملها فوق طاقتها ، ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، ولا تزر وازرة وزر أخرى . ” ص 371 ص 82 ” 22 – يد ، ن : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ذكر عنده الجبر والتفويض فقال : ألا أعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلا كسرتموه ؟ ( 2 ) قلنا : إن رأيت ذلك ; فقال : إن الله عزوجل لم يطع بإكراه ، ولم يعص بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بطاعته ( 3 ) لم يكن الله عنها صادا ، ولا منها مانعا ، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه ، ثم قال عليه السلام : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه . ” ص 370 ص 82 ” ج : مرسلا مثله ( 4 ) ” 225 – 226 ” بيان لعل ذكر الائتمار ثانيا للمشاكلة ، أو هو بمعنى الهم ، أو الفعل من غير مشاورة ، كما ذكر في النهاية والقاموس . 23 – يد ، مع : حدثنا أبوالحسن محتمل بن سعيد السمرقندي ( 5 ) الفقيه بأرض بلخ * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدرين : ولا تقبلوا له شهادة . م ( 2 ) في التوحيد المطبوع : ولا تخاصمون عليه أحدا إلا كسرتموه . ( 3 ) ائتمر الامر وبه : امتثله . أقول : أورد الحديث الكلينى في باب القضاء والقدر . ( 4 ) الا ان صدر الرواية من قوله : ” فقال الا أعطيكم ” إلى قوله : ” قلنا ان رايت ذلك ” غير مذكور في المصدر . م ( 5 ) كذا في النسخ ولعله تصحيف ” محمد ” . [ * ] [ 17 ] قال : حدثنا أبوأحمد محمد بن أحمد بن الزاهد السمرقندي بإسناد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه سأله رجل فقال له : إن أساس الدين التوحيد والعدل ، وعلمه كثير لابد لعاقل منه ، فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ، ويتهيأ حفظه . فقال : أما التوحيد فأن لا تجوز على …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 5 من ص 17 سطر 4 الى ص 25 سطر 4 ربك ما جاز عليك ، وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه ” ص 83 ” 24 – فس : قوله : ” وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ” إلى قوله : ” سابقين ” ( 1 ) فهذا رد على المجبرة الذين زعموا أن الافعال لله عزوجل ، ولا صنع لهم فيها ولا اكتساب ، فرد الله عليهم فقال : فكلا أخذنا بذنبه ، ولم يقل : بفعلنا لانه عزوجل أعدل من أن يعذب العبد على فعله الذي يجبره عليه . ” ص 496 ” 25 – فس : محمد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن السكوني قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : وجدت لاهل القدر أسماءا في كتاب الله : ” إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر ” فهم المجرمون . ” ص 657 ” . 26 – ج : عن أبي حمزة الثمالي أنه قال : قال أبوجعفر عليه السلام للحسن البصري : إياك أن تقول بالتفويض ( 2 ) فإن الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ، ولا أجبرهم على معاصيه ( 3 ) ظلما . الخبر ” ص 178 ” 27 – يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن خنيس بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن المفضل ، عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين ، قال : قلت : ما أمر بين أمرين ؟ قال : مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصيته . ” ص 371 ” 28 عد : اعتقادنا في الجبر والتفويض قول الصادق عليه السلام : لا جبر ولا تفويض ” ص 69 ” * ( هامش ) * ( 1 ) العنكبوت : 39 . ( 2 ) ليست هذه العبارة مروية على استقلالها في المصدر : بل مذكورة في ضمن حديث مفصل . م ( 3 ) في نسخة : المعاصى . [ * ] [ 18 ] اقول : وساق الخبر إلى آخر ما رواه المفضل ، وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرحه : الجبر هو الحمل على الفعل ، والاضطرار إليه بالقسر والغلبة ، وحقيقة ذلك إيجاد الفعل في الخلق من غير أن يكون له قدرة على دفعه والامتناع من وجوده فيه ، وقد يعبر عما يفعله الانسان بالقدرة التي معه على وجه الاكراه له على التخويف و الالجاء أنه جبر ، والاصل فيه ما فعل من غير قدرة على امتناعه منه حسب ما قدمناه ، وإذا تحقق القول في الجبر على ما وصفناه كان مذهب الجبر هو قول من يزعم أن الله تعالى خلق في العبد الطاعة من غير أن يكون للعبد قدرة على ضدها والامتناع منها ، وخلق فيهم المعصية كذلك ، فهم المجبرة حقا ، والجبر مذهبهم على التحقيق ، والتفويض هو القول برفع الحظر ( 1 ) عن الخلق فالافعال والاباحة لهم ، مع ما شاؤوا من الاعمال ، وهذا قول الزنادقة وأصحاب الاباحات ، والواسطة بين هذين القولين أن الله أقدر الخلق على أفعالهم ، ومكنهم من أعمالهم ، وحد لهم الحدود في ذلك ، ورسم لهم الرسوم ، و نهاهم عن القبائح بالزجر والتخويف والوعد والوعيد ، فلم يكن بتمكينهم من الاعمال مجبرا لهم عليها ، ولم يفوض إليهم الاعمال لمنعهم من أكثرها ، ووضع الحدود لهم فيها ، وأمرهم بحسنها ونهاهم عن قبيحها ، فهذا هو الفصل بى الجبر والتفويض على ما بيناه . 29 – ج : عن هشام بن الحكم قال : سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام فقال : أخبرني عن الله عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين وكان على ذلك قادرا ؟ قال عليه السلام : لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لان الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم تكن جنة ولا نار ، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته ، واحتج عليهم برسله ، وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ، ويستوجبون بطاعتهم له الثواب ، وبمعصيتهم إياه العقاب . قال : فالعمل الصالح من العبد هو فعله ، * ( هامش ) * ( 1 ) الحظر : المنع ، وظاهره انه رحمه الله يفسر التفويض بالالحاد مع أن الظاهر ان المراد بالتفويض في الاخبار هو ما قالت به المعتزلة في مقابل الاشاعرة ، وهو أن الافعال مخلوقة للانسان ، وإن كانت القوى والادوات مخلوقة لله خلافا لما ينسب إلى الاشاعرة أن الجميع مخلوقة لله . ط [ * ] [ 19 ] والعمل الشر من العبد هو فعله ؟ قال : العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره ، و العمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه ; قال : أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه ؟ ( 1 ) قال : نعم ، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه . ( 2 ) قال : فإلى العبد من الامر شئ ؟ قال : ما نهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق تركه ، ولا أمره بشئ إلا وقد علم أنه يسطيع فعله لانه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون . قال : فمن خلقه الله كافرا يستطيع الايمان وله عليه بتركه الايمان حجة ؟ قال عليه السلام : إن الله خلق خلقه جميعا مسلمين ، أمرهم ونهاهم ، والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد ، ولم يخلق الله العبد حين خلقه كافرا إنه إنما كفر من بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجة من الله فعرض عليه الحق فجحده فبإنكاره الحق صار كافرا ، قال : فيجوز أن يقدر على العبد الشر ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعمله ويعذبه عليه ؟ قال : إنه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدر على العبد الشر ويريده منه ، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه ، والانزاع عما لا يقدر على تركه ، ثم يعذبه على تركه أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه الخبر ” ص 186 ” عد : اعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، ومعنى ذلك أنه لم يزل الله عالما بمقاديرها . اقول : قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح العقائد عند شرح هذا الكلام الذي ذكره أبوجعفر رحمه الله : قد جاء به حديث غير معمول به ، ولا مرضي الاسناد ، ( 3 ) * ( هامش ) * ( 1 ) وهى قدرته وإرادته ومشيته ( 2 ) أى الالة التى جعلها الله في العبد لا يقتضى طرفا من الفعل دون طرفه الاخر حتى يكون العبد مقهورا لها ومجبورا على الفعل بسببها فيستند الفعل إلى الله وينفى عن العبد ، بل الالة وهى قدرة العبد وإرادته يقتضى طرفى الفعل من الوجود والعدم ، ويمكن أن يستعملها في الخير والشر ، فتخصيص طرفى الفعل أو الخير والشر بالوجود من العبد . ( 3 ) وهو الحديث الاتى تحت رقم 37 و 38 ، وفيهما عبدالواحد بن محمد بن عبدوس ولم يرو توثيقه من قدماء أهل الرجال . [ * ] [ 20 ] والاخبار الصحيحة بخلافه وليس نعرف في لغة العرب أن العلم بالشئ هو خلق له ، ولو كان ذلك كما قال المخالفون للحق لوجب أن يكون من علم النبي صلى الله عليه وآله فقد خلقه ، ومن علم السماء والارض فهو خالق لهما ، ومن عرف بنفسه شيئا من صنع الله تعالى وقرره في نفسه أن يكون خالقا له ; وهذا محال لا يذهب وجه الخطأ فيه على بعض رعية الائمة عليهم السلام فضلا عنهم . فأما التقدير فهو الخلق في اللغة لان التقدير لا يكون إلا بالفعل ، فأما بالعلم فلا يكون تقديرا ، ولا يكون أيضا بالفكر ، والله متعال عن خلق الفواحش والقبائح على كل حال . وقد روي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه سئل عن أفعال العباد أهي مخلوقة لله تعالى ؟ فقال عليه السلام لو كان خالقا لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه : ” إن الله برئ من المشركين ” ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم ، وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم ، و كتاب الله تعالى المقدم على الاحاديث والروايات ، وإليه يتقاضى في صحيح الاخبار و سقيمها ، فما قضى به فهو الحق دون ما سواه ، قال الله تعالى : ” الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ” فخبر بأن كل شئ خلقه فهو حسن غير قبيح ، فلو كانت القبائح من خلقه لما حكم بحسن جميع ما خلق ، وقال تعالى : ” ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ” فنفى التفاوت عن خلقه ، وقد ثبت أن الكفر والكذب متفاوت في نفسه ، والمتضاد من الكلام متفاوت فكيف يجوز أن يطلقوا على الله تعالى أنه خالق لافعال العباد وفي أفعال العباد من التفاوت ما ذكرناه ؟ * 30 – ج : مما أجاب به أبوالحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام في رسالته إلى أهل الاهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال : اجتمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلى الله عليه وآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة ، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله أن ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال * ( هامش ) * ( * ) سيأتى الحديث مفصلا في الباب الاتى بصورة اخرى عن تحف العقول . [ * ] [ 21 ] حكم الكتاب ، واتباع حكم الاحاديث المزورة ، ( 1 ) والروايات المزخرفة ، ( 2 ) واتباع الاهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق الآيات الواضحات النيرات ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ، ويهدينا إلى الرشاد . ثم قال عليه السلام : فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فانكرته طائفة من الامة وعارضته بحديث من هذه الاحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضلالا ، وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيث قال : إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، و أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، أما إنكم إن تمسكتم بهما لن تضلوا . فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله : ” إنما وليكم الله ورسوله والذي آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهو راكعون ” ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لامير المؤمنين عليه السلام أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، ثم وجدنا رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وقوله صلى الله عليه وآله علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي . وقوله صلى الله عليه وآله حيث استخلفه على المدينة فقال : يارسول الله أتخلفني على النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الاخبار ، وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الامة الاقرار بها كانت هذه الاخبار موافقة للقرآن ، ووافق القرآن هذه الاخبار ، فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله وجدنا كتاب الله موافقا لهذه الاخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الاخبار فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد . * ( هامش ) * ( 1 ) أى الاحاديث المتزينة بالكذب ، أو الاحاديث الكاذبة . ( 2 ) أى الروايات المموهة بالكذب . [ * ] [ 22 ] ثم قال عليه السلام : ومرادنا وقصدنا الكلام في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهما ، وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا دليلا لما أردناه وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء الله ، فقال : الجبر والتفويض بقول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عندما سئل عن ذلك فقال : لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين . وقيل : فماذا يابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : صحة العقل ، وتخلية السرب ، والمهلة في الوقت ، والزاد من قبل الراحلة ، والسبب المهيج للفاعل على فعله ، فهذه خمسة أشياء فاذا نقص العبد منها خلة ( 1 ) كان العمل عنه مطرحا بحسبه ، وأنا أضرب لكل باب من هذه الابواب الثلاثة وهي الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين مثلا يقرب المعنى للطالب ، ويسهل له البحث من شرحه ، ويشهد به القرآن بمحكم آياته وتحقق تصديقه عند ذوي الالباب ، وبالله العصمة والتوفيق . ثم قال عليه السلام : فأما الجبر فهو قول من زعم أن الله عزوجل جبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها ، ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله وكذبه ورد عليه قوله : ولا يظلم ربك أحدا وقوله جل ذكره : ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ” مع آي كثيرة في مثل هذا ، فمن زعم أنه مجبور على المعاصي فقد أحال بذنبه على الله عزوجل وظلمه في عقوبته له ، ومن

    رد

  7. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 22:00:25

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 5 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 5 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 16 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أمر عباده بالعدل وهو تعالى أولى به من المأمورين ، وزجرهم فبين أنه لا يظلم المزجورين ، وكلف الخلق بعد استطاعتهم ليكونوا بطاعته في جناته متنعمين ، وبمعصيته في نيرانه معذبين ، والصلاة على شافع المذنبين ، وفخر المرسلين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى وصيه رافع لواء الحمد يوم الدين ، والساقي من حوض أخيه شيعته المرحومين ، وعلى أوصيائهما الاطهرين ، وذريتهما الاكرمين ما أظلت السماوات على الارضين . أما بعد فهذا هو المجلد الثالث من كتاب بحار الانوار المشتمل على أخبار العدل والمعاد ، وعلل تكليف العباد ، مما ألفه الراجى لرحمة ربه وشفاعة نبيه يوم التناد محمد باقر بن محمد تقي رزقه الله سلوك سبيل الرشاد ، وغفر له ولوالديه يوم المعاد . [ 2 ] ( ابواب العدل ) . ( باب 1 ) * ( نفى الظلم والجور عنه تعالى ، وابطال الجبر والتفويض ، ) * * ( واثبات الامر بين الامرين ، واثبات الاختيار والاستطاعة ) * الايات ، آل عمران ” 3 ” ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 182 . النساء ” 4 ” إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما 40 ” وقال ” : ولا يظلمون فتيلا 49 ” وقال ” : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك 79 ” وقال ” : ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما 147 . الانعام ” 6 ” ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون * ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون 131 – 132 . الاعراف ” 7 ” إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون * وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء 27 – 28 . الانفال ” 8 ” ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 51 . التوبة ” 9 ” فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 70 . يونس ” 10 ” إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون 44 ” وقال تعالى ” : قل يا أيها الناس قد جائكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل 108 . النحل ” 16 ” وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * فأصابهم سيئات ما عملوا 33 – 34 . الحج ” 22 ” ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد 10 . [ 3 ] المؤمنون ” 23 ” ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون 62 . النور ” 24 ” لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم 11 . سبا ” 34 ” قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون 25 . فاطره ” 35 ” ولا تزر وازرة وزر اخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى 18 . ص ” 38 ” أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض أم نجعل المتقين كالفجار 28 . الزمر ” 39 ” إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر اخرى 7 . المؤمن ” 40 ” وما الله يريد ظلما للعباد 31 ” وقال تعالى ” : من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها 40 ” وقال تعالى ” : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب 17 . السجدة ” 41 ” من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد 46 . الزخرف ” 43 ” وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين 76 . ق ” 50 ” لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد 28 – 29 . الطور ” 52 ” إنما تجزون ما كنتم تعملون 16 ” وقال تعالى ” : كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 19 ” وقال سبحانه ” : كل امرئ بما كسب رهين 21 . النجم ” 53 ” ولله ما في السموات وما في الارض ليجزي الذين أساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى ” إلى قوله تعالى ” : أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفي * ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للانسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزيه الجزاء الاوفى 31 – 41 . [ 4 ] الواقعة ” 56 ” جزاء بما كانوا يعملون 24 . تفسير : المبالغة في قوله تعالى : ” بظلام ” إما غير مقصودة ، أو هي لكثرة العبيد أو لبيان أن ما ينسبون إليه تعالى من جبرهم على المعاصي وتعذيبهم عليها غاية الظلم ، أو لبيان أنه لو اتصف تعالى به لكان صفة كمال فيجب كماله فيه ; والفتيل : الخيط الذي في شق النواة ; ( 1 ) وفي تفسير علي بن إبراهيم : هي القشرة التي على النواة ” ص 128 ” قوله تعالى : وإن تدع مثقلة إلى حملها أي إن تدع نفس أثقلتها الاوزار لحمل بعض أوزارها لم تجب لحمل شئ منه ولو كان المدعو ذا قرابتها . 1 – لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن صباح بن عبدالحميد ، وهشام وحفص وغير واحد قالوا : قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنا لا نقول جبرا ولا تفويضا ( 2 ) . ” ص 168 ” 2 – يد ، ن ، لى : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن الامام علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال : خرج أبوحنيفة ذات يوم من عند الصادق عليه السلام فاستقبله موسى بن جعفر عليه السلام فقال له : يا غلام ممن المعصية ؟ فقال عليه السلام : لا تخلو من ثلاثة : إما أن تكون من الله عزوجل و ليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذب عبده بما لم يكتسبه ، ( 3 ) وإما أن تكون من الله عزوجل ومن العبد فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف ، وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عاقبه الله فبذنبه وإن عفى عنه فبكرمه وجوده ( 4 ) ” ص 83 ص 79 ص 246 ” . 3 – ب : ابن حكيم ، عن البزنطي قال : سألت أبا الحسن عليه السلام قال : فقال لي : اكتب قال الله تعالى : يابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء ، وبنعمتي أديت إلي * ( هامش ) * ( 1 ) مأخوذ من الفتيل ، لكونه على هيئته ، يضرب به المثل في الشئ الحقير . ( 2 ) في المصدر : انا لا اقول جبرا ولا تفويضا . م ( 3 ) في اكثر المصادر : بما لا يكتسبه . م ( 4 ) سياتى الحديث مفصلا من الاحتجاج تحت رقم 33 . [ * ] [ 5 ] فرائضي ، وبقدرتي قويت على معصيتي ، خلقتك سميعا بصيرا ، أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك مني لاني لا اسأل عما أفعل وهم يسألون ، قد نظمت جميع ما سألت عنه . ( 1 ) ” ص 151 ” 4 – ب : أحمد بن محمد ، عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا ناجى ربه قال : يا رب قويت على معصيتك بنعمتك . قال : وسمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ” فقال : إن القدرية يحتجون بأولها وليس كما يقولون ألا ترى أن الله تبارك وتعالى يقول : ” وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ” وقال نوح على نبينا وآله وعليه السلام : ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم . قال : الامر إلى الله يهدي من يشاء . ” ص 158 ” بيان : اعلم أن لفط القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفويضي ، و * ( هامش ) * ( 1 ) في قرب الاسناد المطبوع : قد نظمت جميع ما تسأل عنه . أقول : أخرجه ثقة الاسلام في كتابه الكافى في باب الجبر والقدر أتم من هذا ، واللفط هكذا : محمد بن أبى عبدالله وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال : قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام : إن بعض أصحابنا يقول بالجبر ، وبعضهم يقول بالاستطاعة ، قال : فقال لى : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم قال علي بن الحسين : قال الله عزوجل : يابن آدم بمشيتى كنت أنت الذى تشاء ، وبقوتى أديت إلى فرائضى ، وبنعمتى قويت على معصيتى ، جعلتك سميعا بصيرا ، ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك ، وذلك أنى أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك منى ، وذلك لا اسئل عما أفعل وهم يسئلون ، قد نظمت لك كل شئ تريد . انتهى . وأخرجه أيضا في باب المشية والارادة بصورة أخصر من هذا ويأتى بالاسناد تحت رقم 93 ويأتى أيضا تحت رقم 88 بسند آخر مع اختلاف . قوله : بقوتى أديت إلى فرائضى اى بقوتى التى أعطيتك وبتوفيقى الذى وفقتك أديت فرائضى ، ولو وكلتك إلى نفسك وخذلتك لاسقطتك نفسك إلى هوية الضلال ; وأدخلتك مداخل السوء والفحشاء ، وذلك أنى جعلتك سميعا لاستماع ما نطقت به أنبيائى وأدلة رشادى من شرائعى ومعالم دينى ، ووفقتك للاستماع ، وجعلتك بصيرا لتبصر آثار صنعى ، وآيات توحيدى والوهيتى ، فما أصابك من حسنة فمن ناحيتى ومن عندى ، ولتوفيقى وقوتى ، وما أصابك من سيئة فمن سوء اختيارك ، وغواية نفسك ، واغتيال سوء سريرتك . [ * ] [ 6 ] المراد في هذا الخبر هو الثاني ، وقد أحال كل من الفريقين ماورد في ذلك على الآخر قال شارح المقاصد : لا خلاف في ذم القدرية ، وقد ورد في صحاح الاحاديث : لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا ، والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله ومشيته سموا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الايجاد وليس بشئ لان المناسب حينئذ القدري بضم القاف . وقالت المعتزلة : القدرية هم القائلون بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيته لان الشايع نسبة الشخص إلى ما يثبته ويقول به كالجبرية والحنفية والشافعية ، لا إلى ما ينفيه ، ورد بأنه صح عن النبي صلى الله عليه وآله قوله : ” القدرية مجوس أمتي ” وقوله : ” إذا قامت القيامة نادى مناد : أهل الجمع أين خصماء الله ؟ فتقوم القدرية ” ولا خفاء في أن المجوس هم الذين ينسبون الخير إلى الله والشر إلى الشيطان ، ويسمونهما ” يزدان وأهرمن ” وأن من لا يفوض الامور كلها إلى الله تعالى ويفرز بعضها فينسبه إلى نفسه يكون المخاصم لله تعالى ، وأيضا من يضيف القدر إلى نفسه ويدعى كونه الفاعل والمقدر أولى باسم القدري ممن يضيفه إلى ربه . انتهى . وقال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد : قال أبوالحسن البصري ومحمود الخوارزمي وجه تشبيهه عليه السلام المجبرة بالمجوس من وجوه : أحدها أن المجوس اختصوا بمقالات سخيفة ، واعتقادات واهية معلومة البطلان وكذلك المجبرة . وثانيها أن مذهب المجوس أن الله تعالى يخلق فعله ثم يتبرأ منه كما خلق إبليس ثم انتفى عنه ، وكذلك المجبرة قالوا : إنه تعالى يفعل القبايح ثم يتبرأ منه . ( 1 ) وثالثها : أن المجوس قالوا : إن نكاح الاخوات والامهات بقضاء الله وقدره و إرادته ، ووافقهم المجبرة حيث قالوا : إن نكاح المجوس لاخواتهم وأمهاتهم بقضاء الله وقدره وإرادته . ورابعها : أن المجوس قالوا : إن القادر على الخير لا يقدر على الشر وبالعكس * ( هامش ) * ( 1 ) في شرح التجريد : ثم يتبرأ منها . م [ * ] [ 7 ] والمجبرة قالوا : إن القدرة موجبة للفعل غير متقدمة عليه فالانسان القادر على الخير لا يقدر على ضده وبالعكس انتهى . اقول . سيتضح لك أن كلا منهما ضال ، صادق فيما نسب إلى الآخر ، وأن الحق غير ما ذهبا إليه ، وهو الامر بين الامرين . 5 – ب : بالاسناد المذكور قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا ناجى ربه قال : اللهم يا رب إنما قويت على معاصيك بنعمك . ( 1 ) ” ص 167 ” 6 – فس : قوله : ” إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا إلى قوله : ” يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا ” قال الصادق عليه السلام : إن هذا القول من الله رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ، ثم يعذبهم على ضلالتهم ” ص 30 ” بيان : الظاهر أنه عليه السلام جعل قوله تعالى : يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا من جملة قول الذين كفروا على خلاف ما ذهب إليه المفسرون من أنه من كلامه تعالى جوابا لقولهم . ( 2 ) 7 – ل : الخليل بن أحمد ، عن ابن منيع ، عن الحسن بن عرفة ، عن علي بن ثابت عن إسماعيل بن أبي إسحاق ، عن ابن أبي ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب : المرجئة ، والقدرية . 7 – كنز الكراجكى : عن محمد بن علي بن محمد بن الصخر البصري ، عن عمر بن محمد ابن سيف ، ( 3 ) عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا عن آبائه عليهم السلام مثله . ” ص 51 ” بيان : قال الكراجكي : ظنت المعتزلة أن الشيعة هم المرجئة لقولهم : إنا نرجو من الله تعالى العفو عن المؤمن إذا ارتكب معصية ومات قبل التوبة ، وهذا غلط * ( هامش ) * ( 1 ) أقول : غير خفى أنه والخبر المتقدم تحت رقم 4 قطعتان من الخبر الثالث . ( 2 ) ولعل الحديث مربوط بآخر الاية ، وهو قوله : وما يضل به إلا الفاسقين الاية . ط ( 3 ) في المصدر : يوسف . م [ * ] [ 8 ] منهم في التسمية ، لان المرجئة مشتق من الارجاء ، وهو التأخير ( 1 ) بل هم الذين أخروا الاعمال ولم يعتقدوا من فرائض الايمان . ثم قال : إن المعتزلة لها من الزلات الفظيعة ما يكثر تعداده وقد صنف ابن الراوندي كتاب فضائحهم فأورد فيه جملا من اعتقاداتهم و آراء شيوخهم مما ينافر العقول ويضاد شريعة الرسول وقد وردت الاخبار بذمهم عن أهل البيت عليهم السلام ولعنهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقال : لعن الله المعتزلة أرادت أن توحدت فألحدت ورامت أن ترفع التشبيه فأثبتت . 9 – ل : محمد بن علي بن بشار القزويني ، عن المظفر بن أحمد ، وعلي بن محمد بن سليمان ، عن علي بن جعفر البغدادي ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن الحسن ابن راشد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان أن يجلس إلى غال ويستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة والقدرية . 10 – عد : اعتقادنا في الاستطاعة ما قاله موسى بن جعفر عليه السلام حين قيل له : أيكون العبد مستطيعا ؟ قال : نعم بعد أربع خصال : أن يكون مخلي السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، له سبب وارد من الله عزوجل ، فإذا تمت هذه فهو مستطيع فقيل له : مثل أي شئ ، فقال : يكون الرجل مخلى السرب ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأة فإذا وجد المرأة فإما أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف ، وإما أن يخلي بينه وبينها فيزني وهو زان ولم يطع الله بإكراه ، ولم يعص بغلبة . ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) قال في الكنز بعد ذلك ص 50 : يقال لمن أخر أمرا : أرجأت الامر يا رجل ، فأنت مرجئ قال الله : ” أرجه وأخاه ” أى أخره ، وقال تعالى : ” وآخرون مرجون لامر الله ” أى مؤخرون إلى مشيته ، وأما الرجاء فانما يقال : منه رجوت فأنا راج ، فيجب أن تكون الشيعة راجية لا المرجئة والمرجئة هم الذين أخروا الاعمال ، ولم يعتقدوا من فرائض الايمان ، وقد لعنهم النبى فيما وردت به الاخبار . انتهى . ثم ذكر الحديث المتقدم . ( 2 ) سيوافيك الحديث مسندا عن الرضا عليه السلام تحت رقم 54 . [ * ] [ 9 ] 11 – وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” قال : مستطيعون للاخذ بما امروا به ، والترك لما نهوا عنه ، وبذلك ابتلوا . ( 1 ) 12 – وقال أبوجعفر عليه السلام : في التوراة مكتوب مسطور : يا موسى إني خلقتك واصطفيتك وقويتك ، ( 2 ) وأمرتك بطاعتي ، ونهيتك عن معصيتي ، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ، ولي المنة عليك في طاعتك ، ولي الحجة عليك في معصيتك . ” ص 72 – 73 ” 13 – فس : في رواية أبي الجارود ( 3 ) قوله : ” كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ” قال : خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا ، و كذلك يعودون يوم القيامة مهتد وضال ، يقول : إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ; وهم القدرية الذين يقولون : لا قدر ، ويزعمون أنهم قادرون على الهدى والضلالة ، وذلك إليهم إن شاؤوا اهتدوا ، وإن شاؤوا ضلوا ، وهم مجوس هذه الامة ، وكذب أعداء الله المشية والقدرة لله ” كما بدأكم تعودون ” من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه ، ( 4 ) ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود إليه سعيدا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الشقي من شقى في بطن امه ، والسعيد من سعد في بطن امه . ” ص 214 ” 14 – ل : الفامي وابن مسرور ، عن ابن بطة ، عن الصفار ، ومحمد بن علي بن …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 5 من ص 9 سطر 17 الى ص 17 سطر 3 محبوب ، ( 5 ) عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الناس في القدر على ثلاثة أوجه : رجل زعم أن الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم الله عزوجل في حكمه وهو كافر ، ورجل يزعم أن الامر * ( هامش ) * ( 1 ) سيأتي الحديث مسندا عن الصادق عليه السلام تحت رقم 41 و 56 . ( 2 ) في الاصل : وهديتك وقويتك وفى آخر الحديث : في معصيتك لى . ( 3 ) في تفسير القمى بعد ذلك : عن أبي جعفر عليه السلام . م ( 4 ) وفيه ايضا : يعود اليه شقيا . م ( 5 ) في التوحيد بعد ذلك : ومحمد بن حسين بن عبدالعزيز ، عن ابن عيسى . م [ * ] [ 10 ] مفوض إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر ، ورجل يقول : إن الله عزوجل كلف العباد ما يطيقون ، ولم يكلفهم ما لا يطيقون ، فإذا أحسن حمد الله ، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ . يد : الوراق ، عن ابن بطة مثله . 15 – ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسن بن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله عز وجل لما خلق الجنة خلقها من لبنتين ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وجعل حيطانها الياقوت ، وسقفها الزبرجد ، وحصبائها اللؤلؤ ، ( 1 ) وترابها الزعفران والمسك الازفر ، فقال لها : تكلمي ، فقالت : لا إله إلا أنت الحي القيوم ، قد سعد من يدخلني . فقال عزوجل : بعزتي وعظمتي وجلالي وارتفاعي لا يدخلها مدمن خمر ، ولا سكير ، ولا قتات ( 2 ) وهو النمام ، ولا ديوث وهو القلطبان ، ولا قلاع وهو الشرطي ، ولا زنوق وهو الخنثى ، ولا خيوف ( 3 ) وهو النباش ، ولا عشار ، ولا قاطع رحم ، ولا قدري . توضيح : السكير بالكسر وتشديد الكاف : الكثير السكر ، والفرق بينه وبين المدمن إما بكون المراد بالخمر ما يتخذ من العنب وبالسكير من يسكر من غيره ، أو بكون المراد بالمدمن أعم ممن يسكر . وشرط السلطان : نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده ، والنسبة إليهم شرطي كتركي ، ولم أجد اللغويين فسروا الزنوق والخيوف بما فسرا به في الخبر . 16 – ل : أبي وابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار ، عن الاشعري عن محمد بن الحسين بإسناد له يرفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يدخل الجنة مدمن * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : وحصاها اللؤلؤ . ( 2 ) من القت وهو الكذب ، وسمى النمام قتاتا لانه يزور الحديث ويحسنها ويبلغها على جهة الكذب والفساد . ( 3 ) في نسخة من الكتاب : ولا خنوف . وفى الخصال المطبوع : ولا خيوق في الموضعين . [ * ] [ 11 ] خمر ، ولا سكير ، ولا عاق ، ولا شديد السواد ، ولا ديوث ، ولا قلاع وهو الشرطي ، ولا زنوق وهو الخنثى ، ولا خيوف وهو النباش ، ولا عشار ، ولا قاطع رحم ، ولا قدري . قال الصدوق رحمه الله : يعني بشديد السواد الذي لا يبيض شئ من شعر رأسه ، ولا من شعر لحيته مع كبر السن ، ويسمى الغربيب . ( 1 ) 17 – ن : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن إبراهيم ابن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” وتركهم في ظلمات لا يبصرون ” فقال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف ، وخلا بينهم وبين اختيارهم . قال : وسألته عن قول الله عزوجل ” ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ” قال : الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى : ” بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ” قال : وسألته عن الله عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال : بل يخيرهم ( 2 ) ويمهلهم حتى يتوبوا ، قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال : كيف يفعل ذلك وهو يقول : ” وما ربك بظلام للعبيد ” ؟ ثم قال عليه السلام : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال : من زعم أن الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئا . ” ص 70 ” ج : مرسلا عن الحسني مثله . ” ص 225 ” 18 – ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن يزيد بن عمير ابن معاوية الشامي ( 3 ) قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام بمرو فقلت له : يابن * ( هامش ) * ( 1 ) وزان عفريت . ( 2 ) في الاحتجاج : لا بل يخيرهم . م ( 3 ) الموجود في العيون : ” زيدين بن عمير بن معاوية الشامي ” وحكى فيه عن نسخة اخرى ” يزيد بن عمير ، عن معاوية الشامي ” . [ * ] [ 12 ] رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه ؟ فقال : من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض فالقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك . فقلت له : يابن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟ فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما امروا به وترك ما نهوا عنه . فقلت له : فهل لله عزوجل مشية وإرادة في ذلك ؟ فقال : أما الطاعات فإرادة الله ومشيته فيها الامر بها ، والرضا لها ، والمعاونة عليها ; وإرادته ومشيته في المعاصي النهي عنها ، والسخط لها ، والخذلان عليها . قلت : فلله عزوجل فيها القضاء ؟ ( 1 ) قال : نعم ما من فعل يفعله العباد من خير وشر إلا ولله فيه قضاء قلت : فما معنى هذا القضاء ؟ قال : الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة . ” ص 78 ” ج : رواه مرسلا مثله . * 19 – ن : الدقاق ، عن محمد بن الحسن الطائي ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن جعفر الكوفي قال : سمعت سيدي علي بن محمد عليهما السلام يقول : حدثني أبي محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه عليهم السلام . وحدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، عن إسحاق بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، عن سليمان بن محمد القرشي ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم السلام . وحدثنا أبوالحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي الغرائمي ، عن أحمد بن محمد ابن رميح النسوي ، عن عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر ، عن عبد الوهاب بن عيسى * ( هامش ) * ( 1 ) في العيون المطبوع : فهل عزوجل فيها القضاء ؟ . ( * ) أورده الامام على بن محمد العسكري عليه السلام ملخصا في رسالته إلى أهل الاهواز في معنى الجبر والتفويض ، وسيوردها المصنف قدس سره في الباب الاتى . ويأتى عن كتاب الاحتجاج أيضا في الباب الثالث تحت رقم 19 وعن الارشاد تحت رقم 75 وعن النهج تحت رقم 79 . [ * ] [ 13 ] المروزي ، عن الحسن بن علي بن محمد البلوي ، عن محمد بن عبدالله بن نجيح ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه عليهم السلام . وحدثنا أحمد بن الحسن القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن العباس بن بكار الضبي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قالوا : لما انصرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من صفين قام إليه شيخ ممن شهد الوقعة معه فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا هذا أبقضاء من الله وقدر ؟ وقال الرضا في روايته عن أبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : أجل ياشيخ فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر ; فقال الشيخ عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين ، ( 1 ) فقال : مهلا يا شيخ لعلك تظن قضاءا حتما وقدرا لازما ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والامر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على مسئ لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالاحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الاوثان و خصماء الرحمن ، وقدرية هذه الامة ومجوسها ، ياشيخ إن الله عزوجل كلف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلا ( 2 ) ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ، قال : فنهض الشيخ وهو يقول : * ( هامش ) * ( 1 ) الظاهر كما يستفاد من الكافى سقوط جملة من هنا إما من الصدوق أو من النساخ ومن روى الحديث عنه ، وهى في الكافى هكذا ; فقال له : مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله الاجر في مسيركم وأنتم سائرون ، وفى مقامكم وأنتم مقيمون ، وفى منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ، ولا إليه مضطرين . فقال له الشيح : وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له : وتظن أنه كان قضاءا حتما إه وأورد مثله العلامة في شرح التجريد في باب القضاء والقدر باسناده عن الاصبغ مع اختلاف نشير إليه بعد ذلك . وفيه أيضا بعد قوله ياأمير المؤمنين قوله : ما أرى لى من الاجر شيئا . وياتى نحوه أيضا في خبر 19 من الباب الثالث مع زيادة . ( 2 ) يوجد في الكافى هنا أيضا زيادة وهى : ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا . [ * ] [ 14 ] أنت الامام الذى نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا فليس معذرة في فعل فاحشة * قد كنت راكبها فسقا وعصيانا لا لا ولا قابلا ناهيه أوقعه * فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا * قتل الولي له ظلما وعدوانا أنى يحب وقد صحت عزيمته ؟ * ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا لم يذكر محمد بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث من الشعر إلا بيتين من أوله . ( 1 ) ” ص 79 ” يد : زاد ابن عباس في حديثه : فقال الشيخ : يا أميرالمؤمنين القضاء والقدر اللذان ساقانا ؟ وما هبطنا واديا وما علونا تلعة إلا بهما ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : الامر من الله والحكم ، ثم تلا هذه الآية : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” . ” ص 390 ” بيان : التلعة : ما ارتفع من الارض . قوله : عند الله أحتسب عنائي أي لما لم نكن مستحقين للاجر لكوننا مجبورين فأحتسب أجر مشقتي عندالله لعله يثيبني بلطفه ، ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الانكار ، وقال الجزري : الاحتسبا من الحسب كالاعتداد من العد ، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله : احتسبه لان له حينئذ أن يعتد عمله ، والاحتساب في الاعمال الصالحات ، وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الاجر ، وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها . انتهى . قوله عليه السلام : ولكان المذنب أولى بالاحسان أقول : لانه حمله على ما هو قبيح عقلا وشرعا ، وصيره بذلك محلا للائمة الناس ، فهو أولى بالاحسان لتدارك ذلك وأيضا لما حمل المحسن على ما هو حسن عقلا وشرعا وصار بذلك موردا لمدح الناس * ( هامش ) * ( 1 ) كالكلينى في الكافى إلا أنه قال : أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا . [ * ] [ 15 ] فإن عاقبه وأضر به تداركا لما أحسن إليه كان أولى من جمع الاضرارين على المسئ ، وقيل : إنما كان المذنب أولى بالاحسان لانه لا يرضى بالذنب كما يدل عليه جبره عليه ، والمحسن أولى بالعقوبة لانه لا يرضى بالاحسان لدلالة الجبر عليه ، ومن يرضى بالاحسان أولى بالعقوبة من الذي يرضى به . ويحتمل أن يكون هذا متفرعا على ما مر أي إذا بطل الثواب والعقاب والامر والنهي والوعد والوعيد لكان المذنب أولى الخ ; ووجهه أنه لم يبق حينئذ إلا الاحسان والعقوبة الدنيوية ، والمذنب في الدنيا متنعم بأنواع اللذات ، وليست له مشقة التكاليف الشرعية ، والمحسن في التعب والنصب بارتكاب أفعال لا يشتهيها ، وترك ما يلتذ بها مقتر عليه لاجتناب المحرمات من الاموال ، فحينئذ الاحسان الواقع للمذنب أكثر مما وقع للمحسن ، فهو أولى بالاحسان من المحسن ، والعقوبة الواقعة على المحسن أكثر مما وقع على المذنب فهو أولى بالعقوبة من المذنب . ( 1 ) والقدرية في هذا الخبر اطلقت على الجبرية وقوله : لم يعص على بناء المفعول ، وكذا قوله : ولم يطع مكرها – بكسر الراء – وفي الفتح تكلف . وفي الكافي بعد ذلك : ولم يملك مفوضا . إشارة إلى نفي التفويض التام ، بحيث لا يقدر على صرفهم عنه ، أو بحيث لا يكون لتوفيقه وهدايته مدخل فيه . 20 – يد ، ن : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ، عن * ( هامش ) * ( 1 ) وذكر وجهين آخرين في كتابه المرآة أيضا ، أحدهما أنه لما اقتضى ذات المذنب أن يحسن إليه في الدنيا باحداث اللذات فيه فينبغى أن يكون في الاخرة أيضا كذلك ، لعدم تغير الذوات في النشأتين ، وإذا اقتضى ذات المحسن المشقة في الدنيا وإيلامه بالتكاليف الشاقة ففى الاخرة أيضا ينبغى أن يكون كذلك . الثانى ما قيل : لعل وجه ذلك أن المذنب بصدور القبائح والسيئات منه متألم منكسر البال ، لظنه أنها وقعت منه باختياره وقد كانت بجبر جابر وقهر قاهر فيستحق الاحسان ، وأن المحسن لفرحاته بصدور الحسنات عنه وزعمه أنه قد فعلها بالاختيار أولى بالعقوبة من المذنب أقول : لعل قوله : ولكان المحسن أولى إه فيه تصحيف ، وصحيحه كما في شرح التجريد في رواية الاصبغ : ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسئ ، ولا المسئ أولى بالذم من المحسن . أو كما ياتى في حديث 19 من الباب الثالث : ولا كان المحسن أولى إه ومعناه ظاهر لا يحتاج إلى شئ من التوجيهات المذكورة ، لان العبد اذا كان مجبورا على الفعل مسلوبا عنه الاختيار كان المحسن والمسئ كلاهما متساويين في عدم صحة استناد الاحسان والاساءة إليهما فلا يكون أحدهما أولى بالمدح أو الذم من الاخر . [ * ] [ 16 ] الوشاء ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته فقلت : الله فوض الامر إلى العباد ؟ قال : الله أعز من ذلك ; قلت : فأجبرهم على المعاصي ؟ قال : الله أعدل وأحكم من ذلك ، ثم قال : قال الله عزوجل : يابن آدم أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيئاتك مني ، عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك . ” ص 371 ص 82 ” 21 – يد ، ن : الطالقاني ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول : من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ، ولا تقبلوا لهم شهادة ، ( 1 ) إن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولا يحملها فوق طاقتها ، ولا تكسب كل نفس إلا عليها ، ولا تزر وازرة وزر أخرى . ” ص 371 ص 82 ” 22 – يد ، ن : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : ذكر عنده الجبر والتفويض فقال : ألا أعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلا كسرتموه ؟ ( 2 ) قلنا : إن رأيت ذلك ; فقال : إن الله عزوجل لم يطع بإكراه ، ولم يعص بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بطاعته ( 3 ) لم يكن الله عنها صادا ، ولا منها مانعا ، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه ، ثم قال عليه السلام : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه . ” ص 370 ص 82 ” ج : مرسلا مثله ( 4 ) ” 225 – 226 ” بيان لعل ذكر الائتمار ثانيا للمشاكلة ، أو هو بمعنى الهم ، أو الفعل من غير مشاورة ، كما ذكر في النهاية والقاموس . 23 – يد ، مع : حدثنا أبوالحسن محتمل بن سعيد السمرقندي ( 5 ) الفقيه بأرض بلخ * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدرين : ولا تقبلوا له شهادة . م ( 2 ) في التوحيد المطبوع : ولا تخاصمون عليه أحدا إلا كسرتموه . ( 3 ) ائتمر الامر وبه : امتثله . أقول : أورد الحديث الكلينى في باب القضاء والقدر . ( 4 ) الا ان صدر الرواية من قوله : ” فقال الا أعطيكم ” إلى قوله : ” قلنا ان رايت ذلك ” غير مذكور في المصدر . م ( 5 ) كذا في النسخ ولعله تصحيف ” محمد ” . [ * ] [ 17 ] قال : حدثنا أبوأحمد محمد بن أحمد بن الزاهد السمرقندي بإسناد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه سأله رجل فقال له : إن أساس الدين التوحيد والعدل ، وعلمه كثير لابد لعاقل منه ، فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ، ويتهيأ حفظه . فقال : أما التوحيد فأن لا تجوز على …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 5 من ص 17 سطر 4 الى ص 25 سطر 4 ربك ما جاز عليك ، وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه ” ص 83 ” 24 – فس : قوله : ” وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ” إلى قوله : ” سابقين ” ( 1 ) فهذا رد على المجبرة الذين زعموا أن الافعال لله عزوجل ، ولا صنع لهم فيها ولا اكتساب ، فرد الله عليهم فقال : فكلا أخذنا بذنبه ، ولم يقل : بفعلنا لانه عزوجل أعدل من أن يعذب العبد على فعله الذي يجبره عليه . ” ص 496 ” 25 – فس : محمد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن السكوني قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : وجدت لاهل القدر أسماءا في كتاب الله : ” إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شئ خلقناه بقدر ” فهم المجرمون . ” ص 657 ” . 26 – ج : عن أبي حمزة الثمالي أنه قال : قال أبوجعفر عليه السلام للحسن البصري : إياك أن تقول بالتفويض ( 2 ) فإن الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ، ولا أجبرهم على معاصيه ( 3 ) ظلما . الخبر ” ص 178 ” 27 – يد : الدقاق ، عن الاسدي ، عن خنيس بن محمد ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن المفضل ، عن أبى عبدالله عليه السلام قال : لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين ، قال : قلت : ما أمر بين أمرين ؟ قال : مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصيته . ” ص 371 ” 28 عد : اعتقادنا في الجبر والتفويض قول الصادق عليه السلام : لا جبر ولا تفويض ” ص 69 ” * ( هامش ) * ( 1 ) العنكبوت : 39 . ( 2 ) ليست هذه العبارة مروية على استقلالها في المصدر : بل مذكورة في ضمن حديث مفصل . م ( 3 ) في نسخة : المعاصى . [ * ] [ 18 ] اقول : وساق الخبر إلى آخر ما رواه المفضل ، وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرحه : الجبر هو الحمل على الفعل ، والاضطرار إليه بالقسر والغلبة ، وحقيقة ذلك إيجاد الفعل في الخلق من غير أن يكون له قدرة على دفعه والامتناع من وجوده فيه ، وقد يعبر عما يفعله الانسان بالقدرة التي معه على وجه الاكراه له على التخويف و الالجاء أنه جبر ، والاصل فيه ما فعل من غير قدرة على امتناعه منه حسب ما قدمناه ، وإذا تحقق القول في الجبر على ما وصفناه كان مذهب الجبر هو قول من يزعم أن الله تعالى خلق في العبد الطاعة من غير أن يكون للعبد قدرة على ضدها والامتناع منها ، وخلق فيهم المعصية كذلك ، فهم المجبرة حقا ، والجبر مذهبهم على التحقيق ، والتفويض هو القول برفع الحظر ( 1 ) عن الخلق فالافعال والاباحة لهم ، مع ما شاؤوا من الاعمال ، وهذا قول الزنادقة وأصحاب الاباحات ، والواسطة بين هذين القولين أن الله أقدر الخلق على أفعالهم ، ومكنهم من أعمالهم ، وحد لهم الحدود في ذلك ، ورسم لهم الرسوم ، و نهاهم عن القبائح بالزجر والتخويف والوعد والوعيد ، فلم يكن بتمكينهم من الاعمال مجبرا لهم عليها ، ولم يفوض إليهم الاعمال لمنعهم من أكثرها ، ووضع الحدود لهم فيها ، وأمرهم بحسنها ونهاهم عن قبيحها ، فهذا هو الفصل بى الجبر والتفويض على ما بيناه . 29 – ج : عن هشام بن الحكم قال : سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام فقال : أخبرني عن الله عزوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين وكان على ذلك قادرا ؟ قال عليه السلام : لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لان الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم تكن جنة ولا نار ، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته ، واحتج عليهم برسله ، وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ، ويستوجبون بطاعتهم له الثواب ، وبمعصيتهم إياه العقاب . قال : فالعمل الصالح من العبد هو فعله ، * ( هامش ) * ( 1 ) الحظر : المنع ، وظاهره انه رحمه الله يفسر التفويض بالالحاد مع أن الظاهر ان المراد بالتفويض في الاخبار هو ما قالت به المعتزلة في مقابل الاشاعرة ، وهو أن الافعال مخلوقة للانسان ، وإن كانت القوى والادوات مخلوقة لله خلافا لما ينسب إلى الاشاعرة أن الجميع مخلوقة لله . ط [ * ] [ 19 ] والعمل الشر من العبد هو فعله ؟ قال : العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره ، و العمل الشر العبد يفعله والله عنه نهاه ; قال : أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه ؟ ( 1 ) قال : نعم ، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشر الذي نهاه عنه . ( 2 ) قال : فإلى العبد من الامر شئ ؟ قال : ما نهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق تركه ، ولا أمره بشئ إلا وقد علم أنه يسطيع فعله لانه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون . قال : فمن خلقه الله كافرا يستطيع الايمان وله عليه بتركه الايمان حجة ؟ قال عليه السلام : إن الله خلق خلقه جميعا مسلمين ، أمرهم ونهاهم ، والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد ، ولم يخلق الله العبد حين خلقه كافرا إنه إنما كفر من بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجة من الله فعرض عليه الحق فجحده فبإنكاره الحق صار كافرا ، قال : فيجوز أن يقدر على العبد الشر ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعمله ويعذبه عليه ؟ قال : إنه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدر على العبد الشر ويريده منه ، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه ، والانزاع عما لا يقدر على تركه ، ثم يعذبه على تركه أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه الخبر ” ص 186 ” عد : اعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، ومعنى ذلك أنه لم يزل الله عالما بمقاديرها . اقول : قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح العقائد عند شرح هذا الكلام الذي ذكره أبوجعفر رحمه الله : قد جاء به حديث غير معمول به ، ولا مرضي الاسناد ، ( 3 ) * ( هامش ) * ( 1 ) وهى قدرته وإرادته ومشيته ( 2 ) أى الالة التى جعلها الله في العبد لا يقتضى طرفا من الفعل دون طرفه الاخر حتى يكون العبد مقهورا لها ومجبورا على الفعل بسببها فيستند الفعل إلى الله وينفى عن العبد ، بل الالة وهى قدرة العبد وإرادته يقتضى طرفى الفعل من الوجود والعدم ، ويمكن أن يستعملها في الخير والشر ، فتخصيص طرفى الفعل أو الخير والشر بالوجود من العبد . ( 3 ) وهو الحديث الاتى تحت رقم 37 و 38 ، وفيهما عبدالواحد بن محمد بن عبدوس ولم يرو توثيقه من قدماء أهل الرجال . [ * ] [ 20 ] والاخبار الصحيحة بخلافه وليس نعرف في لغة العرب أن العلم بالشئ هو خلق له ، ولو كان ذلك كما قال المخالفون للحق لوجب أن يكون من علم النبي صلى الله عليه وآله فقد خلقه ، ومن علم السماء والارض فهو خالق لهما ، ومن عرف بنفسه شيئا من صنع الله تعالى وقرره في نفسه أن يكون خالقا له ; وهذا محال لا يذهب وجه الخطأ فيه على بعض رعية الائمة عليهم السلام فضلا عنهم . فأما التقدير فهو الخلق في اللغة لان التقدير لا يكون إلا بالفعل ، فأما بالعلم فلا يكون تقديرا ، ولا يكون أيضا بالفكر ، والله متعال عن خلق الفواحش والقبائح على كل حال . وقد روي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه سئل عن أفعال العباد أهي مخلوقة لله تعالى ؟ فقال عليه السلام لو كان خالقا لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه : ” إن الله برئ من المشركين ” ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم ، وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم ، و كتاب الله تعالى المقدم على الاحاديث والروايات ، وإليه يتقاضى في صحيح الاخبار و سقيمها ، فما قضى به فهو الحق دون ما سواه ، قال الله تعالى : ” الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين ” فخبر بأن كل شئ خلقه فهو حسن غير قبيح ، فلو كانت القبائح من خلقه لما حكم بحسن جميع ما خلق ، وقال تعالى : ” ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ” فنفى التفاوت عن خلقه ، وقد ثبت أن الكفر والكذب متفاوت في نفسه ، والمتضاد من الكلام متفاوت فكيف يجوز أن يطلقوا على الله تعالى أنه خالق لافعال العباد وفي أفعال العباد من التفاوت ما ذكرناه ؟ * 30 – ج : مما أجاب به أبوالحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام في رسالته إلى أهل الاهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال : اجتمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلى الله عليه وآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة ، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله أن ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال * ( هامش ) * ( * ) سيأتى الحديث مفصلا في الباب الاتى بصورة اخرى عن تحف العقول . [ * ] [ 21 ] حكم الكتاب ، واتباع حكم الاحاديث المزورة ، ( 1 ) والروايات المزخرفة ، ( 2 ) واتباع الاهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق الآيات الواضحات النيرات ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ، ويهدينا إلى الرشاد . ثم قال عليه السلام : فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فانكرته طائفة من الامة وعارضته بحديث من هذه الاحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضلالا ، وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيث قال : إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، و أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، أما إنكم إن تمسكتم بهما لن تضلوا . فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله : ” إنما وليكم الله ورسوله والذي آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهو راكعون ” ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لامير المؤمنين عليه السلام أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، ثم وجدنا رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وقوله صلى الله عليه وآله علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي . وقوله صلى الله عليه وآله حيث استخلفه على المدينة فقال : يارسول الله أتخلفني على النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الاخبار ، وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الامة الاقرار بها كانت هذه الاخبار موافقة للقرآن ، ووافق القرآن هذه الاخبار ، فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله وجدنا كتاب الله موافقا لهذه الاخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الاخبار فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد . * ( هامش ) * ( 1 ) أى الاحاديث المتزينة بالكذب ، أو الاحاديث الكاذبة . ( 2 ) أى الروايات المموهة بالكذب . [ * ] [ 22 ] ثم قال عليه السلام : ومرادنا وقصدنا الكلام في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهما ، وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا دليلا لما أردناه وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء الله ، فقال : الجبر والتفويض بقول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عندما سئل عن ذلك فقال : لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين . وقيل : فماذا يابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : صحة العقل ، وتخلية السرب ، والمهلة في الوقت ، والزاد من قبل الراحلة ، والسبب المهيج للفاعل على فعله ، فهذه خمسة أشياء فاذا نقص العبد منها خلة ( 1 ) كان العمل عنه مطرحا بحسبه ، وأنا أضرب لكل باب من هذه الابواب الثلاثة وهي الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين مثلا يقرب المعنى للطالب ، ويسهل له البحث من شرحه ، ويشهد به القرآن بمحكم آياته وتحقق تصديقه عند ذوي الالباب ، وبالله العصمة والتوفيق . ثم قال عليه السلام : فأما الجبر فهو قول من زعم أن الله عزوجل جبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها ، ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله وكذبه ورد عليه قوله : ولا يظلم ربك أحدا وقوله جل ذكره : ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد ” مع آي كثيرة في مثل هذا ، فمن زعم أنه مجبور على المعاصي فقد أحال بذنبه على الله عزوجل وظلمه في عقوبته له ، ومن

    رد

  8. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 22:06:16

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 7 بسمه تعالى بحار الانوار جلد: 7 من صفحه 1 سطر 1 إلى صفحه 9 سطر 17 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم ( باب 3 ) * ( اثبات الحشر وكيفيته وكفر من انكره ) * الايات ، الفاتحة ” 1 ” مالك يوم الدين 4 . البقرة ” 2 ” كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون 28 ” وقال تعالى ” : واتقوا الله واعملوا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين 223 ” وقال تعالى ” : أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين قال أعلم أن الله على كل شئ قدير * وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلب قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم 259 – 260 آل عمران ” 3 ” ربنا إنك جامع الناس ليوم لاريب فيه 9 ” وقال تعالى ” : و جاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيمة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون 55 ” وقال تعالى ” : فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 25 ” وقال ” : ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون 158 . النساء ” 4 ” ليجمعنكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه 87 . المائدة ” 5 ” واتقوا الله الذي إليه تحشرون 96 . [ 2 ] الانعام ” 6 ” ليجمعنكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه 12 ” وقال تعالى ” : قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين 15 – 16 ” وقال تعالى ” : والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون 36 ” وقال ” : وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم 51 ” وقال ” : ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون 60 ” وقال ” ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين 62 ” وقال ” : وهو الذي إليه تحشرون 72 ” وقال تعالى ” : لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون 154 ” وقال تعالى ” : ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون 164 . الاعراف ” 7 ” قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون 25 ” وقال تعالى ” : كما بدأكم تعودون 29 ” وقال ” : وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون 57 ” وقال ” : والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون 147 . التوبة ” 9 ” ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 94 . يونس ” 10 ” إليه مرجعكم وعد الله حقا إنه يبدؤ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط 4 ” وقال ” : فنذر الذين لا يرجون لقائنا في طغيانهم يعمهون 11 ” وقال ” : إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 15 ” وقال ” : ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون 23 ” وقال تعالى ” : قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون 34 ” وقال تعالى ” : ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين * وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون 45 – 46 ” وقال ” : ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ماشاء الله لكل امة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون 48 – 49 ” وقال ” : ويستنبؤنك أحق هو قل إي [ 3 ] وربي إنه لحق وماأنتم بمعجزين 53 ” وقال تعالى ” : هو يحيى ويميت وأليه ترجعون 56 . هود ” 11 ” وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير * إلى الله مرجعكم وهو على كل شئ قدير 3 – 4 ” وقال تعالى ” : ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين 7 ” وقال ” : وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير 111 . يوسف ” 12 ” أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون 107 . الرعد ” 13 ” وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفى خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في أعناقهم واولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 5 . ابراهيم ” 14 ” من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال 31 . الحجر ” 15 ” : وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم 25 ” وقال تعالى ” : فوربك لنسئلنهم أجمعين * عما كانوا يعملون 92 – 93 . النحل ” 16 ” أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون 1 ” وقال تعالى ” : هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك 33 . اسرى ” 17 ” وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما 10 ” وقال تعالى ” : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا 18 – 19 ” وقال تعالى ” : وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا 21 ” وقال تعالى ” : وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا * قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم فيسقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فيسنغضون إليك رؤسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا * يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا 49 – 52 ” وقال تعالى ” : [ 4 ] ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم عميا وبكما وصما مأويهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا * ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا و قالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا * أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والارض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا 97 – 99 . الكهف ” 18 ” وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها 21 . مريم ” 19 ” : إنا نحن نرث الارض ومن عليها وإلينا يرجعون 40 ” وقال تعالى ” : ويقول الانسان أئذا ما مت لسوف اخرج حيا * أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا 66 – 67 ” وقال ” : ونرثه ما يقول ويأتينا فردا 80 ” وقال ” : وكلهم آتيه يوم القيمة فردا 95 . طه ” 20 ” : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى 55 . الانبياء ” 21 ” : ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون * بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون 38 – 40 ” وقال تعالى ” : الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون 49 . الحج ” 22 ” يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى و منكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج * ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شئ قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور 5 – 7 ” وقال تعالى ” : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيمة أن الله على كل شئ شهيد 17 [ 5 ] ” وقال تعالى ” : ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم * الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فاولئك لهم عذاب مهين 55 – 57 ” وقال ” : الله يحكم بينكم يوم القيمة فيما كنتم فيه تختلفون 69 . المؤمنون : ” 23 ” ثم إنكم يوم القيمة تبعثون 16 ” وقال تعالى حكاية عن قوم هود أوقوم صالح ” : أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخروجون * هيهات هيهات لما توعدون * إن هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين 35 – 37 ” وقال تعالى حكاية عن المنكرين للبعث في زمن الرسول ” : بل قالوا مثل ما قال الاولون * قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعثون * لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الاولين * قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل افلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون * بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 81 – 90 . الفرقان ” 25 ” : بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا 11 ” وقال تعالى ” : بل كانوا لا يرجون نشورا 40 . الشعراء ” 26 ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 127 . النمل ” 27 ” إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعملهم فهم يعمهون 4 اولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الاخسرون 5 ” وقال تعالى ” : أمن يبدؤ الخلق ثم يعيده 64 ” وقال ” : قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون * وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الاولين 65 – 68 . العنكبوت ” 29 ” من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم 5 [ 6 ] ” وقال سبحانه ” : أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير * قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدء الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير * يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون 19 – 21 ” وقال تعالى ” : وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر 39 ” وقال ” : وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون 64 . الروم ” 30 ” يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون 7 أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والارض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون 8 ” وقال ” : الله يبدؤ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون 11 ” وقال سبحانه ” : يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون 19 ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون 20 ” وقال تعالى ” : ومن آياته أن تقوم السماء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذا أنتم تخرجون 25 ” وقال ” : وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه 27 ” وقال تعالى ” : ثم يميتكم ثم يحييكم 40 ” وقال تعالى ” : فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون 34 . لقمان ” 31 ” ثم إلي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير 15 – 16 ” وقال ” : إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور * نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ 23 – 24 ” وقال ” : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير 28 . التنزيل ” 32 ” وقالوا أئذا ضللنا في الارض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون 10 قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون 11 . سبا ” 34 ” وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين * ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة ورزق [ 7 ] كريم * والذين سعوا في آياتنا معاجزين اولئك لهم عذاب رجز أليم 3 – 5 ” وقال عزوجل ” : وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل منكم ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد * أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد * أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والارض إن نشأ نخسف بهم الارض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب 7 – 9 ” وقال سبحانه ” : قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم 26 ” وقال تعالى ” : ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون 29 – 30 . فاطر ” 35 ” والله أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور 9 . يس ” 36 ” إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم 12 ” وقال ” : و إن كل لما جميع لدينا محضرون 32 ” وقال ” : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون * أو ليس الذي خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم 78 – 81 . الصافات ” 37 ” : أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعثون * أو آباؤنا الاولون * قل نعم وأنتم داخرون * فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون * و قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون 16 – 21 . الزمر ” 39 ” ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور 7 . المؤمن ” 40 ” وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب 27 ” وقال تعالى ” : إن الآخرة هي دار القرار 39 ” وقال سبحانه ” : لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون 57 ” وقال تعالى ” : إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 59 . [ 8 ] السجدة ” 41 ” ومن آياته أنك ترى الارض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير 39 ” وقال سبحانه ” : ولئن أذقناه رحمة من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة و لئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ 50 . حمعسق ” 24 ” الله يجمع بيننا وإليه المصير 5 ” وقال تعالى ” : وما يدريك لعل الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلا بعيد 17 – 18 . الزخرف ” 43 ” فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون 11 ” وقال ” : وأنا إلى ربنا لمنقلبون 14 ” وقال سبحانه ” : فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم * هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون 65 – 66 ” وقال ” : فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون 83 . الدخان ” 44 ” إن هؤلاء ليقولون * إن هي إلا موتتنا الاولى وما نحن بمنشرين * فأتو بآبائنا إن كنتم صادقين 34 – 36 . الجاثية ” 45 ” وقالوا ما هي إلا حيوتنا الدنيا نموت ونحيا ومايهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون * واذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتو بآبائنا أن كنتم صادقين * قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون 24 – 26 . الاحقاف ” 46 ” وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين 6 ” وقال تعالى ” : والذي قال لوالديه اف لكما أتعدانني أن اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الاولين * اولئك الذين حق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس إنهم كانوا خاسرين * ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون 16 – 19 ” وقال ” : أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على [ 9 ] أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير 33 ” وقال ” : ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار 35 . ق ” 50 ” فقال الكافرون هذا شئ عجيب * أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد * قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ * بل كذبوا بالحق لما جائهم فهم في أمر مريج * أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناهها ومالها من فروج * والارض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج * تبصرة وذكرى لكل عبد منيب * وأنزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد * والنخل باسقات لها طلع نضيد * رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج 2 – 11 ” وقال تعالى ” : أفعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد 15 . الذاريات ” 51 ” والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا * فالجاريات يسرا * فالمقسمات أمرا * إنما توعدون لصادق * وإن الدين لواقع * والسماء ذات الحبك * إنكم لفي قول مختلف * يؤفك عنه من افك * قتل الخراصون * الذين هم في غمرة ساهون * يسئلون أيان يوم الدين * يوم هم على النار يفتنون * ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 1 – 14 ” وقال تعالى ” : فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون * فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون 59 – 6 . الطور ” 51 ” والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع * ماله من دافع * يوم …………………………………………………………………. -بحار الانوار جلد: 7 من صفحه 9 سطر 18 إلى صفحه 17 سطر 11 تمور السماء مورا * وتسير الجبال سيرا * فويل يومئذ للمكذبين * الذين هم في خوض يلعبون 1 – 12 . النجم ” 53 ” وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الاوفى 40 – 41 القمر ” 45 ” بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر 46 ” وقال تعالى ” : سيعلمون غدا من الكذاب الاشر 26 ” وقال ” : وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر 50 . الرحمن ” 55 ” سنفرغ لكم أيها الثقلان 31 . الواقعة ” 56 ” وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعثون * [ 10 ] أو آباؤنا الاولون * قل أن الاولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم 47 – 50 ” وقال ” : ولقد علمتم النشأة الاولى فلولا تذكرون 62 . الحديد ” 57 ” وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان 20 . المجادلة ” 58 ” يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصيه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد 6 ” وقال تعالى ” : ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة . 7 الممتحنة ” 60 ” يوم القيمة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير 3 ” وقال سبحانه ” : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور 13 . التغابن ” 64 ” زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير 7 . الملك ” 67 ” وإليه النشور 15 ” وقال ” وإليه تحشرون 24 المعارج ” 70 ” والذين يصدقون بيوم الدين 26 . القيامة ” 75 ” لا اقسم بيوم القيمة * ولا اقسم بالنفس اللوامة * أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه * بل يريد الانسان ليفجر أمامه * يسئل أيان يوم القيمة 1 – 6 ” وقال تعالى ” : أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والانثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى 36 – 40 . الدهر ” 76 ” ويخافون يوما كان شره مستطيرا 7 . المرسلات 77 والمرسلات عرفا * فالعاصفات عصفا * والناشرات نشرا * فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا * أنما توعدون لواقع 1 – 7 . النبأ ” 78 ” عم يتسائلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون 1 – 5 . النازعات ” 79 ” والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب [ 11 ] يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * أئذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة 1 – 14 . عبس ” 80 ” ثم إذا شاء أنشره 22 . المطففين ” 83 ” ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين 5 – 6 ” وقال سبحانه ” : ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * ومايكذب به إلا كل معتد أثيم * إذاتتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين 10 – 13 الطارق ” 86 ” إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر * فما له من قوة ولا ناصر 8 – 10 . التين ” 95 ” فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين 7 – 8 . العلق ” 96 ” إن إلى ربك الرجعى 8 . العاديات ” 10 ” أفلا يعلم أذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * إن ربهم بهم يومئذ لخبير 9 – 11 . الماعون ” 107 ” أرأيت الذي يكذب بالدين 1 . تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : ” ليوم لاريب فيه ” أي ليس فيه موضع ريب و شك لوضوحه . وقال : ” ووفيت كل نفس ما كسبت ” أي وفرت كل نفس جزاء ما كسبت من ثواب وعقاب ، أو اعطيت ما كسبت أي اجتلبت بعملها من الثواب والعقاب ” وهم لا يظلمون ” أي لا ينقصون عما استحقوه من الثواب ولايزدادون على ما استحقوه من العقاب . وقال في قوله تعالى : ” فقد رحمه ” : أي يثيبه لا محالة لئلا يتوهم أنه ليس إلا صرف العذاب عنه فقط ، أو المعنى : لا يصرف العذاب عن أحد ألا برحمة الله ، كما روي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل – ووضع يده على فوق رأسه وطول بها صوته – رواه الحسن في تفسيره ” وذلك الفوز ” أي الظفر بالبغية ” المبين ” الظاهر البين . [ 12 ] وقال في قوله تعالى : ” وأنذر ” : أي عظ وخوف ” به ” أى بالقرآن ، وقيل : بالله ” الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ” يريد المؤمنين يخافون يوم القيامة وما فيها من شدة الاهوال ، وقيل : معناه يعلمون ، وقيل : يخافون أن يحشروا علما بأنه سيكون عن الفراء ، قال : ولذلك فسره المفسرون بيعلمون ، وإنما خص الذين يخافون الحشر لان الحجة عليهم أوجب لاعترافهم بالمعاد ، وقال الصادق عليه السلام : أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم برغبتهم فيما عنده ، فإن القرآن شافع مشفع . وقال في قوله : ” ثم ردوا إلى الله ” : أى إلى الموضع الذي لا يملك الحكم فيه إلا هو ” موليهم الحق ” أي أمره كله حق لا يشوبه باطل ، وجد لا يجاوره هزل ، فيكون مصدرا وصف به ، وقيل : الحق بمعنى المحق ، وقيل : الثابت الباقي الذى لا فناء له ، وقيل : معناه : ذوالحق يريد أن أفعاله وأقواله حق ، وقال : ” لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ” معناه : لكي يؤمنوا بجزاء ربهم فسمي الجزاء لقاء الله تفخيما لشأنه مع ما فيه من الايجاز والاختصار : وقيل : معنى اللقاء الرجوع إلى ملكه وسلطانه يوم لا يملك أحد سواه شيئا . وقال في قوله تعالى : ” فيها تحيون ” : أي في الارض تعيشون ” ومنها تخرجون ” عند البعث يوم القيامة ، قال الجبائي : في الآية دلالة على أن الله سبحانه يخرج العباد يوم القيامة من هذه الارض التي حيوا فيها بعد موتهم ، وأنه يفنيها بعد أن يخرج العباد منها في يوم الحشر ، فإذا أراد إفناءها زجرهم منها زجرة فيصيرون إلى أرض اخرى يقال لها : الساهرة . ويفني هذه كما قال : ” فإذا هم بالساهرة ” . وقال في قوله : ” كما بدأكم تعودون ” أي ليس بعثكم بأشد من ابتدائكم ، أو كما بدأكم لا تملكون شيئا كذلك تبعثون يوم القيمة ، ويروى عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال : تحشرون يوم القيامة عراة حفاة عزلا ” كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ” وقيل : معناه : تبعثون على ما متم عليه : المؤمن على إيمانه ، والكافر على كفره عن ، ابن عباس وجابر . [ 13 ] وقال في قوله تعالى : ” نشرا ” بقراءة النون أي منتشرة في الارض أو محيية للارض ، وبقراءة الباء أي مبشرة بالغيث ، ورحمته هي المطر ” حتى أذا أقلت ” أي حملت ، قيل : و رفعت ” سحابا ثقالا ” بالماء ” سقناه لبلد ميت ” أي إلى بلد ، وموت البلد : بعفي مزارعه ودروس مشاربه ” فأنزلنا به ” أي بالبلد أو بالسحاب ” الماء فأخرجنا به ” أي بهذا الماء أو بالبلد ” كذلك نخرج الموتى ” أي كما أخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتى بأن نحييها بعد موتها ” لعلكم تذكرون ” أي لكي تتذكروا وتتفكروا وتعتبروا بأن من قدر على إنشاء الاشجار والثمار في البلد الذي لا ماء فيه ولا زرع بريح يرسلها فإنه يقدر على إحياء الاموات بأن يعيدها إلى ما كانت عليه ، ويخلق فيها الحياة و القدرة . وقال في قوله تعالى : ” فأنى تؤفكون ” : فكيف تصرفون عن الحق . وقال في قوله تعالى : ” يوم يحشرهم ” : أي يجمعهم من كل مكان إلى الموقف ” كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار ” معناه أنهم استقلوا أيام الدنيا ، فإن المكث في الدنيا وإن طال كان بمنزلة ساعة في جنب الآخرة ، وقيل : استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقله انتفاعهم بأعمارهم فيها فكأنهم لم يلبثوا إلا ساعة لقله فائدتها ، وقيل : استقلوا مدة لبثهم في القبور ” يتعارفون بينهم ” أي يعرف بعضهم بعضا ما كانوا عليه من الخطاء والكفر قال الكلبي : يتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا العذاب . ويتبرأ بعضهم من بعض ” بعض الذي نعدهم ” أي العقوبة في الدنيا ، قالوا : ومنها وقعة بدر ” أو نتوفينك ” أي أو نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم وينزل ذلك بهم بعد موتك ” فإلينا مرجعهم ” أي إلى حكمنا مصيرهم في الآخرة ، فلا يفوتوننا . وقال في قوله تعالى : ” ويقولون متى هذا الوعد ” : أي البعث وقيام الساعة ، وقيل : العذاب . وفي قوله تعالى : ” أحق هو ” : أي ما جئت به من القرآن والشريعة أو ما تعدنا من البعث والقيامة والعذاب ، قالوا ذلك على وجه الاستفهام أو الاستهزاء . وفي قوله : ” فإني أخاف ” أي أعلم . وفي قوله : ” إلا سحر ” أي ليس هذا القول [ 14 ] إلا ؟ ؟ تمويها ظاهرا لا حقيقة له ، وفي قوله : ” غاشية ” أي عقوبة تغشاهم وتعمهم ، والبغتة : الفجأة ، قال ابن عباس : تهجم الصيحة بالناس وهم في أسواقهم وفي قوله تعالى : ” و إن تعجب ” يا محمد من قول هؤلاء الكفار في إنكارهم البعث مع إقرارهم بابتداء الخلق فقد وضعت التعجب موضعه لان هذا قول عجب ” فعجب قولهم ” أي فقولهم عجب ” أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد ” أي أنبعث ونعاد بعد ما صرنا ترابا ؟ هذا مما لا يمكن ! وهذا منهم نهاية في الاعجوبة فإن الماء إذا حصل في الرحم استحال علقة ثم مضغة ثم لحما ، وإذا مات ودفن استحال ترابا ، فإذا جاز أن يتعلق الانشاء بالاستحالة الاولى فلم لا يجوز تعلقه بالاستحالة الثانية ؟ وسمى الله الاعادة خلقا جديدا ، واختلف المتكلمون فيما يصح عليه الاعادة فقال بعضهم : كل ما يكون مقدورا للقديم سبحانه خاصة ويصح عليه البقاء تصح عليه الاعادة ، ولا تصح الاعادة على ما يقدر على جنسه غيره تعالى ( 1 ) وهذا قول الجبائي ، وقال آخرون : كل ما كان مقدورا له وهو مما يبقى تصح عليه الاعادة وهو قول أبي هاشم ومن تابعه ، فعلى هذا تصح إعادة أجزاء الحياة ، ثم اختلفوا فيما تجب إعادته من الحي فقال البلخي : يعاد جميع أجزاء الشخص ، وقال أبوهاشم : تعاد الاجزاء التي بها يتميز الحي من غيره ويعاد التأليف ، ثم رجع وقال : تعاد الحياد مع البنية ، وقال القاضي أبوالحسن : تعاد البنية وما عدا ذلك يجوز فيه التبدل ، وهذا هو الاصح . ” اولئك ” المنكرون للبعث ” الذين كفروا بربهم ” أي حجدوا قدرة الله على البعث ” واولئك الاغلال في أعناقهم ” في الآخرة ، وقيل : أراد به أغلال الكفر ، وفي قوله تعالى : ” لابيع فيه ” يعني يوم القيامة ، والمراد بالبيع إعطاء البدل ليتخلص به من النار ” ولا خلال ” أي مصادقة ، وفي قوله : ” أتى أمر الله ” معناه : قرب أمر الله بعقاب هؤلاء المشركين المقيمين على الكفر والتكذيب ، أو المراد بأمر الله أحكامه وفرائضه أو هو القيامة عن الجبائي وابن عباس ، فيكون أتى بمعنى يأتي ” فلا تستعجلوه ” خطاب للمشركين المكذبين بيوم القيامة وبعذاب الله ، المستهزئين به وكانوا يستعجلونه ، وفي قوله تعالى : ” هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ” أي لقبض أرواحهم ” أو يأتي أمر * ( هامش ) * ( 1 ) لعل المراد بما يقدر على جنسه غيره تعالى الاعراض مطلقا ، فان العبد قادر على الحركات و الافعال وكذا على بعض الاعراض الاخر توليدا ، ولذا فرع على قول أبى هاشم صحة اعادة اجزاء الحياة كالهيئات والتأليفات فانها من الاعراض التى يقدر على جنسها البشر . منه عفى عنه . ( * ) [ 15 ] ربك ” أي القيامة أو العذاب ، وفي قوله تعالى : ” يصلاها ” أي يصير صلاها ويحترق بنارها ” مذموما ” ملوما ” مدحورا ” مبعدا من رحمة الله و في قوله تعالى : ” وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا ” أي غبارا ” ، وقيل : ترابا ” قل ” يا محمد لهم : ” كونوا حجارة أو حديدا ” أي اجهدوا في أن لا تعادوا وكونوا إن استطعتم حجارة في القوة أو حديدا في الشدة ” أو خلقا مما يكبر في صدوركم ” أي خلقا هو أعظم من ذلك عندكم أصعب فإنكم لا تفوتون الله وسيحييكم بعد الموت وينشركم ، وقيل : يعنى بما يكبر في صدوركم الموت أي لو كنتم الموت لاحياكم الله ، وقيل : يعني به السماوات والارض والجبال ” فسينغضون إليك رؤسهم ” أي يحركونها تحريك المستهزئ المستخف المستبطئ لما تنذرهم به ” و يقولون متى هو ” أي متى يكون البعث ؟ ” قل عسى أن يكون قريبا ” لان ما هو آت قريب ” يوم يدعوكم ” أي من قبوركم إلى الموقف على ألسنة الملائكة وذلك عند النفخة الثانية فيقول : أيها العظام النخرة والجلود البالية عودي كما كنت ” فتستجيبون ” مضطرين ” بحمده ” أى حامدين لله على نعمه وأنتم موحدون ، وقيل : أي تستجيبون معترفين بأن الحمد لله على نعمه لا تنكرونه لان المعارف هناك ضرورية ، قال سعيد بن جبير : يخرجون من قبورهم يقولون : سبحانك وبحمدك ، ولا ينفعهم في ذلك اليوم لانهم حمدوا حين لم ينفعهم الحمد ” وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ” أي تظنون أنكم لم تلبثوا في الدنيا إلا قليلا لسرعة انقلاب الدنيا إلى الآخرة ، وقال الحسن وقتادة : استقصروا مدة لبثهم في الدينا لما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة ، ومن المفسرين من يذهب إلى أن هذه الآية خطاب للمؤمنين لانهم الذين يستجيبون الله بحمده ويحمدونه على إحسانه إليهم ويستقلون مدة لبثهم في البرزخ لكونهم في قبورهم منعمين غير معذبين وأيام السرور والرخاء قصار . وقال في قوله تعالى : ” على وجوههم ” . أي يسحبون على وجوههم إلى النار مبالغة في إهانتهم . وروى أنس أن رجلا قال : يا نبى الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال : إن الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يحشره على وجهه يوم القيامة ” عميا وبكما وصما ” قيل : المعنى : عميا عما يسرهم ، بكما عن التكلم بما ينفعهم ، صما عما يمتعهم عن ابن عباس ، وقيل : يحشرون على هذه الصفة ، قال مقاتل : ذلك [ 16 ] حين يقال لهم : ” اخسؤا فيها ولا تكلمون ” وقيل : يحشرون كذلك ثم يجعلون يبصرون ويسمعون وينطقون عن الحسن ” مأويهم ” أي مستقرهم ” جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ” أي كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا . قوله تعالى : ” قادر على أن يخلق مثلهم ” قال : لان القادر على الشئ قادر على أمثاله إذا كان له مثل أو أمثال في الجنس ، وإذا كان قادرا على خلق أمثالهم كان قادرا على إعادتهم ، إذ الاعادة أهون من الانشاء في الشاهد ، وقيل : أراد : قادر على أن يخلقهم ثانيا ، وأراد بمثلهم إياهم ، وذلك أن مثل الشئ مساو له في حالته فجاز أن يعبر به عن الشئ نفسه ، يقال : مثلك لا يفعل كذا بمعنى أنت لا تفعله ، ونحوه : ليس كمثله شئ . أقول : قال الرازي في تفسير هذه الآية : في قوله : ” مثلهم ” قولان الاول المعنى : قادر على أن يخلقهم ثانيا ، فعبر عن خلقهم ثانيا بلفظ المثل كما يقوله المتكلمون إن الاعادة مثل الابتداء ، والثاني أن المراد أنه قادر على أن يخلق عبيدا آخرين يوحدونه ويقرون بكمال حكمته وقدرته ، ويتركون ذكر هذه الشبهات الفاسدة ، فهو كقوله تعالى : ” ويأت بخلق جديد ” وقوله : ويستبدل قوما غيركم ” قال الواحدي : والقول هو الاول لانه أشبه بما قبله . وقال الطبرسي رحمه الله في قوله : ” وجعل لهم أجلا لا ريب فيه ” : أي وجعل لاعادتهم وقتا لا شك فيه أنه كائنن لا محالة ، وقيل : معناه : وضرب لهم مدة ليتكفروا ويعلموا فيها أن من قدر على الابتداء قدر على الاعادة ، وقال في قوله تعالى : ” وكذلك أعثرنا عليهم ” : أي كما أمتنا أصحاب الكهف وبعثناهم أطلعنا عليهم أهل المدينة ” ليعلموا أن وعد الله ” بالبعث والثواب والعقاب ” حق وأن الساعة لا ريب فيها ” لان من قدر أن ينيم جماعة تلك المدة المديدة أحياءا ثم يوقظهم قدر أيضا على أن يميتهم ثم يحييهم بعد ذلك . وفي قوله تعالى : ” ونرثه ما يقول ” : أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه ” ويأتينا فردا ” أي يأتي في الآخرة وحيدا بلا مال ولا ولد ولا عدة ولا عدد . وفي قوله : ” ويقولون متى هذا الوعد ” أي القيامة ، فقال سبحانه : ” لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون ” أي لو علموا الوقت الذي لا يدفعون – 1 – بحار الانوار [ 17 ] فيه عذاب النار ” عن وجوههم ولا عن ظهورهم ” يعني أن النار تحيط بهم من جميع جوانبهم ” ولا هم ينصرون ” وجواب ” لو ” محذوف أي لعلموا صدق ما وعدوا به ولما استعجلوا ، وفي قوله : ” فتبهتهم ” أي فتحيرهم فلا يقدرون على دفعها ولا يؤخرون إلى وقت آخر ولا يمهلون لتوبة أو لمعذرة . وفي قوله : ” الذين يخشون ربهم بالغيب ” أي في حال الخلوة والغيبة عن الناس ، وقيل : في سرائرهم من غير رياء وفي قوله تعالى : ” إن كنتم في ريب ” الريب : أقبح الشك ، أي إن كنتم في شك من النشور فإنا خلقنا أصلكم وهو آدم من تراب ، فمن قدر على أن يصير التراب بشرا سويا حيا في الابتداء قدر أن يحيي العظام ويعيد الاموات ” ثم من نطفة ” أي ثم خلقنا نسله من نطفة ” ثم من علقة ” وهى القطعة من الدم الجامد ” ثم من مضغة ” أي شبه قطعة من اللحم ممضوغة ” مخلقة وغير مخلقة ” أي تامة الخلق وغير تامة ، وقيل : مصورة وغير مصورة ، وهو ما كان سقطا لا تخطيط فيه ولا تصوير ” لنبينن لكم ” أي لندلكم على مقدورنا بتصريفكم في …………………………………………………………………. -بحار الانوار جلد: 7 من صفحه 17 سطر 12 إلى صفحه 25 سطر 12 ضروب الخلق ، أو على أن من قدر على الابتداء قدر على الاعادة ” ونقر ” أي نبقي ” في الارحام مانشاء ” إلى وقت تمامه ، والاشد حال اجتماع العقل والقوة ” ومنكم من يتوفى ” أي يقبض روحه قبل بلوغ الاشد ” ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ” أي أسوء العمر وأخبثه عند أهله وهي حال الخرف ” لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ” أي لكيلا يستفيد علما وينسى ما كان به عالما . ثم ذكر سبحانه دلالة اخرى على البعث فقال : ” وترى الارض هامدة ” يعني هالكة أو يابسة دراسة من أثر النبات ” فإذا أنزلنا عليها الماء ” وهو المطر ” اهتزت ” أي تحركت بالنبات ، والاهتزاز : شدة الحركة في الجهات ” وربت ” أي زادت وأضعفت نباتها ” وأنبتت ” يعني الارض ” من كل زوج ” أي من كل صنف ” بهيج ” أي مونق للعين حسن الصورة واللون ” ذلك بأن الله ” أي ذلك الذي سبق ذكره من تصريف الخلق على هذه الاحوال وإخراج النبات بسبب أن الله ” هو الحق ” أي لتعلموا أن الله تحق له العبادة دون غيره ، وقيل : هو الذي يستحق صفات التعظيم ” وأنه يحيي الموتى ” لان من قدر على الانشاء قدر على الاعادة . [ 18 ] وفي قول : ” يفصل بينهم ” أي يبين المحق من المبطل بما يضطر إلى العلم بصحة الصحيح فيبيض وجه المحق ويسود وجه المبطل . وفي قوله : ” في مرية منه ” أي في شك من القرآن . وفي قوله : ” عذاب يوم عقيم ” قيل . إنه عذاب يوم بدر وسماه عقيما لانه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه . أو لانه لم يكن للكفار فيه خير فهو كالريح العقيم التي لا تأتي بخير ، وقيل : المراد به يوم القيامة ، والمعنى : حتى تأتيهم علامات الساعة أو عذاب يوم القيامة ، وسماه عقيما لانه لا ليلة له ، وفي قوله تعالى : ” إن هذا إلا أساطير الاولين ” أي وما هذا إلا أكاذيب الاولين ، فقد سطروا مالا حقيقة له . ثم احتج تعالى على هؤلاء المنكرين للبعث بأنه مع أقراركم أنه تعالى خالق السماوات والارض وما فيهما وأن بيده ملكوت كل شئ لا يتجه منكم إنكار البعث استبعادا له مع كونه أهون وأيسر مما ذكر ، وفي قوله تعالى : ” زينا لهم أعمالهم ” أي أعمالهم التي أمرناهم بها فهم يتحيرون بالذهاب عنها ، أو بأن خلقنا فيهم شهوة القبيح ليجتنبوا المشتهى ” فهم يعمهون ” عن هذا المعنى ، أو حرمناهم التوفيق عقوبة لهم على كفرهم ، وزينت أعمالهم في أعينهم . وفي قوله تعالى : ” وما يشعرون أيان يبعثون ” أي متى يحشرون يوم القيامة ، ” بل ادراك علمهم في الآخرة ” أي تتابع منهم العلم وتلاحق حتى كمل علمهم في الآخرة بما اخبروا به في الدنيا فهو على لفظ الماضي والمراد به الاستقبال ، وقيل : إن هذا على وجه الاستفهام فحذف الالف ، والمراد به النفي أي لم يبلغ علمهم بالآخرة ، وقيل : أي أدرك هذا العلم جميع العقلاء لو نظروا وتفكروا لان العقل يقتضي أن الاهمال قبيح فلابد من تكليف ، والتكليف يقتضي الجزاء ، وإذا لم يكن ذلك في الدنيا فلا بد من دار الجزاء ، وقيل : أن الآية أخبار عن ثلاث طوائف : طائفة أقرت بالبعث ، وطائفة شكت فيه ، طائفة نفته ، كما قال : ” بل هم في أمر مريج ” وقوله : ” بل هم منها عمون ” أي عن معرفتها ، وهو جمع عمى وهو الاعمى القلب لتركه التدبير والنظر . وفي قوله تعالى : ” من كان يرجو لقاء الله ” أي من كان يأمل لقاء ثواب الله ، أو من يخاف عقاب الله ” فإن أجل الله لآت ” أي الوقت الذي وقته الله للثواب والعقاب جاء [ 19 ] لا محالة ، وفي قوله : ” لهي الحيوان ” أي الحياة على الحقيقة لانها الدائمة الباقية التي لا زوال لها ولا موت فيها ، وتقديره : لهي دار الحيوان أو ذات الحيوان لانه مصدر . وفي قوله تعالى : ” يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا ” أي يعلمون منافع الدنيا ومضارها ، وهم جهال بالآخرة ، وسئل أبوعبدالله عليه السلام عن قوله : ” يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا ” فقال : منه الزجر والنجوم ” أولم يتفكروا في أنفسهم ” أي في حال الخلوة لان في تلك الاحل يتمكن الانسان من نفسه ويحضره ذهنه ، أو في خلق الله أنفسهم ، والمعنى : أولم يتفكروا فيعلموا ” ما خلق الله السموات والارض وما بينهما إلا بالحق ” أي لاقامة الحق ، ومعناه للدلالة على الصانع والتعريض للثواب ” وأجل مسمى ” أي لوقت معلوم توفى فيه كل نفس ماكسبت . وفي قوله تعالى : ” ثم إذا دعاكم دعوة من الارض ” أي من القبر ، عن ابن عباس يأمر الله عزوجل إسرافيل عليه السلام فينفخ في الصور بعد ما يصور الصور في القبور فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم ” إذا أنتم تخرجون ” من الارض أحياءا ، وقيل : إنه سبحانه جعل النفخة دعاءا لان أسرافيل يقول : أجيبوا داعي الله فيدعو بأمر الله سبحانه ، وقيل : معناه : أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها ، فعبر عن ذلك بالدعاء ، إذ هو بمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك وامتناع التعذر . وقال في قوله تعالى : ” وهو أهون عليه ” أقوال : أحدها أن معناه : وهو هين عليه كقوله : الله أكبر أي كبير ، الثاني أنه إنما قال : ” أهون ” لما تقرر في العقول أن إعادة الشئ أهون من ابتدائه ، وهم كانوا مقرين بالابتداء فكأنه قال لهم : كيف تقرون بما هو أصعب عندكم وتنكرون ما هو أهون عندكم ؟ الثالث أن الهاء في ” عليه ” يعود إلى الخلق أي والاعادة على المخلوق أهون من النشأة الاولى لانه أنما يقال له في الاعادة : كن فيكون ، وفي النشأة الاولى كان نطفة ثم علقة ثم مضغة وهكذا ، فهذا على المخلوق أصعب ، والانشاء يكون أهون عليه ، ومثله يروى عن ابن عباس ، وأما ما يروى عن مجاهد أنه قال : الانشاء أهون عليه من الابتداء فقول مرغوب عنه لانه تعالى لا يكون شئ أهون عليه من شئ . [ 20 ] أقول : وقال شارح المقاصد : فإن قيل : ما معنى كون الاعادة أهون على الله تعالى وقدرته قديمة لا تتفاوت المقدورات بالنسبة إليها ؟ قلنا : كون الفعل أهون تارة يكون من جهة الفاعل بزيادة شرائط الفاعلية ، وتارة من جهة القابل بزيادة استعداد القبول ، وهذا هو المراد ههنا ، وأما من جهة قدرة الفاعل فالكل على السواء . وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : ” لا مرد له من الله ” : أي لا يرد يوم القيامة أحد من الله ” يومئذ يصدعون ” أي يتفرقون فيه ” فريق في الحنة وفريق في السعير ” وفي قوله : ” إنها إن تك مثقال حبة من خردل ” معناه أن فعلة الانسان من خير أو شر إن كانت مقدار حبة خردل في الوزن ” فتكن في صخرة ” أي في حجرة عظيمة ، لان الحبة فيها أخفى وأبعد من الاستخراج ” يأت بها الله ” أي يحضرها الله يوم القيامة ويجازي عليها أي يأتي بجزاء ما وازنها من خير أوشر ، وقيل : معناه : يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء ، كذلك قليل العمل من خير أو شر يعلمه الله فيجازي عليه . وروى العياشي عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا ، لا يقولن أحدكم أذنب وأستغفر الله تعالى ، إن الله تعالى يقول : ” إن تك مثقال حبه من خردل ” الآية ” إن الله لطيف ” باستخراجها ” خبير ” بمستقرها . وفي قوله تعالى : ” ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ” أي كخلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة في قدرته ، فإنه لا يشق عليه ابتداء جميع الخلق ولا إعادتهم بعد إفنائهم ، قال مقاتل : إن كفار قريش قالوا : إن الله خلقنا أطوارا : نطفة ، علقة مضغة ، لحما ، فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة ؟ فنزلت الآية . وفي قوله : ” أئذا ضللنا في الارض ” : أي غبنا في الارض فصرنا ترابا ، وكل شئ غلب عليه غيره حتى يغيب فيه فقد ضل ، وقيل : معنى ضللنا : هلكنا . وفي قوله تعالى : ” والذين سعوا في آياتنا معاجزين ” أي والذي عملوا بجهدهم وجدهم في إبطال حججنا مقدرين إعجاز ربهم وظانين أنهم يفوتونه ” اولئك لهم عذاب من رجز ” أي سيئ العذاب . وفي قوله : ” هل ندلكم على رجل ” يعنون محمد صلى الله عليه واله ” إذا مزقتم كل ممزق ” [ 21 ] أي فرقتم كل تفريق وقطعتم كل تقطيع ، وأكلتكم الارض والسباع والطيور . و الجديد : المستأنف المعاد ” أفترى على الله كذبا ” أي هل كذب على الله متعمدا ” أم به جنة ” أي جنون فهو يتكلم بما لا يعلم ، ثم رد سبحانه عليهم قولهم فقال : بل ليس الامر على ما قالوا ” الذين لا يؤمنون بالآخرة ” أي هؤلاء الذين لا يصدقون بالبعث والجزاء ” في العذاب ” في الآخرة ” والضلال البعيد ” من الحق في الدنيا . ثم وعظهم سبحانه ليعتبروا فقال : ” أفلم يروا ” أي أفلم ينظر هؤلاء الكفار ” إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والارض ” كيف أحاطت بهم فلا يقدرون على الخروج منها ، أو المعنى : أفلم يتفكروا فيها فيستدلوا بذلك على قدرة الله تعالى ، ثم ذكر سبحانه قدرته على إهلاكهم فقال : ” إن نشأ نخسف بهم الارض ” كما خسفنا بقارون ” أو نسقط عليهم كسفا ” أي قطعة من السماء تغطيهم وتهلكهم ” إن في ذلك لآية ” أي إن فيما يرون من السماء و الارض لدلالة على قدرة الله على البعث وعلى مايشاء من الخسف بهم ” لكل عبد منيب ” أناب إلى الله ورجع إلى طاعته . وفي قوله : ” يفتح بيننا ” أي يحكم بالحق . وفي قوله : ” ميعاد يوم ” أي يوم القيامة ، وقيل : يوم وفاتهم . وفي قوله تعالى : ” وآثارهم ” أي ما يكون له أثر ، أو أعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدى فيها بهم حسنة كانت أم قبيحة ، وقيل : أي نكتب خطأهم إلى المساجد . وفي قوله : ” وإن كل لما ” إن نافية ، ولما بمعنى إلا وفي قوله : ” الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا ” أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة ، يعني بذلك المرخ والعفار وهما شجرتان تتخذ الاعراب زنودها منهما ، فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتى إذا احتاج الانسان حك بعضه ببعض فيخرج منه النار وينقدح قدر أيضا على الاعادة ، وتقول العرب : في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار ( 1 ) . وقال الكلبي : كل شجر تنقدح منه النار إلا العناب ، وقال في سبب نزول الآيات : قيل : إن ابي بن خلف أو العاص بن وائل جاء بعظم بال متفتت وقال : يا * ( هامش ) * ( 1 ) في القاموس : استمجد المرخ والعفار استكثر امن النار . منه ( * ) [ 22 ] محمد أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ فقال : نعم ، فنزلت . والمروي عن الصادق عليه السلام أنه كان ابي بن خلف . وقال الرازي في تفسير هذه الايات : ” أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة ” وهو أتم نعمه فإن سائر النعم بعد وجوده ، وقوله : ” من نطفة ” إشاره إلى وجه الدلالة وذلك لان خلقه لو كان من أشياء مختلفة الصور كان يمكن أن يقال : العظم خلق من جنس صلب واللحم من جنس رخو ، وكذلك الحال في كل عضو ، ولما كان خلقه من نطفة متشابهة الاجزاء وهو مختلف الصور دل على الاختيار والقدرة ، وإلى هذا أشار بقوله تعالى : ” يسقى بماء واحد ” وقوله : ” فإذا هو خصيم مبين ” فيه لطيفة غريبة وهي أنه تعالى قال : اختلاف صور أعضائه مع تشابه أجزاء ما خلق منه آية ظاهرة ، ومع هذا فهنالك ما هو أظهر وهو نطقه وفهمه ، وذلك لان النطفة جسم ، فهب أن جاهلا يقول : أنه استحال و تكون جسما آخر ، لكن القوة الناطقة والقوة الفاهمة من أين تقتضيها النطفة ؟ فإبداع النطق والفهم أعجب وأغرب من إبداع الخلق والجسم ، وهو إلى إدراك القدرة والاختيار منه أقرب ، فقوله : ” خصيم ” أي ناطق ، وإنما ذكر الخصيم مكان الناطق لانه أعلى أ

    رد

  9. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 22:09:06

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية

    بحار الانوار الجزء 8

    بسمه تعالى
    بحار الانوار جلد: 8 من صفحه 1 سطر 1 إلى صفحه 9 سطر 19
    [ 1 ]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بحارالانوار الجامعة لدرر أخبارالائمة الاطهار
    تأليف
    العلم العلامة الحجة فخرالامة المولى
    الشيخ محمد باقرالمجلسي
    ” قدس الله سره ”
    الجزءالثامن
    مؤسسة الوفاء
    بيروت – لبنان
    كافة الحقوق محفوظة ومسجلة
    الطبعة الثانية المصلححة
    1403 ه – 1983 م
    مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان – صرب : 1457 : هاتف : 386868
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( باب 18 )
    ( اللواء )
    1 – لي : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، ( 1 ) عن الحسين بن أحمد
    الطفاوي ، ( 2 ) عن قيس بن الربيع ، عن سعدالخفاف ، عن عطية العوفي ، عن مخدوج ( 3 )
    ابن زيدالذهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين المسلمين ثم قال : ياعلي أنت أخي وأنت
    مني بمنزلة هارون من موسى غيرأنه لانبي بعدي ، أماعلمت ياعلي أنه أول من يدعى
    به يوم القيامة يدعي بي ، فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلة خضراء من حلل الجنة ،
    ثم يدعي بأبينا إبراهيم عليه السلام فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسي حلة خضراء من
    حلل الجنة ، ثم يدعي بالنبيين . بعضهم علي أثر بعض ، فيقومون سماطين عن يمين العرش
    في ظله ويكسون حللا خضرا من حلل الجنة ، ألا وإنسي اخبرك يا علي إن امتي
    أول الامم يحاسبون يوم القيامة ، ثم ابشرك ياعلي إن أول من يدعي يوم القيامة
    يدعي بك ، هذالقرابتك مني ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد
    فتسير به بين السماطين ، وإن آدم وجميع من خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة
    * ( هامش ) * [ 1 ] بفتح العين والدال نسبة إلى عدى ، هوالحسين بن علي بن زكريابن صالح بن عاصم بن زفر بن
    العلاء بن أسلم أبوسعيد العدوى البصرى الملقب بالذئب ، سكن بغداد وحدث عن جماعة ، ولد سنة
    210 ومات في سنة 318 أو 19 ، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ” ج 7 ص 381 ” وابن حجر في
    التقريب ” ص 228 ”
    [ 2 ] بضم الطاء وفتح الفاءنسبة إلى طفاوة .
    [ 3 ] هكذافي النسخ وفي الامالى المطبوع ، والصحيح : ” محدوج ” بهملة ساكنة وآخره جيم ،
    ترجمه ابن حجر في الاصابه ” ج 3 ص 347 ” ووصفه بالهذلي ، وقال : ذكره قيس بن ربيع الكوفى
    في مسنده ، وروى عن سعد الاسكاف : سمعت عطية عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أول
    من يدعى به يوم القيامة يدعي بي . أخرجه ابونعيم وقال : مختلف في صحبته .
    [ 2 ]
    وطوله مسيرة ألف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قصبه فضة بيضاء . زجه درة خضراء ، له
    ثلاث ذوائب من نور : ذؤابة في المشرق ، وذؤابة في المغرب ، وذؤابة في وسط الدنيا ، مكتوب
    عليها ثلاثء أسطر ، الاول : بسم الله الرحمن الرحيم . والآخر : الحمدلله رب العالمين .
    والثالث : لاإله إلاالله محمد رسول الله . طول كل سطر مسيرة ألف سنة ، وعرضه مسيرة
    ألف سنة ، فتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني و
    بين إبراهيم في ظل العرش ، فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة ، ثم ينادي مناد
    من عندالعرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي . ألا وإني ابشرك ياعلي
    إنك تدعى إذا دعيت ، وتكسى إذاكسيت ، وتحيا إذاحييت . ” ص 195 ”
    بيان : قال الجزري : زج النصل هوأن يكون النقر في طرف الخشبة فتترك فيها
    زجا ليمسكه ويحفظ ما في جوفه . وقال الفيروز آبادي : الزج : الحديدة في
    أسفل الرمح .
    2 – لى : علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن
    جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن
    العبدى ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل عليه السلام وهو فرح مستبشر ، فقلت له : حبيبي جبرئيل
    مع ماأنت فيه من الفرح ! ما منزلة أخي وابن عمي علي بن أبي طالب عند ربه ؟ فقال
    جبرئيل : يامحمد والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلا
    لهذا ، يا محمد العلي – الاعلى يقرء عليك السلام ويقول : محمد نبي رحمتي ، وعلي مقيم
    حجتي ، لاعذب من والاه وإن عصاني ، ولاأرحم من عاداه وإن أطاعني . قال ابن
    عباس : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذاكان يوم القيامة أتاني جبرئيل وبيده لواء الحمد
    وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر فيدفعه إلي فآخذه وأدفعه
    إلى علي بن أبي طالب . فقال رجل : يارسول الله وكيف يطيق علي على حمل اللواء
    وقد ذكرت أنه سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر ؟ ! فغضب رسول
    الله صلى الله عليه وآله ثم قال : يارجل إنه إذاكان يوم القيامة أعطى الله عليا من القواة مثل قوة
    [ 3 ]
    جبرئيل ، ومن الجمال مثل جمال يوسف ، ومن الحلم مثل حلم رضوان ، ومن الصوت ما
    يداني صوت داود ، ولولا أن داود خطيب في الجنان لاعطي علي مثل صوته ، وإن
    عليا أول من يشرب من السلسبيل والزنجبيل ، وإن لعلي وشيعته من الله عزوجل
    مقاما يغبطه به الاولون والآخرون . ” ص 391 ”
    3 – ل : أبي ، عن الحسن بن أحمد الاسكيف القمي بالري يرفع الحديث إلى
    محمد بن علي ، عن محمد بن حسان القوميسي ، ( 1 ) عن علي بن محمد الانصاري ، عن عبيدالله
    ابن عبدالكريم الرازي ، عن عبدالحميد الحماني ، ( 2 ) عن ليث ، عن مجاهد ، عن
    ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل وهو فرح مستبشر ، فقلت : حبيبي
    جبرئيل مع ماأنت فيه من الفرح ! ما منزلة أخي وابن عمي علي بن أبي طالب عند ربه ؟
    فقال : والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلا لهذا ، يا محمد
    الله ( العلي خ ل ) الاعلى يقرء عليكما السلام وقال : محمد نبي رحمتي ، وعلي مقيم حجتي ،
    لا اعذب من والاه وإن عصاني ، ولا أرحم من عاداه وأن أطاعني . قال : ثم قال رسول
    الله صلى الله عليه وآله : إذاكان يوم القيامة يأتيني جبرئيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقة ، الشقة
    منه أوسع من الشمس والقمر ، وأنا على كرسي من كراسي الرضوان ، فوق منبر من
    منابر القدس ، فآخذه وأدفعه إلى علي بن أبي طالب ، فوثب عمربن الخطاب فقال : يا
    رسول الله وكيف يطيق على حمل اللواء وقد ذكرت أنه سبعون سقة ، الشقة منه أوسع من
    الشمس والقمر ؟ ! فقال النبي صلى الله عليه وآله : إذاكان يوم القيامة يعطي الله عليا من القوة مثل
    قوة جبرئيل ، ومن النور مثل نور آدم ، ومن الحلم مثل حلم رضوان ، ومن الجمال
    مثل جمال يوسف ، ومن الصوت ما يداني صوت دواد ولو لا أن يكون داود خطيبا
    لعلي في النجان لا عطي مثل صوته ، وإن عليا أول من يشرب من السلسبيل و
    الزنجبيل ، لا تجوز لعلي قدم على الصراط إلا وثبتت له مكانها أخرى ، وإن لعلي
    * ( هامش ) * [ 1 ] هكذافي النسخ وفي الخصال المطبوع : القوسي ، ولعلهما تصحيف القومسي بضم القاف و
    سكون الميم نسبة إلى قومس ويقال لها بالفارسية : كومش ، وهى من بسطام إلى سمنان .
    [ 2 ] بكسر الحاء وتشديد الميم ، هو عبدالحميد بن عبدالرحمن أبويحيى الكوفى لقبه : بشمين
    مات في سنة 202 .
    [ 4 ]
    وشيعته من الله مكانا يغبطه به الاولون والآخرون . ” ج 2 ص 139 – 140 ”
    4 – ن : أبي ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ،
    عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت
    أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد ، وهو سبعون شقة ، الشقة منه
    أوسع من الشمس القمر ، الخبر . ” ص 168 ”
    5 – ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
    ياعلي إني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطانيها : أحدها أن يجعلك حامل لوائي وهو
    لواء الله الاكبر مكتوب عليه : المفلحون هم الفائزون بالجنة ، الخبر . ” ص 198 – 199 ”
    6 – ما : الحفار ، عن أبي القاسم الدعبلي ، عن أبيه ، عن دعبل ، عن مجاشع
    ابن عمرو ، عن ميسرة بن عبيدالله ، عن عبدالكريم الجزري ، عن سعيد بن جبير ، عن
    ابن عباس أنه سئل عن قول الله عزوجل : ” وعدالله الذين آمنو وعملواالصالحات
    منهم مغفرة وأجرا عظيما ” قال : سأل قوم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية
    يا نبي الله ؟ قال : إذاكان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ونادى منادا : ليقم سيد
    المؤمنين ( ط ) علي ابن أبي طالب ، فيعطي الله اللواء من النور الابيض بيده ، تحته جميع
    السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبرمن
    نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره ، فاذا اتي على
    آخرهم قيل لهم : قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة ، إن ربكم يقول لكم : عندي
    لكم مغفرة وأجر عظيم – يعني الجنة – فيقوم علي بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معهم
    حتى يدخل الجنة ، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمين فيأخذ نصيبه
    منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار ، فذلك قوله عزوجل : ” والذين آمنوا
    وعملواالصالحات لهم أجرهم ونورهم ” يعني السابقين الاولين والمؤمنين وأهل الولاية له ،
    وقوله : ” والذين كفروا وكذبوابآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ” هم الذين قاسم عليهم
    النار فاستحقوا الجحيم . ” ص 240 ”
    * ( هامش ) * [ 1 ] في المصدر بعد ذلك ومعه الذين آمنوافقد بعث محمد ، فيقوم على بن أبي طالب ا ه . م
    [ 5 ]
    7 – شف : من كتاب كفاية الطالب لمحمد بن يوسف القرشي الشافعي ، عن عتيق ابن أبي الفضل السلماني ، عن أبي القاسم علي محدث الشام ، عن أبي القاسم إسماعيل
    ابن أحمد السمرقندي ، عن عاصم بن الحسن العاصمي عن عبدالواحد بن محمد بن ، عن أحمد بن
    محمد بن سعيد ، عن محمد بن أحمد بن الحسن ، عن خزيمة بن ماهان ، عن عيسى بن يونس ، عن
    الاعمش ، عن سعيد جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله وعيله وآله : يأتي على الناس يوم
    مافيه راكب إلانحن أربعة ، فقال له العباس بن عبدالمطلب عمه : فدالك أبي وامتي من هؤلاء
    الاربعة ؟ فقال : أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه ، وعمي حمزة
    أسدالله وأسد رسوله على ناقتي العضباء ، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة
    مدبجة الجنبين ، عليه حلتان خضر اوان من كسوة الرحمن ، على رأسه تاج من نور ،
    لذلك التاج سبعون ركنا ، على كل ركن ياقوتة حمراء ، تضئ للراكب من مسيرة ثلاثة
    أيام ، وبيده لواء الحمد ، ينادي : لاإله إلا الله ، محمد رسول الله ، فيقول الخلائق : من
    هذا ؟ أملك مقرب ؟ أنبي مرسل ؟ أحامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش : ليس
    هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول
    رب العالمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم .
    شف : من جزء عليه رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي
    قال : حدثنا أبوالحسن ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد بن الحسن مثله .
    8 – فر : بإ سناده عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : تذاكر أضحابنا الجنة
    عندالنبي صلى الله عليه وآله ، فقال النبي صلى الله وعليه وآله : إن أول أهل الجنة دخولا علي بن أبي طالب ،
    قال : فقال أبودجانة الانصاري : ( 1 ) يارسول الله أليس أخبرتنا أن الجنة محرمة على
    الانبياء حتى تدخلها ، وعلى الامم حتى تدخلها أمتك ؟ قال : بلى ياأباد جانة أماعلمت
    أن لله لواء امن نور عموده من ياقوت ، مكتوب على ذلك اللؤاء : لاإله إلاالله محمد رسول
    * ( هامش ) * [ 1 ] بضم الدال وتخفيف الجيم كثمامة هو الصحابي المشهور اسمه سماك بن خرشه وقيل :
    سبماك بن اوس بن خرشة ، شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان بهمة من البهم الابطال ،
    دافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم احد ، قيل : انه استشهد يوم اليمامة ، وقيل : بل عاش حتى شهد
    صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام . له ترجمة في الاصابة والاستيعاب وغيرهما من كتب التراجم .
    [ 6 ]
    الله وآل محمد خيرالبرية ؟ وصاحب اللواء أمام القوم قال : فسر بذلك علي عليه السلام فقال :
    الحمدالله الذي أكرمنا وشرفنا بك . قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : ابشر ياعلي مامن عبد
    يحبك وينتحل مود تك إلا بعثه الله يوم القيامة معنا ، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية :
    ” إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ” . ” ص 175 – 176 ”
    9 – ع : الحسين بن علي الصوفي ، عن عبدالله بن جعفر الحضرمي ، عن محمد بن
    عبدالله القرشي ، عن علي بن أحمد التميمي ، عن محمد بن مروان ، عن عبدالله بن يحيى ،
    عن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي عن
    أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله وعليه وآله : أنت أول من يدخل الجنة ،
    فقلت : يا رسول الله أدخلها قبلك ؟ قال : نعم الانك صاحب لوائي في الآخرة ، كما أنك
    صاحب لوائي في الدنيا ، وصاحب اللواء ( 1 ) هوالمتقدم . ثم قال عليه السلام : ياعلي كأني
    بك وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد تحته آدم فمن دونه . ” ص 69 – 69 ”
    10 – فر : عن أبي أحمد يحيى بن عبيدبن القاسم القزويني رفعه إلى أبي وقاص
    قال : صلى بناالنبي صلى الله عليه وآله صلاة الفجر يوم الجمعة ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن
    وأثنى على الله تعالى ، فقال : أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب أمامي . وبيده لواء
    الحمد ، وهو يومئذ شفتان : شقة : من السندس ، وشقة من الاستبرق ، فوثب إليه رجل
    أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال : قد أرسلوني إليك لاسألك ،
    فقال : قل ياأخا البادية ، قال : ماتقول في علي بن أبي طالب فقد كثر الاختلاف فيه ؟
    فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا فقال : يا أعرابي ولم كثر الاختلاف فيه ؟ علي مني
    كرأسي من بدني وزري من قميصي ، فوثب الاعرابي مغضبا ثم قال : يا محمد إني أشد
    من علي بطشا ، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : مهلايا
    أعرابي ، فقد اعطي يوم القيامة خصالا شتى : حسن يوسف ، وزهد يحى ، وصبر أيوب
    وطول آدم ، وقوة جبرئيل عليم الصلاة والسلام ، وبيده لواء الحمد ، وكل الخلائق
    تحت اللواء ، وتحف الائمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والاذان ، وهم الذين لا
    * ( هامش ) * [ 1 ] في مصدر : وحامل اللواء . م
    [ 7 ]
    يتبد دون في قبورهم : فوثب الاعرابي مغضبا وقال : اللهم إن يكن ما قال محمد حقا
    فأنزل علي حجرا ، فأنزل الله فيه : ” سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله
    ذي المعارج ” . ” ص 191 – 192 ”
    11 – فر : أبوالقاسم الحسيني رفعه إلى معاذ بن جبل قال : قال النبي صلى الله عليه وآله :
    إن الله أعطاني في علي أنه متكى ء بين يدي يوم الشفاعة ، وأعطاني في علي لآخرتي أنه
    صاحب مفاتيحي يوم أفتح أبواب الجنة ، وأعطاني في علي لآخرتي أني اعطى يوم
    القيامة أربعة ألوية : فلواء الحمد بيدي ، وأدفع لواء التهليل لعلي واوجهة في أول
    فوج وهم الذين يحاسبون حسابا يسيرا ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم ، وأدفع
    لواء التكبير إلى حمزة وأوجهه في الفوج الثاني ، وأدفع لواء التسبيح إلى جعفرو
    أوجهه في الفوج الثالث ، ثم اقيم على امتي حتى أشفع لهم ، ثم اكون أناالقائد
    وإبراهيم السائق حتى أدخل امتي الجنة ، الخبر . ” ص 206 ”
    12 – فر : بإسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام وساق الحديث إلي أن قال : إذا
    كان يوم القيامة أمرالله خزان جنهم أن يدفعوا مفاتيح جنهم إلى علي يدخل من يريد و
    ينحي من يريد – وساقة إلى أن قال – : يا علي إن معك لواء الحمد يوم القيامة تقدم
    به قدام امتي ، والمؤذنون عن يمينك وعن شمالك . ” ص 133 ”
    ( باب 19 )
    * ( أنه يدعى فيه كل اناس بامامهم ) *
    الايات ، هود ” 11 ” فاتبعوا أمر فرعون برشيد * يقدم قومه
    يوم القيمة فأوردهم النار وبئس الورد المورود 97 – 97 .
    الاسرى ” 17 ” يوم ندعو كل اناس بإمامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك
    يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل
    سبيلا 71 – 72 .
    [ 8 ]
    تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : ” يقدم قومه يوم القيمة ” يعني أن فرعون يمشي
    بين يدي قومه يوم القيامة على قدميه حتى يهجم بهم إلى النار ، كماكان يقدمهم في
    الدنيا يدعو هم إلى طريق النار ، وإنما قال : ” قأوردهم النار ” على لفظ الماضي و
    المراد به المستقبل لان ماعطفه عليه من قوله : ” يقدم قومه يوم القيامة ” يدل عليه ،
    وقيل : إنه معطوف على قوله : ” فاتبعواأمرفرعون ” . ” وبئس الورد المورود ” أي بئس
    الماء الذي يردونه عطاشا لاحياء نفوسهم النار ، وإنما أطلق سبحانه على النار اسم
    الورد المورود ليطابق ما يرد عليه أهل الجنة من الانهار والعيون ، وقيل : معناه : بئس
    المدخل المدخول فيه النار ، وقيل : بئس النصيب المقسوم لهم النهار .
    وفي قوله سبحانه : ” يوم ندعوكل اناس بإمامهم ” : فيه أقوال : أحدها أن
    معناه : رئيسهم ( 1 ) والمعنى علي هذا : أن ينادى يوم القيامة فيقال : هاتوا متبعي إبراهيم ،
    هاتوا متبعي موسي ، هاتوا متبعي محمد صلى الله عليه وآله ، فيقوم أهل الحق الذين اتبعو الانبياء
    عليهم السلام فيأخذون كتبهم بأيمانهم ، ثم يقال : هاتوا متبعي الشيطان ، هاتوا متبعي
    رؤوس الضلالة ، ( 2 ) وهذا معنى مارواه سعيد بن جبيرعن ابن عباس . وروي أيضا عن
    علي عليه السلام : أن الائمة إمام هدى وإمام ضلالة . ورواه الوالبي عنه : بأئمتهم في الخير
    والشر .
    وثانيها : معناه : بكتابهم الذي أنزل عليهم من أوامر الله ونواهية فيقال : يا أهل
    القرآن ، وياأهل التوراة .
    وثالثها : معناه : بمن كانوا يأتمون به من علمائهم وأئمتهم ، ويجمع هذه
    الاقوال ماروي عن الرضا عليه السلام بالاسانيد الصحيحة أنه روى عن آبائه عليهم السلام ، عن
    النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : فيه يدعي كل اناس بإمام زمانهم ، وكتاب ربهم وسنة نبيه .
    وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : لا تمجدون الله ؟ ( 3 ) إذا كان يوم القيامة
    * ( هامش ) * [ 1 ] في مجمع البيان المطبوع : أن معناه : بنبيهم .
    [ 2 ] : رؤساء الضلالة .
    [ 3 ] : ألاتحمدون الله ؟ .
    [ 9 ]
    فدعا كل اناس إلى من يتولونه ، وفزعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ( 1 ) وفزعتم إلينا ،
    فإلى أين ترون يذهب بكم ؟ إلى الجنة ورب الكعبة – قالها ثلاثا – ورابعها : أن معناه :
    بكتابهم الذي فيه أعمالهم . وخامسها معناه : بامهاتهم .
    ” فمن اوتي كتابه ” أي كتاب عمله ” بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم ” فرحين مسرورين
    ” ولايظلمون فتيلا ” أي لا ينقصون عن ثواب أعمالهم مقدار فتيل وهو المفتول الذي في
    شق النواة ، وقيل : الفتيل في بطن النواة ، والنقير في ظهرها ، والقطمير : فشرالنواة
    ” ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ” ذكر في معناه أقوال : أحدها أن معناه :
    من كان فيما تقدم ذكره من النعم أعمى فهو عما غيب عنه من أمر الآخرة أعمى .
    وثانيها : من كان في هذه الدنيا أعمى عن آيات الله ضالا عن الحق فهو في الآخرة
    أشد تحيرا وذهابا عن طريق الجنة ، أو عن الحجة إذاسئل ، فإن من ضل عن
    معرفة الله في الدنيا يكون في القيامة منقطع الحجة .
    وثالثهان أن معناه : من كان في الدنياأعمى القلب فإنه في الآخرة أعمى العين
    يحشر كذلك عقوبة له على ضلالته في الدنيا كقوله : ” ونحشره يوم القيمة أعمى ” ويأول
    قوله : ” فبصرك اليوم حديد ” بأن معناه الاخبارعن قوة المعرفة ، والجاهل بالله سبحانه
    يكون عارفا به في الآخرة ، وعلى هذا فليس قوله : ” أعمى ” على سبيل المبالغة والتعجب
    وإن عطف عليه بقوله : ” وأضل سبيلا ” قيل : ويجوزأن يكون أعمى ، عبارة عما يلحقه
    من الغم المفرط ، فإنه إذالم يرإلا مايسوؤه فكأنه أعمي ، يقال : فلان سخين العين . ( 2 )
    ورابعها أن معناه : من كان في الدنيا ضالا فهوفي الآخرة أضل ، لانه لا تقبل توبته .
    1 – فس : أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمادبن

    ………………………………………………………………….
    -بحار الانوار جلد: 8 من صفحه 9 سطر 20 إلى صفحه 17 سطر 11

    عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : ” يوم
    ندعو كل اناس بإمامهم ” قال : يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه وعلي في قرنه ، ( 3 ) والحسن
    * ( هامس ) * [ 1 ] في مجمع البيان المطبوع : ودعا نا إلى رسول الله .
    [ 2 ] سخنت عينه : نقيض قرت .
    [ 3 ] هكذافي النسخ وفى التفسير المطبوع : وعلى في قومه .
    [ 10 ]
    في قرنه ، والحسين في قرنه وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوامعه . ” 385 ”
    وقال علي بن إبراهيم : ذلك يوم القيامة ينادي : مناد : ليقم أبوبكر وشيعة ،
    وعمر وشيعة ، وعثمان وشيعة ، وعلي وشيعة . قوله ” ولا يظلمون فتيلا ” قال : الجلدة
    التي في ظهرالنواة .
    2 – ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
    في قول الله تبارك وتعالى : ” يوم ندعوكل اناس بإمامهم ” قال : يدعي كل قوم بإمام
    زمانهم ، وكتاب الله وسنة نبيهم . ” ص 201 ”
    3 – ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب ، عن صفوان
    عن أبان ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من
    بطنان العرش : أين خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم داود النبي عليه السلام ، فيأتي النداء من
    عندالله عزوجل : لسان إياك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة ، ثم ينادى ثانية : أين
    خليفة الله في أرضه ؟ فيقوم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فيأتي النداء من
    قبل الله عزوجل : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه ، و
    حجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دارالدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ
    بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات ، قال : فيقوم الناس الذين قد تعلقوا
    بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة . ثم يأتي النداء من عندالله جل جلاله : ألامن
    ائتم بإمام في دارالدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به ، فحينئذ تبرأ الذين اتبعوامن
    الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال لذبن اتبعوا لو أن لناكرة
    فنتبرء منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين
    من النار . ” ص 39 ”
    جا ، ما : المفيد ، عن الصدوق ، أبيه ، عن سعد عن أيوب ، عن صفوان ،
    عن أبان ، عنه عليه السلام مثله ( 1 ) . ” ص 167 ، ص 60 – 61 ”
    كشف : من كتاب ابن طلحة عن جعفر بن محمد عليه السلام مثله .
    * ( هامش ) * [ 1 ] إلا أن فيهما : فيقوم اناس قد تعلقوا اه . م
    [ 11 ]
    4 – سن : أبي ، عن النضر ، عن الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن مالك الجهني
    قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إنه ليس من قوم ائتموا بإمامهم في الدنيا إلا جاء يوم
    القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن على مثل حالكم . ( 1 ) ” ص 143 ”
    5 – سن : أبي ، عن حمزة بن عبدالله ، عن عقيل بن دراج ، ( 2 ) عن مالك بن أعين
    قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا مالك أما ترضون أن يأتي كل قوم يلعن بعضهم بعضا
    إلا أنتم ومن قال بقولكم . ” ص 144 ”
    6 – سن : أبي ، عن النضر ، عن ابن مسكان ، عن يعقوب بن شعب قال : قلت
    لابي عبدالله عليه السلام : ” يوم ندعو كل اناس بإمامهم ” فقال : ندعو ( يدعى خ ل ) كل قرن
    من هذه الامة بإمامهم . قلت فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه ، وعلي عليه السلام في قرنه ، و
    الحسن عليه السلام في قرنه ، والحسين عليه السلام في قرنه ، وكل إمام في قرنه الذي هلك بين
    أظهرهم ؟ قال : نعم . ” ص 144 ”
    7 – شي : عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : يوم ندعو كل
    اناس بإمامهم ” قال : يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قومه ، وعلي في قومه ، والحسن في قومه ،
    والحسين في قومه ، وكل من مات بين ظهراني إمام جاء معه . ( 3 )
    8 – شي : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام : إنه إذا كان يوم القيامة يدعي كل
    بإمامه الذي مات في عصره ، فإن أثبته اعطي كتابه بيمينه لقوله : ” يوم ندعو كل
    اناس بإمامهم فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم ” واليمين إثبات الامام
    لانه كتاب له يقرءوه لان الله يقول : ” فأمامن اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء وم اقرءوا كتابيه
    إني ظننت أني ملاق حسابيه ، إلى آخرالآيات ، والكتاب : الامام فمن نبذه وراء ظهره
    كان كماقال : ” نبذوه وراء ظهورهم ” ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال
    الله : ” ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم ” إلى آخر الآيات .
    * ( هامش ) * [ 1 ] في المصدر : ومن كان على مثل حالكم . م
    [ 2 ] هكذافي النسخ وفي المحاسن المطبوع : جميل بن دراج وهو الصواب .
    [ 3 ] تقدم الحديث مسندا تحت رقم 1 مع اختلاف .
    [ 12 ]
    بيان : على هذا التأويل من بطن الآية يكون المراد بالكتاب الامام لاشتماله
    على علم ماكان ومايكون ، وإيتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته ، وفي الآخرة الحشر
    معه وجعله من أتباعه ، والمراد باليمين البيعة فإنها تكون باليمين ، أي من اوتي إمامه
    في الآخرة بسبب بيعته له في الدنيا .
    9 – شي : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : سألته عن قوله : ” يوم ندعو
    كل اناس بإمامهم ” قال : من كان يأتمون به في الدنيا ، ويؤتي بالشمس والقمر
    فيقذفان في جهنم ومن يعبدهما .
    شى : عن جعفر بن أحمد ، عن الفضل بن شاذان أنه وجدمكتوبا با بخط أبيه مثله .
    10 – شى : عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول أميرالمؤمنين عليه السلام :
    الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان فطوبى للغرباء ، فقال : يا أبا محمد يستأنف
    الداعي منادعاءا جديدا كما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله . فأخذت بفخذه فقلت :
    أشهدأنك إمامي . فقال : أماإنه سيدعى كل اناس بإمامهم : أصحاب الشمس بالشمس
    وأصحاب القمر بالقمر ، وأصحاب النار بالنار ، وأصحاب الحجارة بالحجارة .
    توضيح : قال الجزري : فيه : إن الاسلام بداغريبا وسيعود غريبا كما بدأ
    فطوبى للغرباء . أي أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة
    المسلمين يومئذ ، وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون
    كالغرباء ، فطوبى للعرباء أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام و
    يكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أو . لا وآخراو
    لزومهم دين الاسلام .
    11 – شي : عن عمار الساباطي ، عن أبي عبدالله عليه السلام : لا يترك الارض بغير
    إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه ، وهو قول الله : ” يوم ندعو كل اناس بإمامهم ”
    ثم قال : رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية . فمدوا أعناقهم و
    فتحوا أعينهم ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ليست الجاهلية الجهلاء . فلما خرجنا من عنده
    [ 13 ]
    فقال لنا سليمان : هو والله الجاهلية الجهلاء ، ولكن لمار آكم مددتم أعناقكم وفتحتم
    أعينكم قال لكم كذلك .
    11 – شى : عن بشيرالدهان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أنتم والله على دين الله
    ثم تلا : ” يوم ندعو كل اناس بإمامهم ” ثم قال : علي إمامنا ، ورسول الله صلى الله عليه وآله
    إمامنا ، كم من إمام يجئ يوم القيامة يلعن أصحابه به ويلعنونه ، ونحن ذرية محمد وامنا
    فاطمة صلوات الله عليهم .
    2 – شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام : لمانزلت هذه الآية : ” يوم ندعوكل
    اناس بإمامهم ” قال المسلمون : يارسول الله أولست إمام المسلمين أجمعين ؟ قال : فقال : أنا
    رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل
    بيتي ، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون ، ألافمن تولاهم فهو مني ومعي وسليقاني ،
    ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنامنه برئ .
    13 – وروي في رواية اخرى مثله : ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم .
    14 – شى : عن عبدالاعلى قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : السمع والطاعة
    أبواب الجنة ، السامع المطيع لاحجة عليه ، وإمام المسلمين تمت حجته واحتجاجه
    يوم يلقى الله ، لقول الله : ” يوم ندعوكل اناس بإمامهم ” .
    15 – شى : عن بشير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنه كان يقول : مابين أحدكم
    وبين أن يغتبط إلا أن تبلع نفسه ههنا – وأشاربإ صبعه إلى حنجرته – . قال : ثم تأول بآيات
    من الكتاب فقال : ” أطيعواالله وأطيعوالرسول واولي الامرمنكم ومن يطع الرسول فقد
    أطاع الله ” إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” . قال : ” يوم ندعو
    كل اناس بإمامهم ” فرسول الله إمامكم ، وكم إمام يوم القيامة يجئ يلعن أصحابه
    ويلعنونه .
    16 – شي : عن محمد ، أحدهما عليهما السلام أنه سئل عن قوله : ” يوم ندعوكل اناس
    بإمامهم ” فقال : ماكانوا يأتمون به في الدنيا ، ويؤتى بالشمس والقمر فيقذ فان في
    جهنم ومن كان يعبدهما .
    [ 14 ]
    17 – شى : عن إسماعيل بن همام قال : قال الرضا عليه السلام في قول الله : ” يوم ندعو
    كل اناس بإمامهم ” قال : إذاكان يوم القيامة قال الله : أليس عدلا من ربكم أن نولي
    كل قوم من تولوا ؟ قالوا : بلى ، قال : فيقول : تميزوا فيتميزون .
    18 – شى : عن محمد بن حمدان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن كنتم تريدوان أن
    تكونوا معنا يوم القيامة لايلعن بعضكم بعضا ، فاتقوالله وأطيعوا فإن الله يقول : ” يوم
    ندعو كل اناس بإمامهم ” .
    19 – شف : من كتاب المعرفة تأليف عباد بن يعقوب الرواجني ، ( 1 ) عن أبي
    عبدالرحمن المسعودي ، ( 2 ) عن الحارث بن حصيرة ، ( 3 ) عن صخربن الحكم الفزاري ،
    عن حنان بن الحرب الازدي ، ( 4 ) عن الربيع بن جميل ، عن مالك بن ضمرة الرواسي ، عن
    أبي ذر – رضي الله عنه – قال : لما أن سير أبوذر – رضي الله عنه – اجتمع هو وعلي عليه السلام
    والمقداد بن الاسود ، قال : ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : امتي ترد علي
    الحوض على خمس رايات : أولها راية العجل فأقوم فآخدبيده فإذا أخذت بيده اسود
    * ( هامش ) * [ 1 ] قال ابن الاثيرفي اللباب ” ج 1 ص 477 ” : الرواجنى بفتح الراء وسكون الالف وكسر الجيم
    وفي آخرها نون ، قال السمعاني : سألت استاذي الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل الاصفهاني
    عن هذه النسبة فقال : هذا نسب أبى سعيد عباد بن يعقوب البخارى ، وأصل هذه النسبة الدواجن
    بالدال المهملة وهى جمع داجن وهى الشاة التى تسجن في البيوت فجلعهاالناس : الرواجن بالراء ونسب
    عباد إلى ذلك ، هكذا قال ولم يسنده إلى أحد ، قال : وظنى أن الرواجن بطن من بطون القبائل
    – والله أعلم – روى عباد عن شريك وغيره ، روى عنه الائمة : البخارى وغيره وكان شيعيا انتهى .
    وقال ابن حجر في التقريب ” ص 252 ” : عباد بن يعقوب الرواجنى – بتخفيف الواو وبالجيم المكسورة
    والنون الخفيفة – أبوسعيد الكوفى صدوق رافضى ، حديثه في البخارى مقرون بالغ ابن حبان فقال :
    يستحق الترك ، من العاشرة مات سنة ” ص 250 ” انتهي . وفى تنقيح المقال ” ج 2 ص 123 ” عن الذهبى
    في مختصره أنه شيعى وثقة أبوحاتم توفي سنة 271 . قلت يوجد ترجمته في غير واحد من تراجم العامة
    والخاصة .
    [ 2 ] نسبة إلى مسعود والد عبدالله بن مسعود ، اسمه عبدالله بن عبدالملك بن أبي عبيدة بن عبدالله
    ابن مسعود .
    [ 3 ] بفتح الحاء وكسرالصاد المهملتين هو أبونعمان الازدى الكوفى .
    [ 4 ] في موضع من كتاب اليقين : حيان بن الحرث الازدى يكنى أباعقيل .
    [ 15 ]
    وجه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول : ماذا خلفتموني
    في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبناالاكبر ومز قناه واضطهدنا الاصغروا بتز زناه حقه ،
    فأقول : اسلكواذات الشمال ، فيصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لايطعمون
    منه قطرة . ثم ترد علي راية فرعون امتي فيهم أكثر الناس وهم المبهر جون ، قلت
    يا رسول الله وماالمبهرحون ؟ أبهر جواالطريق ؟ قال : لا ولكنهم بهر جوادينهم ، وهم الذين
    يغضبون للدنيا ولهايرضون ولها يسخطون ولها ينصبون ، فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت
    بيده اسود وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل ذلك تبعه ، فأقول :
    ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الاكبر ومزقناه وقاتلنا الاصغر و
    قتلناه ، فأقول : اسلكواطريق أصحابكم ، فينصر فون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا
    يطعون منه قطرة . ثم ترد علي راية فلان وهو إمام خمسين ألفا من أمتي ، فأقوم
    فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل
    ذلك تبعه ، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الاكبر وعصيناه
    وخذلنا الاصغر وخذلنا عنه ، فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصر فون ظماء مظمئين
    مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة . ثم يردعلي المخدج برايته وهو إمام سبعين ألفا
    من امتي ، فإذاأخذت بيده اسود وجهه ، ورجفت قدماه ، وخفقت أحشاؤه ، ومن فعل
    ذلك تبعه ، فأقول : ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الاكبر وعصينا

    رد

  10. zmzmzm
    أكتوبر 15, 2009 @ 22:11:18

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية

    بحار الانوار الجزء 9

    بسمه تعالى
    بحار الانوار مجلد: 9 من ص 1 سطر 1 الى ص 10 سطر 2
    [ 1 ]

    } باب 1 {
    * ( احتجاج الله تعالى على أرباب الملل المختلفة في القرآن الكريم ) *
    البقرة ” 2 ” إن الذين كفروا سواء عليهمءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون *
    ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم * ( 1 ) ومن
    الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين
    آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و
    لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما
    نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * وإذا قيل لهم آمنوا كما
    آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * وإذا لقوا
    الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن * الله
    يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * ( 2 ) اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما
    ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين 6 16 ” وقال تعالى ” : يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي
    ( هامش ص 2 ) ( 1 ) الختم : الاستيثاق من الشئ والمنع منه ، وحيث إن قلوبهم لاينفذ فيها الانذار وأن
    أسماعهم تنبو عن الاصغاء إلى قول الحق وعيونهم لا تعتبر بالعبر ولا تنتفع بالنظر كانه استوثقت بالختم
    وغشيت بالغطاء .
    ( 2 ) العمه : التردد في الامر من التحير ، قال الرضى في التلخيص ” ص 5 ” : هاتان استعارتان :
    فالاولى منها إطلاق صفة الاستهزاء على الله سبحانه ، والمراد بها أنه تعالى يجازيهم على استهزائهم
    بارصاد العقوبة لهم فسمى الجزاء على الاستهزاء باسمه ، إذ كان واقعا في مقابلته ، وإنما قلنا : إن
    الوصف بحقيقة الاستهزاء غير جائز عليه تعالى لانه عكس أوصاف الحكيم وضد طرائق الحليم ،
    والاستعارة الاخرى قوله : ” ويمدهم في طغيانهم يعمهون ” أى يمد لهم كأنه يخليهم ، والامتداد في
    عمههم والجماح في غيهم إيجابا للحجة وانتظارا للمراجعة ، تشبيها بمن أرخى الطول للفرس أو
    الراحلة ليتنفس خناقها ويتسع مجالها .
    [ 3 ]
    خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء
    بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم
    تعلمون * وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم
    من دون الله إن كنتم صادقين 21 – 23 .
    ” وقال تعالى ” : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين
    آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا
    يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين 25 – 26 ” وقال تعالى ” : يا بني
    إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياي فارهبون *
    وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا
    وإياي فاتقون * ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون 40 – 42 ” وقال
    تعالى ” : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون 44 ” وقال
    تعالى ” : يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين 47
    ” وقال تعالى ” : أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم
    يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا
    خلا بعضهم إلى بعض قالواأتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم
    أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون * ومنهم اميون لا
    يعلمون الكتاب إلا أماني ( 1 ) وإن هم إلا يظنون * فويل للذين يكتبون الكتاب
    بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم
    وويل لهم مما يكسبون 75 – 79 .
    ( هامش ص 3 ) ( 1 ) الامى : الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب ، وقال قطرب : الامية : الغفلة والجهالة فالامى
    منه وهو قلة المعرفة . والامانى إما من الامنية وهى التلاوة ، أى إلا أن يتلى عليهم ، أو بمعنى
    الاحاديث المختلفة والاكاذيب أى لا يعلمون من الكتاب إلا أحاديث اختلقها رؤساؤهم وأكاذيب يحدث
    بها علماؤهم ، أو المراد أنهم يتمنون على الله ما ليس لهم مثل قولهم : لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ،
    وقولهم : نحن أبناؤالله وأحباؤه .
    [ 4 ]
    ” وقال تعالى ” : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل ” إلى قوله ” : ثم توليتم إلا
    قليلا منكم وأنتم معرضون * وإذ أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولا تخرجون
    أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و
    تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى
    تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ” إلى
    قوله ” : وقالوا قلوبنا غلف ( 1 ) بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون * ولما جاءهم
    كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما
    جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين * بئسما اشتروابه أنفسهم أن يكفروا
    بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب
    وللكافرين عذاب مهين * وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا
    ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل
    إن كنتم مؤمنين * ” إلى قوله ” : قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من
    دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله
    عليم بالظالمين ” إلى قوله ” : قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن
    الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ” إلى قوله ” : يا أيها الذين آمنوا لا
    تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ” إلى قوله ” : أم تريدون
    ( هامش ص 4 ) ( 1 ) قال الرضى في التلخيص ” ص 8 ” : إما أن يكون غلف جمع أغلف مثل أحمر وحمر ، أو
    يكون جمع غلاف مثل حمار وحمر ويخفف فيقال : حمر ، قال أبوعبيدة : كل شئ في غلاف
    فهو أغلف ، يقال : سيف أغلف ، وقوس غلفاء ، ورجل أغلف : إذا لم يختتن ، فمن قرأ غلف على جمع
    أغلف فالمعنى : أن المشركين قالوا : قلوبنا في أغطية عما تقوله ، يريدون النبى صلى الله عليه وآله ، و
    نظير ذلك قوله سبحانه حاكيا عنهم : ” وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ”
    ومن قرأ قلوبنا غلف على جمع غلاف بالتثقيل والتخفيف فمعنى ذلك أنهم قالوا : قلوبنا أوعية
    فارغة لا شئ فيها فلا تكثر علينا من قولك فانا لا نعى منه شيئا ، فكان قولهم هذا على طريق الاستعفاء
    من كلامه والاحتجاز عن دعائه انتهى . قلت : وقيل : إن معناه : قلوبنا أوعية للعلم تنبيها على أنا
    لا نحتاج أن نتعلم منك فلنا غنية بما عندنا .
    [ 5 ]
    أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل
    سواء السبيل * ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا
    من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ” إلى قوله ” : وقالوا لن يدخل الجنة إلا
    من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ” إلى قوله ” :
    وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ وهم
    يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيمة فيما
    كانوا فيه يختلفون ” إلى قوله ” : وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات و
    الارض كل له قانتون 83 116 .
    ” وقال تعالى ” : وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال
    الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون * إنا أرسلناك
    بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم * ولن ترضى عنك اليهود ولا
    النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولان اتبعت أهواءهم بعد الذي
    جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير * ” إلى قوله ” : وقالوا كونوا هودا
    أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 118 135 .
    ” وقال تعالى ” : قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم
    أعمالكم ونحن له مخلصون * أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب و
    الاسباط كانوا هودا أو نصارى قلءأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده
    من الله وما الله بغافل عما تعملون 139 – 140 .
    ” وقال تعالى ” : سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
    قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ” إلى قوله ” : الذين آتيناهم
    الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون .
    ( 142 146 )
    ” وقال تعالى ” : ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ( 1 ) يحبونهم كحب
    ( هامش ص 5 ) ( 1 ) : أى نظراء وأمثالا .
    [ 6 ]
    الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا
    وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت
    بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة ( 1 ) فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك
    يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار 165 167 .
    ” وقال سبحانه ” : وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا ( 2 )
    عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل الذين كفروا كمثل
    الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ( 3 ) صم بكم عمي فهم لا يعقلون 170 – 171 .
    ” وقال تعالى ” : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر
    من آمن بالله واليوم الآخر ” إلى قوله ” : واولئك هم المتقون 177 .
    ( هامش ص 6 ) ( 1 ) أى رجعة إلى الدنيا .
    ( 2 ) أى وجدنا عليه آباءنا .
    ( 3 ) نعق الغراب : صاح . المؤذن : رفع صوته بالاذان . الراعى بغنمه : صاح بها وزجرها .
    قال الطبرسى : ثم ضرب الله مثلا للكفار في تركهم إجابة من يدعوهم إلى التوحيد وركونهم إلى
    التقليد فقال : ” مثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق ” أى يصوت ” بما لايسمع ” من البهائم ” إلا
    دعاء ونداء ” واختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه : أولها أن المعنى : مثل الذين كفروا
    في دعائك إياهم أى مثل الداعى لهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التى
    لا تفهم ، وإنما تسمع الصوت ، فكما أن الانعام لايحصل لها من دعاء الراعى إلا السماع دون تفهم
    المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم من دعائك إياهم إلى الايمان إلا السماع دون تفهم المعنى لانهم
    يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تأمله فيكون بمنزلة من لم يعقله ومن لم يفهمه ، وهو المروى
    عن أبى جعفر عليه السلام . ثانيها أن يكون المعنى : مثل الذين كفروا ومثلنا ، أو مثل الذين كفروا و
    مثلك يا محمد كمثل الذى ينعق بما لايسمع إلادعاء ونداء ، أى كمثل الانعام المنعوق بها والناعق
    الراعى الذى يكلمها وهى لا تعقل . ثالثها أن المعنى : مثل الذين كفروا في دعائهم الاصنام كمثل الراعى
    في دعائه الانعام بتعال وما جرى مجراه من الكلام فكما أن من دعاالبهائم يعد جاهلا فداعى الحجارة
    أشد جهلا منه . رابعها أن مثل الذين كفروا في دعائهم الاصنام وهى لا تعقل كمثل الذى ينعق دعاء
    ونداء بما لا يسمع صوته جملة ، ويكون المثل مصروفا إلى الغنم وما أشبهها مما يسمع وإن لم يفهم .
    خامسها أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا كمثل الغنم الذى لا يفهم دعاء الناعق .
    [ 7 ]
    ” وقال سبحانه ” : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على
    ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث و
    النسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة ( 1 ) بالاثم فحسبه جهنم
    ولبئس المهاد 204 – 206 ” وقال سبحانه ” : سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية
    بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب .
    آل عمران ” 3 ” فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل
    للذين اوتوا الكتاب والاميينءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما
    عليك البلاغ والله بصير بالعباد 20 ” وقال تعالى ” : ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من
    الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون * ذلك بأنهم
    قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون 23 – 24 .
    ” وقال سبحانه ” : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال
    له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين * فمن حاجك فيه من بعد
    ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم
    ثم نبتهل ( 2 ) فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” إلى قوله تعالى ” : قل يا أهل الكتاب تعالوا
    إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا
    أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوااشهدوا بأنا مسلمون * يا أهل الكتاب لم تحاجون
    في إبراهيم وما انزلت التورية والانجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء
    حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون *
    ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين *
    إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين *
    ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون * يا
    أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون * يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق
    ( هامش ص 7 ) ( 1 ) العزة : الحمية والانفة .
    ( 2 ) قال الراغب : أصل البهل كون الشئ غير مراعى ، والبهل والابتهال في الدعاء : الاسترسال
    فيه والتضرع ، ومن فسر الابتهال باللعن فلاجل ان الاسترسال هنا لاجل اللعن .
    [ 8 ]
    بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون * وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي
    انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون * ولا تؤمنوا إلا لمن
    تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما اوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم
    قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * يختص برحمته من يشاء والله
    ذو الفضل العظيم * ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه
    بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الاميين
    سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون * بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب
    المتقين * إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الآخرة ( 1 )
    ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ( 2 ) ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم * وإن منهم
    لفريقا يلون ألسنتهم ( 3 ) بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو
    من عند الله وماهو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون * ما كان لبشر أن
    يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن
    كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * ولايأمركم أن تتخذوا
    الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ” إلى قوله تعالى ” :
    أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون
    ” إلى قوله ” : كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق و
    جاءتهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين 59 – 86 .
    ” وقال تعالى ” : كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على
    نفسه من قبل أن تنزل التورية قل فأتوا بالتورية فاتلوها إنم كنتم صادقين * فمن افترى
    على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون * قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم
    حنيفا وما كان من المشركين 93 – 95 .
    ( هامش ص 8 ) ( 1 ) أى لا نصيب لهم في الجنة .
    ( 2 ) أى لا يرحمهم الله يوم القيامة ، كما يقول القائل لغيره إذا استرحمه : انظر إلى .
    ( 3 ) لوى الحبل : فتله . لوى رأسه أو برأسه : أماله وأعرض . لوى لسانه بكذا : كناية عن الكذب
    وتخرص الحديث ، أى ومنهم لفريق يحرفون التوراة تحريفا خفيفا ليخفى وتحسبوه من الكتاب .
    [ 9 ]
    ” وقال تعالى ” : قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما
    تعملون * قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم
    شهداء وما الله بغافل عما تعملون * يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين
    اوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين * وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم
    آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط المستقيم 98 – 101 .
    ” وقال تعالى ” : ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم
    الفاسقون * لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون *
    ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله
    وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الانبياء بغير حق
    ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * ليسوا سواء من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات
    الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون
    عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين 110 – 114 .
    ” وقال تعالى ” : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب
    ما قالوا وقتلهم الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت
    أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد * الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول
    حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم
    قتلتموهم إن كنتم صادقين * فإن كذبوك فقد كذبت رسل من قبلك جاءوا بالبينات
    والزبر والكتاب المنير * كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة
    فمن زحزح عن النار ( 1 ) وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور *
    لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن
    الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الامور * وإذ أخذ
    الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم و
    اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون * لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون
    ( هامش ص 9 ) ( 1 ) أى ابعد عن النار ونحى عنها .
    [ 10 ]
    أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة ( 1 ) من العذاب ولهم عذاب أليم * ولله
    ملك السموات والارض والله على كل شئ قدير 181 – 189 .

    ………………………………………………………………….
    -بحار الانوار مجلد: 9 من ص 10 سطر 3 الى ص 18 سطر 2

    ” وقال تعالى ” : وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل إليكم وما انزل
    إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا * اولئك لهم أجرهم عند ربهم إن
    الله سريع الحساب 199 .
    النساء ” 4 ” ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة و
    يريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا *
    من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير
    مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع و
    انظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * يا أيها
    الذين اوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها ( 2 )
    فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا * إن
    الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما
    عظيما * ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا ( 3 )
    انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا * ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا
    من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ( 4 ) ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من
    الذين آمنوا سبيلا * اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب
    ( هامش ص 10 ) ( 1 ) مفازة : منجاة ، أى فلا تحسبنهم بمكان ينجون من العذاب .
    ( 2 ) أى نمحو ما فيها من عين وأنف وفم حتى نجعلها لوحا واحدا كالاقفاء لا تستبين فيها
    جارحة ، قال الرضى قدس سره : هذه استعارة عن مسخ الوجوه ، أى يزيل تخاطيطها ومعارفها
    تشبيها بالصحيفة المطموسة التى عميت سطورها واشكلت حروفها .
    ( 3 ) الفتيل : ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ ويضرب به المثل في الشئ الحقير ، قاله
    الراغب . ويأتى أيضا بمعنى السحاة في شق النواة .
    ( 4 ) الجبت : الاصنام . ويقال لكل ما عبد من دون الله . الساحر والكاهن . خسار الناس . الطاغوت : كل متعد . كل رأس ضلال . الشيطان . الصارف عن طريق الخير .
    [ 11 ]
    من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا * ( 1 ) أم يحسدون الناس على ما آتهم الله من فضله
    فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما 44 – 54 .
    ” وقال سبحانه ” : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إليك وما انزل
    من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به ويريد الشيطان
    أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذاقيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت
    المنافقين يصدون عنك صدودا * فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك
    يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا * اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض
    عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا 60 – 63 .
    ” وقال تعالى ” : ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي
    تقول والله يكتب مايبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * أفلا
    يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا * وإذا جاءهم أمر
    من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر لعلمه
    الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا 81 – 83 .
    ” وقال تعالى ” : إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا *
    لعنه الله وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * ولاضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم
    فليبتكن آذان الانعام ( 2 ) ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا
    من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا 117 – 119 ” وقال تعالى ” : ليس بأمانيكم ولا أماني
    أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا 123 .
    ” وقال تعالى ” : يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد
    ( هامش ص 11 ) ( 1 ) النقير : وقبة في ظهر النواة ، ويضرب به المثل في الشئ الطفيف .
    ( 2 ) ولامنينهم أى لاجعل لهم امنية . والامنية : الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشئ .
    وليبتكن أى ليقطعن آذان الانعام أو يشققونها . والبتك : قطع الاعضاء والشعر ، ويقاربه البتر
    والبت والبشك والبتل ، لكن الاول يستعمل في قطع الذنب خاصة ، والثانى في قطع الحبل والوصل
    والثالث في قطع الثوب ، والرابع في الانقطاع عن النكاح .
    [ 12 ]
    سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا
    العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا * ورفعنا
    فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت و
    أخذنا منهم ميثاقا غليظا * فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء بغير
    حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * وبكفرهم
    وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما
    قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من
    علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما * و
    إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا * فبظلم
    من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * و
    أخذهم الربوا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا
    أليما * لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من
    قبلك والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكوة والمؤمنون بالله واليوم الآخر اولئك سنؤتيهم أجرا
    عظيما 153 – 162 .
    ” وقال تعالى ” : يا أيها الناس قد جاءكم الرسل بالحق من ربكم فآمنوا خيرا
    لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والارض وكان الله عليما حكيما * يا أهل
    الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم
    رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا
    خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الارض
    وكفى بالله وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن
    يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا
    الصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا
    فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا * يا أيها الناس قد
    جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا
    [ 13 ]
    به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما 170 – 176 .
    المائدة ” 5 ” ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ” إلى قوله ” : فبما نقضهم ميثاقهم
    لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ( 1 ) ونسوا حظا مما ذكروا
    به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب
    المحسنين * ومن الذين قالواإنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به
    فأغرينا بينهم العدواة ( 2 ) والبغضاء إلى يوم القيمة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون *
    ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو
    عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام
    ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم * لقد كفر الذين
    قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن
    مريم وامه ومن في الارض جميعا ولله ملك السموات والارض ومابينهما يخلق ما
    يشاء والله على كل شئ قدير * وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم
    يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك
    السموات والارض وما بينهما وإليه المصير * ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين
    لكم على فترة ( 3 ) من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير
    والله على كل شئ قدير 10 – 19 .
    ” وقال سبحانه ” : وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل
    يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا
    وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها
    الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين * ولو أن أهل الكتاب آمنوا و
    ( هامش ص 13 ) ( 1 ) قال الرضى قدس سره : والمراد بها والله أعلم أنهم يعكسون الكلام عن حقائقه ويزيلونه
    عن جهة صوابه حملا له على أهوائهم وعطفا على آرائهم .
    ( 2 ) أى فألقينا بينهم العداوة ، وأصل الاغراء الالصاق .
    ( 3 ) الفترة : السكون والانقطاع ، أى المدة التى تكون بين كل رسول ورسول .
    [ 14 ]
    اتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم * ولو أنهم أقاموا التورية و
    الانجيل وما انزل إليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم امة
    مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون 64 – 66 .
    ” وقال تعالى ” : قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التورية والانجيل
    وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا و
    كفرا فلا تأس على القوم الكافرين ” إلى قوله سبحانه ” : لقد كفر الذين قالوا إن الله هو
    المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك
    بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأويه النار وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين
    قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن
    الذين كفروا منهم عذاب أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم * ما
    المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام
    انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون * قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك
    لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم * قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير
    الحق ولاتتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل *
    ” إلى قوله ” : ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط
    الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل إليه ما
    اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون * لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا
    اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
    ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ( 1 ) وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما انزل إلى
    الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا
    مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع
    ( هامش ص 14 ) ( 1 ) قيل : قسيس كلمة سريانية في الاصل معناها شيخ ، وفى العرف الكنسى هو أحد أصحاب
    المراتب في الديانة ، وهو بين الاسقف والشماس . ورهبان : من اتخذ الرهبانية وهى الاعتزال عن
    الناس إلى دير طلبا للتعبد .
    [ 15 ]
    القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها
    وذلك جزاء المحسنين 68 – 85 .
    ” وقال تعالى ” : ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن
    الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون * وإذا قيل لهم تعالوا إلى
    ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون
    شيئا ولا يهتدون 104 ” وقال تعالى ” : وإذ قال الله يا عيسى بن مريمءأنت قلت للناس
    اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق
    إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب *
    ” إلى آخر السورة ” 116 – 120 .
    الانعام ” 6 ” الحمد لله الذي خلق السموات والارض ” إلى قوله ” : وما تأتيهم
    من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف
    يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون * ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم
    في الارض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الانهار تجري
    من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين * ولو نزلنا عليك
    كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين * وقالوا
    لولا انزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا
    لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون * ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين
    سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون * قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة
    المكذبين * ” إلى قوله تعالى ” : قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم
    واوحي إلي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة
    اخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني برئ مما تشركون * الذين آتيناهم
    الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون * ” إلى قوله ” :
    ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا ( 1 ) وإن
    ( هامش ص 15 ) ( 1 ) الاكنة : الاغطية . والوقر : الصمم .
    [ 16 ]
    يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا ( إلا ؟ )
    أساطير الاولين * وهم ينهون عنه وينأون عنه ( 1 ) وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون *
    ” إلى قوله ” : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين
    بآيات الله يجحدون * وقلد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا
    حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين * وإن كان
    كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا في الارض أو سلما في السماء فتأتيهم
    بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين * إنما يستجيب الذين
    يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون * وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل
    إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون * ” إلى قوله تعالى ” : قل أرأيتكم
    إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون
    فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ” إلى قوله ” : قل أرأيتم إن أخذ الله
    سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم
    هم يصدفون ( 2 ) * قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون *
    ” إلى قوله ” : قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن
    أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الاعمى والبصير أفلا تتفكرون * وأنذر به الذين
    يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون * ” إلى
    قوله ” : قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت
    إذا وما أنا من المهتدين * قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون
    به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين * قل لو أن عندي ما تستعجلون به
    لقضي الامر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين * ” إلى قوله تعالى ” : قل من ينجيكم
    من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لان ( أنجنا ؟ ) من هذه لنكونن من الشاكرين *
    ( هامش ص 16 ) ( 1 ) أى يتباعدون عنه ، من النأى وهو البعد .
    ( 2 ) أى يعرضون عنها .
    [ 17 ]
    قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون * قل هو القادر على أن
    يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ( 1 ) ويذيق بعضكم
    بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون * وكذب به قومك وهو الحق قل لست
    عليكم بوكيل * لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون * وإذا رأيت الذين يخوضون في
    آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد
    بعد الذكرى مع القوم الظالمين * ” إلى قوله تعالى ” : قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا
    ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض
    حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وامرنا لنسلم
    لرب العالمين 1 – 71 .
    ” وقال سبحانه ” : وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من
    شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس
    تبدونها وت

    رد

  11. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 04:52:36

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية

    بحار الانوار الجزء 10

    بسمه تعالى
    بحار الانوار مجلد: 10 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 8
    [ 1 ]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    * ( أبواب احتجاجات ) *
    * ( أمير المؤمنين صلوات الله عليه وما صدر عنه من جوامع العلوم ) *
    * ( باب 1 ) *
    * ( احتجاجه صلوات الله عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم ) *
    * ( ومسائل شتى ) *
    1 – ل : علي بن أحمد بن موسى ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن بكر
    ابن عبدالله بن حبيب ، عن عبدالرحيم بن علي بن سعيد الجبلي الصيدناني ، وعبدالله بن
    الصلت – واللفظ له – عن الحسن بن نصر الخزاز ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن
    نصر ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن عبدالله بن عباس قال : قدم يهوديان أخوان
    من رؤساء اليهود إلى المدينة ، فقالا : ياقوم إن نبيا حدثنا عنه أنه قد ظهر بتهامة نبي
    يسفه أحلام اليهود ، ويطعن في دينهم ، ونحن نخاف أن يزيلنا عما كان عليه آباؤنا ،
    فأيكم هذا النبي ؟ فإن يكن الذي بشر به داود آمنا به واتبعناه ، وإن لم
    يكن يورد الكلام على ائتلافه ويقول الشعر يقهرنا بلسانه جاهدناه بأنفسنا وأموالنا ،
    فأيكم هذا النبي فقال المهاجرون والانصار : إن نبينا محمدا صلى الله عليه وآله قد قبض . فقالا :
    الحمد لله فأيكم وصيه ؟ فما بعث الله عزوجل نبيا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي عنه
    من بعده ويحكي عنه ماأمره ربه ، فأومأ المهاجرون والانصار إلى أبي بكر ، فقالوا :
    هذا ( هو خ ل ) وصيه .
    [ 2 ]
    فقالا لابي بكر : إنا نلقى عليك من المسائل ما يلقى على الاوصياء ، ونسألك عما
    تسأل الاوصياء عنه . فقال لهما أبوبكر : ألقيا ما شئتما اخبر كما بجوابه إن شاء الله تعالى .
    فقال أحدهما : ما أنا وأنت عندالله عزوجل ؟ وما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا
    قرابة ؟ وما قبر سار بصاحبه ؟ ومن أين تطلع الشمس ؟ وفي أين تغرب ( تغيب خ ل ) ؟ وأين
    طلعت الشمس ثم لم تطلع فيه بعد ذلك ؟ وأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟
    وربك يحمل أو يحمل ؟ وأين يكون وجه ربك ؟ وما اثنان شاهدان ، واثنان غائبان ،
    واثنان متباغضان ؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان ؟ وما الثلاثة ؟ وما الاربعة ؟ وما
    الخمسة ؟ وما الستة ؟ وما السبعة ؟ وما الثمانية ؟ وما التسعة ؟ وما العشرة ؟ وما
    الاحد عشر ؟ وما الاثنا عشر ؟ وما العشرون ؟ وما الثلاثون ؟ وما الاربعون ؟ وما
    الخمسون ؟ وما الستون ؟ وما السبعون ؟ وما الثمانون ؟ وما التسعون ؟ وما المائة ؟ .
    قال : فبقي أبوبكر لا يرد جوابا ، وتخوفنا أن يرتد القوم عن الاسلام ، فأتيت
    منزل علي بن أبى طالب عليه السلام فقلت له : يا علي إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة و
    ألقوا على أبي بكر مسائل فبقي أبوبكر لا يرد جوابا ، فتبسم علي عليه السلام ضاحكا ثم
    قال : هو اليوم الذي وعدني رسول الله صلى الله عليه وآله به ، فأقبل يمشي أمامي ، وما أخطأت
    مشيته من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا حتى قعد في الموضع الذي كان يقعد فيه رسول
    الله صلى الله عليه وآله ، ثم التفت إلى اليهوديين فقال عليه السلام : يا يهوديان ادنوا مني وألقيا علي ما
    ألقيتماه على الشيخ .
    فقال اليهوديان : ومن أنت ؟ فقال لهما : أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب
    أخو النبي صلى الله عليه وآله ، وزوج ابنته فاطمة ، وأبوالحسن والحسين ، ووصيه في حالاته
    كلها ، وصاحب كل منقبة وعز ، وموضع سر النبي صلى الله عليه وآله .
    فقال له أحد اليهوديين : ما أنا وأنت عندالله ؟ وقال عليه السلام : أنا مؤمن منذ عرفت
    نفسي ، وأنت كافر منذ عرفت نفسك ، فما أدري ما يحدث الله فيك يا يهودي بعد ذلك .
    فقال اليهودي : فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ قال عليه السلام : ذاك
    يونس عليه السلام في بطن الحوت .
    [ 3 ]
    قال له : فما قبر سار بصاحبه ؟ قال : يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر .
    قال له : فالشمس من أين تطلع ؟ قال : من قرني الشيطان . قال : فأين تغرب
    ( تغيب خ ل ) ؟ قال : في عين حامئة ، قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تصلى في إقبالها
    ولا في إدبارها حتى تصير مقدار رمح أور محين .
    قال : فأين طلعت الشمس ثم لم تطلع في ذلك الموضع ؟ قال : في البحر حين فلقه
    الله لقوم موسى عليه السلام .
    قال له : فربك يحمل أو يحمل ؟ قال : إن ربي عزوجل يحمل كل شئ
    بقدرته ولا يحمله شئ . قال : فكيف قوله عزوجل : ” ويحمل عرش ربك فوقهم
    يومئذ ثمانية ” ؟ قال : يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السماوات وما في الارض وما بينهما
    وما تحت الثرى ؟ فكل شئ على الثرى ، والثرى على القدرة ، والقدرة به تحمل كل شئ .
    قال : فأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟ قال : أما الجنة ففي السماء ، و
    أما النار ففي الارض .
    قال : فأين يكون وجه ربك ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام لي : يا ابن عباس ائتني
    بنار وحطب ، فأتيته بنار وحطب فأضرمها ، ثم قال : يا يهودي أين يكون وجه هذه
    النار ؟ قال : لا أقف لها على وجه . قال : فان ربي عزوجل عن هذا المثل وله المشرق
    والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله .
    فقال له : ما اثنان شاهدان ؟ قال : السماوات والارض لا يغيبان ساعة . قال : فما
    اثنان غائبان ؟ قال : الموت والحياة لا يوقف عليهما .
    قال : فما اثنان متباغضان ؟ قال : الليل والنهار .
    قال : فما الواحد ؟ قال : الله عزوجل : قال : فما الاثنان ؟ قال : آدم وحواء . قال :
    فما الثلاثة ؟ قال : كذبت النصارى على الله عزوجل قالوا : ثالث ثلاثة ، والله لم يتخذ
    صاحبة ولا ولدا .
    قال : فما الاربعة ؟ قال : القرآن والزبور والتوراة والانجيل . قال : فما الخمسة ؟
    قال : خمس صلوات مفترضات . قال : فما الستة ؟ قال : خلق الله السماوات والارض
    وما بينهما في ستة أيام .
    [ 4 ]
    قال : فما السبعة ؟ قال : سبعة أبواب النار متطابقات . قال : فما الثمانية ؟ قال :
    ثمانية أبواب الجنة . قال : فما التسعة ؟ قال تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون .
    قال : فما العشرة ؟ قال : عشرة أيام العشر . قال : فما الاحد عشر ؟ قال : قول يوسف
    لابيه : ” يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ” .
    قال : فما الاثنا عشر ؟ قال : شهور السنة .
    قال : فما العشرون ؟ قال : بيع يوسف بعشرين درهما . قال : فما الثلاثون ؟ قال :
    ثلاثون يوما شهر رمضان صيامه فرض واجب على كل مؤمن إلا من كان مريضا
    أو على سفر .
    قال : فما الاربعون ؟ قال : كان ميقات موسى عليه السلام ثلاثون ليلة فأتمها الله عزو
    جل بعشر ، فتم ميقات ربه أربعين ليلة .
    قال : فما الخمسون ؟ قال : لبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما .
    قال : فما الستون ؟ قال : قول الله عزوجل في كفارة الظهار : ” فمن لم يستطع
    فإطعام ستين مسكينا ” إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين .
    قال : فما السبعون : قال : اختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقات ربه عزوجل .
    قال : فما الثمانون ؟ قال : فرية بالجزيرة يقال لها ثمانون ، منها قعد نوح عليه السلام
    في السفينة واستوت على الجودي وأغرق الله القوم .
    قال : فما التسعون ؟ قال : الفلك المشحون ، اتخذ نوح عليه السلام فيه تعسين بيتا
    للبهائم .
    قال : فما المائة ؟ قال : كان أجل داود عليه السلام ستين سنة فوهب له آدم عليه السلام
    أربعين سنة من عمره ، فلما حضرت آدم الوفاة جحد فجحدت ذريته .
    فقال له : يا شاب صف لي محمدا كأني أنظر إليه حتى اومن به الساعة ، فبكى
    أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قال : يا يهودي هيجت أحزاني ، كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله
    صلت الجبين ، مقرون الحاجبين ، أدعج العينين ، سهل الخدين ، أقنى الانف ، دقيق
    المسربة ، كث اللحية ، براق الثنايا ، كأن عنقه إبريق فضة ، كان له شعيرات من
    [ 5 ]
    لبته إلى سرته ملفوفة كأنها قضيب كافور لم يكن في بدنه شعيرات غيرها ، لم يكن
    بالطويل الذاهب ولا بالقصير النزر ، كان إذا مشى مع الناس غمرهم نوره ، وكان إذا
    مشى كأنه ينقلع من صخر أو ينحدر من صبب ، كان مدور الكعبين ، لطيف القدمين ،
    دقيق الخصر ، ( 1 ) عمامته السحاب ، وسيفه ذوالفقار ، وبغلته دلدل ، وحماره اليعفور ،
    وناقته العضباء ، وفرسه لزاز ، وقضيبه الممشوق ، كان عليه الصلاة والسلام أشفق الناس
    على الناس ، وأرأف الناس بالناس ، كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم
    سطران : أما أول سطر : فلا إله إلا الله ، وأما الثاني : فمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذه
    صفته يا يهودي .
    فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله – صلى الله عليه وآله – وأنك
    وصي محمد حقا . فأسلما وحسن إسلامهما ولزما أميرالمؤمنين عليه السلام فكانا معه حتى كان
    من أمر الجمل ما كان ، فخرجا معه إلى البصرة فقتل أحدهما في وقعة الجمل ، وبقي
    الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل بصفين . ( 2 )
    بيان : قوله عليه السلام : ( والقدرة تحمل كل شئ ) أي ليست القدره شيئا غير الذات
    بها تحمل الذات الاشياء ، بل معنى حمل القدرة أن الذات سبب لوجود كل شئ و
    بقائه ، قوله عليه السلام : ( الموت والحياة لا يوقف عليهما ) أي على وقت حدوثهما وزوالهما .
    قوله : ( متطابقات ) أي مغلقات على أهلها ، أو موافقات بعضها لبعض . قوله : ( أيام العشر )
    أي عشر ذي الحجة ، أو العشرة بدل الهدي كما سيأتي . ( 3 ) .
    أقول : تفسير سائر أجزاء الخبر مفرق في الابواب المناسبة لها .
    * ( هامش ) * ( 1 ) قال الجزرى في النهاية : في صفته عليه السلام : كان صلت الجبين أى واسعة . وكان ذا
    مسربة – بضم الراء – : ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف . وفي حديث آخر : كان دقيق المسربة
    وكث اللحية ، الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كثافة . النزر : القليل التافه .
    الصبب : ما انحدر من الارض أو الطريق . الخصر : وسط الانسان فوق الورك . وقد تقدم تفسير
    بعض ألفاظ الخبر آنفا .
    ( 2 ) الخصال 2 : 146 – 148 .
    ( 3 ) أو تلك عشرة كاملة كما سياتي . ( * )
    [ 6 ]
    2 – ل : أبي ، عن ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن
    يحيى ، عن أبيه رفعه إلى بعض الصادقين من آل محمد صلى الله عليه وآله قال : جاء رجلان من يهود
    خيبر ومعهما التوراة منشورة يريدان النبي صلى الله عليه وآله فوجداه قد قبض ، فأتيا أبابكر فقالا
    إنا قد جئنا نريد النبي لنسأله عن مسألة فوجدناه قد قبض .
    فقال : وما مسألتكما ؟ قالا : أخبرنا عن الواحد ، والانثين ، والثلاثة ، والاربعة ،
    والخمسة والستة ، والسبعة ، والثمانية ، والتسعة ، والعشرة ، والعشرين ، والثلاثين ، و
    الاربعين ، والخمسين ، والستين ، والسبعين ، والثمانين ، والتسعين ، والمائة . فقال لهما
    أبوبكر : ما عندي في هذا شئ ! ايتيا علي بن أبي طالب عليه السلام .
    قال : فأتياه فقصا عليه القصة من أولها ومعهما التوراة منشورة ، فقال لهما
    أميرالمؤمنين عليه السلام : إن أنا أخبرتكما بما تجدانه عند كما تسلمان ؟ قالا : نعم .
    قال : أما الواحد : فهو الله وحده لا شريك له .
    وأما الاثنان : فهو قول الله عزوجل : ” لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله
    واحد ؟ .
    وأما الثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية فهن : قول الله عز
    وجل في كتابه في أصحاب الكهف : ” سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم
    كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ” .
    وأما التسعة : فهو قول الله عزوجل في كتابه : ” وكان في المدينة تسعة رهط
    يفسدون في الارض ولا يصلحون ” .
    وأما العشرة : فقول الله عزوجل : ” تلك عشرة كاملة ” .
    وأما العشرون : فقول الله عزوجل في كتابه : ” إن يكن منكم عشرون صابرون
    يغلبوا مائتين ” .
    وأما الثلاثون والاربعون : فقول الله عزوجل في كتابه ” وواعدنا موسى ثلاثين
    ليلة وأتممناها بعشرفتم ميقات ربه أربعين ليلة ” .
    وأما الخمسون : فقول الله عزوجل : ” في يوم كل مقداره خمسين ألف سنة ” .
    [ 7 ]
    وأما الستون : فقول الله عزوجل في كتابه : ” فمن لم يستطع فإطعام ستين
    مسكينا ” .
    وأما السبعون : فقول الله عزوجل في كتابه : ” واختار موسى قومه سبعين رجلا
    لميقاتنا ” .
    وأما الثمانون : فقول الله عزوجل في كتابه : ” والذين يرمون المحصنات ثم لم
    يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ” .
    وأما التسعون : فقول الله عزوجل في كتابه : ” إن هذا أخي له تسع وتسعون
    نعجة ” .
    وأما المائة : فقول الله عزوجل في كتابه : ” الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد
    منهما مائة جلدة ” .
    قال : فأسلم اليهوديان على يدي أميرالمؤمنين عليه السلام . ( 1 )
    3 – ل : أبي ، عن سعد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ،
    عن أبي الحسن عيسى بن محمد بن عيسى بن عبدالله المحمدي من ولد محمد بن الحنفية ، عن
    محمد بن جابر ، عن عطاء ، عن طاوس قال : أتى قوم من اليهود عمربن الخطاب وهو
    يومئذ وال على الناس ، فقالوا له : أنت والي هذا الامر بعد نبيكم ، وقد أتيناك
    نسألك عن أشياء إن أنت أخبر تنابها آمنا وصدقنا واتبعناك . فقال عمر : سلوا عما
    بدالكم .
    قالوا : أخبرنا عن أقفال السماوات السبع ومفاتيحها ، وأخبرنا عن قبر سار
    بصاحبه ، وأخبرنا عمن أنذر قومه ليس من الجن ولامن الانس ، وأخبرنا عن موضع
    طلعت فيه الشمس ولم تعد إليه ، وأخبرنا عن خمسة لم يخلقوا في الارحام ، وعن
    واحد ، واثنين ، وثلاثة ، وأربعة ، وخمسة ، وستة ، وسبعة ، وعن ثمانية ، وتسعة ،
    وعشرة ، وحاد يعشر ، وثاني عشر .
    قال : فأطرق عمر ساعة ثم فتح عينيه ثم قال : سألتم عمربن الخطاب عما ليس
    * ( هامش ) * ( 1 ) الخصال 2 : 148 و 149 . ( * )
    [ 8 ]
    له به علم ، ولكن ابن عم رسول الله يخبركم بما سألتموني عنه ، فأرسل إليه
    فدعاه فلما أتاه قال له : يا أبا الحسن إن معشر اليهود سألوني عن أشياء لم اجبهم
    فيها بشئ ، وقد ضمنوا لي إن أخبرتهم أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله .
    فقال لهم علي عليه السلام : يا معشر اليهود أعرضوا علي مسائلكم . فقالوا له متل ما
    قالوا لعمر . فقال لهم علي عليه السلام : أتريدون أن تسألوا عن شئ سوى هذا ؟ قالوا : لا
    يا أبا شبر وشبير .
    فقال لهم علي عليه السلام : أما أقفال السماوات : فالشرك بالله . ومفاتيحها : قول
    لا إله إلا الله .
    وأما القبر الذي سار بصاحبه : فالحوت سار بيونس في بطنه البحار السبعة .
    وأما الذي أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس : فتلك نملة سليمان بن
    داود عليهما السلام .
    وأما الموضع الذي طلعت فيه الشمس فلم تعد إليه : فذاك البحر الذي أنجى
    الله عزوجل فيه موسى عليه السلام وغرق فيه فرعون وأصحابه .
    وأما الخمسة الذين لم يخلقوا في الارحام : فآدم وحواء وعصا موسى وناقة
    صالح وكبش إبراهيم عليه السلام .
    وأما الواحد : فالله الواحد لا شريك له .
    وأما الاثنان : فآدم وحواء .
    وأما الثلاثة : فجبرئيل وميكائيل وإسرافيل .
    وأما الاربعة : فالتوراة والانجيل والزبور والفرقان .
    وأما الخمس فخمس صلوات مفروضات على النبي صلى الله عليه وآله .
    وأما الستة : فقول الله عزوجل : ” ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما
    في ستة أيام ” .
    وأما السبعة : فقول الله عزوجل : ” وبنينا فوقكم سبعا شدادا ” .
    وأما الثمانية : فقول الله عزوجل : ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” .
    [ 9 ]
    وأما التسعة : فالآيات المنزلات على موسى بن عمران عليه السلام .
    وأما العشر : فقول الله عزوجل : ” وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها
    بعشر ” .
    وأما الحادي عشر : فقول يوسف لابيه عليهما السلام : إني رأيت أحد عشر
    كوكبا .
    وأما الاثنا عشر : فقول الله عزوجل لموسى عليه السلام : ” اضرب بعصاك الحجر
    فانفجرت منه اثنثا عشرة عينا ” .
    قال : فأقبل اليهود يقولون : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، وأنك

    ………………………………………………………………….
    -بحار الانوار مجلد: 10 من ص 9 سطر 9 الى ص 17 سطر 2

    ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثم أقبلوا على عمر فقالوا : نشهد أن هذا أخو رسول الله ،
    وأنه أحق بهذا المقام منك ، وأسلم من كان معهم وحسن إسلامهم . ( 1 )
    4 ن ، ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين
    الثقفي ، عن صالح بن عقبة ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : لما هلك أبوبكر واستخلف
    عمر رجع عمر إلى المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال : يا أميرالمؤمنين إني رجل من
    اليهود وأنا علامتهم وقد أردت أن أسألك عن مسائل إن أجبتني فيها أسلمت . قال :
    ماهي ؟ قال : ثلاث ، وواحدة ، فإن شئت سألتك وإن كان في القوم أحد أعلم
    منك أرشدني إليه .
    قال : عليك بذلك الشاب – يعني علي بن أبي طالب عليه السلام – فأتى عليا عليه السلام فسأله
    فقال له : لم قلت : ثلاثا وثلاثا وواحدة ؟ الا قلت سبعا ؟ قال : إني إذا لجاهل ، إن لم
    تجبني في الثلاث الكتفيت . قال : فإن أجبتك تسلم ؟ قال : نعم . قال : سل .
    قال : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الارض ، وأول عين نبعت ، وأول
    شجرة نبتت . قال : يا يهودي أنتم تقولون : إن أول حجر وضع على وجه الارض
    الحجر الذي في البيت المقدس وكذبتم ، هو الحجر الذي نزل به آدم عليه السلام من
    الجنة . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى .
    * ( هامش ) * ( 1 ) الخصال 2 : 65 . ( * )
    [ 10 ]
    قال : وأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الارض العين التي ببيت
    المقدس وكذبتم ، هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة ، ( 1 ) وهي
    العين التي شرب منها الخضر ، وليس يشرب منها أحد إلا حي ( حيي خ ل ) قال : صدقت
    والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى .
    قال : وأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الارض الزيتون وكذبتم ،
    هي العجوة ( 2 ) التي نزل بها آدم عليه السلام من الجنة معه . قال : صدقت والله إنه
    لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام .
    قال : والثلاث الاخرى : كم لهذه الامة من إمام من إمام هدى لا يضرهم من خذلهم ؟
    قال : اثنا عشر إماما . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى .
    قال : فأين يسكن نبيكم من الجنة ؟ قال : في أعلاها درجة وأشرفها مكانا في
    جنات عدن . قال : صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى .
    ثم قال : فمن ينزل معه في منزله ؟ قال : اثنا عشر إماما . قال : صدقت والله إنه
    لبخط هارون وإملاء موسى عليه السلام .
    ثم قال : السابعة فاسلم : كم يعيش وصيه بعده ؟ قال : ثلاثين سنة . قال : ثم مه
    يموت أو يقتل ؟ قال : يقتل يضرب على قرنه وتخضب لحيته . قال : صدقت والله إنه لبخط
    هارون وإملاء موسى عليه السلام
    قال الصدوق رحمه الله في ل : وقد أخرجت هذا الحديث من طرق في كتاب
    الاوائل . ( 3 )
    ك : حدثنا أبي وابن الوليد معا ، عن سعد مثله . ( 4 )
    ج : عن صالح بن عقبة مثله . ( 5 )
    * ( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : غسل فيها النون موسى .
    ( 2 ) العجوة : التمر المحشى وتمر بالمدينة .
    ( 3 ) عيون الاخبار : 31 الخصال 2 : 77 .
    ( 4 ) في كمال الدين : وأول عين نبعت على وجه الارض ، وأول شجرة نبتت على
    وجه الارض
    ( 5 ) كمال الدين : 175 . وفيه ما يخالف العيون والخصال بما لا يضر بالمعنى .
    ( 5 ) الاحتجاج : 120 . ( * )
    [ 11 ]
    5 ن : الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل ببلخ قال : حدثنا علي بن
    مهرويه القزويني قال : حدثنا داود بن سليمان الفراء قال : حدثنا علي بن موسى
    الرضا عليه السلام عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : إن يهوديا سأل
    علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عندالله ، وعما لا
    يعلمه الله .
    فقال علي عليه السلام : أما مالا يعلمه الله فهو قولكم يا معشر اليهود : إن عزيرا
    ابن الله ، والله تعالى لا يعلم له ولدا ، وأما قولك ، ما ليس لله فليس الله شريك ، وأما قولك :
    ما ليس عندالله تعالى فليس عند الله ظلم للعباد .
    فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله – صلى الله عليه وآله – . ( 1 )
    ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام مثله . ( 2 )
    صح : عنه عليه السلام مثله . ( 3 )
    6 ما : شيخ الطائفة ، عن أبي محمد الفحام السر مرائي ، ( 4 ) عن أبي الحسن
    محمد بن أحمد بن عبيدالله المنصوري ، عن علي بن محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السلام أن
    رجلا جاء إلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أخبرني عما ليس لله ، و
    عما ليس عندالله ، وعما لا يعلمه الله .
    فقال : أما مالا يعلمه الله فلا يعلم أن له ولدا تكذيبا لكم حيث قلتم : عزير
    ابن الله .
    وأما قولك : ( ما ليس لله ) فليس له شريك . ( 5 ) وأما قولك : ( ماليس عندالله )
    * ( هامش ) * ( 1 ) لم نجده في العيون والظاهر أن ( ن ) مصحف ( يد ) والحديث يوجد في التوحيد : 385 .
    ( 2 ) عيون الاخبار : 210 . ( 3 ) صحيفة الرضا : 38 . ( 4 ) هكذا في الكتاب قال الفيروز آبادى في القاموس : ساء من رأى : بلدة ، لما شرع في بنائه
    المعتصم ثقل ذلك على عسكره ، فلما انتقل بهم اليها سر كل منهم برؤيتها فلزمها هذا الاسم والنسبة
    سرمرى وسامرى وسرى .
    ( 5 ) في المصدر : فليس لله شريك . ( * )
    [ 12 ]
    فليس عندالله ظلم العباد ( 1 ) .
    فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد
    أنك الحق ومن أهل الحق وقلت الحق ، وأسلم على يده . ( 2 )
    7 – ع : حدثنا علي بن أحمدبن محمد رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب ،
    عن علي بن محمد بإسناده رفعه قال : أتى علي بن أبي طالب عليه السلام يهودي فقال : يا أمير
    المؤمنين إني أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بها أسلمت . قال : علي عليه السلام : سلني
    يا يهودي عما بدالك ، فإنك لا تصيب أحدا أعلم منا أهل البيت .
    فقال له اليهودي : أخبرني عن قرار هذه الارض على ماهو ؟ وعن شبه الولد
    أعمامه وأخواله ؟ ومن أي النطفتين يكون الشعر واللحم والعظم والعصب ؟ ولم سميت
    السماء سماء ؟ ولم سميت الدنيا دنيا ؟ ولم سميت الآخرة آخرة ؟ ولم سمي آدم
    آدم ؟ ولم سميت حواء حواء ؟ ولم سمي الدرهم درهما ؟ ولم سمي الدنيار دينارا ؟
    ولم قيل للفرس : أجد ؟ ولم قيل للبغل : عد ؟ ولم قيل للحمار : حر ؟ .
    فقال عليه السلام : أما قرار هذه الارض لا يكون إلا على عاتق ملك ، وقدما ذلك
    الملك على صخرة ، والصخرة على قرن ثور ، والثور قوائمه على ظهر الحوت في اليم
    الاسفل ، واليم على الظلمة ، والظلمة على العقيم ، والعقيم على الثرى ، وما يعلم تحت
    الثرى إلا الله عزوجل . ( 3 ) وأما شبه الولد أعمامه وأخواله فإذا سبق نطفة الرجل نطفة المرأة إلى الرحم
    خرج شبه الولد إلى أعمامه ، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب ، وإذا سبق نطفة
    المرأة نطفة الرجل إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أخواله ، ومن نطفتها يكون الشعر و
    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فليس عندالله ظلم للعباد .
    ( 2 ) أمالى الطوسى : 173 .
    ( 3 ) قدوردت روايات من طريق العامة والخاصه تتضمن ما في الحديث من قرار الارض على
    عاتق ملك اه وهى من متشابهات الاخبار التى لم نطلع على حقائقها والمراد منها ، وقد تصدى
    بعض لتأويلها وتطبيقها على معادن لم نعلم صحتها فاللازم ارجاع علمها إلى الله والى العامين بالاسرار . ( * )
    [ 13 ]
    الجلد واللحم لانها صفراء رقيقة ، وسميت السماء سماء لانها وسم الماء – يعني معدن
    الماء – وإنما سميت الدنيا دنيا لانها أدنى من كل شئ ، وسميت الآخرة آخرة
    لان فيها الجزاء والثواب ، وسمي آدم آدم لانه خلق من أديم الارض .
    وذلك أن الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره أن يأتيه من أديم الارض
    بأربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها
    وحزنها ، ثم أمره أن يأتيه بأربع مياه : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مر ، وماء منتن ،
    ثم أمره أن يفرغ الماء في الطين وأدمه الله بيده فلم يفضل شئ من الطين يحتاج إلى
    الماء ، ولا من الماء شئ يحتاج إلى الطين ، فجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء
    المالح في عينه ، وجعل الماء المر في اذنيه ، وجعل الماء المنتن في أنفه . وإنما سميت
    حواء حواء لانها خلقت من الحيوان وإنما قيل للفرس أجد ، لان أول من ركب
    الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وأنشأ يقول :
    أجد اليوم وما * ترك الناس دما
    فقيل للفرس أجد لذلك ، وإنما قيل للبغل : عد لان أول من ركب البغل
    آدم عليه السلام وذلك لانه كان له ابن يقال له : معد ، وكان عشوقا للدواب ، وكان
    يسوق بآدم عليه السلام ، فإذا تقاعس البغل ( 1 ) نادى : يا معد سقها ، فألفت البغلة ( 2 )
    اسم معد ، فترك الناس معد وقالوا : عد ، وإنما قيل للحمار حر لان أول من
    ركب الحمار حواء ، وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها
    هابيل ، وكانت تقول في مسيرها : واحراه ، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة ،
    وإذا أمسكت تقاعست ، فترك الناس ذلك وقالوا : حر ، وإنما سمي الدرهم درهما
    لانه دار هم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار ، وإنما سمي الدنيا ردينارا
    لانه دار النار من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله تعالى أورثه النار .
    فقال اليهودى : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنا لنجد جميع ماوصف في التوراة ،
    * ( هامش ) * ( 1 ) تقاعس الفرس وغيره ، لم ينقد لقائده .
    ( 2 ) في نسخة : فالقبت البغلة ، وفي هامش المصدر : ( فابقيت خ ل ) . ( * )
    [ 14 ]
    فأسلم على يده ولازمه حتى قتل يوم صفين ( 1 )
    بيان : قوله عليه السلام : ( لانه وسم الماء ) يدل على أن السماء مشتق من السمة التي
    أصلها الوسم وهو بمعنى العلامة ، وإنما عبر عنها بالمعدن لان معدن كل شئ علامة له .
    قال الفيروز آبادي : اسم الشئ بالضم والكسر وسمه وسماه مثلثتين : علامته . ( 3 )
    قوله عليه السلام : ( لانه أدنى من كل شئ ) أي أقرب إلينا ، أو أسفل ، أو أخس . قوله :
    ( لان فيها الجزاء ) أي والجزاء متأخر عن العمل .
    وقال الجوهري : وربما سمي وجه الارض أديما ، وقال : الادم : الالفة و
    الاتفاق ، يقال : أدم الله بينهما أي أصلح وألف .
    قوله : ( أجد اليوم ) كأنه من الاجادة أي أجد السعي لان الناس لا يتركون
    الدم بل يطلبونه مني إن ظفروا بي ، أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لا يتركون
    الدم ، أو بتشديد الدال من الجد والسعي فيرجع إلى الاول ، ويمكن أن يكون في
    الاصل مكان ( وما ) قوله : ( دما ) أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما وانتقمت من عدوي
    فيكون ( ترك الناس دما ) كلام الامام عليه السلام .
    ثم إن القول للفرس الظاهر أنه يقال له ذلك عند زجره ، قال الفيروز آبادي :
    إجد بكسرتين ساكنة الدال زجر للابل ، وقال : عدعد زجر للبغل . ( 3 ) قوله عليه السلام :
    ( لانه دارهم ) لعه كان أصله هكذا فصار بكثرة الاستعمال درهما .
    7 مع : محمد بن القاسم المفسر ، عن يوسف بن محمد بن زياد ، وعلي بن محمد بن
    سيار ، عن أبويهما ، عن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
    علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال : كذبت قريش
    واليهود بالقرآن وقالوا : سحر مبين تقوله ، ( 4 ) فقال الله : ” ألم ذلك الكتاب ”
    أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلنه ( 5 ) عليك هو بالحروف المقطعة التي منها : ألف
    * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 12 ، الحديث الاول من الكتاب .
    ( 2 ) القاموس : فصل السين من الواو .
    ( 3 ) القاموس : فصل الهمزة والعين من الدال .
    ( 4 ) في نسخة : يقول . وفي اخرى : يقوله .
    ( 5 ) في نسخة انزلته . ( * )
    [ 15 ]
    لام ، ميم ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم ” فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ” واستعينوا على
    ذلك بسائر شهدائكم ، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : ” قل لئن اجتمعت الانس
    والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ”
    ثم قال الله : ” ألم ” هو القرآن الذي افتتح بألم ، هو ذلك الكتاب الذي أخبرت موسى
    فمن بعده من الانبياء ، ( 1 ) فأخبروا بني إسرائيل أني سانزله عليك يا محمد كتابا عزيزا ( 2 )
    لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ” لا ريب فيه ” لا شك
    فيه الظهوره عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل
    يقرؤه هو وامتهم على سائر أحوالهم ” هدى ” بيان من الضلالة ” للمتقين ” الذين يتقون
    الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا
    بما يوجب لهم رضى ربهم .
    قال : وقال الصادق عليه السلام : ثم الالف حرف من حروف قولك : ( الله ) دل بالالف
    على قولك : الله ، ودل باللام على قولك : الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين ، ودل
    بالميم على انه المجيد المحمود في كل افعاله ، وجعل هذا القول حجة على اليهود ،
    وذلك ان الله لما بعث موسى بن عمران عليه السلام ثم من بعده من الانبياء
    عليهم السلام إلى بني اسرائيل لم يكن فيهم قوم ( 3 ) الا اخذوا عليهم اليهود العهود والمواثيق
    ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة ، ياتي
    بكتاب بالحروف المقطعة ( 4 ) افتتاح بعض سوره يحفظه امته فيقرؤونه قياما
    وقعودا ومشاة وعلى كل الاحوال ، يسهل الله عزوحل حفظه عليهم ، ويقرنون
    بمحمد صلى الله عليه وآله اخاه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام الاخذ عنه علومه التي علمها ،
    والمتقلد عنه لامانته التي قلدها ، ومذلل كل من عاند محمدا صلى الله عليه وآله بسيفه الباتر ، ومفحم
    كل من حاوله وخاصمه بدليله القاهر ، يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم
    * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : ومن بعده من الانبياء .
    ( 2 ) في نسخة كتابا عربيا .
    ( 3 ) في نسخة من الكتاب والمصدر : لم يكن فيهم احد .
    ( 4 ) في المصدر : من الحروف المقطعة . ( * )
    [ 16 ]
    إلى قبوله طائعين وكارهين ، ثم اذا صار محمد صلى الله عليه وآله إلى رضوان الله عزوجل ، وارتد
    كثير ممن كان اعطاه ظاهر الايمان وحرفوا تأويلاته وغيروا معانيه ووضعوها على
    خلاف وجوهها قاتلهم بعد على تأويله حتى يكون ابليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل
    المطرود المغلول .
    قال : فلما بعث الله محمدا واظهره بمكة ثم سيسره ( هاجر خ ل ) منها إلى المدينة واظهره
    بها ثم انزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى بألم يعني ( الم ذلك الكتاب )
    وهو ذلك الكتاب الذي اخبرت انبيائي السالفين اني سانزله عليك يا محمد ( لاريب
    فيه ) فقد ظهر كما اخبرهم به انبياؤهم ان محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لايمحوه الباطل ،
    يقرؤه هو وامته على سائر احوالهم ، ثم اليهود يحرفونه عن جهته ، ويتأولونه على غير
    وجهه ، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال اجل ( آجال خ ل ) هذه الامة ،
    وكم مدة ملكه ( ملكهم خ ل ) فجاء إلى رسول الله منهم جماعة فولى رسول الله صلى الله عليه وآله
    عليا عليه السلام مخاطبتهم ، ( 1 ) فقال قائلهم : ان كان ما يقول محمد صلى الله عليه وآله حقا لقد ( فقد خ ل )
    علمناكم قدر ملك امته ، هو احدى وسبعون سنة : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم
    اربعون .
    فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بألمص وقد انزلت عليه ؟ قالوا : هذه إحدى و
    ستون ومائة سنة ، قال : فماذا تصنعون ( بألر ) وقد انزلت عليه ؟ فقالوا : هذه أكثر
    هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة .
    فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بما انزل إليه ( ألمر ) ؟ قالوا : ( 2 ) هذه مائتان وإحدى
    وسبعون سنة .
    فقال علي عليه السلام : فواحدة من هذه له او جميعها له ؟ فاختلط كلامهم فبعضهم قال :
    له واحدة منها ، وبعضهم قال : بل يجمع له كلها ، وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون
    سنة ، ثم يرجع الملك إلينا – يعني إلى اليهود – .
    فقال علي عليه السلام : أكتاب من كتب الله نطق بهذا ، أم آراؤكم دلتكم عليه ؟ فقال
    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فخاطبهم .
    ( 2 ) في هامش النسخة المقروءة على المصنف : فماذا تصنعون بألمر وقد انزلت عليه ؟ قالوا : هذه
    اكثر هذه اه م . ( * )
    [ 17 ]
    بعضهم : كتاب الله نطق به ، وقال آخرون منهم : بل آراؤنا دلت عليه .
    فقال علي عليه السلام : فأتوا بالكتاب من عند الله ينطق بما تقولون ، فعجزوا عن

    ………………………………………………………………….
    -بحار الانوار مجلد: 10 من ص 17 سطر 3 الى ص 25 سطر 3

    ايراد ذلك ، وقال للاخرين : فدلونا على صواب هذا الرأي ، فقالوا : صواب رأينا
    دليله ان هذا حساب الجمل .
    فقال عليه السلام : كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف ما اقترحتم
    بلا بيان ؟ ( 1 ) أرأيتم ان قيل لكم : ان هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك
    امة محمد صلى الله عليه وآله ، ولكنها دالة على ان كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب ،
    أو أن عند كل واحد منكم دينا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير ، ( 2 ) أو أن لعلى كل
    واحد منكم ( 3 ) دينا عدد ماله مثل عدد هذا الحساب ؟ قالوا : يا أبا الحسن ليس شئ مما
    ذكرته منصوصا عليه في ألم وألمص وألرا وألمر .
    فقال علي عليه السلام : ولاشئ مما ذكرتموه منصوص عليه في ألم وألمص وألر وألمر ،
    فان بطل قولنا لما قلتم بطل قولكم لما قلنا . فقال خطيبهم ومنطيقهم : لاتفرح يا علي
    بأن عجزنا عن اقامة حجة فيما نقوله على دعوانا ، فأي حجة لك في دعواك ، إلا أن
    تجعل عجزنا حجتك ؟ فاذا مالنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون . قال
    علي عليه السلام : لا سواء ، إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة ، ثم نادى جمال اليهود : يا
    ايتها الجمال اشهدي لمحمد ولوصيه ، فتبادر الجمال : ( 4 ) صدقت صدقت يا وصي محمد
    وكذب هؤلاء اليهود .
    فقال علي عليه السلام : هؤلاء جنس من الشهود ، ( 5 ) يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي
    لمحمد ولوصيه ، فنطقت ثيابهم كلها : صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول
    الله حقا ، وانك يا علي وصيه حقا ، لم يثبت محمدا قدم في مكرمة إلا وطئت على
    * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : وليسه في هذه الحروف دلالة على ما اقترحتموه .
    ( 2 ) في المصدر هكذا : او ان عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو
    دناينر ، وهو لايخلو عن تصحيف .
    ( 3 ) في النسخة المقروءة على المصنف : أو أن لعلي على كل واحد منكم اه .
    ( 4 ) في نسخة : فنادت الجمال .
    ( 5 ) في نسخة : هؤلاء خير من اليهود . والمصدر خال عنه . ( * )
    [ 18 ]
    موضع قدمه بمثل مكرمته ، فانتما شقيقان من اشرف انوار الله ( 1 ) فميزتما اثنين ، و
    أنتما في الفضائل شريكان الا انه لانبي بعد محمد صلى الله عليه وآله ، فعند ذلك خرست اليهود ،
    وآمن بعض النظارة منهم برسول الله صلى الله عليه وآله ، وغلب الشقاء على اليهود وسائر النظارة
    آلاخرين ، فذلك ما قال الله تعالى : ( لاريب فيه ) انه كما قال محمد ووصي محمد عن قول
    محمد صلى الله عليه وآله عن قول رب العالمين ، ثم قال : ( هدى ) بيان وشفاء ( للمتقين ) من شيعة
    محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ، انهم اتقوا انواع الكفر فتركوها ، واتقوا الذنوب الموبقات
    فرفضوها ، واتقوا اظهار اسرار الله واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله
    فكتموها ، واتقوا ستر العلوم ( 2 ) عن اهلها المستحقين لها ومنهم ( فيهم خ ل )
    نشروها . ( 3 )
    9 – يد : القطان والدقاق معا عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن محمد بن
    عبيد الله ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن اسود ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه
    عليه السلام قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وآله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله عليه السلام
    وأتيا محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعا منه ، وقد كانا قرآ التوراة وصحف ابراهيم عليه السلام ،
    وعلما علم الكتب الاولى ، فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسألان عن
    صاحب الامر بعده وقالا : انه لم يمت نبي قط الا وله خليفة يقوم بالامر في امته
    من بعده ، قريب القرابة اليه من اهل بيته ، عظيم الخطر ( 4 ) جليل الشأن .
    فقال احدهما لصاحبه : هل تعرف صاحب الامر من بعد هذا النبي ؟ قال الاخر
    لاأعلمه الا بالصفة التي أجدها في التوراة : هو الاصلع المصفر ( 5 ) فانه كان أقرب
    القوم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما دلا المدينة وسألا عن الخليفة ارشد إلى ابي بكر
    * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : من اشراف انوار الله . وفي المصدر من اشراق ( اشرف خ ل ) انوار الله .
    ( 2 ) في نسخة : واتقوا اسرار العلوم .
    ( 3 ) معاني الاخبار : 12 و 13
    ( 4 ) في نسخة : عظيم القدر .
    ( 5 ) في نسخة : هو الاصلع المصفر . ( * )
    [ 19 ]
    فلما نظرا اليه قالا : ليس هذا صاحبنا ، ثم قالا له : ما قرابتك من رسول الله ؟ قال :
    اني رجل من عشيرته ، وهو زوج ابنتي عائشة .
    قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : ليست هذه بقرابة ، فأخبرنا اين ربك ؟ قال
    فوق سبع سماوات . قال : هل غير هذا ؟ قال : لا . قالا : دلنا على من هو اعلم منك ،
    فانك انت لست بالرجل الذي نجد في التوراة انه وصي هذا النبي وخليفته . قال
    فتغيظ من قولهما وهم بهما ، ثم ارشدهما إلى عمر – وذلك انه عرف من عمر انهما
    إن استقبلاه بشئ بطش بهما فلما أتياه قالا : ما قرابتك من هذا النبي ؟ قال : أنا
    من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة
    قالا : هل غيرهذا ؟ قالا : ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في
    التوراة ثم قالا له قأين ربك ؟ قال : فوق سبع سماوات ، قالا : هل غير هذا ؟ قال :
    لا قالا : دلنا على من هوأعلم منك ، فارشد هما إلى علي عليه السلام ، فلما جاآه فنظرا
    إليه قال أحدهما لصاحبه : إنه الرجل الذي صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي و
    خليفته وزوج ابنته ، وأبوالسبطين ، والقائم بالحق من بعده
    ثم قالا لعلي عليه السلام أيها الرجل ماقرابتك من رسول ؟ قال هو أخي ،
    وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به ، وأنازوج ابنته قالا : هذه القرابة الفاخرة
    والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التوراة فأين ربك ( 1 ) عزوجل ؟ قال
    لهما علي عليه السلام : أن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى عليه السلام ، وإن
    شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وآله
    قالا : أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى عليه السلام قال علي عليه السلام : أقبل أربعة
    أملاك : ملك من المشرق ، وملك من المغرب ، وملك من السماء وملك من الارض ،
    فقال صاحب المشرق ، لصاحب المغرب : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربي ، و
    قال صاحب المغرب لصاحب المشرق : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند ربي ،
    وقال النازل من السماء للخارج من الارض : من أين أقبلت ؟ قال : أقبلت من عند
    * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر ثم قالاله : فاين ربك ( * )
    [ 20 ]
    ربي ، وقال الخارج من الارض للنازل من السماء : من أين اقبلت ؟ قال أقبلت من
    عندربي ، فهذا ماكان على عهد نبيكماموسى عليه السلام وأما ماكان على عهد نبينا صلى الله عليه وآله وصلم
    فذلك قوله في محكم كتابه : ( مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو
    سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) الآية
    قال اليهوديان : فمامنع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت
    أهله ؟ فوالذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام إنك لانت الخليفة حقا نجد صفتك
    في كتبنا ، ونقرؤه في كنائسنا ، وأنك لانت أحق بهذا الامر وأولى به ممن قد غلبك
    عليه فقال علي عليه السلام : قد ما وأخرا وحسابهما على الله عزوجل يوقفان و
    يسألان ( 1 )
    بيان : المصفر كمعظم : الجائع ، واصفر : افتقر وفي بعض النسخ بالغين المعجمة
    وعلى التقادير لعله كناية عن المغصوبية والمظلومية قوله : ( قدما ) أي من أخره الله
    عن رتبة الامامة ( وأخرا ) أي عن الا مامة من جعله الله أهلا لها
    10 ك : محمدبن الفضيل ، عن زكريابن يحيى ، عن عبدالله بن مسلم ، عن
    إبراهيم بن يحيى الاسلمي ، ( 2 ) عن عمار بن جوبن ، ( 3 ) عن أبي الطفيل عامر بن
    واثلة ( 4 ) قال : شهدنا الصلاة على أبي بكر ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه و
    أقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى سموه أميرالمؤم

    رد

  12. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 04:56:54

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 11 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 11 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 11 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اصطفى من عباده رسلا فبعثهم مبشرين ومنذرين ، واختار منهم خيرة من خلقه محمدا فجعله سيد المرسلين وخاتم النبيين ، فصلوات الله عليه وعلى أهل بيته المنتجبين ، وعلى كل من ابتعثه لاقامة شرائع الدين . أما بعد : فهذا هو المجلد الخامس من كتاب الانور تأليف الخاطئ الخاسر القاصر عن نيل المفاخر والمآثر محمد المدعو بباقر ابن الشيخ العالم الزاهد البارع الرضي محمد الملقب بالتقي غفر الله لهما وحشرهما مع مواليهما . * ( كتاب النبوة ) * * ( باب 1 ) * * ( معنى النبوة وعلة بعثة الانبياء وبيان عددهم وأصنافهم وجمل ) * * ( أحوالهم وجوامعها صلوات الله عليهم أجمعين ) * الايات ، البقرة ” 2 ” وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا ( 1 ) وما كان من المشركين * قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * فإن آمنو بمثل ما آمنتم به فقداهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق ( 2 ) فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 135 – 137 . ” وقال تعالى ” : أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والاسباط * ( هامش ) * ( 1 ) الملة : اسم لما شرع الله تعالى على لسام الانبياء ، والفرق بينها وبين الدين أنها لاتضاف الا إلى النبى الذى اتى بها ، بخلاف الدين فانه يضاف لله وللنبى ولاحاد الامة ، والشريعة الشرك إلى التوحيد ، والحنيف : المائل إلى ذلك . ( 2 ) الشقاق : المخالفة والمعادات والمباينة ، وكونك في شق غير شق صاحبك ، يعنى انهم صاروا في غير شق النبى وأوليائه ( * ) . [ 2 ] كانوا هودا أو نصارى قلء أنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملوم 140 ” وقال تعالى ” : كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين اوتوه من بعد ماجاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 213 . ” وقال تعالى ” : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاءالله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد 253 . آل عمران ” 3 ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض ولله سميع عليم 33 – 34 . ” وقال تعالى ” قل آمنا بالله وما انزل علينا وما انزل على إبراهيم وإسماعيل و إسحق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون 84 ( 1 ) ” وقال تعالى ” ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون * وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قالء أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ( 2 ) قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين * فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون 79 – 82 . النساء ” 4 ” إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان * ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في النسخ ، والاية متأخرة في المصحف الشريف عن الايتين ، فتقديمها سهومنه قدس سره أو من النساخ . ( 2 ) الاصر : العهد المؤكد الذى يثبط ناقضه عن الثواب والخيرات ( * ) . [ 3 ] وآتينا داود زبورا * ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما * رسلامبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما 163 – 165 . الانعام ” 6 ” ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا و يحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم * ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفربها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * اولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده قل لا أسئلكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين 84 – 90 . التوبة ” 9 ” ألم يأتهم نبأالذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم و أصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 70 . يوسف ” 12 ” حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين 110 . الرعد ” 13 ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله 38 . ابراهيم ” 14 ” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم 4 ” وقال تعالى ” : ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما ارسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب * قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا [ 4 ] فأتونا بسلطان مبين * قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدينا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون * وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد * وأستفتحوا وخاب كل جبار عنيد 9 – 15 . الحجر ” 15 ” وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم * ما تسبق من امة أجلها وما يستأخرون 4 – 5 ” وقال تعالى ” : ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الاولين * وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون 10 – 11 . النحل ” 16 ” وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * بالبينات والزبر ( 1 ) 43 – 44 . الاسراء ” 17 ” ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض 55 . الكهف ” 18 ” وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين 56 . مريم ” 19 ” اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 58 – 59 . لانبياء ” 21 ” ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * وما جعلنا جسدا لا يأكلون الطعان وما كانوا خالدين * ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين 6 – 9 الحج ” 22 ” وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وقوم إبراهيم * ( هامش ) * ( 1 ) جمع زبر وهو كتاب غليظ الكتابة ، وقيل : الزبور كل كتاب صعب الوقوف عليه من الكتب الالهية ، وقيل : اسم لكل كتاب لايتضمن شيئا من الاحكام الشرعية ، ولذا سمى كتاب داود النبى به لانه لايتضمن شيئا من الاحكام الشرعية . [ 5 ] وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير * فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد 42 – 45 . المؤمنين ” 23 ” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم * وإن هذه امتكم امة واحدة وأنار بكم فاتقون * فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بمالديهم فرحون 51 – 53 . الفرقان ” 25 ” وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق 20 ” وقال تعالى ” : ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا * فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا * وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما * وعادا و ثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا * وكلا ضربنا له الامثال وكلا تبرنا تتبيرا * ولقد أتوا على القرية التي امطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا 35 – 40 . العنكبوت ” 29 ” وإن تكذبوا فقد كذبت امم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين 18 ” وقال تعالى ” : وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين * وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنابه الارض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 38 – 40 . الروم ” 30 ” أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانواأنفسهم يظلمون * ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون 9 – 10 . ” وقال تعالى ” : ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصرالمؤمنين 47 . [ 6 ] الحزاب ” 33 ” وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا 7 . الفاطر ” 35 ” وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الامور 4 ” وقال تعالى ” : وإن من امة إلا خلافيها نذير * وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بابينات وبالزبر وبالكتاب المنير * ثم أخذت الذين ظلموا فكيف كان نكير 24 – 26 . يس ” 36 ” يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون * ألم يرواكم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون 30 – 31 . الصافات ” 37 ” ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * فنظر كيف كان عاقبة المنذرين * إلا عبادالله المخلصين 71 – 74 ” وقال تعالى ” : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون 171 – 173 ” وقال تعالى ” : وسلام على المرسلين 181 . ص ” 38 ” كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات مناص 3 ” وقال تعالى ” : كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذوالاوتاد * ( 1 ) وثمود وقوم لوط أصحاب الايكة ( 2 ) * ( هامش ) * ( 1 ) قيل في معناه اقوال : أحدها : أنه كانت له ملاعب من أوتاد يلعب له عليها . ثانيها : أنه كان يعذب الناس بالاوتاد ، وذلك أنه أذا غضب على أحد وتد يديه ورجليه ورأسه على الارض . ثالثها : أن معناه ذوالبنيان ، والبنيان : الاوتاد . رابعها : ذوالجنود والجموع الكثيرة ، بمعنى أنهم يشدون ملكه ويقوون أمره كما يقوى الوتد الشئ . خامسها : انه سمى بذلك لكثرة جيوشه في الارض وكثرة أوتاد خيامهم ، فعبر بكثرة الاوتاد عن كثرة الاجناد . قاله الطبرسى في مجمع البيان . وقال السيد الرضى قدس سره : هذا استعارة على بعض الاقوال ، ويكون معنى ذى الاوتاد ذاالملك الثابت والامرالواطد والاسباب التى بها السلطان كما يثبت الخباء بأوتاده ويقوم على أعماده ، وقد يجوز أن يكون معنى ذى الاوتاد ذا الابنية المشيدة والقواعد الممهدة التى تشبه بالجبال في ارتفاع الرؤوس ورسوخ الاصول ، لان الجبال قد تسمى أوتاد الارض ، قال الله سبحانه : وجعلنا الجبال أوتادا . ( 2 ) الايكة : الفيضة وهى الاجمة . مجتمع الشجر في مغيض الماء ، نسبوا أصحاب شعيب اليها لانهم كانوا يسكنون غيضة قرب مدين . وقيل : هى اسم بلد ( * ) . [ 7 ] اولئك الاحزاب * إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب 12 – 14 . المؤمن ” 40 ” كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ( 1 ) فأخذتهم فكيف كان عقاب 5 ” وقال تعالى ” : أولم يسيروافي الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوه وآثارا في الارض فأخذهم الله يذنوبهم وما كان لهم من الله من واق * ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب 21 – 22 ” وقال تعالى ” : إنا لننضر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد 51 ” وقال تعالى ” : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمرالله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون 78 ” وقال تعالى ” : أفلم يسيروا في الارض فيظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الارض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ماكانوا به يسهزءون * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون 82 – 85 . حمعسق ” 42 ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 13 ” وقال عزوجل ” : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلاوحيا أومن وراء حجاب أويرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حليم 51 . ق ” 50 ” كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس ( 2 ) وثمود وعاد وفرعون و * ( هامش ) * ( 1 ) أى ليبطلوا به الحق . ( 2 ) الرس : البئر التى لم تبن بالحجارة ، وأصحاب الرس هم أصحاب البئر التى رسوا نبيهم فيها ( * ) . [ 8 ] إخوان لوط وأصحاب الايكة وقوم تبع ( 1 ) كل كذب الرسل فحق وعيد 12 – 14 . النجم ” 53 ” وأنه أهلك عادا الاولى * وثمود فما أبقى * وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى * والمؤتفكة أهوى * فغشها ما غشى 50 – 54 . الحديد ” 57 ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط 25 ” وقال تعالى ” : ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون * ثم قفينا ( 2 ) على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم 26 – 27 . المجادلة ” 58 ” كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز 21 . الحاقة ” 69 ” وجاء فرعون ومن قبله والؤتفكات بالخاطئة * فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية 9 – 10 . الجن ” 72 ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا 26 – 28 . البروج ” 85 ” هل أتك حديث الجنود * فرعون وثمود 17 – 18 . الفجر ” 89 ” ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الاوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب 6 – 13 . تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : ” وقالوا كونوا هودا ” : أي قالت اليهود كونوا هودا ، وقالت النصارى كونوا نصارى ” بل ملة إبراهيم ” أي بل نتبع دين إبراهيم ” والاسباط ” أي يوسف ( 3 ) وإخوته بنو يعقوب ، ولد كل واحد منهم امة من * ( هامش ) * ( 1 ) قال الطبرسى : التبايعة : اسم ملوك اليمن فتبع لقب له ، كما يقال : خاقان لملك الترك وقيصر لملك الروم ، وتبع الحميرى الذى سار بالجيوش حتى حير الحيرة ثم اتى سمرقند فمدمها ثم بناها ، واسمه اسعد أبوكرب . قلت : سيأتى ذكره في محله . ( 2 ) من قفوت اثره : اذا اتبعته . أى أتبعنا وأرسلنا . ( 3 ) في المصدر : قال قتادة : هم يوسف اه . [ 9 ] الناس ، فسموا بالاسباط ، وذكروا أسماء الاثني عشر : يوسف ، وابن يامين ، وروبيل ويهودا ، وشمعون ، ولاوي ، ودون ، ( 1 ) وقهاب ، ويشجر ، وتفتالى ، وحاد ، ( 2 ) وأسر . ( 3 ) قال كثير من المفسرين : إنهم كانوا أنبياء ، والذي يقتضي ( 4 ) مذهبنا أنهم لم يكونو أنبياء بأجمعهم لعدم عصمتهم لما فعلوا بيوسف . ( 5 ) وقوله : ” وما انزل إليهم ” لايدل على أنهم كانوا أنبياء ، لان الانزال يجوز أن يكون على بعضهم ، ويحتمل أن يكون مثل قوله : ” وما انزل إلينا ” وإن كان المنزل على النبي صلى الله عليه وآله خاصة ، لكن المسلمين لما كانوا مأمورين بما فيه اضيف الانزال إليهم . وقد روى العياشي عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أو كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ، ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الانبياء ، ولم يكونوا فارقوا الدنيا إلا سعداء ، تابوا وتذكروا ما صنعوا ” لانفرق بين أحد منهم ” أي بأن نؤمن ببعضهم ونكفر ببعض ، كما فعله اليهود والنصارى ” ونحن له ” أي لما تقدم ذكره أو …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 11 من ص 9 سطر 12 الى ص 17 سطر 18 لله ” مسلمون ” خاضعون بالطاعة ، مذعنون بالعبوديه ” في شقاق ” أي في خلاف ، وقريب منه ماروي عن الصادق عليه السلام أنه قال : في كفر ، وقيل : في منازعة ومحاربة ” فسيكفيكهم الله ” وعد بالنصر وهو من معجزات نبينا صلى الله عليه وآله . ( 6 ) ” كان الناس امة واحدة ” أي ذوي امة واحدة ، أي أهل ملة واحدة ، واختلف في أنهم على أي دين كانوا ، فقيل : إنهم كانوا على الكفر ، فقال الحسن : كانوا كفارا بين آدم ونوح ، وقيل : بعد نوح إلى أن بعث الله إبراهيم والنبيين بعده ، وقيل : قبل مبعث كل نبي ، وهذا غير صحيح . فإن قيل : كيف يجوز أن يكون الناس كلهم كفارا ولا يجوز أن يخلو الارض من حجة ؟ قلنا : يجوز أن يكون الحق هناك في واحد أو جماعة قليلة لم يمكنهم إظهار * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : دان ( 2 ) في نسخة : جاد . ( 3 ) : أشر . وفي المصدر هكذا : ويوسف وبنيامين وزابالون وروبيل ويهوذا و شمعون ولاوى وقهاب ويشجر ونفتالى وجاد واشر . م ( 4 ) في المصدر : والذى يقتضيه . م ( 5 ) منقول بالمعنى . م ( 6 ) مجمع البيان 1 : 216 و 217 و 218 وبعضها منقول بالمعنى . م ( * ) . [ 10 ] الدين خوفا وتقية فلم يعتدبهم ، وقال آخرون : إنهم كانوا على الحق ، فقال ابن عباس كانوا بين آدم ونوح على شريعة من الحق فاختلفوا بعد ذلك ، وقيل : هم أهل سفينة نوح عليه السلام ، فالتقدير حينئذ : كانوا امة واحدة فاختلفوا وبعث الله النبيين ، وقال المجاهد : المراد به آدم كان على الحق إماما لذريته فبعث الله النبيين في ولده ، وروى أصحابنا عن الباقر عليه السلام أنه قال : إنه كانوا قبل نوح امة واحدة على فطرة الله لامهتدين ولاضلالا فبعث الله النبيين ، وعلى هذا فالمعنى أنهم كانوا متعبدين بما في عقولهم غير مهتدين إلى نبوة ولا شريعة . ( 1 ) ” ثم بعث الله النبيين ” بالشرائع لما علم أن مصالحهم فيها ” مبشرين ” لمن أطاعهم بالجنة ” ومنذين ” لمن عصاهم بالنار ” وأنزل معهم الكتاب ” أي مع بعضهم ” ليحكم ” أي الرب تعالى ، أو الكتاب ” إلا الذين اوتوه ” أي اعطوا العلم بالكتاب ” من بعد ما جاءتهم البينات ” أي الحجج الواضحة ، وقيل : التوراة والانجيل ، وقيل : معجزات محمد صلى الله عليه وآله ” بغيا ” أي ظلما وحسدا ” لما اختلفوا فيه ” أي للحق الذي اختلف فيه من اختلف ” بإذنه ” أي بعلمه أو بلطفه . ( 2 ) ” منهم من كلم الله ” وهو موسى عليه السلام أو موسى ومحمد صلى الله عليه وآله ” ورفع بعضهم درجات ” * ( هامش ) * ( 1 ) وقيل : ان لفظة ( كان ) يحتمل أن تكون للثبوت دون المضى ، والمراد الاخبار عن الناس انهم امة واحدة في خلوهم عن خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق لولا أن الله من عليهم بارسال الرسل وانزال الكتب تفضلا منه . وقيل : ان المراد من وحدة الامة ليس وحدة العقيدة والعمل بل المراد أن الله خلق الانسان بطبيعته وفطرته امة واحدة مدنيا بالطبع يرتبط بعضه ببعض في المعاش ، ويحتاج في توفية جميع ما يحتاج اليه إلى مشاركة غيره ومعاضدة افراد بنى نوعه ، لايستغنى بعضه عن بعض ، وكانوا مع ذلك ينحون في أعمالهم نحو المنافع التى يرونها لازمة لقوام معيشتهم ، ولم يمنحوا من قوة الالهام ما يعرف كلا منهم وجه المصلحة في حفظ حق غيره ليتوفر المنفعة بذلك لنفسه ، فكان لابد لهم من الاختلاف في امور معاشهم ، فأرسل الله من رحمته بهم الرسل مبشرين ومنذرين ، يبشرونهم بالخير والسعادة في الدنيا والاخرة اذا لزم كل واحد منهم ما حدد له واكتفى بماله من الحق ولم يعتد على غيره ، وينذرونهم بخينة الامل وحبوط العمل وعذاب الاخرة اذا اتبعوا شهواتهم الحاضرة و لم ينظروا العاقبة . ( 2 ) مجمع البيان 2 : 306 و 307 مع حذف ونقل بعضها بالمعنى . م ( * ) . [ 11 ] قال مجاهد : أراد به محمد صلى الله عليه وآله فإنه فضله على أنبيائه بأن بعثه إلى جميع المكلفين من الجن والانس بأم أعطاه جميع الآيات التي أعطاها من قبله من الانبياء ، وبأن خصه بالقرآن وهو المعجزة القائمة إلى يوم القيامة ، وبأن جعله خاتم النبيين ” البينات ” أي المعجزات ” ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ” أي من بعد الرسل ، بأن كان يلجئهم إلى الايمان ، لكنه ينا في التكليف ، وقيل : معناه : لو شاء الله ما أمرهم بالقتال ” من بعد جاءتهم البينات ” من بعد وضوح الحجة ، فإن المقصود من بعثة الرسل قد حصل بإيمان من آمن قبل القتال ” ولو شاء الله ما اقتتلوا ” كرر تأكيدا ، وقيل : الاول مشية الاكراه ، والثاني الامر للمؤمنين بالكف عن قتالهم ” ما يريد ” أي ما تقتضيه المصلحة . ( 1 ) ” إن الله اصطفى ” أي اختار واجتبى ” آدم ونوحا ” لنبوته ” وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” أي على عالمي زمانهم ، بأن جعل الانبياء منهم ، وقيل : اختار دينهم ، وقيل : اختارهم بالتفضيل على غيرهم بالنبوة وغيرها من الامور الجليلة لمصالح الخلق . وقوله : ” وآل إبراهيم وآل عمران ” قيل : أراد نفسهما ، وقيل : آل إبراهيم أولاده ، وفيهم من فيهم من الانبياء ، وفيهم نبينا صلى الله عليه وآله ، وقيل : هم المتمسكون بدينه ، وأما آل عمران فقيل : هم من آل إبراهيم أيضا ، فهم موسى وهارون ابنا عمران ، وهو عمران بن يصهربن ماهت ( 2 ) ابن لاوي بن يعقوب ، وقيل بعني بآل عمران مريم وعيسى وهو عمران أشهم ( 3 ) بن أمون من ولد سليمان عليه السلام ، وهو أبومريم ، وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام : ” وآل محمد على العالمين ” وقالوا أيضا : إن آل إبراهيم هم آل محمد الذينهم أهله ، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله مطهرين معصومين عن القبائح ، لانه سبحانه لا يختار يصطفي إلا من كان كذبك ، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة ، فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما من آل إبراهيم وآل عمران سواء كان نبيا أو إماما ، ويقال : الاصطفاء على وجهين : أحدهما أنه اصطفاه لنفسه ، أي جعله خالصا له يختص به ، والثاني أنه * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 2 . 359 . م ( 2 ) الصحيح كما في المصدر وفى العرائس للثعلبى : يصهر بن قاهت . ( 3 ) في المصدر : الهشم ، وفى العرائس : عمران بن ساهم بن امور بن ميشا ، وحكى فيه عن ابن عباس أنه عمران بن ماثان ، وبنو ماثان رؤوس بنى اسرائيل واحبارهم وملوكهم ( * ) . [ 12 ] اصطفاه على غيره ، أي اختصه بالتفضيل على غيره ، وعلى هذا الوجه معنى الآية ، وفيها دلالة على تفضيل الانبياء على الملائكة ” ذرية ” أي أولادا وأعقابا ” بعضها من بعض ” أي في التناصر في الدين ، أو في التناسل والتوالد ، والاخير هو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام لانه قال : الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض . ( 1 ) ” ما كان لبشر ” أي لا يجوز ولا يحل له ” أن يؤتيه الله ” أي يطيه ” الكتاب والحكم والنبوة ” أي العلم والرسالة إلى الخلق ” ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ” أي اعبدوني من دونه ، واعبدوني ( 2 ) معه ، ” ربانيين ” أي حكماء أتقياء ، أو معلمين الناس من علمكم ، وقيل : الرباني : العالم ( 3 ) باحلال والحرام والامر والنهي وما كان وما يكون . ( 4 ) ” بما كنتم تعلمون الكتاب ” قال البيضاوي : أي بسبب كونكم معلمين الكتاب وبسبب كونكم دارسين له ، فإن فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل . ( 5 ) ” وإذا أخذ الله ميثاق النبيين ” قال الطرسي : روي عن أميرالمؤمنين وابن عباس وقتادة أن الله تعالى أخذ الميثاق على الانبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله أن يخبروا اممهم بمبعثه و نعته ، ويبشروهم به ، ويأمروهم بتصديقه . وقال طاوس : أخذ الله الميثاق على الانبياء على الاول والآخر ، فأخذ ميثاق الاول لتؤمنن بما جاء به الآخر ، وقال الصادق عليه السلام : تقديره : وإذا أخذ الله ميثاق امم النبيين بتصديق نبيها : والعمل بما جاءهم به ، وأنهم خالفوه بعد ما جاؤوا وما وفوابه ، وتركوا كثيرا من شريعته ، وحرفوا كثيرا منها ” ولتنصرنه ” أي بالتصديق والحجة ، أو أن الميثاق اخذ على الانبياء ليأخذوه على * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 2 : 433 . م ( 2 ) في المصدر : او اعبدونى م ( 3 ) منسوب إلى الرب بزيادة الالف والنون للمبالغة ، وقيل : هو من الرب بمعنى التربية يربى المتعلمين بصغائر العلوم قبل كبارها ، وقيل : الربانى العالم الكامل الراسخ في العلم والدين المستديم عملا بما علم ، أو الذى يطلب بعلمه وجه الله ، وقيل : هو المتأله العارف بالله . ( 4 ) مجمع البيان 2 : 466 . ( 5 ) النوار التنزيل 1 : 79 . م ( * ) . [ 13 ] اممهم بتصديق محمد إذا بعث ، ويأمرهم بنصره على أعدائه إن أدر كوه ، وهو المروي عن علي عليه السلام . أقول : سيأتى عن أئمتنا عليهم السلام أن النصرة في الرجعة . وقال في قوله : ” وأخذتم على ذلكم إصري ” : أي قبلتم على ذلك عهدي ، وقيل : معناه : وأخذتم العهد بذلك على اممكم ” قالوا ” أي قال اممهم . ( 1 ) ” قال ” الله ” فاشهدوا بذلك ” على اممكم ” وأنا معكم من الشاهدين ” عليكم وعلى اممكم ، عن علي عليه السلام ، وقيل : ” فاشهدوا ” أي فاعلموا ذلك ” وأنا معكم ” أعلم ، وقيل : معناه : ليشهد بعضكم على بعض ، وقيل : قال الله للملائكة : اشهدوا عليهم ، وقد روي عن علي عليه السلام أنه قال : لم يبعث الله نبيا آدم ومن بعده إلا أخذ عليه العهد على أن بعث الله محمد وهوحي ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره بأن يأخذ العهد بذلك على قومه . ( 2 ) ” كما أوحينا إلى نوح ” قدم نوحا لانه أبوالبشر ، وقيل : لانه كان أطول الانبياء عمرا وكانت معجزته في نفسه ، لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، لم يسقط له سن ، ولم تنقص قوته ، ولم يشب شعره ، وقيل : لانه لم يبالغ أحد منهم في الدعوة مثل ما بالغ فيها ، ولم يقاس أحد من قومه ما قاساه ، وهو أول من عذبت امته بسبب أن ردت دعوته . ( 3 ) ” ورسلا ” أي قصصنا رسلا ، أو أرسلنا رسلا ” قد قصصناهم عليك من قبل ” بالوحي في غير القرآن ، أو في القرآن ” ورسلا لم نقصصهم عليك ” هذا يدل على أن لله رسلا كثيرا لم يذكرهم في القرآن . ” حجة بعد الرسل ” بأن يقولوا : لو أرسلت إلينا رسولا آمنا بك ” وكان الله عزيزا ” أي مقتدرا على الانتقام ممن يعصيه ” حكيما ” فيما أمر به عباده . ( 4 ) ” ومن ذريته ” قال البيضاوي : الضمير لابراهيم ، وقيل : لنوح لانه أقرب ، ولان يونس ولوطا ليسا من ذرية إبراهيم ، فلو كان لابراهيم اختص البيان بالمعدودين في تلك * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : اى قال الانبياء واممهم . م ( 2 ) مجمع البيان 2 : 468 . م ( 3 ) مجمع البيان 3 : 140 . م ( 4 ) مجمع البيان 3 : 141 – 142 . م ( * ) . [ 14 ] الآية والتي بعدها ، والمذكورن في الآية الثالثة عطف على ” نوحا ” ومن آبائهم عطف على كلا أو نوحا ، و ” من ” للتبعيض ، فإن منهم من لم يكن نبيا ولا مهديا ” ذلك هدى الله ” إشارة إلى مادانوا به ” ولو أشركوا ” أي هؤلاء الانبياء مع علو شأنهم فكيف غيرهم . ” والحكم ” : الحكمة ، أو فصل الامر على مايقتضيه الحق ” فإن يكفر بها ” أي بهذه الثلاثة ” هؤلاء ” يعنى قريشا ” فقد كلنا بها ” أي بمراعاتها ” قوما ليسوا بها بكافرين ” وهم الانبياء المذكورون ومتابعوهم ، وقيل : هم الانصار ، أو أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أو كل من آمن به ، أوالفرس ، وقيل : االملائكة . ” فبهدهم اقتده ” أي ما توافقوا عليه من التوحيد واصول الدين . ( 1 ) ” والمؤتفكات ” قال الطبرسي : أي المنقلبات ، وهي ثلاثة قرى كان فيها قوم لوط ” بالبينات ” أي بالبراهين والعجزات . ( 2 ) ” وجعلنا لهم أزواجا وذرية ” أي نساء وأولادا أكثر من نسائك وأولادك ، وكان لسليمان ثلاث مائة امرأة مهيرة وسبعمائة سرية ، ولداود مائة امرأة ، عن ابن عباس ، أي فلا ينبغي أن يستنكر منك أن تتزوج ويولد لك ، وروي أن أبا عبدالله عليه السلام قرأ هذه الآية ثم أومأ إلى صصدره وقال : نحن والله ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله . ” وما كان لرسول أن يأتي بآية ” أي دلالة ” إلا بإذن الله ” أي إلا بعد أن يأذن الله في ذلك ويطلق له فيه . ( 3 ) ” إلا بلسان قومه ” أي لم يرسل فيما مضى من الازمان رسولا إلا بلغة قومه حتى إذا بين لهم فهموا عنه ولا يحاجون إلى مترجم ، وقد أرسل الله نبينا صلى الله عليه وآله إلى الخلق كافة بلسان قومه ، قال الحسن : امتن الله على نبيه صلى الله عليه وآله أنه لم يبعث رسولا إلا إلى قومه ، وبعثه خاصة إلى جميع الخلق ، إن معناه : كما أرسناك إلى العرب بلغتهم لتبين لهم الدين ثم إنهم يبينونه للناس كذلك أرسلنا كل رسول بلغة قومه ليظهر لهم الدين . ( 4 ) ” لا يعلمهم إلا الله ” أي لا يعلم تفاصيل أحوالهم وعددهم وما فعلواه وفعل بهم من * ( هامش ) * ( 1 ) انوار التنزيل 1 : 150 . م ( 2 ) مجمع البيان 5 : 49 . ( 3 ) مجمع البيان 6 : 297 . م ( 4 ) مجمع البيان 6 : 303 . م ( * ) . [ 15 ] العقوبات إلاالله ، قال ابن الانباري : إن الله أهلك امما من العرب وغيرها فانقطعت أخبارهم وعفت آثارهم ، فليس يعرفهم أحد إلا الله . وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال : كذب النسابون ، فعلى هذا يكون قوله : ” والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ” مبتدء وخبرا ” فردوا أيديهم في أفواههم ” أي عضوا على أصابعهم من شدة إلغيظ ، أوجعلوا أيديهم في أفواه الانبياء تكذيبا لهم ، أي أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تسكيتا لهم ، أووضعوا أيديهم على أفواههم مومئين بذلك إلى رسل : أن اسكتوا ، أو الضميران كلاهما للرسل ، أي أخذوا أيدي الرسل فوضعوها على أفواههم ليسكتوا فسكتوا عنهم لما يئسوا منهم ، هذا كله إذا حمل معنى الايدي والافواه على الحقيقة ، و من حملهما على المجاز فقيل : المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج ، أي فردوا حججهم في حيث جاءت ، ( 1 ) لانها تخرج من الافواه . أو مثله من الوجوه . ( 2 ) ” مريب ” أي يوقعنا في الريب بكم أنكم تطلبون الرئاسة وتفترون الكذب . ” من ذنوبكم ” أي بعضها ، لانه لا يغفر الشرك ، وقيل : وضع البعض موضع الجميع توسعا * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : من حيث جاءت . ( 2 ) أضاف السيد الرضى في تلخيص البيان : 95 على هذه الوجوه وجهين آخرين : أحدهما ما نقل عن بعض أن المراد بذلك ضرب من الهزاء يفعله المجان والسفهاء اذا ارادوا الاستهزاء ببعض الناس وقصدوا الوضع منه واالازراء عليه يجعلون أصابعهم في أفواههم ويتبعون هذا الفعل بأصوات تشبهه وتجانسه ، يستدل بها على قصد السخف وتعمد الفحش . ثم قال : وهذا القول عندى بعيد من الصواب . ثانيهما : أن يكون المراد بذلك أن الكفار كانوا اذا بدأ الرسل بكلامهم سددوا بأيديهم أسماعهم دفعة وأفواهم دفعة ، اظهارا منهم لقلة الرغبة في سماع كلامهم وجواب مقالهم ليدلوهم بذلك الفعل على أنهم لا يصغون لهم إلى مقال ولا يجيبونهم عن سؤال ، اذ قد أبهموا طريقى السماع والجواب وهما الاذان والافواه ، وشاهد ذلك قوله سبحانه حاكيا عن نوح عليه السلام ويعنى قومه : وانى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا فيكون معنى رد أيديهم في أفواههم أن يمسكوا أفواههم بأكفهم كما بفعل المظهر للامتناع من الكلام ، ويكون انما ذكر تعالى رد الايدى ههنا ويفيد فعل الشئ ثانيا بعد أن فعل أولا لانهم كانوا يكثرون هذا الفعل عند كلام الرسل عليهم السلام ، فوصفوا في هذه الاية بما قدسبق لهم مثله وألف منهم فعله اه . قلت : ويمكن أن يكون المراد أنهم عضوا على أنا ملهم تعجبا أو اظهارا للتعجب مما يدعو اليه النبياء والرسل ( * ) . [ 16 ] ” إلى أجل مسمى ” أي إلى الوقت الذي ضربه الله لكم أن يميتكم فيه ، ولا يؤاخذكم بعاجل العقاب ” بسلطان مبين ” أي بحجة واضحة ، وإنما قالوا ذلك لانهم اعتقدوا أن ما جاءت به الرسل من المعجزات ليست بمعجزة ولا دلالة ، وقيل : إنهم طلبوا معجزات مقترحات سوى ما ظهرت فيما بينهم . ” ولكن الله يمن ” أي ينعم عليهم بالنبوة المعجزات ” وقد هدينا سبلنا ” أي عرفنا طريق التوكل ، أو هدانا إلى معرفته وتوجيه العبادة إليه ” ذلك لمن خاف ” أي ذلك الفوز لمن خاف وقوفه للحساب بين يدي ” وخاف وعيد ” ( 1 ) أي عقابي ، وإنما قالوا : ” أو لتعودن ” وهم لم يكونوا على ملتهم قط ؟ إما لانهم توهموا على غير حقيقة أنهم كانوا على ملتهم ، وإما لانهم ظنوا بالنشو بينهم أنهم كانوا عليها . ” واستفتحوا ” أي طلب الرسل الفتح والنصر من الله ، وقيل : هو سؤالهم أن يحكم الله بينهم وبين اممهم ، لان الفتح الحكم ، وقيل : معناه : واستفتح الكفار العذاب ” وخاب كل جبار عنيد ” أي خسر كل متكبر معاند مجانب للحق دافع له . ( 2 ) ” وما أهلكنا ” أي لم نهلك أهل قرية فيما مضى على وجه العقوبة إلا وكان لهم أجل معلوم مكتوب لابد أن سيبلغونه ، فلا يغرن هؤلاء الكفار إمهالي إياهم ” ما * ( هامش ) * ( 1 ) قال السيد الرضى قدس سره في تلخيص البيان : قوله : ذلك لمن خاف مقامى هذه استعارة ، لان المقام لا يضاف الا إلى من يجوز عليه القيام ، وذلك مستحيل على الله سبحانه ، فاذا المراد به يوم القيامة ، لان الناس يقومون فيه للحساب وعرض الاعمال على الثواب والعقاب ، فقال سبحانه في صفة ذلك اليوم : يوم يقوم الناس لرب العالمين وانما أضاف تعالى هذا المقام إلى نفسه في هذا الموضع وفى قوله : ولمن خاف مقام ربه جنتان لان الحكم في ذلك اليوم له خالصا لايشاركه فيه حكم حاكم ولا يحاده أمر آمر ، وقد يجوز أن يكون المقام هنا بمعنى آخر وهو أن العرب تسمى المجامع التى تجتمع فيها لتدارس مفاخرها وتذاكرمآ ثرها مقامات ومقاوم ، فيجوز أن يكون المراد بالمقام هنا الموضع الذى يحصى الله تعالى فيه على بريته محاسن اعمالهم ومقابح أفعالهم لاستحقاق ثوابه وعقابه واستيجاب رحمته وعذابه ، وقد يقولون : هذا مقام فلان ومقامته على هذا الوجه وان لم يكن الانسان المذكور في ذلك المكان قائما ، بل كان قاعدا أو مضطجعا . ( 2 ) مجمع البيان 6 : 305 – 308 . م ( * ) . [ 17 ] تسبق من امة ” أي لم تكن امة فيما مضى تسبق أجلها فتهلك قبل ذلك ، ولا تتأخر عن أجلها ( 1 ) ” في شيع الاولين : الشيع : الفرق والامم . ( 2 ) ” إلا رجالا نوحي إليهم ” وذلك أن كفار قريش كانوا ينكرون أن يرسل إليهم بشر مثلهم ، فبين سبحانه أنه لا يصلح أن يكون الرسل إلى الناس إلا من يشاهدونه ويخاطبونه ويفهمون عنه ، وأنه لاوجه لاقتراحهم إرسال الملك ” فسئلوا أهل الذكر ” أي أهل العلم بأخبار من مضى من الامم ، أو أهل الكتاب ، أو أهل القرآن ، لان الذكر القرآن ، ( 3 ) يقرب منه مارواه جابر ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : نحن أهل الذكر . وقد سمى الله رسوله ذكرا في قوله : ” ذكرا رسولا ” على أحد الوجهين . وقوله : ” بالبينات والزبر ” العامل فيه قوله : ” أرسلنا ” والتقدير : وما أرسلنا بالبينات والزبر أي البراهين والكتب إلا رجالا ، وقيل : في الكلام إضمار ، والتقدير : أرسلناهم بالبينات . ( 4 ) ” اولئك ” أي الذين تقدم ذكرهم ” الذين أنعم الله عليهم ” بالنبوة وغيرها ” من النبيين من ذريه آدم ” إنما فرق سبحانه ذكر نسبهم مع أن كلهم كانوا من ذريه آدم لتبيان مراتبهم في شرف النسب ، فكان لادريس شرف القرب من آدم ، وكان إبراهيم من ذرية من حمل مع نوح ، وكان إسماعيل وإسحاق ويعقوب من ذرية إبراهيم لما تباعدوا من آدم حصل لهم شرف إبراهيم ، وكان موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى من ذرية إسرائيل ” وممن هدينا ” قيل : إنه تم الكلام عند قوله : ” وإسرائيل ” ثم ابتدأ وقال : ” ممن هدينا واجتبينا ” من الامم قوم ” إذا تتلى عليهم آيات الرحمن ” وروي عن علي بن …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 11 من ص 17 سطر 19 الى ص 25 سطر 18 الحسين عليهما السلام أنه قال : نحن عنينابها . وقيل : بل المراد به الانبياء الذين تقدم ذكرهم ” خروا سجدا ” لله ” وبكيا ” أي باكين ” فخلف من بعدهم خلف ” الخلف : البدل السيئ ، * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 329 . م ( 2 ) مجمع البيان 6 : 331 . م ( 3 ) قد استعمل الذكر بهذا المعنى في مواضع كثيرة من القرآن منها في آل عمران آية 58 و 63 و 69 ، وسورة الحجر آية 5 و 9 ويس آية 69 وفصلت آية 40 والقمر آية 25 والطلاق آية 10 والقلم آية 1 5 . ( 4 ) مجمع البيان 6 : 361 – 362 . م ( * ) . [ 18 ] أي بقي بعد النبيين المذكورين قوم سوء من اليهود ومن تبعهم ” أضاعوا الصلاة ” أي تركوها أو أخروها عن مواقيتها وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ” واتبعوا الشهوات ” فيما حرم عليهم ” فسوف يلقون غيا ” أي مجازاة الغي ، وقيل : أي شرا وخيبة . ( 1 ) ” ما آمنت قبلهم ” أي لم يؤمن قبل هؤلاء الكفار ” من ” أهل ” قرية ” جاءتهم الآيات التي طلبوها فأهلكناهم مصرين على الكفر ” أفهم يؤمنون ” عند مجيئها ، هذا إخبار عن حالهم وأن سبيلهم سبيل من تقدم من الامم طلبوا الآيات فلم يؤمنوا بها واهلكوا ، فهؤلاء أيضا لو أتاهم ما اقترحوا لم يؤمنوا واستحقوا عذاب الاستيصال ، وقد حكم الله في هذه الامة أن لا يعذبهم عذاب الاستيصال ( 2 ) فلذلك لم يجبهم في ذلك ، وقيل : ما حكم الله سبحانه بهلاك قرية إلا وفي المعلوم أنهم لا يؤمنون ، فلذلك لم يأت هؤلاء بالآيات المقترحة . ” وما جعلناهم جسدا ” الجسد : المجسد الذي فيه الروح ويأكل يشرب ، وقيل مالا يأكل ولا يشرب ” ثم صدقناهم الوعد ” أي أنجزنا ما وعدناهم به من النصر والنجاة والظهور على الاعداء ، وما وعدناهم به من الثواب ” فأنجيناهم ومن نشاء ” أي من المؤمنين بهم ” وأهلكنا المسرفين ” على أنفسهم بتكذيبهم الانبياء . ( 3 ) ” فأمليت للكافرين ” أي أخرت عقوبتهم وأمهلتهم ” ثم أخذتهم ” أي بالعذاب ” فكيف كان نكير ” استفهام للتقرير ، أي فكيف أنكرت عليهم ما فعلوا من التكذيب ، فأبدلتهم بالنعمة نقمة ، وبالحياة هلاكا ؟ ” فكأين من قرية ” أي وكم من قرى ” أهلكناها وهي ظالمة ” أي وأهلها ظالمون بالتكذيب والكفر ” فهي خاوية على عروشها ” أي خالية من أهلها ، ساقطة على سقوفها ” وبئر معطلة ” أي وكم من بئر باد أهلها وغار ماؤها ، وتعطلت من دلائها ” وقصر مشيد ” أي وكم من قصر رفيع مجصص تداعى للخراب بهلاك أهله ، * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 519 . م ( 2 ) حكم الله بذلك في قوله : وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغرون الانفال : 33 . ( 3 ) مجمع البيان 7 : 39 – 40 . م ( * ) . [ 19 ] واصحاب الآبار ملوك البدو ، وأصحاب القصور ملوك الحضر ، وفي تفسير أهل البيت عليهما السلام : كم من بئر معطلة أي عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه . ( 1 ) ” كلوا من الطيبات ” خطاب للرسل كلهم أمرهم أن يأكلوا من الحلال ” وإن هذه امتكم امة واحدة ” أي دينكم دين واحد ، وقيل : هذه جماعتكم وجماعة من قبلكم واحدة كلكم عبادالله ” فتقطعوا أمرهم بينهم زبر ” أي تفرقوا في دينهم وجعلوه كتبا دانوا بها وكفروا بما سواها ، كاليهود كفروا بالانجيل والقرآن ، والنصارى بالقرآن ، وقيل : أحدثوا كتبا يحتجون بها لمذاهبهم ” كل حزب بمالديهم فرحون ” أي كل فريق بما عندهم من الدين راضون يرون أنهم على الحق . ( 2 ) ” وزيرا : أي معينا على تبليغ الرسالة ” فدمرناهم تدميرا ” أي أهلكناهم إهلاكا بأمر فيه اعجوبة ” وكلا ضربنا به الامثال ” أي بينا لهم أن العذاب نازل بهم إن لم يؤمنوا ، وقيل : بينا لهم الاحكام في الدين والدنيا ” وكلا تبرنا تتبيرا ” أي أهلكنا إهلاكا على تكذيبهم ” ولقد أتوا على القرية التي امطرت ” يعني قوم لوط امطروا بالحجارة ” أفلم يكونوا يرونها ” في أسفارهم إذا مروا بهم فيعتبروا ” بل كانوا لا يرجون نشورا ” أي بل رأوها ، وإنما لم يعتبروا لانهم لا يخافون البعث . ( 3 ) ” وكانوا مستبصرين ” أي كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالنظر أو يحسبون أنهم على هدى . ” وكانوا سابقين ” أي فائتين الله كما يفوت السابق ” حاصبا ” أي حجارة ، وقيل : ريحا فيها حصباء وهم قوم لوط ، وقيل : هم عاد ” ومنهم من أخذته الصيحة ” وهم قوم شعيب ” ومنهم من خسفنا ” وهم قوم قارون . ( 4 ) ” ومنهم من أغرقنا ” قوم نوح ، وفرعون وقومه . ( 5 ) ” وأثاروا الارض ” أي قلبوها وحرثوها لعمارتها ” ثم كان عاقبة الذين أساءوا ” إلى نفوسهم بالكفر بالله وتكذيب رسله ” السوأى ” أي الخلة التي تسوء صاحبها إذا أدركها وهي عذاب النار ” أن كذبوا ” * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 7 : 88 . م ( 2 ) مجمع البيان 7 . 109 . م ( 3 ) مجمع البيان 7 : 170 م ( 4 ) هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : وهو قارون . ( 5 ) مجمع البيان 8 : 283 . م ( * ) . [ 20 ] أي لتكذيبهم ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين ” أي دفعنا السوء والعذاب عن المؤمنين ، وكان واجبا علينا نصرهم بإعلاء الحجة ودفع الاعداء عنهم . ( 1 ) ” وإذا أخذنا ” أي واذكر يامحمد حين أخذ الله الميثاق من النبيين خصوصا بأن يصدق بعضهم بعضا ويتبع بعضهم بعضا ، وقيل : أخذ ميثاقهم على أن يعبدوا الله ، ويدعوا إلى عبادة الله ، أن يصدق بعضهم بعضا ، وان ينصحوا لقومهم ” ومنك ومن نوح ” خص هؤلاء بالذكر لانهم أصحاب الشرائع ” وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ” أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا من إعباء الرسالة ، وقيل : على أن يعلنوا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ويعلن محمد صلى الله عليه وآله أن لا نبي بعده . ( 2 ) ” وإلى الله ترجع الامور ” فيجازي من كذب رسله ، وينصر من كذب من رسله . ( 3 ) ” وإن من امة ” أي وما من امة من الامم الماضية ” إلا خلافيها نذير ” أي إلا مضى فيها مخوف يخوفهم ، وفي هذا دلالة على أنه لا أحد من المكلفين إلا وقد بعث إليه الرسول وأنه سبحانه أقام الحجة على جميع الامم بالبينات . ( 4 ) قال البيضاوي : بالمعجزات الشاهدة على نبوتهم ” وبالزبر ” كصحف إبراهيم ” وبالكتاب المنير ” كالتواراة والانجيل على إرادة التفصيل دون الجمع ، ويجوز أن يراد بهما واحد والعطف لتغائر الوصفين ” فكيف كان نكير ” أي إنكاري بالعقوبة . ( 5 ) ” يا حسرة ” قال الطبرسي : أي يا ندامة ” على العباد ” في الآخرة باستهزائهم بالرسل في الدنيا ” أنهم إليهم لا يرجعون ” أي ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم لا يرجعون إلى النيا . ( 6 ) ” ولقد سبقت كلمتنا ” أي سبق الوعد منا ” إنهم لهم المنصورون ” في الدنيا والآخرة على الاعداء بالقهر والعلبة وبالحجة الظاهرة ، وقيل : معناه : سبقت كلمتنا لهم بالسعادة ، ثم ابتدأ فقال : ” إنهم ” أي إن المرسلين ” لهم المنصورون ” وقيل : عنى بالكلمة قوله : ” لاغلبن أنا ورسلي ” ( 7 ) قال الحسن : المراد بالآية نصرتهم في الحراب فإنه لم يقتل * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 8 : 309 . م ( 2 ) مجمع البيان 8 : 339 . م ( 3 ) مجمع البيان 8 : 400 . م ( 4 ) مجمع البيان 8 : 405 . ( 5 ) أنوار التنزيل 2 : 123 . ( 6 ) مجمع البيان 8 : 422 و 423 : م ( 7 ) المجادلة : 21 ( * ) . [ 21 ] نبي قط في الحرب ، وإن مات نبي أو قتل قبل النصرة فقد أجرى الله تعالى العادة بأن ينصر قومه من بعد فيكون في نصرة قومه نصرة له . وقال السدي : المراد النصرة بالحجة ” وإن جندنا ” أي المؤمنين ، أوالمرسلين ” لهم الغالبون ” بالقهر أو بالحجة ” وسلام على المرسلين ” أي سلام وأمان لهم من أن ينصر عليهم أعداؤهم ، وقيل : هو خبر ومعناه أمر ، أي سلموا عليهم كلهم لا تفرقوا بينهم . ( 1 ) ” ولات حين مناص ” قال البيضاوي : أي ليس الحين مناص ، زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد ” اولئك الاحزاب ” يعنى المتحزبين على الرسل الذين جعل الجند المهزوم منهم ” فحق عقاب ” أي فوجب عليهم عقابي . ( 2 ) ” والاحزاب من بعدهم ” والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح ” وهمت كل امة ” من هؤلاء ” ليأخذوه ” ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب وقتل من الاخذ بمعنى الاسر ” ليدحضوا به الحق ” ليزيلوه به ” فكيف كان عقاب ” فإنكم تمرون على ديارهم ، وهو تقرير فيه تعجيب . ( 3 ) ” ومنهم من لم نقصص عليك ” قال الطبرسي رحمه الله : روي عن علي عليه السلام أنه قال : بعث الله نبيا أسود لم يقص علينا قصته . واختلف الاخبار في عدد الانبياء ف

    رد

  13. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 04:59:49

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 12 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 12 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 18 [ 1 ] بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي ( قدس الله سره ) الجزء الثاني عشر مؤسسة الوفاء بيروت – لبنان كافة الحقوق محفوظة ومسجلة الطبعة الثانية المصححة 1403 ه – 1983 م مؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان – ص ب : 1457 – هاتف : 386868 بسم الله الرحمن الرحيم * ( ابواب قصص ابراهيم عليه السلام ) * ( باب 1 ) * ( علل تسميته وسنته وفضائله ومكارم أخلاقه وسننه ) * * ( ونقش خاتمه عليه السلام ) * الايات ، آل عمران ” 3 ” فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 95 ” وقال تعالى ” : يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما انزلت التور ؟ ة والانجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيمالكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعملون * ما كان إبراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ( 1 ) 65 – 68 . النساء ” 4 ” ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا 126 . النحل ” 16 ” إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لانعمه اجتبه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 120 – 123 . تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : ” لم تحاجون ” : قال ابن عباس و غيره : أن أحبار اليهود ونصارى نجران اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتنازعوا في إبراهيم * ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في النسخ والترتيب يقتضى تقدم الايات على قوله : ” فاتبعوا ملة إبراهيم ” . ( * ) [ 2 ] فقالت اليهود : ما كان إبراهيم إلا يهوديا ، وقالت النصارى : ما كان إلا نصرانيا ، فنزلت الآية ” ولكن كان حنيفا ” أي مائلا عن الاديان كلها إلى دين الاسلام ; وقيل : أي مستقيما في دينه . ” إن أولى الناس بإبراهيم ” أي أحق الناس بنصرة إبراهيم بالحجة أو بالمعونة للدين ” للذين اتبعوه ” في زمانه ” وهذا النبي والذين آمنوا ” يتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق وتنزيه كل عيب عنه . ( 1 ) ” واتخذ الله إبراهيم خليلا ” أي محبا لا خلل في مودته لكمال خلته ، والمراد بخلته الله أنه كان مواليا لاولياء الله ومعاديا لاعداء الله ، والمراد بخلة الله له نصرته على من أراده بسوء كما أنقذه من نار نمرود وجعلها عليه بردا وسلاما ، وكما فعله بملك مصر حين راوده عن أهله وجعله إماما للناس وقدوة لهم ( 2 ) ” امة ” أي قدوة ومعلما للخير ; وقيل : إمام هدى ; وقيل : سماه امة لان قوام الامة كان به ; وقيل : لانه قام بعمل امة ; وقيل : لانه انفرد في دهره بالتوحيد فكان مؤمنا وحده والناس كفار ” قانتا لله ” أي مطيعا له دائما على عبادته ; وقيل : مصليا ” حنيفا ” أي مستقيما على الطاعة ” اجتب ؟ ه ” أي اختاره الله ” في الدنيا حسنة ” أي نعمة سابغة في نفسه وفي أولاده وهو قول هذه الامة : ( كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ) وقيل : هي النبوة ; وقيل هي أنه ليس من أهل دين إلا وهو يرضاه ويتولاه ; وقيل : تنويه الله بذكره ; وقيل : إجابة دعوته حتى اكرم بالنبوة ذريته ” أن اتبع ملة إبراهيم ” أي في الدعاء إلى توحيد الله وخلع الانداد له وفي العمل بسنته . ( 3 ) 1 – ج : عن موسى بن جعفر عليه السلام في خبر اليهودي ( 4 ) الذي سأل أمير المؤمنين عليه السلام * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 2 : 456 – 457 . وليست هذه العبارة والتفسير فيه منقولا عن ابن عباس . م ( 2 ) مجمع البيان 3 : 116 . م ( 3 ) مجمع البيان : 6 : 391 . م ( 4 ) والحديث طويل أخرجه بتمامه في كتاب الاحتجاجات في الباب الثانى من احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام راجعه . ( * ) [ 3 ] عن معجزات النبي صلى الله عليه وآله إنه قال : تيقظ إبراهيم بالاعتبار على معرفة الله وأحاطت دلائله بعلم الايمان به وهو ابن خمسة عشر سنة . ( 1 ) 2 – لى : الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عن الحسين بن أحمد الطفاوي ، عن قيس بن الربيع ، عن سعد الخفاف ، عن عطية العوفي ، عن محدوج ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي إنه أول من يدعي به يوم القيامة يدعي بي فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلة خضراء من حلل الجنة ، ثم يدعى بأبينا إبراهيم عليه السلام فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسي حلة خضراء من حلل الجنة – وساق الحديث إلى أن قال – : ثم ينادي مناد من عند العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي ; الخبر . ( 2 ) أقول : قد مر نقش خاتمه عليه السلام في باب نقوش خواتيم الانبياء على نبينا وآله و عليم السلام . 3 – ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله اختار من كل شئ أربعة : اختار من الانبياء للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا ; واختار من البيوتات أربعة فقال عزوجل : ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” الخبر . ( 3 ) 4 – ع ، ن : سأل الشامي ( 4 ) أمير المؤمنين عليه السلام عمن خلق الله عزوجل من الانبياء مختونا ، فقال : خلق الله عزوجل آدم مختونا ، وولد شيث مختونا ، وإدريس و نوح وسام بن نوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط وإسماعيل وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسأله عن أول من امر بالختان ، فقال : إبراهيم عليه السلام . ( 5 ) * ( هامش ) * ( 1 ) تقدم في كتاب الاحتجاجات ان في نسخة : واحاطت دلالته . ( 2 ) امالى الصدوق : 195 . م ( 3 ) الخصال ج 1 : 107 . م ( 4 ) والخبر طويل أخرجه مسندا بتمامه في كتاب الاحتجاجات في باب 5 من احتجاجات امير المؤمنين عليه السلام راجع ج 1 ص 77 و 79 . ( 5 ) علل الشرائع : 198 : العيون : 134 – 135 . م ( * ) [ 4 ] 5 – ع ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام أنه قال : إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لانه لم يرد أحدا ، ولم يسأل أحدا قط غير الله عزوجل . ( 1 ) 6 – ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد الحسيني ، عن جعفر بن محمد ابن عيسى ، عن عبيدالله بن علي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليه السلام قال : كان إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول من شاب ، فقال : ماهذه ؟ قيل : وقار في الدنيا ، ونور في الآخرة . ( 2 ) 7 – ع : سمعت بعض المشايخ من أهل العلم يقول : إنه سمي إبراهيم إبراهيم لانه هم فبر ، وقد قيل : إنه هم بالآخرة فبرئ من الدنيا . ( 3 ) 8 – ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : لم اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا ؟ قال : لكثرة سجوده على الارض . ( 4 ) 9 – ع : السناني ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني قال : سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول : إنما اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا لكثرة صلواته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليه وآله . ( 5 ) 10 – ع : محمد بن عمرو بن علي البصري ، عن محمد بن إبراهيم بن خارج الاصم ، عن محمد بن عبدالله بن الجنيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن زاهر ، عن جرير ، عن الاعمش ، عن عطية ، عن جابر الانصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لاطعامه الطعام ، وصلاته بالليل والناس نيام . ( 6 ) 11 – ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان ، عمن رواه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا أتاه ببشارة الخلة ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء ودهنا ، فدخل * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 23 . العيون : 231 . م ( 2 ) امالى الشيخ : 216 . م ( 3 – 6 ) علل الشرائع : 23 . راجع الخبر الاتى تحت رقم 51 . ( * ) [ 5 ] إبراهيم عليه السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار ، وكان إبراهيم عليه السلام رجلا غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه ; فخرج ذات يوم في حاجة وأغلق بابه ثم رجع ففتح بابه فإذا هو برجل قائم كأحسن ما يكون من الرجال فأخذته الغيرة وقال له : يا عبدالله ما أدخلك داري ؟ فقال : ربها أدخلنيها ، فقال إبراهيم : ربها أحق بها مني ، فمن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : ففزع إبراهيم عليه السلام وقال : جئتني لتسلبني روحي ؟ فقال : لا ولكن اتخذ الله عزوجل عبدا خليلا فجئت ببشارته ، فقال إبراهيم : فمن هذا العبد لعلي أخدمه حتى أموت ؟ قال : أنت هو ، قال : فدخل على سارة فقال : إن الله اتخذني خليلا . ( 1 ) بيان : يحتمل أن يكون قوله : ” يقطر رأسه ماء ودهنا ” كناية عن حسنه وطراوته وصفائه ، قال الجوهري : قال رؤبة : ( 2 ) كغصن بان عوده سرعرع * كأن وردا من دهان يمرع ( 3 ) أي يكثر دهنه يقول : كأن لونه يعلى بالدهن لصفائه ، وقال : قوم مدهنون – بتشديد الهاء – عليهم آثار النعم . 12 – ع : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عبدالله ابن محمد ، عن داود بن أبى يزيد ، عن عبدالله بن هلال ، عن أبي عبدالله عليه قال : لما جاء المرسلون إلى إبراهيم جاءهم بالعجل فقال : كلوا ، فقالوا : لانا كل حتى تخبرنا ماثمنه فقال : إذا أكلتم فقولوا : بسم الله ، وإذا فرغتم فقولوا : الحمد لله ، قال فالتفت جبرئيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم فقال : حق لله أن يتخذ هذا خليلا ، قال أبوعبدالله عليه السلام : لما القي إبراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوي فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا . ( 4 ) 13 – فس : أبي ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام إن إبراهيم عليه السلام هو أول من حول له الرمل دقيقا ، وذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 23 . م ( 2 ) بضم الرا ؟ فالسكون هو رؤبة بن العجاج بن رؤبة التميمى مادح الامويين والعباسيين ، أخذ عنه اهل اللغة واحتجوا بشعره توفى 145 . ( 3 ) سرع بالفتح والكسر وسرعرع : كل قضيب رطب . ( 4 ) علل الشرائع : 23 – 24 . م ( * ) [ 6 ] فلم يجده في منزله فكره أن يرجع بالحمار خاليا ، فملا جرابه رملا فلما دخل منزله خلى بين الحمار وبين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام ، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت إليه طعاما طيبا ، فقال إبراهيم : من أين لك هذا ؟ فقالت : من الدقيق الذي حملته من عند خليلك المصري ، فقال : أما إنه خليلي وليس بمصري ; فلذلك أعطي الخلة فشكر لله وحمده وأكل . ( 1 ) بيان : لا تنافي بين تلك الاخبار إذ يحتمل أن يكون لكل من تلك الخلال مدخل في الخلة ، إذ لا تكون الخلة إلا مع اجتماع الخصال التي يرتضيها الرب تعالى . 14 – فس : أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة دعي محمد فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ، ثم يدعى بإبراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي ، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم . ( 2 ) ثم يدعى بالحسن فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين ، ثم يدعى بالحسين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن ، ثم يدعى بالائمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه ، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يدعى بفاطمة عليها السلام ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش ( 3 ) من قبل رب العزة والافق الاعلى : نعم الاب أبوك يا محمد وهو إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك وهو علي بن أبي طالب ، ونعم السبطان سبطاك وهو الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن ، ونعم الائمة الراشدون ذريتك وهو فلان وفلان ، ونعم الشيعة شيعتك ، ألا إن محمدا ووصيه وسبطيه والائمة من ذريته هم * ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 141 . م ( 2 ) في المصدر : فيقام على يمين أمير المؤمنين عليه السلام . م ( 3 ) في النهاية : في الحديث : ينادي مناد من بطنان العرش أى من وسطه ، وقيل : من أصله ، وقيل : البطنان جمع بطن وهو الغامض من الارض ، يريد من دواخل العرش . ومنه كلام على عليه السلام في الاستسقاء : وتسيل به البطنان . ( * ) [ 7 ] الفائزون ، ثم يؤمر بهم إلى الجنة ، وذلك قوله : ” فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ” . ( 1 ) 15 – فس : ” واتبع ملة إبراهيم حنيفا ” قال : هي الحنيفية العشرة التي جاء بها إبراهيم التي لم تنسخ إلى يوم القيامة . ( 2 ) 16 – فس : ” إن إبراهيم كان امة قا ؟ تا لله حنيفا ” أي طاهرا ” اجتب ؟ ه ” أي اختاره ” وهداه إلى صراط مستقيم ” قال : إلى الطريق الواضح ، ثم قال لنبيه : ” ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ” وهي الحنيفية العشرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام خمسة في الرأس وخمسة في البدن ، فالتي في الرأس : فطم الشعر ( 3 ) وأخذ الشارب ، وإعفاء اللحى ، والسواك ، والخلال ; وأما التي في البدن : فالغسل من الجنابة ، والطهور بالماء ، وتقليم الاظفار ، وحلق الشعر من البدن ، والختان ، وهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة . ( 4 ) 17 – فس : ” واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الايدي ، والابصار ” يعنى أولي القوة ” إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * وإنهم عندنا لمن المصطفين الاخيار * واذكر إسماعيل ” الآية . وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ” أولي الايدي والابصار ” يعني أولي القوة في العبادة والبصر فيها . ( 5 ) 18 – فس : الحسين بن عبدالله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ، ( 6 ) عن عبدالملك ابن هارون ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : عرض ملك الروم على الحسن بن علي صور الانبياء فأخرج صنما ، فقال عليه السلام : هذه صفة إبراهيم عليه السلام عريض الصدر طويل الجبهة ; الخبر . ( 7 ) * ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 116 – 117 . م ( 2 ) ” : 141 . م ( 3 ) طم الشعر : جزه وقطعه . ( 4 ) تفسير القمى : 167 . م ( 5 ) أو عزنا إلى اسمه في ج 10 ص 112 . ( 6 ) تفسير القمى ص 571 . م ( 7 ) تفسير القمى : 597 . والخبر طويل أخرجه بتمامه في باب مناظرات الحسنين عليهما السلام راجع ج 10 ص 111 . ( * ) [ 8 ] 19 – ع : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم عليه السلام شيبا في لحيته ، فقال : يارب ما هذا ؟ فقال : هذا وقار . فقال : رب زدني وقارا . ( 1 ) 20 – ع : ابن الوليد عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن الحسين ابن عمار ، ( 2 ) عن نعيم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أصبح إبراهيم عليه السلام فرأى في لحيته شيبا شعرة بيضاء ، فقال : الحمد لله رب العالمين الذي بلغني هذا المبلغ ولم أعص الله طرفة عين . ( 3 ) 21 – ع : علي بن حاتم ، عن جعفر بن محمد ، عن يزيد بن هارون ، عن عثمان الزنجاني ، عن جعفر بن الزمان ، عن الحسن بن الحسين ، عن خالد بن إسماعيل بن أيوب المخزومي ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه سمع أبا الطفيل يحدث : إن عليا عليه السلام يقول : كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم ولم يشب ، فكان الرجل يأتي النادي ( 4 ) فيه الرجل وبنوه فلا يعرف الاب من الابن ، فيقول ( 5 ) أبوكم ؟ فلما كان زمان إبراهيم قال : اللهم اجعل لي شيبا ( 6 ) أعرف به ، قال : فشاب وابيض رأسه ولحيته . ( 7 ) 22 – ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن عرفة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن من قبلنا يقولون إن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ختن نفسه بقدوم على دن ، فقال : سبحان الله ! ليس كما يقولون كذبوا ، فقلت له : صف لي ذلك ، فقال : إن الانبياء عليهم السلام كانت تسقط عنهم غلفهم ( 8 ) مع سررهم يوم السابع . الخبر . ( 9 ) * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 45 – 46 . م ( 2 ) في نسخة : الحسن بن عمار . ( 3 و 7 ) علل الشرائع : 46 . م ( 4 ) النادى : مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه . ( 5 ) في نسخة : فقال . ( 6 ) في نسخة : اجعل لى شيئا . ( 8 ) الغلفة هى الجليدة التى يقطعها الخاتن . ( 9 ) علل الشرائع : 171 . م ( * ) [ 9 ] بيان : بينه وبين خبر الشامي تناف ظاهرا ، ويمكن الجمع بأن يكون المراد به أن سائر الانبياء غير اولي العزم لم يكونوا يحتاجون إلى الختان فكيف يحتاج إبراهيم إليه مع أنه ولد مختونا ؟ ويحتمل أن يكون تبقى لغلفهم بقية تسقط في اليوم السابع . 23 – ص : كان على عهد إبراهيم عليه السلام رجل يقال : له ما ريا بن أوس قد أتت عليه ستمائة سنة وستون سنة ، وكان يكون في عيضة ( 1 ) له بينه وبين الناس خليج من ماء غمر ، وكان يخرج إلى الناس في كل ثلاث سنين فيقيم في الصحراء في محراب له يصلي فيه ، فخرج ذات يوم فيما كان يخرج فإذا هو بغنم كان عليها الدهن ( 2 ) فأعجب بها وفيها شاب كان وجهه شقة قمر ، فقال : يا فتى لمن هذا الغنم ؟ قال : لابراهيم خليل الرحمن ، قال : فمن أنت ؟ قال أنا ابنه إسحاق ; فقال : ما ريا في نفسه : اللهم أرني عبدك وخليلك حتى أراه قبل الموت ، ثم رجع إلى مكانه ، ورفع إسحاق ابنه خبره إلى أبيه فأخبره بخبره ، فكان إبراهيم يتعاهد ذلك المكان الذي هو فيه ويصلي فيه ، ( 3 ) فسأله إبراهيم عن اسمه وما أتى عليه من السنين فخبره ، فقال : أين تسكن ؟ فقال : في غيضة ، فقال إبراهيم : إني أحب أن آتي موضعك فأنظر إليه وكيف عيشك فيها ، قال : إني أيبس من الثمار الرطب ما يكفيني إلى قابل ، لا تقدر أن تصل إلى ذلك الموضع فإنه خليج وماء غمر ، فقال له إبراهيم : فمالك فيه معبر ؟ قال : لا ، قال : فكيف تعبر ؟ قال : أمشي على الماء ، قال إبراهيم : لعل الذي سخر لك الماء يسخره لي ، قال : فانطلق وبدأ ماريا فوضع رجله في الماء وقال : بسم الله ، قال إبراهيم : بسم الله ، فالتفت ماريا وإذا إبراهيم يمشي كما يمشي هو ، فتعجب من ذلك فدخل الغيضة فأقام معه إبراهيم ثلاثة أيام لا يعلمه من هو ، ثم قال له : ياماريا ما أحسن موضعك ! هل …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 12 من ص 9 سطر 19 الى ص 17 سطر 2 لك أن تدعو الله أن يجمع بيننا في هذا الموضع ؟ فقال : ما كنت لافعل ، قال : ولم ؟ قال : لاني دعوته بدعوة منذ ثلاث سنين لم يجبني فيها ، قال : وما الذي دعوته ؟ فقص عليه * ( هامش ) * – ( 1 ) الغيضة : الاجمة . مجتمع الشجر في مغيض الماء . ( 2 ) كناية اما عن سمنها أى ملئت دهنا ، أو صفائها أى طليت به . ( 3 ) في الهامش : كان ههنا سقطا كما سيظهر مما سيأتى في سائر الروايات في باب جمل احواله عليه السلام . منه دام ظله . ( * ) [ 10 ] خبر الغنم وإسحاق ، فقال إبراهيم : فإن الله قد استجاب منك ، أنا إبراهيم ، فقام وعانقه فكانت أول معانقة . ( 1 ) 24 – ص : عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رأيت إبراهيم وموسى و عيسى عليهم السلام ، فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شنوة ، ( 2 ) وأما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة ، ( 3 ) قال : ثم سكت ، فقيل له : يا رسول الله فإبراهيم ؟ قال : انظروا إلى صاحبكم . يعني نفسه صلى الله عليه وآله . ( 4 ) 25 – نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول من قاتل في سبيل الله إبراهيم الخليل عليه السلام حيث أسرت الروم لوطا عليه السلام فنفر إبراهيم عليه السلام واستنقذه من أيديهم ، ( 5 ) وأول من اختتن إبراهيم عليه السلام اختتن بالقدوم على رأس ثمانين سنة . ( 6 ) 26 – وبهذا الاسناد قال : قال علي عليه السلام : قيل لابراهيم عليه السلام : تطهر ، فأخذ شاربه ، ( 7 ) ثم قيل له : تطهر فنتف تحت جناحه ، ( 8 ) ثم قيل له : تطهر فحلق عانته ، ثم قيل له : تطهر فاختتن . ( 9 ) 27 – ك : أبي ، عن أحمد بن إدريس ومحمد العطار معا ، عن الاشعري ، عن محمد بن * ( هامش ) * ( 1 و 4 ) مخطوط . م ( 2 ) السبط من الشعر : ما استرسل ضدالجعد . وقال الفيروز آبادي : الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والمستوى الوجه . والكوسج . وقال الجزرى : هم جنس من السودان والهنود . وفى معجم القبائل : شنوءة : بطن من الازد ، من القحطانية وهم بنو نصر بن الازد ، وبطن من بنى راشد من لخم من القحطانية كانت مساكنهم بالبر الشرقى من صعيد مصر بين ترعة شريف إلى معصرة بوش . ( 3 ) الربعة : الوسيط القامة . ( 5 ) في المصدر : حتى استنقذه من أيديهم . م ( 6 ) نوادر الراوندى : 23 . م ( 7 ) ههنا في المصدر زيادة وهى هكذا : ثم قيل له : تطهر فاخذ من أظفاره . م ( 8 ) في المصدر : جناحيه . م ( 9 ) النوادر : 23 ، وتقدم الكلام في نحو الحديث عن المصنف بعد الخبر 22 ، ولعل الحديثين وأمثالهما محمولة على التقية . ( * ) [ 11 ] يوسف التميمي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة . ( 1 ) 28 – يج : كان إبراهيم عليه السلام مضيافا فنزل عليه يوما قوم ولم يكن عنده شئ ، فقال : إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فإنه ينحته صنما ووثنا فلم يفعل ، وخرج بعد أن أنزلهم في دار الضيافة ومعه إزار إلى موضع وصلى ركعتين فلما فرغ لم يجد الازار علم أن الله هيأ أسبابه ، فلما دخل داره رأى سارة تطبخ شيئا ، فقال لها : أنى لك هذا ؟ قالت : هذا الذي بعثته على يد الرجل ، وكان الله سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل الذي كان في الموضع الذي صلى فيه إبراهيم ويجعله في إزاره والحجارة الملقاة هناك أيضا ، ففعل جبرئيل عليه السلام ذلك ، وقد جعل الله الرمل جاورس مقشرا ، والحجارة المدورة شلجما ، والمستطيلة جزرا . ( 2 ) 29 – شى : عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ” ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ” لا يهوديا يصلي إلى المغرب ، ولا نصرانيا يصلي إلى المشرق ” ولكن كان حنيفا مسلما ” يقول : كان حنيفا مسلما على دين محمد صلى الله عليه وآله . ( 3 ) 30 – شى : عن ابن سنان ، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسر ولو بحجر فإن إبراهيم عليه السلام كان إذا ضاق أتى قومه ، وأنه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم أزمة فرجع كما ذهب ، فلما قرب من منزله نزل عن حماره فملا خرجه رملا إرادة أن يسكن به روح سارة ، ( 4 ) فلما دخل منزله حط الخرج عن الحمار وافتتح الصلاة ، فجاءت سارة ففتحت الخرج فوجدته مملوءا دقيقا فاعتجنت منه واختبزت ، ثم قالت لابراهيم : انفتل من صلاتك فكل ، فقال لها : أنى لك هذا ؟ قالت من الدقيق الذي في الخرج ، فرفع رأسه إلى السماء فقال : أشهد أنك الخليل . ( 5 ) بيان : الازمة : الشدة والقحط . * ( هامش ) * ( 1 ) كمال الدين : 289 . م ( 2 ) الخرائج لم نجده . م ( 3 و 5 ) مخطوط . م ( 4 ) في نسخة : أن يسكن به زوجه سارة . ( * ) [ 12 ] 31 – شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت قوله : ” إن إبراهيم لاواه حليم ” قال : الاواه : الدعاء . ( 1 ) 32 – شى : عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله : ” إن إبراهيم لحليم أواه منيب ” قال : دعاء . ( 2 ) شى : عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام مثله . ( 3 ) 33 – شى : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله تعالى : ” إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ” قال : شئ فضله الله به . ( 4 ) 34 – شى : يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه السلام : ” إن إبراهيم كان أمة قانتا ” امة واحدة . ( 5 ) 35 – شى : عن سماعة قال : سمعت عبدا صالحا يقول : لقد كانت الدنيا وما كان فيها إلا واحد يعبد الله ، ولو كان معه غيره إذا لاضافه إليه حيث يقول : ” إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ” فصبر بذلك ما شاء الله ، ثم إن الله تبارك وتعالى آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة . ( 6 ) 36 – كا : محمد بن الحسن ، عمن ذكره ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما ، فلما جمع له الاشياء قال : ” إني جاعلك للناس إماما ” قال : فمن عظمها في عين إبراهيم قال : ” ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ” قال : لا يكون السفيه إمام التقي . ( 7 ) 37 – كا : علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسين ، عن إسحاق بن عبدالعزيز بن أبي السفاتج ، ( 8 ) عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول : إن * ( هامش ) * ( 1 – 6 ) مخطوط . ( 7 ) اصول الكافى 1 : 175 . م ( 8 ) بفتح السين جمع السفتجة بالضم وقيل : بالفتح معرب سفتة . ( * ) [ 13 ] الله اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، واتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له هذه الاشياء وقبض يده قال له : ” يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما ” فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السلام قال : يارب ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين . ( 1 ) 38 – كا : علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أول من اتخذ النعلين إبراهيم عليه السلام . ( 2 ) 39 – وبهذا الاسناد عنه عليه السلام قال : أول من شاب إبراهيم ، فقال : يارب ما هذا ؟ قال : نور وتوقير ، قال : رب زدني منه . ( 3 ) 40 – كا : علي بن محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن أبان ، عن معاوية بن عمار ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن إبراهيم عليه السلام كان أبا أضياف فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفايتح يطلب الاضياف ، وإنه رجع إلى داره فإذا هو برجل أوشبه رجل في الدار ، فقال : يا عبدالله بإذن من دخلت هذه الدار ؟ قال : دخلتها بإذن ربها ، يردد ذلك ثلاث مرات ، فعرف إبراهيم عليه السلام أنه جبرئيل فحمد ربه ، ثم قال : أرسلني ربك إلى عبد من عبيده يتخذه خليلا ، قال إبراهيم فأعلمني من هو ، أخدمه حتى أموت ، فقال : فأنت هو ، قال ولم ذلك ، ( 4 ) قال : لانك لم تسأل أحدا شيئا قط ، ولم تسأل شيئا قط فقلت : لا . ( 5 ) 41 – كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عمن حدثه ، عن سعد بن ظريف ( 6 ) عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان الناس يعتبطون ( 7 ) اعتباطا ، فلما كان زمان إبراهيم * ( هامش ) * ( 1 ) اصول الكافى 1 : 175 . م ( 2 ) فروع الكافى 2 : 208 . م ( 3 ) ” ” ” : 217 . م ( 4 ) في نسخة ومم ذلك ؟ . ( 5 ) لم نجده . م ( 6 ) هكذا في النسخ والصحيح طريف بالطاء المهملة وزان أمير وهو سعد بن طريف الحنظلى الاسكاف الكوفى مولى بنى تميم . ( 7 ) اعتبط وأعبطه الموت : اخذه شابا لاعلة فيه . ( * ) [ 14 ] عليه السلام قال : يارب اجعل للموت علة يوجربها الميت ويسلى بها عن المصائب ، قال : فأنزل الله عزوجل الموم وهو البرسام ( 1 ) ثم أنزل بعده الداء . ( 2 ) محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن ابن ظريف ( 3 ) عنه عليه السلام مثله . ( 4 ) 42 – فس : ” فيما لكم به علم ” يعني بما في التوراة والانجيل ” فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ” يعني بما في صحف إبراهيم عنه عليه السلام . ( 5 ) 43 – نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله : إن الولدان تحت عرش الرحمن يستغفرون لآبائهم يحضنهم إبراهيم عليه السلام وتربيهم سارة عليهما السلام في جبل من مسك وعنبر وزعفران . ( باب 2 ) * ( قصص ولادته عليه السلام إلى كسر الاصنام ، وما جرى بينه وبين ) * * ( فرعونه ، وبيان حال أبيه ) * الايات ، البقرة ” 2 ” ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آته الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا احيي واميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين 258 . الانعام ” 6 ” وإذ قال إبراهيم لابيه آذر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين * وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين * * ( هامش ) * ( 1 ) البرسام : التهاب في الحجاب الذى بين الكبد والقلب . ( 2 – 4 ) فروع الكافى ج 1 : 31 . م . ( 3 ) تقدم الكلام فيه . ( 5 ) تفسير القمى : 94 : م ( * ) [ 15 ] فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني برئ مما تشركون * إنى وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين * وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ماتشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربى كل شئ علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالامن إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناهم إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم 74 – 83 . التوبة ” 9 ” وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لاواه حليم 114 . مريم ” 19 ” واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * إذ قال لابيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا * قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا * وأعتزلكم وماتدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا 41 – 48 . الانبياء ” 21 ” ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السموات والارض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتالله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون * قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون * قالوا ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * قال بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم إن كانوا ينطقون * فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم ( * ) [ 16 ] أنتم الظالمون * ثم نكسوا علي رءوسهم لقد علمت ماهؤلاء ينطقون * قال أفتعبدون من دون الله مالاينفعكم شيئا ولا يضركم * اف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون * قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا ناركوني بردا وسلاما على إبراهيم * وآرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين * ونجيناه ولوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين 51 – 71 . الشعراء ” 26 ” واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الاقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين * الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين * رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * واجعل لي لسان صدق في الآخرين * واجعلني من ورثة جنة النعيم * واغفر لابي إنه كان من الضالين * ولا تحزني يوم يبعثون 69 – 87 . العنكبوت ” 29 ” وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدو الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون * وإن تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين 16 – 18 ” ثم قال تعالى ” : فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أوحر قوه فأنجه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * وقال إنما اتخذتم من دون الله أو ثانا مودة بينكم في الحيوة الدنيا ثم يوم القيمة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار و مالكم من ناصرين * فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم 24 – 26 . الصافات ” 37 ” وإن من شيعته لابراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم * إذ قال لابيه وقومه ماذا تعبدون * أئفكا آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين * ( * ) [ 17 ] فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم * فتولوا عنه مدبرين * فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * مالكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين * فأقبلوا إليه يزفون * قال …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 12 من ص 17 سطر 3 الى ص 25 سطر 3 أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون * قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادو به كيدا فجعلناهم الاسفلين * وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين 83 – 99 . الزخرف ” 43 ” وإذ قال إبراهيم لابيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون 26 – 28 . الممتحنة ” 60 ” قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنابكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير * ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم 4 – 5 . تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : ” ألم تر ” : أي ألم ينته علمك ” إلى الذي حاج إبراهيم ” أي خاصمه وهو نمرود بن كنعان ، وهو أول من تجبر وادعى الربوبية ، واختلف في وقت المحاجة فقيل : عند كسر الاصنام قبل إلقائه في النار ; وقيل : بعده ، وهو المروي عن الصادق عليه السلام ” في ربه ” أي في رب إبراهيم الذي يدعو إلى توحيده وعبادته ” أن آته الله ” أي لان آتاه ” الملك ” والهاء تعود إلى المحاج لابراهيم ، أي بطر الملك ونعيم الدنيا حمله على المحاجة ، والملك على هذا الوجه جائز أن ينعم الله به على أحد ، فأما الملك بتمليك الامر والنهي وتدبير امور الناس وإيجاب الطاعة على الخلق فلا يجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح والسداد والرشاد ; وقيل : إن الهاء تعود إلى إبراهيم عليه السلام ” إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويمت ” الاماتة هي إخراج الروح من بدن الحي من غير جرح ولا نقص بنية ولا إحداث فعل يتصل بالبدن من جهة ، وهذا خارج عن قدرة البشر ، قال : ” أنما أحيي ” بالتخلية من الحبس ” وأميت ” بالقتل ، وهذا جهل من الكافر لانه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى ، عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أو الموت للحي على سبيل الاختراع الذي ينفرد ( * ) [ 18 ] سبحانه به ولا يقدر عليه سواه ” فبهت الذي كفر ” أي تحير عند الانقطاع بما بان له من ظهور الحجة . فإن قيل : فهلا قال له نمرود : فليأت بها ربك من المغرب ؟ قيل : عن ذلك جوابان : أحدهما : أنه لما علم بما رأى من الآيات أنه لواقترح ذلك لاتى به الله تصديقا لابراهيم فكان يزداد بذلك فضيحة عدل عن ذلك . والثاني : أن الله خذله ولطف لابراهيم عليه السلام حتى أنه لم يأت بشبهة ولم يلبس ” والله لا يهدي القوم الظالمين ” بالمعونة على بلوغ البغية من الفساد أو إلى المحاجة ، أو إلى الجنة ، أو لا يهديهم بألطافه وتأييده إذا علم أنه لا لطف لهم . وفي تفسير ابن عباس أن الله سلط على نمرود بعوضة فعضت شفته فأهوى إليها ليأخذها بيده فطارت في منخره ، فذهب ليستخرجها فطارت في دماغه فعذبه به الله بها أربعين ليلة ثم أهلكه . ( 1 ) ” وكذلك نري إبراهيم ” أي مثل ما وصفناه من قصة إبراهيم وقوله لابيه ما قال ” نري ملكوت السموات والارض ” أي القدرة التي تقوى بها دلالته على توحيد الله ; وقيل : معناه : ما أريناك يا محمد أريناه آثار قدرتنا فيما خلقنا من العلويات والسفليات ليستدل بها ; وقيل : ملكوت السماوات والارض : ملكهما بالنبطية ; وقيل : اطلق الملكوت على المملوك الذي هو في السماوات والارض . قال أبوجعفر عليه السلام : كشط الله له عن الارضين حتى رآهن وما تحتهن ، وعن السماوات حتى رآهن وما فيهن من الملائكة وحملة العرش ” وليكون من الموقنين ” أي المتيقنين بأن الله سبحانه هو خالق ذلك والمالك له . ( 2 ) ” فلما جن عليه الليل ” أي أظلم وستر بظلامه كل ضياء ” رأى كوكبا ” قيل : هو الزهرة ; وقيل : هو المشتري ” فلما أفل ” أي غرب ” بازغا ” أي طالعا ” إني وجهت وجهي ” أى نفسي ” حنيفا ” أي مخلصا مائلا عن الشرك إلى الاخلاص . ( 3 ) وذكر أهل التفسير والتاريخ أن إبراهيم عليه السلام ولد في زمن نمرود بن كنعان ، وزعم * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 1 : 366 – 268 . م ( 2 ) مجمع البيان 4 : 322 . م ( 3 ) ” ” ” : 323 – 324 . م ( * ) [ 19 ] بعضم أن نمرود كان من ولاة كيكاوس ; وبعضهم قال : كان ملكا برأسه ; وقيل لنمرود : إنه يولد مولود في بلده هذه السنة يكون هلاكه وزوال ملكه على يده ، ثم اختلفوا فقال بعضهم : إنما قالوا ذلك من طريق التنجيم والتكهن ; وقال آخرون : بل وجد ذلك في كتب الانبياء ; وقال آخرون : رأى نمرود كأن كوكبا طلع فذهب بضوء الشمس والقمر ، فسأل عنه فعبر بأنه يولد غلام يذهب ملكه على يده ، عن السدي ، فعند ذلك أمر بقتل كل غلام يولد تلك السنة ، وأمر بأن يعزل الرجال عن النساء ، وبأن يتفحص عن أحوال النساء ، فمن وجدت حبلى تحبس حتى تلد ، فإن كان غلاما قتل ، وإن كانت جارية خليت ، حتى حبلت ام إبراهيم فلما دنت ولادته خرجت هاربة فذهبت به إلى غار ولفته في خرقة ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه ، فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصها فتشخب لبنا ، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة ، فمكث ما شاء الله أن يمكث . وقيل : كانت تختلف إليه امه فكان يمص أصابعه ، فوجدته يمص من إصبع ماء ومن إصبع لبنا ومن إصبع عسلا ومن إصبع تمرا ومن إصبع سمنا ، عن أبي روق ( 1 ) ومحمد بن إسحاق ; ولما خرج من السرب نظر إلى النجم وكان آخر الشهر فرأى الكوكب قبل القمر ثم رأى القمر ثم الشمس فقال ما قال ، ولما رأى قومه يعبدون الاصنام خالفهم ، وكان يعيب آلهتهم حتى فشا أمره وجرت المناظرات . ( 2 ) ” وحاجة قومه ” أي جادلوه في الدين وخوفوه من ترك عبادة آلهتهم ” قال ” أي إبراهيم ” أتحاجوني في الله وقد هدان ” أي وفقني لمعرفته ولطف لي في العلم بتوحيده و إخلاص العبادة له ” ولا أخاف ما تشركون به ” أي لا أخاف منه ضررا إن كفرت به ولا أرجو نفعا إن عبدته ، لانه بين صنم قد كسر فلا يدفع عن نفسه ، ونجم دل أفوله على حدثه ” إلا أن يشاء ربي شيئا ” فيه قولان : أحدهما أن معناه ; إلا أن يقلب الله هذه الاصنام فيحييها ويقدرها فتضر وتنفع فيكون ضررها ونفعها إذ ذاك دليلا على حدثها * ( هامش ) * ( 1 ) بفتح الراء وسكون الواو هو عطية بن حارث الهمدانى الكوفى صاحب التفسير . ( 2 ) مجمع البيان 4 : 325 . م ( * ) [ 20 ] أيضا وعلى توحيدالله وعلى أنه المستحق للعبادة دون غيره . والثاني : إلا أن يشاء ربي أن يعذبني ببعض ذنوبي ، أويشاء الاضراريي ابتداء ، والاول أجود ” وكيف أخاف ما أشركتم ” من الاوثان وهم لا يضرون ولا ينفعون ” ولا تخافون ” من هو القادر على الضر والنفع بل تجترئون عليه ” بأنكم أشركتم ” . وقيل : معناه : كيف أخاف شر ككم وأنا برئ منه والله لا يعاقبني بفعلكم ، وأنتم لا تخافونه وقد أشركتم به ، فما مصدرية ” سلطانا ” أي حجة على صحته . ( 1 ) ” وتلك حجتنا ” أي أدلتنا ” آتيناها ” أي أعطيناها إبراهيم وأخطرناها بباله و جعلناها حججا على قومه من الكفار ” نرفع درجات من نشاء ” من المؤمنين بحسب أحوالهم في الايمان واليقين ، أو للاصطفاء للرسالة . ( 2 ) ” إلا عن موعدة ” أي إلا صادرا عن موعدة ، واختلف في صاحب هذه الموعدة هل هو إبراهيم أو أبوه ، فقيل : إنها من الاب وعد إبراهيم أنه يؤمن به إن يستغفر له ، فاستغفر له لذلك ” فلما تبين له أنه عدولله ” ولا يفي بما وعد ” تبرأ ” منه وترك الدعاء له ; وقيل : إن الموعدة كانت من إبراهيم قال لابيه : إني أستغفر لك ما دمت حيا ، وكان يستغفر له مقيدا بشرط الايمان ، فلما أيس من إيمانه تبرأ منه ” إن إبراهيم لاواه ” أي كثير الدعاء والبكاء وهو المروي عن أبي عبدالله عليه السلام ; وقيل : الرحيم بعباد الله ; وقيل : الذي إذا ذكر النار قال : اوه ; ( 3 ) وقيل : الاواه : المؤمن بلغة الحبشة ; وقيل : الموقن أو العفيف أو الراجع عن كل ما يكره الله أو الخاشع أو الكثير الذكر ; وقيل : المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالاجابة ولزوما للطاعة ” حليم ” يقال : بلغ من حلم إبراهيم عليه السلام أن رجلا قد آذاه وشتمه فقال له : هداك الله . ( 4 ) ” إنه كان صديقا ” أي كثير التصديق في أمور الدين ” ولا يغني عنك ” أي لا يكفيك * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 4 : 326 – 327 . م ( 2 ) ” ” 4 : 329 . م ( 3 ) كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع ، وفيها لغات . ( 4 ) مجمع البيان 5 : 77 . م ( * ) [ 21 ] شيئا ولا ينفعك ولا يضرك ” صراطا سويا ” أي طريقا مستقيما ” عصيا ” أي عاصيا ” أن يمسك ” أي يصيبك ” فتكون للشيطان وليا ” أى موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا ; وقيل : أي لا حقا بالشيطان في اللعن والخذلان ” أراغب ” أي معرض ” أنت عن ” عبادة ” آلهتي لارجمنك ” بالحجارة ; وقيل : لارمينك بالذنب والعيب وأشتمنك ; وقيل : لاقتلنك ” واهجرني مليا ” أي فارقني دهرا طويلا ; وقيل : مليا سويا سليما من عقوبتي ” قال سلام عليك ” سلام توديع وهجر على ألطف الوجوه ; وقيل : سلام إكرام وبر تأدية لحق الابوة . ” سأستغفر لك ربي ” فيه أقوال : أحدها : أنه إنما وعده بالاستغفار على مقتضى العقل ، ولم يكن قد استقر بعد قبح الاستغفار للمشركين . وثانيها : أنه قال : سأستغفر لك على ما يصح ويجوز من تركك عبادة الاوثان ، وثالثها : أن معناه : سأدعو الله أن لا يعذبك في الدنيا . ” إنه كان بي حفيا ” أي بارا لطيفا رحيما ” واعتزلكم وما تدعون من دون الله ” أي اتنحى منكم جانبا وأعتزل عبادة الاصنام ” وأدعو ربي ” أي وأعبده ” عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ” كما شقيتم بدعاء الاصنام ، وإنما ذكر عسى على وجه الخضوع ; وقيل : معناه : لعله يقبل طاعتي ولا أشقى بالرد ، فإن المؤمن بين الرجاء و الخوف . ( 1 ) ” رشده ” أي الحجج التي توصله إلى الرشد بمعرفة الله وتوحيده ، أو هداه أي هديناه صغيرا ; وقيل : هو النبوة ” من قبل ” أي من قبل موسى أو محمد ، أو من قبل بلوغه ” وكنا به عالمين ” أنه أهل لذلك ” إذ قال لابيه وقومه ” حين رآهم يعبدون الاصنام ” ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ” أي ما هذه الصور التي أنتم مقيمون على عبادتها ، والتمثال اسم للشئ المصنوع مشبها بخلق من خلق الله ; قيل : إنهم جعلوها أمثلة لعلمائهم الذين انقرضوا ; وقيل : للاجسام العلوية ” قالوا وجدنا ” اعترفوا بالتقليد إذ لم يجدوا حجة لعبادتهم إياها ” في ضلال مبين ” في ذهاب عن الحق ظاهر ” قالوا أجئتنا بالحق ” أي * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 516 – 517 . م ( * ) [ 22 ] أجاد أنت فيما تقول ؟ محق عند نفسك أم لاعب مازح ؟ وإنما قالوا ذلك لاستبعادهم إنكار عبادة الاصنام عليهم . ( 1 ) قوله : ” قال بل ربكم ” قال البيضاوي : إضراب عن كونه لا عبا بإقامة البرهان على ما ادعاه و ( هن ) للسماوات والارض أو للتماثيل ” من الشاهدين ” أي من المحققين له والمبرهنين عليه ” لاكيدن أصنامكم ” أي لاجتهدن في كسرها ” بعد أن تولوا عنها مدبرين ” إلى عيدكم . ( 2 ) وقال الطبرسي : قيل : إنما قال ذلك في سر من قومه ، ولم يسمع ذلك إلا رجل منهم فأفشاه ، وقالوا : كان لهم في كل سنة مجمع وعيد إذا رجعوا منه دخلوا على الاصنام فسجدوا لها ، فقالوا لابراهيم : ألا تخرج معنا ؟ فخرج ، فلما كان ببعض الطريق قال : اشتكى رجلي وانصرف ” فجعلهم جذاذا ” أي جعل أصنامهم قطعا قطعا ” إلا كبيرا لهم ” في الخلقة أو في التعظيم تركه على حاله ، قالوا : جعل يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إلا الضم الكبير علق الفأس في عنقه وخرج ” لعلهم إليه يرجعون ” أي إلى إبراهيم فينبههم على جهلهم ، أو إلى الكبير فيسألونه وهو لاينطق فيعلمون جهل من اتخذه إلها ، فلما رجع قومه من عيدهم فوجدوا أصنامهم مكسرة ” قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ” من موصولة ، أي الذي فعل هذا بآلهت

    رد

  14. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 05:13:39

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 13 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 13 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 18 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم أبواب قصص موسى وهارون عليهما السلام * ( باب 1 ) * * ( نقش خاتمهما وعلل تسميتهما وفضائلهما وسننهما ) * * ( وبعض أحوالهما ) * الايات ، البقرة ” 2 ” ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل 87 . آل عمران ” 3 ” وأنزل التور ؟ ة والانجيل * من قبل هدى للناس 3 – 4 . هود ” 11 ” ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة 17 ” وقال ” : ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب 110 . ابراهيم ” 14 ” ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 5 . مريم ” 19 ” واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * و ناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا 51 – 53 الانبياء ” 21 ” ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين 48 التنزيل ” 32 ” ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى [ 2 ] لبني إسرائيل * وجعلنا منهم أئمه يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 23 – 24 الاحزاب ” 32 ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها 69 الصافات ” 37 ” ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم * وتركنا عليهما في الآخرين * سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين 114 – 122 . المؤمن ” 40 ” ولقد آتينا موسى الهدى * وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى و ذكرى لاولي الالباب 53 – 54 . السجدة ” 41 ” ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه 45 . الاحقاف ” 46 ” ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة 12 . تفسير : قال الطبرسي قدس سره : ” إماما ” أي يؤتم به في امور الدين ” ورحمة ” أي نعمة من الله على عباده ، أو ذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به ( 1 ) ” الكتاب ” يعني التوراة ” فاختلف فيه ” أي قومه اختلفوا في صحته ” ولولا كلمة سبقت ” أي لولا خبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلى يوم القيامة للمصلحة ” لقضي بينهم ” أي لعجل الثواب والعقاب لاهله ” وإنهم لفي شك منه ، أي من وعد الله ووعيده ( 2 ) ” بأيام الله ” أي بوقائع الله في الامم الخالية وإهلاك من هلك منهم ، أو بنعم الله في سائر أيامه كما روي عن أبي عبدالله عليه السلام أو الاعم منهما ( 3 ) ” في الكتاب ” أي القرآن ” إنه كان مخلصا ” قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله بالنبوة ، والباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله ، أو نفسه لاداء الرسالة * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 5 : 15 . م ( 2 ) مجمع البيان 5 : 198 . م ( 3 ) مجمع البيان 6 : 304 . م ( * ) [ 3 ] ” من جانب الطور ” الطور : جبل بالشام ، ناداه الله من جانبه اليمين وهو يمين موسى ، و قيل : من الجانب الايمن من الطور ، يريد حيث أقبل من مدين ورأى النار في الشجرة ، وهو قوله : ” يا موسى إني أنا الله رب العالمين ” . ” وقربناه نجيا ” أي مناجيا كليما ، قال ابن عباس : قربه الله وكلمه ، ومعنى هذا التقريب أنه أسمعه كلامه ، وقيل : قربه حتى سمع صرير القلم الذي كتبت به التوراة ، وقيل : ” قربناه ” أي رفعنا منزلته حتى صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب مسافة وإدناء ” ووهبنا له ” أي أنعمنا عليه بأخيه هارون وأشركناه في أمره ( 1 ) ” الفرقان ” أي التوراة يفرق بين الحق والباطل ، وقيل : البرهان الذي يفرق به بين حق موسى وباطل فرعون ، وقيل : هو فلق البحر ” وضياء ” هو من صفة التوراة أيضا ، أي استضاؤوا بها حتى اهتدوا في دينهم . ( 2 ) ” فلا تكن في مرية من لقائه ” أي في شك من لقائك موسى ليلة الاسراء بك إلى السماء ، عن ابن عباس ، وقد ورد في الحديث أنه قال : رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شبوة ، ( 3 ) ورأيت عيسى بن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس . ( 4 ) فعلى هذا فقد وعد صلى الله عليه وآله أنه سيلقى موسى عليه السلام قبل أن يموت ، وقيل : فلا تكن في مرية من لقاء موسى إياك في الآخرة ، وقيل : * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 518 . م ( 2 ) مجمع البيان 7 : 50 . م ( 3 ) هكذا في المطبوع ، وفى نسخة : شنوة ، والظاهر أن كلاهما مصحف والصحيح كما في المصدر : شنوءة ، قال الثعلبى في العرائس في ذكر حلية موسى عليه السلام : جعد طويل كانه من رجال أزد شنوءة . وقال الفيروز آبادى : الشنوءة : المتفزر والتفزر ، وأزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بنهم وفى اللباب : الشنائى بفتح الشين والنون وكسر الهمزة هذه النسبة إلى ازد شنوءة والشنوى بفتح الشين والنون . وبعدها الواو نسبة إلى شنوءة ، ويقال : للازد أزد شنوءة . ( 4 ) المربوع : الوسيط القامة . والسبط : ضد الجعد . ( * ) [ 4 ] من لقاء موسى الكتاب ، وقيل : من لقاء الاذى كما لقي موسى ” وجعلناه ” أي موسى أو الكتاب ” وجعلنا منهم أئمة ” أي رؤساء في الخير يقتدى بهم ، يهدون إلى أفعال الخير بإذن الله ، وقيل : هم الانبياء الذين كانوا فيهم ” لما صبروا ” أي لما صبروا جعلوا أئمة ” وكانوا بآياتنا يوقنون ” لا يشكون فيها . ( 1 ) ” ولقد مننا على موسى وهارون ” أي بالنبوة والنجاة من فرعون وغيرهما من النعم الدنيوية والاخروية ” من الكرب العظيم ” من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الاعمال الشاقة ، وقيل : من الغرق ” الكتاب المستبين ” يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان ” وتركنا عليهما ” الثناء الجميل ” في الآخرين ” بأن قلنا : ” سلام على موسى و هارون ” ( 2 ) موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء ، وسى : الشجر ، وسمي بذلك لان التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء والشجر ، ( 3 ) وجدته جواري آسية وقد خرجن ليغتسلن ، وهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام . وقال الثعلبي : هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام قال أهل العلم بأخبار الاولين وسير الماضين : ولد ليعقوب عليه السلام لاوي وقد مضى من عمره تسع وثمانون سنة ، ثم إن لاوي بن يعقوب نكح نابتة بنت ماوي بن يشجر ( 4 ) فولدت له عرشون ( 5 ) ومرزى ومردى وقاهث بن لاوي ، وولد للاوي قاهث بعد أن مضى من عمره * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 8 : 332 – 333 . م ( 2 ) مجمع البيان 8 : 456 . م ( 3 ) قال المسعودى في اثبات الوصية : روى لما وضعته امه في حجرها اشتد فرحها به ، فقال : فديتك يا موسى ، فسمع فرعون فاستشاط ، فأرسل الله عزوجل فنطق على لسانها فقالت : بلغنى انكم مشتموه من الماء ، فقلت : يا موشى – بالعبرانية – فقالت لها فرعون : صدقت من الماء مشناه و انا نسميه موشى . ( 4 ) في المصدر المطبوع بمصر : ماوى بن يشجب . وفى الطبرى : مارى بن يشخر . ( 5 ) في المصدر : غرسون ، وفى الطبرى : غرشون ولم يذكر ( مروى ) وفى قاموس التوراة والانجيل : جرشون ، قهات ، مرارى . ( * ) [ 5 ] ست وأربعون سنة ، فنكح قاهث بن لاوي قاهي ( 1 ) بنت مبنير بن بتويل ( 2 ) بن إلياس فولدت له يصهر ، وتزوج يصهر شمبت بنت بتاويت بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم ( 3 ) فولدت له عمران ( 4 ) وقد مضى من عمره ستون سنة ، وكان عمر يصهر مائة وسبعا وأربعين سنة ، فنكح عمران بن يصهر نخيب بنت إشموئيل بن بركيا بن يقشان ( 5 ) بن إبراهيم فولدت له هارون وموسى ، واختلف في اسم امهما فقال محمد بن إسحاق : نخيب ، وقيل : أفاحية ، وقيل : بوخائيد ( 6 ) وهو المشهور ، وكان عمر عمران مائة وسبعا وثلاثين سنة ، وولد له موسى وقد مضى من عمره سبعون سنة ، ( 7 ) ونحوه ذكر ابن الاثير في الكامل . ( 8 ) 1 – فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام في خبر المعراج عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين ، لم أر كهلا أعظم منه ، حوله ثلاثة من امته ، ( 9 ) فأعجبتني كثرتهم ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ فقال : هذا المجيب لقومه ( 10 ) هارون بن عمران ، فسلمت عليه وسلم علي ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : قاضى ، وفى المصدر والطبرى : فاهى . ( 2 ) في المصدر : ميين بن تنويل . وفى الطبرى : مسين بن بتويل . ( 3 ) في المصدر : وتزوج يصهر سميت بنت يتادم بن بركيا بن يشعان . وفى الطبرى : شميث ابنة بتادين بن بركيا بن يقسان . وعد البغدادى في المحبر من أولاد ابراهيم يقشان بالشين . ( 4 ) في الطبرى : وقارون . ( 5 ) في المصدر : نجيب بنت شمويل بن بركيا بن يشعان ، وفى الطبرى ، يحيب ابنة شمويل ابن بركيا بن يقسان . ( 6 ) في المصدر : نجيب . وقيل : ناجية ، وفيل يوخابيل . وفى الطبرى ، امه يوخابد ، وقيل : اناحيد . ( 7 ) عرائس الثعلبى : 105 . م ( 8 ) كامل التواريخ 1 : 58 . م ( 9 ) في نسخة : ثلة من امته . وفى المصدر : ثلاثة صفوف من امته . ( 10 ) في نسخة : هذا المحبب لقومه . ( * ) [ 6 ] ثم صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنه من شبوة ، ( 1 ) ولو أن عليه قميصين لنفذ شعره فيهما ، وسمعته يقول : يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله ، وهذا رجل أكرم على الله مني ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ فقال أخوك موسى ابن عمران ، فسلمت عليه وسلم علي ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات . ( 2 ) بيان : شبوة أبوقبيلة ، وموضع بالبادية ، وحصن باليمن ، أو واد بين مارب وحضرموت كذا ذكره الفيروز آبادي ، ولعله صلى الله عليه وآله شبهه بإحدى هذه الطوائف في الادمة و طول القامة . 2 – فس : في خبر الحسن بن علي عليهما السلام مع ملك الروم أنه عرض على الحسن عليه السلام صور الانبياء فعرض عليه صنما ، قال عليه السلام : هذه صفة موسى بن عمران ، وكان عمره مائتين وأربعين سنة ، وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة سنة . ( 3 ) 3 – ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله اختار من الانبياء أربعة للسيف : إبراهيم ، وداود ، وموسى ، وأنا ، واختار من البيوتات أربعة فقال عزوجل : ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” الخبر . ( 4 ) 4 – ن ، ع ، ل : سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه ” من هم ؟ فقال عليه السلام : قابيل يفر من هابيل ، * ( هامش ) * ( 1 ) في طبعة من المصدر : من شعر ، وفى اخرى : ستوه ، وفى البرهان والصافى نقلا عن المصدر : من شعر ، وأحسن الكل ما في الكتاب ، ولعل الصحيح ما اخترناه آنفا وهو شنوءة . راجع ما تقدمناه . ( 2 ) تفسير القمى : 4373 . م ( 3 ) تفسير القمى : 597 . م ( 4 ) الخصال ج 1 : 107 . م ( * ) [ 7 ] والذي يفر من امه موسى ، والذي يفر من أبيه إبراهيم ، والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعمان . ( 1 ) قال الصدوق رحمه الله : إنما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها . ( 2 ) بيان : يمكن أن يتجوز في الام كما ارتكب ذلك في الاب ، ويكون المراد بعض مربياته في بيت فرعون . 5 – ل : في خبر أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول نبي من بني إسرائيل موسى ، وآخرهم عيسى وستمائة نبي . ( 3 ) أقول : قد مر نقش خاتمه في نقوش خواتيم الانبياء . 6 – ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد الخراساني ، عن محمد بن جعفر العلوي ، عن الحسن ابن محمد بن جمهور العمي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام : أتدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي ؟ فقال : لا يا رب ، فأوحى الله إليه : إني اطلعت إلى الارض فلم أجد عليها أشد تواضعا لي منك ، فخر موسى ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه عزوجل ، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى ، وأمر يدك في موضع سجودك ، وامسح بها وجهك وما نالته من بدنك ، ( 4 ) فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة . ( 5 ) 7 – ع : الطالقاني ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن محمد بن جيلان قال : حدثني أبي ، عن أبيه وجده ، عن غياث بن اسيد قال : حدثني عمن سمع مقاتل بن سليمان يقول : إن الله تبارك وتعالى بارك على موسى بن عمران عليه السلام وهو في بطن امه بثلاث مائة وستين * ( هامش ) * ( 1 ) العيون : 136 ، علل الشرائع : 198 ، الخصال ج 1 : 154 . م ( 2 ) هذا البيان من الصدوق ره في كتابه الخصال وقال : يفر ابراهيم من ابيه المربى لانه مشرك لا من الاب الوالد وهو التارخ . م ( 3 ) الخصال ج 2 : 104 . وأما يوسف فكان ابن اسرائيل ولم يكن من بنى اسرائيل . ( 4 ) في نسخة : وما يليه من بدنك . ( 5 ) امالى الشيخ : 103 . م ( * ) [ 8 ] بركة ، فالتقطه فرعون من بين الماء والشجر وهو في التابوت ، فمن ثم سمي موسى ، وبلغة القبط الماء ( مو ) والشجر ( سى ) فسموه موسى لذلك . ( 1 ) 8 – ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام : أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ فقال موسى : لا يا رب ، فقال : يا موسى إني قلبت عبادي ظهر البطن ( 2 ) فلم أجد فيهم أحدا أذل لي منك نفسا ، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب . ( 3 ) ص : بإسناده إلى الصدوق عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير . ( 4 ) 9 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحا ، قال : فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا ، فقال : يا رب إن كنت حبست عني وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فغفر انك القديم ، قال : فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك لوحيي وكلامي دون خلقي ؟ فقال : لا علم لي يا رب ، فقال : يا موسى إني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك ، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ، قال : وكان موسى عليه السلام إذا صلى لم ينفتل ( 5 ) حتى يلصق خده الايمن بالارض والايسر . ( 6 ) 10 – فس : أبي ، عن النضر ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام إن بني إسرائيل كانوا يقولون : ليس لموسى ما للرجال ، وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس ، وكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة ، فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه ، فعلموا أنه ليس * ( هامش ) * ( 1 و 3 و 6 ) علل الشرائع : 30 . م ( 2 ) أى انى اختبرتهم . ( 4 ) مخطوط . م ( 5 ) أى لم ينصرف . ( * ) [ 9 ] كما قالوا فأنزل الله : ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ” إلى قوله : ” وجيها ” . ( 1 ) بيان : قال الشيخ الطبرسي رحمه الله : اختلفوا فيما اوذي به موسى على أقوال : أحدها : أن موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل : أنت قتلته ، فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا أنه قد مات وبرأه الله من ذلك ، عن علي عليه السلام وابن عباس ، واختاره الجبائي . وثانيها : أن موسى عليه السلام كان حييا يغتسل وحده ، فقالوا : ما يتستر منا إلا لعيب بجلده : إما برص وإما ادرة ، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا ، فبرأه الله مما قالوا ، رواه أبوهريرة مرفوعا ، وقال قوم : إن ذلك لا يجوز لان فيها إشهار النبي وإبداء سوءته على رؤوس الاشهاد وذلك ينفر عنه . وثالثها : أن قارون استأجر مومسة ( 2 ) لتقذف موسى بنفسها على رؤوس الملا ، فعصمه الله تعالى من ذلك ، عن أبي العالية . ورابعها : أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر والجنون والكذب بعدما رأوا الآيات ، عن أبي مسلم . انتهى . ( 3 ) والسيد قدس سره رد الثاني بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه ما ذكروه من هتك العورة لتنزيهه من عاهة اخرى ، فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 13 من ص 9 سطر 19 الى ص 17 سطر 10 وجه لا يلحقه معه فضيحة اخرى ، وليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم . ثم قال : والذي روي في ذلك من الصحيح معروف ، وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون * ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 535 . م ( 2 ) قال الفيروزآبادى : الماموسة : الحمقاء الخرقاء . وفى النهاية : المومسة : الفاجرة . ( 3 ) مجمع البيان 8 : 372 . م ( * ) [ 10 ] عليه السلام قرفوه ( 1 ) بأنه قتله لانهم كانوا إلى هارون أميل ، ( 2 ) فبرأه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة بأن حملت هارون ميتا ومرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ، ومبرئة لموسى عليه السلام من قتله ، وهذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وروي أيضا أن موسى عليه السلام نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتله ؟ فقال : لا ، ثم عاد . انتهى . ( 3 ) أقول : بعد ورود الخبر الحسن كالصحيح لا يتجه الجزم ببطلانه ، إذ ليس فيه من الفضيحة بعد كونه لتبريه عما نسب إليه ما يلزم الحكم بنفيها ، والله يعلم . 11 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد ابن عيسى ، عن أبان ، عمن أخبره ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : لم سميت التلبية تلبية ؟ قال : إجابة أجاب موسى عليه السلام ربه . ( 4 ) 12 – ع : بهذا الاسناد عن حماد ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : مر موسى بن عمران عليه السلام في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية يقول : لبيك عبدك وابن عبدك لبيك . ( 5 ) 13 – ع : أبي ، عن الحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مر موسى النبي عليه السلام بصفائح الروحاء على جمل أحمر ، خطامه من ليف عليه عبايتان قطوانيتان ، وهو يقول : لبيك يا كريم لبيك . الخبر . ( 6 ) بيان : الصفح من الجبل : مضطجعه ، والجمع صفاح . والصفائح : حجارة عراض رقاق . والروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة . والقطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل منسوبة إلى قطوان محركة : موضع بالكوفة . * ( هامش ) * ( 1 ) أى اتهموه به ، وفى المصدر : قذفوه . ( 2 ) في المصدر : اميل ( اقرب خ ل ) م ( 3 ) تنزيه الانبياء : 89 – 90 وفيه : ثم عاد إلى قبره . م ( 4 – 6 ) علل الشرائع : 145 . م ( * ) [ 11 ] 14 – ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، ( 1 ) عن عثمان بن عيسى ، وعلي بن الحكم ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أحرم موسى عليه السلام من رملة مصر ، ومر بصفائح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال . ( 2 ) 15 – ص : سئل الصادق عليه السلام : أيهما مات هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما ؟ قال : هارون مات قبل موسى . وسئل : أيهما كان أكبر هارون أم موسى ؟ قال : هارون ، قال : وكان اسم ابني هارون شبرا وشبيرا ، وتفسيرهما بالعربية الحسن والحسين . وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ( 3 ) ورجال أهل شبوة ، ( 4 ) وأما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة . ( 5 ) قال : ثم سكت ، وقيل له : يا رسول الله فإبراهيم ؟ قال : انظروا إلى صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وآله . ( 6 ) 16 – كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن البزنطي ، عن أبان ، عن زيد الشحام ، عمن رواه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : حج موسى بن عمران ومعه سبعون نبيا من بني إسرائيل ، خطم إبلهم من ليف يلبون وتجيبهم الجبال ، وعلى موسى عبايتان قطوانيتان يقول : لبيك عبدك ابن عبدك . ( 7 ) 17 – كا : العدة ، عن أحمد ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي البلاد ، عن أبي بلال المكي قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلي على قدر ذراعين من البيت ، فقلت له : ما رأيت أحدا من أهل بيتك يصلي بحيال الميزاب ، فقال : هذا مصلى شبير وشرا بني هارون . ( 8 ) * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : عن الحسين بن سعيد . ( 2 ) علل الشرئع : 145 . م ( 3 ) قال الفيروزآبادى : الزط بالضم : جيل من الهند ، معرب جت بالفتح ، والقياس يقتضى فتح معربه أيضا . ( 4 ) تقدم الكلام فيه آنفا . ( 5 ) أى لا طويل ولا قصير . ( 6 ) مخطوط . م ( 7 ) فروع الكافى 1 : 223 . م ( 8 ) فروع الكافى 1 : 224 . م ( * ) [ 12 ] 18 – صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن موسى بن عمران سأل ربه ورفع يديه فقال : يا رب أين ذهبت اوذيت ، فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى إن في عسكرك غمازا ، فقال : يا رب دلني عليه ، فأوحى الله تعالى إليه : إني ابغض الغماز فكيف أغمز ؟ ( 1 ) قال الثعلبي : قال كعب الاحبار : كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام ، وإذا تكلم تكلم بتؤدة وعلم ، وكان أطول من موسى وكان على أرنبته ( 2 ) شامة ، وعلى طرف لسانه أيضا شامة ، وكان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزدشنوءة ، وكان بلسانه عقدة ثقل ، وكانت فيه سرعة وعجلة ، وكان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء . ( 3 ) بيان : قال الفيروزآبادي : أزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بينهم . 19 – فس : ” وذكرهم بأيام الله ” قال : أيام الله ثلاثة : يوم القائم ، ويوم الموت ، ويوم القيامة . ( 4 ) قوله : ” يهدون بأمرنا لما صبروا ” قال : كان في علم الله أنهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة . ( 5 ) 20 – فس : ” وكان عند الله وجيها ” أي ذا جاه ، أخبرنا الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن النضر ، عن محمد بن مروان رفعه إليهم قالوا : يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والائمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا . ( 6 ) * ( هامش ) * ( 1 ) صحيفة الرضا : 11 . م ( 2 ) الارنبة : طرف الانف . والشامة : الخال أى بثرة سوداء في البدن حولها شعر . ( 3 ) عرائس الثعلبى 108 . م ( 4 ) تفسير القمى : 344 . م ( 5 ) تفسير القمى : 513 . م ( 6 ) تفسير القمى : 535 . م ( * ) [ 13 ] * ( باب 2 ) * * ( أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته ) * الايات ، القصص ” 28 ” نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين * وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون * وأصبح فؤاد ام موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين * وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون * وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون * فرددناه إلى امه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون * ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين * ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين * فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين * وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك [ 14 ] من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين * ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير * فجاءته إحديهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحديهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين * قال إني اريد أن انكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما اريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك أيما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل * فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون * فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين * وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل و لا تخف إنك من الآمنين * اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه إنهم قوما فاسقين * قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون * قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون 3 – 35 تفسير : قال الطبرسي نور الله ضريحه : ” علا في الارض ” أي بغى وتجبر في أرض مصر ” وجعل أهلها شيعا ” أي فرقا يكرم أقواما ويذل آخرين ، أو جعل بني إسرائيل أقوما في الخدمة والتسخير ” يستضعف طائفة منهم ” يعني بني إسرائيل ” يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم ” يقتل الابناء ويستبقي البنات ولا يقتلهن ، وذلك أن بعض الكهنة قال له : إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملكك ، وقيل : رأى فرعون في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني [ 15 ] إسرائيل ، فسأل علماء قومه فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون هلاك مصر على يده ” ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ” أي أن فرعون كان يريد إهلاك – بني إسرائيل و نحن نريد أن نمن عليهم ” ونجعلهم أئمة ” أي قادة ورؤساء في الخير ” ونجعلهم الوارثين ” لديار فرعون وقومه وأموالهم ” ونمكن لهم في الارض ” أي أرض مصر ” منهم ” أي من بني إسرائيل ” ما كانوا يحذرون ” من ذهاب الملك على يد رجل منهم ، قال الضحاك : عاش فرعون ( 1 ) أربعمائة سنة وكان قصيرا دميما ، ( 2 ) وهو أول من خضب بالسواد ، وعاش موسى عليه السلام مائة وعشرين سنة . ( 3 ) ” وأوحينا إلى ام موسى ” أي ألهمناها وقذفناها في قلبها ، وليس بوحي نبوة ، وقيل : أتاها جبرئيل عليه السلام بذلك ، وقال : كان الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل ” أن أرضعيه ” ما لم تخافي عليه الطلب ” فإذا خفت عليه ” القتل ” فألقيه في اليم ” أي في البحر وهو النيل ” ولا تخافي ” عليه الضيعة ” ولا تحزني ” عن فراقه ” إنا رادوه إليك ” سالما عن قريب . قال وهب : لما حملت بموسى امه كتمت أمرها عن جميع الناس ، ولم يطلع على حملها أحد من خلق الله ، وذلك شئ ستره الله لما أراد أن يمن به على بني إسرائيل ، فلما كانت السنة التي تولد فيها موسى بعث فرعون القوابل وتقدم إليهن أن يفتشن النساء تفتيشا لم يفتشنه قبل ذلك ، وحملت ام موسى فلم ينتأ بطنها ، ( 4 ) ولم يتغير لونها ولم * ( هامش ) * ( 1 ) قال البغدادى : هو الوليد بن مصعب بن أبى أهون بن الهلوات بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى ، قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز . وقال الطبرى : كان فرعون مصر في أيامه قابوس بن مصعب بن معاوية صاحب يوسف الثانى فلما مات قام أخوه الوليد بن مصعب مكانه ، وكان أعتى من قابوس وأكفر وأفجر انتهى . وذكره الثعلبى في العرائس ثم نسبه هكذا : أبوالعباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران ابن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح انتهى . وأما اليعقوبى فقال : فاختلف الرواة في نسبه فقالوا : رجل من لخم ، وقالوا من غيرها من قبائل اليمن ، وقالوا من العمالقة ، وقالوا من قبط مصر ، يقال له ظلما . ( 2 ) الدميم : الحقير والقبيح المنظر . ( 3 ) تقدم في الخبر الثانى من الباب الاول أن عمره كان مائتين وأربعين سنة ، وسيأتى بيان الخلاف في ذلك في باب وفاته عليه السلام . ( 4 ) أى فلم يرتفع ، وفى النسخة والمصدر : فلم ينب . ( * ) [ 16 ] يظهر لبنها ، فكانت القوابل لا يعرضن لها ، فلما كانت الليلة التي ولد فيها موسى ولدته امه ولا رقيب عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد إلا اخته مريم ، وأوحى الله تعالى إليها ” أن أرضعيه ” الآية ، قال : وكتمته امه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها لا يبكي ولا يتحرك ، فلما خافت عليه عملت له تابوتا مطبقا ومهدت له فيه ثم ألقته في البحر ليلا كما أمرها الله تعالى . ” فالتقطه آل فرعون ” أي أصابوه وأخذوه من غير طلب ” ليكون لهم عدوا وحزنا ” أي ليكون لهم في عاقبة أمره كذلك ، لا أنهم أخذوه لذلك ، وكانت القصة في ذلك أن النيل جاء بالتابوت إلى موضع فيه فرعون وامرأته على شط النيل ، فأمر فرعون به وفتحت آسية بنت مزاحم بابه ، فلما نظرت إليه ألقى الله في قلبها محبة موسى ، وكانت آسية بنت مزاحم امرأة من بني إسرائيل استنكحها فرعون ، وهي من خيار النساء ، ومن بنات الانبياء ، ( 1 ) وكانت اما للمؤمنين ترحمهم وتتصدق عليهم يدخلون عليها ، فلما نظر فرعون إلى موسى غاظه ذلك فقال : كيف أخطأ هذا الغلام الذبح ؟ ! قالت آسية وهي قاعدة إلى جنبه : هذا الوليد أكبر من ابن سنة ، وإنما أمرت أن تذبح الولدان لهذه السنة فدعه يكن قرة عين لي ولك ، وإنما قالت ذلك لانه لم يكن له ولد فأطمعته في الولد ” وهم لا يشعرون ” أن هلاكهم على يديه ” فارغا ” أي خاليا من ذكر كل شئ إلا من ذكر موسى ، أو من الحزن سكونا إلى ما وعدها الله به ، أو من الوحي الذي اوحي إليها بنسيانها ” إن كادت لتبدي به ” أي أنها كادت تبدي بذكر موسى فتقول : يا ابناه من شدة الوجد ، أوهمت بأن تقول أنها امه لما رأته عند دعاء فرعون إياها للارضاع لشدة سرورها به ” وقالت ” أي ام موسى ” لاخته ” أي اخت موسى واسمها كليمة ( 3 ) ” قصيه ” * ( هامش ) * ( 1 ) قال الثعلبى في العرائس : قد استنكح فرعون من بنى اسرائيل امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم ، وبقال : هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الاول ، ونص الطبرى أيضا انها كانت من بنى اسرائيل وكانت من خيار النساء المعدودات ، ويأتى في الخبر التاسع ايضا ذلك . ( 2 ) في نسخة : كلهمة ، وفى المصدر : كلثمة ، وتقدم قبل ذلك أن اخته تسمى مريم ، ولعلها اخت اخرى . ( * ) [ 17 ] أي اتبعي أثره وتعرفي خبره ” فبصرت به عن جنب ” تقديره : فذهبت اخت موسى فوجدت آل فرعون أخرجوا موسى ” فبصرت به عن جنب ” أي عن بعد ، وقيل : عن جانب تنظر إليه وجعلت تدخل إليهم كأنها لا تريده ” وهم لا يشعرون ” أنها اخته أو جاءت متعرفة عن خبره ” وحرمنا عليه المراضع ” أي منعناهن منه وبغضناهن إليه فلا يؤتى بمرضع فيقبلها ” من قبل ” أي من قبل مجئ امه ” فقالت هل أدلكم ” وهذا يدل على أن الله تعالى ألقى محبته في قلب فرعون فلغاية شفقته عليه طلب له المراضع ، وكان موسى عليه السلام لا يقبل ثدي واحدة منهن بعد أن أتاه مرضع بعد مرضع ، فلما رأت اخته وجدهم به ورأفتهم عليه قالت لهم : ” هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ” أي يقبلون هذا الولد ، ويبذلون النصح في أمره ، ويحسنون تربيته ” وهم له ناصحون ” يشفقون عليه ، قيل : إنها لما قالت ذلك قال هامان : إن هذه المرأة تعرف أن هذا الولد من أي أهل بيت هو ، فقالت هي : إنما عنيت أنهم …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 13 من ص 17 سطر 11 الى ص 25 سطر 11 ناصحون للملك فأمسكوا عنها . ” ورددناه إلى امه ” فانطلقت اخت موسى إلى امها فجاءت بها إليهم ، فلما وجد موسى ريح امه قبل ثديها وسكن بكاؤه ، وقيل : إن فرعون قال لامه : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك ؟ قالت : لاني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أكاد اوتى بصبي إلا ارتضع مني ، فسر فرعون بذلك ” ولكن أكثرهم لا يعلمون ” أن وعد الله حق . ” ولما بلغ أشده ” أي ثلاثا وثلاثين سنة ” واستوى ” أي بلغ أربعين سنة ” آتيناه حكما وعلما ” أي فقها وعقلا وعلما بدينه ودين آبائه ، فعلم موسى وحكم قبل أن يبعث نبيا ، وقيل : نبوة وعلما ” ودخل المدينة ” يريد مصر ، وقيل : مدينة ميق ( 1 ) من أرض مصر ، وقيل : على فرسخين من مصر ” على حين غفلة من أهلها ” أراد به نصف النهار و * ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر : منف بالنون ثم الفاء . قال ياقوت : منف بالفتح ثم السكون وفاء : اسم مدينة فرعون بمصر ، أصلها بلغة قبط مافه فعربت فقيل ” منف ” قال عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم باسناده : أول من سكن مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح بيصر بن حام بن نوح ، فسكن ” منف ” وهى أول مدينة عمرت بعد الغرق هو وولده وهم ثلاثون نفسا فبذلك سميت ” مافه ” ومعنى مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل ” منف ” وهى المرادة بقوله تعالى : ” ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ” انتهى . وذكر أن بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ . ( * ) [ 18 ] الناس قائلون ، ( 1 ) وقيل : بين العشائين ، وقيل : كان يوم عيد لهم وقد اشتغلوا بلعبهم ، و اختلفوا في سبب دخوله فقيل : إنه كان موسى حين كبر يركب في مواكب فرعون ، فلما كان ذات يوم قيل له : إن فرعون قد ركب فركب في أثره ، فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل ، وقيل : إن بني إسرائيل كانوا يجتمعون إلى موسى ويسمعون كلامه ، و لما بلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه ، وأخافوه فكان لا يدخل مصرا إلا خائفا ” فدخلها على حين غفلة ” وقيل : إن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلا الآن ” يقتتلان ” أي يختصمان في الدين ، وقيل : في أمر الدنيا ” هذا من شيعته وهذا من عدوه ” أي أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ، و قيل : كان أحدهما مسلما والآخر كافرا ” فاستغاثه الذي من شيعته ” استنصره لينصره عليه . وروى أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ليهنئكم الاسم ، قال : وما الاسم ؟ قال : الشيعة ، أما سمعت الله سبحانه يقول : ” فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى ” أي دفع في صدره بجمع كفه ، وقيل : ضربه بعصاه ” فقضى عليه ” أي فقتله وفرغ من أمره . ” قال رب إني ظلمت نفسي ” يعني في هذا القتل فإنهم لو علموا بذلك لقتلوني ” رب بما أنعمت علي ” أي بنعمتك علي من المغفرة وصرف بلاء الاعداء عني ” فلن أكون ظهيرا للمجرمين ” أي فلك علي أن لا أكون مظاهرا ومعينا للمشركين ” فأصبح ” موسى في اليوم الثاني ” في المدينة خائفا ” من قتل القبطي ” يترقب ” أي ينتظر الاخبار ، يعني أنه خاف من فرعون وقومه أن يكونوا عرفوا أنه هو الذي قتل القبطي ، وكان يتجسس وينتظر الاخبار في شأنه ” فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه ” معناه أن الاسرائيلي الذي كان قد خلصه بالامس ووكز القبطي من أجله يستصرخ ويستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه ، قال ابن عباس : لما فشا قتل القبطي قيل لفرعون : إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا ، قال : أتعرفون قاتله ومن يشهد عليه ؟ قالوا : لا ، فأمرهم بطلبه فبينا هم يطوفون إذ مر موسى عليه السلام من الغد ورأى ذلك الاسرائيلي يطلب نصرته ويستغيث به * ( هامش ) * ( 1 ) أى نائمون في القائلة أى منتصف النهار . ( * ) [ 19 ] ” قال له موسى إنك لغوي مبين ” أي ظاهر الغواية ، قاتلت بالامس رجلا وتقاتل اليوم آخر ، ولم يرد الغواية في الدين ، والمراد أن من خاصم آل فرعون مع كثرتهم فإنه غوي أي خائب فيما يطلبه ، عادل عن الصواب فيما يقصده . ” فلما أراد أن يبطش ” أي فلما أخذته الرقة على الاسرائيلي وأراد أن يدفع القبطي الذي هو عدو لموسى والاسرائيلي عنه ويبطش به ، أي يأخذه بشدة ظن الاسرائيلي أن موسى قصده لما قال له : ” إنك لغوي مبين ” فقال : ” أتريد أن تقتلني ” وقيل : هو من قول القبطي لانه قد اشتهر أمر القتل بالامس وأنه قتله بعض بني إسرائيل ” إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض ” أي ما تريد إلا أن تكون جبارا عاليا في الارض بالقتل والظلم ، ولما قال الاسرائيلي ذلك علم القبطي أن القاتل موسى ، فانطلق إلى فرعون فأخبره به ، فأمر فرعون بقتل موسى وبعث في طلبه . ” فخرج منها ” أي من مدينة فرعون ” خائفا ” من أن يطلب فيقتل ” يترقب ” الطلب قال ابن عباس : خرج متوجها نحو مدين وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه بربه ، و قيل : إنه خرج بغير زاد ولا حذاء ولا ظهر ( 1 ) وكان لا يأكل إلا من حشيش الصحراء حتى بلغ ماء مدين ” ولما توجه تلقاء مدين ” قال الزجاج : أي لما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها ، وهي على مسيرة ثمانية أيام من مصر ، نحو ما بين الكوفة إلى البصرة ، ولم يكن له بالطريق علم ولذلك قال : ” عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ” أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين ، وقيل : إنه لم يقصد موضعا بعينه ولكنه أخذ في طريق مدين . وقال عكرمة : عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك ، ولذلك قال : ” عسى ربي أن يهديني ” فلما دعا ربه استجاب له ودله على الطريق المستقيم إلى مدين ، وقيل : جاء ملك على فرس بيده عنزة ( 2 ) فانطلق به إلى مدين ، وقيل : إنه خرج حافيا ولم يصل إلى مدين حتى وقع خف قدميه ( 3 ) عن ابن جبير ” فلما ورد ماء مدين ” وهو بئر كانت لهم * ( هامش ) * ( 1 ) الظهر : الركاب التى تحمل الاثقال . ( 2 ) العنزة : أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح . ( 3 ) الخف من الانسان : ما أصاب الارض من باطن قدمه . ( * ) [ 20 ] ” وجد عليه امة من الناس ” أي جماعة من الرعاة يسقون مواشيهم الماء من البئر ” تذودان ” أي تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلى الماء ، أو عن أن تختلط بأغنام الناس ، أو تذودان الناس عن مواشيهما ” قال ” موسى لهما : ” ما خطبكما ” أي ما شأنكما ؟ ومالكما لا تسقيان مع الناس ؟ ” قالتا لا نسقي ” عند المزاحمة مع الناس ” حتى يصدر الرعاء ” قرأ أبوجعفر وأبوعمرو وابن عامر يصدر بفتح الياء وضم الدال ، أي حتى يرجع الرعاء من سقيهم ، والباقون يصدر بضم الياء وكسر الدال ، أي حتى يصدروا مواشيهم عن وردهم فإذا انصرف الناس سقينا مواشينا من فضول الحوض ” وأبونا شيخ كبير ” لا يقدر أن تولى السقي بنفسه من الكبر ، ولذلك احتجنا ونحن نساء أن نسقي الغنم ، وإنما قالتا ذلك تعريضا للطلب من موسى أن يعينهما على السقي أو اعتذارا في الخروج بغير محرم ” فسقى لهما ” أي فسقى موسى غنمهما الماء لاجلهما ، وهو أنه زحم القوم على الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما ، وقيل : رفع لاجلهما حجرا عن بئر كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر إلا عشرة رجال وسألهم أن يعطوه دلوا فنالوه دلوا وقالوا له : انزح إن أمكنك ، وكان لا ينزحها إلا عشرة فنزحها وحده ، وسقى أغنامهما ولم يسق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ” ثم تولى إلى الظل ” أي ثم انصرف إلى ظل سمرة ( 1 ) فجلس تحتها من شدة الحر وهو جائع ” فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ” قال ابن عباس : سأل نبي الله اكلة من خبز يقيم به صلبه ، وقال ابن إسحاق : فرجعتا إلى أبيهما في ساعة كانا لا ترجعان فيها فأنكر شأنهما وسألهما فأخبرتاه الخبر ، فقال لاحداهما : علي به ، فرجعت الكبرى إلى موسى لتدعوه فذلك قوله : ” فجاءته إحديهما تمشي على استحياء ” أي مستحيية معرضة عن عادة النساء الخفرات ، ( 2 ) وقال : غطت وجهها بكم درعها ” قالت إن أبي يدعوك ليجزيك ” أي ليكافئك على سقيك لغنمنا . وأكثر المفسرين على أن أباها شعيب عليه السلام ، وقال وهب وابن جبير : هو يثروب ( 3 ) * ( هامش ) * ( 1 ) السمر : شجر من العضاه وليس في العضاه أجود خشبا منه . ( 2 ) خفرت الجارية : استحيت أشد الحياء ، فهى خفر وخفرة ومخفار . ( 3 ) كذا في النسخ والصحيح كما في المصدر : يثرون ، أو يترون على ما في الطبرى . ( * ) [ 21 ] أخي شعيب ، وكان شعيب قد مات قبل ذلك بعدما كف بصره ودفن بين المقام وزمزم ، و قيل : يثروب هو اسم شعيب ، ( 1 ) قال أبوحازم : لما قالت : ” ليجزيك أجر ما سقيت لنا ” كره ذلك موسى عليه السلام وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا أن يتبعها لانه كان في أرض مسبعة ( 2 ) وخوف فخرج معها ، وكانت الريح تضرب ثوبها فيصف لموسى عجزها ، فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة ، فناداها : يا أمة الله كوني خلفي فأريني السمت بقولك ، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب : اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى : أعوذ بالله ، قال شعيب : ولم ذاك ؟ ألست بجائع ؟ قال : بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما ، وإنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الارض ذهبا ، فقال له شعيب : لا والله يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي ، نقري الضيف ونطعم الطعام ، قال : فجلس موسى يأكل . ” نجوت من القوم الظالمين ” يعني فرعون وقومه فإنهم لا سلطان لهم بأرضنا ولسنا من مملكته ” قالت إحديهما ” أي إحدى ابنتيه واسمها صفورة وهي التي تزوج بها ، واسم الاخرى ليا ، ( 3 ) وقيل : اسم الكبرى صفراء ، واسم الصغرى صفيراء ” يا أبت استأجره ” أي اتخذه أجيرا ” القوي الامين ” أي من يقوى على العمل وأداء الامانة ” على أن تأجرني ” أي على أن تكون أجيرا لي ثمان سنين ” فمن عندك ” أي ذلك تفضل منك وليس بواجب عليك ” وما اريد أن أشق عليك ” في هذه الثماني حجج وأن اكلفك خدمة سوى رعي الغنم ، وقيل : وما أشق عليك بأن آخذك بإتمام عشر سنين ” ستجدني إن شاء الله من الصالحين ” في حسن الصحبة والوفاء بالعهد ، وحكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شية امها ، ( 4 ) فأوحى الله تعالى إلى موسى في المنام : أن ألق عصاك في الماء ، ففعل فولدن كلهن على خلاف شبههن ، ( 5 ) وقيل : إنه وعده أن يعطيه * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وقيل : يثروب ، وقيل : هو اسم شعيب لان شعيبا اسم عربى . ( 2 ) أرض مسبعة أى تكثر فيها السباع . ( 3 ) في العرائس : ليا ويقال : حنونا . ( 4 ) السخلة : ولد الشاة . الشية : كل لون يخالف معظم لون الشئ . ( 5 ) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر : شيتهن . ويأتى في الحديث الثانى وجه آخر . ( * ) [ 22 ] تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع ( 1 ) وإنما نتجت كلها درعاء . وروى الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل أيتهما التي قالت : ” إن أبي يدعوك ” ؟ قال : التي تزوج بها ، قيل : فأي الاجلين قضى ؟ قال : أوفاهما وأبعدهما عشر سنين ، قيل : فدخل بها قبل أن يمضي الشرط أو بعد انقضائه ؟ قال : قبل أن ينقضي ، قيل له : فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لابيها إجارة شهرين أيجوز ذلك ؟ قال : إن موسى عليه السلام علم أنه سيتم له شرطه ، قيل : كيف ؟ قال : إنه علم أنه سيبقى حتى يفي . ” قال ” موسى ” ذلك بيني وبينك ” أي ذلك الذي شرطت علي فلك ، وما شرطت لي من تزويج إحداهما فلي وتم الكلام ، ثم قال : ” أيما الاجلين ” من الثماني والعشر ” قضيت ” أي أتممت وفرغت منه ” فلا عدوان علي ” أي فلا ظلم علي بأن اكلف أكثر منها ” والله على ما نقول وكيل ” أي شهيد فيما بيني وبينك ” فلما قضى موسى الاجل ” أي أوفاهما ، وروى الواحدي بإسناده عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا سئلت أي الاجلين قضى موسى ؟ فقل : خيرهما وأبرهما ، وإذا سئل ( 2 ) أي المرأتين تزوج ؟ فقل : الصغرى منهما وهي التي جاءت فقال : ” يا أبت استأجره ” . وقال وهب : تزوج الكبرى منهما ، وفي الكلام حذف وهو : فلما قضى موسى الاجل وتسلم زوجته ثم توجه نحو الشام وسار بأهله ” آنس من جانب الطور نارا ” وقيل : إنه لما زوجها منه أمر الشيخ أن يعطى موسى عصا يدفع السباع عن غنمه بها فاعطي العصا ، وقيل : خرج آدم بالعصا من الجنة فأخذها جبرئيل عليه السلام بعد موت آدم وكانت معه حتى لقي بن موسى عليه السلام ليلا فدفعها إليه ، وقيل : لم تزل الانبياء يتوارثونها حتى وصلت إلى شعيب عليه السلام فأعطاها موسى وكانت عصي الانبياء عنده . وروى عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كانت عصا موسى قضيب آس من الجنة أت

    رد

  15. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 05:21:32

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 13 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 13 من ص 1 سطر 1 الى ص 9 سطر 18 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم أبواب قصص موسى وهارون عليهما السلام * ( باب 1 ) * * ( نقش خاتمهما وعلل تسميتهما وفضائلهما وسننهما ) * * ( وبعض أحوالهما ) * الايات ، البقرة ” 2 ” ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل 87 . آل عمران ” 3 ” وأنزل التور ؟ ة والانجيل * من قبل هدى للناس 3 – 4 . هود ” 11 ” ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة 17 ” وقال ” : ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب 110 . ابراهيم ” 14 ” ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 5 . مريم ” 19 ” واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * و ناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا 51 – 53 الانبياء ” 21 ” ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين 48 التنزيل ” 32 ” ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى [ 2 ] لبني إسرائيل * وجعلنا منهم أئمه يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 23 – 24 الاحزاب ” 32 ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها 69 الصافات ” 37 ” ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم * وتركنا عليهما في الآخرين * سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين 114 – 122 . المؤمن ” 40 ” ولقد آتينا موسى الهدى * وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى و ذكرى لاولي الالباب 53 – 54 . السجدة ” 41 ” ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه 45 . الاحقاف ” 46 ” ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة 12 . تفسير : قال الطبرسي قدس سره : ” إماما ” أي يؤتم به في امور الدين ” ورحمة ” أي نعمة من الله على عباده ، أو ذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به ( 1 ) ” الكتاب ” يعني التوراة ” فاختلف فيه ” أي قومه اختلفوا في صحته ” ولولا كلمة سبقت ” أي لولا خبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلى يوم القيامة للمصلحة ” لقضي بينهم ” أي لعجل الثواب والعقاب لاهله ” وإنهم لفي شك منه ، أي من وعد الله ووعيده ( 2 ) ” بأيام الله ” أي بوقائع الله في الامم الخالية وإهلاك من هلك منهم ، أو بنعم الله في سائر أيامه كما روي عن أبي عبدالله عليه السلام أو الاعم منهما ( 3 ) ” في الكتاب ” أي القرآن ” إنه كان مخلصا ” قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله بالنبوة ، والباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله ، أو نفسه لاداء الرسالة * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 5 : 15 . م ( 2 ) مجمع البيان 5 : 198 . م ( 3 ) مجمع البيان 6 : 304 . م ( * ) [ 3 ] ” من جانب الطور ” الطور : جبل بالشام ، ناداه الله من جانبه اليمين وهو يمين موسى ، و قيل : من الجانب الايمن من الطور ، يريد حيث أقبل من مدين ورأى النار في الشجرة ، وهو قوله : ” يا موسى إني أنا الله رب العالمين ” . ” وقربناه نجيا ” أي مناجيا كليما ، قال ابن عباس : قربه الله وكلمه ، ومعنى هذا التقريب أنه أسمعه كلامه ، وقيل : قربه حتى سمع صرير القلم الذي كتبت به التوراة ، وقيل : ” قربناه ” أي رفعنا منزلته حتى صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب مسافة وإدناء ” ووهبنا له ” أي أنعمنا عليه بأخيه هارون وأشركناه في أمره ( 1 ) ” الفرقان ” أي التوراة يفرق بين الحق والباطل ، وقيل : البرهان الذي يفرق به بين حق موسى وباطل فرعون ، وقيل : هو فلق البحر ” وضياء ” هو من صفة التوراة أيضا ، أي استضاؤوا بها حتى اهتدوا في دينهم . ( 2 ) ” فلا تكن في مرية من لقائه ” أي في شك من لقائك موسى ليلة الاسراء بك إلى السماء ، عن ابن عباس ، وقد ورد في الحديث أنه قال : رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شبوة ، ( 3 ) ورأيت عيسى بن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس . ( 4 ) فعلى هذا فقد وعد صلى الله عليه وآله أنه سيلقى موسى عليه السلام قبل أن يموت ، وقيل : فلا تكن في مرية من لقاء موسى إياك في الآخرة ، وقيل : * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 6 : 518 . م ( 2 ) مجمع البيان 7 : 50 . م ( 3 ) هكذا في المطبوع ، وفى نسخة : شنوة ، والظاهر أن كلاهما مصحف والصحيح كما في المصدر : شنوءة ، قال الثعلبى في العرائس في ذكر حلية موسى عليه السلام : جعد طويل كانه من رجال أزد شنوءة . وقال الفيروز آبادى : الشنوءة : المتفزر والتفزر ، وأزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بنهم وفى اللباب : الشنائى بفتح الشين والنون وكسر الهمزة هذه النسبة إلى ازد شنوءة والشنوى بفتح الشين والنون . وبعدها الواو نسبة إلى شنوءة ، ويقال : للازد أزد شنوءة . ( 4 ) المربوع : الوسيط القامة . والسبط : ضد الجعد . ( * ) [ 4 ] من لقاء موسى الكتاب ، وقيل : من لقاء الاذى كما لقي موسى ” وجعلناه ” أي موسى أو الكتاب ” وجعلنا منهم أئمة ” أي رؤساء في الخير يقتدى بهم ، يهدون إلى أفعال الخير بإذن الله ، وقيل : هم الانبياء الذين كانوا فيهم ” لما صبروا ” أي لما صبروا جعلوا أئمة ” وكانوا بآياتنا يوقنون ” لا يشكون فيها . ( 1 ) ” ولقد مننا على موسى وهارون ” أي بالنبوة والنجاة من فرعون وغيرهما من النعم الدنيوية والاخروية ” من الكرب العظيم ” من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الاعمال الشاقة ، وقيل : من الغرق ” الكتاب المستبين ” يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان ” وتركنا عليهما ” الثناء الجميل ” في الآخرين ” بأن قلنا : ” سلام على موسى و هارون ” ( 2 ) موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء ، وسى : الشجر ، وسمي بذلك لان التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء والشجر ، ( 3 ) وجدته جواري آسية وقد خرجن ليغتسلن ، وهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام . وقال الثعلبي : هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام قال أهل العلم بأخبار الاولين وسير الماضين : ولد ليعقوب عليه السلام لاوي وقد مضى من عمره تسع وثمانون سنة ، ثم إن لاوي بن يعقوب نكح نابتة بنت ماوي بن يشجر ( 4 ) فولدت له عرشون ( 5 ) ومرزى ومردى وقاهث بن لاوي ، وولد للاوي قاهث بعد أن مضى من عمره * ( هامش ) * ( 1 ) مجمع البيان 8 : 332 – 333 . م ( 2 ) مجمع البيان 8 : 456 . م ( 3 ) قال المسعودى في اثبات الوصية : روى لما وضعته امه في حجرها اشتد فرحها به ، فقال : فديتك يا موسى ، فسمع فرعون فاستشاط ، فأرسل الله عزوجل فنطق على لسانها فقالت : بلغنى انكم مشتموه من الماء ، فقلت : يا موشى – بالعبرانية – فقالت لها فرعون : صدقت من الماء مشناه و انا نسميه موشى . ( 4 ) في المصدر المطبوع بمصر : ماوى بن يشجب . وفى الطبرى : مارى بن يشخر . ( 5 ) في المصدر : غرسون ، وفى الطبرى : غرشون ولم يذكر ( مروى ) وفى قاموس التوراة والانجيل : جرشون ، قهات ، مرارى . ( * ) [ 5 ] ست وأربعون سنة ، فنكح قاهث بن لاوي قاهي ( 1 ) بنت مبنير بن بتويل ( 2 ) بن إلياس فولدت له يصهر ، وتزوج يصهر شمبت بنت بتاويت بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم ( 3 ) فولدت له عمران ( 4 ) وقد مضى من عمره ستون سنة ، وكان عمر يصهر مائة وسبعا وأربعين سنة ، فنكح عمران بن يصهر نخيب بنت إشموئيل بن بركيا بن يقشان ( 5 ) بن إبراهيم فولدت له هارون وموسى ، واختلف في اسم امهما فقال محمد بن إسحاق : نخيب ، وقيل : أفاحية ، وقيل : بوخائيد ( 6 ) وهو المشهور ، وكان عمر عمران مائة وسبعا وثلاثين سنة ، وولد له موسى وقد مضى من عمره سبعون سنة ، ( 7 ) ونحوه ذكر ابن الاثير في الكامل . ( 8 ) 1 – فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام في خبر المعراج عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين ، لم أر كهلا أعظم منه ، حوله ثلاثة من امته ، ( 9 ) فأعجبتني كثرتهم ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ فقال : هذا المجيب لقومه ( 10 ) هارون بن عمران ، فسلمت عليه وسلم علي ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : قاضى ، وفى المصدر والطبرى : فاهى . ( 2 ) في المصدر : ميين بن تنويل . وفى الطبرى : مسين بن بتويل . ( 3 ) في المصدر : وتزوج يصهر سميت بنت يتادم بن بركيا بن يشعان . وفى الطبرى : شميث ابنة بتادين بن بركيا بن يقسان . وعد البغدادى في المحبر من أولاد ابراهيم يقشان بالشين . ( 4 ) في الطبرى : وقارون . ( 5 ) في المصدر : نجيب بنت شمويل بن بركيا بن يشعان ، وفى الطبرى ، يحيب ابنة شمويل ابن بركيا بن يقسان . ( 6 ) في المصدر : نجيب . وقيل : ناجية ، وفيل يوخابيل . وفى الطبرى ، امه يوخابد ، وقيل : اناحيد . ( 7 ) عرائس الثعلبى : 105 . م ( 8 ) كامل التواريخ 1 : 58 . م ( 9 ) في نسخة : ثلة من امته . وفى المصدر : ثلاثة صفوف من امته . ( 10 ) في نسخة : هذا المحبب لقومه . ( * ) [ 6 ] ثم صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنه من شبوة ، ( 1 ) ولو أن عليه قميصين لنفذ شعره فيهما ، وسمعته يقول : يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله ، وهذا رجل أكرم على الله مني ، فقلت : من هذا يا جبرئيل ؟ فقال أخوك موسى ابن عمران ، فسلمت عليه وسلم علي ، واستغفرت له واستغفر لي ، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات . ( 2 ) بيان : شبوة أبوقبيلة ، وموضع بالبادية ، وحصن باليمن ، أو واد بين مارب وحضرموت كذا ذكره الفيروز آبادي ، ولعله صلى الله عليه وآله شبهه بإحدى هذه الطوائف في الادمة و طول القامة . 2 – فس : في خبر الحسن بن علي عليهما السلام مع ملك الروم أنه عرض على الحسن عليه السلام صور الانبياء فعرض عليه صنما ، قال عليه السلام : هذه صفة موسى بن عمران ، وكان عمره مائتين وأربعين سنة ، وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة سنة . ( 3 ) 3 – ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله اختار من الانبياء أربعة للسيف : إبراهيم ، وداود ، وموسى ، وأنا ، واختار من البيوتات أربعة فقال عزوجل : ” إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ” الخبر . ( 4 ) 4 – ن ، ع ، ل : سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عزوجل : ” يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه ” من هم ؟ فقال عليه السلام : قابيل يفر من هابيل ، * ( هامش ) * ( 1 ) في طبعة من المصدر : من شعر ، وفى اخرى : ستوه ، وفى البرهان والصافى نقلا عن المصدر : من شعر ، وأحسن الكل ما في الكتاب ، ولعل الصحيح ما اخترناه آنفا وهو شنوءة . راجع ما تقدمناه . ( 2 ) تفسير القمى : 4373 . م ( 3 ) تفسير القمى : 597 . م ( 4 ) الخصال ج 1 : 107 . م ( * ) [ 7 ] والذي يفر من امه موسى ، والذي يفر من أبيه إبراهيم ، والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعمان . ( 1 ) قال الصدوق رحمه الله : إنما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها . ( 2 ) بيان : يمكن أن يتجوز في الام كما ارتكب ذلك في الاب ، ويكون المراد بعض مربياته في بيت فرعون . 5 – ل : في خبر أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول نبي من بني إسرائيل موسى ، وآخرهم عيسى وستمائة نبي . ( 3 ) أقول : قد مر نقش خاتمه في نقوش خواتيم الانبياء . 6 – ما : المفيد ، عن المظفر بن محمد الخراساني ، عن محمد بن جعفر العلوي ، عن الحسن ابن محمد بن جمهور العمي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام : أتدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي ؟ فقال : لا يا رب ، فأوحى الله إليه : إني اطلعت إلى الارض فلم أجد عليها أشد تواضعا لي منك ، فخر موسى ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا منه لربه عزوجل ، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى ، وأمر يدك في موضع سجودك ، وامسح بها وجهك وما نالته من بدنك ، ( 4 ) فإنه أمان من كل سقم وداء وآفة وعاهة . ( 5 ) 7 – ع : الطالقاني ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن محمد بن جيلان قال : حدثني أبي ، عن أبيه وجده ، عن غياث بن اسيد قال : حدثني عمن سمع مقاتل بن سليمان يقول : إن الله تبارك وتعالى بارك على موسى بن عمران عليه السلام وهو في بطن امه بثلاث مائة وستين * ( هامش ) * ( 1 ) العيون : 136 ، علل الشرائع : 198 ، الخصال ج 1 : 154 . م ( 2 ) هذا البيان من الصدوق ره في كتابه الخصال وقال : يفر ابراهيم من ابيه المربى لانه مشرك لا من الاب الوالد وهو التارخ . م ( 3 ) الخصال ج 2 : 104 . وأما يوسف فكان ابن اسرائيل ولم يكن من بنى اسرائيل . ( 4 ) في نسخة : وما يليه من بدنك . ( 5 ) امالى الشيخ : 103 . م ( * ) [ 8 ] بركة ، فالتقطه فرعون من بين الماء والشجر وهو في التابوت ، فمن ثم سمي موسى ، وبلغة القبط الماء ( مو ) والشجر ( سى ) فسموه موسى لذلك . ( 1 ) 8 – ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام : أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ فقال موسى : لا يا رب ، فقال : يا موسى إني قلبت عبادي ظهر البطن ( 2 ) فلم أجد فيهم أحدا أذل لي منك نفسا ، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب . ( 3 ) ص : بإسناده إلى الصدوق عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير . ( 4 ) 9 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحا ، قال : فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا ، فقال : يا رب إن كنت حبست عني وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فغفر انك القديم ، قال : فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك لوحيي وكلامي دون خلقي ؟ فقال : لا علم لي يا رب ، فقال : يا موسى إني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك ، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي ، قال : وكان موسى عليه السلام إذا صلى لم ينفتل ( 5 ) حتى يلصق خده الايمن بالارض والايسر . ( 6 ) 10 – فس : أبي ، عن النضر ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام إن بني إسرائيل كانوا يقولون : ليس لموسى ما للرجال ، وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس ، وكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة ، فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه ، فعلموا أنه ليس * ( هامش ) * ( 1 و 3 و 6 ) علل الشرائع : 30 . م ( 2 ) أى انى اختبرتهم . ( 4 ) مخطوط . م ( 5 ) أى لم ينصرف . ( * ) [ 9 ] كما قالوا فأنزل الله : ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ” إلى قوله : ” وجيها ” . ( 1 ) بيان : قال الشيخ الطبرسي رحمه الله : اختلفوا فيما اوذي به موسى على أقوال : أحدها : أن موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل : أنت قتلته ، فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا أنه قد مات وبرأه الله من ذلك ، عن علي عليه السلام وابن عباس ، واختاره الجبائي . وثانيها : أن موسى عليه السلام كان حييا يغتسل وحده ، فقالوا : ما يتستر منا إلا لعيب بجلده : إما برص وإما ادرة ، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا ، فبرأه الله مما قالوا ، رواه أبوهريرة مرفوعا ، وقال قوم : إن ذلك لا يجوز لان فيها إشهار النبي وإبداء سوءته على رؤوس الاشهاد وذلك ينفر عنه . وثالثها : أن قارون استأجر مومسة ( 2 ) لتقذف موسى بنفسها على رؤوس الملا ، فعصمه الله تعالى من ذلك ، عن أبي العالية . ورابعها : أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر والجنون والكذب بعدما رأوا الآيات ، عن أبي مسلم . انتهى . ( 3 ) والسيد قدس سره رد الثاني بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه ما ذكروه من هتك العورة لتنزيهه من عاهة اخرى ، فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 13 من ص 9 سطر 19 الى ص 17 سطر 10 وجه لا يلحقه معه فضيحة اخرى ، وليس يرمي بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم . ثم قال : والذي روي في ذلك من الصحيح معروف ، وهو أن بني إسرائيل لما مات هارون * ( هامش ) * ( 1 ) تفسير القمى : 535 . م ( 2 ) قال الفيروزآبادى : الماموسة : الحمقاء الخرقاء . وفى النهاية : المومسة : الفاجرة . ( 3 ) مجمع البيان 8 : 372 . م ( * ) [ 10 ] عليه السلام قرفوه ( 1 ) بأنه قتله لانهم كانوا إلى هارون أميل ، ( 2 ) فبرأه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة بأن حملت هارون ميتا ومرت به على محافل بني إسرائيل ناطقة بموته ، ومبرئة لموسى عليه السلام من قتله ، وهذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وروي أيضا أن موسى عليه السلام نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتله ؟ فقال : لا ، ثم عاد . انتهى . ( 3 ) أقول : بعد ورود الخبر الحسن كالصحيح لا يتجه الجزم ببطلانه ، إذ ليس فيه من الفضيحة بعد كونه لتبريه عما نسب إليه ما يلزم الحكم بنفيها ، والله يعلم . 11 – ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد ابن عيسى ، عن أبان ، عمن أخبره ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : لم سميت التلبية تلبية ؟ قال : إجابة أجاب موسى عليه السلام ربه . ( 4 ) 12 – ع : بهذا الاسناد عن حماد ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : مر موسى بن عمران عليه السلام في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية يقول : لبيك عبدك وابن عبدك لبيك . ( 5 ) 13 – ع : أبي ، عن الحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : مر موسى النبي عليه السلام بصفائح الروحاء على جمل أحمر ، خطامه من ليف عليه عبايتان قطوانيتان ، وهو يقول : لبيك يا كريم لبيك . الخبر . ( 6 ) بيان : الصفح من الجبل : مضطجعه ، والجمع صفاح . والصفائح : حجارة عراض رقاق . والروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة . والقطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل منسوبة إلى قطوان محركة : موضع بالكوفة . * ( هامش ) * ( 1 ) أى اتهموه به ، وفى المصدر : قذفوه . ( 2 ) في المصدر : اميل ( اقرب خ ل ) م ( 3 ) تنزيه الانبياء : 89 – 90 وفيه : ثم عاد إلى قبره . م ( 4 – 6 ) علل الشرائع : 145 . م ( * ) [ 11 ] 14 – ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، ( 1 ) عن عثمان بن عيسى ، وعلي بن الحكم ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أحرم موسى عليه السلام من رملة مصر ، ومر بصفائح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال . ( 2 ) 15 – ص : سئل الصادق عليه السلام : أيهما مات هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما ؟ قال : هارون مات قبل موسى . وسئل : أيهما كان أكبر هارون أم موسى ؟ قال : هارون ، قال : وكان اسم ابني هارون شبرا وشبيرا ، وتفسيرهما بالعربية الحسن والحسين . وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط ( 3 ) ورجال أهل شبوة ، ( 4 ) وأما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة . ( 5 ) قال : ثم سكت ، وقيل له : يا رسول الله فإبراهيم ؟ قال : انظروا إلى صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وآله . ( 6 ) 16 – كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن البزنطي ، عن أبان ، عن زيد الشحام ، عمن رواه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : حج موسى بن عمران ومعه سبعون نبيا من بني إسرائيل ، خطم إبلهم من ليف يلبون وتجيبهم الجبال ، وعلى موسى عبايتان قطوانيتان يقول : لبيك عبدك ابن عبدك . ( 7 ) 17 – كا : العدة ، عن أحمد ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي البلاد ، عن أبي بلال المكي قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلي على قدر ذراعين من البيت ، فقلت له : ما رأيت أحدا من أهل بيتك يصلي بحيال الميزاب ، فقال : هذا مصلى شبير وشرا بني هارون . ( 8 ) * ( هامش ) * ( 1 ) في نسخة : عن الحسين بن سعيد . ( 2 ) علل الشرئع : 145 . م ( 3 ) قال الفيروزآبادى : الزط بالضم : جيل من الهند ، معرب جت بالفتح ، والقياس يقتضى فتح معربه أيضا . ( 4 ) تقدم الكلام فيه آنفا . ( 5 ) أى لا طويل ولا قصير . ( 6 ) مخطوط . م ( 7 ) فروع الكافى 1 : 223 . م ( 8 ) فروع الكافى 1 : 224 . م ( * ) [ 12 ] 18 – صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن موسى بن عمران سأل ربه ورفع يديه فقال : يا رب أين ذهبت اوذيت ، فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى إن في عسكرك غمازا ، فقال : يا رب دلني عليه ، فأوحى الله تعالى إليه : إني ابغض الغماز فكيف أغمز ؟ ( 1 ) قال الثعلبي : قال كعب الاحبار : كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام ، وإذا تكلم تكلم بتؤدة وعلم ، وكان أطول من موسى وكان على أرنبته ( 2 ) شامة ، وعلى طرف لسانه أيضا شامة ، وكان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزدشنوءة ، وكان بلسانه عقدة ثقل ، وكانت فيه سرعة وعجلة ، وكان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء . ( 3 ) بيان : قال الفيروزآبادي : أزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بينهم . 19 – فس : ” وذكرهم بأيام الله ” قال : أيام الله ثلاثة : يوم القائم ، ويوم الموت ، ويوم القيامة . ( 4 ) قوله : ” يهدون بأمرنا لما صبروا ” قال : كان في علم الله أنهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة . ( 5 ) 20 – فس : ” وكان عند الله وجيها ” أي ذا جاه ، أخبرنا الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن أحمد بن النضر ، عن محمد بن مروان رفعه إليهم قالوا : يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي والائمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا . ( 6 ) * ( هامش ) * ( 1 ) صحيفة الرضا : 11 . م ( 2 ) الارنبة : طرف الانف . والشامة : الخال أى بثرة سوداء في البدن حولها شعر . ( 3 ) عرائس الثعلبى 108 . م ( 4 ) تفسير القمى : 344 . م ( 5 ) تفسير القمى : 513 . م ( 6 ) تفسير القمى : 535 . م ( * ) [ 13 ] * ( باب 2 ) * * ( أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته ) * الايات ، القصص ” 28 ” نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين * وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون * وأصبح فؤاد ام موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين * وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون * وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون * فرددناه إلى امه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون * ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين * ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين * فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالامس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين * وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك [ 14 ] من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين * ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير * فجاءته إحديهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * قالت إحديهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين * قال إني اريد أن انكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما اريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين * قال ذلك بيني وبينك أيما الاجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل * فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون * فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين * وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل و لا تخف إنك من الآمنين * اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه إنهم قوما فاسقين * قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون * قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون 3 – 35 تفسير : قال الطبرسي نور الله ضريحه : ” علا في الارض ” أي بغى وتجبر في أرض مصر ” وجعل أهلها شيعا ” أي فرقا يكرم أقواما ويذل آخرين ، أو جعل بني إسرائيل أقوما في الخدمة والتسخير ” يستضعف طائفة منهم ” يعني بني إسرائيل ” يذبح أبناءهم و يستحيي نساءهم ” يقتل الابناء ويستبقي البنات ولا يقتلهن ، وذلك أن بعض الكهنة قال له : إن مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملكك ، وقيل : رأى فرعون في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني [ 15 ] إسرائيل ، فسأل علماء قومه فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون هلاك مصر على يده ” ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ” أي أن فرعون كان يريد إهلاك – بني إسرائيل و نحن نريد أن نمن عليهم ” ونجعلهم أئمة ” أي قادة ورؤساء في الخير ” ونجعلهم الوارثين ” لديار فرعون وقومه وأموالهم ” ونمكن لهم في الارض ” أي أرض مصر ” منهم ” أي من بني إسرائيل ” ما كانوا يحذرون ” من ذهاب الملك على يد رجل منهم ، قال الضحاك : عاش فرعون ( 1 ) أربعمائة سنة وكان قصيرا دميما ، ( 2 ) وهو أول من خضب بالسواد ، وعاش موسى عليه السلام مائة وعشرين سنة . ( 3 ) ” وأوحينا إلى ام موسى ” أي ألهمناها وقذفناها في قلبها ، وليس بوحي نبوة ، وقيل : أتاها جبرئيل عليه السلام بذلك ، وقال : كان الوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل ” أن أرضعيه ” ما لم تخافي عليه الطلب ” فإذا خفت عليه ” القتل ” فألقيه في اليم ” أي في البحر وهو النيل ” ولا تخافي ” عليه الضيعة ” ولا تحزني ” عن فراقه ” إنا رادوه إليك ” سالما عن قريب . قال وهب : لما حملت بموسى امه كتمت أمرها عن جميع الناس ، ولم يطلع على حملها أحد من خلق الله ، وذلك شئ ستره الله لما أراد أن يمن به على بني إسرائيل ، فلما كانت السنة التي تولد فيها موسى بعث فرعون القوابل وتقدم إليهن أن يفتشن النساء تفتيشا لم يفتشنه قبل ذلك ، وحملت ام موسى فلم ينتأ بطنها ، ( 4 ) ولم يتغير لونها ولم * ( هامش ) * ( 1 ) قال البغدادى : هو الوليد بن مصعب بن أبى أهون بن الهلوات بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع ، وهو فرعون موسى ، قال : كان فرعون يوسف جد فرعون موسى واسمه برخوز . وقال الطبرى : كان فرعون مصر في أيامه قابوس بن مصعب بن معاوية صاحب يوسف الثانى فلما مات قام أخوه الوليد بن مصعب مكانه ، وكان أعتى من قابوس وأكفر وأفجر انتهى . وذكره الثعلبى في العرائس ثم نسبه هكذا : أبوالعباس الوليد بن مصعب بن الريان بن أراشة بن ثروان بن عمرو بن فاران ابن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح انتهى . وأما اليعقوبى فقال : فاختلف الرواة في نسبه فقالوا : رجل من لخم ، وقالوا من غيرها من قبائل اليمن ، وقالوا من العمالقة ، وقالوا من قبط مصر ، يقال له ظلما . ( 2 ) الدميم : الحقير والقبيح المنظر . ( 3 ) تقدم في الخبر الثانى من الباب الاول أن عمره كان مائتين وأربعين سنة ، وسيأتى بيان الخلاف في ذلك في باب وفاته عليه السلام . ( 4 ) أى فلم يرتفع ، وفى النسخة والمصدر : فلم ينب . ( * ) [ 16 ] يظهر لبنها ، فكانت القوابل لا يعرضن لها ، فلما كانت الليلة التي ولد فيها موسى ولدته امه ولا رقيب عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد إلا اخته مريم ، وأوحى الله تعالى إليها ” أن أرضعيه ” الآية ، قال : وكتمته امه ثلاثة أشهر ترضعه في حجرها لا يبكي ولا يتحرك ، فلما خافت عليه عملت له تابوتا مطبقا ومهدت له فيه ثم ألقته في البحر ليلا كما أمرها الله تعالى . ” فالتقطه آل فرعون ” أي أصابوه وأخذوه من غير طلب ” ليكون لهم عدوا وحزنا ” أي ليكون لهم في عاقبة أمره كذلك ، لا أنهم أخذوه لذلك ، وكانت القصة في ذلك أن النيل جاء بالتابوت إلى موضع فيه فرعون وامرأته على شط النيل ، فأمر فرعون به وفتحت آسية بنت مزاحم بابه ، فلما نظرت إليه ألقى الله في قلبها محبة موسى ، وكانت آسية بنت مزاحم امرأة من بني إسرائيل استنكحها فرعون ، وهي من خيار النساء ، ومن بنات الانبياء ، ( 1 ) وكانت اما للمؤمنين ترحمهم وتتصدق عليهم يدخلون عليها ، فلما نظر فرعون إلى موسى غاظه ذلك فقال : كيف أخطأ هذا الغلام الذبح ؟ ! قالت آسية وهي قاعدة إلى جنبه : هذا الوليد أكبر من ابن سنة ، وإنما أمرت أن تذبح الولدان لهذه السنة فدعه يكن قرة عين لي ولك ، وإنما قالت ذلك لانه لم يكن له ولد فأطمعته في الولد ” وهم لا يشعرون ” أن هلاكهم على يديه ” فارغا ” أي خاليا من ذكر كل شئ إلا من ذكر موسى ، أو من الحزن سكونا إلى ما وعدها الله به ، أو من الوحي الذي اوحي إليها بنسيانها ” إن كادت لتبدي به ” أي أنها كادت تبدي بذكر موسى فتقول : يا ابناه من شدة الوجد ، أوهمت بأن تقول أنها امه لما رأته عند دعاء فرعون إياها للارضاع لشدة سرورها به ” وقالت ” أي ام موسى ” لاخته ” أي اخت موسى واسمها كليمة ( 3 ) ” قصيه ” * ( هامش ) * ( 1 ) قال الثعلبى في العرائس : قد استنكح فرعون من بنى اسرائيل امرأة يقال لها آسية بنت مزاحم ، وبقال : هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الاول ، ونص الطبرى أيضا انها كانت من بنى اسرائيل وكانت من خيار النساء المعدودات ، ويأتى في الخبر التاسع ايضا ذلك . ( 2 ) في نسخة : كلهمة ، وفى المصدر : كلثمة ، وتقدم قبل ذلك أن اخته تسمى مريم ، ولعلها اخت اخرى . ( * ) [ 17 ] أي اتبعي أثره وتعرفي خبره ” فبصرت به عن جنب ” تقديره : فذهبت اخت موسى فوجدت آل فرعون أخرجوا موسى ” فبصرت به عن جنب ” أي عن بعد ، وقيل : عن جانب تنظر إليه وجعلت تدخل إليهم كأنها لا تريده ” وهم لا يشعرون ” أنها اخته أو جاءت متعرفة عن خبره ” وحرمنا عليه المراضع ” أي منعناهن منه وبغضناهن إليه فلا يؤتى بمرضع فيقبلها ” من قبل ” أي من قبل مجئ امه ” فقالت هل أدلكم ” وهذا يدل على أن الله تعالى ألقى محبته في قلب فرعون فلغاية شفقته عليه طلب له المراضع ، وكان موسى عليه السلام لا يقبل ثدي واحدة منهن بعد أن أتاه مرضع بعد مرضع ، فلما رأت اخته وجدهم به ورأفتهم عليه قالت لهم : ” هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ” أي يقبلون هذا الولد ، ويبذلون النصح في أمره ، ويحسنون تربيته ” وهم له ناصحون ” يشفقون عليه ، قيل : إنها لما قالت ذلك قال هامان : إن هذه المرأة تعرف أن هذا الولد من أي أهل بيت هو ، فقالت هي : إنما عنيت أنهم …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 13 من ص 17 سطر 11 الى ص 25 سطر 11 ناصحون للملك فأمسكوا عنها . ” ورددناه إلى امه ” فانطلقت اخت موسى إلى امها فجاءت بها إليهم ، فلما وجد موسى ريح امه قبل ثديها وسكن بكاؤه ، وقيل : إن فرعون قال لامه : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك ؟ قالت : لاني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أكاد اوتى بصبي إلا ارتضع مني ، فسر فرعون بذلك ” ولكن أكثرهم لا يعلمون ” أن وعد الله حق . ” ولما بلغ أشده ” أي ثلاثا وثلاثين سنة ” واستوى ” أي بلغ أربعين سنة ” آتيناه حكما وعلما ” أي فقها وعقلا وعلما بدينه ودين آبائه ، فعلم موسى وحكم قبل أن يبعث نبيا ، وقيل : نبوة وعلما ” ودخل المدينة ” يريد مصر ، وقيل : مدينة ميق ( 1 ) من أرض مصر ، وقيل : على فرسخين من مصر ” على حين غفلة من أهلها ” أراد به نصف النهار و * ( هامش ) * ( 1 ) الصحيح كما في المصدر : منف بالنون ثم الفاء . قال ياقوت : منف بالفتح ثم السكون وفاء : اسم مدينة فرعون بمصر ، أصلها بلغة قبط مافه فعربت فقيل ” منف ” قال عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم باسناده : أول من سكن مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح بيصر بن حام بن نوح ، فسكن ” منف ” وهى أول مدينة عمرت بعد الغرق هو وولده وهم ثلاثون نفسا فبذلك سميت ” مافه ” ومعنى مافه بلسان القبط ثلاثون ثم عربت فقيل ” منف ” وهى المرادة بقوله تعالى : ” ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ” انتهى . وذكر أن بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ . ( * ) [ 18 ] الناس قائلون ، ( 1 ) وقيل : بين العشائين ، وقيل : كان يوم عيد لهم وقد اشتغلوا بلعبهم ، و اختلفوا في سبب دخوله فقيل : إنه كان موسى حين كبر يركب في مواكب فرعون ، فلما كان ذات يوم قيل له : إن فرعون قد ركب فركب في أثره ، فلما كان وقت القائلة دخل المدينة ليقيل ، وقيل : إن بني إسرائيل كانوا يجتمعون إلى موسى ويسمعون كلامه ، و لما بلغ أشده خالف قوم فرعون فاشتهر ذلك منه ، وأخافوه فكان لا يدخل مصرا إلا خائفا ” فدخلها على حين غفلة ” وقيل : إن فرعون أمر بإخراجه من البلد فلم يدخل إلا الآن ” يقتتلان ” أي يختصمان في الدين ، وقيل : في أمر الدنيا ” هذا من شيعته وهذا من عدوه ” أي أحدهما إسرائيلي والآخر قبطي يسخر الاسرائيلي ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون ، و قيل : كان أحدهما مسلما والآخر كافرا ” فاستغاثه الذي من شيعته ” استنصره لينصره عليه . وروى أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : ليهنئكم الاسم ، قال : وما الاسم ؟ قال : الشيعة ، أما سمعت الله سبحانه يقول : ” فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى ” أي دفع في صدره بجمع كفه ، وقيل : ضربه بعصاه ” فقضى عليه ” أي فقتله وفرغ من أمره . ” قال رب إني ظلمت نفسي ” يعني في هذا القتل فإنهم لو علموا بذلك لقتلوني ” رب بما أنعمت علي ” أي بنعمتك علي من المغفرة وصرف بلاء الاعداء عني ” فلن أكون ظهيرا للمجرمين ” أي فلك علي أن لا أكون مظاهرا ومعينا للمشركين ” فأصبح ” موسى في اليوم الثاني ” في المدينة خائفا ” من قتل القبطي ” يترقب ” أي ينتظر الاخبار ، يعني أنه خاف من فرعون وقومه أن يكونوا عرفوا أنه هو الذي قتل القبطي ، وكان يتجسس وينتظر الاخبار في شأنه ” فإذا الذي استنصره بالامس يستصرخه ” معناه أن الاسرائيلي الذي كان قد خلصه بالامس ووكز القبطي من أجله يستصرخ ويستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه ، قال ابن عباس : لما فشا قتل القبطي قيل لفرعون : إن بني إسرائيل قتلوا رجلا منا ، قال : أتعرفون قاتله ومن يشهد عليه ؟ قالوا : لا ، فأمرهم بطلبه فبينا هم يطوفون إذ مر موسى عليه السلام من الغد ورأى ذلك الاسرائيلي يطلب نصرته ويستغيث به * ( هامش ) * ( 1 ) أى نائمون في القائلة أى منتصف النهار . ( * ) [ 19 ] ” قال له موسى إنك لغوي مبين ” أي ظاهر الغواية ، قاتلت بالامس رجلا وتقاتل اليوم آخر ، ولم يرد الغواية في الدين ، والمراد أن من خاصم آل فرعون مع كثرتهم فإنه غوي أي خائب فيما يطلبه ، عادل عن الصواب فيما يقصده . ” فلما أراد أن يبطش ” أي فلما أخذته الرقة على الاسرائيلي وأراد أن يدفع القبطي الذي هو عدو لموسى والاسرائيلي عنه ويبطش به ، أي يأخذه بشدة ظن الاسرائيلي أن موسى قصده لما قال له : ” إنك لغوي مبين ” فقال : ” أتريد أن تقتلني ” وقيل : هو من قول القبطي لانه قد اشتهر أمر القتل بالامس وأنه قتله بعض بني إسرائيل ” إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض ” أي ما تريد إلا أن تكون جبارا عاليا في الارض بالقتل والظلم ، ولما قال الاسرائيلي ذلك علم القبطي أن القاتل موسى ، فانطلق إلى فرعون فأخبره به ، فأمر فرعون بقتل موسى وبعث في طلبه . ” فخرج منها ” أي من مدينة فرعون ” خائفا ” من أن يطلب فيقتل ” يترقب ” الطلب قال ابن عباس : خرج متوجها نحو مدين وليس له علم بالطريق إلا حسن ظنه بربه ، و قيل : إنه خرج بغير زاد ولا حذاء ولا ظهر ( 1 ) وكان لا يأكل إلا من حشيش الصحراء حتى بلغ ماء مدين ” ولما توجه تلقاء مدين ” قال الزجاج : أي لما سلك في الطريق الذي يلقى مدين فيها ، وهي على مسيرة ثمانية أيام من مصر ، نحو ما بين الكوفة إلى البصرة ، ولم يكن له بالطريق علم ولذلك قال : ” عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ” أي يرشدني قصد السبيل إلى مدين ، وقيل : إنه لم يقصد موضعا بعينه ولكنه أخذ في طريق مدين . وقال عكرمة : عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك ، ولذلك قال : ” عسى ربي أن يهديني ” فلما دعا ربه استجاب له ودله على الطريق المستقيم إلى مدين ، وقيل : جاء ملك على فرس بيده عنزة ( 2 ) فانطلق به إلى مدين ، وقيل : إنه خرج حافيا ولم يصل إلى مدين حتى وقع خف قدميه ( 3 ) عن ابن جبير ” فلما ورد ماء مدين ” وهو بئر كانت لهم * ( هامش ) * ( 1 ) الظهر : الركاب التى تحمل الاثقال . ( 2 ) العنزة : أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح . ( 3 ) الخف من الانسان : ما أصاب الارض من باطن قدمه . ( * ) [ 20 ] ” وجد عليه امة من الناس ” أي جماعة من الرعاة يسقون مواشيهم الماء من البئر ” تذودان ” أي تحبسان وتمنعان غنمهما من الورود إلى الماء ، أو عن أن تختلط بأغنام الناس ، أو تذودان الناس عن مواشيهما ” قال ” موسى لهما : ” ما خطبكما ” أي ما شأنكما ؟ ومالكما لا تسقيان مع الناس ؟ ” قالتا لا نسقي ” عند المزاحمة مع الناس ” حتى يصدر الرعاء ” قرأ أبوجعفر وأبوعمرو وابن عامر يصدر بفتح الياء وضم الدال ، أي حتى يرجع الرعاء من سقيهم ، والباقون يصدر بضم الياء وكسر الدال ، أي حتى يصدروا مواشيهم عن وردهم فإذا انصرف الناس سقينا مواشينا من فضول الحوض ” وأبونا شيخ كبير ” لا يقدر أن تولى السقي بنفسه من الكبر ، ولذلك احتجنا ونحن نساء أن نسقي الغنم ، وإنما قالتا ذلك تعريضا للطلب من موسى أن يعينهما على السقي أو اعتذارا في الخروج بغير محرم ” فسقى لهما ” أي فسقى موسى غنمهما الماء لاجلهما ، وهو أنه زحم القوم على الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما ، وقيل : رفع لاجلهما حجرا عن بئر كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر إلا عشرة رجال وسألهم أن يعطوه دلوا فنالوه دلوا وقالوا له : انزح إن أمكنك ، وكان لا ينزحها إلا عشرة فنزحها وحده ، وسقى أغنامهما ولم يسق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ” ثم تولى إلى الظل ” أي ثم انصرف إلى ظل سمرة ( 1 ) فجلس تحتها من شدة الحر وهو جائع ” فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ” قال ابن عباس : سأل نبي الله اكلة من خبز يقيم به صلبه ، وقال ابن إسحاق : فرجعتا إلى أبيهما في ساعة كانا لا ترجعان فيها فأنكر شأنهما وسألهما فأخبرتاه الخبر ، فقال لاحداهما : علي به ، فرجعت الكبرى إلى موسى لتدعوه فذلك قوله : ” فجاءته إحديهما تمشي على استحياء ” أي مستحيية معرضة عن عادة النساء الخفرات ، ( 2 ) وقال : غطت وجهها بكم درعها ” قالت إن أبي يدعوك ليجزيك ” أي ليكافئك على سقيك لغنمنا . وأكثر المفسرين على أن أباها شعيب عليه السلام ، وقال وهب وابن جبير : هو يثروب ( 3 ) * ( هامش ) * ( 1 ) السمر : شجر من العضاه وليس في العضاه أجود خشبا منه . ( 2 ) خفرت الجارية : استحيت أشد الحياء ، فهى خفر وخفرة ومخفار . ( 3 ) كذا في النسخ والصحيح كما في المصدر : يثرون ، أو يترون على ما في الطبرى . ( * ) [ 21 ] أخي شعيب ، وكان شعيب قد مات قبل ذلك بعدما كف بصره ودفن بين المقام وزمزم ، و قيل : يثروب هو اسم شعيب ، ( 1 ) قال أبوحازم : لما قالت : ” ليجزيك أجر ما سقيت لنا ” كره ذلك موسى عليه السلام وأراد أن لا يتبعها ولم يجد بدا أن يتبعها لانه كان في أرض مسبعة ( 2 ) وخوف فخرج معها ، وكانت الريح تضرب ثوبها فيصف لموسى عجزها ، فجعل موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة ، فناداها : يا أمة الله كوني خلفي فأريني السمت بقولك ، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب : اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى : أعوذ بالله ، قال شعيب : ولم ذاك ؟ ألست بجائع ؟ قال : بلى ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما ، وإنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الارض ذهبا ، فقال له شعيب : لا والله يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي ، نقري الضيف ونطعم الطعام ، قال : فجلس موسى يأكل . ” نجوت من القوم الظالمين ” يعني فرعون وقومه فإنهم لا سلطان لهم بأرضنا ولسنا من مملكته ” قالت إحديهما ” أي إحدى ابنتيه واسمها صفورة وهي التي تزوج بها ، واسم الاخرى ليا ، ( 3 ) وقيل : اسم الكبرى صفراء ، واسم الصغرى صفيراء ” يا أبت استأجره ” أي اتخذه أجيرا ” القوي الامين ” أي من يقوى على العمل وأداء الامانة ” على أن تأجرني ” أي على أن تكون أجيرا لي ثمان سنين ” فمن عندك ” أي ذلك تفضل منك وليس بواجب عليك ” وما اريد أن أشق عليك ” في هذه الثماني حجج وأن اكلفك خدمة سوى رعي الغنم ، وقيل : وما أشق عليك بأن آخذك بإتمام عشر سنين ” ستجدني إن شاء الله من الصالحين ” في حسن الصحبة والوفاء بالعهد ، وحكى يحيى بن سلام أنه جعل لموسى كل سخلة توضع على خلاف شية امها ، ( 4 ) فأوحى الله تعالى إلى موسى في المنام : أن ألق عصاك في الماء ، ففعل فولدن كلهن على خلاف شبههن ، ( 5 ) وقيل : إنه وعده أن يعطيه * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وقيل : يثروب ، وقيل : هو اسم شعيب لان شعيبا اسم عربى . ( 2 ) أرض مسبعة أى تكثر فيها السباع . ( 3 ) في العرائس : ليا ويقال : حنونا . ( 4 ) السخلة : ولد الشاة . الشية : كل لون يخالف معظم لون الشئ . ( 5 ) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر : شيتهن . ويأتى في الحديث الثانى وجه آخر . ( * ) [ 22 ] تلك السنة من نتاج غنمه كل أدرع ( 1 ) وإنما نتجت كلها درعاء . وروى الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل أيتهما التي قالت : ” إن أبي يدعوك ” ؟ قال : التي تزوج بها ، قيل : فأي الاجلين قضى ؟ قال : أوفاهما وأبعدهما عشر سنين ، قيل : فدخل بها قبل أن يمضي الشرط أو بعد انقضائه ؟ قال : قبل أن ينقضي ، قيل له : فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لابيها إجارة شهرين أيجوز ذلك ؟ قال : إن موسى عليه السلام علم أنه سيتم له شرطه ، قيل : كيف ؟ قال : إنه علم أنه سيبقى حتى يفي . ” قال ” موسى ” ذلك بيني وبينك ” أي ذلك الذي شرطت علي فلك ، وما شرطت لي من تزويج إحداهما فلي وتم الكلام ، ثم قال : ” أيما الاجلين ” من الثماني والعشر ” قضيت ” أي أتممت وفرغت منه ” فلا عدوان علي ” أي فلا ظلم علي بأن اكلف أكثر منها ” والله على ما نقول وكيل ” أي شهيد فيما بيني وبينك ” فلما قضى موسى الاجل ” أي أوفاهما ، وروى الواحدي بإسناده عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا سئلت أي الاجلين قضى موسى ؟ فقل : خيرهما وأبرهما ، وإذا سئل ( 2 ) أي المرأتين تزوج ؟ فقل : الصغرى منهما وهي التي جاءت فقال : ” يا أبت استأجره ” . وقال وهب : تزوج الكبرى منهما ، وفي الكلام حذف وهو : فلما قضى موسى الاجل وتسلم زوجته ثم توجه نحو الشام وسار بأهله ” آنس من جانب الطور نارا ” وقيل : إنه لما زوجها منه أمر الشيخ أن يعطى موسى عصا يدفع السباع عن غنمه بها فاعطي العصا ، وقيل : خرج آدم بالعصا من الجنة فأخذها جبرئيل عليه السلام بعد موت آدم وكانت معه حتى لقي بن موسى عليه السلام ليلا فدفعها إليه ، وقيل : لم تزل الانبياء يتوارثونها حتى وصلت إلى شعيب عليه السلام فأعطاها موسى وكانت عصي الانبياء عنده . وروى عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كانت عصا موسى قضيب آس من الجنة أت

    رد

  16. zmzmzm
    أكتوبر 16, 2009 @ 05:29:30

    الى اجزاء البحار الى المكتبة الهاشمية الى الصفحة الرئيسية بحار الانوار الجزء 15 بسمه تعالى بحار الانوار مجلد: 15 من ص 1 سطر 1 الى ص 8 سطر 8 [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أكرم سيد أنبيائه محمدا بالرسالة وشرفها به ، شرائف الصلوات وكرائم التحيات والتسليمات عليه وعلى الافاخم الانجين من عترته وآله . أما بعد فيقول الخاطئ القاصر العاثر محمد بن محمد التق المدعو بباقر عفا الله عن عثراتهما وحشرهما مع مواليهما وساداتهما : هذا هو المجلد السادس من كتاب بحار الانوار المشتمل على تاريخ سيد الاأبرار ، ونخبة الاخيار ، زين الرسالة والنبوة ، وينبوع الحكمة والفتوة ، ( 1 ) نبي الانبياء وصفي الاصفياء ، نجي الله ونجيبه ، وخليل الله وحبيبه ، محمول الافلاك ، ومخدوم الاملاك ، صاحب المقام المحمود ، وغاية إيجاد كل موجود ، شمس سماء العرفان ، واس بناء الايمان ، شرف الاشراف ، وغرة ( 2 ) عبد مناف ، بحر السخاء ، ومعدن الحياء ، رحمه العباد ، وربيع البلاد ، الذي به اكتسى الفخر فخرا والشرف شرفا ، وبه تضمنت الجنان غرفا ، والقصور شرفا ، فركعت السماوات لاعباء نعمه ، وسجدت الارضون لموطئ قدمه ، وبنوره استضاءت الانوار ، واستنارت الشموس والاقمار ، وبظهوره تجلت الاسرار عن جلابيب الاستار ، إمام المرسلين ، وفخر العالمين ، ابى القاسم محمد بن عبدالله ، خاتم النبيين ، صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الاطهرين ، وبيان فضائله ( 2 ) ومناقبه ومعجزاته ومكارمه وغزواته وسائر أحواله صلى الله عليه وآله . * ( هامش ) * ( 1 ) الفتوة : السخاء والكرم . المروءة . ويقال بالفارسية ( جوانمردى ) وهو أنسب باشتقاقه . ( 2 ) الفرة من كل شئ : أوله ومعظمة وطلعة ، ومن القوم : شريفهم . ( 3 ) عطف على قوله : على تاريخ . [ 2 ] ( باب 1 ) * ( بدء خلقه وما جرى له في الميثاق ، وبدء نوره وظهوره ) * * ( صلى الله عليه وآله من لدن آدم عليه السلام ، وبيان حال ( 1 ) ) * * ( آبائه العظام ، وأجداده الكرام ، لا سيما عبدالمطلب و ) * * ( والديه عليهم الصلاة والسلام ، وبعض احوال العرب في ) * * ( الجاهلية ، وقصة الفيل ، وبعض النوادر ) * الايات : آل عمران ( 3 ) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قالءأقررتم وأخذتم على ذلكم . صري قالوا أقررنا فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين 81 . الاعراف ( 7 ) وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنامن قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون 172 و 173 . الشعراء ( 26 ) ) الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين 118 و 119 . الاحزاب ( 33 ) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما 87 و 8 . تفسير : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) : أي واذكر يا محمد حين أخذ الله الميثاق من النبيين خصوصا بأن يصدق بعضهم بعضا ، ويتبع بعضهم بعضا وقيل : أخذ ميثاقهم على أن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادة الله ، وأن يصدق * ( هامش ) * ( 1 ) في النسختين المطبوعتين : أحوال . [ 3 ] بعضهم بعضا ، وأن ينصحوا لقومهم ( ومنك ) يا محمد ، وإنما قدمه لفضله وشرفه ( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) خص هؤلاء لانهم أصحاب الشرائع ( وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) أي عهدا شديدا على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة ، وتبليغ الشرائع ، وقيل : على أن يعلنوا أن محمدا رسول الله ، ويعلن محمد أن لانبي بعده ( ليسأل الصادقين عن صدقهم ) قيل : معناه : إنما فعل ذلك ليسأل الانبياء والمرسلين ما الذي جاءت به اممكم ( 1 ) وقيل : ليسأل الصادقين في توحيد الله وعدله والشرائع ( عن صدقهم ) أي عما كانوا يقولونه فيه تعالى ، فيقال لهم : هل ظلم الله أحدا ؟ هل جازى كل إنسان بفعله ، وقيل : معناه : ليسأل الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم ، وقيل : ليسأل الصادقين ماذا قصدتم بصدقكم ؟ وجه الله أو غيره ؟ ( 2 ) أقول : سيأتي تفسير سائر الآيات ، وسنورد الاخبار المتضمنة لتأويلها في هذا الباب وغيره . 1 فس : محمد بن الوليد ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( الذي يراك حين تقوم ) في النبوة ( وتقلبك في الساجدين ) قال : في أصلاب النبيين . ( 3 ) 2 كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن هارون ، عن علي بن مهزيار ، عن أخيه عن ابن أسباط ، عن عبدالرحمن بن حماد ، عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل : ( وتقلبك في الساجدين ) قال : يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام . ( 4 ) 3 ير : بعض أصحابنا ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمر عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( هنذا نذير من النذر الاولى ) * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ما الذى أجاب به اممكم ؟ وهو الصواب . ( 2 ) مجمع البيان 8 : 339 . ( 3 ) تفسير القمى : 474 . ( 4 ) مخطوط [ 4 ] قال : يعني به محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم إلى الاقرار بالله في الذر الاول . ( 1 ) 4 ل ، مع : الحاكم أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي ، عن محمد بن إبراهيم الجرجاني عن عبدالصمد بن يحيى الواسطي ، عن الحسن بن علي المدني ، عن عبدالله بن المبارك ، عن سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق ( 2 ) السماوات والارض والعرض والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق ( 3 ) آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام وكل من قال الله عزوجل في قوله : ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب ) إلى قوله : ( وهديناهم إلى صراط مستقيم ) وقيل أن خلق الانبياء كلهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة ، وخلق عزوجل معه اثني عشر حجابا : حجاب القدرة ، وحجاب العظمة ، وحجاب المنة ، ( 4 ) و حجاب الرحمة ، وحجاب السعادة ، وحجاب الكرامة ، وحجاب المنزلة ، و حجاب الهداية ، وحجاب النبوة ، وحجاب الرفعة ، وحجاب الهيبة ، وحجاب الشفاعة . ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ربي الاعلى ) وفي حجاب لاعظمة إحدى عشر ألف سنة ، وهنو يقول : ( سبحان عالم السر ) ) وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان من هو قائم لا يلهو ) وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان الرفيع الاعلى ) وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول : ( سبحان من هو دائم لا يسهو ) وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان من هو غني لا يفتقر ) وفي حجاب المنزله ستة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان العليم الكريم ( 5 ) ) وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ذي العرش العظيم ( 6 ) ) وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول : ( سبحان رب * ( هامش ) * ( 1 ) بصائر الدرجات : 24 . ( 2 و 3 ) في نسخة : قبل أن يخلق . ( 4 ) وفي الانوار على ما يأتى ( وحجاب العزة ) ولعله أحسن . ( 5 ) في المصدر : سبحان ربى العلى الكريم . ( 6 ) في المصدر : سبحان رب العرش العظيم . [ 5 ] العزة عما يصفون ) ) وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ذي الملك والملكوت ) وفي حجاب الهيبة ألفي سنة ، وهو يقول : ( سبحان الله وبحمده ) وفي حجاب الشفاعة ألف سنة ، وهو يقول : ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة ، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة ، إلى أن وضعه الله عزوجل في صلب آدم عليه السلام ، ( 1 ) ثم نقله من صلب آدم عليه السلام إلى صلب نوح عليه السلام ، ثم من صلب إلى صلب ( 2 ) حتى أخرجه الله عز وجل من صلب عبدالله بن عبدالمطلب ، فأكرمه بست كرامات : ألبسه قميص الرضا ، ورداه برداء الهيبة ، وتوجه بتاج الهداية ، ( 3 ) وألبسه سراويل المعرفة ، وجعل تكته تكة المحبة ، يشد بها سراويله ، وجعل نعله نعل الخوف ، وناوله عصا المنزلة . ثم قال : يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله . وكان أصل ذلك القميص من ستة أشياء : قامته من الياقوت ، وكماه من اللؤلؤ ، ودخريصه من البلور الاصفر ، وإبطاه من الزبرجد ، وجربانه من المرجان الاحمر ، وجيبه من نور الرب جل جلاله ، فقبل الله عزوجل توبة آدم عليه السلام بذلك القميص ، ورد خاتم سليمان عليه السلام به ورد يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام به ، ونجى يونس عليه السلام من بطن الحوت به ، وكذلك سائر الانبياء عليهم السلام أنجاهم من المحن به ، ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلى الله عليه وآله . ( 4 ) * ( هامش ) * ( 1 ) في هامس المخطوط حاشية بخط المصنف وهى : لما كانوا عليهم السلام هم المقصودون من خلق آدم عليه السلام وسائر ذريته فكان خلق آدم عليه السلام من الطينة الطيبة ليكون قلابلا لخروج تلك الاشخاص المقدسه منه ، وربى تلك الطينة في الاباء والامهات حتى كملت قابليتها في عبدالله وأبى طالب ، فخلق المقدسين منهما ، فيحتمل أن يكون حفظ النور والنتقاله من الاصلاب كناية عن انتقال تلك القابلية ، واستكمال هذا الاستعداد ، وما ورد أن كالهم وفضلهم كان سبب الاشتمال على أنوارهم يستقيم على هذا ، وكذا ما ضارعها من الاخبار والله يعلم تلك الاسترار ، وحججه الاخيار عليهم السلام . منه عفى عنه . ( 2 ) في المصدر : ثم جعل يخرجه من صلب إلى صلب حتى أخرجه من صلب . ( 3 ) في المصدر : رداه رداء الهيبة ، وتوجه تاج الهداية . ( 4 ) الخصال 1 : 82 ، معانى الاخبارك 88 و 89 . [ 6 ] بيان : قوله : ( ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله ) ليس الغرض ذكر جميع أحواله صلى الله عليه وآله في الذر لعدم موافقة العدد بل قد جرى على نوره أحوال قبل تلك الاحوال أو بعدها أو بينها لم تذكر في الخبر . ( 1 ) والدخريص بالكسر : لبنة القميص . وجربان القميص بضم الجيم والراء وتشديد الباء معرب كريبان . 5 فر : عن جعفر بن محمد الفزاري بإسناده ( 2 ) عن قبيصة بن يزيد الجعفي ( 3 ) قال : دخلت على الصادق عليه السلام وعنده ابن ظبيان والقاسم الصيرفي ، ( 4 ) فسلمت وجلست وقلت : يا ابن رسول الله ( 5 ) أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية ، وأرضا مدحية أو ظلمة أو نورا ( 6 ) قال : كنا أشباح نور حول العرش ، نسبح الله قبل أن يخلق آدم عليه السلام بخمسة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم عليه السلام فرغنا في صلبه ، فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهر حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله الخبر . ( 7 ) 6 فر : جعفر بن محمد بن بشرويه القطان ، بإسناده عن الاوزاعي ، ( 8 ) عن * ( هامش ) * ( 1 ) وقد ذكر بعضها في خبر الانوار كما يأتى . ( 2 ) في المصدر : باسناده معنعنا . ( 3 ) في المصدر : فيضة بن يزيد الجعفى . وعلى أى فلم نجد ترجمته . ( 4 ) في المصدر : وعنده البوس بن ابى الدوس ، وابن ظبيان والقاسم بن الصيرفى . قلت : أما البوس فلم نجد ترجمته ، وابن ظبيان هو يونس بن ظبيان المعروف ، والقاسم هو ابن عبد الرحمن الصيرفى . ( 5 ) في المصدر : يا ابن رسول الله أتيتك مستفيدا ، قال : سل واوجز ، قلت : أين كنتم إه . ( 6 ) في المصدر : أو ظلمة ونورا ، قال : يا فيضة لم سألتنا عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت ؟ أما علمت أن حبنا قد اكتتم ، وبغضنا قد نشأ ، وان لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا ألى أعدائنا من الانس وان الحيطان لها آذان كآذان الناس ، قال : قلت : قد سألت عن ذلك ، قال : يا فيضة كنا أشباح نور إه . قلت : قوله : ( قد نشأ ) لعله مصحف ( قد نشر ) أو ( قد فشا ) أو المعنى أن بغضنا في حدوث وتجدد ائما ، لان أعدانا لم يزل يربون الناس و يسوقونهم على ذلك . قوله : ( إن لنا اه ) لعله تعريض ببعض حاضرى المجلس وأنه من أعدائنا ، أو اشارة إلى لزوم التحفظ وشدة التستر عن كشف أسرارهم . ( 7 ) تفسير فرات : 207 . ( 8 ) في المصدر : معنعنا عن الاوزاعى . [ 7 ] صعصعة بن صوحان والاحنف بن قيس ، عن ابن عباس ( 1 ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلقني الله نورا تحت العرش قبل أن يخلق آدم عليه السلام باثني عشر ألف سنة ، فلما أن خلق الله آدم عليه السلام ألقى النور في صلب آدم عليه السلام فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى افترقنا في صلب عبدالله بن عبدالمطلب وأبي طالب ، فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لا نبي بعدي . ( 2 ) 7 – ع : إبراهيم بن هارون ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلح ، ( 3 ) عن عيسى بن مهران ، ( 4 ) عن منذ رالشراك ، عن إسماعيل بن علية ، عن أسلم بن ميسرة العجلي ، عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الله خلقني وعليا و فاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام ، قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال : قدام العرش ، نسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجد ، قلت : على أي مثال : قال : أشباح نور ، حتى إذا أراد الله عزوجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى اصلاب الآباء وأرحام الامهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ، ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون ، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين ، فجعل نصفه في عبدالله ، ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج الذي ( 5 ) لي إلى آمنة ، والنصف إلى فاطمة بنت أسد ، فأخر جتني آمنة ، و * ( هامش ) * ( 1 ) للحديث صدر يأتي في فضائل على عليه السلام . ( 2 ) تفسير فرات : 190 . ( 3 ) هكذا في النسختين المطبوعتين ، وفي المصدر : محمد بن احمد بن ابى البلخ . وفي نسخة المصنف : محمد بن احمد بن أبى البلح بالباء وكلها وهم ، والرجل هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن إسماعيل الكاتب أبوبكر المعروف بابن أبى الثلج ، وأبوالثلج هو عبدالله بن اسماعيل ، والرجل مذكور في تراجم الخاصلة كلها ، وقد ذكره ابن حجر في التقريب والتهذيب في جده محمد بن عبدالله ، وفي جميع الراجم ( الثلج ) بالثاء مضافا إلى تصريح العلامة بالضبط في الايضاح . ( 4 ) في نسخة من المصدر : موسى بن مهران . ( 5 ) في المصدر : ثم أخرج النصف الذى لى . [ 8 ] أخرجت فاطمة عليا ، ثم أعاد عزوجل العود إلي فخرجت مني فاطمة ، ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعا فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة . ( 1 ) 8 فر : جعفر بن محمد الاحمسي بإسناده ( 2 ) عن أبي ذر الغفاري ، عن النبي صلى الله عليه وآله في خبر طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال : قلت : يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا ، فقالوا : يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أول ما خلق الله ؟ ( 3 ) خلقكم أشباح نور من نوره في نور ( 4 ) من سناء عزه ، ومن سناء ملكه ، ومن نور وجهه الكريم ، وجعل لكم مقاعد …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 15 من ص 8 سطر 9 الى ص 16 سطر 10 في ملكوت سلطانه ، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية ، والارض مدحية ، ( 5 ) ثم خلق السماوات والارض في ستة أيام ، ثم رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبحون وتقدسون وتكبرون ، ثم خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتى ، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون و تقدسون ، فنسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبير كم وتقديسكم وتمجيدكم ، ( 6 ) فما انزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم ، فلم لا نعرفكم ؟ اقرأ عليا منا السلام وساقه إلى أن قال : ثم عرج بي إلى * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 80 قلت : قال المصنف : أكثر هذه الاخبار تدل على تقدم خلق الارواح على الاسجاد ، وبعضها على عالم المثال ، والله يعلم حقيقة الحال انتهى . وقد أورد ما يناسب المقام من كلام الشيخ المفيد والسيد المرتضى رضى الله عنهما في باب الطينة والميثاق من كتاب العدل راجع ج 5 : 260 276 . ( 2 ) في المصدر : مضعنا عن أبى ذر . ( 3 ) في المصدر : وأنتم أول خلق الله . ( 4 ) في المصدر : من نور في نور . ( 5 ) في المصدر بعد قوله : مدحية زيادة هى : وهو في الموضع الذى ينوى فيه . وفيه : خلق السماوات والارضين . ( 6 ) في المصدر : وانتم تقدسون وتهللون وتكبرون وتسبحون وتمجدون فنسبح ونقدس و نمجد ونهلل بتسبيحكم وتقديسكم وتهليلكم . [ 9 ] السماء السابعة ، فسمعت الملائكة يقولون لما أن رأوني : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، ثم تلقوني وسلموا علي ، وقالوالي مثل مقالة أصحابهم ، فقلت : يا ملائكة ربي سمعتكم تقولون : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، ( 1 ) فما الذي صدقكم ؟ قالوا : يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى لما أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزه ، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا ، ( 2 ) ورسخت في قلوبنا ، فشكونا محبتك إلى الله ، فوعد ربنا ( 3 ) أن يريناك في السماء معنا ، وقد صدقنا وعده . الخبر . ( 4 ) 9 خص : الحسين بن حمدان ، عن الحسين المقري الكوفي ، عن أحمد بن زياد الدهقان عن المخول بن إبراهيم ، عن رشدة بن عبدالله ، عن خالد المخزومي ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه في حديث طويل قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : يا سلمان فهل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للامامة بعدي ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال : يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعت ، وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه ، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسمانا بالخمسة الاسماء من أسائه : الله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، والله الفاطر وهذه فاطمة ، والله ذو الاحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية ، وأرضا مدحية ، أو هواء أو ماء أو ملكا أو بشرا ، وكنا بعلمه نورا نسبحه ونسمع ونطيع . الخبر . 10 كنز : من كتاب الواحدة عن أبي محمد الحسن بن عبدالله الكوفي ، عن جعفر ابن محمد البجلي ، عن أحمد بن حميد ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : فقلت : ملائكة ربى سمعت وأنتم تقولون : الحمد لله الذى صدقنا وعده و اورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء . ( 2 ) في المصدر بعد قوله : سلطانه : واشهدكم على عباده عرض ولايتكم علينا . ( 3 ) في المصدر : فوعدنا ربنا . ( 4 ) تفسير فرات : 134 136 . والحديث طويل . [ 10 ] عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفردفي وحدانيته ، ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ، ثم خلق من ذلك النور محمدا صلى الله عليه وآله وخلقني وذريتي ، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا ، فأسكنه الله في ذلك النور ، وأسكنه في أبداننا ، فنحن روح الله وكلماته ، وبنا احتجب عن خلقه ، فمازلنا في ظللة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولاليل ولا نهار ولا عين تطرف ، نعبده ونقدسه ونسبحه قبل أن يخلق الخلق . الخبر . ( 1 ) 11 كنز : عن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله في كتابه مصباح الانوار ( 2 ) بإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن و الحسين قبل أن لخق آدم عليه السلام حين لاسماء مبنية ، ولا أرض مدحية ، ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار ، فقال العباس : فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا ، ثم مزج النور بالروح ، فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين ، فكنا نسبحه حين لا تسبيح ، ونقدسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور علي ، ونور علي من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والارض فالسماوات والارض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والارض ، ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر ، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس * ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط . ( 2 ) قال المصنف في الهامش : وجدته في المصباح لكنه ليس من الشيخ كما مر في الفهرست انتهى . قلت : ذكر في الفصل الاول من مقدمة الكتاب أنه للشيخ هاشم بن محمد ، وقد ينسب إلى شيخ الطائفة وهو خطأ ، وكثيرا ما يروى عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمى وهو متأخر عن الشيخ بمراتب . راجع ج 1 : 21 قلت : كان الشيخ شاذان في القرن السادس ، لانه ألف كتابه ازاحة العلة في سنة 558 . [ 11 ] والقمر ، ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين ، فالجنة والحوار العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين . الخبر . ( 1 ) 12 مع : القطان ، عن الطالقاني ، ( 2 ) عن الحسن بن عرفة ، عن وكيع ، عن محمد بن إسرائيل ، عن أبي صالح ، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، نسبح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم عليه السلام جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ، ولقدهم بالخطيئة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح عليه السلام السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم عليه السلام في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة ( 3 ) إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب ، فقسمنا بنصفين ، فجعلني في صلب عبدالله ، وجعل عليا في صلب أبي طالب ، وجعل في النبوة والبركة ، وجعل في علي الفصاحة والفروسية ، وشق لنا اسمين من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، والله الاعلى وهذا علي . ( 4 ) 13 مع : المكتب ، عن الوراق ، عن بشر بن سعيد ، عن عبدالجبار بن كثير ، عن محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة ، عن الصادق عليه السلام قال : إن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام ، وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا وقد انشعب ( 5 ) منه شعاع لامع ، فقالت : إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟ * ( هامش ) * ( 1 ) كنز جامع الفوائد مخطوط . ( 2 ) هكذا في النسخ . وفيه وهم لان الموجود في المعانى : ابونصر أحمد بن الحسين بن أحمد ابن عبيد النيسابورى المروانى قال : حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن مهران السراج ، و القطان كما عرفت في الفصل الرابع من مقدمة الكتاب أحمد بن الحسن ، والطالقانى هو محمد بن ابراهيم بن اسحاق وكلاهما من مشائخ الصدوق ، لا يروى أحدهما عن الاخر . ( 3 ) في نسخة من المصدر : أصلاب طيبة . ( 4 ) معانى الاخبار : 21 . ( 5 ) في المصدر : قد انشعب . [ 12 ] فأوحي الله عزوجل لاليهم : هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة ، فأما النبوة ( 1 ) فلمحمد عبدي ورسولي ، وأما الامامة فلعلي حجتي ووليي ، ولو لاهما ما خلقت خلقي الخبر . ( 2 ) 14 ما : المفيد ، عن علي بن الحسين البصري ، عن أحمد بن إبراهيم القمي ، ( 3 ) عن محمد بن علي الاحمر ، عن نصر بن علي ، ( 4 ) عن حميد ، عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : كنت أنا وعلي عن يمين العرش ، نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرن وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبدالمطلب ، فقسمنا قسمين : فجعل في عبدالله نصفا ، وفي أبي طالب نصفا ، وجعل النبوة والراسلة في ، وجعل الوصية والقضية في علي ، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه : فالله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا علي ، فأنا للنبوة والرساله ، وعلي للوصية والقضية . ( 5 ) 15 ما : الفحام ، عن محمد بن أحمد الهاشمي ، عن عيسى بن أحمد بن عيسى ، عن أبي الحسن العسكري ، ( 6 ) عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أما النبوة . ( 2 ) معانى الاخبار : 100 . ( 3 ) في المصدر : حدثنا أبوبشر محمد بن ابراهيم القمى . والظاهر أنه سهو من النساخ ، لان أبا بشر اسمه أحمد ، وأما توصيفه بالقمى فهو وهم ، والصحيح العمى بالعين ، والرجل هو أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن المعلى بن أسد العمى البصرى أبوبشر ، والعمى نسبة إلى العم لقب مرة بن مالك بن حنظلة ابي قبيلة . راجع ترجمته فهارس النجاشى والشيخ وابن النديم وخلاصة العلامة وغيره . ( 4 ) في المصدر : نصر بن على ، عن عبدالوهاب بن محمد ، عن حميد . ( 5 ) امالى ابن الشيخ : 115 . ( 6 ) في المصدر : أبوموسى عيسى بن أحمد بن عيسى المنصورى قال : حدثنى الامام على بن محمد قال : حدثنى أبى محمد بن على إه . ثم ذكر الائمة إلى على عليهم السلام . [ 13 ] يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم ، فأفرغ ذلك النور في صلبه ، فأفضى به إلى عبدالمطلب ، ثم افترق من عبدالمطلب أنا في عبدالله ، وأنت في أبي طالب ، لا تصلح النبوة إلا لي ، ولا تصلح الوصية إلا لك ، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي ، ومن جحد نبوتي كبه الله ( 1 ) على منخريه في النار . ( 2 ) 16 ما : بإسناده عن أنس بن مالك ( 3 ) قال : قلت للنبي صلى الله عليه وآله : يا رسول الله علي أخوك ؟ قال : نعم علي أخي ، قلت : يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك ؟ قال : إن الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام ، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه ( 4 ) إلى أن خلق آدم ، فلما خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم ، ( 5 ) إلى أن قبضه الله ، ثم نقله إلى صلب شيث ، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر ( 6 ) حتى صار في عبدالمطلب ، ثم شقه الله عزوجل * ( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أكبه الله . ( 2 ) أمالى ابن الشيخ : 185 . ( 3 ) الحديث مسند في المصدر أخرجه المصنف مرسلا للاختصار ، والاسناد هكذا : حدثنا الشيخ السعيد الوالد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن على بن خشيش قال : حدثنا أبوالحسن على بن القاسم ابن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر بن ابراهيم القيسى الخزاز املاء في منزله قال : حدثنا أبوزيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلمى املاء ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن حبر القواس خال ابن كردى ، قال : حدثنا محمد بن سلمة الواسطى قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك . ثم ذكر جملا يتعلق بالفضائل تركه المصنف واورده في موضعه . قوله : ( ابن خشيش ) هكذا في مواضع ، وفي مواضع اخر ( ابن خنيس ) بالخاء فالنون ثم الياء فالسين وظاهر المصنف في المقدمة أنه ابن حشيش بالحاء فعلى اى نسبه في الامالى : 195 هكذا : محمد بن على بن خشيش بن نصر بن جعفر بن ابراهيم التميمى . ( 4 ) فيه اضطراب وغموض ظاهر ، ولعل المراد أن محل لؤلؤة خضراء كان مخفيا عن الملائكة وان كان ظاهرا في غامض علمه . والمراد من غامض علمه علم لم يكن يظهره لغيره . ( 5 ) اجراء الماء في صلب آدم ايضا يحتمل أن يكون كناية عن الاستعداد لخروج تلك الانوار منه كما عرفت منه رحمه الله . ( 6 ) في المصدر : من طهر إلى طهر . وفيه : في صلب عبدالمطلب . [ 14 ] نصفين : فصار نصفه في أبي عبدالله بن عبدالمطلب ، ونصفه في ابي طالب ، فأنا من نصف الماء وعلي من النصف الآخر فعلي أخي في الدنيا والآخرة . ثم قرأ رسوله صلى الله عليه وآله : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) . ( 1 ) اقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في بدء خلقه صلى الله عليه وآله في كتاب أحوال أميرالمؤمنين عليه السلام وكتاب الامامة . 17 ع : القطان ، عن ابن زكريا ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وهو روح إلى الانبياء عليهم السلام وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام ؟ قلت : بلى ، قال : أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته و اتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك ، وأو عد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار ؟ فقلت : بلى . الخبر . ( 2 ) 18 مع : بإسناده عن ابن مسعود ( 3 ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأكسنه جنته وزوجه حواء أمته فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات ، قال آدم : يا رب من هؤلاء ؟ قال الله عزوجل له : هؤلاء الذين إذاتشفع بهم إلي خلفي شفعتهم فقال آدم : يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ قال : أما الاول فأنا المحمود وهو محمد ، و * ( هامش ) * ( 1 ) امالى ابن الشيخ : 197 و 198 . ( 2 ) علل الشرائع : 65 والحديث طويل يأتى في محله . ( 3 ) الحديث في المصدر مسند ترك اسناده اختصارا والاسناد هذا : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمى الكوفى ، قال : حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفى ، قال حدثنا الحسن بن على بن سعيد الهاشمى الكوفى ، قال : حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفى ، قال حدثنا الحسن بن على بن الحسين بن محمد ، قال : حدثنا ابراهيم بن الفضل بن جعفر بن على بن ابراهيم بن سليمان بن عبدالله ابن العباس ، قال : حدثنا الحسن بن على الزعفرانى البصرى قال : حدثنا سهل بن بشار ( يسارخ ل ) قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن على الطالقانى قال : حدثنا محمد بن عبدالله مولى بنى هاشم ، عن محمد ابن اسحاق ، عن الواقدى ، عن الهذيل ( الهذلى خ ل ) عن مكحول ، عن طاوس ، عن ابن مسعود . [ 15 ] الثاني فأنا العالي الاعلى ( 1 ) وهذا علي ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع فأنا المحسن وهذا حسن ، والخامس فأنا ذو الاحسان وهذا حسين ، كل يحمد الله عز وجل . ( 2 ) أقول : سيأتي في ذلك أخبار كثيرة في كتاب الامامة . 19 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن على بن مهدي وغيره ، عن محمد بن علي بن عمرو ، ( 3 ) عن أبيه ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن ابن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ألا إني عبدالله وأخو رسوله ، وصديقه الاول ، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الاول في امتكم حقا ، فنحن الاولون و نحن الآخرون . الخبر . ( 4 ) 20 فس : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : أول من سبق من الرسل إلى ( بلى ) رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى . الخبر . ( 5 ) 21 ع : الصائغ ، ( 6 ) عن أحمد الهمداني ، عن جعفر بن عبيدالله ، عن ابن محبوب عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : بأي شئ سبقت الانبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال : إني كنت أول من أقر بربي جل جلاله ، وأول من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيين ، وأشهدهم * ( هامش ) * ( 1 ) المصدر خال عن قوله : الاعلى . ( 2 ) معانى الاخبار : 21 . ( 3 ) في المصدر : عمرو بن طريف الحجرى . ( 4 ) المجالس والاخبار : 42 والحديث طويل . ( 5 ) تفسير القمى : 229 . ( 6 ) الصائغ كما قال المصنف في الفصل الرابع من مقدمة الكتاب هو عبدالله بن محمد ، و الموجود في المصدر : الحسن بن على بن أحمد الصائغ ، فالظاهر أنه وهم فيه . [ 16 ] على أنفسهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، فكنت أول نبي قال ( بلى ) فسبقتهم إلى الاقرار بالله عزوجل . ( 1 ) ير : ابن محبوب عن صالح مثله . ( 2 ) شى : عن صالح مثله . ( 3 ) 22 ع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما أراد الله عزوجل أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ، ثم قال لهم : من ربكم ؟ فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام والائمة صلوات الله عليهم أجمعين ، فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثم قال للملائكة : هؤلاء حملة ديني وعلمي وامنائى في خلقي ، وهم المسؤولون ، ثم قال لبني آدم : ( 4 ) أقروا لله بالربوبية ، ولهؤلاء النفر بالطاعة والولاية ، …………………………………………………………………. -بحار الانوار مجلد: 15 من ص 16 سطر 11 الى ص 24 سطر 11 فقالوا : نعم ربنا أقررنا ، فقال الله جل جلاله للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن لا يقولوا غدا : إنا كنا عن هذا غافلين ، أو يقولوا : إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطون ، يا داود الانبياء مؤكدة عليهم في الميثاق . ( 5 ) 23 ير : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن صالح بن سهل ، ( 6 ) شن أبي عبدالله عليه السلام قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله بأي شئ سبقت ولد آدم ؟ قال : إني أول من أقر ببلى ، إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، فكنت أول من أجاب . ( 7 ) * ( هامش ) * ( 1 ) معانى الاخبار : 52 و 53 . ( 2 ) بصائر الدرجات : 24 . ( 3 ) تفسير العياشى مطوط . ( 4 ) في المصدر : تم قيل لبنى آدم . ( 5 ) علل الشرائع : 50 وفيه : والانبياء مؤكدة اه . ( 6 ) في المصدر : سعدان بن مسلم ، عن سهل بن صالح قلت : هو مقلوب ، والرجل هو صالح بن سهل الهمدانى الذى رماه ابن الغضائرى بالكذب ووضع الحديث . وتقدم الحديث عنه عن العلل . ( 7 ) بصائر الدرجات : 23 . [ 17 ] 24 شئ عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله الله : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ) إلى ( قالوا بلى ( 1 ) ) قال : كان محمد عليه وآله السلام أول من قال بلى ( 2 ) . 25 فس : قال الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم ) الآية ، كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية ، ولرسوله بالنبوة ، ولاميرالمؤمنين والائمة بالامامة ، فقال : ألست بربكم ، ومحمد نبيكم ، وعلي إمامكم ، والائمة الهادون أئمتكم ؟ فقالوا : بلى ، فقال الله : ( ( أن تقولوا يوم القيامة ) أي لئلا تقولوا يوم القيامة ( إنا كنا عن هذا غافلين ) فأول ما أخذ الله عزوجل الميثاق على الانبياء له بالربوبية وهو قوله : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ) فذكر جملة الانبياء ثم أبرز أفضلهم بالاسامي ، فقال : ( ومنك ) يا محمد ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وآله لانه أفضلهم ( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) فهؤلاء الخمسة أفضل الانبياء ، ورسول الله أفضلهم ، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله على الانبياء ( 3 ) بالايمان به ، وعلى أن ينصروا أميرالمؤمنين ، فقال : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم ) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ( لتؤمنن به ولتنصرنه ) يعني أميرالمؤمنين عليه السلام ، تخبروا اممكم بخبره وخبر وليه والائمة ( 4 ) . 26 ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن موسى بن عمر ( 5 ) ، عن ابن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن بكير قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام : هل تدري ما كان الحجر ؟ قال : قلت لا ، قال : كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة عند الله عزوجل ، فلما أخذ الله * ( هامش ) * ( 1 ) هكذا في نسخة المصنف وغيره ، والصحيح كما في البرهان ، إلى قوله : ( قالوا بلى ) . ( 2 ) تفسير العياشى : مخطوط . وقد أخرجه وغيره البحرانى في البرهان 2 : 50 . ( 3 ) على الانبياء له خ ل . ( 4 ) تفسير القمى : 229 ، 230 ، في المصدر : وخبر وليه من الائمة ، قلت : قوله : ( أمير المؤمنين ) تأويل للاية ، والا فالظاهر يخالفه ، وعلى أى فالحديث مرسل كما ترى . ( 5 ) في المصدر : موسى بن عمر ( عمران خ ل ) . [ 18 ] الميثاق من الملائكة له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي بالوصية اصطكت فرائص الملائكة ، وأول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ، ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه ، فلذلك اختاره الله عزوجل من بينهم ، وألقمه الميثاق ، فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق ، وعين ناظره ، وليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان ، وحفظ الميثاق ( 1 ) . أقول : سيأتي الخبر بتمامه مع سائر الاخبار في ذلك في كتاب الامامة وكتاب الحج إن شاء الله تعالى . 27 ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما قبض الله نبينا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته من عصبته ( 2 ) ، وأمرني أن اوصي ، فقلت : إلى من يا رب ؟ فقال : أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب ، فإني قد أثبته في الكتب السالفة ، وكتبت فيها أنه وصيك ، وعلى ذلك أخذت ميثاق الخلائق ( 3 ) ومواثيق أنبيائي ورسلي ، أخذت مواثيقهم لي بالربوبية ، ولك يا محمد بالنبوة ، ولعلي بن أبي طالب بالولاية ( 4 ) . أقول : سيأتي سائر الاخبار في ذلك في كتاب الامامة ، فإن ذكرها في الموضعين يوجب التكرار . 28 كا : أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيدالله ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبدالله ( 5 ) ، عن علي بن حديد ، عن مرازم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي * ( هامش ) * ( 1 ) علل الشرائع : 148 . ( 2 ) في المصدر : حتى أمره الله أن يوصى إلى أفضل عشيرته من عصبته . ( 3 ) الخلائف خ ل . ( 4 ) أمالى ابن الشيخ : 63 و 64 . ( 5 ) في الكافى : الحسين بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى ومحمد بن عبدالرحمن ، وفي مرآة العقول : الحسين بن عبيدالله ( عبدالله خ ل ) عن محمد بن عيسى ومحمد بن عبدالله ( عبدالرحمن خ ل ) . [ 19 ] وبحري ، فلم تزل تهللني وتمجدني ، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة ، فكانت تمجدني وتقدسني وتهللني ، ثم قسمتها ثنتين ، وقسمت الثنتين ثنتين ، فصارت أربعة : محمد واحد ، وعلي واحد ، والحسين والحسين ثنتان ، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها ( 1 ) روحا بلا بدن ، ثم مسحنا بيمينه ( 2 ) فأفضى نوره فينا ( 3 ) . 29 كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن عبدالله بن إدريس ، عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الاشياء فأشهدهم خلقها ( 4 ) ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض امورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ، ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ( 5 ) ، ثم قال : يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد ( 6 ) . 30 ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن داود بن القاسم ، عن عبدالله بن الفضل ، عن هارون بن عيسى بن بهلول ، عن بكار بن محمد بن شعبة ، عن أبيه ، عن بكر بن عبدالملك ( 7 ) ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أميرالمؤمنين عليهم السلام قال : * ( هامش ) * ( 1 ) هذا يخالف بعض الاحاديث السابقة . ( 2 ) مسح الله باليمين كناية عن جعلهم ذا اليمن والبركة . ( 3 ) الاصول 1 : 440 . ( 4 ) أى خلقها بحضرتهم واطلعهم على أطوار الخلق وأسراره . قوله : ( وأجرى ) أى أوجب . ( 5 ) سيأتى في المجلد الامامة في فصل بيان التفويض ومعانيه شرح من المصنف حول الحديث ، وسيأتى هنا لك تحقيق حول التفويض . ( 6 ) الاصول 1 : 441 . ( 7 ) في إسناد الحديث اختصار ، وتفصيله كما في المصدر هكذا : أخبرنا جماعة عن أبى المفضل ، قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبوالحسين العبرتائى الكاتب ، قال : حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم أبى المفضل ، قال : حدثنا عبيدالله بن الفضل أبوعيسى النبهانى بالقسطاس ، قال : حدثنا هارون ابن عيسى بن بهلول المصرى الدهان ، قال : حدثنا بكار بن محمد بن شعبة اليمانى ، قال : أبى منحمد ابن شعبة الذهلى قاضى اليمامة ، قال : حدثنى بكر بن الملك الاعنق البصرى . [ 20 ] قال رسول الله صلى الله عليه وآله . يا علي خلق الله الناس من أشجار شتى ، وخلقني وأنت من شجرة واحدة ، أنا أصلها وأنت فرعها ، فطوبى لعبد تمسك بأصلها ، وأكل من فرعها ( 1 ) . 31 ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني ( 2 ) ، عن عثمان بن عبدالله ، عن عبدالله بن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله قال : بينا النبي صلى الله عليه وآله بعرفات ، وعلي عليه السلام تجاهه ونحن معه ، إذ أو مأ النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال : ادن مني يا علي ، فدنا منه ، فقال : ضع خمسك يعني كفك في كفي ، فأخذ بكفه ، فقال : يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها ، وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة ( 3 ) . 32 ما : الغضائري ، عن علي بن محمد العلوي ، عن الحسن بن علي بن صالح ( 4 ) ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ، عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ، عن الحسن بن علي عليه السلام قال : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : خلقت من نور الله عزوجل ، وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبيهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار ( 5 ) ، ( 6 ) . 33 ما : الغضائري ، عن علي بن محمد العلوي ، عن عبدالله بن محمد ، عن الحسين ، عن أبي عبدالله بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زياد العطار ، عن محمد بن مروان الغزال ، عن عبيد بن يحيى ، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن ، عن جده الحسن بن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن في الفردوس لعينا أحلى من الشهد ، وألين من الزبد ، وأبرد من * ( هامش ) * ( 1 ) المجالس والاخبار : 34 . ( 2 ) في المصدر : عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم بن حماد الخطيب المدائنى قال : حدثنا عثمان بن عبدالله أبو عمرو العثمان . ( 3 ) المجالس والاخبار : 34 . ( 4 ) في المصدر : الحسين بن صالح بن شعيب الجوهرى . ( 5 ) في نسخة : من النار . ( 6 ) المجالس والاخبار : 57 . [ 21 ] الثلج ، وأطيب من المسك ، فيها طينة خلقنا الله عزوجل منها ، وخلق شيعتنا منها ، فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا ولا من شيعتنا ، وهي الميثاق الذي أخذ الله عزوجل على ولاية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) . 34 كتاب فضائل الشيعة بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لابليس : ( أستكبرت أم كنت من العالين ) فمن هم يا رسول الله ؟ الذين هم أعلى من الملائكة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسين والحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزوجل آدم بألفي عام ( 2 ) . فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملاكة أن يسجدوا له ، ولم يأمرنا بالسجود ، فسجدت الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : ( أستكبرت أم كنت * ( هامش ) * ( 1 ) المجالس والاخبار : 57 ، في المصدر : أخذ الله عليه ولاية ، وفي ذيل الحديث : قال عبيد : فذكرت لمحمد بن الحسين هذا الحديث ، فقال : صدقك يحيى بن عبدالله ، هكذا أخبرنى أبى ، عن جدى ، عن أبيه ، عن النبى صلى الله عليه وآله ، قال عبيد : قلت : أشتهى أن تفسره لنا إن كان عندك تفسير ، قال : نعم ، أخبرنى أبى ، عن جدى ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن لله تعالى ملكا رأسه تحت العرش ، وقدماه في تخوم الارض السابعة السفلى ، بين عينيه راحة أحدكم ، فاذا أراد الله عزوجل أن يخلق خلقا على ولاية على بن أبى طالب عليه السلام أمر ذلك الملك فأخذ من تلك الطينة فرمى بها في النطفة ، حتى تصير إلى الرحم ، منها يخلق وهى الميثاق والسلام إنتهى قلت : قوله : لمحمد بن الحسين ، قد سقط ( على ) من البين في الطبع ، والصحيح لمحمد بن على بن الحسين عليهم السلام ، وقد ذكر الحديث تارة اخرى في الامالى : 194 باسناده عن أبى منصور مهران العطار ، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن عن أبيه وعن جعفر بن محمد عليه السلام ، وفي ذيله : قال عبيد : فذكرت ذلك لمحمد ب نعلى بن الحسين بن على عليهم السلام هذا الحديث إه . قوله : إن في الجنة اه ) يخالف الحديث الاول وغيره حيث أن الحديث الاول يدل على أن خلقهم كان قبل الجنة والنار ، ولعله يحمل على الخلق في بعض مراتب الوجود ، فالاول يدل على الخلق في عالم الانوار ، والثانى على خلق طينتهم ومادتهم بعد ما خلق أنوارهم من قبل . ( 2 ) هذا لا ينافى ما تقدم في الحديث الاول من أن نور محمد صلى الله عليه وآله خلق قبل آدم وقبل العرش بآلاف سنة ، لان نوره انتقل إلى سرادق العرش بعد خلق العرش ، وليس في الحديث ( إنا خلقنا ) بل فيه : ( كنا ) . [ 22 ] من العالين ) أي من

    رد

اترك رداً على zmzmzm إلغاء الرد